|
٣٨ { قال يايها الملؤا } [ اى اشراف قوم من ] { ايكم يأتينى بعرشها } [ كدام شما مى آرد تخت بلقيس را ] { قيل ان يأتونى } حال كونهم { مسلمين } لانه قد اوحى الى سليمان انها تسلم لكن اراد ان يريها بعض ماخصه اللّه تعالى به من العجائب الدالة على عظم القدرة وصدقه فى دعوى النبوة فاستدعى اتيان سريرها الموصى بالحفظ قبل قدومها : وفى المثنوى جونكه بلقيس ازدل وجان عز كرم ... بر زمان رفته هم افسوس خورد ترك مال وملك كرد او آنجنان ... كه بترك نام وننك آن عاشقان هيج مال وهيج مخن هيج رخت ... ميدريغش نامه الاجزكه تحت بس سليمان از دلش آكاه شاد ... كز دل او تادل او راه شد ديد از دورش كه آن تسليم كيش ... تلخش آمد فرقت آن تخت خويش از بزركى تخت كز حد مى فزود ... نقل كردن تخت را امكان نبود خرده كارى بود وتفريقش خطر ... همجوا اوصال بدن بايكديكر بس سليمان كفت كرجه فى الاخير ... سرد خواهد شد برو تاج وسرير ليك خود باين همه بر نقد حال ... جست بايد تخت اورا انتقال تانكردد خسته هنكام لقا ... كودكانه حاجتش كردد روا وفى التأويلات النجمية يشير الى سليمان عليه السلام كان واقفا على ان فى امته من هو اهل الكرامة فاراد ان يظهر كرامته ليعلم ان فى امم الانبياء من يكون اهل الكرامات فلا ينكر مؤمن كرامات الاولياء كما انكرت المعتزلة فان ادنى مفسدة الانكار حرمان من درجة الكرامة كحرمان اهل البدع والاهواء منها ولايظنن جاهل ان سليمان لم يكن قادرا على الاتيان بعرشها ولم يكن له ولاية هذه الكرامات فانه امرهم بذلك لاظهار اهل الكرامات من امته ولان كرامات الاولياء من جملة معجزات الانبياء فانها دالة على صدق نوبتهم وحقيقة دينهم ايضا انتهى ، قال الشيخ داود القيصرى رحمه اللّه خوارق العادات قلما تصدر من الاقطاب الخلفاء بل من وزرائهم وخلفائهم لقيامهم بالعبودية التامة واتصافهم بالفقر الكلى فلا يتصرفون لانفسهم فى شىء ومن جملة كمالات الاقطاب ومنن اللّه عليهم ان لايبتليهم بصحبة الجهلاء بل يرزقهم صحبة العلماء والامناء يحملون عنهم اثقالهم وينفذون احكامهم واقوالهم كآصف وسليمان ، وقال بعض العارفين لايلزم لمن كان كامل زمانه ان يكون له التقدم فى كل شىء وفى كل مرتبة كما اشار اليه عليه السلام بقوله فى قصة تأبير النخل ( انتم اعلم بامور دنياكم ) فذلك لايقدح فى مقام الكامل لان التفرد بكل كمال لحضرة الالوهية والربوبية وماسواه وسيم بالعجز والنقص ولكل احد اختصاص من وجه فى الكمال الخاص كموسى والخضر عليهما السلام وان كان الكليم افضل زمانه كسليمان عليه السلام فانظر سر الاختصاص فو قوله { ففهمناها سليمان } مع الخليفة ابيه داود حين اختلف رجل وامرأة فى ولد لهما اسود فقالت المرأة هو ابن هذا الرجل وانكر الرجل فقال سليمان هل جامعتها فى حال الحيض فقال نعم قال هو لك وانما سود اللّه وجهه عقوبة لكما فهذا من باب الاختصاص |
﴿ ٣٨ ﴾