سُورَةُ الْقَصَصِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ ثَمَانٍ وَثَمَانُونَ آيَةً

١

{ طسم } يشير الى القسم بطاء طوله تعالى وطاء طهارة قلب حبيبه عليه السلام عن محبة غيره وطاء طهارة اسرار موحديه عن شهود سواه وبسين سره مع محببه وبميم مننه على كافة مخلوقاته بالقيام بكفاياتهم على قدر حاجاتهم كذا فى التأويلات النجمية [ امام قشيرى آورده كه طا اشارت است بطهارت نفوس عابدان از عبادت اغيار وطهارت قلوب عارفان از تعظيم غير جبار وطهارت ارواح محبان از محبت مسوى وطهارت اسرار موحدان از شهود غير خداى ، سلمى رحمه اللّه كويد سين رمزيست از اسرار الهى باعصيان بنجات وبا مطيعان بدرجات ومحبان بدوام مناجات ومرامات ، امام يافعى رحمه اللّه فرموده كه حق سبحانه وتعالى اين حروف را سبب محافظت قرآن كردانيده ازتطرق سمات زياده ونقصان وسر مشار اليه در آيت وانا لحافظون اين حروفست ] كما فى تفسير الكاشفى وقد سبق غير هذا من الاشارات الخفية والمعانى اللطيفة فى اول سورة الشعراء فارجع اليه تغنم بمالا مزيد عليه

٢

{ تلك } اى هذا السورة

{ آيات الكتاب المبين } آيات مخصوصة من القرآن الظاهر اعجازه

٣

{ نتلو عليك } التلاوة الاتيان بالثانى بعد الاول فى القراءة اى نقرأ قراءة متتابعة بواسطة جبريل يعنى يقرأعليك جبريل بامرنا

{ من نبأ موسى وفرعون } مفعول نتلو اى بعض خبرهما الذى له شأن

{ بالحق } حال من فاعل نلتوا اى محققين وملتبسين بالحق والصدق الذى لايجوز فيه الكذب

{ لقوم يؤمنون } متعلق بنتلو وتخصيصهم بذلك مع عموم الدعوة والبيان للكل لانهم المنتفعون به كأن قائلا قال وكيف نبأهما فقال

٤

{ ان فرعون علا فى الارض } فهو استئناف مبين لذلك البعض وتصديره بحرف التأكيد للاعتناء بتحقيق مضمون مابعده والعلو الارتفاع : وبالفارسية [ بلند شدن كردن كشى كردن ] اى تجبر وطغى فى ارض مصر وجاوز الحدود المعهودة فى الظلم والعدوان ، قال فى كشف الاسرار [ از اندازه خويش شد ] ، وقال الجنيد قدس سره ادعى ماليس له

{ وجعل اهلها } [ وكردانيد اهل مصررا ازقبطيان وسبطيان ]

{ شيعا } جمع شيعة بالكسر وهو من يتقوى بهم الانسان وينتشرون عنه لان الشياع الانتشار والتقوية يقال شاع الحديث اى كثر وقوى شاع القوم انتشروا وكثروا . والمعنى فرقا يشيعونه ويتبعونه فى كل مايريد من الشر والفساد او اصنافا فى استخدامه يستعمل كل صنف فى عمل من بناء ةوحرث وحفر وغير ذلك من الاعمال الشاقة ومن لم يستعمله ضرب عليه الجزية ، قال فى كشف الاسرار كان القبط احدى الشيع وهم شيعة الكرامة

{ يستضعف } الاستضعاف [ ضعيف وزبون يافتن وشمردن يعنى زبون كرفت ومقهور رساخت ]

{ طائفة منهم } [ كروهى ازايشان ] ، والجملة حال من فاعل جعل او استئناف كأنه قيل كيف جعلهم شيعا فقال يسضعف طائفة منهم اى من اهل مصر وتلك الطائفة بنو اسرائيل ومعنى الاستضعاف انهم عجزوا وضعفوا عن دفع مابتلوا به عن انفهسم

{ يذبح ابناءهم ويستحيى نساءهم } بدل من الجملة المذكورة واصل الذبح شق حلق الحيوان والتشديد للتكثير والاستحياء الاستبقاء . والمعنى يقتل بعضهم اثر بعض حتى قتل تسعين الفا من ابناء بنى اسرائيل صغارا وبترك البنات احياء لاجل الخدمة وذلك لان كاهنا قال له يولد فى بنى اسرائيل مولود يذهب ملكك على يده وذلك كان من غاية حمقه اذلو صدق فمافائدة القتل وان كذب فما وجهه كما روى عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد وقد قارب البلوغ فقال له رسول اللّه ( أتشهد انى رسول اللّه ) فقال لا بل اتشهد انى رسول اللّه فقلت ذرنى يارسول اللّه اقتله عن ظن انه الدجال فقال عليه السلام ( ان يكنه فلن تسلط عليه ) يعنى ان يكن ابن الصياد هو الدجال فلن تسلط على قتله لانه لايقتله الا عيسى ابن مريم ( وان لايكنه فلا خير لك فى قلته )

{ انه كان من المفسدين } اى الراسخين فى الافساد ولذلك اجترأ على قتل خلق كثير من المعصومين

٥

{ ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض } ان نتفضل عليهم بانجائهم من بأسه ونريد حكاية حال ماضية معطوفة عل ان فرعون علا لتناسبهما فى الوقوع تفسيرا للنبأ يقال من عليه منا اذا اعطاه شيأ والمنان فى وصفه تعالى المعطى ابتداء نم غير ان يطلب عوضا

{ وجعلهم ائمة } جمع امام وهو المؤتم به اى قدوة يقتدى بهم فى امور الدين بعد ان كانوا اتباعا مسخرين لآخرين ، وفى كشف الاسرار انبياء وكان بين موسى وعيسى عليهما السلام الف نبى من بنى اسرائيل

{ ونجعلهم الوارثين } كل ما كان من ملك فرعون وقومه اخر الوراثة عن الامام مع تقدمهم عليها زمانا لانحطاط رتبتها عنها

٦

{ ونمكن لهم فى الارض } اصل التمكين ان تجعل الشىء مكانا يتمكن فه ثم استعير للتسليط اى نسلطهم على ارض مصر والشام يتصرفون فيها كيفما يشاؤن

{ ونرى فرعون وهامان } وهو وزير فرعون

{ وجنودهما } وعساكرهما

{ منهم } اى من اولئك المستضعفين

{ ماكنوا يحذرون } ويجتهدون فى دفعه من ذهاب ملكهم وهلكهم على يد مولود منهم والحذر احتراز عن مخيف كما فى المفردات ، قال الكاشفى [ وديدن اين صورت را دروقتى كه در دريا علامت غرقه شدن مشاهده كردند وبنى اسرائيل تفرج كنان برساحل دريا بنظر در آوردند ودانستندكه بسبب ظلم وتعدى مغلوب ومقهور شده مظلومان وبيجار كان بمراد رسيده غالب وسرافراز شدند ، وسر ( يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم ) آشكار اشد ]

اى ستمكار برانديش ازان روزسياه ... كه ترا شومىء ظلم افكند ازجاه بجاه

آنكه اكنون بحقارت نكرى جانب وى ... بشماتت كند آنروز بسوى تونكا

قال الشيخ سعدى قدس سره

خبر يافت كردن كشى در عراق ... كه يكفت مسكنيى از زير طاق

توهم بردرى هستى اميد وار ... بس اميد بردونشينان برآر

تخواهى كه باشد دلت دردمند ... دل دردمندان بر آور زبند

بريشانىء خاطر داد خواه ... براندازد از مملكت بادشاه

تحمل كن اى ناتوان از قوى ... كه روزى توانا ترازوى شوى

لب خشك مظلوم را كوبخند ... كه دندن ظالم بخواهند كند

يقال الظلم يجلب النقم ويسلب النعم ، قال بعض السلف دعوتان ارجو احداهما كما اخشى الاخرى دعوة مظلوم اعنته ودعوة ضعيف ظلمته

نخفته است مظلوم از آهش بترس ... زدود دل صبحكاهش بترس

نترسى كه باك اندرونى شبى ... بر آرد زسوز جكر ياربى

وفى الحديث ( اسرع الخير ثوابا صلة الرحم واعجل الشر عقوبة البغى ) ومن البغى استيلاء صفات النفس على صفات الروح فمن اعان النفس صار مقهورا ولو بعد حين ومن اعان الروح صار من اهل التمكين ومن الائمة فى الدين

٧

{ وأوحينا الى ام موسى } اسمها يارخا

وقيل ايارخت كما فى التعريف للسهيلى ونوحايذ بالنون ويوحانذ بالياء المثناة تحت فى الاول كما فى عين المعانى وكانت من اولاد لاوى بن يعقوب عليه السلام ، واصل الوحى الاشارة السريعة ويقع على كل تنبيه خفى والايحاء اعلام فى خفاء ، قل الامام الراغب يقال للكلمة الالهية التى تلقى الى انبيائه وحى وذلك . اما برسول مشاهد يرى ذاته ويسمع كلامه كتبليغ جبريل للنبى عليه السلام فى صورة معينة .

واما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى عليه السلام كلام اللّه تعالى .

واما بالقاء فى الروع كما ذكر عليه السلام ( ان روح القدس نفث فى روعى )

واما بالهام نحو قوله

{ واوحينا الى ام موسى } .

واما بتسخير نحو قوله

{ واوحى ربك الى النحل } او بمنام كقوله عليه السلام ( انقطع الوحى وبقيت المبشرات رؤا المؤمنين ) انهى باجمال فالمراد وحى الالهام كما ذكره الراغب . فالمعنى قذفنا فى قلبها وعلمناها ، وقال بعضهم كان وحى الرؤيا ، وعلم الهدى [ فرموده كه شايد روسل فرستاده باشد ازملائكه ] يعنى اتاها ملك كما اتى مريم من غير وحى نبوة حيث قال تعالى

{ واذ قالت الملائكة يامريم } وذلك ان ام موسى حبلت بموسى فلم يظهر بها اثر الحبل من نتوء البطن وتغير اللون وظهور اللبن وذلك شىء ستره اللّه لما راد ان يمن به على بنى اسرائيل حتى ولدت موسى ليلة لارقيب عليها ولا قابلة ولم يطلع عليها احد من القوابل المولكة من طرف فرعون بحبالى بنى اسرائيل ولا من غيرهن الا اخته مريم فاوحى اللّه اليها

{ ان } مفسرة بمعنى اى

{ ارضعيه } [ شيرده موسى را وبرور داورا ] مامكنك اخفاؤه ، وفى كشف الاسرار مالم تخافى عليه الطلب

{ فاذا خفت عليه } بان يحس به الجيران عند بكائه : وبالفارسية [ بس جون ترسى برووفهم كنى كه مردم دانسته وقصد اوخواهند كرد ]

{ فالقيه فى اليم } فى البرح وهو النيل ، قال بعض الكبار فاذا خفت حفظه وعجزت عن تدبيره فسلميه الينا ليكون فى حفظنا وتدبيرنا

{ ولا تخافى } عليه ضيقه ولاشدة

{ ولا تحزنى } بفراقه

{ انا رادوه اليك } عن قريب بوجه لطيف بحيث تأمنين عليه

{ وجاعلوه من المرسلين } [ يعن : اور اشرف نبوت ارزانى خواهيم داشت ] فارضعته ثلاثة اشهر او اكثر ثم الح فرعون فى طلب المواليد واجتهد العيون فى تفحصها فجعلته فى تابوت مطلى بالقار فقذفته فى النيل ليلا ، قال الكاشفى [ نجارى را كه آشناى عمران بود فمودكه صندوقى بنج شبر بتراشد وآن نجار خربيل ابن صبور بود اين عم فرعون دون صندوق تمام كرد وبمادر موسى داد ودرخاطرش كذشت كه كودكى دارد مى خواهد در صندوق كرده ازمؤكلان بكريزاند نزد كماشته فرعون آمند وخواست كه صورت حال باز نمايد زابنش بسته شد بخانه خود آخد خواست كه نزد فرعون رود ونمامى كند جشمش تابينا شد دانست كه آن مولود كه كاهنان نشان داده انيست فى الحال ناديده بدوايمان آورد ومؤمن آل فرعون اوست ومادر موسى صندوق را بقير اندوده موسى ار دروى خوابانيد وسر صندوق هم بقير محكم بست ودر رود نيل افكند ] وكان اللّه تعالى قادرا على فحظه بدون القائه فى البحر لكن اراد ان يربيه بيد عدوه ليعلم ان قضاء اللّه غالب وفرعون فى دعواه كاذب

جهد فرعون جوبى توفيق بود ... هرجه اوميدوخت آن تفتيق بود

وكان لفرعون يومئذ بنت لم يكن له ولد غيرها وكان من اكرم الناس عليه وكان بها علة البرص وعجزت الاطباء عن علاجها [ اهل كهانت كفته بودندكه فلان روز در رودنيل انسانى خرد سال يافته شود واين علت بآب دهن او زائل كردد دران روز معين فرعون وزن ودختر ومحرمان وى همه دركنار رودنيل انتظار انسان موعود مى بودندكه ناكاه صندوق برروى آب نمودارشد فرعون بملازمان امر كردكه آنرا بكيريد وبياريد ]

٨

{ فالتقطه آل فرعون } الفاء فصيحة مفصحة عن عطفه على جملة محذوفة والالتقاط اصابة الشىء من غير طلب ومنه اللقطة وهو مال بلا حافظ ثم يعرف مالكه واللقيط هو طفل لم يعرف نسبه يطرح فى الطريق او غيره خوفا من الفقر او الزنى ويجب رفعه ان خيف هلا كه بان وجده فى الماء او بين يدى سبع وتفصيله فى الفقه وآل الرجل خاصته الذين يؤول اليه امرهم للقرابة او الصبحة او الموافقة فى الدين . والمعنى فالقته فى اليم بعد ماجعلته فى التابوت حسبما امرت به فالتقطه آل فرعون اى اخذوه اخذ اعتناء به وصيانة له عن الضياع

{ ليكون لهم عدوا وحزنا } اللام لام العاقبة والصيرورة لا لام العلة والارادة لانهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا ولكن صار عاقبة امرهم الى ذلك ابرز مدخولها فى معرض العلة لا لتقاطهم تشبيها له فى الترتب عليه بالغرض الحامل عليه وهو المحبة والتبنى وتمامه فى فن البيان وجعل موسى نفس الحزن ايذانا لقوة سبيته لحزنهم ، قال الكاشفى

{ عدوا } [ دشمنى مر مردانراكه بسبب فرعون غرق شوند

{ وحزنا } واندوهى بزرك مرزنانراكه برده كيرند ]

{ ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين } فى كل مايأتون ومايذرون فليس ببدع منهم ان قتلوا الوفا لاجله ثم اخذوه يربونه ليكبر ويفعل بهم ماكانوا يحذرون . والخطا مقصورا العدول عن الجهة والخاطىء من يأتى بالخطأ وهو يعلم انه خطأ وهو الخطأ التام المأخوذ به الانسان يقال خطىء الرجل اذا ضل فى دينه وفعله المخطىء من يأتى به وهو لايعلم اى يريد مايسحن فعله ولكن يقع منه بخلاف مايريد يقال اخطأ الرجل فى كلامه وامره اذا زل وهفا حكى انهم لما فتحوا التابوت ورأوا موسى القى اللّه محبته فى قلوب القوم وعمدت ابنة فرعون الى ريقه فلطخت به بصرها فبرئت من ساعتها

آمد طبيب درر بكلى علاج يافت ...

٩

{ وقالت امرأة فرعون } هى آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد الذى كان فرعون مصر فى زمن يوسف الصديق عليه السلام

وقيل كانت من بنى اسرائيل من سبط موسى

وقيل كانت عمته حكاه الشبلى وكانت من خيار النساء اى قالت لفرعون حين اخرج من التابوت

{ قرة عين لى ولك } اى هو قرة عين لنا لانهما لما رأياه احباه ، وقال الكاشفى [ اين كودك روشنى جشم است مراوترا كه بسبب او دختر ماشفا يافت ] وقد سبق معنى القرة مرارا وفى الحديث ( انه قال لك لالى ولو قال لى كما هو لك لهداه اللّه كما هداها )

{ لاتقتلوه } خاطبته بلفظ الجمع تعظيما ليساعدها فيما تريده

{ عسى ان ينفعنا } [ شايدكه سود برساند ماراكه امارت يمن وعلامت بركت درجبين اولايح است ] وذلك لما رأت من برء البرصاء بريقه وارتضاعه ابهامه لبنا ونور بين عينيه ولم يره غيرها ، قال بعض الكبار وجوه الانبياء والاولياء مرائى انوار الذات والصفات ينتفع بتلك الانوار المؤمن والكافر لان معها لذة حالية نقدية وان لم يعرفوا حقائقها فينبغى للعاشق انيرى بعين اليقين والايمان انوار الحق فى وجوه اصفيائه كما رأت آسية وقد قيل فى حقهم ( من رآهم ذكر اللّه )

{ او نتخذه ولدا } اى نتبناه فانه هل له ولم يكن له ولد ذكر

{ وهم لايشعرون } حال من آل فرعون والتقدير فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا وقالت امرأته كيث وكيت وهم لايشعرون بانهم على خطأ عظيم فما صعنوا من الالتقاط ورجاء النفع منه والتبنى له وقوله ان فرعون الآية اعتراض وقع بين المعطوفين لتأكيد خطأهم ، قال ابن عباس رضى اللّه عنهما لو ان عدو اللّه قال فى موسى كما قالت آسية عسى ان ينفعن لنفعه اللّه ولكنه ابى للشقاء الذى كتبه اللّه عليه روى انه قالت الغواة من فرعون ان نظن الا ان هذا هو الذى يحذر منه رمى فى البحر خوفا منك فاقتله فهم فرعون بقتله فقالت آسية انه ليس من اولاد بنى اسرائيل فقيل لها ومايدريك فقالت ان نساء بنى اسرائيل يشفقن على اولادهن ويكتمنهم مخافة ان تقتلهم فكيف يظن بالوالدة انها تلقى الولد بيدها فى البحر او قالت ان هذا كبير ومولود قبل هذه المدة التى اخبرت لك فاستوهبته لما رأت عليه من دلائل النجاة فتركه وسمته آسية لانه تابوته وجه بين الماء والشجر والماء فى لغتهم ( مو ) والشجر ( شا ) ، قال فى بحر الحقائق لما كان القرآن هاديا يهدى الى الرشد والرشد فى تصفية القلب وتوجهه الى اللّه تعالى وتزكية النفس ونهيها عن هواها وكانت قصة موسى عليه السلام وفرعون تلائم احوال القلب والنفس فان موسى القلب بعصا الذكر غلب على فرعون النفس وجنوده مع كثرتهم وانفراده كرر الحق تعالى فى القرآن قصتهما تفخيما للشأن وزيادة فى البيان لبلاغة القرآن ثم افادة لزوائد من المذكور قبله فى موضع يكرره منه انتهى ، قال فى كشف الاسرار [ تكرار قصه اباين مرتبت ومنقبت جز بقدم تبعيت محمد عربى صلّى اللّه عليه وسلّم نرسيد ] كما قال عليه السلام

( لو كان موسى حيا لما وسعه الا اتباعى ) [ مصطفاى عربى از صدر دولت ومنزل كرامت اين كارمت كه عبارت ازان ( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ) است قصد صف نعل كرد تاميكفت

{ انما انا بشر مثلكم } وموسى كليم از مقام خود تجاوز نمود وقصد صدر دولت كردكه ميكفت

{ ارنى انظر اليك } لاجرم موسارا جواب اين آمد

{ لن ترانى } صطفارا اين كفتندكه

{ ألم تر الى ربك : لولاك لما خلقت الافلاك } عادت ميان مرام جنان رفت كه جون بزركى درجايى رود ومتواضع وار در صف النعال بنشيند اورا كويند اين نه جاى تست خبز ببالا ترنشين ] فعلى العاقل ان يكون على تواضع تام ليستعد بذلك لرؤية جمال رب الانام

فروتن بود هوشمند كزين ... نهد شاخ برميوه سربرزمين

١٠

{ واصبح فؤاد ام موسى } اصبح بمعنى صار والفؤاد القلب لكن يقال له فؤاد اذا اعتبر فيه معنى التفؤد اى التحرق والتوقد كما فى المفردات والقاموس فالفؤاد من القلب كالقلب من الصدر يعنى الفؤاد وسط القلب وباطنه الذى يحترق بسبب المحبة ونحوها ،

قال بعضهم الصدر معدن نور الاسلام والقلب معدن نور الايقان والفؤاد معدن نور البرهان والنفس معدن القهر والامتحان والروح معدن الكشف والعيان والسر معدن لطائف البيان

{ فارغا } الفراغ خلاف الشغل اى صفرا من العقل وخاليا من الفهم لما غشيها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوع موسى فى يد فرعون دل عليه الربط الآتى فانه تعالى قال فى وقعة بدر

{ وليربط على قلوبكم } الى الى نوح قوله

{ هو الذى انزل السكينة فى قلوب المؤمنين } فانه لم تكن افئدتهم هواء اى خالية فارغة من العقل والفهم لفرط الحيرة

{ ان } اى انها

{ كادت } قاربت من ضعف البشرية وفرط الاضطراب

{ لتبدى به } لتظهر بموسى وانه ابنها وتفشى سرها وانها القته فى النيل يقال بدا الشىء بدوا وبدوّا ظهر ظهورا بينا وابداه اظهره اظهارا بينا ، قال فى كشف الاسرار الباء زائدة اى تبديه او المفعول مقدر اى تبدى القول به اى بسبب موسى ، قال فى عرائس البيان وقع على ام موسى ماوقع على آسية من انها رأت انوار الحق من وجه موسى فشفقت عليه ولم يبق فى فؤادها صبر من الشوق الى وجه موسى وذلك الشوق من شوق لقاء اللّه تعالى فغلب عليها شوقه وكادت تبدى سرها

{ لولا ان ربطنا على قلبها } شددنا عليه بالصبر والثبات بتذكير ماسبق من الوعد وهو رده اليه وجعله من المرسلين والربط الشد وهو العقد القوى

{ لتكون من المؤمنين } [ واين لطف كرديم تاباشد آن زن ازباور دارند كان مرو عده مارا ] اى من المصدقين بما وعدها اللّه بقوله

{ انا رادوه اليك } ولم يقل من المؤمنات تغليبا للذكور . وفيه اشارة الى ان الايمان من مواهب الحق اذ المبنى على الموهبة وهو الوحى اولا ثم الربط بالتذكير ثانيا موهبة

١١

{ وقالت } ام موسى

{ لاخته } اى لاخت موسى لم يقل لبنتها للتصريح بمدار المحبة وهو الاخوة اذ به يحصل امتثال الامر واسم اخته مريم بنت عمران وافق اسم مريم ام عيسى واسم زوجها غالب بن يوشا ،

قال بعضهم والاصح انه اسمها كلثوم لا مريم لما روى الزبير بن بكار ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم دخل على خديجة رضى اللّه عنها وهى مريضة فقال لها ياخديجة ( أشعرت ان اللّه زوجنى معك فى الجنة مريم بنت عمران وكلثوم اخت موسى وهى التى علمت ابن عمها قارون الكيمياء وآسية امرأة فرعون ) فقالت اللّه اخبرك بهذا يارسول اللّه فقال ( نعم ) فقالت بالرفاء والبنين واطعم رسول اللّه خديجة من عنب الجنة وقولها بالرفاء والبنين اى اعرست اى اتخذت العروس حال كونك ملتبسا بالالتئام والاتفاق وهو دعاء يدعى به فى الجاهلية عند التزويج والمراد منه الموافقة والملاءمة مأخوذ من قولهم رفأت الثوب ضممت بعضه الى بعض ولعل هذا انما هذا كان قبل ورود النهى عن ذلك كذا فى انسان العيون . وفيه ايضا قد حمى اللّه هؤلاء النسوة عن ان يطأهن احد فقد ذكر ان آسية لما ذكرت لفرعون احب ان يتزوجها فتزوجها على كره منها ومن ابيها مع بذله لها الاموال الجليلة فلما زفت له وهم بها اخذه اللّه عنها وكان ذلك حاله معها كان قد رضى منها بالنظر اليها

واما مريم فقيل انها تزوجت بابن عمها يوسف النجار ولم يقربها وانما تزوجه لمرافقتها الى مصر لما ارادت الذهاب الى مصر بولدها عيسى عليهما السلام واقاموا بها اثنتى عشرة سنة ثم عادت مريم وولدها الى الشأم ونزلا الناصرة واخت موسى لم يذكر انها تزوجت انتهى

{ قصيه } امر من قص اثره قصا وقصصا تتبعه اى اتبعنى اثره وتتبعى خبره : وبالفارسية [ بر بى برادر خود برووازوخبر كبر ] اى فاتبعته يعنى كلثونم [ بدركاه فرعون آمد ]

{ فبصرت به } اى ابصرته : يعنى [ بس برادر خودرا بديد ]

{ عن جنب } عن بعد تبصره ولا توهم انها تراه يقال جنبته واجنبته ذهبت عن ناحيته وجنبه ومنه الجنب لبعده من الصلاة ومس المصحف ونحوهما والجار الجنب اى البعيد ويقال الجار الجنب ايضا للقريب واللازق بك الى جنبك

{ وهم لايشعرون } انه تقصه وتتعرف حاله او انها اخته

١٢

{ وحرمنا عليه المراضع من قبل } التحريم بمعنى المنع كما فى قوله تعالى

{ فقد حرم اللّه عليه الجنة } لانه لامعنى للتحريم على صبى غير مكلف اى منعنا موسى ان يرضع من المرضعات ويشرب لبن غير امه بان احدثنا فيه كراهة ثدى النساء والنفار عنها من قبل قص اخته اثره او من قبل ان نرده على امه كما قال فى الجلالين او من قبل مجيىء امه كما قاله ابو الليث او فى القضاء السابق لانا اجرينا القضاء بان نرده الى امه فى كشف الاسرار والمراضع جمع مرضع وهى المرأة التى ترضع اى من شأنها الارضاع وان لم تكن تباشر الارضاع فى حال وصفها به فهى بدون التاء لانه من الصفات الثابتة والمرضعة هى التى فى حالة ارضاع الولد بنفسها ففى الحديث ( ليس للصبى خير من لبن امه او ترضعه امرأة صالحة كريمة الاصل فان لبن المرأة الحمقاء يسرى واثر حمقها يظهر يوما ) وفى الحديث ( الرضاع يغير الطباع ) ومن ثمة لما دخل الشيخ ابو محمد الجوينى بيته ووجه ابنه الامام ابا المعالى يرتضع ثدى غير امه اختطفه منه ثم نكس رأسه ومسح بطنه وادخل اصبعه فى فمه ولم يزل يفعل ذلك حتى خرج ذلك اللبن فقال يسهل على موته ولايفسد طبعه بشرب لبن غير امه ثم لما كبر الامام كان اذا حصلت له كبوة فى المناظرة يقول هذه من بقايا تلك الرضعة قالوا العادة جارية ان من ارتضع امرأة فالغالب عليه اخلاقها من خير وشر كا فى المقاصد الحسنة للامام السخاوى

{ فقالت } اى اخته عند رؤيتها لعدم قبوله الثدى واعتناء فرعون بامره وطلبهم من يقبل بثديها

{ هل ادلكم } [ آيا دلالت كنم شمارا ]

{ على اهل بيت } [ بر اهل خانه ]

{ يكفلونه لكم } الكفالة الضمان والعيالة يقال كفل به كفالة وهو كفيل اذا تقبل به وضمنه كفله فهو كافل اذا عاله اى يربونه ويقومون بارضاعه لاجلكم

{ وهم له ناصحون } يبذلون النصح فى امره ولا يقصرون فى ارضاعه وتربيته . والنصح ضد الغش وهو تصفية العمل من شوائب الفساد ، وفى المفردات النصح تحرى فعل او قول فيه صلاح صاحبه انتهى روى ت انهم قالوا لها من يكفل قالت امى قالوا ألامك لبن قالت نعم لبن هارون وكان هارون ولد فى سنة لا يقتل فيها صبى فقالوا صدقت ، وفى فتح الرحمن قالت هى امرأة قد قتل ولدها فاحب شىء اليها ان تجد صغيرا ترضعه انتهى ، يقول الفقير ان الاول اقرب الى الصواب الا ان يتأول القتل بما فى حكمه من القائه فى النيل وغيبوبته عنها روى ان هامان لما سمعه قال انها لتعرفه واهله خذوها حتى تخبر من له فقالت انما اردت وهم الملك ناصحون يعنى ارجعت الضمير الى الملك لا الى موسى تخلصا من يده فقال هامان دعوها لقد صدقت فامرها فرعون بان تأتى بمن يكفله فاتت بامه وموسى على يد فرعون يبكى وهو يعلله او فى يد آسية فدفعه اليها فلما وجد ريحها استأنس والتقم ثديها

بوى خوش توهركه زباد صبا شنيد ... از يا آشنا سخن آشنا شنيد

فقال من انت منه فقد ابى كل ثدى الا ثديك فقالتانى امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا اوتى بصبى الا قبلنى فدفعه اليها واجرى عليها اجرتها [ وفكت در هفته يكروز بيش ما آور ] فرجعت به الى بيتها من يومها مسرورة فكانوا يعطون الاجرة كل يوم دينارا واخذتها نلاها مال حربى لا انها اجرة حقيقة على ارضاعها ولدها كما فى فتح الرحمن ، يقول الفقير الارضاع غير مستحق عليها من حيث ان موسى ابن فرعون ويجوز لها خذ الاجرة نعم ان ام موسى تعينت للارضاع بان لم يأخذ موسى من لبن غيرها فكيف يجوز اخذ الاجرة اللهم الا ان تحمل على الصلة لاعلى الاجرة اذ لم تمتنع الا ان تعطى الاجرة ويحتمل ان يكون ذلك مما يختلف باختلاف الشرائع كما لايخفى ، قال فى كشف الاسرار لم يكن بين القائها اياه فى البحر وبين ردجه اليها الا مقدار مايصبر الولد فيه عن الوالدة انهى وابعد من قال مكث ثمانى ليال لايقبل ثديا

١٣

{ فرددناه الى امه } اى صرفنا موسى الى والدته

{ كى تقر عينها } بوصول ولدها اليها : وبالفارسية [ تاروشن شود جشم او ]

