سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ تِسْعٌ وَ سِتُّونَ آيَةً ١ { الم } ، قال الكاشفى [ حروف مقطعة جهت تعجيز خلق است تادانندكه كسى را بحقائق اين كتاب راه نيست وعقل هيج كامل ازكنه معرفت اين كلام آكاه نى خرد عاجز وفهم دروى كم است ... در حروف او اين سوره كفته اند الف اشارتست باسم اللّه ولام بلطيف وميم بمجيد ميفر مايدكه اللّه منم روى بطاعت من آر لطيف منم اخلاص در عبادت فرو مكذار مجيد منم بزركى ديكران مسلم مدار ] ، يقول الفقير من لطفه الابتلاء لانه لتخليص الجوهر من الكدورات الكونية وتصفية الباطن من العلائق الامكانية . ومن مجده وعظمته خضع له كى شىء فلا يقدر ان يخرج عن دائرة التسخير ويمتنع عن قبول الابتلاء . وفى الالف اشارة اخرى وهى استغناؤه عن كل شىء واحتياج كل شىء اليه كاستغناء الالف عن الاتصال بالحروف واحتياج الحروف الى الاتصال به ٢ { أحسب الناس } الحسبان بالكسر الظن كما فى القاموس ، وقال فى المفردات الحسبان هو ان يحكم لاحدج النقيضين احدهما على الآخر ، نزلت فى قوم من المؤمنين كانوا بمكة وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الاسلام فكانت صدورهم تضيق لذلك ويجزعون فتداركهم اللّه بالتسلية بهذه الآية ، قال ابن عطية وهذه الآية وان كانت نزلت بهذا السبب فى هذه الجماعة فهى فى معناها باقية فى امة محمد موجود حكمها بقية الدهر والمعنى بالفارسية [ آيا بنداشتند مردمان يعنى اين ظن مكر ومستبعد ست ] { ان يتركوا } اى يهملوا سادّ مسدّ مفعولى حسب لاشتماله على مسند ومسند اليه { ان } اى لان { يقولوا آمنا وهم } اى والحال انهم { لايفتنون } لايمتحنون فى دعواهم بما يظهرها ويثبتها اى أظنوا انفسهم متروكين بلا فتنة وامتحان بمجرد ان يقولوا آمنا باللّه يعنى ان اللّه يمتحنكم بمشاق التكاليف كالمهاجرة والمجاهدة ورفض الشهوات ووظائف الطاعات وانواع المصائب فى الانفس والاموال ليتميز المخلص من المنافق والراسخ فى الدين من المضطرب فيه ولينالوا بالصبر عليها عوالى الدرجات فان مجرد الايمان وان كان عن خلوص لايقتضى غير الخلاص من الخلود فى العذاب عاشقانرا درد دل بسيار مى بايد كشيد ... جوريار وطعنه اغيار مى بايد كشيد وفى التأويلات النجمية { احسب النار } يعنى الناسين من اهل الغفلة والبطالة { ان يتركوا ان يقولوا آمنا } بالتقليد والجهالة بمجرد الدعوى دون المطالبة بالبلوى { وهم لايفتنون } بانواع البلاء لتخليص ابريز الولاء فان البلاء للولاء كاللهب للذهب وان المحبة والمحنة توأمان فلا مميز بينهما الا نقطة الباء وبه يشير الى ان اهل المحبة اذا اوقعوا انفسهم كنقطة الباء تحتها تواضعا لله رفعهم اللّه كالنقطة فوق النون ومن تكبر وطلب الرفعة والعلو فى الدنيا كالنقطة فوق النون وضعه اللّه بالذلة كالنقطة تحت الباء . وقيل عند الامتحان يكرم الرجل او يهان فمن زاد قدر معناه زاد قدر بلواه كما قال عليه السلام ( يبتلى الرجل على حسب دينه ) وقال ( البلاء موكل بالانبياء ثم الاولياء ثم الامثل فالامثل ) فالعافية لمن لايعرف قدرها كالداء والبلاء لمن يعرف قدره كالدواء فالبلاء على النفوس لاخراجها من اوطان الكسل وتصريفها فى احسن العمل والبلاء على القلوب لتصفيتها من شين الرين لقبول نقوش الغيوب والبلاء على الارواح لتجردها بالبوائق عن العلائق والبلاء على اسرار فى اعتكافها فى شاهد الكشف بالصبر على آثار التجلى الى ان يصير مستهلكا فيه باقيا به وان اشد الفتن حفظ وجد التوحيد لئلا يجرى عليه مكر فى اوقات غلبات شواهد الحق فيظن انه هو الحق ولايدرى انه من الحق ولا يقال انه الحق وعزيز من يهتدى الى ذلك