٦٠

{ ام } منقطعة مقدرة ببل والهمزة

{ من } موصولة مبتدأ خبره محذوف وكذا فى نظائرها الآتية . والمعنى بل ام من

{ خلق السموات والارض } التى هى اصول الكائنات ومبادى المنافع خير ام ما يشركون . يعنى ان الخالق للاجرام العلوية والسفلية خير لعابديه او للمعبودية كما هو الظاهر

{ وانزل لكم } اى لاجل منفعتكم

{ من السماء ماء } نوعا منه هو المطر ثم عدل عن الغيبة الى التكلم لتأكيد الاختصاص بذاته فقال

{ فانبتنا به } اى بسبب ذلك الماء

{ حدائق } بساتين محدقة ومحاطة بالحوائط : وبالفارسية [ بوستانها ديوان بست ] من الاحداق وهو الاحاطة ، وقال فى المفردات الحدائق جمع حديقة وهى قطعة من الارض ذات ماء سميت بها تشبيها بحدقة العين فى الهيئة وحصول الماء فيها وحدقوا به واحدقوا احاطوا به تشبيها بادارة الحدقة انتهى

{ ذات بهجة } البهجة حسن اللون وظهور السرور فيه اى صاحبة حسن ورونق بتبهج به النظار وكل موضع ذى اشجار مثمرة محاط عليه فهو حديقة وكل مايسر منظره فهو بهجة

{ ماكان لكم } اى ماصح لكم وما امكن

{ ان تنبتوا شجرها } شجر الحدائق فضلا عن ثمرها

{ أاله } آخر كائن

{ مع اللّه } الذى ذكر بعض افعاله التى لايكاد يقدر عليها غيره حتى يتوهم جعله شريكا له فى العبادة : وبالفارسية [ آياهست خداى يعنى نيست معبودى باخداى بحق ]

{ بل هم } بلكه مشركان

{ قوم يعدلون } قوم عادتهم العدول والميل عن الحق الذى هو التوحيد والعكوف على الباطل الذى هو الاشراك او يعدلون يجعلون له عديلا ويثبتون له نظيرا ، قال فى المفردات قوله بل هم قوم يعدلون يصح ان يكون من قولهم عدل عن الحق اذا جار عدولا انتهى فهم جاروا وظلموا بوضع الكفر موضع الايمان والشرك محل التوحيد وهو اضراب وانتقل من تبكيتهم بطريق الخطاب الى بيان سوء حالهم وحكاية لغيرهم ثم اضرب وانتقل الى التبكيت بوجه آخر ادخل فى الالزام فقال

﴿ ٦٠