{ ولا تحزن } بفراقه

{ ولتعلم ان وعد اللّه } اى جميع ما وعده من رده وجعله من المرسلين

{ حق } لاخلف فيه بمشاهدة بضعه وقياس بعضه عليه

{ ولكن اكثرهم } آل فرعون

{ لايعلمون } ان وعد اللّه حق فمكث موسى عند امه الى ان فطمته وردته الى فرعون وآسية فنشأ موسى فى حجر فرعون وامرأته يربيانه بايديهما واتخذاه ولدا فبينا هو يلعب يوما بين يدى فرعون وبيده قضيب له يلعب به اذ رفع القضيب فضرب به رأس فرعون فغضب فرعون وتطير من ضربه حتى همّ بقتله فقالت آسيه ايها الملك لاتغضب ولايشقنّ عليكم فانه صبى صغير لايعقل ضربه ان شئت اجعل فى هذا الطست جمرا وذهبا فانظر على أيهما يقبض فامر فرعون بذلك فما مد موسى يده ليقبض على الذهب قبض الملك المؤكل به على يده فردها الى الجمرة فقبض عليها موسى فالقاها فى فيه ثم قذفها حين وجد حرارتها فقالت آسية لفرعون ألم اقل لك انه لايعقل شيأ فكف عنه وصدقها وكان امر بقتله ويقال ان العقدة التى كانت فى لسان موسى اى قبل النبوة اثر تلك الجمرة التى التقمها ثم زالت بعدها لانه عليه اللام دعا بقوله

{ واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى } وقد سبق فى طه : قال الشيخ العطار قد سره

همجو موسى اين زمان درطشت آتش مانده ايم ... طفل فرعونيم ماكام ودهان براحكرست

وهو شكاية من زمانه واهاليه فان لكل زمان فرعون يمتحن به من هو بمشرب موسى واستعداده ولكن كل محنة فهى مقدمة لراحة كما قال الصائب

هر محنتى مقمه راحتى بود ... شد همزبان حق جوزبان كليم سوخت

فلابد من الصبر فانه يصير الحامض حلوا ، اعلم ان موسى كان ضالة امه فرده اللّه اليها بحسن اعتمادها على اللّه تعالى وكذا القلب ضالة السالك فلا بد من طلبه وقص اثره فاه الموعد الشريف الباقى وهو الطفل الذى هو خليفة اللّه فى الارض من عرفه واحسن بفراقه والمه هان عليه بذل النقد الخسيس الفانى نسأ اللّه الاستعداد لقبول الفيض

١٤

{ ولما بلغ } موسى

{ اشده } اى قوته هو مابين ثمانى عشرة سنة الى ثلاثين سنة واحد على بناء الجمع كماسبق فى سورة يوسف

{ واستوى } الاستواء اعتدال الشىء فى ذاته اى اعتدل عقله وكمل بان بلغ اربعين سنة كقوله

{ وبلغ اربيعن سنة } بعد قوله

{ حتى اذا بلغ اشده } وفى يوسف

{ بلغ اشده } فحسب لانه اوحى اليه فى صباه حين كونه فى البئر وموسى عليه السلام اوحى اليه بعد اربعين سنة كما قال

{ آتيناه حكما } اى بنوة

{ وعلما } بالدين ، قال الكاشفى [ ذكر انباى نبوت دراثناى اى قضيه ] اى مع انه تعالى استنبأه بعد الهجرة فى المراجعة من مدين الى مصر [ بيان صدق هرد ووعده است كه جنانجه اورا بمادر رسانيديم ونبوت هم داديم ] والجمهور على ان نبينا عليه السلام بعث على رأس الاربعين وكذا كل نبى عند البعض ، وقال بعضهم اشتراط الاربعين فى حق الانبياء ليس بشىء لان عيسى عليه السلام نبىء ورفع الى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين ونبىء يوسف عليه السلام وهو ابن ثمانى عشرة ويحيى عليه السلام نبىء وهو غير بالغ قيل كان ابن سنتين او ثلاث وكان ذبحه قبل عيسى بسنة ونصف وهكذا احوال بعض الاولياء فان سهل بن عبداللّه التسترى سلك وكوشف له وهو غير بالغ ، وفى الآية تنبيه على ان العطية الالهية تصل الى العبد وان طال العهد اذا جاء او انها فلطالب الحق ان ينتظر احسان اللّه تعالى ولا يياس منه فان المحسن لابد وان يجازى بالاحسان كما قال تعالى

{ وكذلك } اى كما جزينا موسى وامه

{ نجزى المحسنين } على احسانهم وفيه تنبيه على انهما كانا محسننين فى عملهما متقيين فى عنفوان عمرهما فمن ادخل نفسه فى زمرة اهل الاحسان جازاه اللّه باحسن الجزاء حكى ان امرأة كانت تتعشى فسألها سائل فقامت ووضعت فى فمه لقمة ثم وضعت ولدها فى موضع فاختلسه الذئب فقالت يارب ولد فاخذ خذ عنق الذئب واستخرج الولد من فيه بغير اذى وقال لها هذه اللقمة بتلك اللقمة التى وضعتها فى فم السائل . والاحسان على مراتب فهو فى مرتبة الطبيعة بالشريعة وفى مرتبة النفس بالطريقة واصلاح النفس وذلك بترك حظ النفس فانه حجاب عظيم وفى مرتبة الروح بالمعرفة وفى مرتبة السر بالحقيقة . فغاية الاحسان من العبد الفناء فى اللّه ومن المولى اعطاء الوجود الحقانى اياه ولا يتيسر ذلك الفناء الا لمن ايده اللّه بهدايته ونور قلبه بانوار التوحيد اذ التوحيد مفتاح السعادات فينبغى لطالب الحق ان يكون بين الخوف والرجاء فى مقام النفس ليزكيها بالوعد الوعيد وويصفى وينور البطن فى مقام القلب بنور التوحيد ليتهيأ لتجليات الصفات وبطلب الهداية فى مقام الروح ليشاهد تجلى الذات ولايكون فى اليأس والقنوط ألا ترى ان ام موسى كانت راجية واثقة بوعداللّه حتى نالت ولدها موسى وتشرفت ايضا بنبوته فان من كانت صدف درة النبوة تشرفت بشرفها ، واعلم انه لابد من الشكر على الاحسان فشكر الاله بطول الثناء وشكر الولاة بصدق الولاء وشكر النظير بحسن الجزاء وشكر من دونك ببذل العطاء

يكى كوش كودك بماليد سخت ... كه اى بو العجب رأى بركشته بخت

تراتيشه دادم كه هيزم شكن ... نكفتم كه ديوار مسجد بكن

زبان آمد ازبهر شكر وسباس ... بغيبت نكر داندش حق شناس

كذركاه قرآن وبندست كوش ... به بهتان وباطل شنيدن مكوش

دوجشم ازبى صنع بارى نكوست ... زعيب برادر فروكير ودوست

بروشكر كن جون بنعمت درى ... كه محرومى آيد زمستكبرى

كرا زحق نه توفيق خيرى رسد ... كى ازبنده خيرى بغيرى رسد

ببخش اى بسر كادمى زاده صيد ... باحسان توان كرد ووحشى بقيد

مكن بدكه يدبينى ازيارنيك ... نيايد زتخم بدى بارنيك

اى لا تجيىء ثمرة الخير الا من شجرة الخير كما لايحصل الحنظل الا من العلقمة فمن اراد الرطب فليبذر النخل حكى ان امرأة كانت لها شاة تتعيش بها والاوده فجاءها يوما ضيف فلم تجد شيأ للاكل فذبحت الشاة ثم ان اللّه تعالى اعطاها بدلها شاة اخرى وكانت تحلب من ضرعها لبنا وعسلا حتى اشتهر ذلك بين الناس فجاء يوما زائرون لها فسألوا عن السبب فى ذلك فقلات انها كانت ترعى فى قلوب المريدين يعنى ان اللّه تعالى جازاها على احسانها الى الضيف بالشاة الاخرى ثم لما كان بذلها عن طيب الخاطر وصفاء البال اظهر اللّه ثمرته فى ضرع الشاة باجراء اللبن والعسل فليس جزاء الاحسان الا الاحسان الخاص من قبل الرحمن وليس للامساك والبخل ثمرة سوى الحرمان نسأل اللّه سبحانه ان يجعلنا من الذين يحسنون لانفسهم فى الطلب والارادة وتحصيل السعادة واستجلاب الزيادة والسيارة

١٥

{ ودخل المدينة } ودخل موسى مصر آتيا من قصر فرعون : وبالفارسية [ موسى ازقصر فرعون برون آمد ودرميان شهرشد ] وذلك لان قصر فرعون كان على طرف من مصر كما سيأتى عند قوله تعالى

{ وجاء رجل من اقصى المدينة } قيل المراد مدينة منف من ارض مصر وهى مدينة فرعون موسى التى كان ينزلها وفيها كانت الانهار تجرى تحت سريره وكانت فى غربى النيل على مسافة اثنى عشر ميلا من مدينة فسطاط مصر المعرفة يومئذ بمصر القديمة ومنف اول مدينة عمرت بارض مصر بعد الطوفان وكانت دار الملك بمصر فى قديم الزمان

{ على حين غفلة من اهلها } اى حال كونه فى وقت لايعتاد دخولها ، قال ابن عباس رضى اللّه عنهما دخلها فى الظهيرة عند المقيل وقد خلت الطرق

{ فوجد فيها رجلان يقتتلان } الجملة صفة الرجلين : والاقتتال [ كارزار كردن بايكديكر ]

{ هذا } [ آن يكى ]

{ من شيعته } اى ممن شايعه وتابعه على دينه وهم بنو اسرائيل روى انه السامرى كما فى فتح الرحمن والاشارة على الحكاية والا فهو والذى من عدوه ما كان حاضرين حال الحكاية لرسول اللّه ولكنهما لما كانا حاضرين يشار اليهما وقت وجدان موسى اياهما حكى حالهما وقتئذ

{ وهذا } [ وآن يكى ديكر ]

{ من عدوه } العدو يطلق على الواحد والجمع اى من مخالفيه دينا وهم القبط واسمه فاتون كما فى كشف الاسرار وكان خباز فرعون واراد ان يسخر الاسرائيلى ليحمل حطبا الى مطبخ فرعون

{ فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه } اى سأله ان يغيثه بالاعانة عليه ولذلك عدى بعلى يقال استغثت طلبت الغوث اى النصرة : وبالفارسية [ بس فريا خواست بموسى آنكسى كه ازكروه او بود بر آنكسى كه از دشمنان او بود يعنى يارى طلبيد سبطى ازموسى بردفع قبطى ] كان موسى قد اعطى شدة وقوة [ قبطى را كفت دست ازو بدار قبطى سخن موسى رد كرد ]

{ فوكزه موسى } الوكز كالوعد الدفع والطعن والضرب بجميع الكف وهو بالضم والكسر حين يقبضها اى فضرب القبطى بجمع كفه : وبالفارسية [ بس مشت زد اورا موسى ]

{ فقضى عليه } اى فقتله فندم فدفنه فى الرمل وكل شىء فرغت منه واتممته فقد قضيت عليه ، قال فى المفردات يعبر عن الموت بالقضاء فيقال قضى نحبه لانه فصل امره المختص به من دنياه والقضاء فصل الامر

{ قال هذا } القتل

{ من عمل الشيطان } [ ازعمل كسى است كه شيطان اورا اغواكندنه عمل امثال من ] فاضيف العمل الى الشيطان لانه كان باغوائه ووسوسته وانما كان من عمله لانه لم يؤمر بقتل الكفار او لانه كان مأمونا فيهم فلم يكن له اغتيالهم ولايقدح ذلك فى عصمته لكونه خطأ وانما عده من عمل الشيطان وسماه ظلما واستغفر منه جريا على سنن المقربين فى استعظام مافرط منهم ولو كان من محقرات الصغائر وكان هذا قبل النبوة

{ انه } اى الشيطان

{ عدو } لابن آدم

{ مضل مبين } ظاهر العداوة والاضلال

١٦

{ قال } توسيط قال بين كلاميه لا بانه مابينهما من المخالفة من حيث انه مناجاة ودعاء بخلاف الاول

{ رب } [ اى بروردكار من ]

{ انى ظلمت نفسى } بقتل القبطى بغير امر

{ فاغفر لى } ذنبى

{ فغفر له } ربه ذلك لاستغفاره

{ انه هو الغفور الرحيم } اى المبالغ فى مغفرة ذنوب العباد ورحمتهم

١٧

{ قال رب بما انعمت علىّ } اما قسم محذوف الجواب اى اقسم عليك بانعامك علىّ بالمغفرة لأتوبن

{ فلن اكون } بعد هذا ابدا

{ ظهيرا للمجرمين } معينا لهم يقال ظاهرته اى قويت ظهره بكونى معه وما استعطاف اى بحق احسانك علىّ اعصمنى فلن اكون معينا لمن تؤدى معاونته الى الجرم وهو فعل يوجب قطيعة فاعله واصله القطع ، قال ابن عطاء العارف بنعم اللّه من لايوافق من خالف ولى نعمته والعارف بالمنعم من لايخالفه فى حال من الاحوال انتهى ، وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما انه لم سيتثن فابتلى به اى بالعون للمجرمين مرة اخرى كما سيأتى ، يقول الفقير المراد بالمجرم ههنا الجانى الكاسب فعلا مذموما فلا يلزم ان يكون الاسرائيلى كافرا كما دل عليه هذا من شيعته وقوله بالذى هو عدو لهما على ان بنى اسرائيل كانوا على دين يعقوب قبل موسى ولذا استذلهم فرعون بالعبودية ونحوها

واما قول ابن عباس رضى اللّه عنهما عند قوله ظهيرا للمجرمين اى عونا للكافرين فيدل على ان اطلاق المجرم المطلق على المؤمن الفاسق من قبل التغليظ والتشديد ثم ان هذا الدعاء وهو قوله رب بما انعمت علىّ الخ حسن اذا وقع بين الناس اختلاف وفرقة فى دين او ملك او غيرهما وانما قال موسى هذا عند اقتتال الرجلين ودعا به ابن عمر رضى اللّه عنهما عند قتال معاوية كذا فى كشف الاسرار ، ثم ان فى الآية اشارة الى ان المجرمين هم الذين اجرموا بان جاهدوا كفار صفات النفس بالطبع والهوى لا بالشرع والمتابعة كالفلاسفة والبراهمة والرهابين وغيرهم فجهادهم يكون من عمل الشيطان

١٨

{ فاصبح } دخل موسى فى الصباح

{ فى المدينة } وفيه اشارة الى ان دخول المدينة والقتل كانا بين العشاءين حين اشتغل الناس بانفسهم كما ذهب اليه البعض

{ خائفا } اى حال كونه خائفا على نفسه من آل فرعون

{ يترقب } يترصد طلب القود او الاخبار وما يقال فى حقه وهل عرف قاتله . والترقب انتظار المكروه ، وفى المفردات ترقب احترز راقبا اى حافظ وذلك اما لمراعاة رقبة المحفوظ اما لرفعة رقبته

{ فاذا } للمفاجأة [ بس ناكاه ]

{ الذى استنصره بالامس } اى الاسرائيلى الذى طلب من موسى النصرة قبل هذا اليوم على دفع القبطى المقتول

{ يستصرخه } الاستصراخ [ فرياد رسيدن مخواستن ] اى يستغيث موسى برفع الصوت من الصراخ وهو الصوت او شديده كما فى القاموس : وبالفارسية [ باز فرياد ميكند ويارى ميطلبد برقبطىء ديكر ]

{ قال له موسى } اى للاسرائيلى المستنصر بالامس المستغيث على الفرعون الآخر

{ انك لغوى } [ مردكمراهى ] وهو فعيل بمعنى الغاوى

{ مبين } بين الغواية والضلالة لانك تسبب لقتل رجل وتقاتل آخر يعنى انى وقعت بالامس فيما وقعت فيه بسببك فالآن تريد ان توقعنى فى ورطة اخرى

١٩

{ فلما ان اراد } موسى

{ ان يبطش } البطش تناو الشىء بشدة

{ بالذى هو عدو لهما } اى يأخذ بيد القبطى الذى هو عدو لموسى والاسرائيلى اذ لم يكن على دينهما ولان القبط كانوا اعداء بنى اسرائيل على الاطلاق

{ قال } ذلك الاسرائيلى ظانا ان موسى يريد ان يبطش به بناء على انه خاطبه بقوله انك لغوى مبين ورأى غضبه عليه او قال القبطى كأنه توهم من قولهم انه الذى قتل القبطى بالامس لهذا الاسرائيلى

{ ياموسى اتريد ان تقتلنى كما قتلت نفسا بالامس } يعنى القبطى المقتول

{ ان تريد } اى ماتريد

{ الا ان تكون جبارا فى الارض } وهو الذى يفعل مايريده من الضرب والقتل ولا ينظر فى العواقب

{ وماتريد ان تكن من المصلحين } بين الناس بالقول والفعل فتدفع التخاصم ولما قال هذا انتشر الحديث وارتقى الى فرعون وملئه وظهر ان القتل الواقع امس صدر من موسى حيث لم يطلع على ذلك الا ذلك الاسرائيلى فهموا بقتل موسى فخرج مؤمن من آل فرعون وهو بن عمه ليخبر موسى كما قال

٢٠

{ وجاء رجل } وهو خربيل

{ من اقصى المدينة } من آخرها او جاء من آخرها : وبالفارسية [ از دور ترجايى ازشهر يعنى ازباركاه فرعون كه بريك كناره شهر بود ] يقال قصوت عنه واقصيت ابعدت والقصى البعيد

{ يسعى } صفة رجل اى يسرع فى ميشه حتى وصل الى موسى

{ قال ياموسى ان الملأ } اشراف قوم فرعون

{ يأتمرون بك } يتشاورون بسببك وانما سمى التشاور ائتمارا لان كل من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر

{ ليقتلوك فاخرج } من المدينة

{ انى لك من الناصحين } فى امرى اياك بالخروج : وبالفارسية [ ازنيك خواهان ومهربانم ] واللام للبيان كأنه يل لك اقول هذه النصيحة وليس صلة للناصحين لان معمول الصلة لايتقدم الموصول وهو اللام فى الناصح

٢١

{ فخرج منها } [ بس بيرون وفت درهمان دم ازان شهر بى زاد وراحله ورفيق ]

{ خائفا } حال كونه خائفا على نفسه

{ يترقب } لحوق الطالبين والتعرض له فى الطريق : وبالفارسية [ انتظار ميبردكه كسى ازبى او در آيد ]

{ قال رب نجنى من القوم الظالمين } خلصنى منهم واحفظنى من لحوقهم : وبالفارسية [ كفت ا ى بروردكار من نجات ده مرا وبازرهان ازكروه ستمكاران يعنى فرعون وكسان او ] فاستجاب اللّه دعاءه ونجاه كما سيأتى ، قال بعض العارفين ان اللّه تعالى اذا اراد بعبده انيكون له فردا اوقعه فى واقعة شنيعة ليفر من دون اللّه الى اللّه فلما فر اليه خائفا من الامتحان وجد جمال الرحمن وعلم ان جميع ماجرى عليه واسطة الوصول الى المراد : وفى المثنوى

يك جوانى برزنى مجنون بدست ... روزشب بى خواب وبى خور آمدست

بيدل وشوريده ومجنو ومست ... مى ندادش روزكار وصل دست

بس شكنجه كرد عشقش برزمين ... خودجرا داردز اول عشق كين

عشق از اول جراخونى بود ... تاكريزد هركه بيرونى بود

جون فرستادى رسولى بيش زن ... آن رسول ازرشك كردى راه زن

ورصبارا بيك كردى در وفا ... ازغبارى تيره كشتى آن صبا

راههاى جاره را غيرت ببست ... لشكر انديشه را رايت شكست

خوشهاى فكرتش بى كاه شد ... شب روانرا رهنما جون ماه شد

جست ازيم عسس وشب بباغ ... يارخودرا يافت جون شمع وجراغ

بود اندر باغ آن صاحب جمال ... كز غمش اين درعنا بدهشت سال

سايه اورا نبود امكان ديد ... همجو عنقا وصف اورا مى شنيد

جزيكى لقيه كه او از قضا ... بروى افتاد وشداورا دلربا

جون در آمد خوش دران باغ آن جوان ... خود فروشد يابكنجش ناكهان

مرعسس را ساخته يزدان سبب ... تازبيم اودود درباغ شب

كفت سازنده سبب را آن نفس ... اى خدا تورحمتى كن برعسس

بهراين كردى سبب اين كاررا ... تاندارم خار من يك خاررا

بس يد مطلق نباشد درجهان ... بدبنسبت باشد اين را هم بدان

زهر ماران ماررا باشد حيات ... نسبتش باآدمى باشد ممات

خلق آبى را بود دريا جوباغ ... خلق خاكى را بود آن مرك وداغ

هرجه مكررهست جون شداودليل ... سوى محبوبت حبيب وخليل

در حقيقت هرعدو داروى تست ... كيمياى نافع ودلجوى تست

كه ازو اندر كريزى درخلا ... استعانت جويى از لطف خدا

در حقيقت دوست دانت دشمن اند ... كه زحضرت دور ومشغولت كنند

فاذا اقبل العاشق من طريق الامتحان الى الحق خاف وترقب ان يلحقه احد من اهل الضلال فيمنعه من الوصول اليه فانه لاينفك عن الخوف مادام فى الطريق نسأله اللّه الوصول وهو خير مسئول

٢٢

{ ولما توجه تلقاء مدين } التوجه [ روى باخيرى كردن ] والتقاء تفعال من لقيت وهو مصدر اتسع فيه فاستعمل ظرفا يقال جلس تلقاءه اى حذاءه ومقابلته . ومدين قرية شعيب عليه السلام على بحر القلزم سميت باسم مدين بن ابراهيم عليه السلام من امرأته قنطورا كان اتخذها لنفسه مسكنا فنسب اليه ولم يكن فى سلطان فرعون وكان بينهما وبين مصر مسيرة ثمانية ايام كما بين الكوفة والبصرة . والمعنى لما جعل موسى وجه نحو مدين وصار متوجها الى جانبها

{ قال } [ باخود كفت ] توكلا على اللّه وحسن ظن به وكان لايعرف الطرق

{ عسى ربى } [ شايدكه بروردكار من ]

{ ان يهدينى } [ راه نمايد مرا ]

{ سواء السبيل } وسطه ومستقيمه والسبيل من الطرق ماهو معتاد السلوك فظهر له ثلاث طرق فاخذ الوسطى وجاء الطلاب عقبيه فقالوا ان الفار لايأخذ الطريق الوسط خوفا على نفسه بل الطرفين فشرعوا فى الآخرين فلم يجده [ بس موسى هشت شبانروز ميرفت وبى زاد وبى طعام بى برهنه وشكم كرسنه ودران هشت روز نمى خورد مكر برك درختان تارسيد بمدين سلمى . فمودكه روى مبارك بناحيه مدين داشت اما دلش متوجه بحضرت ذو المدين بود ومسالك بيداى مدين را بهمراهى غم شوق لقا ميى بيمود ]

غمت تايار من شد روى در راه عدم كردم ... خوشست آوركى آنراكه همراهى جنين باشد

قال بعضهم مدين اشارة الى عالم الازل والابد فوجد موسى نسيم الحقيقة من جانبها لانه كان بها شعيب عليه السلام فتوجه اليها للمشاهدة واللقاء كما قال عليه السلام ( انى لاجد نفس الرحمن من قبل اليمن ) مخبرا عن وجدان نسيم الحق من روضة قلب اويس القرنى رضى اللّه عنه ففى ارض الاولياء نفحات وفى لقائهم بركات ، وقال بعضهم [ جون خواستندكه موسى كليم را لباس نبوت بوشند وبحضرت رسالت ومكالمت برند نخست اورا درخم جوكان بيت نهادند تادران بارها وفتها بخته كشت جنانكه رب العزة كفت ]

{ وفتناك فتونا } اى طبخناك بالبلاء طبخا حتى صرت صافيا نقيا [ از مصر بدر آمد ترسان دراللّه زاريد رب العالمين دعاى ورى اجابت كرد واورا ازبيم دشمن ايمن كرد سكينه بدل وى فرو آمد وساكن كشت باسروى كفتند مترس خداوندكه ترا درطفوليت حجر فرعون كه لطمه برروى دو ميزدى درحفظ وحمايت خود بداشت ودشمن نداد امروز همجنان درحفظ خود بدارد وبدشمن ندهد آنكه روى نهاد بربيابان برفتوح نه بقصد مدين اما رب العزة اورا بمدين افكند سرى را دران بقيه بود شعيب بيغمبر خداى بودومسكن بمدين داشت سائق تقدير موسى را بخدمت شعيب راند تايافت بخدمت وصحبت اوآنجه يافت خليل عليه السلام جون همه راهها بسته ديد دانست كه حضرت يكيست آواز برآ وردكه

{ انى وجهت وجهى للذى فطر السموات والارض } الآية مرد مردانه نه آنست كه برشاهراه سوارى كندكه راه كشاده بود مرد آنست كه درشب تاريك ببراه بى دليل بسر كوى دوست شود ] كما وقع لاكثر الانبياء المهاجرين الذاهبين الى اللّه تعالى : قال الحافظ

شب تاريك وبيم موج وكردابى جنين هائل ... كجا دانند حال ماسبكباران ساحلها

يقول الفقير المراد بقوله ( شب تاريك ) جلال الذات لان الليل اشارة الى عالم الذات وظلمة جلاله الغالب وبقوله ( بيم موج ) خوف صفات القهر والجلال وبقوله ( كردابى جنين هائل ) الامتحانات التى كدور البحر فى الاهلاك فهذا المصراع صفة اهل البداية والتوسط من ارباب الاحوال فانهم بسبب ماوقعوا فى بحر العشق لايزالون يمتحنوا بالبلايا الهائلة الى ان يخرجوا الى ساحل البقاء والمراد بقوله ( سبكباران ساحلها ) الذين لم يحملوا الاماتة الكبرى وهى العشق فبقوا فى بر البشرية وهم العباد والزهاد فهم لكونهم اهل البر والبشرية والحجاب لايعرفون احوال اهل البحر والملكية والمشاهدة فان بين الظاهر والباطن طريقا بعيدا وبين الباب والصدر فرقا كثيرا وبين المبتدأ والمنزل سيراطويلا نسأل اللّه العشق وحالاته والوصول الى معانيه وحقائقه من الفاظه ومقالاته

٢٣

{ ولما ورد } الورود اتيان الماء وضده الصدور وهو الرجوع عنه ، وفى المفردات الورود اصله قصد الماء ثم يستعمل فى غيره . والمعنى ولما وصل موسى وجاء

{ ماء مدين } وهو بئر على طرف المدينة على ثلاثة اميال منها او اقل كانوا يسقون منها ، قال ابن عباس رضى اللّه عنهما ورده وانه ليتراآى خضرة البقل فى بطنه من الهزال

{ وجد عليه } اى جانب البئر وفوق شفيرها

{ امة من الناس } جماعة كثيرة منهم

{ يسسقون } مواشيهم

{ ووجد من دونهم } فى مكان اسفل منهم

{ امرأتين } صفوريا وليا ابتا يثرون ويثرون هو شعيب قاله السيهلى فى كتاب التعريف

{ تذودان } الذود الكف والطرد والدفع اى تمنعان اغنامهما عن التقدم الى البئر ، قال الكاشفى [ از آنجا كه شفقت ذاتى انبيا مى باشد فرا بيش رفت وبطريق تلطف ]

{ قال } عليه السلام

{ ماخطبكا } الخطب الامر العظيم الذى يكثر فيه التخاطب اى ماشأنكما فيما انتما عليه من التأخير والذود ولم لا تباشران السقى كدأب هؤلاء ،

قال بعضهم كيف استجاز موسى ان يكلم امرأتين اجنبيتين والجواب كان آمنا على نفسه معصوما من الفتنة فلا جل علمه بالعصمة كلمهما كما يقال كان للرسول التزوج من ان يجحد نكاحا او يجحد نكاحه دون غيره من افارد امته

{ قالتا لانسقى حتى يصدر الرعاء } لاصدار [ بازكردانيدن ] والرعاء بالكسر جمع راع كقيام جمع قائم والرعى فى الاصل حفظ الحيوان اما بغذائه الحافظ لحياته او بذب العدو عنه والرعى بالكسر مايرعاء والمرعى موضع الرعى ويسمى كل سائس لنفسه او لغيره راعا وفى الحديث ( كلكم مسئول عن رعيته ) قيل الرعاء هم الذين يرعون المواشى والرعاة هم الذين يرعون الناس وهم الولاة . والمعنى عادتنا ان لا نسقى موشينا حتى يصرف الرعاء : وبالفارسية [ باز كردانند شبانان ] مواشيهم بعد ريها ويرجعوا عجزا عن مساجلتهم وحذرا من مخالطة الرجال فاذا انصرفوا سقينا من فضل مواشيهم وحذف مفعول السقى والذود والاصدار لما ان الغرض هو بيان تلك الافعال انفسها اذهى التى دعت موسى الى ماصنع من حقهما من المعروف فانه عليه السلام انما رحمهما لكونهما على الذياد والعجز والعفة وكونهم على السقى غير مبالين بهما ومارحمهما لكن مذودهما غنما ومستقيم ابلا مثلا

{ وابونا } وهو شعيب

{ شيخ } [ بيرى است ]

{ كبير } كبير السن او القدر والشرف لايستطيع ان يخرج فيرسلنا للرعى والسقى اضطرارا ومن قال من المعاصرين فيه عبرة ان مواشى النبى لم يلتفت اليها فقد اتى بالعبرة لان الراعى لايعرف مالنبى كما ان القروى فى زماننا لايعرف ماشريعة النبى وقد جرت العادة على ان اهل الايمان من كل امة اقل

٢٤

{ فسقى لهما } ماشيتهما رحمة عليهما وطلب لوجه اللّه تعالى روى ان الرجال كانوا يضعون على رأس البئر حجرا لايرفعه الا سبعة رجال او عشرة او اربعون فرفعه وحده مع ما كان به من الوصب والجوع وجراحه القدم [ ازينجا كفته اندكه هر بيغمبرى را بجهل مردنيروى بود بيغمبر مارا بجهل بيغمبرنيروبود ] ولعله زاحمهم فى السقى لهما فوضعوا الحجر على البئر لتعجيزه عن ذلك وهو الذى يقتضيه سوق النظم الكريم

{ ثم } بعد فراغه

{ تولى } جعل ظهره يلى ماكان يليه وجهه اى اعرض وانصرف

{ الى الظل } هو مالم يقع عليه شعاع الشمس وكان ظل سمرة هنالك فجلس فى ظلها من شدة الحر وهو جائع

{ فقال } يا

{ رب انى لما انزلت الى } اى أى شىء انزلته الى

{ من خير } قليل او كثير وحمله الا كثرون على الطعام بمعونة المقام

{ فقير } محتاج سائل ولذلك عدى باللام ، وفيه اشارة الى ان السالك اذا بلغ عالم الروحانية لا ينبغى ان يقنع بما وجد من معارف ذلك العالم بل يكون طالبا للفيض الآلهى بلا واسطة ،

قال بعضهم هذا موسى كليم اللّه لما كان طفلا فى حجر تربية الحق ماتجاوز حده بل قال رب الخ فلما بلغ مبلغ الرجال مارضى بطعام الاطفال بل قاى ارنى انظر اليك فكان غاية طلبه فى بدايته الطعام والشراب وفى نهايته رفع الحجاب ومشاهدة الاحباب ، قال ابن عطاء نظر من العبودية الى الربوبية فخشع وخضع وتكلم بلسان الافتقار لما ورد على سره من انوار الربوبية فافتقاره افتقار العبد الى مولاه فى جميع احواله لا افتقار سؤال وطلب انتهى ، وسئل سهل عن الفقير الصادق فقال لايسأل ولايرد ولا يحبس ، قال فارس قلت لبعض الفقراء مرة ورأيت عليه اثر الجوع والضر لم لاتسأل فيطعموك فقال اخاف ان اسألهم فيمنعونى فلا يفلحون ، ولما كان موسى عليه السلام جائعا سأل من اللّه مايأكل ولم يسأل من الناس ففطنت الجاريتان فلما رجعتا الى ابيهما قبل الناس واغنامهما قفلت قال لهما ما اعجلكما قالتا وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا ثم تولى الى الظل فقال رب الخ فقال ابوهما هذا رجل جائع فقال لاحداهما اذهبى فادعيه لنا

٢٥

{ فجاءته احديهما } غيب مارجعتا الى ابيهما وهى الكبرى واسمها صفورياء ، فان قلت كيف جاز لشعيب ارسال ابنته لطلب اجنبى ، قلت لانه لم يكن له من الرجال من يقوم بامره ولانه ثبت عنده صلاح موسى وعفته بقرينة الحال وبنور الوحى

{ تمشى } حال من فاعل جاءته

{ على استحياء } ماهو عادة الابكار . والاستحياء [ شرم داشتن ] ، قال ابو بكر ابن طاهر لتمام ايمانها وشرف عنصرها وكريم نسبها اتته على استحياء وفى الحديث ( الحياء من الايمان ) اى شعبة منه ، قال اعرابى لايزال الوجه كريما ماغلب حياؤه ولايزال الغصن نضيرا مابقى لحاؤه

{ قالت } استئناف بيانى

{ ان ابى يدعوك ليجزيك } ليكافئك

{ اجر ماسقيت لنا } جزاء سقيك لنا [ موسى بجهت زيارت شعيب وتقريب آشنايى باوى اجابت كردندنه يراى طمع ] ولانه كان بين الجبال خائفا مستوحشا فاجابها فانطلقا وهى امامه فالزقت الريح ثوبها بجسدها فوصفته او كشفته عن ساقيها فقال لها امشى خلفى وانعتى الىّ الطريق فتأخرت وكانت تقول عن يمينك وشمالك وقدامك حتى اتيا دار شعيب فبادرت المرأة الى ابيها واخبرته فاذن له فى الدخول وشعيب يومئذ شيخ كبير وقد كف بصره فسلم موسى فرد عليه السلام وعانقه ثم اجلسه بين ديه وقدم اليه طعاما فامتنع منه وقال اخاف ان يكون هذا عوضا لما سقيته وانا اهل بيت لانبيع ديننا بالدنيا لانه كن من بيت النبوة من اولاد يعقوب فقال شعيب لا واللّه ياشب ولكن هذه عادتنا مع كل من ينزل بنا فتناول هذا وان من فعل معروفا فاهدى اليه شىء لم يحرم اخذه

{ فلما جاءه } [ يس آن هنكام آمد موسى نزيدك شعيب ]

{ وقصص عليه القصص } اخبره بما جرى عليه من الخبر المقصوص فانه مصدر سمى به المعفول كالعلل

{ قال لاتخف نجوت من القوم الظالمين } اى فرعون وقومه فانه لا سلطان له بارضنا ولسنا فى مملكته ، وفيه اشارة الى ان القلب مهما يكون فى مقامه يخاف عليه ان يصيبه آفات النفس وظلم صفاتها فاذا وصل بالسر الى مقام الروح فقد نجا من ظلمات النفس وظلم صفاتها ألا ترى ان السلطان مادام فى دار الحرب فهو على خوف من الاعداء فاذا دخل حد الاسلام زال ذلك : وفيه اشارة الى ان من وقع فى الخوف يقال له لا تخف كما ان من وقع فى الامن يقال له خف : وفى المثنوى

لاتخافوا هست نزل خائفان ... هست درخور ازبراى خائف

هركه ترسد مرورا ايمن كنند ... مردل ترسنده را ساكن كنند

آنكه خوفش نيست جون كويى مترس ... درس جه دهى نيست او محتاج درس

قال اويس القرنى رضى اللّه عنه كن فى امر اللّه كأنك قتلت الناس كلهم يعنى خائفا مغموما ، قال شعيب بن حرب كنت اذا نظرت الى الثورى فكأنه رجل فى ارض مسبعة خائف الدهر كله واذا نظرت الى عبدالعزيز بن ابى داود فكأنه يطلع الى القيامة من الكوة.

