٦١ { ام } منقطعة { من } موصولة كما سبق { جعل الارض قرارا } يقال قر فى مكانه يقر قرارا اذا ثبت ثبوتا جامدا واصله القر وهو البرد لاجل ان البرد يقتضى السكون والحر يقتضى الحركة والمراد بالقرار هنا المستقر. والمعنى بل ام من جعلها بحيث يستقر عليها الانسان والدواب باظهار بعضها من الماء بالارتفاع وتسويتها حسبما يدور عليه منافعهم خير من الذى يشركون به من الاصنام وذكر بعض الآيات بلفظ الماضى لان بعض افعاله تقدم وحصل مفروغا منه وبعضها يفعلها حالا بعد حال { وجعل خلالها } جمع خلل وهى الفرجة بين الشيئين نحو خلل الدار وخلل السحاب ونحوهما اوساطها : وبالفارسية [ وبيداكرد درميا نهادى زمين ] { انهارا } جارية ينتفعون بها هو المفعول الاول للجعل قدم عليه الثانى لكونه ظرفا وعلى هذا المفاعيل للفعلين الآتيين { وجعل لها رواسى } يقال رسا الشىء يرسو ثبت ، قال فى كشف الاسرار الرواسى جمع الجمع يقال جبل راس وجبال راسية ثم تجمع الراسية على الرواسى اى جبالا ثوابت تمنعها ان تميل باهلها وتضطرب ويتكون فيها المعادن وينبع فى حضيضها الينابيع ويتعلق بها من المصالح مالا يخفى ، قال بعضهم جعل نفوس المعابدين قرار طاعتهم وقلوب العارفين قرار معرفتهم وارواح الواجدين قرار محبتهم واسرار الموحدين قرار مشاهدتهم وفى اسرارهم انهار الوصلة عيون القربة بها يسكن ظمأ اشتياقهم وهيدجان احتراقهم وجعل لها رواسى من الخوف والرجاء والرغبة والرهبة وايضا جعل للارض رواسى من الابدال والاولياء والاوتاد بهم يديم امساك الارض وببركتهم يدفع البلاء عن الخلق وكمالا تختص الرواسى الظاهرة بديار الاسلام كذلك الرواسى الباطنة لاتختص بها بل تعمها وديار الكفرة فان الوجود مطلقا لابد له من سبب البقاء فسبحان المفيض على الاولياء والاعداء { وجعل بين البحرين } اى العذب والمالح او خليجى فارس والروم { حاجزا } برزخا مانعا من الممازجة والمخالطة كما مر فى سورة الفرقان ، قال فى المفردات الحجز المنع بين الشيئين بفاصل بينهما وسمى الحجاز بذلك لكونه حاجزا بين الشام والبادية { أاله } آخر كائن { مع اللّه } فى الوجود او فى ابداع هذه البدائع : يعنى ليس معه غيره { بل اكثرهم لايعلمون } اى شيأ من الاشياء ولذلك لايفهمون بطلان ماهم عليه من الشرك مع كمال ظهوره |
﴿ ٦١ ﴾