انتهى ، قال ابن عطاء ظن الخلق انهم يتركون مع دعاوى المحبة ولا يطالبون بحقائقها وحقائق المحبة هى صب البلاء على المحب وتلذذه بالبلاء فبلاء يلحق جسده وبلاء يلحق قلبه وبلاء يلحق سره وبلاء يلحق روحه وبلاء النفس فى الظاهر الامراض والمحن وفى الحقيقة منعها عن القيام بخدمة القوى العزيز بعد مخاطبته اياها بقوله { وماخلقت الجن ولانس الا ليعبدون } وبلاء القلب تراكم الشوق ومراعاة مايرد عليه فى الوقت بعد الوقت من ربه والمحافظة على اقواله مع الحرمة والهيبة وبلاء السر هو المقام مع من لامقام للخلق معه والرجوع الى من لاوصول للخلق اليه وبلاء الروح الحصول فى القبضة والابتلاء بالمشاهدة وهذا مالا طاقة لاحد فيه : وفى البستان فى حق العشاق دمادم شراب الم در كشند ... وكر تلخ بينند دم در كشند بلاى خماراست در عيش مل ... سلحدار خارست باشاه كل نه تلخست صبرى كه برياداوست ... كه تلخى شكر باشد ازدست دوست اسيرش نخواهد رهابى زبند ... شكارش نجويد خلاص ازكمند ٣ { ولقد فتنا } [ وبدرستى كه مامتحان كرديم ودر فتنه انداختيم ] { الذين من قبلهم } اى من قبل الناس وهم هذه الامة ومن قبلهم هم الانبياء واممهم الصالحون يعنى ان ذلك سنة قديمة آلهية مبنية على الحكم والمصالح جارية فى الامم كلها فلا ينبغى ان يتوقع خلافها وقد اصابهم من ضروب الفتن والمحن ماهو اشد مما اصاب هؤلاء فصبروا كما يعرب عنه قوله تعالى { وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم فى سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا } يعنى [ اين صورت درهمه امم واقع بود ونقد دعوى هريك را برمحك بلا آزموده اند ] ، وفى الحديث ( كان من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار على رأسه فينفرق فرقتين مايصرفه ذلك عن دينه ويمشط بامشاط الحديد مادون عظم ولحم وعصب مايصرفه ذلك عن دينه ) { فليعلمن اللّه الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } معنى علمه تعالى هو عالم بذلك فيما لم يزل ان يعلمه موجودا عند وجوده كما عمله قبل وجوده انه يوجد . والمعنى فواللّه لتعلقن علمه تعالى بالامتحان تعلقا حاليا يتميز به الذين صدقوا فى الايمان باللّه والذين هم كاذبون فيه مستمرون على الكذب ويرتب عليه اجزيتهم من الثواب والعقاب ولذلك قيل المعنى ليميزن او ليجازين يعنى ان بعضهم فسر العلم بالتمييز والمجازاة على طريق اطلاق السبب وارادة المسبب فان المراد بالعلم تعلقه الحالى الذى هو سبب لهما ، قال ابن عطاء تبين صدق العبد من كذبه فى اوقات الرخاء والبلاء فمن شكر فى ايام الرخاء وصبر فى ايام البلاء فهو من الصادقين ومن بطر فى ايام الرخاء وجزع فى ايام البلاء فهو من الكاذبين در محت هركه او دعوى كند ... صدهزاران امتحان بروى زنند كربود صادق كشد بارجفا ... وربود كاذب كريزد از بلا قيل آن بود دل كه وقت بيجابيج ... اندر وجز خدا نيابى هيج وفى التأويلات النجمية يشير الى ان صدق الصادقين وكذب الكاذبين الذى عجن فى تخمير طينتهم لايظهر الا اذا طرح فى نار البلاء فاذا طرح فيها تصاعدت منها روائج الصبر وفوائح الشكر عن عود جوهر الصادقين او بضده يصعد من الضجر وكفران النعمة وشق جوهر الكاذبين وانهم فى البلاء على ضروب منهم من يصبر فى حال البلاء ويشكر فى حال النعماء وهذه صفة الصادقين ومنهم من يضجر ولا يصبر فى البلاء ولا يشكر فى النعماء فهو من الكاذبين ومنهم من يؤثر فى حال الرخاء ولا يستمتع بالعطاء ويستروح الى البلاء فيستعذب مقاساة الضر والعناء وهذا احد الكبراء انتهى ، وعلم ان البلاء كالملح يصلح وجود الانسان باذن اللّه تعالى كما ان الملح يصلح الطعام