ثم ان موسى قد تربى عند فرعون بالنعمة الظاهرة ولما هاجر الى اللّه وقاسى مشاق السفر والغربة عوضه اللّه عند شعيب النعمة الظاهرة والباطنة : قيل

سافر تجد عوضا عما تفارقه ... وانصب فان اكتساب المجد فى النصب

فالاسد لولا فرا الخيس مافترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب

وقيل

بلاد ا لله واسعة فضاء ... ورزق اللّه فى الدنيا فسيح

فقال للقاعدين على هوان ... اذا ضاقت بكم ارض فسيحوا

قال الشيخ سعدى قدس سره

سعد ياحب وطن كرجه حديث است صحيح ... نتوان مرد بسختى كه من اينجا زادم

ألا ترى ان موسى عليه السلام ولد بمصر ولما ضاقت به هاجر الى ارض مدين فوجد السعة مطلقا فالكامل لايكون زمانيا ولا مكانيا بل يسيح الى حيث امر اللّه تعالى من غير لىّ العنق الى ورائه ولو كان وطنه فان اللّه تعالى اذا كان مع المرء فالغربة له وطن والمضيق له وسيع : وفى المثنوى

هركجا باشد شه مارا بساط ... هست صحرا اكربود سم الخياط

هركجا يوسف رضى باشد جماه ... جنت است آن كرجه باشد قعرجاء

٢٦

{ قالت احداهما } وهى الكبرى التى استدعته الى ابيها وهى التى زوجها موسى

{ يابت } [ اى بدر من ]

{ استأجره } اى اتخذ موسى اجير الرعى الغنم والقيام بامرها

{ ان خير من استأجرت القوى الامين } اللام للجنس لا للعهد فيكون موسى مندرجا تحته . والقوى بالفارسية [ توانا ] . والامين [ استار تعريض است بآنكه موسى را قوت وامانت هست ] روى ان شعيبا قال لها وما اعلمك بقوته وامانته فذكرت له ماشاهدت منه من اقلاع الحجر عن رأس البئر ونزع الدلو الكبير وانه خفض رأسه عند الدعوة ولم ينظر الى وجهها تورعا حتى بلغته رسالته وانه امرها بالمشى خلفه فخصت هاتين الخلصتين بالذكر لانها كانت تحتاج اليهما من ذلك الوقت اما القوة فلسقى الماء

واما الامانة فلحفظ البصر وصيانة النفس عنها كما قال يوسف عليه السلام

{ انى حفيظ عليم } لان الحفظ والعلم كان محتاجا اليهما اما الحفظ فلاجل ما فى خزانة الملك

واما العلم فلمعرفة ضبط الدخل والخرج ، وكان شريح لايفسر شيأ من القرآن الا ثلاث آيات . الاولى

{ الذى بيده عقدة النكاح } قال الزوج . والثانية

{ وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب } قال الحكمة الفقه والعلم وفصل الخطاب البينة والايمان . والثالثة

{ ان خير من استأجرت القوى الامين } كما فسرت برفع الحجر وغض البصر

٢٧

{ قال } شعيب لموسى عليه السلام بعد الاطلاع على قوته وامانته

{ انى اريد } [ من ميخواهم ]

{ ان انكحك } [ آنكه زنى بتودهم ]

{ احدى ابنتىّ هاتين } [ بكى را ازين دو دختران ] وهى صفورياء التى قال فيها

{ اذ قال لاهله امكثوا } { على ان تأجرنى } ح ال من المفعول فى انكحك يقال اجرته اذا كنت له اجيرا كقولك ابوته اذا كنت له ابا كما فى الكشاف . ولمعنى حال كونك مشروطا عليك او واجبا ان تكون لى اجيرا

{ ثمانى حجج } فى هذه المدة فهو ظرف جمع حجة بالكسر بمعنى السنة وهذا شرط للاب وليس بصداق لقوله تأجرنى دون تأجرها ويجوز ان يكون النكاح جائزا فى تلك الشريعة بشرط ان يكون منعقد العمل فى المدة المعلومة لولى المرأة كما يجوز فى شريعتنا بشرط رعى غنمها فى مدة معلومة [ ودر عين المعانى آورده كه در شرائع متقدمه مهر اختران مر بدررا بوده وايشان مرى كرفته اند ودر شريعت ما منسوخ شده بدين حكم

{ وآتوا النساء صدقاتهن تحلة } وآنكه جرمنافع مهر تواند بود ممنوع است نزد امام اعظم بخلاف امام شافعى ] ، واعلم ان المهر لابد وان يكون مالا متقوما أى فى شريعتنا لقوله تعالى

{ ان تبتغوا باموالكم } ون يكون مسلما الى المرأة لقوله تعالى

{ وآتوا النساء صدقاتهن } فلو تزوجها على تعليم القرآن او خدمته لها سنة يصح النكاح ولكن يصار الى مهر المثل لعدم تقوم التعليم والخدمة هذا ان كان الزوج حرا وان كان العبد فلها الخدمة فان خدمة العبد ابتغاء المال لتضمنها تسليم رقبته ولا كذلك الحر فالآية سواء حملت على الصداق او على الشرط فانظره الى شريعة شعيب فان الصداق فى شريعتنا للمرأة لا للاب والشرط وان جاز عند الشافعى لكنه لكونه جرا لمنفعة المهر ممنوع عند امامنا الاعظم رحمه اللّه ، وقال بعضهم ماحكى عنهما بيان لما عزما عليه واتفقا على ايقاعه من غير تعرض لبيان موجب العقدين فى تلك الشريعة تفصيلا

{ فان اتممت عشرا } اى عشر سنين فى الخدمة والعمل

{ فمن عندك } اى فاتمامها من عندك تفضلا لامن عندى الزاما عليك

{ وما اريد ان اشق عليك } [ ونمى خواهم آنكه رنج نهم برتن تو بالزام تمام ده سال يا بمناقشة درمراعاة اوقات واستيفاى اعمال يعنى ترى كارى فرمايم بروجهى كه آسان باشد ودر رنج نيفتى ] واشتقاق المشقة من الشق فان مايصعب عليك يشق اعتقادك فى اطاقته ويوزع رأيك فى مزاولته ، قال بعض العرفاء رأى شعيب بنور النبوة انه يبلغ الى درجة الكمال فى ثمانى حجج ولا يحتاج الى التربية بعد ذلك ورأى ان كمال الكمال فى عشر حجج لانه رأى ان بعد العشر لايبقى مقام الارادة ويكون بعد ذلك مقام الاستقلال والاستقامة ولا يحتمل مؤنة الارادة بعد ذلك لذلك قال انى اريد الخ وما اريد الخ ، يقول الفقير اقتضى هذا التأويل ان عمر موسى وقتئذ كان ثلاثين لانه لما اتم العشر عاد الى مصر فاستنبىء فى الطريق وقد سبق ان استنباءه كان فى بلوغ الاربعين وهذه سنة لاهل الفناء فى كل عصر وعند مايمضى ثمان وثلاثون او اربعون من سن السلوك يكمل الفناء والبقاء وينفد الرزق فافهم

{ ستجدنى ان شاء اللّه من الصالحين } فى حسن المعاملة ولين الجانب والوفاء بالعهد ومراده بالاستثناء التبرك به وتفويض الامر الى توفيقه لا تعليق صلاحه بمشيئته تعالى وفى الحديث

( بكى شعيب النبى عغليه السلام من حب اللّه حتى عمر فرد اللّه عليه بصره واوحى اللّه اليه ياشعيب ماهذا البكاء أشوقا الى الجنة ام خوفا من النار فقال الهى وسيدى انت تعلم انى مابكى شوقا الى جنتك ولا خوفا من النار ولكن اعتقدت حبك بقلبى فاذ نظرت اليك فما ابالى مالذى تصنع بى فاوحى اللّه اليه ياشعيب ان يكن ذلك حقا فهنيئا لك لقائى ياشعيب لذلك اخدمتك موسى بن عمران كليمى ) ، اعلم ان فى فرار موسى من فرعون الى شعيب اشار الى انه ينبغى لطالب الحق ان يسافر من مقام النفس الامارة الى علم القلب ويفر من سوء قرين كفرعون الى خير قريب كشعيب ويخدم المرشد بالصدق والثبات روى ان ابراهيم بن ادهم كان يحمل الحطب سبع عشرة سنة ، وفى قوله

{ على ان تأجرنى ثمانى حجج } اشارة الى طريق الصوفية وان استخدامهم للمريدين من سنن الانبياء عليهم السلام : قال الحافظ

شبان وادى ايمن كهى رسد بمراد ... كه جند سال بجان خدمت شعيب كند

٢٨

{ قال } موسى

{ ذلك } الذى قلته وعاهدتنى فيه وشارطتنى عليه قائم وثابت

{ بينى و بينك } جميعا لا انا اخرج عما شرطت على والا انت تخرج عما شرطت على نفسك

{ ايما الاجلين قضيت } اى شرطية منصوبة بقضيت وما زائدة مؤكدة لابهام اى فى شياعها والاجل مدة الشىء . والمعنى اكثرهما او اقصرهما وفيتك باداء الخدمة فيه : وبالفارسية [ هركدام ازين دو مدت كه هشت ساله وده سالست بكذارم وبيابان رسانم ] وجواب الشرطية قوله

{ فلا عدوان علىّ } لا تعدى ولا تجاوز بطلب الزيادة فكما لاطالب بالزيادة على العشر لا اطالب بالزيادة على الثمانى وايما الاجلين قضيت فلا اثم علىّ يعنى كما لا اثم علىّ فى قضاء الاكثر كذا الا اثم علىّ فى قضاء الاقصر

{ واللّه على مانقول } من الشروط الجارية

{ وكيل } شاهد وحفظي فلا سبيل لاحد منا الى الخروج عنه اصلا . فجمع شعيب المؤمنين من اهل مدين وزوجه ابنته صفوريا ودخل موسى البيت واقام يرعى غنم شعيب عشر سنين كما فى فتح الرحمن روى انه لما اتم العقد قال شعيب لموسى ادخل ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصىّ وكانت عنده عصى الانبياء فاخذ عصا هبط بها آدم من الجنة ولم يزل الانبياء يتوارثونها حتى وصلت الى شعيب فمسها كان مكفوفا فلم يرضها له خوفا من ان لايكون اهلا لها وقال غيرها فما وقع فى يده الا هى سبع مرات فعلم ان لموسى شأنا وحين خرج للرعى قال له شعيب اذا بلغت مفرق الطريق فلا تأخذ عن يمينك فان الكلأ وان كان بهاكثر الا ان فيها تنينا اخشى منه عليك وعلى الغنم فاخذت الغنم ذات اليمين ولم يقدر على كفها ومشى على اثرها فاذا عشب وريف لم ير مثله فنام فاذا بالتنين قد اقبل فحاربته العصا حتى قتلته وعادت الى جنب موسى دامية فلما ابصرها دامية والتنين مقتولا سر ولما رجع الى شعيب اخبره بالشأن ففرح شعيب وعلم ان لموسى والعصا شأنا وقال انى وهبت لك من نتاج عنمى هذا العام كل ادرع ودرعاء والدرع بياض فى صدور الشاء ونحوها وسواد فى الفخذ وهى درعاء كما فى القاموس . فاوحى اللّه اليه فى المنام ان اضرب بعصاك الماء الذى هو فى مستقى الاغنام ففعل ثم سقى فما اخطأت واحدة الا وضعت ادرع ودرعاء فعلم شيعب ان ذلك رزق ساقه اللّه تعالى الى موسى وامرأته فوفى له بالشرط وسلم اليه الاغنام ، قال ابو الليث مثل هذا الشرط فى شريعتنا غير واجب الا ان الوعد من الانبياء واجب فوفها بوعده انتهى : وفى المثنوى

جرعه برخاك وفا آنكس كه ريخت ... كى تواند صيددولت زوكريخت

بس بميبر كفت بهر اين طريق ... باوفاتر از عمل بنود رفيق

كربود نيكو ابديارد شود ... وربود بد در لحد بارت شود

٢٩

{ فلما قضى موسى الاجل } الفاء فصيحة اى فعقد العقدين وباشر مالتزمه فلما اتم الاجل المشروط بينهما وفرغ منه روى انه قضى ابعد الاجلين وهى عشر سنين : يعنى [ ده سال شبانى كردبس اورا آرزورى وطن خاست ] فبكى شعيب وقال ياموسى كيف تخرج عنى وقد ضعفت وكبرت فقال له قد طالت غيبتى عن امى وخالتى وهارون اخى واختى فى مملكة فرعون فقام شعيب وبسط يديه وقال يارب برحمة ابراهيم الخليل واسماعيل الصفى واسحاق الذبيح ويعقوب الكظيم ويوسف الصديق رد قوتى وبصرى فامن موسى على دعائه فرد اللّه عليه بصره وقوته ثم اوصاه بابنته

{ وسار } موسى باذن شعيب نحو مصر والسير المضى فى الارض

{ باهله } بامرأته صفوريا وولده فانها ولدت منه قبل السير كما فى كشف الاسرار ، وقال الكاشفى [ نماز بيشين فراره بود همى رفت تاشب درآمد ] كان فى البرية والليلة مظلمة باردة فضرب خيمته على الوادى وادخل اهله فيها وهطلت السماء بالمطر والثلج [ واغنام ازبرف وباد ودمه متفرق شده يعنى اغنام كه اورا شعيب داده بود ] وقد كان ساقها معه وكانت امرأته حاملا فاخذها الطلق فاراد ان يقدح فلم يظهر له نار فاغتنم لذلك فحيئنذ

{ آنس من جانب الطور نارا } اى ابصر من الجنة التى تلى الطور نارا يقال جانب الحائط للجهة التى تلى الجنب والطور اسم جبل مخصوص والنار يقال للهب الذى يبدو للحاسة وللحرارة المجردة ولنار جهنم ،

قال بعضهم ابصر نارا دالة على الانوار لانه رأى النور على هيئة النار لكون مطلبه النار والانسان يميل الى الاشيءا المعهوده المأنوسة ولا تخلوا النار من الاستنئناس خاصة فى الشتاء وكان شتاء تجلى الحق بالنور فى لباس النار على حسب ارادة موسى وهذه سنته تعالى ألاترى الى جبريل انه علم ان النبى عليه السلام احب دحية فكان اكثر مجيئه اليه على صورة دحية

{ قال } موسى

{ لاهله امكثوا } المكث ثبات مع انتظار اى قفوا مكانكم واثبتوا

{ انى آنست نارا لعلى } [ شايد كه من ]

{ آتيكم } [ بيارم از براى شما ]

{ منها } [ ازان آتش ]

{ بخبر } [ بيامى يعنى از نزد كسانى كه برسر آن آتش اند بيارم خبر طريق كه راه مصر از كدام طرفست ] وقد كانوا ضلوه

{ او جذوة } عود غليظ سواء كانت فى رأسه نار اولا ولذك بين قوله

{ من النار } وفى المفردات الجذوة التى يبقى من الحطب بعد الالتهاب

وفى التأويلات النجمية تشير الآية الى التجريد فى الظاهر والى التفريد فى الباطن فان السالك لا بد له فى السلوك من تجريد الظاهر عن الاهل والمال وخروجه عن الدنيا بالكلية فقد قيل المكاتب عبد مابقى عليه درهم ثم من تفريد الباطن عن تعلقات الكونين فبقدر تفرده عن التعلقات يشاهد شواهد التوحيد فاول مايبدو له فى صورة شعلة النار كما كان لموسى والكوكب كما كان لابراهيم عليهما السلام ومن جملتها اللوامع والطوامع والسواطع والشموس والاقمار الى ان يتجلى نور الربوبية عن مطلع الالوهية

{ لعلكم تصطلون } الاصطلاء [ كرم شدن بآتش ] ، قال فى كشف الاسرار الاصطلاء التدفؤ بالصلاء وهو النار فتح الصاد وكسرها فالفتح بالقصر الكسر بالمد ، وفى التأويلات النجمية يشير الى ان اوصاف الانسانية جامدة من برودة الطبيعة لاتتسخن الا بجذوة نار المحبة بل نار الجذبة الآلهية : قال الكمال الخجندى

بجشم اهل نظر كم بود زبروانه ... دلى سوخته آتش محبت نيست

فترك موسى اهله فى البرية وذهب

٣٠

{ فلما اتاها } اى النار التى آنسها

{ نودى من شاطىء الوادى الايمن } اى اتاه النداء من الشاطىء الايمن بالنسبة الى موسى فالايمن مجرور صفة لشاطىء والشاطىء الجانب والشط وهو شفير الوادى والوادى فلى الاصل الموضع الذى يسيل فيه الماء ومنه سمى المفرج بين الجبلين واديا

{ فى البقعة المباركة } متصل بالشاطىء او صلة لنودى والبقعة قطعمة من الارض لا شجر فيها وصفت بكونها مباركة لانه حصل فيها ابتداء الرسالة وتكليم اللّه اياه وهكذا محال تجليات الاولياء قدس اللّه اسرارهم

{ من الشجرة } بجل اشتمال من شاطىء لانها كانت ثابتة على الشاطىء وبقيت الى عهد هذه الامة كما فى كشف الاسرار وكانت عنابا او سمرة او سدرة او زيتونا او عوسجا والعوسج اذا عظم يقال له الغرقد بالغين المعجمة وفى الحديث ( انها شجرة اليهود ولا تنطق ) يعنى اذا نزل عيسى وقتل اليهود فلا يختفى منهم احد تحت شجرة الان نطقت وقالت يامسلم هذا يهودى فاقتله الا الغرقد فانه من شجرهم فلا ينطق كما فى التعريف والاعلام للامام السهيلى

{ ان } مفسرة اى اى

{ ياموسى انى انا اللّه رب العالمين } اى انا اللّه الذى ناديتك ودعوتك باسمك وانا رب الخلائق اجمعين وهذا اول كلامه لموسى وهو ان خالف لفظا لما فى طه والنمل لكنه موافق له فى المعنى المقصود ، قال الكاشفى [ موسى در درخت نكاه كرد آتشى سفيد بى دود ديد وبدل فرونكريست شعله شوق لقاى حضرة معبود مشاهدة نمود از شهود اين در آتش نزديك بودكه شمع وجودش بتمام سوخته كردد

هست درمن آتش روشن نميدانم كه جيست ... اين قدر دانم كه همجون شمع مى كاهم دكر

موسى عليه السلام از نداى

{ ان ياموسى } سوخته عشق وكداخته شوق شدة دربيش درخت بايستاد وآن ندا در مضمون داشت كه

{ انى أن اللّه رب العالمين } ، قال فى كشف الاسرار موسى زير آن درخت متلاشى صفات وفانى ذات كشت وهمكى ورى سمع شده وندا آمد بس خلعت قربت بوشيد شراب الفت نوشيد صدر وصلت ديد ريحنت رحمت بوييد ]

اى عاشق دلسوخته اندوه مدار ... روزى بمراد عاشقان كرددكار

قال بعضهم لما وصل موسى الى الشجرة ذهبت النار وبقى النور ونام موسى عن موسى فنودى من شجرة الذات باصوات الصفات وصار الجبل من تأثير التجلى والكلام عقيقا وغشى عليه فارسل اللّه اليه الملائكة حتى روحوه بمرواح الانس وقالوا له ياموسى تعبت فاسترح ياموسى قد باخت فلا تبرح جئت على قدر ياموسى : يعنى [ مقدر بودكه حق سبحانه باتو سخن كند ] وكان هذا فى الابتداء الامر والمبتدأ مرفوق به . وفى المرة الاخرى خر موسى صعقا فكان يصعق الملائكة تقول له يابن النساء الحيض مثلك من يسأل الرؤية ياليت لو تعلم الملائكة اين موسى هناك لم يعيروه فان موسى كان فى اول الحال مريدا طالبا وفى الآخرة مرادا مطلوبا طلبه الحق واصطفاه لنفسه قيل شتان بين شدرة موسى وبين شجرة آدم عندها طهرت محنة وفتنة وعند شجرة موسى افتتحت نوبة وراسلة ياصاحبى لو يعلم قائل هذا القول حقيقة شجرة آدم لم يقل مثل هذا فى حق آدم فان شجرة آدم اشارة الى شجرة الربوبية ولذا قال

{ ولا تقربا هذه الشجرة } فان آدم اذا كان متصفا بصفات الحق اراد العيشة بحقيقتها فنهاه الحق عنها وقال هذا شىء لم يكن لك فان حقيقة الازلية ممتنعة من الاتحاد بالمحدثية هكذا قال ولكن اظهر ازليته من الشجرة وسكر آدم ولم يصبر عن تناولها فاكل منها حبة الربوبية فكبر حاله فى الحضرة ولم يطق فى الجنة حملها فاهبط منها الى معدن العشاق ومقر المشتاق فشجرة آدم شجرة الاسرار وشجرة موسى شجرة الانوار فالانوار للابرار والاسرار للاخيار ، قال بعض الكبار اذا جاز ظهور التجلى من الشجرة وكذا الكلام من غير كيف ولاجهة فاولى ان يجوز ذلك من الشجرة الانسانية ولذا قسموا التوحيد الى ثلاث مراتب . مرتبة لا اله الا هو . ومرتبة لا اله الا انت . ومرتبة لا اله الا انا والمتكلم فى الحقيقة هو الحق تعالى بكلام قديم ازلى فان شئت الذوق فارجع الى الوجدان ان كنت من اهله والا فعليك بالايمان فان الكلام اما مع الوجدان او مع اهل الايمان فسلا معلى المصطفين الاخيار والمؤمنين الابرار اللهم ارنا الاشياء كماهى وانما الكون خيا وهو الحق فى الحقيقة فلا موجود الا هو كما لامشهود الا هو فاعرف يامسكين تغنم : قال الشيخ سعدى عن لسان العاشق

مرا باوجود توهستى نماند ... بياد توام خود برستى نماند

كرم جرم بينى مكن عيب من ... تويى سربر آورده ازجيب من

وقال

سمندرنه كرد آتش مكرد ... كه مردانكى بايد آنكه نبرد

وهو اشارة الى من ليس حاله كحال موسى نسأل اللّه الوقوع فى نار العشق والوصول الى سر الفناء الكلى

٣١

{ وان القى عصاك } عطل على ان ياموسى وكلاهما مفسر لنودى اى ونودى ان الق واطرح من يدك عصاك فالقاها فصارت حية فاهتزت

{ فلما رآها تهتز } اى تتحرك تحركا شديدا

{ كأنها الجان } فى سرعة لحركة او فى الهيئة والجثة فانها انما كانت ثعبانا عند فرعون والجان حية كحلاء العين لاتؤذى كثيرة فى الدور

{ ولى مدبرا } اعرض حال كونه منهزما من الخوف

{ ولم يعقب } اى لم يرجع ، قال الخليل عقب اى رجع على عقبه وهو مؤخر القدم فنودى

{ ياموسى اقبل } [ بيش آي ]

{ ولا تخف } [ ومترس ازين مار ]

{ انك من الآمنين } من المخاوف فانه لايخاف لدى المرسلون كما سبق فى النمل ، فان قلت مالفائدة فى القائها ، قلت ان يألفها ولا يخافها عند فرعون اذا ناظره بقلب العصا وغيره من المعجزات كما فى الاسئلة المقحمة ، وفيه اشارة الى القاء كل متوكأ غير اللّه فمن اتكأ على اللّه أمن ومن اتكا على غيره وقع فى الخوف ، قال فى كشف الاسرار [ جاى ديكر كفت خذها ولا تخف ياموسى عصا مى دار ومهر عصا دردل مدار وآنرابناه خد مساز ] ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) ويقال شتان بين نبينا صلّى اللّه عليه وسلّم وبين موسى عليه السلام موسى رجع من سماع الخطاب واتى بثعبان سلطه على عدوه ونبينا عليه السلام اسرى به الى محل الدنو فاوحى اليه ماوحى ورجع واتى لامته بالصلاة التى هى المناجاة فقيل له السلام عليك ايها النبى ورحمة اللّه وبركاته فقال السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين

٣٢

{ اسلك يدك فى جيبك } ادخلها فى مدرعتك وهى ثوب من صوف يلبس بدل القميص ولا يكون له كم بل ينتهى كمه عند المرفقين : وبالفارسية [ در آردست خودرا در كريبان جامه خود ]

{ تخرج بيضاء } اىحل كونها مشرقة مضيئة لها شعاع كشعاع الشمس

{ من غير سوء } عيب كالبرص : يعنى [ سفيدىء او مكروه منفر نباشد جون بياض برص ]

{ واضمم اليك جناحك } جناح الانسان عضده ويقال اليد كلها جناح اى يديك المبسوطتين تتقى بهما الحية كالخائف الفزع بادخال اليمنى تحت عضد اليسرى وبالعكس او بادخالهما فى الجيب فيكون تكرير لاسلك يدك لغرض آخر وهو ان يكون ذللاك فى وجه العدو اظهار جرأة ومبدأ لظهور معجزة ويجوز ان يكون المراد بالضم التجلد والثبات عند انقلاب العصا حية استعارة من حال الطائر فانه اذا خاف نشر جناحيه واذا امن واطمأن ضمهما ليه فعلى هذا يكون تتميما لمعنى انك من الآمنين لاتكريرا لاسلك يدك

{ من الرهب } الرهب مخافة مع تخزن واضطراب اى من اجل الرهب اى اذا عراك الخوف فافعل ذلك تجلدا او ضبطا لنفسك

{ فذانك } اشارة الى العصا واليد

{ برهانان } حجتان نيرتان ومعجزتان باهرتان وبرهان فعلان من قولهم ابره الرجل اذا جاء بالبرهان او من قولهم بره الرجل اذا ابيض ويقال برهاء وبرهة للمرأة البيضاء ونظيره تسمية الحجة سلطانا من السليط وهو الزيت لانارتها

وقيل هو فعلال لقولهم برهن

{ من ربك } صفة لبرهانان اى كائنان منه تعالى واصلان

{ الى فرعون وملائه } ومنتهيان اليهم

{ انهم كانوا قوما فاسقين } خارجين عن حدود الظلم والعدوان فكانوا احقاء باننرسلك اليهم بهاتين المعجزتين

٣٣

{ قال } موسى

{ رب } [ اى بروردكر من ]

