|
٣٤ { الذين } اى هم الذين { يحشرون على وجوههم الى جهنم } اى يحشرون كائنين على وجوههم يسحبون عليها ويجرّون الى جهنم : يعنى [ روى برزمين نهاده ميروند بسوى دوزخ ] وفى الحديث ( يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة اصناف صنف على الدواب وصنف على الاقدام وصنف على الوجوه ) فقيل يا نبى اللّه كيف يحشرون على وجوههم فقالت ( ان الذى امشاهم على اقدامهم فهو قادر على ان يمشيهم على وجوههم ) { اولئك } [ آن كروه ] { شر مكانا } [ برترازروى مكان يعنى مكان ايشان برترست ازمنازل مؤمنان كه دردنيا داشتند وايشان طعنه مى زدنكه ] { أى الفريقين خير مقاما واحسن نديا } وقال تعالى { فسيعلمون من هو شر مكانا } اى من الفريقين بان يشاهدوا الامر على عكس ماكانوا يقدرونه فيعلمون انهم شرك مكانا لاخير مقاما { واضل سبيلا } واخطأ طريقا من كل احد : وبالفارسية [ وكج تر وناصوا بترند از جهت راه جه راه ايشان مفضى بآتش دوزخست ] والاظهر ان التفضيل للزيادة المطلقة . والمعنى اكثر ضلالا عن الطريق المستقيم وجعل مكانهم شرا ليكون ابلغ من شرارتهم وكذا وصف السبيل بالاضلال من باب الاسناد المجازى للمبالغة ، واعلم انهم كانوا يضللون المؤمنين ولذا قال تعالى حكاية { وانا واياكم لعلى هدى او فى ضلال مبين } فاذا افضى طريق المؤمنين الى الجنة وطريقهم الى النار يتبين للكل حال الفريقين : قال الصائب واقف بميشوند كه كم كرده اند راه ... تارهروان بر اهنمايى نمى رسند والمميز يوم القيامة هو اللّه تعالى فانه يقول { وامتازوا اليوم ايها المجرمون } ولما استكبر الكفار واستعلوا حتى لم يخروا لسجدة اللّه تعالى حشرهم اللّه تعالى على وجوههم ولما تواضع المؤمنون رفعهم اللّه على النجائب فمن هرب عن المخالفة واقبل الى الموافقة نجا ومن عكس هلك واين يهرب العاصى واللّه تعالى مدركه ، قال احمد بن ابى الجوارى كنت يوما جالسا على غرفة فاذا جارية صغيرة تقرع الباب فقلت من بالباب فقالت جارية تسترشد الطريق فقلت طريق النجاة ام طريق الهرب فقالت يابطال اسكت فهل للهرب طريق وانما يهرب العبد فهو فى قبضة مولاه فعلى العاقل ان يهرب فى الدنيا الى خير مكان حتى يتخلص فى الآخرة من شر مكان وخير مكان فى الدنيا هو المساجد ومجالس العلوم النافعة فان فيها النفحات الالهية : قال المولى الجامى قدس سره مانداريم مشامى كه توانيم شنيد ... ورنه هردم رسداز كلشن وصلت نفحات نسأل اللّه نفحات روضات التوحيد وروائح حدائق التفريد. |
﴿ ٣٤ ﴾