واذا احب اللّه عبدا جعله للبلاء غرضا اى هدفا وكل محنة مقدمه لراحة ولكل شدة نتيجة شريفة [ آورده اندكه امير نصر احد سامانى را معلمى بودكه در ايام كودكى اورا بسيار رنجانيدى وامير نصر باخود عهد كرده بودكه جون بزرك شود و بيادشاهى رسد ازو وانتقام خواهد جون بزرك شد وبيادشاهى رسيد روزى در اثناى فكر آن معلم را اياد آورد وخادمى را كفت برو اورا حاضر كردان واز باغ جوبى جندان باخودبيار خادم برفت وباحضار اوفرمان برد ومعلم را دريافت وتاهر دوروانه شدند حاضر در راه جوب بود ببرداشت او تحريك داد وروى بمعلم نهاد وكفت جاى خود جون بينى معلم دست در آستين كردج وبهى بيرون آورد وكفت عمر امين دراز باد اين ميوه باين لطيفى وآبدارى ازان جوبست وجندين اخلاق حميده واستعداد بادشاهى كه حاصل فرموده است ازخوردن آن جوب بوده است باقى فرمان امير راست امير نصر را اين ساخن خوش آمد وتشريف ونواخت بسيار ارزانى فرمود ] ٤ { ام حسب الذين يعلمون السيآت } اى الكفر والمعاصى فان العمل يعم افعال القلوب والجوارح { ان يسبقونا } اصل السبق التقدم فى السير ثمم تجور به فى غيره من التقدم اى يفوتونا ويعجزونا فلا نقدر على مجازاتهم على مساويهم وهو سادّ مسدّ مفعولى حسب لاشتماله على مسند ومسند اليه وام منقطعة بمعنى بل والهمزة وبل ليس لابطال السابق لان انكار الحسبان الاول ليس بباطل بل للانتقال من التوبيخ بانكار حسبانهم متروكين غير مفتونين الى التوبيخ بنكار ماهو ابطل من الحسبان الاول وهو حسبانهم ان يجاوزوا بسيآتهم وهم وان لم يحسبوا انهم يفوتونه تعالى ولم يحدثوا نفوسهم بذلك لكنهم حيث اصروا على المعاصى ولم يتفكروا فى العاقبة نزلوا منزلة من يحسب ذلك كما فى قوله تعالى { أيحسب ان ماله اخلده } { ساء مايحكمون } اى بئس الحكم الذى يحكمونه حكمهم ذلك فحذف المخصوص بالذم ، قال الكاشفى [ درفتوحات مذكوراستكه آيامى بندراد كنهكاران ماكه به سيآت خود بر مغفرت وشمول رحمت من سبقت كبرند اين حكم نابسنديده است زيرا كه رحمت من سبقت كرفته است برذنوب ايشان كه موجب غضب باشد ] كركناه تو از عدد بيش است ... سبقت رحمتم ازان بيش است ٥ { من } [ هركه ] { كان يرجوا لقاء اللّه } الرجاء ظن يقتضى حصول مافيه مسرة وتفسيره بالخوف لان الرجاء والخوف متلازمان ولقاء اللّه عبارة عن القيامة وعن المصير اليه والمعنى يتوقع ملاقاة جزائه ثوابا او عقابا فليستعد لاجل اللّه باختياره من الاعمال مايؤدى الى حسن الثواب واجتنابه عما يسوقه الى سوء العذاب { فان اجل اللّه } الاجل عبارة عن غاية زمان ممتد عينت لامر من الامور وقد يطلق على كل ذلك الزمان والاول هو الاشهر فى الاستعمال اى فان الوقت الذى عينه تعالى لذلك { لآت } لامحالة وكائن البتة لان اجزاء الزمان على الانقضاء والانصرام دائما فلابد من اتيان الوقت المعين واتيانه موجب لاتيان اللقاء والجزاء { وهو السميع } لاقوال العباد { العليم } باحوالهم من الاعمال الظاهرة والباطنة فلا يفوته شىء مافبادروا العمل قبل الفوت وفى التأويلات النجمية من امل الثواب يفرّ من اعمال تورث العذاب ويعانق المجاهدات فانها تورث المشاهدات من مضى عمره فى رجاء لقائنا فسوف نبيح النظر الى جمالنا عظمت همة عين ... طمعت فى ان تراكا أو ما يكفى لعين ... ان ترى من قد رآكا { وهو السميع } لانين المشتاقين { العليم } بحنين الوامقين الصادقين ٦ { ومن } [ وهركه ] { جاهد } نفسه بالصبر على طاعة اللّه وجاهد الكفار بالسيف وجاهد الشيطان بدفع وساوسه . والمجاهدة استفراغ الجهد بالضم اى الطاقة فى مدافعة العدو { فانما يجاهد لنفسه } لان منفعتها عائدة { ان اللّه لغنى عن