{ انى قتلت منهم } اى من القوم وهم القبط

{ نفسا } وهو فاتون خباز فرعون

{ فاخاف ان يقتلون } بمقابلتها

٣٤

{ واخى هارون هو افصح من لسانا } اطلق لسانا بالبيان وكان فى لسان موسى عقدة من قبل الجمرة التى تناولها وادخلها فاه تمنعه عن اعطاء البيان حقه ولذلك قال فرعون ولايكاد يبين ، قال بعض العارفين مقام الفصاحة هو مقام الصحو والتمكين الذى يقدر صاحبه ان يخبر عن الحق واسراره بعبارة لا تكن ثيلة فى موازين لعلم وهذا حال نبينا صلى اللّه تعالى عليه وسلم حيث قال ( انا افصح العرب : وبعثت بجوامع الكلم ) وهذه قدرة قادرية اتصف بها العارف المتمكن الذى بلغ مشاهدة الخاص ومخاطبة الخواص وكان موسى عليه السلام فى محل السكر فى ذلك الوقت ولم يطق ان يعبر عن حاله كما كان لان كلامه لو خرج على وزان حاله يكن على نعوت الشطح عظيما فى آذان الخلق وكلام السكران ربما يفتتن به الخلق ولذلك سأل مقام الصحو والتمكين بقوله

{ واحلل عقدة من لسانى يفقهو قولى } لان كلامه من بحر المكافحة فى المواجهة الخاصة التى كان مخصوصا به دونه بخلاف هارون اذ لم يكن كليما فحاله مع الناس اسهل من حال موسى

{ فارسله } الى فرعون وقومه

{ معى } حال كونه

{ ردءا } اى معينا وهو فى اصل اسم مايعان به كالدفىء واستعمل هنا صفة بدليل كونه حالا

{ يصدقنى } بالرفع صفة ردئا اى مصدقا لى بتخليص الحق وتقرير الحجة وتوضيحا وتزيف الشبهة وابطالها لا بان يقول له صدقت او للجماعة صدقوه يؤيد بذلك قوله

{ هو افصح منى لسانا } لان ذلك يقدر عليه الفصيح وغيره كما فى فتح الرحمن

{ انى اخاف ان يكذبون } اى يردوا كلامى ولا يقبلوا منى دعوتى ولسنى لايطاوعنى عند المحاجة ، وفيه اشارة الى ان من خاصية نمرود وفرعون النفس تكذيب النطق بالحق ومن خصوصية هارون العقل تصديق الناطق بالحق

٣٥

{ قال } اللّه تعالى

{ سنشد عضدك باخيك } العضد مابين المرفق والكتفك وبالفارسية [ بازو ] اى سنقويك به لان الانسان يقوى باخيه كقوة اليد بضعدها : وبالفارسية [ زود باشدكه سخت كنم بازوى ترا يعنى بيفزايم نيروى ترابرادرتو ] وكان هارون يومئذ بمصر

{ ونجعل لكما سلطانا } اى تسلطا وغلبة ، قال جعفر هيبة فى قلوب الاعداء ومحبة فى قلوب الاولياء ، وقال ابن عطاء سياسية الخلافة مع اخلاق النبوة

{ فلا يصلون اليكما } باستيلاء او محاجة

{ بآياتنا } متعلق بمحذوف صرح به فى مواضع اخرى اى اذهبا بآياتنا او بنجعل اى نسلطكما بآياتنا وهى المعجزات او بمعنى لايصلون اى تمتنعان منهم بآياتنا فلا يصلون اليكما بقتل ولا سوء كما فى فتح الرحمن

{ انتما من اتبعكما الغالبون } اى لكما ولا تباعكما الغلبة على فرعون وقومه [ زيرا كه رايات آيات ماعالى است وامداد اعانت مراوليارا ] متواتر ومتوالى واللّه الغالب والمتعالى ، قال فى كشف الاسرار [ جون اين مناجات تمام شد رب العالمين اورا باز كردانيد . خلافست ميان علما كه موسى آنكه بيش عيال بازشدياهم ازآنجا بمصر رفت سوى فرعون . قومى كفتندهم آز آنجا سوى مصر شد واهل وعيال را دران بيابان بكذاشت سى روز دران بيابان ميان مدين ومصر بما ندندتنها دختر شعيب بود وفرزند موسى وآن كوسفندان آخر بعد ازسى روز شبانى بايشان بكذشت دختر شعيب را ديد واورا بشناخت دل تنك واندوهكين نشسته ومى كريد آن شبان ايشانرا دربيش كاد وبامدين برد بيش شعيب . وقومى كفتند موسى جون از مناجات فارغ شد همان شب بنزديك اهل وعيال باز رفت عيال ورى اورا كفت آتش آوردى موسى اورا كفت من بطلب آتش شدم نور آوردم وبيغمبرى وكرامت خداوند جل جلاله آنكه برخاستند وروى بمصر نهادند جون بدر شهر مصر رسيدند وقت شبانكاه بود برادر وخواهر اما بدرش رفته بود ازدنيا موسى بدر سراى رسيدنماز شام بود وايشان طعام در بيش نهاده بودند وميخوردند موسى آواز دادكه من يكى غريبم مرا امشب سينج دهد بقربت اندر مادركفت مر هارونرا كه اين غريب را سينج بايداد تامكر كسى بغربت اندر بسررا سينج دهد موسى را بخانه اندر آوردند وطعام بيش وى نهادند واورا نمى شناختند جون موسى فراسخن آمد مادر اورا بشناخت واورا دركنار كرفت وبسيار بكريست بس موسى كفت مر هارونرا كه خداى عز وجل مارا بيغمبرى داد وهر دورا فرمود كه بيش فرعون رويم واورا باللّه جل جلاله دعوت كنيم هارون كفت سمعا وطاعة لله عز وجل مادر كفت من ترسم كه اوشمارا هردو بكشدكه او جبارى طاغيست ايشان كفتند اللّه تعالى مارا فرموده واومارا خود نكه دارد وايمن كردد بس موسى وهارون ديكر روز رفتند بدر سراى فرعون كروهى كويند همان ساعت باز رفتند وبيغام كذا ردند وكروهى كفتند تايكسال باز نيافتند ] يعنى لم يأذن لهما فرعون بالدخول سنة وفيه ان صح لطف لهما حيث يتقويان فى تلك المدة بما ورد عليهما من جنود امداد اللّه تعالى فتسهل الدعوة حنيئذ واياما كان فالدعوة حاصلة كما قال تعالى

٣٦

{ فلما جاءهم موسى } حال كونه ملتباس

{ بآياتنا } حال كونها

{ بينات } واضحات الدلالة على صحة رسالته منه تعالى والمراد المعجزات حاضرة كانت كالعصا واليد او مترقبة كغيرها من الآيات التسع فان زمان المجيىء وقت ممتد يسع الجميع

{ قالوا ماهذا } اى الذى جئت به ياموسى

{ الا سحر مفترى } اى سحر مختلق لم يفعل قبل هذا مثله وذلك لان النفس خلقت من اسفل عالم الملكوت متنكسة والقلب خلق من وسط عالم الملكوت متوجها الى الحضرة فما كذب الفؤاد ما رأى وما صدقت النفس مارأت فيرى القلب اذا كان سليما من الامراض والعلل الحق حقا الباطل باطلا والنفس ترى الحق باطلا والباطل حقا ولهذا كان من دعائه عليه السلام

( اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ) وكان عليه السلام مقصوده فى ذلك سلامة القلب من الامراض والعلل وهلاك النفس وقمع هواها كسر سلطانها كذا فى التأويلات النجمية

{ وماسمعنا بهذا } السحر

{ فى آبائنا الاولين } واقعا فى ايامهم

٣٧

{ وقال موسى ربى اعلم بمن جاء بالهدى من عنده } يريد به نفسه : يعنى [ اومرا فرستاده وميداندكه من محقم وشما مبطليد ]

{ ومن تكون له عاقبة الدار } اى عاقبة دار الدنيا وهى الجنة لانها خلقت ممرا الى الآخرة ومزرعة لها والمقصود منها بالذات هو الثواب

واما العقاب فمن نتائج اعمال العصاة وسيآتهم فالعاقبة المطلقة الاصلية للدنيا هى العاقبة المحمودة دون المذمومة

{ انه } اى الشان

{ لايفلح الظالمون } لانفسهم باهلاكها فى الكفر والتكذيب اى لايفوزون بمطلوب الكافر والى ان الواجب على كل نفس السعى فى نجاتها ولو هلك غيرها لايضرها

٣٨

{ وقال فرعون } حين جمع السحرة وتصدى للمعارضة

{ يا ايها الملأ } [ اى كروه بزركان ]

{ ماعلمت لكم من اله غيرى } قيل كان بين هذه الكلمة وبين قوله انا ربكم الاعلى اربعون سنة اى ليس لكم اله غيرى فى الارض [ ومسوى ميكويد خداى ديكر هست كه آفريدكار آسما نهاست ] كمال قال

{ رب السموات والارض } { فاوقد لى } الايقاد [ آتش افروختن ]

{ ياهامان } هو وزير فرعون

{ على الطين } هو التراب والماء المختلط اى اصنع لى آجرا : وبالفارسية [ بس برافروز آتشى ازبراى من اى هامان بركل تابخنه شودودربنا او استحكامى بود ] واول من اتخذ الآجرّ فرعون ولذلك امر باتخاذه على وجه يتضمن تعليم الصنعة حيث لم يقل اطبخ لى الآجر

{ فاجعل لى } منه

{ صرحا } قصرا رفيعا مشرفا كالميل والمنارة : وبالفارسية [ كوشكى بلندكه مرورا بايها باشد جون نردبان تابرسطح آن روم ]

{ لعلى اطلع الى اله موسى } انظر اليه واقف عليه : يعنى [ شايدكه برو مطلع كردم وبينم كه جنان هست كه موسى كويد ]

{ وانى لاظنه } اى موسى

{ من الكاذبين } فى ادعائه ان له الها غيرى وانه رسوله قاله تلبيسا وتمويها على قومه لاتحقيقا لقوله تعالى

{ وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم } قال فى الاسئلة المقحمة ولا يظن بان فرعون كان شاكا فى عدم استحقاقه لدعوى الالهية فى نفسه اذ كان يعلم حال نفسه من كونها اهل الحاجات ومحل الآفات ولكن كان معاندا فى دعواه مجاحدا من غير اعتقاد له فى نفسه بالالهية ، وقال الكاشفى [ فرعون تصور كرده بودكه حق سبحانه وتعالى جسم وجسمانيست برآسمان مكانى دارد وترقى بسوى وى ممكن است وبدين معنى دانا نشده بود ]

كه مكان آفرين مكان جه كند ... آسمان كر بر آسمان جه كند

نه مكان ره برد برو نه زمان ... نه بيان زوخبر دهد نه عيان

صاحب كشاف [ آورده كه هامان ملعون بنجاه هزار استاد جمع كرد وراى مزدوران آن بطبخ آجر وبختن كج واهك وتراشيدن جوب ورفع بنا امر نمود ] واشتد ذلك على موسى وهارون لان بنى اسرائيل كانوا معذبين فى بنائه ، قال ابو الليث كان ملاط القصر خبث القوارير وكان الرجل لا يستطيع القيام عليه من طوله مخافة ان ينسفه الريح وكان طوله خمسة آلاف ذراع وعرضه ثلاثة آلاف ذراع [ وآن بنايى شد رفيع ومحكم كه هيجكس بيش ازان بدنان طريق صرحى نساخته بود ودرهمه دنيا مانند آن هر كز كس نديد ونشنيد ]

جنان بلدن بنايى كه عقل نتوانست ... كمند فكر فكندن بكوشه بامش

وكتب بهلول على حائط من حيطان قصر عظيم بناه الخليفة هارون الرشيد ياهارون رفعت الطين ووضعت الدين رفعت الجص ووضعت النص ان كان من مالك فقد اسرفت ان اللّه لايحب المسرفين وان كان من مال غيرك فقد ظلمت ان اللّه لايحب الظالمين ، ودر زاده المسير [ فرموده جون بنا باتمام رسيد فرعون لعين ببالا بر آمد وخيال او آن بودكه بفلك نزديك رسيده باشد جون در نكريست آسمانرا ازبالاى صرح جنان ديدكه در روى زمين ميديد منفعل كشته تير اندازيرا بكفت تابرهوا تير انداخت وآن تيرباز آمد خون آلود فرعون كفت قد قتلت اله موسى بكشتم نعوذ باللّه خداى موسى را حق سبحانه وتعالى جبرائيل را فرستاد تابر خويش بدان صرح زد سه باره ساخت يك قطعه بلشكر كاه فرعون فرود آمد وهزاران هزار قبطى كشته شدند وقعطه ديكر در دريا افتاد وديكر بجانب مغرب وهيجكس زاستادان ومزدوران زنده نماندند ] ن وفى فت الرحمن ولم يبق احد ممن علم فيه الا هلك ممن كان على دين فرعون انتهى.

وفرعون [ باوجود اين حال متنبه نكشت وغروراو زيادت كشت ]

٣٩

{ واستكبر هو وجنوده } تعظموا عن الايمان ولم ينقادوا للحق والاستكبار اظهار الكبر باطلا بخلاف التكبر فانه اعم والكبر ظن الانسان انه اكبر من غيره

{ فى الارض } اى ارض مصر مايليها

{ بغير الحق } بغير استحقاق

{ وظنوا انه الينا لايرجعون } لايردون بلعبث للجزاء مع رجع رجعا اى رد وصرف

٤٠

{ فاخذناه وجنوده } عقيب مابلغوا من الكفر والعتو اقصى الغايات

{ فنبذناهم } طرحناهم ، قال الراغب النبذ القاء الشىء وطرحه لقلة الاعتداد به

{ فى اليم } بحر القلزم اى عاقبناهم بالاغراق وفيه تعظيم شأن الآخذ وتحقير شأن المأخوذ حيث انهم مع كثرتهم كحصيات تؤخذ بالكف وتطرح فى البحر

{ فانظر } يامحمد بعين قلبك

{ كيف كان عاقبة الظالمين } وحذر قومك من مثلها

٤١

{ وجعلناهم } اى صيرنا فرعون وقومه فى عهدهم

{ ائمة يدعون الى النار } اى مايؤدى اليها من الكفر والمعاصى اى قدوة يقتدى بهم اهل الظلال فيكن عليهم وزرهم ووزر من تبعهم

{ ويوم القيامة لاينصرون } بدفع العذاب عنهم بوجه من الوجوه

٤٢

{ واتبعناهم فى هذه الدنيا لعنة } طردا وابعادا من الرحمة او لعنا من اللاعنين لاتزال تلعنهم الملائكة والمؤمنون خلفا عن سلف : وبالفارسية [ وبر بى ايشان بيوستيم درين جهان لعنت ونفرين ]

{ ويوم القيامة هم المقبوحين } يوم معلق بالمقبوحين على ان اللام للتعريف لابمعنى الذى اى من المطرودين المبعدين يقال قبح اللّه فلانا قبحا وقبوحا اى ابعده من كل خير فهو مقبوح كما فى القاموس وغيره ، قال فى تاج المصادر القبح والقباحة والقبوحة [ زشت شدن ] انتهى وعليه بنى الراغب حيث قال فى المفردات من المقبوحين اى من الموسومين بحالة منكرة كسواد الوجوه وزرقة اليعون وسحبهم بالاغلال والسلاسل وغيرها انتهى باختصار ، قال فى الوسيط فيكون بمعنى المقبحين انتهى

وفى التأويلات النجمية لان قبحهم معاملاتهم القبيحة كما ان حسن وجوه المحسنين معاملاتهم الحسنة هل جزاء الاحسان الا الاحسان جزاء سيئة سيئة مثلها انتهى ، ودلت الآية على ان الاستكبار من قبائحهم المؤدية الى هذه القباحة والطرد قال عليه السلام حكاية عن اللّه تعالى ( الكبرياء ردائى والعظمة ازارى فمن نازعنى واحدا منهما القيته فى النار ) وصف الحق سبحانه نفسه بالرداء والازار دون القميص والسراويل لكونهما غير محيطين فبعدا عن التركيب الذى هو من اوصاف الجسمانيات ، واعلم ان الكبر يتولد من الاعجاب والاعجاب من الجهل بحقيقة المحاسن والجهل رأس الانسلاخ من الانسانية ومن الكبر الامتناع من قبول الحق ولذا عظم اللّه امره فقال

{ اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون فى الارض بغير الحق } واقبح كبر بين الناس ما كن معه بخل ولذلك قال عليه السلام ( خصلتان لاتجتمعان فى مؤمن البخل والكبر ) ومن تكبر لرياسة نالها دل على دناءة عنصره ومن تفكر فى تركيب ذاته فعرف مبدأه ومنتهاه واوسطه عرف نقصه ورفض كبره ومن كان تكبره لغنية فليعلم ان ذلك ظل زائل وعارية مستردة وانما قال بغير الحق اشارة الى ان التكبر ربما يكون محمودا وهو التكبر والتبختر بين الصفين ولذا نظر رسول اللّه عليه لاسلام الى ابى دجانة يتبختر بين الصفين فقال ( ان هذه مشية يبغضها اللّه لا فى هذا المكان ) وكذا التكبر على الاغنياء فانه فى الحقيقة عز النفس وهو غير مذموم قال عليه السلام ( لاينبغى للمؤمن ان يذل نفسه ) فعلى العاقل ان يعز نفسه بقبول الحق والتواضع لاهله ويرفع قدره بالانقياد لما وضعه اللّه تعالى من الاحكام ويكون من المنصورين فى الدنيا والآخرة ومن الذين يثنى عليهم بالثناء الحسن الحسن معاملاتهم الباطنة والظاهرة نسأل اللّه ذلك من نعمه المتوافرة : قال الشيخ سعدى قدس سره

بزركان نكردند درخود نكاه ... خدا بينى ازخويشتن بين مخواه

بزركى بناموس وكفتار نيست ... بلندى بدعوى وبندار نيست

بلنديت بايد تواضع كزين ... كه آن بام را نيست سلم جزاين

برين آستان عجز ومسكينيت ... به از طاعات وخويشتن بينيت

٤٣

{ ولقد آتينا موسى الكتاب } اى التوراة

{ من بعد ماهلكنا القرون الاولى } جمع قرن وه والقو م المقترنون فى زمان واحد اى من بعد ما اهلكنا فى الدنيا بالعذاب اقوام نوح وهود وصالح ولوط اى على حين حاجة اليها ، وقال الراغب الهلاك بمعنى الموت لم يذكره اللّه حيث يفقد الذم الا فى قوله

{ ان امرؤ هلك } وقوله

{ وما يهلكنا الا الدهر } وقوله

{ حتى اذا هلك قلتم لن يبعث اللّه من بعده رسولا } { بصائر للناس } حال من الكتاب على انه نفس البصائر وكذا مابعده . والبصائر جمع بصيرة وهى نور القلب الذى به يستبصر كما ان البصر نو العين الذى به تبصر . والمعنى حال كون ذلك الكتاب انوار القلوب بنى اسرائيل تبصر بها الحقائق وتميز بين الحق والباطل حيث كانت عمياء عن الفهم والادراك بالكلية

{ وهدى } اى هداية الى الشرائع والاحكام التى هى سبيل اللّه ، قال فى انسان اليعون التوراة اول كتاب اشتمل على الاحكام والشرائع بخلاف ماقبله من الكتب فانها لم تشمتل على ذلك وانما كانت مشتملة على الايمان باللّه وحده وتوحيده ومن ثمة قيل لها صحف واطلاق الكتب عليها مجاز

{ ورحمة } حيث ينال من عمل به رحمة اللّه تعالى

{ لعلهم يتذكرون } ليكونوا على حال يرجى منهم التذكير بما فيه من المواعظ : وبالفارسية [ شايدكه ايشان بند بذيرند ] وفى الحديث ( ماهلك اللّه قرنا ولا امة ولاهل قرية بعذاب من السماء منذ انتزل التوارة على وجه الارض غير اهل القرية الذين مسخوا قردة ألم تر ان اللّه تعالى قال ولقد آتينا ) الآية

٤٤

{ وماكنت } يامحمد

{ يجانب الغربى } اى بجانب الجبل او المكان الغربى الذى قع فيه الميقات وناجى موسى ربه على حذف الموصوف واقامة الصفة مقامه او الجانب الغربى على اضافة الموصوف كمسجد الجامع وعلى كلا التقديرين فجبل الطور غربى

{ اذ قضينا الى موسى الامر } اى عهدنا اليه واحكمنا امر نبوته بالوحى وايتاء التوراة

{ ما كنت من الشاهدين } اى من جملة الشاهدين للوحى وهم السبعون المختارون للميقات حتى تشاهد ما جرى من امر موسى فى ميقاته وكتب التوراة له فى الالواح فتخبره للناس المراد الدلالة على ان خباره عن ذلك من قبل الاخبار عن المغيبات التى لاتعرف الا بالوحى ولذلك استدرك عنه بقوله

٤٥

{ ولكنا انشأنا قرونا } خلقنا بين زمانك وزمان موسى قرونا كثيرى : وبالفارسية [ وليكن بيافريديم بس از موسى كروهى بعد ازكروهى ]

{ فتطاول عليهم العمر } تطاول بمعنى طال : وبالفارسية [ دراز شد ] والعمر بالفتح والضم وبضمتين الحياة ، قال الراغب اسم لمدة عمارة البدن بالحياة اى طال عليه الحياة وتمادى الامد والمهلة فتغيرت الشرائع الاحكام وعميت عليهم الانبياء لاسيما على آخرهم فاقتضى الحال التشريع الجديد فاوحينا اليك فحذف المستدرك اكتفاء بذكر ما يوجبه

{ وما كنت ثاويا فى اهل مدين } نفى لاحتمال كون معرفته للقصة بالسماع ممن شاهد . والثواء هو الاقامة والاستقرار اى وما كنت مقيما فى اهل مدين اقامة موسى وشعيب حال كونك

{ تتلو عليهم } اى تقرأ على اهل مدين بطريق التعلم منهم [ جنانجه شاكردان براستاذان خوانند ] وهو حال من المستكن فى ثاويا او خبر ثان لكنت

{ آياتنا } الناطقة بالقصة

{ ولكنا كنا مرسلين } اياك وموحين اليك تلك الآيات ونظائرها

٤٦

{ وما كنت بجانب الطور اذ نادينا } اى وقت ندائنا موسى انى انا اللّه رب العالمين واستنبائنا اياه وارسلنا له الى فرعون والمراد جانب الطور الايمن كما قال

{ وناديناه من جانب الطور الايمن } ولم يذكر هنا احترازا عن ايهام الذم فانه عليه السلام لم يزل بالجانب الايمن من الازل الى الابد ففيه اكرام له وادب فى العبارة معه

{ ولكن رحمة من ربك } اى ولكن ارسلناك بالقرآ الناطق بما ذكر رحمة عظيمة كائنة منا لك وللناس

{ لتنذر قوما } متعلق بالفعل المعلل بالرحمة

{ وما اتيهم من نذير من قبلك } صفة قوما اى لم يأتهم نذير لوقوعهم فى فترة بينك وبين عيسى وهى خمسمائة وخمسون سنة او بين وبين اسماعيل على ان دعوة موسى وعيسى مختصة ببنى اسرائيل

{ لعلهم يتذكرون } يتعظون بانذارك وتغيير الترتيب الوقوعى بين قضاء الامر والثواء فى اهل مدين والنداء للتنبيه على ان كلا من ذلك برهان مستقل على ان حكايته عليه السلام للقصة بطريق الوحى الالهى ولو ذكر اولا نفى ثوائه عليه السلام فى اهل مدين ثم نفى حضوره عليه السلام عند قضاء الامر هو الموافق للترتيب الوقوعى لربما توهم ان الكل دليل واحد كما فى الارشاد ثم من التذكر تجديد العهد الازلى وذلك بكلمة الشهادة وهى سبب النجاة فى الدارين ، وفى الحديث ( كتب اللّه كتابا قبل ان يخلق الخلق بالفى عام فى ورقة آس ثم وضعها على العرش ثم نادى يامة محمد ان رحمتى سبقت غضبى اعطيتكم قبل ان تسألونى وغفرت لكم قبل ان تستغفرونى من لقينى منكم يشهد ان لا اله الا اللّه وان محمد عبدى ورسولى ادخلته الجنة وقد اخذ لله الميثاق من موسى ان يؤمن بانى رسول اللّه فى غيبتى ) وفى الحديث ( ان موسى كان يمشى ذات يوم بالطريق فناداه الجبار يا موسى فالتفت يمينا وشمالا ولم ير احدا ثم نودى الثانية ياموسى فالتفت يمينا وشمالا ولم ير احدا فارتعدت فرائصه ثم نودى الثالثة ياموسى بن عمران انى انا اللّه لا اله الا انا فقال لبيك فخر لله ساجدا فقال ارفع رأسك ياموسى بن عمران فرفع رأسه فقال ياموسى ان احببت ان تسكن فى ظل عرشى يوم لاظل الا ظلى فكن لليتمي كالاب الرحيم وكن للارملة كالزوج العطوف ياموسى ارحم ترحم ياموسى كما تدين تدان ياموسى انه من لقينى وهو جاحد بمحمد ادخلته النار ولو كان ابراهيم خليلى وموسى كليمى فقال الهى ومن محمد قال ياموسى وعزتى وجلالى ماخلقت خلقا اكرم علىّ منه كتبت اسمه مع اسمى فى العرش قبل ان اخلق السموات والارض والشمس والقمر بالفى سنة وعزتى وجلالى ان الجنة محرمة على الناس حتى يدخلها محمد وامته قال موسى ومن امة محمد قال امته الحمادون يحمدون صعودا وهبوطا وعلى كل حال يشدون اوساطهم ويطهرون ابدانهم صائمون بالنهار ورهبان بالليل اقبل منهم اليسير وادخلهم الجنة بشهادة لا اله الا اللّه قال الهى اجعلنى نبى تلك الامة قال نبيها منها قال اجعلنى من امة ذلك النبى قال استقدمت واستأخروا ياموسى ولكن ساجمع بينك وبينه فى دار الجلال )

، وعن وهب بن منبه قال لما قرب اللّه موسى نجيا قال رب انى اجد فى التوراة امة هى خير امة اخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم من امتى قال ياموسى تلك امة احمد قال يارب انى اجد فى التوراة انهم يأكلون صدقاتهم وتقبل ذلك منهم ويستجاب دعاؤهم فاجعلهم من امتى قال تلك امة احمد فاشتاق الى لقائهم فقال تعالى انه ليس اليوم وقت ظهورهم فان شئت اسمعتك كلامهم قال بلى يارب فقال تعالى يامة محمد فاجابوه من اصلاب آبائهم ملبين اى قائلين لبيك اللهم لبيك [ موسى سخن ايشان بشنيد آنكه خداى تعالى روى نداشت كه ايشانرا بى تحف باز كرداند كفت ] اجبتكم قبل ان تدعونى واعطيتكم قبل ان تسألونى وغفرت لكم قبل ان تستغفرونى ورحمتكم قبل ان تسترحمونى [ زهى رتبت اين امت عالى همت كه باوجود اختصاص ايشان بحضور رسالت وقرآن برين وجه يافته اند ]

حق لطف كرده داد بما هرجه بهترست ...

