٦٢

{ أم من يجيب المضطر اذا دعاه } الضمير المنصوب راجع الى المبتدأ وهو من الموصولة التى اريد بها اللّه تعالى والمعنى ام من يستجيب الملجأ الى ضيق من الامر اذا تضرع بالدعاء اليه

{ ويكشف السوء } ويدفع عن الانسان مايسوءه ويحزنه خير ام الذى يشركن به من الاصنام والاضطرار افتعال من الضرورة وهى الحالة المحوجة الى اللجأ والمضطر الذى احوجته شدة من الشدائد الى اللجأ والضراعة الى اللّه تعالى كالمرض والفقر والدين والغرق والحبس والجور والظلم وغيرها من نوازل الدهر فكشفها بالشفاء والاغناء والانجاء والاطلاق والتخليص [ شيخ داود اليمانى قدس سره بعيادت بيمارى رفته بود بيمار كفت اى شيخ دعا كن براى شفاى من شيخ كفت تودعا كن كه مضطرى واجابت بدعاء مضطر بازبسته زيرا كه نياز او بيشتر باشد وحق سبحانه نياز بيجاركان دوست ميدارد ]

اين نياز مريمى بودست ودرد ... كان جنان طفلى سخن آغاز كرد

هر كجا دردى دوا آنجابود ... هركجا فقرى اوا آنجارود

هر كجا مشكل جواب آنجارود ... هر كجا بستيست آب آنجارود

بيش حق يك ناله ازروى نياز ... به كه عمرى درسجود ودر نماز

زوررا بكذار زارى را بكير ... رحم سوى زارى آيد اى فقير

قال بعضهم فصل بين الاجابة وكشف السوء فالاجابة بالقول والكشف بالطول والاجابة بالكلام والكشف بالانعام ودعاء المضطر لاحجاب له ودعاء المظلوم لامر دله ولكل اجل كتاب ، قال اهل التفسير اللام فى المضطر للجنس لا للاستغراق حتى يلزم اجابة كل مضطر فان اللّه تعالى يحب اجابة المضطرين لكن يجيب لبعضهم بالقول ولبعضهم بالفعل على حسب الحكمة والمصلحة ، قال فى نفائس المجالس جاء فى الحديث ( حبب الى من دنيا كم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة ) فلما سمعه ابو بكر رضى اللّه عنه قال ( يارسول اللّه حبب الىّ من دنياكم ثلاث النظر اليك وانفاق مالى عليك والجلوس بين يديك ) وقال عمر رضى اللّه عنه ( حبب الىّ من دنياكم ثلاث النظر الى اولياء اللّه والقهر لاعداء اللّه والحفظ لحدود اللّه ) وقال عثمان رضى اللّه عنه ( ياسيدى حبب الىّ من دنياكم ثلاث افشاء السلام واطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام ) وقال على رضى اللّه عنه ( ياسيدى حبب الىّ من دنياكم ثلاث الضرب بالسيف والصوم بالصيف واكرام الضيف ) فجاء جبريل عليه السلام وقال ( ياسيدى حبب الىّ من دنياكم ثلاث ارشاد الضالين واعانة المساكين ومؤانسة كلام رب العالمين ) ثم غاب وجاء بعد ساعة فقال ان اللّه يقرئك السلام ويقول ( احب من دنياكم ثلاثا دمع العاصين وعذاب المذنبين الغير التائبين واجابة دعوة المضطرين ) ،

قال بعضهم العارف لايزال مضطرا معناه ان العامة اضطرارهم بمنيرات الاسباب فاذا زالت زال اضطرارهم وذلك لغلبة الحس على شهودهم فلو شهدوا قبضة اللّه الشاملة المحيطة لعلموا ان اضطرارهم الى اللّه دائم ولدوام شرط الاضطرار ووصفه لايزال دعاء العارفين مستجابا والاهم فى الدعاء تخليص النيات وتطهير الاعتقاد عن شوائب الشكوك والتوسل الى اللّه تعالى بالتوبة النصوح ثم تطهير الجوارح والاعضاء ليكون محلا للامداد من السماء ومنه الاستياك والتطيب ثم الوضوء واستقبال القبلة وتقديم الذكر والثناء والصلاة قبل الشروع فى عرض الحاجات والدعوات وكذا بسط يديه بالضراعة والابتهال ورفعها حذو منكبيه ، قال ابو يزيد البسطامى قدس سره دعوت اللّه ليلة فاخرجت احدى يدى من كمى دون الاخرى لشدة البرد فنعست فرأيت فى منامى ان يدى الظاهرة مملوءة نورا والاخرى فارغة فقلت ولم ذلك يارب فنوديت اليد التى خرجت للطلب امتلأت والتى توارت حرمت ،

قال بعضهم ان كان وقت برد او عذر فاشار بالمسبحة قام مقام كفيه كما فى القنية

{ ويجعلكم خلفاء الارض } خلفاء فيها بان ورثكم سكناها والتصرف فيها ممن كان قبلكم من الامم يخلف كل قربن منكم القرن الذى قبله

{ أاله } آخر كائن

{ مع اللّه } الذى يفيض على كافة الانام هذه النعم الجسام

{ قليلا ما تذكرون } اى تتذكرون آلاءه تذكرا قليلا وزمانا قليلا ومامزيدة لتأكيد معنى القلة التى اريد بها العدم او مايجرى مجراه فى الحقارة وقلة الجدوى.

وفيه اشارة الى ان مضمون الكلام مركوز فى ذهن كل ذكى وغبرى وانه من الوضوح بحيث لايتوقف الا على التوجه اليه وتذكره

﴿ ٦٢