٦٥ { قل لا يعلم من فى السموات } من الملائكة { والارض } من الانس والجن { الغيب } وهو ماغاب عن العباد كالساعة ونحوها وسيجيىء بيانه { الا اللّه } اى لكن اللّه وحده يعلمه فالاستثناء منقطع والمستثنى مرفوع على انه بدل من كلمة من على اللغة التميمية واما الحجازيون فينصبونه { وما يشعرون } يعنى البشر اى لايعلمون { ايان يبعثون } متى ينشرون من القبور فايان مركبة من أى وآن فأى للاستفهام وآن بمعنى الزمان فلما ركبا وجعلا اسما واحدا بنيا على الفتح كبعلبك وفى التأويلات النجمية يشير الى ان للغيب مراتب غيب هو غيب اهل الارض فى الارض وفى السماء وللانسان امكان تحصيل علمه وهو على نوعين . احدهما ماغاب عنك فى ارض الصورة وسمائها مثل غيبة شخص عنك او غيبة امر من الامور ولك امكان احضار الشخص والاطلاع على الامر الغائب وفى السماء مثل علم النجوم والهيئة ولك امكان تحصيله بالتعلم وان كان غائبا عنك . وثانيهما ماغاب عنك فى ارض المعنى وهو ارض النفس فان فيها مخبئات من العلوم والحكم والمعانى مما هو غائب عنك ولك امكان الوصول اليه بالسير عن مقامات النفس والسلوك فى مقامات القلب وغيب هو غيب اهل الارض فى الارض والسماء ايضا وليس للانسان امكان الوصول اليه الا بارادة الحق تعالى كما قال { سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق } وغيب وهو غيب اهل السماء فى السماء والارض ليس لهم امكان الوصول اليه الا بتعليم الحق تعالى مثل الاسماء كما { انبئونى باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا } ومن هنا تبين لك ان اللّه تعالى قد كرم آدم بكرامة لم يكرم بها الملائكة وهو اطلاعه على مغيبات لم يطلع عليها الملائكة وذلك بتعليمه علم الاسماء كلها وغيب هو مخصوص بالحضرة ولاسبيل لاهل السموات والارض الى علمه الا لمن ارتضى له كما قال { فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول } وبهذا استدل على فضيلة الرسل على الملائكة لان اللّه استخصهم باظهارهم على غيبه دون الملائكة ولهذا اسجدهم لآدم لانه كان مخصوصا باظهار اللّه اياه على غيبه وذلك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ( ان اللّه خلق آدم فتجلى فيه ) وغيب استأثر اللّه بعلمه وهو علم قيام الساعة فلا يعلمه الا اللّه كما قال { ومايشعرون ايان يبعثون } انتهى قالت عائشة رضى اللّه عنها من زعم ان محمدا يعلم مافى غد فقد اعظم على اللّه الفرية ، يقول الفقير وما ماقيل من ان من قال ان بنى اللّه لايعلم الغيب فقد اخطأ فيما اصاب فهو بالنسبة الى الاستثناء الوارد فى قوله تعالى { فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول } فان بعض الغيب قد اظهره اللّه على رسوله كما سبق من التأويلات ، قال فى كشف الاسرار [ منجمى دربيش حجاج رفت حجاج سنك ريزه دردست كرد وخود برشمرد آنكه منجم راكفت بكوتا دردست ومن سنك ريزه جندست منجم حسابى كه دانست بر كوفت وبكفت وصواب آمد حجاج آن بكذاشت ولختى ديكر سنك ريزه نامشرده دردست كرفت كفت اين جندست منجم هرجند حساب ميكرد جواب همه خطا مى آمد منجم كفت ( ايها الامير اظنك لاتعرف مافى يدك ) جنان ظن مى برم كه توعد آن نميدانى حجاج كفت جنين است نميدانم عدد آن وجه فرقست ميان اين وآن منجم كفت اول بارتو برشمردى واز حد غيب بدر آمد واكنون تو نميدانى وغيب است ( ولايعلم الغيب الا اللّه ) وفى كتاب كلستان منجمى بخانه خود در آمد مرد بيكانه را ديد بازن او بهم نشسته دشنام داد وسقط كفت وفتنه وآشوب برخاست صاحب دلى برين حال واقف شد وكفت ] تو براوج فلك جه دانى جيست ... جوندانى كه در سراى توكيست |
﴿ ٦٥ ﴾