|
٤٤ { أم تحسب } بل أتظن : وبالفارسية [ بلكه كما ميبرى ] { ان اكثرهم يسمعون } مايتلى علهيم من الآيات حق سماع { او يعقلون } مافى تضاعيفها من المواعظ الزاجرة عن القبائح الداعية الى المحاسن فتهتم بشأنهم وتمطع فى ايمانهم وتخصيص الاكثر لانه كان منهم من آمن ومنهم من عقل الحق وكابر استدبارا وخوفا على الرياسة ، قال ابن عطاء رحمه اللّه لا تظن انك تسمع نداءك انما تسمعهم ان سمعوا نداء الازل والا فان نداءك لهم ودعوتك لا تغنى عنهم شيأ واجابتهم دعوتك هو بركة جواب نداء الازل ودعوته فمن غفل واعرض فانما هو لبعده عن محل الجواب فى الازل { ان هم } ما هم فى عدم انتفاعهم بما يقرع آذانهم من قوارع الآيات وانتفاء التدبير فما يشاهدونه من الدلائل والمعجزات { الا كالانعام } الا كالبهائم التى هى مثل فى الغفلة وعلم فى الضلالة. وفى التأويلات النجمية ليس لهم نهمة الا فى الاكل والشرب واستجلاب حظوظ النفس كالبهائم التى نهمتها الا كل والشرب { بل هم اضل سبيلا } من الانعام لانها تنقاد لمن يقودها وتميز من يحسن اليها وتطلب ما ينفعها وتجتنب ما يضرها وهؤلاء لاينقادون لربهم ولا يعرفون احسانه من اساءة الشيطان ولا يطلبون الثواب الذى هو اعظم المنافع ولا يتقون العقاب الذى هو اشد المضار ولانها لم تعتقد حقا ولم تكتسب خيرا ولا شرا بخلاف هؤلاء ولان جهالتها لا تضر باحد وجهالة هؤلاء تؤدى الى هيج الفتن وصد الناس عن الحق ولانها غير متمكنة من طلب الكمال فلا تقصير منها ولا ذم وهؤلاء مقصرون مستحقون اعظم العقاب على تقصيرهم ، واعلم ان اللّه تعالى خلق الملائكة وعلى العقل جبلهم وخلق البهائم وركب فيها الشهوة وخلق الانسان وركب فيه الامرين اى العقل والشهوة فمن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم ولذا قالى تعالى { بل اضل سبيلا } لان الانسان بقدمى العقل والمغلوب والهوى ينقل الى اسفل دركه لا تبلغ البهائم الهيا بقدم الشهوة فقط ومن غلب عقله هواه اى شهوته فهو بمنزلة الملائكة الذين لا يعصون اللّه مامرهم ويفعلون ما يؤمرون ومن كان غالبا على امره فهو خير من الملائكة كما قال تعالى { اولئك خير البرية } كما قال فى المثنوى در حديث آمد كه يزدان مجيد ... خلق عالم را سه كونه آفريد يك كروه را جمله عقل وعلم وجود ... آنو فرشته است اوندادا جزسجود نيست اند عنصر ش حرص وهوا ... نور مطلق زنده از عشق خدا يك كروه ديكر از دانش تهى ... همجو حيوان ازعلف در فربهى او نييند جز كه اصطبل وعلف ... از شقاوت غافلست و از شرف اين سوم هست آدمى زاد وبشر ... از فرشته نيمى ونيمى ز حز نيم خر خود مائل سفلى بود ... نيم ديكر مائل علوى شود آن دوقسم آسوده ازجنبك وخراب ... وين بشر باد ومخالف در عذاب واين بشرهم زامتحان قسمت شدند ... آدمى شكلند وسه امت شدند يك كروه مستغرق مطلق شدست ... همجو عيسى باملك ملحق شدست نقش آدم ليك معنى جبرئيل ... رسته ازخشم وهوا وقال وقيل قسم ديكر باخران محلق شدند ... خشم محض وشهوت مطلق شدند وصف جبريلى درايشان بود رفت ... تنك بود آن خانه وآن وصف رفت نام ( كالانعام ) كرد آن قوم را ... زانكه نسبت كو بيقظه نوم را روح حيوانى ندارد غير نوم ... حسهاى منعكس دارند قوم ماند يك قسمى دكر اندر جهاد ... نيم حيوان نيم حى بارشاد روزوشب درجنك واندر كشمش ... كرده جاليش آخرش ياولش فعلى العاقل الاحتراز عن الافعال الحيوانية فانها سبب لزوال الجاه الصورى والمعنوى ، سئل بعض البرامكة عن سبب زوال دوالتهم قال نوم الغدوات وشرب العيشات ، وقيل لى وانا مراقب بعد صلاة الفجر من لم يترك النو اى من لم يترك الراحة الظاهرة مطلقا ومال كالحيوان الى الدعة الحضور لم يتخلص من الغفلة فمدار الخلاص هو ترك الراحة والعمل بسبيل مخالفة النفس والطبيعة. |
﴿ ٤٤ ﴾