|
٤٣ { وصدها ما كانت تعبد من دون اللّه } بيان من جهته تعالى لما كان يمنعها من اظهار مادعته من الاسلام الى الآن اى صدها ومنعها عن ذلك عبادتها القديمة للشمس متجاوزة عبادة اللّه تعالى { انها كانت من قوم كافرين } تعليل لسببية عبادتها المذكور للصد اى انها كانت من قوم راسخين فى الكفر ولذلك لم تكن قادرة على اسلامها وهى بين ظهرانيهم الى ان دخلت تحت ملك سليمان اى فصارت من قوم مؤمنين : وفى المثنوى جون سليمان سوى مرغان سبا ... يك صفيرى كرد بست آن جمله را جز مكر مرغى كه بد بيجان وبر ... ياجو ماهى كنك بد از اصل وكر وفى الآية دلالة على ان اشتغال المرء بالشىء يصده عن فعل ضده وكانت بلقيس تعبد الشمس فكانت عبادتها اياها تصرفها عن عبادة اللّه فلا ينبغى الاغراق فى شىء الا ان يكون عبادة اللّه تعالى ومحبته فان الرجل اذا غلب حب ماسوى اللّه على قلبه ولم يكن له رادع من عقل او دين اصمه حبه واعماه كما عليه السلام ( حبك الشىء يعم ويصم ) روى ان سليمان امر قبل قدومها فبنى له على طريقها قصر صحنه من زجاج ابيض واجرى من تحته الماء والقى فيه السمك ونحوه من دواب البحر [ جنانكه صحن ان خانه همه آب مينمود ] ووضع سريره فى وسطه فجلس عليه وعكف عليه الطير والجن والانس [ جون بلقيس بدر كوشك رسيد ] |
﴿ ٤٣ ﴾