٤٧

{ ولولا ان تصيبهم مصيبة } الضمير لاهل مكة والمصيبة العقوبة ، قال الراغب اصلها فى الرمية ثم اختص بالمعاقبة . والمعنى بالفارسية [ واكرنه آن بودى كه بديشان رسيدى عقوبتى رسنده ]

{ بما قدمت ايديهم } اى بما اقترفوا من الكفر والمعاصى واسند التقديم الى الايدى لانها اقوى مايزال به الاعمال واكثر مايستعان به فى الافعال

{ فيقولوا } عطف على تصيبهم داخل فى حيز لولا الا متناعية على ان مدار امتناع مايجاب به هو امتناعه لامتناع المعطوف عليه وانما ذكر فى حيزها للايذان بانه السبب المجىء لهم الى قولهم

{ ربنا } [ اى برودكارما ]

{ لولا ارسلت الينا } [ جرا نفرستادى بسوى ما ] فلولا تحضيضية بمعنى هلا

{ رسولا } مؤيدا من عندك بالآيات

{ فنتبع آياتك } الظاهرة عى يده وهو جواب لولا الثانية

{ ونكون من المؤمنين } بها وجواب لولا الاولى محذوف ثقة بدلالة الحال عليه . والمعنى لولا قولهم هذا عند ارسلناك قطعا لمعاذيرهم بالكلية والزاما للحجة عليهم

٤٨

{ فلما جاءهم } اى اهل مكة وكفار العرب

{ الحق } اى القرآن لقوله فى سورة الرحمن

{ حتى جاءهم الحق ورسول مبين } { من عندنا } اى بامرنا ووحينا كمافى كشف الاسرار ، وقال ابن عباس رضى اللّه عنهما فلما جاءهم محمد ، وفيه اشارة الى انه عليه السلام انما بعث بعد وصوله الى مقام العندية واستحقاقه ان يسميه اللّه الحق وهو اسمه تعالى وتقدس ، وفيه اشارة الى كمال فنائه عن انانيته وبقائه بهوية الحق تعالى وله مسلم ان يقول انا الحق وان صدرت هذه الكلمة عن بعض متابعيه فلاغر وان يكون من كمال صفاء مرآة قلبه فى قبول انعكاس انوار ولاية النبوة اذا كانت محاذية لمرآة قلبه عليه السلام وكان منبع ماء هذه الحقيقة قلب محمد عليه السلام ومظهره لسان هذا القائل بتبعيته لقد كان لكم فى رسول اللّه اسوة حسنة كذا فى التأويلات النجمية

{ قالوا } تعنتا واقتراحا قاب بعضهم قاله قريش بتعليم اليهود

{ لولا } هلا

{ اوتى } محمد

{ مثل ما اوتى موسى } من الكتاب جملة لامفرقا ، قال بعض الكبار احتجبوا بكفرهم عن رؤية كماليته عليه السلام والا لقالوا لولا اوتى موسى مثل ماوتى محمد من الكمالات

{ أولم يكفروا بما اوتى موسى من قبل } اى أولم يكفروا من قبل هذا بماوتى موسى من الكتاب كما كفروا بهذا الحق ثم بين كيفية كفرهم فقال

{ قالوا } هما اى ما اوتى محمد وما اوتى موسى عليهما السلام

{ سحران تظاهرا } اى تعاونا بتصديق كل واحد منهما الآخر وذلك ان قريشا بعثوا رهطا منه الى رؤساء اليهود فى عيد لهم فسألوهم عن شأنه عليه السلام فقالوا انا نجده فى التوراة بنعته وصفته فلما رجع الرهط واخبروهم بما قالت اليهود قالوا ذلك

{ وقالوا انا بكل } اى بكل واحد من الكتابين

{ كافرون } وقال بعضهم المعنى أولم يكفر ابناء جنسهم فى الرأى والمذهب وهم القبط بما اوتى موسى من قبل القرآ قالوا ان موسى وهرون سحران اى ساحران تظاهرا وقالوا انا بكل كافرون ، يقول الفقير انه وان صح اسناد الكفر الى ابناء الجنس من حيث ان ملل الكفر واحدة فى الحقيقة فكفر ملة واحدة بشىء فى حكم الكفر الملل الآخر به كما اسند افعال الآباء الى الابناء من حيث رضاهم بما فعلوا لكن يلزم على هذا ان يخص ماوتى موسى بما عدا الكتاب من الخوارق فان ايتاء الكتاب انما كان بعد اهلاك القبط على ان مقابلة القرآن بما عدا التوراة مع ان ماوتى انما يدل باطلاقه على الكتاب مما لاوجه له فالمعنى الاول هو الذى يستدعيه جزالة النظم الكريم ويدل عليه صريحا قوله تعالى

٤٩

{ قل } يامحمد لهؤلاء الكفار الذين يقولون هذا القول

{ فائتوا } [ بس بياريد ]

{ بكتاب من عند اللّه هو اهدى } بطريق الحق : وبالفارسية [ رياست ترراه نماينده تر ]

{ منهما } اى مما اوتياه من التوراة والقرآن وسميتموهما بسحرين

{ اتبعه } جوار للامر اى تأتوا به اتبعه ومثل هذا الشرط مما يأتى به من يدل وضوح حجته وسنوح مجحته لان الاتيان بما هو اهدى من الكتابين امر بين الاستحالة فيوسع دائرة الكلام للتبكيت والافحام

{ ان كنتم صادقين } اى فى انهما سحران مختلقان وفى ايراد كلمة ان مع امتناع صدقهم نوع تهكم بهم

٥٠

{ فان لم يستجيبوا لك } دعاءك الى الاتيان بالكتاب الاهدى ولن يستجيبوا كقوله فان لم تفعلوا ولن تفعلوا وحذف المفعول وهو دعائك للعلم به ولان فعل الاستجابة يتعدى بنفسه الى الدعاء وباللام الى الداعى فاذا عدى اليه حذف الدعاء غالبا

{ فاعلم انما يتبعون اهواءهم } الزائغة من غير ان يكون لهم متمسك اصلا اذ لو كان لهم ذلك لأتوا به

{ ومن اضل ممن اتبع هويه } استفهام انكارى بمعنى النفى اى لا اضل منه اى هو اضل من كل ضال . ومعنى اضل بالفارسية [ كمراه تر ]

{ بغير هدى من اللّه } اى بيان وحجة وتقييد اتباع الهوى بعدم الهدى من اللّه لزيادة التقرير والاشباع فى التشنيع والتضليل والا فمقارنته لهدايته تعالى بينة الاستحالة ، وقال بعضهم هو النفس قد يوافق الحق فلذا قيد الهوى به فيكون فى موضع الحال منه

{ ان اللّه لايهدى القوم الظالمين } لايرشد الى دينه الذين ظلموا انفسهم بالانهماك فى اتباع الهوى والاعراض عن الآيات الهادية الى الحق المبين

وهنا اشارات ، منها ان اطلريق طريقان طريق القراءة والدراسة والسماع والمطالعة وطريق الرياضة والمجاهدة والتزكية والتحلية وهى اهدى الى الحضرة الاحدية من الطريق الاولى كما قال تعالى ( من تقرب الىّ شبرا ) اى بحسب الانجذاب الروحانى ( تقربن اليه ذراعا ) اى بالفيض والفتح والالهام والكشف فما لايحصل بطريق الوراثة من الخلاق وشتان بين السماعين

فيضى كه جامى ازدوسه بيمانه كه يافت ... مشكل كه شيخ شهر بيابد بصد جله

ومنها انه لو كان للطالب الصادق والمريد الحاذق شيخ يقتدى به وله شأن مع اللّه ثم استعد لخدمة شيخ كامل هو اهدى الى اللّه منه وجب عليه اتباعه والتمسك بذيل ارادته حتى يتم امره ولو تجدد له فى اثناء السلوك هذه الاستعداد لشيخ آخر اكمل من الاول والثانى وهلم جرا يجب عليه اتباعه الى ان يظفر بالمقصود الحقيقى وهو الوصول الى الحضرة بلا اتصال ولا انفصال ، ومنها ان اهل الحسبان والعزة يحسبون انهم لو جاهدوا انفسهم على مادلهم بالعقل بغير هدى من اللّه اى بغير متابعة الانبياء انهم يهتدون الى اللّه ولا يعلمون ان من يجاهد نفسه فى عبودية اللّه بدلالة العقل دون متابعة الانبياء هو متابع هواه ولا يتخلص احد من اسر الهوى بمجرد العقل فلا تكون عبادته مقبولة اذ هى مشوبة بالهوى ولا يهتدى احد الى اللّه بغير هدى من اللّه كما ان نبينا عليه لسلام مع كمال قدره فى النبوة والرسالة احتاج فى الاهتداء الى متابعة الانبياء كما قال

{ اولئك الذين هدى اللّه فبهداهم اقتده } ولهذا السر بعثت الانبياء واحتاج المريد للشيخ المهتدى ال اللّه بهدى من اللّه وهو المتابعة ، ومنها ان الظالين هم الذى وضعوا متابعة الهوى فى موضع متابعة الانبياء وطلبوا الهداية من غير موضعها فاهل الهوى ظالمون ،

قال بعضهم للانسان مع هواه ثلاث احوال.

الاولى ان يغلبه الهوى فيتملكه كما قال تعالى

{ أفرأيت من اتخذ الهه هواه } والثانية ان يغالبه فيقهر هواه مرة ويقهره هواه اخرى واياه قصد بمدح المجاهدين وعناه النبى عليه السلام بقوله عليه السلام ( جاهدوا اهواءكم كما تجاهدون اعداءكم ) والثالثة ان يغلب هواه كالانبياء عليهم السلام وصفوة الاولياء قدس اللّه اسرارهم وهذا المعنى قصده تعالى بقوله

{ واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } وقصده النبى عليه السلام بقوله ( مامن احد الا وله شيطان وان اللّه قد اعاننى على شيطانى حتى ملكته ) فان الشيطان يتسلط على الانسان بحسب وجود الهوى فيه ، وينبغى للعاقل ان يكون من اهل الهدى لا من اهل الهوى واذا عرض له امران فلم يدر أيهما اصوب فعليه بما يكرهه لابما يهواه ففى حمل النفس على ماتكرهه مجاهدة واكثر الخير من الكراهية والعمل بما اشار اليه العقل السليم واللب الخالص : قال الشيخ سعدى قدس سره

هوا وهوس را نماند ستيز ... جو بيند سر ينجه عقل تيز

٥١

{ ولقد وصلنا لهم القول } التوصيل مبالغة الوصل وحقيقة الوصل رفع الحائل بين الشيئين اى اكثرنا لقريش القول موصولا بعضه ببعض بان انزلنا علهيم القرآن آية بعد آية وسورة بعد سورة حسبما تقتضيه الحكمة اى ليتصل التذكير ويكون ادعى لهم

{ لعلهم يتذكرون } فيؤمنون ويطيعون او تابعنا لهم المواعظ والزواجر وبينا لهم ما اهلكنا من القرون قرنا بعد قرن فاخبرناهم انا اهلكنا قوم نوح بكذا وقو هو بكذا وقوم صالح بكذا لعلهم يتعظون فيخافون ان ينزل لهم مانزل بمن قبلهم

وفى التأويلات النجمية يشير الى توصيل القول فى الظاهر بتفهيم المعنى فى الباطن اى فهمناهم معنى القرآن لعلهم يتذكرون عهد الميثاق اذ آمنوا بجواب قولهم بلى واقروا بالتوحيد ويجددون الايمان عند سماع القرآن

٥٢

{ الذين آتيناهم الكتاب } مبتدأ وهم مؤمنوا اهل الكتاب

{ من قبله } اى من قبل ايتاء القرآن

{ هم به يؤمنون } اى بالقرآن والجملة خبر المبتدأ ثم بين ما اوجب ايمانهم بقوله

٥٣

{ واذا يتلى } اى القرآن

{ عليهم قالوا آمنا به } اى بانه كلام اللّه تعالى

{ انه الحق من ربنا } اى لحق الذى كنا نعرف حقيقته : وبالفارسية [ راست ودرست است فرود آمدن بنزديك آفريد كارما ]

{ انا كنا من قبله } اى من قبل نزوله

{ مسلمين } بيان لكون ايمانهم به ليس مما احدثوه حينئذ وانما هو مر متقادم العهد لما شاهدوا ذكره فى الكتب المتقدمة وانهم على دين الاسلام قبل نزول القرآن

٥٤

{ اولئك } الموصوفون بما ذكر من النعوت

{ يؤتون اجرهم } ثوابهم فى الآخرة

{ مرتين } مرة على ايمانهم بكتابهم ومرة على ايمانهم بالقرآن وقد سبق معنى المرة فى سورة طه عند قوله تعالى

{ ولقد مننا عليك مرة اخرى } { بماصبروا } اى بصبرهم وثباتهم على الايمانين والعمل بالشريعتين

وفى التأويلات النجمية على مخالفة هواهم وموافقة اوامر الشرع ونواهيه وفى الحديث ( ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين رجل كانت له جارية فعلمها فاحسن تعليمها وادبها فاحسن تأديبها ثم تزوجها فله اجره مرتين وعبد ادى حق اللّه وحق مواليه ورجل آمن بالكتاب الاول ثم آمن بالقرآن فله اجره مرتين ) كما فى كشف الاسرار

{ ويدرؤن بالحسنة السيئة } اى يدفعون بالطاعة المعصية وبالقول الحسن القول القبيح

وفى التأويلات النجمية اى باداء الحسنة من الاعمال الصالحة بدفعون ظلمة السيئة وهى مخالفات الشريعة كما قال عليه السلام ( اتبع السيئة الحسنة تمحها ) وقال تعالى

{ ان الحسنات يذهبن السيآت } وهذا لعوام المؤمنين ولخواصهم ان يدفعوا بحسنة ذكر لا اله الا اللّه عن مرآة القلوب سيئة صدأ حب الدنيا وشهواتها ولاخص خواصهم ان يدفعوا بحسنة نفى لا اله سيئة شرك وجود الا اللّه كما كان اللّه ولم يكن معه شىء

{ ومما رزقناهم ينفقون } فى سبيل الخير وفيه اشارة الى انفاق الوجود المجازى فى طلب الوجود الحقيقى

٥٥

{ واذا سمعوا اللغو } من اللاغين وهو الساقط من الكلام : وبالفارسية [ سخن بيهوده ]

{ اعرضوا عنه } اى عن اللغو وذلك ان المشركين كانوا يسبون مؤمنى اهل الكتاب ويقولون تبا لكم تركتم دينكم القديم فيعرضون عنهم ولايشتغلون بالمقابلة

{ وقالوا } للاغين

{ لنا اعمالنا } من الحلم والصفح ونحوهما

{ ولكم اعمالكم } من اللغو والسفاهة وغيرهما فكل مطالب بعلمه

{ سلام عليكم } هذا السلام ليس بتسليم مواصل وتحية موافق بل هو براءة وسلام مودع مفارق : يعنى [ ترك شما كرديم ]

{ لانبتغى الجاهلين } الابتغاء الطلب والجهل معرفة الشىء على خلاف ماهو عليه اى لا نطلب صحبتهم ولا نريد مخالطتهم ومخاطبتهم والتخلق باخلاقهم [ جه مصاحبت باشرار موجب بدنامى دنيا است وسبب بد فرجامى عقبى است ]

( _@_از بدان بكريز وبانيكان نشين _@_ ياربد زهرى بود بى انكبين_@_ ) وحكم الآية وان كان منسوخا بآية السيف الا ان فيه حثا على مكارم الاخلاق وفى الحديث ( ثلاث من لم يكن فيه فلا يعتد بعلمه حلم يرد به جهل جاهل وورع يحجز عن معاصى اللّه وحسن خالق يعيش به فى الناس ) ، قال الشيخ سعدى [ جالينوس ابلهى ديد كه دست بكريبان دانشمندى زده وبى حرمتى كرده كفت اكر اين دانشمند دانا بودى كاراوبندان بدين جايكه نرسيدى ]

دو عاقل را نباشد كين وبيكار ... نه دانايى ستيزد باسبكار

اكرنادان بوحشت سخت كويد ... خردمندش برحمت دل بجويد

دو صاحب دل نكه دارند مويى ... هميدون سركشى وازرم جويى

اكر برهر دو جانب جاهلانند ... اكر زنجير باشد بكسلانند

يكى را زشت خويى داد دشنام ... تحمل كردو كفت اى نيك فرجم

بتر زانم كه خواهى كفتن آنى ... كه دانم عيب من جون من ندانى

[ يكى برسر راهى مست خفته بود وزمام اختيار ازدست رفته عابدى بر سر او كذر كرد ودر حالت مستقبح او نظر جوان مست سربر آورد وكفت ] قوله تعالى { واذا مروا باللغو مراو كراما }

اذا رأيت اثيما ... كن ساترا وحليما

يامن يقبح لغوى ... لم لا تمر كريما

متاب اى بارسا روى از كنكهار ... بنجشايندكى دروى نظر كن

اكر من ناجوا نمردم بكردار ... توبر من جون جوانمردان كذركن

وعلم ان اللغو عند اربباب الحقيقة ومايشغلك عن العبادة وذكر الحق وكل كلام بغير خطاب الحال والواقعة وطلب ماسوى اللّه

{ واذا سمعوا } مثل هذا

{ اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا } فى بذل الوجود المجازى لنيل الوجود الحقيقى

{ ولكم اعمالكم } فى اكتساب مرادات الوجود بمنافعه

{ سلام عليكم لانبتغى الجاهلين } الغافلين عن اللّه وطلب المحجوبين عن اللّه بما سواه علم من هذا ان طلب ماسوى اللّه تعالى جاهل عن الحقيقة ولو كان عارفا بمحاسنها لكان طالبا لها لا لغيرها فينبغى لطالبها من السلاك ان لا يبتغى صحبة الجهلاء فانه ليس بينهم وبينه مجانسه والمعاشرة بالاضداد اضيق السجون مع انه لايأمن الضعيف ان تؤثر فيه صحبتهم ويتحول حاله ويتغير طبعه ويتوجه عليه المكر وينقلب من الاقبال الى الادبار فيكون من المرتدين نعوذ باللّه من الحور بعد الكور ونسأله الثبات والتوفيق والموت فى طريق التحقيق

٥٦

{ انك } يامحمد

{ لاتهدى } هداية موصلة الى المقصد لا محالة

{ من احببت } من الناس ولا تقدر ان تدخله فى الاسلام وان بذلت فيه غاية الطاقة وسعيت كل السعى

{ ولكن اللّه يهدى من يشاء } فيدخله فى الاسلام

{ وهو اعلم بالمهتدين } بالمستعدين للهداية فلا يهدى الا المستعد لها

هدايت هر كرا داد از بدايت ... بدو همراه باشد تانهايت

والجمهور على ان الآية نزلت فى ابى طالب بن عبدالمطلب عم رسول اللّه عليه السلام فيكون هو المراد بمن احببت انه لما احتضر جاءه رسول اللّه وكان حريصا على ايمانه وقول ( اى عم قل لا اله الا اللّه كلمة احاج لك بها عند اللّه ) قال يابن اخى قد علمت انك لصادق ولكن اكره ان يقال خرع عند الموت وهو بالخاء المعجمة والراء المهملة كعلم بمعنى ضعف وجبن ولولا ان يكون عليك وعلى بنى ابيك غضاضة بعدى اى ذلة ومنقصة لقلتها ولاقررت بها عينك عند الفراق لما ارى من شدة وجدك ونصيحتك ولكنى سوف اموت على ملة اشياخى عبدالمطلب وهاشم وعبد مناف روى ان ابا طالب لما ابى عن كلمة التوحيد قال له النبى صلى اللهع عليه وسلم ( لاستغفرن ذلك مالم انه عندك ) فانزل اللّه تعالى

{ ماكان للنبى والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولى قربى من بعد ماتبين لهم انهم اصحاب الجحيم } وقد جاء فى بعض الروايات ان النبى صلّى اللّه عليه وسلّم لما عاد من حجة الوداع احيى اللّه له ابويه وعمه فآمنوا به كما سبق فى سورة التوبة

وفى التأويلات النجمية الهداية فى الحقيقة فتح باب العبودية الى عالم الربوبية وذلك من خصائص قدرة الحق سبحانه لان لقلب العبد بابين باب الى النفس والجسد وهو مفتوح ابدا وباب الى الروح والحضرة وهو مغلوق لايفتحه الا الفتاح الذى بيده المفتاح كما قال لحبيه عليه السلام

{ انا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفرك لك اللّه ماتقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما } الى الحضرة كما هداه ليلة المعراج الى قرب قاب قوسين او ادنى وقال فى حق المغلوقين اى ابواب قلوبهم

{ ام على قلوب اقفالها } وقال عليه لسلام ( قلب المؤمن بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ) فان شاء اقامه وان شاء ازاغه فالنبى عليه السلام مع جلالة قدره لم يكن آمنا على قبله وكان يقول ( يامقلب القلوب ثبت قلب عبدك على دينك وطاعتك ) والهداية عبارة عن تقليب القلب من الباطل وهو ماسوى اللّه الى الحق وهو الحضرة فليس هذا من شأن غي راللّه انتهى ، وفى عرائس البيان الهداية مقرونة بارادة الازل ولو كانت ارادة نبينا عليه السلام فى حق ابى طالب مقرونة بارادة الازل لكان مهتديا ولكن كان محبته وارادته فى حقه من جهة القرابة ألا ترى انه اذ قال

( اللهم اعز الاسم بعمر ) كيف اجابه انتهى ، وفى كشف الاسرار

{ انك لاتهدى من احببت } [ ماآنراكه خواهيم درمفازه تحير همى رانيم وآنراكه خواهيم بسلسله قهر همى كشيم . مادر ازل ازال تاج سعادت برسر اهل دولت نهاديم واين موكب فروكفتيم كه ( هؤلاء فى الجنة ولابالى ) ورقم شقاوت برناصيه كروهى كشيديم واين مقرعة برزديم كه ( هؤلاء فى النار والا ابالى ) اى جوانمرد هيج صفت در صفات خداى تعالى از صفت لابالى درجناك ترنست آنجه صديق اكبر كفت ( ليتنى كنت شجرة تعضد ) ازدرد اين حديث بود نيكى سخن كه آن بير طريقت كفت كار نه آن دادكه كسى كسل آيد واز كسى عمل كار آن داردكه تاشايسته كه آمد درازل آن مهتر مجهوران كه اورا ابليس كويند جندين سياه دركاه عمل بود مقراضى وديبا همى ديدند واز كاركاه ازل اورا خود كليم سياه آمدكه ]

{ وكان من الكافرين } قال الحافظ

باب زمزم وكوثر سفيد نتوان كرد ... كليم بخت كسى راكه بافتند سياه

قال الشيخ سعدى قدس سره

كررت صورت حال بد يانكوست ... نكريده دست تقدير اوست

قضا كشتى آنجا خواهد برد ... وكر ناخدا جامه برتن درد

وقال الصائب

باختيار حق نبود اختيار ما ... بانور آفتاب جه باشد شرارما

٥٧

{ وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا } معنى اتباع الهدى معه الاقتداء به عليه لسلام فى الدين والسلوك الى طريق الرشاد : وبالفارسية [ وكفتند اكرما قبول كنيم اين بيغام آوردى وباين راه نمونى توبى بريم ودردين تو آييم باتو ] او التخطف الاختلاس بسرعة نزلت فى الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف حيث اتى النبى عليه السلام فقال نحن نعلم انك على الحق

قول توحق وسخن راستست ... وانجه ميفر مايى سبب دولت ماست

[ درحيات ووسيله سعادت مابعد از وفات ] وما كذبت كذبة قط فنتهمك اليوم ولكنا نخاف ان اتبعناك وخالفنا العرب ان يتخطفونا اى يأخذونا ويسلبونا ويقتلونا ويخرجونا من مكة والحرم لاجماعهم على خلافنا وهم كثيرون ونحن اكلة رأى اى قليلون لا نستطيع مقاومتهم فرد اللّه عليهم بقوله

{ أولم نمكن لهم حرما آمنا } اى ألم نعصمهم ونجعل مكانهم حرما امن لحرمة البيت الذى فيه يتقاتل العرب حوله ويضير بعضهم بعضا وهم آمنون : يعنى [ امن آن حرم درهمه طباع سرشته مرغ بامردم آشنا وازيشان ايمن وآهواز شبك ايمن وهر ترسنده كه درحرم باشد ايمن كشت جون عرب حرمت حرم دانند كجا درو قتل وغارت روا دارند ]

{ يجبى اليه } يحمل الى ذلك الحرم ويجمع فيه من قولك جبيت الماء فى الحوض اى جمعته والحوض الجامع له جابية

{ ثمرات كل شىء } اى الوان الثمرات من جانب كمصر والشام واليمن والعراق لا ترى شرقى الفواكه ولاغربيها مجتمعة الا فى مكة لدعاء ابراهيم عليه السلام حيث قال

{ وارزقهم من الثمرات } وقال الكاشفى : يعنى [ منافع ازهر نوعى وغرايب ازهر ناحيتى بانجا آورند ] ومعنى الكلية الكثرة والجملة صفة اخرى لحرما دافعه لما عسى يتوهم من تضررهم بانقطاع الميرة وهو الطعام المجلوب من بلد الى بلد

{ رزقا من لدنا } من عندنا لامن عند المخلوقات فاذا كان حالهم هذا وهم عبدة الاصنام فكيف يخافون التخطف اذا ضموا الى حرمة البيت حرمة التوحيد : يقول الفقير

حرم خاص الهست توحيد ... جمله جاى بناهست توحيد

باعث امن امانست ايمان ... كان دلراشه راهست توحيد

وانتصاب رزقا على انه مصدر مؤكد لمعنى يجبى لان فيه معنى يرزق اى يرزقون رزقا من لدنا ، وقال الكاشفى [ وروزى داديم ايشانرا درين وادى غير ذى زرع وروزى دادنى از نزديك مابى منت غيرى ]

{ ولكن اكثرهم لايعلمون } اى اكثر اهل مكة جهلة لا يتفطنون له ولا يتفكرون ليعلموا ذلك ، قال فى عرائس البيان حرمهم فى الحقيقة قلب محمد عليه السلام وهو كعبة القدس وحرم الانس يجبى اليه ثمرات جميع اشجار الذات والصفات من دخل ذلك الحرم بشرط المحبة والموافقة كان آمنا من آفات الكونين وكان منظور الحق فى العالمين وهكذا كل من دخل فى قلب ولى من اولياء اللّه : قال الحافظ

كليد كنج سعادت قبول اهل دلست ... مبادكس كه درين نكته شك وريب كند

وفى الآية اشارة الى خوف النفس من التخطف بجذبات الالوهية من ارض الانانية ولو كانت تابعة لحمد القلب لوجد فىحرم الهوية حقائق كل ثمرة روحانية وجسمانية ولذائذ كل شهوة ولكنها لا تعلم كمالية ذوق الرزق اللدنى كما لايعلم اكثر العلماء لانهم لم يذوقوه ومن لم يذق لايدرى : قال الكمال الخجندى

زاهد نه عجب كركند ازعشق تو برهيز ... كين لذت اين باده جه داندكه نخوردست

ثم بين ان الامر بالعكس يعنى انهم خافوا الناس وآمنوا من اللّه واللائق ان يخافوا من بأس اللّه على ماهم عليه ويأمنوا الناس فقال

٥٨

{ وكم اهلكنا من قرية بطرت معيشتها } البطر الطغيان فى النعمة ،

قال بعضهم البطر والاشر واحد وهو دهش يعترى الانسان من سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها الى غير وجهها ويقاربه الطرب وهو خفة اكثر مايعترى من الفرج وانتصاب معيشتها بنزع الحافظ اى فى معيشتها كما فى الوسيط . والمعنى وكم من اهل قرية كانت حالهم كحال اهل مكة فى الامن وسعة العيش حتى اطغتهم النعمة وعاشوا فى الكفران فدمرنا عليهم وخربنا ديارهم

{ فتلك } [ بس آنست ]

{ مساكنهم } خاوية بما ظلموا ترونها فى مجيئكم وذهابكم

{ لم تسكن } يعنى [ ننشستند دران ]

{ من بعدهم } من بعد تدميرهم

{ الا قليلا } الا زمانا قليلا اذلا يسكنها الا المارة يوما او بعض يوم [ وباز خالى بكذارند درخانه دنياجه نسبتى برحيز كين خانه بدان خوش است كه آيند وروند ] ويحتمل ان شؤم معاصى المهلكين بقى اثره فى ديارهم فلم يبق من يسكنها من اعقابهم الا قليلا اذ لا بركة فى سكنى الارض الشئوم ، وقال بعضهم سكنها الهام والبوم ولذا كان من تسبيحها سبحان الحى الذى لايموت

برده دارى ميكند درطاق كسى عنكبوت ... يوم نوبت ميزند در قلعه افراسياب

{ وكنا نحن الوارثين } منهم لتلك المساكن اذ لم يخلفهم احد يتصرف تصرفهم فى ديارهم وسائر متصرفاتهم

يعنى مابيم باقى ازفناء همه ... وهذا وعيد للمخاطبين

٥٩

{ وما كان ربك } وما كانت عادته فى زمان

{ مهلك القرى } قبل الانذار

{ حتى يبعث فى امها } اى فى اصلها واعظمها التى تلك القرى سوادها واتباعها خص الاصل والاعظم لكون اهلها افطن واشرف والرسل انما بعث غالبا الى الاشراف وهم غالبا يسكنون المدن والقصبات

{ رسولا يتلو عليهم آياتنا } الناطقة بالحق ويدعوهم اليه بالترغيب والترهيب وذلك لالزام الحجة وقطع المعذرة بان يقولوا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك ، وفى التكملة الأم هى مكة والرسول محد صلّى اللّه عليه وسلّم وذلك لان الارض دحيت من تحتها فيكون المعنى وما كان ربك يا محمد مهلك البلدان التى هى حوالى مكة فى عصرك وزمانك حتى يبعث فى امها اى ام القرى التى هى مكة رسولا هو انت

{ وما كنا مهلكى القرى } بالعقوبة بعد بعثنا فى امها رسولا يدعوهم الى الحق ويرشدهم اليه فى حال من الاحوال

{ الا واهلها ظالمون } اى حال كون اهلها ظالمين بتكذيب رسولنا والكفر بآياتنا فالبعث غاية لعدم صحة الاهلاك بموجب السنة الالهية لا لعدم وقوعه حتى يلزم تحقق الاهلاك عقيب البعث ، دلت الآية على ان الظلم سبب الهلاك ولذا قيل الظلم قاطع الحياة ومانع النبات وكذا الكفران يقال النعم محتاجة الى الاكفاء كما تحتاج اليها الكرائم من النساء واهل البطر ليسوا من اكفاء النعم كما ان الارذل ليسوا اكفاء عقائل الحرم وجمع عقيلة كل شىء اكرمه وحرم الرجل اهله فكما ان الكريمة من النساء ليست بكفؤ للرذيل من الرجال فيفرق بينهما للحوق العار فكذا النعمة تسلب من اهل البطر والكبر والغرور والكفران

واما اهل الشكر فلا يضيع سعيهم بل يزداد حسن حالهم ولله تعالى رزق واسع فى البلاد ولا فرق فيه بين الشاكر والكفور من العباد كما قال الشيخ سعدى

اديم زمين سفره عام اوست ... برين خوان يغماجه دشمن جه دوست

قال الشيخ عبد الواحد وجدنا فى جزيرة شخصا يعبد الاصنام فقلنا له انها لاتضر ولاتنفع فاعبداللّه فقال وماللّه قلنا الذى فى السماء عرشه وفى الارض بطشه قال ومن اين هذا الامر العظيم قلنا ارسل الينا رسولا كريما فلما ادى الرسالة قبضه اللّه اليه وترك عندنا كتاب الملك ثم تلوننا سورة فلم يزل يبكى حتى اسلم فعلمناه شيأ من القرآن فلما صار الليل اخذنا مضاجعنا فكان لاينام فلما قدمنا عبادان جمعنا له شيأ لينفقه فقال هو لم يضيعنى حين كنت اعبد الصنم فكيف يضيعنى وانا الآن قد عرفته اى والعارف محبوب لله فهو اذا لايترك المحبوب فى يد العدو ومن العدو الفقر الغالب والألم الحاصل منه

محالست جون دوست دارد ترا ... كه دردست دشمن كذارد ترا

فعلى العاقل ان يعرف اللّه تعالى ويعرف قدر النعمة فيقيدها بالشكر ولايضع الكفر موضع الشكر فانه ظلم صريح يحصل منه الهلاك مطلقا اما للقلب فبالاعراض عن اللّه ونسيان ان العطاء منه

واما للقالب فبالبطش الشديد وكم رأينا فى الدهر من امثاله من خرب قلبه ثم خرب داره ووجد آخر الامر بواره ولكن الانسان من النسيان لايتذكر ولايعتبر بل يمضى على حاله من الغفلة ايقاضنا اللّه واياكم من نوم الغفلة فى كل لحظة وشرفنا فى جميع الساعات باليقظة الكاملة المحضة

٦٠

{ وما } مبتدأ متضمنه لمعنى الشرط لدخول الفاء فى خبرها بخلاف الثانية : وبالفارسية [ وهرجه ]

{ اوتيتم } اعطيتم والخطاب لكفار مكة كما فى الوسيط

{ من شىء } من اسباب الدنيا

{ فمتاع الحيوة الدنيا وزينتها } اى فهو شىء شأنه ان يتمتع ويتزين به اياما قلائل ثم انتم وهو الى فناء وزوال سمى منافع الدنيا متاعا لانها تفنى ولا تبقى كمتاع البيت

{ وما } موصولة اى الذى حصل

{ عند اللّه } وهو الثواب

{ خير } لكم فى نفسه من ذلك لانه لذة خالصة من شوائب الالم وبهجة كاملة عارية من مسة الهمم

{ وابقى } لانه ابدىّ

{ أفلا تعقلون } اى ألا تتفكرون فلا تعقلون هذا الامر لواضح فتستبدلون الذى هو ادنى بالذى هو خير وتؤثرون الشقاوة الحاصلة من الكفر والمعاصى على السعادة المتولدة من الايمان والطاعات : وبالفارسية [ آيادر نمى بابيد وفهم نمى كنيد كه بدل ميكنيد باقى بفانى ومرغوب را بمعيوب ]

حيف باشد لعل وزردادن زجنك ... كرفتن در برابر خاك وسنك

٦١

{ أفمن } موصولة متبدأ

{ وعدناه } على ايمانه وطاعته

{ وعدا حسنا } هو الجنة وثوابها فان حسن الوعد بحسن الموعود ، وقال الكاشفى [ آياكسى كه وعده كرده ايم اوراجنت درآخرت ونصرت دردينا ]

{ فهو } اى ذلك الموعود له

{ لاقيه } اى مصيبه ذلك الوعد الحسن ومدركه لامحالة لاستحالة الخلف فى وعده تعالى

{ كمن } موصولة خبر للاولى

{ متعناه } [ برخور دارى داديم اورا ]

{ متاع الحياة الدنيا } [ او متاع زندكانى دنيا كه محبتش آميخته مخنت است ودولتش مؤدىء نكبت ومالش در صدد زوال وجاهش بر شرف انتقال وطعوم وعسلش معقب بسموم حنظل ]

