٣

{ لعلك باخع نفسك } لعل للاشفاق اى الخوف واللّه تعالى منزه عنه فهو بالنسبة الى النبى عليه السلام يقال بخع نفسه قتلها غما وفى الحديث ( اتاهم اهل اليمن هم ارق قلوبا وابخع طاعة ) فكانهم فى قهرهم نفوسهم بالطاعة كالباخعين اياها واصل البخع ان يبلغ بالذبح والبخاع وذلك اقصى حد الذبح وهو بالكسر عرق فى الصلب غير النخاع بالنون مثلثة فانه الخيط الذى فى جوف الفقار ينحدر من الدماغ ويتشعب منه شعب فى الجسم والمعنى اشفق على نفسك وخف ان تقلتها بالحزن بلا فائدة وهو حث على ترك التأسف وتصبير وتسل له عليه السلام ، قال الكاشفى [ جو قريش قرآ نرا ايمان نياوردند وحضرت رسالت سبحانه وتعالى بجهت تسلى دل مقدس وى فرمودكه مكرتو يا محمد هلاك كننده وكشنده نفس خودرا ]

{ ان لايكونوا مؤمنين } مفعول له بحذف المضاف اى خيفة ان لايؤمن قريش بذلك الكتاب المبين فان الخوف والحزن لا ينفع فى ايمان من سبق حكم اللّه بعدم ايمانه كما ان الكتاب المبين لم ينفع فى ايمانه فلا تهتم فقد بلغت ، قال فى كشف الاسرار [ اى سيد اين مشتى بيكانكان كه مقهور سطوت وسياست ماند ومطر وددركاه عزت ما تودل خويش بايشان جرا مشغول دارى وازانكار ايشان برخود جرا رنج نهى ايشانرا بحكم ما تسليم كن وباشغل من آرام كير ].

وفى التأويلات النجمية يشير الى تأديب النبى عليه السلام لئلا يكون مفرطا فى الرحمة والشفقة على الامة فانه يؤدى الى الركون اليهم ان التفريط فى ذلك يؤدى الى الفظاعة وغلظ القلب بل يكون مع اللّه مع المقبل والمدبر

ترا مهر حق بس زجمله جهان ... برو ازنقوش سوى ساده باش

بهار وخزانرا همه در كذر ... جوسرو سهى دائم آزاده باش

ثم بين ان ايمانهم ليس مما تعلقت به مشيئة اللّه تعالى.

﴿ ٣