٦٤ { أم من يبدأ الخلق } اى يوجده اول مرة { ثم يعيده } بعد الموت بالبعث اى يوجده بعد اماتته وام ومن اعرابه كما تقدم ، وفى الكواشفى وسألوا عن بدء خلقهم واعادتهم مع انكارهم البعث لتقدم البراهين الدالة على ذلك من انزال الماء وانبات النبات وجفافه ثم عوده مرة ثانية والعقل يحكم بامكان الاعادة بعد الابلاء وهم يعلمون انهم وجدوا بعد ان لم يكونوا فايجادهم بعد ان كانوا ايسر { ومن يرزقكم من السماء والارض } اى باسباب سماوية وارضية { أاله مع اللّه } يفعل ذلك { قل هاتوا } ، قال الحريرى تقول العرب للواحد المذكر هات بكسر التاء وللجمع هاتوا وللمؤنث هاتى ولجماعة الاناث هاتين وللاثنين من المذكر والمؤنث هانيا دون هاتا من غير ان فرقوا فى الامر لهما كما لم يفرقوا بينهما فى ضمير المثنى فى مثل قولك غلامهما وضربهما ولا فى علامة التثنية التى فى قولك الزيدان والهندان وكان الاصل فى هات آت المأخوذ من آتى اى اعطى فقلبت الهمزة هاء كما قلبت فى ارقت الماء وفى اياك فقيل هرقت وهياك ، وفى ملح العرب ان رجلا قال لاعرابى هات فقال واللّه ماهتيك اى ما اعطيك : ومعنى هاتوا بالفارسية [ بياريد ] { برهانكم } عقليا او نقليا يدل على ان معه تعالى الها آخر والبرهان اوكد الادلة وهو الذى يقتضى الصدق ابدا { ان كنتم صادقين } اى فى تلك الدعوى ثم بين تعالى تفرده بعلم الغيب تكميلات لما قبله من اختصاصه بالقدرة التامة وتمهيدا لما بعده من امر البعث فقال |
﴿ ٦٤ ﴾