{ ثم هو يوم القيامة من المحضرين } للحساب او النار والعذاب . وثم للتراخى فى الزمان اى لتراخى حال الاحضار عن حال التمتيع او فى الرتبة ومعنى الفاء فى أفمن ترتيب انكار التشابه بين اهل الدنيا واهل الآخرة على ماقبلها من ظهور التفاوت بين متاع الحياة الدنيا وبين ماعند اللّه اى ابعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين الفريقين اى لايسوى فليس من اكرم بالوعد الاعلى ووجدان المولى وهو المؤمن كمن اهين بالوعيد والوقوع فى الجحيم فى العقبى وهو الكافر وذلك بازاء شهوة ساعة وجدها فى الدينا . ويقال رب شهوة ساعة اورثت صاحبها حزنا طويلا [ وقتى زنبورى مورى را ديدكه بهزار حيله دانه بخانه ميكشيد ودران رنج بسيارمى ديد اورا كفت اى مور اين جه رنجست كه برخوج نهاده واين جه بارست كه اختيار كرده بيا مطعم ومشرب من ببين كه هو طعام كه لطيف ولذيذ ترست تازمن زياده نيايد بادشاهانرا نرسد هر آنجا كه خواهم نشينم وآنجه خواهم كزينم خورد ودرين سخن بودكه بربريد وبدكان قصابى برمسلوخى نشست قصاب كاردكه دردست داشت بران زنبوره مغرور زدودوباره كرد وبر زمين انداخت ومور بيامد وباى كشان اورا ميبرد ومى كفت ] رب شهوة الخ وفى الحديث ( من كانت الدنيا همته جعل اللّه فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ماقدر له ومن كانت الآخرة همته جعل اللّه الغنى فى قلبه واتته الدنيا وهى راغمه ) يحكى ان بعض اهل اللّه كان يرى عنده فى طريق الحج كل يوم خبز طرى فقيل له فى ذلك فقال تأتينى به عجوز اراد بها الدنيا ومن كان له فى هذه الدنيا شدة وغم مع دين اللّه فهو خير ممن كان له سعة وسرور مع الشرك وفى الحديث ( يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار يوم القيامة فيصبغ فى النار صبغة ثم يقال يابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا واللّه يارب ) يعنى : شدة العذاب انسته مامضى عليه من نعيم الدنيا

( ويؤتى باشد الناس بؤسا فى الدنيا من اهل الجنة فيصبغ صبغة فى الجنة فيقال له يابن آدم هل رأيت بؤسا قط مر بك شدة فيقول لا واللّه مامر بى بؤس قط ولا رأيت شدة قط ) وفى الحديث ( قد افلح من اسلم ورزق كفافا ) وهو مايكون بقدر الحاجة ومنهم من قال هو شبع يوم وجوع يوم ( وقنعه اللّه بما آتاه ) بمد الهمزة اى اعطاه من الكفاف يعنى : من اتصف بالصفات المذكورة فاز بمطلوب الدنيا والآخرة ثم الوعد لعوام المؤمنين بالجنة ولخواصهم بالرؤية ولاخص خواصهم بالوصول والوجدان كما قال تعالى ( ألا من طلبنى وجدنى ) واوحى اللّه تعالى الى عيسى عليه السلام تجوّع ترنى تصل الىّ

جوع تنوير خانه دل تست ... اكل تعمير خانه كل تست

فلابد للسالك من اصلاح الطبيعة والنفس بالرياضة والمجاهدة وكان يستمع من حجرة الشيخ عبد القادر الجيلانى قدس سره الجوع الجوع وحقيقته الزموا الجوع لا ان نفسه الزكية كانت تشكو من الجوع نسأل اللّه الوصول الى النعمة والتشرف بالرؤية

٦٢

{ ويوم يناديهم } يوم منصوب باذكر المقدر والمراد يوم القيامة والضمير للكفار اى واذكر يا محمد لقومك يوم يناديهم ربهم وهو عليهم غضبان

{ فيقول } تفسير للنداء

{ اين شركائى الذين كنتم تزعمون } اى الذين كنتم تزعمونهم شركائى وكنتم تعبدونهم كما تعبدوننى فحذف المفعولان معا ثقة بدلالة الكلام عليهما ، اقل فى كشف الاسرار وسؤالهم عن ذلك ضرب من ضروب العذاب لانه لاجواب لهم الا مافيه فضيحتهم واعترافهم بجهل انفسهم

٦٣

{ قال } استئناف مبنى على حكاية السؤال كأنه قيل فماذا صدر عنهم حنيئذ فقيل قال

{ الذين حق عليهم القول } فى الازل بان يكونوا من اهل النار المردودين يدل عليه قوله تعالى

{ ولو ئشنا لآيتنا كل نفس هداها ولكن حق القول منى } الآية كما فى التأويلارت النجمية ، وقال بعض اهل التفسير معنى حق عليهم القول ثبت مقتضاه وتحقق مؤاده وهو قوله

{ لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين } وغيره من آيات الوعيد والمراد بهم شركاؤهم ومن الشياطين او رؤساؤهم الذين اتخذوهم اربابا من دون اللّه بان اطاعوهم فى كل مامروهم به ونهوهم عنه وتخصيصهم بهذا الحكم مع شموله للاتباع ايضا لاصالتهم فى الكفر واستحقاق العذاب ومسارعتهم الى الجواب مع كون السؤال للعبدة لتفطنهم ان السؤال عنهم لاستحقارهم وتوبيخهم بالاضلال وجزمهم بان العبدة سيقولون هؤلاء اضلونا

{ ربنا } [ اى برود كارما ]

{ هؤلاء } اى كفار بنى آدم او الاتباع هم

{ الذين اغوينا } فحذف الراجع الى الموصول ومرادهم بالاشارة بيان انهم يقولون مايقولون بمحضر منهم وانهم غير قادرين عل انكاره ورده

{ اغويناهم كما غوينا } هو الجواب فى الحقيقة وما قبله تمهيد له اى ماأكرهنا على الغى وانما اغوينا بما قضيت لنا ولهم الغواية والضلالة مساكين بنو آدم انهم من خصوصية ولقد كرمنا بنى آدم يحفظون الادب مع اللّه فى اقصى البعد كما يتأدب الاولياء على بساط اقصى القرب ولايقولون اغويناهم كما اغويتنا كما قال ابليس صريحا ولم يحفظ الادب رب بما اغويتنى لاقعدن لهم

{ تبرأنا اليك } منهم ومما اختاروه من الكفر والمعاصى هوى منهم وهو تقرير لما قبله ولذا لم يعطف عليه وكذا قوله تعالى

{ ماكانوا ايانا يعبدون } ايانا مفعول يعبدون اى ماكانوا يعبدوننا وانما كانوا يعبدون اهواءهم ويطيعون شهواتهم

٦٤

{ وقيل } لمن عبد غير اللّه توبيخا وتهديدا والقائلون الخزنة

{ ادعوا شركاءكم } اى الاصنام ونحوها ليخلصوكم من العذاب اضافها اليهم لادعائهم انهم شركاء اللّه

{ فدعوهم } من فرط الحيرة

{ فلم يستجيبوا لهم } ضرورة عدم قدرتهم على الاستجابة والنصرة

{ ورأوا العذاب } الموعود قد غشيهم

{ لو انهم كانوا يهتدون } لوجه من وجوه الحيل يدفعون به العذاب او الى الحق فى الدنيا لما لقوا مالقوا من العذاب ، وقال بعضهم لو للتمنى هنا اى تمنوا لون انهم كانوا مهتدين لاضالين

٦٥

{ ويوم يناديهم } اى واذكر يوم ينادى اللّه الكفار نداء تقريع وتوبيخ

{ فيقول ماذا اجبتم المرسلين } [ جه جواب داديد ] المرسلين الذين ارسلتهم اليكم حين دعوكم الى توحيدى وعبادتى عن الشرك

٦٦

{ فعميت عليم الانباء يومئذ } [ بس بوشيده باشدبرايشان خبرها يعنى آنجه بابيغمبر ان كفته باشند وندانندكه جه كويند ] ، قال اهل التفسير اى صارت كالعمى عنهم لاتهتدى اليهم واصلة فعموا عن الانباء اى الاخبار وقد عكس بان اثبت العمى الذى هو حالهم للانباء مبالغة وتعدية الفعل بعلى لتضمنه معنى الخفأ والاشتباه واذا كانت الرسل يفوضون العلم فى ذلك المقام الهائل الى علام الغيوب مع نزاهتهم عن غائلة السؤال فما ظنك باهل الضلال من الامم

بجايى كه دهشت برد انبيا ... تو عذر كنه راجه دارى بيا

{ فهم لا يتساءلون } اى لايسأل بعضم بعضا عن الجواب لفرط الدهشة واستيلاء الحيرة او العلم بان الكل سواء فى الجهل

٦٧

{ فاما من تاب } من الشرك

{ وآمن وعمل صالحا } اى جمع بين الايمان والعمل الصالح

{ فعسى ان يكمن من المفلحين } اى الفائزين بالمطلوب عند اللّه تعالى الناجين من المهروب : وبالفارسية [ بس شايد آنكه باشد ازرستكاران ورستكارى باجابت حضرت رسالت عليه السلام باز بسته است ]

مزن بى رضاىء محمد نفس ... ره رستكارى همين است وبس

خلاف بيغمبر كسى ره كزيد ... كه هركز بمنزل نخواهد رسيد

وعسى للتحقيق على عادة الكرام او للترجى من قبل التائب بمعنى فليتوقع الافلاح ، قال فى كشف الاسرار انما قال فعسى يعنى ان دام على التوبة والعمل الصالح فان المنقطع لا يجد الفلاح ونعوذ باللّه من الحور بعد الكور فينبغى لاهل الآخرة ان يباشروا الاعمال الصالحة ويديموا على اورادهم وللاعمال تأثير عظيم فى تحصيل الدرجات وجلب المنافع والبركات ولها نفع لاهل السعادة فى الدنيا والآخرة ولاهل الشقاوة لكن فى الدنيا فقط فانهم يجلبون بها المقاصد الدنيوية من المناصب والاموال والنعم وقد عوض عن عبادة الشيطان قبل كفره طول عمره ورأى اثرها فى الدنيا فلابد من السعى بالايمان والعمل الصالح حكى ان ابراهيم بن ادهم قدس سره لما منع من دخول الحمام بلا اجرة تأوه وقال اذا منع الانسان من دخول بيت الشيطان بلاشىء فأنى يدخل بيت الرحمن بلا شىء وافضل الاعمال التوحيد وذكر رب العرش المجيد ولو ان رجلا اقبل من المغرب الى المشرق وينفق الاموال والآخر من المشرق الى المغرب يضرب بالسيف فى سبيل اللّه كان الذاكر لله اعظم وفى الحديث ( ذكر اللّه علم الايمان ) اى لان المشرك اذا قال لا اله الا اللّه يحكم باسلامه وبراءة من النفاق اى لان المنافقين لايذكرون اللّه الا قليلا ( وحرز من الشيطان وحصن من النار ) كما جاء فى الكلمات القدسية ( لا اله الا اللّه حصنى فمن دخل حصنى امن من عذابى )

وفى التأويلات النجمية

{ فما من تاب } اى رجع الى الحضرة على قدمى المحبة وصدق الطلب

{ وآمن } بما جاء به النبى عليه السلام من الدعوة الى اللّه

{ وعمل صالحا } بالتمسك بذيل متابعة دليل كامل واصل صاحب قوة وقدرة توصله الى اللّه تعالى

{ فعسى ان يكون من المفليحن } الفائزين من اسر النفس المخلصين من حبس الانانية الى قضاء وسعة الهوية انتهى

٦٨

{ وربك } [ آورده اندكه صناديد عرب طعنه مى زدندكه خداى تعالى جرا محمدرا براى بنوت اختيار كرد بايستى كه جنين منصب عالى بوليد بن مغيرة رسيدى كه بزرك مكه است يابعروة بن مسعود ثقفى كه عظيم طائف ] ما قالوا لولا نزل هذه القرآن على رجل من القريتين عظيم فرد اللّه بقوله

{ وربك } [ وبروردكار تو يامحمد ]

{ يخلق مايشاء } ان يخلقه

{ ويختار } مما يخلق مايشاء اختياره واصطفاءه فكما ان الخلق اليه فكذا الاختيار فى جميع الاشياء

{ ما } نافية

{ كان لهم } اى المشركين

{ الخيرة } اى الاختيار عليه تعالى وهو نفى لاختيارهم الوليد وعروة وانشدوا

البعد ذو ضجر والرب ذو قدر ... والدهر ذو دول والرزق مقسوم

والخير اجمع فيما اختيار خالقنا ... وفى اختيار سواه اللوم والشوم

قال الجنيد قد سره كيف يكون للعبد اختيار واللّه والمختار له : وقال بعض العارفين اذا نظر اهل المعرفة الى الاحام الجارية نظر اللّه لهم فيها حسن اختياره فيما اجراه عليهم لم يكن عندهم شىء افضل من الرضى والسكون : قال الحافظ

در دائره قسمت ما نقطه تسليم ... لطف آنجه وانديشى حكم آنكه توفر مايى

والخيرة بمعنى التخير بالفارسية [ كريدن ] كالطيرة بمعنى التطير ، وفى المفردات الخيرة الحالة التى تحصل للمستخير والمختار نحو القعدة والجلسة لحال القاعد الجالس انتهى ، وفى الوسيط اسم من الاختيار يقام مقام المصدر وهو اسم للمختار ايضا يقال محمد خيرة اللّه من خلقه

{ سبحان اللّه } اى تنزه بذاته تنزها خاصا به من ان ينازعه احد ويزاحم اختياره اختياره

{ وتعالى عما يشركون } عن اشراكهم

وفى التأويلات النجمية يشير الى مشيئته الازلية فى الخلق والاختيار وانه فاعل مختار يخلق مايشاء كيف يشاء ولما يشاء متى يشاء و له اختيار فى خلق الاشياء فيختار وجود بعض الاشياء فى العدم فيبقيه فانيا فى العدم ولايوجده وله الخيرة فى انه يخلق بعض الاشياء جمادا وبعض الاشياء نباتا وبعض الاشياء حيوانا وبعض الاشياء انسانا وان يخلق بعض الانسان كافرا وبعض الانسان مؤمنا وبعضهم وليا وبعضهم نبيا وبعضهم رسولا وان يخلق بعض الاشياء شيطانا وبعضها جنا وبعضها ملكا وبعض الملك كروبيا وبعضهم روحانيا وله ان يختار بعض الخلق مقبولا وبعضهم مردودا انتهى وفى الحديث ( ان اللّه خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها واسكن سائر سماواته من يشاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بنى آدم واختار من بنى آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختبار من قريش بنى هاشم واختارنى من بنى هاشم فانا خيار من خيار الى خيار فمن احب العرب فبحبى احبهم ومن ابغضهم فببغضى ابغضهم ) وفى الحديث ( ان اللّه ختار اصحابى على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لى من اصحابى اربعة ابا بكر وعمر وعثمان وعليا فجعلهم خير اصحابى وفى كل صاحب خير واختيار امتى على سائر الامم واختار لى من امتى ارعبة قرون بعد اصحابى القرن الاول والثانى والثالث تترى والرابع فردا )

[ بدانكه آدمى را اختيار نيست اختيار كسى تواندكه اورا ملك بود وآدمى بنده است وبنده را ملك نيست آن ملك كه شرع اورا اثبات كرد آن ملك مجازينست عاريتى عن قريب ازوزائل كردد وملك حقيقى آنست آنرا زوال نيست وآن ملك اللّه است كه مالك بركمال است ودر ملك يمن اززوال ودر ذات ونعت متعال ]

همه تخت وملكى بذيرد زوال ... بجز ملك فرمانده لايزال

[ عالم بيافريد وآنجه خواست ازان بركزيد . فرشتكانرا بيافريد ازيشان جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل را بركزيد . آدم وآدميانرا بيافريد ازيشان بيغمبران بركزيد . ازبيغمبران خليل وكليم وعيسى ومحمد بركزيد عليهم السلام . صحابه رسول را بيافريد ابو بكر تيمى وعمر غدوى وعثمان اموى وعلى هاشمى بركزيد . بسيط زمنين را بيافريد ازان مكه بركزيد موضع ودلات ومدنية بركزيد هجر تكاه رسول وبيت المقدس بركزيد موضع مسراى رسول . روزها بيافاريد ازان روز آدينه بركزيد ( وه يوم اجابة الدعوة ) . روزعرفه بكزيد ( وهو يوم المباهات ) . روز عيد بركزيد ( وهو يوم الجائزة ) روز عاشوراء ( بركزيد وهو يوم الخلعة ) . شبها بيافريد و ازان شب برات بركزيدكه حق تعالى بخودىء خود نزول كندو بنده راهمه شب نداى كرامت خواند . ونوازد شب قدر بركزيدكه فرشتكان آسمان بعدد سنك ريزه بزمين فرستد ونثار رحمت كنند بربندكان . شب عيد بركزيدكه در رحمت ومغفرت كشايد وكناهاكرانرا آمرزد . كوهها بيافريد وازان طور كزيدكه موسى بران بمناجات حق رسيد . جودى بركزيدكه نوح دران نجات يافت . حرابر كزيدكه مصطفى عربى دران بعثت يافت . نفس آدمى بيافريدوازان دل بركزيد وزبان دل محل نور معرفت زبان موضع كلمه شهادت . كتابها از آسمان فرو فرستاد وازان جهار بركزيد توراة وانجيل وزبور وقرآن واز كلمتها جهار ( سبحان اللّه والحمد لله ولا اله الا اللّه واللّه اكبر ) فى الحديث ( احب الكلام الىلله سبحان اللّه والحمد لله ولا اله الا اللّه واللّه اكبر لايضرك بايهن بدأت ) كشف الاسرار ، قال فى زهرة الرياض

{ ماكان لهم الخيرة } اى ليس للكفار الاختيار بل الاختيار للواحد القهار كأنه قال الاختيار لى ليس لجبرائيل ولا لميكائيل ولا لاسرافيل ولا لعزرائيل و لا لآدم ولا لنوح ولا لابراهيم ولا ليعقوب ولا لموسى ولا لعيسى ولا لمحمد عليه الصلاة والسلام . ولو كان لجبرائيل وميكائيل لاختارت الملائكة مثل هاروت وماروت . ولو كان لاسرافيل لاختار ابليس . ولو كان لعزرائيل لاختار شداد ، ولو كان لآدم لاختار قابيل.

ولو كان لنوح لاختار كنعان . ولو كان لابراهيم لاختار آزر . ولو كان ليعقوب لاختار العماليق . ولو كان لموسى لاختار فرعون ولو كان لعيسى لاختار الحوارين . ولو كان لمحمد لاختار عمه ابا طالب ولكن الاختيار لى اخترتك فاشكر لى لان اللّه علم حيث يجعل رسالته ونبوته وولايته ، قال يحيى الرازى رحمه اللّه الهى علمك بعيوبى لم يمنعك عن اختيارى فكيف يمنعك عن غفرانى ، ويقال ان يوسف عليه السلام اختار السجن فاورثه الوبال واللّه تعالى اختار للفتية الكهف فاورثهم الجمال ألا ترى ان رجلا لو تزوج امرأة فانه يستر عيوبها مخافة ان يقال له انت اخترتها فاللّه تعالى اختارك فى الازل فالرجاء ان يستر عيوبك ، ويقال اختار من ثمانية عشر الف عالم اربعة الماء والتراب والنار والريح فجعل الماء طهورك والتراب مسجدك والنار طباخك والريح نسيمك . واختار من الملائكة اربعة جبرائيل صاحب وحيك وميكائيل خازن نعمتك واسرافيل صاحب لوحك وعزرائيل قابض روحك . واختار من الشرائع اربعة الصلاة عملك والوضوء امانتك والصوم جنتك والزكاة طهارتك . ومن القبلة اربعة العرش موضع دعوتك والكرسى موضع رحمتك والبيت المعمور مصعد عملك والكعبة قبلتك . ومن الاوقات اربعة فوقت المغرب لطعامك ووقت العشاء لمنامك ووقت السحر لمناجاتك ووقت الصبح لقراءتك . ومن المياه الماء الذى تفجر من اصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فانه افضل من زمزم والكوثر وغيرهما من انهار الدنيا والآخرة . ومن البقاع البقعة التى ضمت جسمه اللطيف عليه السلام فانها افضل البقاع الارضية والسماوية . ومن الازمنة الزمان الذى ولد فيه عليه السلام ولذا كان شهر ربيع الاول من افاضل الشهور كشعبن فان مضاف الى نبينا عليه السلام ايضا . ومن الملوك الخواقين العثمانية لان دولتهم آخر الدول وتتصل بزمان المهدى المنتظر على ماثبت وصح عن اكابر علماء هذه الامة . واختار من العلماء من تشرف بعلم الظاهر والباطن كان ذا جناحين نسأل اللّه الثبات فى طريق التحقيق انه ولى التوفيق

٦٩

{ وربك يعلم ما تكون صدورهم } اى تضمر قلوبهم وتخفى كعداوة الرسول وحقد المؤمنين يقال اكننت الشىء اذا اخفيته فى نفسك وكننته اذا سترته فى بيت او ثوب او غير ذلك من الاجسام

{ ومايعلنون } بأسلنتهم وجوارحهم كالطعن فى النبوة وتكذيب القرآن : والاعلان [ آشكارا كردن ]

٧٠

{ وهو اللّه } اى المستحق للعباد : وبالفارسية [ اوست خداى مستحق برستش ]

{ لا اله الا هو } لاحد يستحقها الا هو

وفى التأويلات النجمية

{ وهو اللّه لا اله } يصلح للالوهية

{ الا هو } وهو المتوحد بعز الهيته المتفرد بجلال ربوبيته لا شبيه يساويه ولا نظر يضاهيه

{ له الحمد } استحقاقا على عظمته والشكر استيجابا على نعمته

{ فى الاولى } اى الدنيا

{ والآخرة } لانه المولى للنعم كلها عاجلها وآجلها على الخلق كافة يحمده المؤمنون فى الآخرة كما حمدوه فى الدنيا بقولهم

{ الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن } { الحمد لله الذى صدقنا وعده } ابتهاجا بفضله والتذاذا بحمده اى بلا كلفه

{ وله الحكم } فيما يخلق ويختار ويعز ويذل ويحيى ويميت اى القضاء النافذ فى كل شىء من غير مشركة فيه لغيره : وبالفارسية [ اوراست كار بركزاردن ] ، قال فى كشف الاسرار وله الحكم النافذ فى الدنيا والآخرة ومصير الخلق كلهم فى عواقب امورهم الى حكمه فى الآخرة ، قال ابن عباس رضى اللّه عنهما حكم لاهل طاعته بالمغفرة ولاهل معصيته بالشقاء والويل

{ واليه ترجعون } بالبعث لا الى غيره

وفى التأويلات النجمية

{ واليه ترجعون } بالاختيار او بالاضطرار فاما الاختيار فهو الرجوع الى الحضرة بطريق السير والسلوك والمتابعة والوصول وهذا مخصوص بالانسان دون غيره

واما بالاضطرار فبقبض الروح وهو الحشر والنشر والحساب والجزاء بالثواب والعقاب ، يقال ثمانية اشياء تعم الخلق كلهم الموت والحشر وقراءة الكتاب والميزان والحساب والصراط والسؤال والجزاء ، واوحى اللّه تعالى الى موسى عليه السلام ( ياموسى لاتسأل منى الغنى فنك لاتجده وكل خلق مفتقر الىّ وانا الغنى . ولا تسأل علم الغيب فانه لا يعلم الغيب غيرى . ولاتسألنى ان اكف لسان الخلق عنك فانى خلقتهم ورزقتهم واميتهم واحييهم وهم يذكروننى بالسوء ولم اكف لسانهم عن ولا اكف لسانهم عنك . ولا تسأل البقاء فانك لاتجده وانا الدائم الباقى ) ، والى اللّه الى محمد عليه السلام فقال ( يامحمد احبب من شئت فانك مفارقه واعمل ماشئت فانك ملاقيه غدا وعش ماشئت فانك ميت ) فظهر ان الحكم النافذ بيد اللّه تعالى ولو كان شىء مه فى يد لخلق لمنعوا عن انفسهم الموت ودفعوا ملاقاة الاعمال فى الحشر وطريق النجاة التسليم والرضى والرجوع الى اللّه تعالى بالاختيار فانه اذا رجع العبد الى اللّه بالاختيار لم يلق عنده شدة بخلاف ما اذا رجع بالاضطرار

توبيش از عقوبت در غفو كوب ... كه سودى ندارد فغان زيرجوب

ومن علامات الرجوع الى اللّه اصلاح السر والعلانية والحمد له على كل حال فان الجزع والاضطراب من الجهل بمبدأ الامر ومبديه وليخفف ألم البلاء عنك علمك بان اللّه هو المبلى وقل فى الضراء والسراء لا اله الا هو والتوحيد افضل الطاعات وخير الاذكار والحسنات وصورته منجية فكيف بمعناه ، وعن حذيفة رضى اللّه عنه سمعت رسول اللّه يقول

( مات رجل من بنى اسرائيل من قولم موسى فاذا كان يوم القيامة يقول اللّه لملائكته انظروا هل تجدون لعبدى من حسنة يفوز بها اليوم فيقولون انا لانجد سوى ان نقش خاتمه الا اله الا اللّه فيقول اللّه تعالى ادخلوا عبدى الجنة قد غفرت له ) قال المغربى

اكرجه آينه دارى ازبراى حسن ... ولى جه سودكه دارى هميشه آينه تار

بيا بصيقل توحيد زا ينه بز اى ... غبار شرك كه باك كردد از زنكار

نسأل اللّه سبحانه ان يوصلنا الى حققة التوحيد ويخصلنا من ورطة التقليد ويجعلنا من المكاشفين لانوار صفاته واسرار ذاته

٧١

{ قل } يامحمد لاهل مكة

{ أرأيتم } اى اخبرونى فان الرؤية سبب للاخبار

{ ان جعل عليكم سرمدا } دائما لا نهار معه من السرد وهو المتابعة والاطراد والميم مزيدة وقدم ذكر الليل على ذكر النهار معه من السرد وهو المتابعة الاطراد والميم مزيدة وقدم ذكر الليل على ذكر النهار لان ذهاب الليل بطلوع الشمس اكثر فائدة من ذهاب النهار بدخول الليل كذا فى برهان القرآن

{ الى يوم القيامة } بساكان الشمس تحت الارض او تحريكها حول الافق الغائر

{ من اله غير اللّه } صفة لاله : يعنى [ كيست خداى بجز خداى بحق كه از روى كما قدرت ]

{ يأتيكم بضياء } صفة له اخرى عليها يدور أمر التبكيت والالزام قصد انتفاء الموصوف بانتفاء الصفة ولم يقل هل اله لايراد الالزام على زعمهم ان غيره آلهة والباء للتعدية : والمعنى بالفارسية [ بيارد براى شما روشنى يعنى روز روشن كه درآن بطلب معاش اشتغال كنيد ]

{ أفلا تسعمون } هذا الكلام الحق سماع تدبر واستبصار حتى تنقادوا له وتعلموا بموجبه فتوحدوا اللّه تعالى وختم الآية به بناء على الليل لا على الضياء ، وقال بعضهم قرن بالضياء السمع لان السمع يدرك مالا يدركه البصر يعنى استفادة العقل من السمع اكثر من استفادته من البصر

٧٢

{ قل أرأيتم ان جعل اللّه عليكم النهار سرمدا } متصلا لا ليل له

{ الى يوم القيامة } باسكانها فى وسط السماء وتحريكها فوق الارض

{ من اله غير اللّه يأتيكم بليل تسكنون فيه } استراحة من متابعة الاسفار ولعل تجريد الضياء عن ذكر منافعه مثل تتصرفون فيه ونحوه لكونه مقصودا بذاته ظاهر الاستتباع لمانيط به من المنافع ولا كذلك الليل

{ أفلا تبصرون } هذه المنفعة الظاهرة التى لاتخفى على من له بصر وختم الآية به نباء على النهار فانه مبصر لا على الليل ، وقال بعضهم وقرن بسكن الليال البصر لان غيرك يبصر من منفعة الظلام مالا تبصر انت من السكون ، اعلم ان فلك الشمس يدور فى بعض المواضع رحويا لا غروب للشمس فيه فنهاره سرمدى فلا يعيش الحيوان فيه ولا ينبت النبات فيه من قوة حرارة الشمس فيه وكذلك يدور فلك الشمس فى بعض المواضع بعكس هذا تحت الارض ليس للشمس فيه طلوع فليله سرمدى فلا يعيش الحيوان ايضا فيه ولا ينبت النبات ثمة فلهذا المعنى قال تعالى

٧٣

{ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار } [ واز بخشايش خودبيا فريد بارى شماشب وروزرا ]

{ لتسكنوا فيه } اى الليل

{ ولتبتغوا من فضله } اى فى النهار بانواع المكاسب

{ ولعلكم تشكرون } ولكى تشركوا نعمته تعالى على مافعل

جرخ را دور شبانروزى دهد ... شب برو روز آورد روزى دهد

خلوت شب بهر آن تاجان ريش ... رازدل كويد برجانان خويش

روزها ازبهر غوغاى عوام ... تابدايشان كارتن كيرد نظام

قال امام الحرمين وغيره من الفضلاء لاخلاف ان الشمس تغرب عند قوم وتطلع عند قوم آخرين والليل يطول عند قوم ويقصر عند آخرين وعند خط الاستواء يكون الليل والنهار مستويا ابدا ، وسئل الشيخ ابو حامد عن بلاد بلغار كيف يصلون لان الشمس لا تغرب عندهم الام مقدار مابين المغرب والعشاء ثم تطلع فقال يعتبر صومهم وصلاتهم باقرب البلاد اليهم والاصح عند اكثر الفقهاء انهم يقدرون الليل والنهار ويعتبرون بحسب الساعات كما قال عليه الصلاة والسلام ( يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ) فيقدر الصيام والصلاة فى زمنه كذا ورد عن سيد البشر ، قال فى القاموس بلغر كقرطق والعامة تقول بلغار مدينة الصقالبة ضاربة فى الشمال شديدة البرد انتهى والفجر يطلع فى تلك الديار قبل غيبوبة الشفق فى اقصر ليالى السنة فلا يجب على اهاليها العشاء والوتر لعدم سبب الوجوب وهو الوقت لانه كما انه شرط لاداء الصلاة فهو سبب لوجوبها فلا تجب بدونه على ماتقرر فى الاصول وكذلك لاتجبان على اهالى بلدة يطلع فيها الفجر لما تغرب الشمس فيسقط عنهم مالايجدون وقته كما ان رجلا اذا قطع يداه مع المرفقين او رجلاه مع الكعبين ففرائض وضوئه ثلاث لفوات محل الرابع كذا فى الفقه

والاشارة فى الآية الى نهار التجلى وليل ستر البشرية فلو دام نهار التجلى لم يقدر المتجلى له على تحمل سطواته فستره اللّه تعالى بظل البشرية ليستريح من تعب السطوات واليه الاشارة بقوله عليه السلام لعائشة رضى اللّه عنها ( كلمينى ياحميراء ) وليس هذا الستر من قبيل الحجاب فان الستر يكون عقب التجلى وهو حجاب الرحمة والمنحة لاحجاب الزحمة والمحنة وذلك من جمله ما كان النبى عليه السلام محميا به اذا كان يقول ( انه ليغان على قلبى وانى لاستغفر اللّه فى كل يوم سبعين مرة ) وذلك غاية اللطف والرحمة والحجاب مايكون محجوبا به عن الحق تعالى وذلك من غاية القهر والعز كما قال فى المقهورين

{ كلا انه عن ربهم يومئذ لمحجوبون } والجبل لم يستقر مكانه عند سطوة تجلى صفة الربوبية وجعله دكا وخر موسى مع قوة نبوته صعقا وذلك التجلى فى اقل مقدار طرفة عين فلو دام كيف يعيش الانسان الضعيف

٧٤

{ ويوم يناديهم } منصوب باذكر اى واذكر يامحمد يوم ينادى اللّه المشركين

{ فيقول } توبيخا لهم

{ اين } [ كجا اند ]

{ شركائى الذين كنتم تزعمون } انه شركاء وهو تقريب بعد تقريع للاشعار بانه لاشىء اجلب لغضب اللّه من الاشراك كما لاشىء ادخل فى مرضاة اللّه من توحيده

٧٥

{ ونزعنا من كل امة } نزع الشىء جذبه ن مقره كنزع القوس من كبده وعطف على يناديهم وصيغة الماضى للدلالة على التحقيق ولا التفات لابراز كمال الاعتناء بشأن النزع اى اخرجنا من كل امة من الامم

{ شهيدا } بالفارسية [ كواه ] وهو نبيهم يشهد عليهم بما كانوا عليه من الخير والشر ، وقال بعضهم يشهد عليهم وعلى من بعدهم كما جاء فى الحديث ان اعمال الامة تعرض على النبى عليه السلام ليلة الاثنين والخميس ، وقال بعضهم عنى بالشهيد العدول من كلمة امة وذلك انه سبحانه لم يخل عصرا من الاعصار عن عدول يرجع اليهم فى امر الدين ويكونون حجة على الناس يدعونهم الى الدين فيشهدون على الناس بما عملوا من العصيان

{ فقلنا } لكل من الامم

{ هاتوا } [ بياريد ] واصله آتوا وقد سبق

{ برهانكم } على صحة ما كنتم تدعون من الشريك

{ فعلموا } يومئذ

{ الحق لله } فى الالهية لا يشاركه فيها احد

{ وضل عنهم } اى غاب غيبة الضائع

{ ماكانوا يفترون } فى الدنيا من الباطل وهو الوهية الاصنام ، وعلم ان الشريك لاينحصر فى عبادة الاصنام الظاهرة بل الانداد ظاهرة وباطنة . فمنهم من صنمه نفسه . ومنهم من صنمه زوجته حيث يحبها محبة اللّه ويطيعها اطاعة اللّه ومنهم من صمنه تجارته فيتكل عليها ويترك طاعة اللّه لاجلها فهذه كلها لاتنفع يوم القيامة حكى ان مالك بن دينار رحمه اللّه كان اذا قرأ فى الصلاة اياك نعبد واياك نستعين غشى عليه فسئل فقال نقول اياك نعبدو نعبد انفسنا اى نطيعها فى امرها ونقول اياك نستعين ونرجع الى ابواب غيره روى ان زكريا عليه لما هرب من اليهود بعد ان قتل يحيى عليه السلام وتوابعه تمثل له الشيطان فى صورة الراعى واشار اليه بدخول الشجرة فقال زكريا للشجرة اكتمينى فانشقت فدخل فيها واخرج الشيطان هدب ردائه ثم اخبر به اليهود فشقوا الشجرة بالمنشار فهذا الشق انما وقع له لا لتجائه الى الشجرة والشرك اقبح جميع السيآت كما ان التوحيد احسن الحسنات وقد ورد ان الملائكة المقربين تنزل لشرف الذكر كما روى ان يوسف عليه السلام لما القى فى الجب ذكر اللّه تعالى باسمائه الحسنى فسمعه جبريل فقال يارب اسمع صوتا حسنا فى الجب فامهلنى ساعة فقال اللّه تعالى أسلتم قلتم أتجعل فيها من يفسد فيها وكذلك اذا اجتمع المؤمنون على ذكر اللّه مراعين لآدابه الظاهرة والباطنة تقول الملائكة الهنا املهنا نستأنس بهم فيقول اللّه تعالى ألستم قلتم أتجعل فيها من يفسد فيها فالآن تتمنون الاستنئاس بهم وفى الحديث ( لتدخلن الجنة كلكم الا من ابى ) قيل يارسول اللّه من الذى ابى قال ( من لم يقل لا اله الا اللّه ) فينبغى الاشتغعال بكلمة التوحيد قبل الموت وهى عروة الوثقى وهى ثمن الجنة وهى التى يشهد بها جميع الاشياء

هست هر ذره بوحدت خويش ... بيش عارف كواه وحدات او

باك كن جامه ازغبار دوبى ... لوح خاطر كه حق يكيست نه دو

والوصول الى هذا الشهود والتوحيد الحقيقى انما هو بخير الاذكار اى بالاشتغال به آناء الليل واطراف النهار : قال الشيخ المغربى

نخست ديده طلب كن بيس آنكى ديدار ... ازانكه ياركند جلوه براولوا الابصار

٧٦

{ ان قارون } اسم اعجمى كهارون لذلك لم ينصرف

{ كان من قوم موسى } كان بان عمه يصهر بن قاهش بن لاوى بن يعقوب وموسى بن عمران بن هاقش كان ممن آمن به واقرأ بنى اسرائيل للتوراة وكان يسمى المنور لحسن صورته ثم تغير حاله بسبب الغنى فنافق كما نافق السامرى

{ فبغى عليهم } ، قال الراغب البغى طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه او لم يتجاوزه وبغى تكبر وذلك لتجاوزه منزلته الى ماليس له . والمعنى فطلب الفضل عليهم وان يكونوا تحت امره وليس ببعدي فان كثرة المال المشار اليها بقوله

{ وآتيناه من الكنوز } الآية سبب للبغى وامارة بغيه الاباء والاستكبار والعجب والتمرد عن قبول النصيحة وكان يجر ثوبه كبرا وخيلاء وفى الحديث ( لاينظر اللّه يوم القيامة الى من جر ثوبه خيلاء ) كان يستخف بالفقراء ويمنع عنهم الحقوق وفى الحديث ( اتخذوا الايادى عند الفقراء قبل ان تجيىء دولتهم ) اى فان لهم دولة عظيمة يوم القيامة يصل اثرها الى من اطعمهم لقمة او سقاهم شربة او كساهم خرقة او نحو ذلك فيأخذون بايديهم ويدخلون الجنة بامر اللّه تعالى ، قال اهل العلم بالاخبار كان او طغيانه وعصيانه ان اللّه تعالى اوحى الى موسى عليه السلام انه يأمر بنى اسرائيل ان يعلقوا فى ارديتهم خيوطا اربعة خضرا فىكل طرف خيط على لون السماء قال موسى يارب مالحكمة فيه قال يذكرون اذا رأوها ان كلامى نزل من السماء ولا يغفلون عنى وعن كلامى والعمل به قال موسى أفلا تأمرهم ان يجعلوا ارديتهم كلها خضرا فانهم يحقرون هذه الخيوط فقال ياموسى ان الصغير من امرى ليس بصغير فانهم ان لم يطيعونى فى الصغير لم يطيعونى فى الكبير فامرهم ففعلوا وامتنع قارون وقال انما يفعل هذا الارباب بعبيدهم لكى يتميزوا من غيرهم فكان هذا ابتداء بغيه ولما عبروا البحر جعلت حبورة القربان وهى رياسة المذبح فى هارون ، قال فى كشف الاسرار [ در رياست مذبح آن بودكه بنى اسرائيل قربان كه مى كردند بر طريق تعبد بيش هارون مى بردند وهارون بر مذبح مى نهاد تاآتش ازاسمان فرود آمدى وبر كرفتى ] فحسده قارون وقال ياموسى لك الرسالة ولهارون الحبورة ولست فى شىء وانا اقرأ بنى اسرائيل للتوراة ليس لى على هذا صبر فقال موسى ما انا جعلتها فى هارون بل اللّه جعلها من فضله قال قارون واللّه لا اصدقك فى ذلك حتى ترينى آية تدل عليه فامر موسى رؤساء بنى اسرائيل بوضع عصيهم فى القبة التى اللّه فيها وينزل الوحى عليه ففعلوا وباتوا يحرسونها واصبحوا فاذا بعصا هارون مورقة خضراء اى صارت بحيث لها ورق اخضر وكانت من شجرة اللوز فلما رأها قارون على تلك الحالة العجيبة قال واللّه ماهذا باعجب مما تصنع من السحر واعتزل موسى وتبعه طائفة من بنى اسرائيل وجعل موسى يداريه لما بينهما من القرابه وهو لايلتفت اليه بل يؤذيه ولا يزيد الا تجبرا وبغيا

{ وآتيناه } أى قارون

{ من الكنوز } اى الاموال المدخرة ، قال الراغب الكنز جمع المال بعضه فوق بعض وحفظه من كنزت التمر فى الوعاء انتهى ، والفرق بين الركاز والمعدن والكنز ان الركاز هو المال المركوز فى الارض مخلوقا كان او موضوعا والمعدن ما كان مخلوقا والكنز ما كان موضوعا

{ ما } موصولة اى الذى

{ ان مفاتحه } جمع مفتوح بالكسر مايفتح به اى مفاتح صناديقه

{ لتنوء بالعصبة اولى القوة } خبر ان والجملة صلة ماوهو ثانى مفعولى آتينا.

وناء به الحمل اذا اثقله حتى اماله فالباء للتعدية والعصبة والعصابة الجماعة الكثيرة ، وفى المفردات جماعة معصبة اى متعاضدة ، وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما العصبة فى هذا الموضع اربعون رجلا وخزائنه كانت اربعمائة الف يحمل كل رجل منهم عشرة آلاف مفتاح . والمعنى لتثقلهم وتميل بهم اذا حملوها لثقلها : وبالفارسية [ برداشتن آن مفاتح كران ميكند مردمان بانيروى را يعنى مردمان از كران بارى بجانبى ميل ميكنند ] وقال بعضهم وجت فى الانجيل ان مفاتح خزائن قارون وقرستين بغلا مايزيد منها مفتح على اسبع لكل مفتح كنز ويقال كان قارون اينما ذهب يحمل معه مفاتح كنوزه وكانت من حديد فلما ثقلت عليه جعلها من خشب فثقلت فجعلها من جلود البقر على طول الاصابع

{ اذ قال له قومه } منصوب بتنوء يعنى موسى وبنى اسرائيل

وقيل قاله موسى وحده بطريق النصحية

{ لاتفرح } [ شادى مكن بمال دنيا ] والفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة واكثر مايكون ذلك فى اللذات البدنية الدنيوية والفرح فى الدنيا مذموم مطلقا لانه نتيجة حبها والرضى بها والذهول عن ذهابها فان العلم بان مافيها من اللذة مفارقة لامحالة يوجب الترح حتما ولذا قال تعالى

{ لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } ولم يرخص فى الفرح الا فى قوله

{ قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا } وقوله

{ ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه } وعلل النهى ههنا بكونه مانعا من محبة اللّه تعالى كما قال

{ ان اللّه لايحب الفرحين } اى بزخارف الدنيا فان الدنيا مبغوضة عند اللّه تعالى

دنياى دنى جيست سراى ستمى ... افكنده هزار كشته درهر قدمى

كردست دهد كداى شادى نكند ... ورفوت شود نيز نيزنيرزد بغمى

وانما يحب من يفرح باقامة العبودية وطلب السعادة الاخروية

٧٧

{ وابتغ } اى اطلب

{ فيما آتيك اللّه } من الغنى لم يقل بما آتاك اللّه لانه لم يرد بمالك وانما اراد وابتغ فى حال تملكك وفى حال قدرتك بالمال والبدن كما فى كشف الاسرار

{ الدار الآخرة } اى ثوب اللّه فيها يصرفه الى ما يكون وسيلة اليه من مواساة الفقراء وصلة الرحم وفك الاسير ونحوها من ابواب الخير

بدنيا توانى كه عقبى خرى ... بخرجان من ورنه حسرت خروى

{ ولاتنس } اى لاتترك ترك المنسى ، قال فى المفردات النيسان ترك الانسان ضبط ماستودع اما لضعف قلبه اما عن غفلة او عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره

{ نصيبك من الدنيا } وهو ان تحصل بها آخرتك او تآخذ منها مايكفيك وتخرج الباقى : وعن على رضى اللّه عنه لاتنس صحتك وقوتك وشبابك وغناك وفى ذلك ماروى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لرجل وهو يعظه ( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ) ، وقال الكاشفى [ وفراموش مكن بهره خودرا ازمال دنيا بعنى نصيب تو دروقت ورحلت ازين جهان كفنى خواهد بود وبس ازان حال برانديش وبمال ومنال غره مشو ]

كرملك توشام تايمن خواهد بود ... وزسرحد روم تاختن خواهد بود

آنروز كزين جهان كنى عزم سفر ... همراه توجند كزكفن خواهد بود

قال الشيخ سعدى قدس سره

اكر بهلوانى اكر تيغ زن ... نخواهى بدر بردن الا كفن

وقال بعض العارفين نصيب العارف من الدنيا ما اشار اليه عليه السلام بقوله ( حبب الىّ من دنيا كم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة ) ففى الطيب الرائحة الطيبة وفى انساء الوجه الحسن وفى الصلاة فرح القلب وقد سبق غير هذا

{ واحسن } الى عباد اللّه

{ كما احسن اللّه اليك } فيما انعم به عليك : قال الشيخ سعدى قدس سره

توانكرى جودل دوست كامرانت هست ... بخور ببخش كه دنيا وآخرت بردى

وقال

اكر كنج قارون بجنك آورى ... نماند مكر آنكه بخشى برى

{ ولا تبغ الفساد فى الارض } نهى له عما كان عليه من الظلم والبغى ، وفى التأويلات النجمية

{ ولاتبتغ الفساد فى الارض } فى ارض الروحانية بما آتاك اللّه من الاستعداد الانسانى باستعماله فى مخالفات الشريعة وموافقات الطبيعة فانه يفسد الاستعداد الروحانى والانسانى

{ ان اللّه لايحب المفسدين } لسوء افعالهم بل يحب المصلحين لحسن اعمالهم وقد اختار من عباده الابدال فانهم يجعلون بدل الجهل العلم وبدل الشح الجود وبدل الشره العفة وبدل الظلم العدالة وبدل الطيش التؤدة وبدل الفساد الصلاح فالانسان اذا صار من الابدال فقد ارتقى الى درجة ا لاحباب

٧٨

{ قال } قارون مجيبا للناصحين

{ انما اوتيته } اى هذا المال

{ على علم عندى } حال من مرفوع اوتيته او متعلق باوتيته وعندى صفة له . والمعنى اوتيته حال كونى مستحقا لما فىّ من علم التوراة وكان اعلمهم بها ادعى ا ستحقاق التفضيل على الناس واستيجاب التفوق بالمال والجاه بسبب العلم ولم ينظر الى منة اللّه تعالى وفضله ولذا هلك وهكذا كل من كان على طريقه فى الادعاء والافتخار والكفران فانه يهلك يوما بشؤم معصيته وصنيعه : قال الحافظ

مباش غره بعلم وعمل فقيه مدام ... كه هيجكس زقضاى خداى جان نبرد

وقل الصائب

بفكر نيستى هركز نمى فتند مغروران ... اكرجه صورت مقراض لادارد كريبانها

وقال بعضهم المراد بعلم الكيمياء وكان موسى يعلمه تعلما من اللّه تعالى فعلم يوشع بن نون ثلث ذلك العلم وعلم كالب بن يوقنا ثلثه وعلم قارون ثلثه فخدعهما قارون حتى اضاف علمهما الى علمه او تعلم قارون صنعة الكيمياء من كلثوم اخت موسى وكان تعرف ذلك فرزق مالا عظيما يضرب به المثل على طول الدهر وكان يأخذ الرصاص فيجعله فضة والنحاس فيجعله ذهبا ، قال الزجاج علم الكيمياء لاحقيقة له ، وفى الكواشى ومتعاطى هذا العلم الكثير كذبه فلا يلتفت اليه ، يقول الفقير هو اولى من قول الزجاج فان فيه اقرارا باصله فى الجملة وكذا بوجوده والكيماياء له حقيقة صحيحة وقد عمل به بعض الانبياء وكمل الاولياء فانه لاشلك فى الاستحالة والانقلاب بعد تصفية الاجساد وتطهيرها من الكدورات وقد بين فى موضعه ورأيت من وصل اليه بلا نكير واللّه العليم الخبير

زكرامات بلند اوليا ... اولا شعرست وآخر كيميا

وقال بعضهم المراد بالعلم علم التجارة والدهقنة وسائر المكاسب [ كفته اند قارون جهال سال بركوهمتعبد بود ودر عبادت وزهد برهمه بنى اسرائيل غلبه كرد وابليس شياطين را مى فرستاد تاورا وسوسه كنند وبدنيا دركشند شياطين براودست نمى يافتند ابليس خود برخاست وبصورت بيرى زاهد متعبد برابروى نشست وخدايرا عبادت همى كرد تا عبادت ابليس بر عبادت وى بيفزود وقارون بتواضع وخدمت ورى در آمد وهرجه ميكفت باشارت ورى ميرفت ورضاى ورى مى جست ابليس . روزى كفت ما ازجمعه وجماعت بازمانده ايم واز زيارت نيك مردان وتشييع جنازهاى مؤمنان محروم اكر درميان مردم باشيم وآن خصلتهاى نيكو بر دست كيريم مكر صوايتر باشد قارون را بدين سخن از كوه بزير آورد ودربيعة شدند وتبعد كاه ايشان معين ساختند مردم دون ازحال ايشان باخبر شدند رفقا ازهر جانب ورى بايشان نهاد وبا ايشان نيكو ميكردند وطعامها مى بردند . روزى ابليس كفت اكرما بهفته يكروز بكسب مشغول باشيم واين بار وثقل از مردم فرونهيم مكر بهتر باشد قارون همان صواب ديد وروز آذنيه بكسب شدند وباقى هفته عبادت همى كردند روزى جند برآمد ابليس كفت يكروز وزكسب كنيم ديكر رززعبادت تاز معاش وبغت جيزى بسر آيد وبصدقه ميدهيم ومردمانرا از ما منفعت بود همان كردند وبكسب مشغول شدند تادوستىء كسب ودوستىء مال درسر قارون شد ابليس آنكاه ازوى جدايى كرفت وكفت من كار خود كردم واورا دردام دنيا آوردم بس قارون بكسب مضغعول كشت ودنيا بوى روى نهاد وطغيان بالاكرفت وادعاى استحقاق كرد بسبب علم مكاسب وطريق او ] فقال تعالى

{ أو لم يعلم } [ آيانداست قارون يعنى دانست ]

{ ان اللّه قد اهلك من قبله من القرون } الكافرة : يعنى [ ازاهل روز كارها ] والقرن القوم والمقترنون فى زمن واحد

{ من هو اشد منه قوة } بالعدد والعدد

{ واكثر جمعا } للمال كنمرود وغيره ، وقال بعضهم واكثر جمعا للعلم الطاعة مثل ابليس ، قال المفسرون هذا تعجيب منه وتوبيخ له من جهته تعالى على اغتراره بقوته وكثرةماله مع علمه بذلك الاهلاك قراءة فى التوراة وتلقينا من موسى وسماعا من حفاظ التواريخ فالمعنى ألم يقرأ التوراة ويعلم امفعل اللّه باضرابه من اهل القرون السابقة حتى لايغتر بماغتر به

مكن تيكه بر ملك وجاه وحشم ... كه بيش ازتو بودست وبعد أزتوهم

بكير عبرت از ماسواى قرون ... خورد ضرب هراسب كه باشد حرون

{ ولايسأل عن ذنوبهم المجرمون } عند اهلاكهم لئلا يشتغلوا بالاعتذار كما قال تعالى

{ ولا يؤذن لهم فيعتذرون } كما فى التأويلات النجمية ، وقال الحسن لايسألون عن القيامة سؤال استعلام فانه تعالى مطلع عليها بل يسألون سؤال تقريع وتوبيخ ، وقال بعضهم لايسألون بل يعاقبون بلا توفق ولاحساب او لا يسألون لانهم تعرفهم الملائكة بسيماهم

٧٩

{ فخرج على قومه } عطف على قال ومابينهما اعتراض وقوله

{ فى زينته } اما متعلق بخرج او بمحذوف هو حال من فاعله اى كائنا فى زينته والمراد الزينة الدنيوية من المال والاثاث والجاه يقال زانه كذا وزينه اذا اظهر حسنه اما بالفعل او بالقول . قيل خرج قارون يوم السبت وكان آخر يوم من عمره على بغلة شهباء عليه الارجوان يعنى قطيفة ارغوانى وعليها سرج من ذهب ومعه اربعة آلاف على زيه . وقال بعضه ومعه تسعون الفا عليهم المعصفرات وهو اول يوم رؤى فيه اللباس المعصفر وهو المصبوغ بالعصفر وهو صبغ احمر معروف وقد نهى الرجال عن لبس المعصفر لانه من لباس الزينة واسباب الكبر ولان له رائحة لاتليق بالرجال واصل الزينة عند العارفين وجوه مسفرة عليه آثار دموع الشوق والمحبة ساجدة على باب الربوبيةن قال ابن عطاء ازين ماتزين به العبيد المعرفة ومن نزلت درجاته عن درجات العارفين فازين ماتزين به طاعة ربه ومن تزين بالدنيا فهو مغرور فى زينته : قال الحافظ

قلندران حقيقت به نيم جو نخرند ... قباى اطلس آنكس كه ازه نرعاريست

وفى المثنوى

افتخار از رنك وبو واز مكان ... هست شادى وفريب كودكان

وقال الشيخ العطار رحمه الله

همجو طفلان منكر اندرسرخ وزرد ... جون زنان مغرور رنك وبومكرد

وقال الشيخ السعدى

كراجامه باكست وسيرت بليد ... در دوزخش را نبايد كليد

وقال المولى الجامى

وصلش مجودر اطلس شاهى كه دوخت عشق ... اين جامه برتنى كه نهان زير زنده بود

{ قال الذين يريدون الحياة الدنيا } من بنى اسرائيل جريا على سنن الجبلة البشرية من الرغبة فى السعة واليسار

{ ياليست لنا من ماوتى قارون } [ ياقوم كاشكى بودى مارا ازمال همجنانكه قارونرا دادند ] ،

وقيل ياليت يامتمناى تعالى فهذا اوانك تمنوا مثله لاعينه حذرا من الحسد فدل على انهم كانوا مؤمنين

{ انه لذو حظ عظيم } لذو نصيب وافر من الدنيا ، قال الراقب الحظ النصيب المقدر وهو تمنيهم وتأكيد له ، قال فى كشف الاسرار [ فائدة اين آيت آنست كه رب العالمين خبر ميدهد مارا كه مؤمن نبايدكه تمنى كند آنجه طغيان در آنست از كثرت مال وذلك قوله

{ ان الانسان ليطغى ان رأه استغنى } بلكه ازخداى عز وجل كفاف خواهد دردنيا وبلغه عيش جنانكه درخبرست ] ( اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا ) وفى الحديث ( اللهم من احبنى فارزقه العفاف الكفاف ومن ابغضنى فارزقه مالا وولدا ) وفى الحديث ( طوبى لمن هدى الى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع به ) قال الحافظ

كنج زر كرنبود كنج قناعت باقيست ... آنكه آن داد بشاهان بكدايان اين داد

وقال

همايى جون توعا ليقدر حرص استخوان حيفست ... دريغا سايه همت كه برنا اهل افكندى

درين بازار اكر سوديست بادرويش خرسندست ... الهى منعم كردان بدرويشى وخرسندى

وقال المولى الجامى

هر سفله بى بكنج قناعت كجابرد ... اين نقد در خزنيه ارباب همتست

وقال الشيخ السعدى

نير زد عسل جان من زخم نيش ... قناعت نكوتر بدوشاب خويش

وفى التأويلات النجمية انما وقع نظرهم على عظمة الدنيا وزينتها لا على دناءتها وخساستها وهوانها وقلة متاعها لانهم اغتذوا بغذاء شبل حب الدنيا وزينتها المتولد من اسود ظلمات صفات النفس بعضها فوق بعض فهم ينظرون بنظر ظلمات صفات النفس بعد ان كانوا ينظرون بنظر نور صفات القلب يبصرون عزة الآخرة وعظمتها وخسة الدنيا وهوانها فان الرضاع يغير الطباع

٨٠

{ وقال الذين اوتوا العلم } باحوال الآخرة وزهدوا فى الدنيا اى قالوا للمتمنين

{ ويلكم } [ واى برشما اى طالبان دنيا ] وهو دعاء بالاهلاك . بمعنى الزمكم اللّه ويلا اى عذابا وهلاكا ساع استعامله فى الزجر عما لايرتضى وقد سبق فى طه

{ ثواب اللّه } فى الآخرة

{ خير } مما تتمنون

{ لمن آمن وعمل صالحا } فلا يليق بكم ان تتمنوه غير مكتفين بثوابه ونعيمه

{ ولا يلقيها } اى ولا يوفق لهذه الكرامة كما فى الجلالين والمراد بالكرامة الثواب والجنة ولا يعطى هذه الكلمة التى تكلم بها العلماء وهى ثواب اللّه خير قال اللّه تعالى

{ ولقاهم نضرة وسرورا } اى اعطاهم ولقيته كذا اذا استقبلته به : وبالفارسية وتلقيه وتلقين [ نخواهد كرد اين كلمه كه علما كفته اند يعنى دردل وزبان نخواهند دار ]

{ الا الصابرون } على الطاعات وعن زينة الدنيا وشهواتها

اهل صبر از جمله عالم برترند ... صابران ازواج كردون بكذرند

هركه كاردتخم صبر اندر جهان ... بدرود محصول عيش صابران

٨١

{ فخسفنا به وبداره الارض } يقال خسف المكان يخسف خسوفا ذهب فى الارض كما فى القاموس وخسف القمر زال ضوءه وعين خاسفة اذا غابت حدتها والباء للتعدية . والمعنى بالفارسية [ بس فروبرديم قارون وسراى اورا بزيمن ] ، قال ابن عباس رضى اللّه عنهما لما نزلت الزكاة على موسى صالحه على ان يعطيه عن كل الف دينار دينارا وعن كل الف درهم درهما وعن الف شاة شاة وذلك بالامر الالهى كان الواجب عشر المال لاربعه فحسب قارون ماله فوجد الزكاة مبلغا عظيما فمنعه البخل والحرص عن دفعها فجمع جمعا من بنى اسرائيل فقال لهم انكم قد اطعتم موسى فى كل ما امركم به وهو الآن يريد ان يأخذ اموالكم قالوا انت كبيرنا مرنا بما شئت قال اريد ان افضحه بين بنى اسرئايل حتى لايسمع بعد كلامه احد فامرى ان تجلبوا فلانة البغى فنجعل لها جعلا حتى تقذف موسى بنفسها فاذا فعلت ذلك خرجت عليه بنوا اسرائيل ورفضوه فدعوها فجعل لها قارون الف دينار وطشتا من ذهب على ان تفعل ما امر به من القذف اذا حضر بنوا اسرائيل من الغد وكان يوم عيد فلما كان الغد قام موسى خطيبا فقال من سرق قطعناه ومن زنى غير محصن جلدناه ومن زنى محصنا رجمناه فقال قارون وان كنت انت قال وان كنت انا فقال ان بنى اسرائيل يزعمون انك فجرت بفلانة فاحضرت فناشدها موسى بالذى فلق البحر وانزل التوراة ان تصدق فتداركها اللّه بالتوفيق ووجدت فى نفسها هيبة آلهية من تأثير الكلام فقالت ياكليم اللّه جعل قارون جعلا على ان اقذفك بنفسى وافترى عليك [ ومن ناوجود كنهكاريها وبدكرداريهاى خود جه كسنه بسندم كه برتو تهمت كويم ] فخر موسى ساجدا لله تعالى يبكى ويشكو من قارون ويقول اللهم ان كنت رسولك فاغضب لى فاوحى اللّه اليه انى امرت الارض ان تطيعك فمرها بما شئت فقال موسى يابنى اسرائيل ان اللّه بعثنى الى قارون كما بعثنى الى فرعون فمن كان معه فليثبت مكانه ومن كان معى فليعتزل فاعتزلوا ولم يبقى مع قارون الى رجلان ثم قال لقارون ياعدو اللّه تبعث الىّ امرأة تريد فضيحتى على رؤس بنى اسرائيل يارض خذيهم فاخذتهم الارض الى الكعبين فاخذوا فى التضرع وطلب الامان ولم يلتفت موسى اليهم ثم قال خذيهم فاخذتهم الى الركب ثم الى الاوساط ثم الى الاعناق فلم يبق على وجه الارض منهم شىء الا رؤسهم وناشدوه قارون اللّه والرحم فلم يلتفت موسى لشدة غضبه ثم قال يارض خذيهم فانطبقت عليهم الارض

آنراكه زمين كشد جون قارون ... نى موسيش آورد برون نى هارون

فاسد شده را زروزكار وارون ل ... ايمكن ان يصلحه العطارون

قال اللّه تعالى ياموسى استغاث بك فلم تغثه فوعزتى وجلالى لو استغاث بى لاغثته قال يارب غضبا لك فعلت ، قال قتادة خسف به فهو يتجلجل فى الارض كل يوم قامة رجل لايبلغ قعرها الى يوم القيامة ، صابح لباب [ فوموده هروز قارون بمقدار قامت خود بزمين ميرود ] وعند نفخ الصور بارض سفلى [ خواهد رسيد ] ن وفى كشف الاسرار [ در قصه آورده اندكه هرروز يك قامت خويش بزمين فروميشد تا آنروزكه يونس درشكم ماهى در قعر بحر بدورسيد قارون از حال موسى برسيد جاننكه خويشانرا برسند ] فاوحى اللّه تعالى الى الارض لاتزيدى فى خسفه بحرمة انه سأل عن ابن عمه ووصل به رحمه . ولما خسف به قال سفهاء بنى اسرائيل ان موسى انما دعا قارون ليستقل بداره وكنوزه وامتعته ويتصرف فيها فدعا موسى فخسف بجميع امواله وداره : قال الحافظ

كنج قارون كه فرو ميرود از قهر هنوز ... خوانده باشى كه هم از غيرت درويشانست

وقال

احوال كنج قارون كايام داد برباد ... باغنجه باز كوييد تا زرنها ندارد

وقال

توانكرا دل درويش خود بدست آور ... كه مخزون زر وكنج درم نخواهد ماند

قال بعضهم ان قارون نسى الفضل وادعى لنفسه فضلا فخسف اللّه به الارض ظاهرا وكم خسف بالاسرار وصاحبها لايشعر بذلك وخسف الاسرار هو منع العصمة والرد الى الحول والقوة اطلاق اللسان بالدعاوى الفرضية والعمى عن رؤية الفضل والقعود عن القيام بالشكر على ما اولى واعطى وحينئذ يكون وقت الزوال . وخرج قارون على قومه بالزينة فهلك وهكذا حال من يخرج على اولياء اللّه بالدعاوى الباطلة والكبر والرياسة لامحالة يسقطون من عيونهم وقلوبهم بعد سقوطهم من نظر الحق وتنخسف انوار ايمانهم فى قلوبهم فلا يرى آثارها بعد ذلك نعوذ باللّه سبحانه

{ فما كان له } اى لقارون

{ من فئة } جماعة ، قال الراغب الفئة الجماعة المتظاهرة التى يرجع بعضهم الى بعض فى التعاضد انتهى من فاء اى رجع

{ ينصرونه } بدفع العذاب عنه وهو الخسف

{ من دون اللّه } اى حال كونهم متجاوزين نصرة اللّه تعالى

{ وماكان من المنتصرين } اى من الممتنعين عنه بوجه من الوجوه يقال نصره من عدوه فانتصر اى منعه فامتنع

٨٢

{ واصبح } اى صار

{ الذين تمنوا } التمنى تقدير بشىء فى النفس وتصويره فيها واكثر تصور مالا حقيقة له والامنية الصورة الحاصلة فى النفس من تمنى الشىء

{ مكانه } اى منزلته وجاهه

{ بالامس } اى بالوقت القريب منه فانه يذكر الامس ولا يراد به اليوم الذى قبل يومك ولكن الوقت المستقرب على طريق الاستعارة

{ يقولون ويكأن اللّه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر } اى يضيق يقال قدر على عياله بالتخفيف مثل قتر ضيق عليهم بالنفقة اى يفعل كل واحد من البسط والقدر اى التضييق بمحض مشيئته وحكمته لا لكرامة توجب البسط ولا لهوان يوجب القبض . وويكأن عند البصريين مركب من وى للتعجب [ جنانست كه كسى از روى ترحم وتعجب باديكرى كويد ( وى لم فعلت ذلك ) وى اين جيست كه توكردى ] كما قال الراغب وى كلمة تذكر للتحسر والتندم والتعجب تقول وى لعبد اللّه انتهى كأن للتشبيه . والمعنى ما اشبه الامر ان اللّه يبسط الخ وعند الكوفين من ويك بمعنى ويلك وان واعلم مضمر وتقديره ويك اعلم ان اللّه الخ : وبالفارسية [ واى برتوبداى خداى تعال الخ ] وانما استعمل عند التنبيه على الخطأ والتندم . والمعنى انهم قد تنبهوا على خطأهم فى تمنيهم وتندموا على ذلك

{ لولا ان من اللّه } انعم

{ علينا } فلم يعطنا ما تمنينا : وبالفارسية [ اكر آن نبودى كه خداى تعالى منت نهادى برما ونداد بما آنجه تمناى ما بودازدنيا ]

{ لخسف بنا } [ مارا بزمين فروبريد ] كما خسف به لتوليد الاستغناء فينا مثل ماولده فيه من الكبر والبغى ونحوهما من اسباب العذاب والهلاك

{ ويكأنه لا يفلح الكافرون } لنعمة اللّه اى لا ينجون من عذابه او المذكبون برسله وبما وعدوا به من ثواب الآخرة ، قال فى كشف الاسرار حب الدنيا حمل قارون على جمعها وجمعها حمله على البغىعليهم وصارت كثرة ماله سبب هلاكه وفى الخبر ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) [ دوستى دنيا سر همه كناهها هست ومايه هر فتنه وبيخ هرفساد . وهركه ازخداى بازماند بمهر ودوستى دنيا بازماند دنيا بلى كذشتنى وبساطى در نوشتنى ومرتع لافكاه مدعيان ومجمع باركاه بى خطران سرمايه بى دولتان ومصطبه بدبختان معشوقه ناكسان وقبله خسيسان دوست بى وفا ودايه بى مهر جمالى بانقاب دارد ورفتارى ناصواب وجون تودوست زير خاك صدر هزاران هزار دارد برطارم طرازى نشسته واز شبكه بيرون مى نكرد وباتوا ميكويد من جون توهزار عاشق از غم كستتم نالود بخون هيجكس انكشتم مصطفى عليه السلام كفت ] ( مامن احد يصيب فى الدنيا الا هوهو بمنزلة الضيف ماله فى يده عارية فالضيف منطلق والعارية مردودة ) وفى رواية اخرى

( ان مثلكم فى الدنيا كمثل الضيف وان ما فى ايديكم عارية ) [ ميكويد مثل شمادرين دنياى غدار مثل مهمانى است كه بمهمان خانه فرو آيد هر آينه مهمان رفتنى بود نه بودنى هم جومرد كاروانى كه بمنزل فرو آيد لابد از آنجارخت بردارد درتمنا كند كه آنجايستد سخت نادان وبى سامان بود كه آن نه بمقصود رسد ونه بخانه بازآيد جهدن كن اى جوانمرد كه بل بلوى بسلامت بازكاذارى وآنرا درا القرار خودنسانى ودل دروبندى تا برتو شيطان ظفر نيابد صد شير كرسنه دركله كوسفند جندان زيان بكندكه شيطان باتوكند ]

{ ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا } [ وصد شيطان آن نكندكه نفس اماره باتوكند ( اعدى عدوك نفسك التى بين جنبيك ) [ يكى تأمل كن دركار قارون بدبخت نفس وشيطان هردودست درهم دادند تا اورا زيدن بر آوردند ازانكه آبش از سر جشمه خود تاريك بود يكجند اورا باعمل عاريتى دادند لؤلؤ شاهوار همى نمود جون حكم ازلى وسابقه اصلى در رسيد خود شبه قير رنك بود زبان حالش همى كويد ]

من يندرام كه هستم اندر كارى ... اى برسربندار جون من بسيارى

اكنون كه نماند باقوم بازارى ... در ديده بنداشت زدم مسمارى

واعلم ان تمنى الدنيا مذموم الا ما كان لغرض صحيح وهو صرفها الى وجوه البر كالصدقة ونحوها ، وعن كبة الانمارى رضى اللّه عنه انه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول ( ثلاث اقسم عليهن احدثكم حديثا فاحفظوه . فاما التى اقسم عليهن فانه مانقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها الا زاده اللّه به عزا ولا فتح عبد باب مسألة الا فتح اللّه عليه باب فقر .

واما الذى احدثكم فاحفظوه ) فقال ( انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه اللّه علما ومالا فهو يتقى فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعمل اللّه فيه بحقه فهذا بافضل المنازل وعبد رزقه اللّه علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو ان لى مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته واجرهما سواء وعبد رزقه اللّه مالا ولم يرزقه علما فهو لايتقى فيه ربه ولايصل ليه رحمه ولا يعمل لله فيه بحقه وعبد لم يرزقه اللّه علما ولا مالا فهو يقول لو ان لى مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بينته ووزرهما سواء ) كما فى المصابيح

٨٣

{ تلك الدار الآخرة } اشارة تعظيم كأنه قيل تلك الجنة التى سمعت خبرها وبلغك وصفها والدار صفة والخبر قوله

{ نجعلها للذين لايريدون علوا فى الارض } اى ارتفاعا وغلبة وتسلطا كما اراد فرعون حيث قال تعالى فى اول السورة

{ ان فرعون لعال فى الارض } { ولا فسادا } اى ظلما وعدوانا على الناس كما اراد قارون حيث قال تعالى فى حقه على لسان الناصح

{ ولا تبغ الفساد فى الارض } وفى تعليق الوعد بترك ارادتهما لا بترك انفسهما مزيد تحذير منهما

{ والعاقبة } الحميدة : وبالفارسية لأسرانجام نيكو ]

{ للمتقين } اى للذين يتقون العلو والفساد ومالا يرضاه اللّه من الاقوال والافعال : وعن على رضى اللّه عنه ان الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله اجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها يعنى ان من تكبر بلباس يعجبه فهو ممن يريد علوا فى الارض ، وعن على رضى اللّه عنه انه كان يمشى فى الاسواق وحده وهو والى يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ

{ تلك الدار } الخ ويقول نزلت هذه الآية فى اهل العدل التواضع من الولاة واهل المقدرة من سائر الناس ، وعن عمر بن عبدالعزيز كان يردد هذه الآية حتى قبض وكان عليه السلام يحلب الشاة ويركب الحمار ويجيب دعوة المملوك ويجالس الفقراء والمساكين ، قال بعض الكبار احذر ان تريد فى الارض علوا او فسادا والزم الذل والانكسار والخمول فان اعلى اللّه كلمتك فما اعلاها الا الحق وذلك ان يرزقك الرفعة فى قلوب الخلق وايضاح ذلك ان اللّه مانشأك الا من الاض فلا ينبغى لك ان تعلو على امك واحذر ان تتزهد او تتعبد او تتكرم وفى نفسك استجلاب ذلك لكونه يرفعك على اقرانك فان ذلك من ارادة العلو فى الارض ما استكبر مخلوق على آخر الا لحجا به عن معية مع الحق ذلك المخلوق الآخر ولو شهدها لذل وخضع ، قال فى كشف الاسرار [ فردا درسراى عزت ساكنان مقعد صدق ومقربان حضرت جبروت قومى باشندكه دردنيا برترى ومهترى نجويند وخودرا ازهمه كس كهتر وكمتردانند وبجشم بسند هركز دروخود ننكرد جنانكه آن جوانمرد طريقت كفت كه از موقف عرفات بازكشته بود اورا كفتند ] كيف رأيت اهل الموقف قال رأت قوما لولا انى كنت فيهم لرجوت ان يغفر اللّه لهم : قال الشيخ سعدى

بزركى كه خودرا ز خردان شمرد ... بدنيى وعقبى بزركى ببرد

تو آنكه شوى بيش مردم عزيز ... كه مر خويشتن را نكيرى بجيز

[ يكى از بزركان دين ابليس را ديد كفت مارا بندى ده كفت مكو من تانشوى جون من شيخ حيف كفت منى بيفكندن در شريعت زندقه است ومنى اثبات كردن در حقيقت شرك است جون درمقام شريعت باشى همى كوى كه اوخود همه از وشريعت تعاليست وحقيقت احوال اقوام افعال بتو ونظام احوال باو ] ،

قال بعضهم العلو النظر الى النفس والفساد النظر الى الدنيا والدنيا خمر ابليس من شرب منها شربة لايفيق الا يوم القيامة ويقال العلو الخطرات فى القلب والفساد فى الاعضاء فمن كان فى قلبه حب الرياسة والجاه وحظوظ الفنس وفى اعماله الرايء والسمعة فهو لايصل الى مقام القرب وكذا من كان فى قلبه سوء العقيدة وفى جوارحه عبادة غير اللّه والدعوة اليها واخذ الاموال وكسر الاعراض واستحلال المعاصى فهو لايصل الى الجنة ايضا وهو قرين الشيطان والشياطين فى النار مع قرنائهم ، واعلم ان العلو فى ارض البشرية علو الفراعنة والجبابرة والاكاسرة والعلو فى ارض الروحانية علو الابالسة وبعض الارواح الملكية مثل هاروت وماروت وكلامهما مذموم وكذا الفساد النظر الى غير اللّه فاللّه تعالى لايجعل مملكة عالم الغيب والملكوت الا فى تصرف من خلص من طلب العلو والنظر الى الغير بنظر المحبة وسلم التصرف كله الى المالك الحقيقى وخرج من البين

هرجه خواخى بكنكه ملك تراست ... جعلنا اللّه واياكم من الآخذين بذيل حقيقة التقوى وعصمنا من الاعتراض والانقباض والدعوى

٨٤

{ من جاء بالحسنة } [ هركجابيارد خصلت نيكو در روز قيامت ]

{ فله } بمقابلتها

{ خير منها } ذاتا ووصفا وقدرا اما الخيرية ذاتها فاظاهرة فى اجزية الاعمال البدنية لانها اعراض واجزيتها جواهر وكذا فى المالية اذ لامناسبة بين زخارف الدنيا ونفائس الآخرة فى الحقيقة وما وصفا فلانها ابقى وانقى من الآلام والاكدار

واما قدرا ففلمقابلة بعشر امثالها لا اقل يعنى انه يجازى بالحسنة الواحدة عشرا فيكون الواحد ثوابا مستحقا والتسعة تفضلا وجودا والتسعة خير من الواحد من ذلك الجنس ، وقال بعضهم الحسنة المعرفة وماه وخير منها هو الرؤية . او الاعراض عما سوى اللّه وماهو خير منه هو مواهب الحق تعالى لان الاعراض مضاف ال الفانى ومتعلق بالمخلوق والمواهب مضافة الى الباقى ومتعلقة بالقديم

{ ومن جاء بالسيئة } كالشرك والرياء والجهل ونحوها

{ فلا يجزى الذين عملوا السيآت } وضع فيه الظاهر موضع الضمير لتهجين حالهم بتكرير اسناد السيئة اليهم وفائدة هذه الصورة انزجار العقلاء عن ارتكاب السيآت

هرجه در شرع وعقل بد باشد ... نكند هركه باخرد باشد

{ الا ماكانوا يعملون } الامثل ما كانوا يعملون فحذف المثل واقيم مقامه ما كانوا يعملون مبالغة فى المماثلة اخبر تعالى ان السيئة لايضاعف جزاؤها فضلا منه ورحمة ولكن يجزى عليها عدلا فليجتنب العبد عما نهت عنه الفتوى والتقوى اذ لكل نوع من السيئة نوع من الجزاء عاجلا وآجلا : وفى المثنوى

هرجه برتو آيد از ظلمات وغم ... آن زبى شرمى وكستاخيست هم

حكى عن ابراهيم بن ادهم رحمه اللّه انه كان بمكة فاشترى من رجل تمرا فاذا هو بتمرتين فى الارض بين رجليه ظن انهما من الذى اشتراه فرفعهما واكلهما وخرج الى بيت المقدس وفيه قبة تسمى الصخرة فدخلها وسكن فيها يوما وكان الرسم ان يخرج منها من كان فيها لتخلو للملائكة فاخرج بعد العصر من كان فيها فانحجب ابراهيم ولم يروه فبقى الليلة فيها ودخل الملائكة فقالوا ههنا حس آدمى وريحه قال واحد منه هو ابراهيم بن ادهم زاهد خراسان وقال آخر الذى يصعد منه كل يوم الى السماء عمل متقبل قال نعم غير ان طاعته موقوفة منذ سنة ولم تستجب دعوته من سنة لمكان التمرتين عليه قال ثم نزلت الملائكة واشتغلوا بالعبادة حتى طلع الفجر ورجع الخادم وفتح القبة وخرج ابراهيم وتوجه الى مكة وجاء الى باب ذلك الحانوت فاذاهو بفتى يبيع التمر فسلم عليه وقال كان ههنا شيخ فى العام الاول فاخبره انه كان والدى فارق الدنيا فقص ابراهيم قصة التمرتين فقال الفتى جعلتك فىحل من نصيبى وانت اعلم فى نصيب اختى ووالدتى قال فاين اختك ووالدتك قال هما فى الدار فجاء ابراهيم الى الباب وقرعه فخرجت عجوز متكئة على عصاها فسلم ابراهيم عليها واخبرها القصة قالت جعلتك فى حل من نصيبى وكذا ابنتها فخرج ابراهيم وتوجه الى بيت المقدس ودخل القبة فدخلت الملائكة وقالوا هو ابراهيم وكان لاتستجاب دعوته منذ سنة غير انه اسقط ما عليه من التمرتين فقبل اللّه ماكان موقوفا من طاعته واستحاب دعوته واعاده الى درجته فبكى ابراهيم فرحا كان بعد ذلك لايفطر الا فى ككل سبعة ايام بطعام يعلم انه حلال

وفى التأويلات النجمية يشير الى ان جزاء السيآت على حسب مايعملون من السيآت فان كانت السيئة الشرك باللّه فجزاؤه النار الى الابد وان كانت المعاصى فجزاؤها العذاب بقدر المعاصى صغيرها وكبيرها وان كانت حب الدنيا وشهواتها فجزاؤه الحرمان من نعيم الآخرة بحسبها وان كانت طلب الجاه والرياسة والسلطنة الدنيوية فجزاؤه الذلة والصغار ونيل الدركات وان كانت طلب نعيم الآخرة ورفعة الدرجات فجزاؤه الحرمان من الكمالات وكشف شواهد الحق تعالى وان كانت التلذ بفوائد العلوم واستحلاء المعانى المعقولة فجزاؤه الحرمانمن كشوف العلوم والمعارف الربانية وان كانت ببقاء الوجود فجزاؤه الحرمان من الفناء فى اللّه والقاء باللّه بتجلى صفات الجمال والجلال انتهى كلامه قدس سره

٨٥

{ ان الذى } اى ان اللّه الذى

{ فرض عليك القرآن } اوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل به

{ لرادك } اى بعد الموت والرد الصرف والارجاع

{ الى معاد } اى مرجع عظيم يغضبك به الاولون والآخرون وهو المقام المحمود الموعود ثوابا على احسانك فى العمل وتحمل هذه المشقات التى لا تحملها الجبال ، وقال الامام الراغب فى المفردات الصحيح ماشار به امير المؤمنين وذكره ابن عباس رضى اللّه عنهما ان ذلك الجنة التى خلقه اللّه تعالى فيها بالقوة فى ظهر آدم واظهره منه يقال عاد فلان الى كذا وان لم يكن فيه سابقا ، واكثر اهل التفسير على ان المراد بالمعاد مكة تقول العرب رد فلان الى معاده يعنى الى بلده لانه يتصرف فى الارض ثم يعود الى بلده والآية نزلت بالجحفة بتدقيم الجيم المضمومة على الحاء الساكنة موضع بين مكة والمدينة وهو ميقات اهل الشام وعليه المولى الفنارى فى تفسير الفاتحة . والمعنى لراجعك الى مكان هو لعظمته اهل لان يقصد العود اليه كل من خرج منه وهو مكة المشرفة وطنك الدنيوى وروى انه لما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الغار مهاجرا الى المدينة ومعه ابو بكر الصديق رضى اللّه عنه عدل عن الطريق مخافة الطلب فلما امن رجع الى الطريق ونزل الجحفة وكانت قرية جامعة على اثنين وثمانين ميلا وكانت تسمى مهيعة فنزلها بنوا عبيد وهم اخوة عاد وكان اخرجهم العماليق من يثرب فجاءهم سيل فاجحفهم اى ذبه بهم فسميت جحفة فلما نزل اشتاق الى مكة لانها مولده وموطنه ومولد آبائه وبها عشيرته وحرم ابراهيم عليه السلام

مشتاب ساريان كه مرا باى دركلست ... بيرون شدن زمنزل اصحاب مشكلست

جون عاقبت زصحبت ياران بريدنست ... بيوند باسكى نكند هركه عاقلست

وقال

فتنها درانجمن بيداشود از شور من ... جون مرا در خاطر آيد مسكن ومأواى دوست

فنزل جبريل عليه السلام فقال له أتشتاق الى مكمة قال نعم

ممكن نشد شرح دهم اشتياق را ... فاوحاها اى الآية اليه وبشره بالغلبة والظهور اى لرادك الى مكة ظاهرا من غير خوف فلا تظن انه يسلك به سبيل ابويك ابراهيم فى هجرته من حران بلد الكفر الى الارض المقدسة فلم يعد اليها واسماعيل من الارض المقدسمة الى اقدس منها فلم يعد اليها : قال الحافظ

سروش عالم غيبم بشارتى خوش داد ... كه كسى هميشه بكيتى درم مخواهد ماند

قال ابن عطاء رحمه اللّه ان الذى يسر عليك القرآن قادر على ان يردك الى وطنك الذى ظهرت منه حتى تشاههد سرك على دوام اوقاتك كام قال فى التأويلات الكاشفى [ معاد فنا فى اللّه است دراحديت ذات وبقا باللّه درمقام تحقق بجميع صفات وبرسالك متبصر اينجا سر منه بدا واليه يعود روشن ميكردد

جون اوزبد اين وآنرا ابتدا ... هم بدو بايدكه باشد انتها

نورهايى راكه كردازحق طلوع ... جلمه راهم سوى اوباشدرجوع

ثم قرر الوعد السابق فقال

{ قل ربى اعلم } بعلم

{ من جاء بالهدى } ومايستحقه من الثواب فى المعاد والنصرة فى الدنيا

{ ومن هو فى ضلال مبين } يريد به المشركين ، ودلت الآية على ان اللّه تعالى يفتح على المهتدى ويقهر الضال ولكل عسر يسر فسوف يراه من يصبر فلا ينبغى للعاقل ان ييأس من روح اللّه روى ان رجلا ركب البحر فانكسرت السفينة فوقع فى جزيرة فمكث ثلاثة ايام لايرى احدا ولم يذق شيئا فتمثل بقوله

اذا شاب الغراب اتيت اهلى ... وصار القير كاللبن الحليب

وصار البر مسكن كل حوت ... وصار البحر مرتع كل ذيب

فسمع هاتفا يهتف

عسى الكرب الذى امسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف ويفك عان ويأتى اهله الرجل الغريب ... قال فما لبث ساعة الا فرج اللّه عنه ، وفى تفسير الآية اشارى الى ان حب الوطن من الايمان وكان عليه السلام يقول كثيرا الوطن الوطن فحقق اللّه سؤله يقال الابل نحن الى اوطانها وان كان عهدا بعيدا الى وكره وانك ان موضعه مجديا والانسان الى وطنه وان كان غيره اكثر له نفعنا وقدم اصيل الغفارى على رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم قبل ان يضرب الحجاب فقالت له عائشة رضى اللّه عنها كيف تركت مكة قال اخضر نباتها وابيض بطحاؤها واغدف اذخرها واث سملها فقال عليه السلام ( حسبك ياصيل لاتحزنى ) قال عمر رضى اللّه عنه لولا حب الوطن لخرب بلد السوء فبحب الاوطان عمرت البلدان ، واعلم ان الميل الى الاوطان وان كان لاينقطع عن الجنان لكن يلزم للمرء ان يختار من البقاع احسنها دينا حتى يتعاون بالاخوان ، قيل لعيسى عليه السلام من نجالس ياروح اللّه قال من يزيد فى علمكم منطقه ويذكركم اللّه رؤيته ويرغبكم فى الآخرة عمله : قال الشيخ سعدى قدس سره

سعد ياحب وطن كرجه حديث است صحيح ... نتوان مرد بسختى كه من اينجا زادم

وقال الحافظ

ديار يار مرد مرا مقيد ميكند ورنه ... جه جاى فارس كين محنت جهان بكسر نمى ازرد

والعاقل يختار الفراق عن الاحباب والاوطاق ولايجترىء على الفراق عن الملك الديان

لكى شىء اذا فارقته عوض ... وليس لله ان فارقت من عوض

فاقطع الالفة عما سوى اللّه اختيارا قبل الانقطاع اضطرارا

الفت مكير همجوالف هيج باكسى ... تابسته الم نشوى وقت انقطاع

ذو النون مصرى قدس سره [ ميكويد روزى درثناى سفركه شهرى رسيدم خواستم كه دراندرون شهر روم بردران شهر كوشكى ديدم وجويى روان بنزديك جوى رفتم وطهارت كردم جون جشم بر بام كوشك افتاد كنيزكى را ديدم ايستاده درغايت حسن وجمال جون نظر او بمن افتاد كفت اى ذو النون من ترا ازدور ديدم بنداشتم كه مجنونى وجون طهارت كردى تصور كردم عالمى وجون از طهارت فارغ شدى وبيش آمدى بنداشتم عارفى اكنون محقق شدم نه مجنونى نه عالمى ونه عارفى كفتم جرا كفت اكر ديوانه بودى طهارت نكردى واكر عالم بودى نظر بخانه بيكانه ونامحرم نكردى واكر عارف بودى دل تو بما سوى اللّه مايك نبودى ] كذا فى جليس الخلوة وانيس الوحدة

٨٦

{ وما كننت } يا محمد

{ ترجوا ان يلقى اليك الكتاب } اى يرسل وينزل كما تقول العجم خبر [ بمن افكند ] كما فى كشف الاسرار والمعنى سيردتك اى معادك كما القى اليك القرآن وما كنت ترجوه فهو تقير للوعد السابق ايضا

{ الا رحمة من ربك } ولكن القاه اليك رحمة منه فاعمل به فالاستثناء منقطع

وفى التأويلات النجمية

{ وماكنت ترجوا ان يلقى اليك الكتاب } القرآن القاء الاكسير على النحاس لتعديل جوهر نحاس انانتيك باريز هويته ماكان ذلك

{ الا رحمة من ربك } اختصك بهذه الرحمة عن جميع الانبياء لان كتبهم انزلت فى الالواح والصحف على صورتهم وكتابك نزل به الروح الامين على قلبك القاء كالقاء الاكسير

{ فلات تكونن ظهيرا } [ بشت ويار ]

{ للكافرين } على ماكانوا عليه بل كن ظهيرا ومعينا للمؤمنين

٨٧

{ ولا يصدنك } اى لايصرفنك ويمنعنك الكافرون

{ عن آيات اللّه } اى عن قراءتها والعمل بها

{ بعد اذا نزلت } تلك الآيات القرآنية

{ اليك } وقرئت عليك وذلك حين دعوه عليه السلام الى دين آبائهم وتعظيم اوثانهم والموافقة الى اباطيلهم

{ وادع } الناس

{ الى ربك } الى عبادته وتوحيده

{ ولا تكونن من المشركين } بمساعدتهم فى الامور

وفى التأويلات النجمية

{ ولا تكونن من المشركين } فى الدعوة بان تدعو طلال الحق وعشاقه الى الجنة والنعم فادعهم الى ربهم خالصا عن شرك الجنة ، وفى فتح الرحمن وجميع الآية يتضمن المهادنة والموادعة وهذا كله منسوخ بآية السيف انتهى

٨٨

{ ولاتدع مع اللّه الها آخر } : قال الكاشفى [ مخاطب درين آيات حضرت بيغمبر است ومرادامت اند وفائده خطاب بآن حضرت قطع طمع مشر كانست ازموافقت وى بايشان ] وفيه اظهار ان المنهى عنه فى القبيح بحيث ينهى عنه من لايمكن صدوره عنه اصلا

{ لا اله الا هو } وحده

{ كل شىء } من الانسان والحيوان والجن والشيطان والملك والحور عين والجنة والنار والعرش والكرسى ونحوها

{ هالك } الهلاك هنا بطلان الشىء من العالم وعدمه رأسا اى فان وباطل ومعدوم ولو لحظة

{ الا وجهه } الا ذاته تعالى فانه واجب الوجود وكل ماعداه ممكن فى حد ذاته عرضة للهلاك والعدم والوجه يعبر به عن الذات وقال ابو العالية كل شىء فان الا ماريد به وجهه من الاعمال وفى الاثر ( يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها لله فيمز ما كان منها لله ثم يؤمر بسائرها فيلقى فى النار ) ، وقال بعض اكابر العارفين الضمير راجع الى الشىء والمعنى كل شىء فان فى حد ذاته الا وجهه الذى يلى جهته تعالى وذلك لان الممكن له وجود ماهية عارضة على وجوده فماهيته امر اعتبارى معدوم فى الخارج لا يقبل الوجود فيه من حيث هو هو ووجوده موجود لايقبل العدم من حيث هو هو كما

قال بعضهم الاعيان من حيث تعيناتها العدمية وهى الاماكن والحدوث راجعة الى العدم وان كانت باعتبار الحقيقة والتعينات الوجودية عين الوجود فاذا قرع سمعك من كلام العارفين ان عين المخلوق عدم والوجود كله لله فتلق بالقبول فانه يقول ذلك من هذه الجهة قال المغربى

غير تونيست اماهتى همى نمايد ... جون بيش جشم تشنه درباديه سرابى

وقال المولى الجامى

شهود ياردر اغيار مشرب جاميست ... كدام غيركه لاشىء فى الوجود سواه

{ له الحكم } اى القضاء النافذ فى الخلق

{ واليه } لا الى غيره تعالى

{ ترجعون } تردون عند البعث للجزاء بالحق والعدل فمن كان رجوعه بالاضطرار وجد الجبار القهار فوفاه حسابه ومن كان رجوعه بالاختيار وجد العفو الغفار فافرغ عليه ثوابه وذلك بالفناء قبل الفناء بازالة حجاب التعين واذابة انانيات الوجود ، قال الشيخ سعدى

اى برادر جو عاقبت خاكست ... خاك شوبيش ازانكه خاك شوى

[ در شرح عوارف مذكور است كه نكفت نهلك تامعلوم شودكه وجود همه اشيادر وجود اوامروز هالك است وحواله مشاهده اين حال بفردا در حق محجوبانست ] { يوم يرونه بعيدا ونراه قريبا }

باوجودتو زمن راست نيايدكه منم ... قال الشيخ ابو الحسن البكرى قدس سره استغفر اللّه مما سوى اللّه اى لان الباطل يستغفر من اثبات وجوده لذاته والعارف لاينظر الى الوجود الموهوم فيفنيه بحقائق لتوحيد ويتحقق بسر الوحدة الذاتية والهوية الالهية ، قال فى كشف الاسرار [ هو يك حرفست فرد اشارت فرا خداوند فرد نه مست ونه صفت اما اشارتست فراخداوندى كه اورا نامست وصفت وآن يك حرف هاست واوقرار كاه نفس است نه بينى كه جون تثنيه كنى.

هما كويى نه هوما تابدانى كه آن خوديك حرفست تنها دليل برخداوند يكتا همه اسامى وصفات كه كويى ازسر زبان كويى مكر هوكه آن ازميان جان برآيد ازصميم سينه وقعر دل رود زبان ولب را باوى كارى نيست مردان راه دين وخداوندان عين اليقين كه دلهاء صافى دارند وهمتهاء عالى وسينهاء خالى جون ازقعر سينه نبود خود حقيقت هويت بروى مكشوف ايشان اين كلمه سربرزند مقصود ومفهوم ايشان جز حق جل جلاله نبود تاجنين جوانمردى نكردد آن عزيزى كه درراهى ميرفت درويشى بيش وى باز آمد وكفت از كجا مى آيى كفت هو كفت كجاميروى كفت هو فكت مقصودت جيست كفت هو ازهرجه سؤال ميكرودى مى كفت هواين جنانست كفته اند ]

ازبس كه دويده در خيالت دارم ... درهرجه نكه كنم تويى بندارم

فلامعبود الا هو كما للعابدين ولا مقصود الا هو كما للعاشقين ولا موجود الا هو كما للمكاشفين الواجدين

﴿ ٠