العالمين } فلا حاجة به الى طاعتهم ومجاهدتهم وانما امرهم بها رحمة عليهم لينالوا الثواب الجزيل كما قال ( خلقت الخلق ليربحوا علىّ لا لاربح عليهم ) فالعاملون هم الفقراء الى اللّه والمحتاجون اليه فى الدارين وهو مستغن عنهم برى ذاتش از تهمت ضد وجنس ... غنى ملكش از طاعت جن وانس مر اورا سزد كبريا ومنى ... كه ملكش قد يسمت وذاتش غنى نه مستغنى از طاعتش بشت كس ... نه بر حرف اوجاى انكشت كس قال ابو العباس المشتهر بزروق فى شرح الاسماء الحسنى الغنى هو الذى لايحتاج الى شىء فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى افعاله اذ لا يلحقه نقض ولا يعتريه عارض ومن عرف انه الغنى استغنى به عن كل شىء ورجع اليه بكل شىء وكان له بالافتقار فى كل شىء وللتقرب بهذا الاسم تعلق باظهار الفاقة والفقر اليه ابدا ، قيل لابى حفص بما يلقى الفقير مولاه فقال فهل يلقى الغنى الا بالفقر قلت يلقاه بفقره حتى من فقره والا فهو مستعد بفقره ولذلك قال ابن مشيش رحمه اللّه للشيخ ابى الحسن لئن لقيته بفقرك لتلقينه بالاسم الاعظم وبتمام فقره له يصح غناه عن غيره فيكون متخلقا بالغنى . وخاصية هذا الاسم وجود العافية فى كل شىء فمن ذكره على مرض او بلاء اذهبه اللّه عنه وفيه سر للغنى ومعنى الاسم الأعظم لمن لم استأهل انتهى ، وفى الاحياء يستحب ان يقول بعد صلاة الجمعة ( اللهم ياغنى ياحميد يامبدىء يامعيد يارحيم ياودود اغننى بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك ) فيقال من داوم على هذا الدعاء غناه اللّه تعالى عن خلقه ورزقه من حيث لايحتسب ٧ { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن } [ هر آينه كنيم ] { عنهم سيآتهم } الكفر بالايمان والمعاصى بما يتعبها من الطاعات وتكفير الاسم ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة مالم يعمل ، قال بعضهم التكفير اذهاب السيئة وابطالها بالحسنة وسترها وترك العقوبة عليها { ولنجزينهم احسن الذى كانوا يعملون } اى احسن جزاء اعمالهم بان نعطى بواحد عشر او اكثر لاجزاء احسن اعمالهم فقط رسم باشد كز غنى جيزى رسد محتاج را ... والعمل الصالح عندنا كل ما امره اللّه فانه صار صالحا بامره ولو نهى عنه لما كان صالحا فليس الصلاح والفساد من لوازم الفعل فى نفسه ، وقالت المعتزلة ذلك من صفات الفعل ويترتب عليه الامر والنهى فالصدق عمل صالح فى نفسه يأمر اللّه تعالى به لذلك فعندنا الصلاح والفساد والحسن والقبح يترتب على الامر والنهى وعندهم الامر والنهى يترتب على الحسن والقبح ، واعلم ان كل مايفعله الانسان من الخير فاللّه تعالى يجازيه عليه ويجده عند اللّه حين يلقاء فمنفعة خيره تعود الى نفسه وان كان نفعه الى الغير بحسب الظاهر ، وفى صحيح مسلم عن ابى هريرة رضى اللّه عنه ( يابن آدم مرضت فلم تعدنى قال يارب كيف اعودك وانت رب العالمين قال اما علمت ان عبدى فلانا مرض فلم تعده اما علمت لو عدته لوجدتنى عنده . يابن آدم استطمتك فلم تطعمنى قال كيف اطعمك وانت رب العالمين قال اما علمت انه استطعمك فلان فلم تطعمه اما علمت انك لو اطعمته لوجدت ذلك عندى . يابن آدم استسقتيك فلم ستقنى قال يارب كيف اسقيك وانت رب العالمين قال استسقاك عبدى فلان فلم تسقه اما انك لو سقيته وجدت ذلك عندى ) ، قال بعضهم كنت فى طريق الحج فاعترض ثعبان اسود امام القافلة فاتحا فاه ومنع القوم من المرور فاخذت قربة ماء وسللت سيفى وتقدمت ووضعت فم القربة فى فيه فشرب ثم غاب فلما حججت ورجعت الى هذا المكان مع القافلة اخذنى النوم وذهبت القافلة وبقيت متحيرا فاذا بناقة مع ناقتى وقفت بين يدى فقالت لى قم واركب فركبت واخذت ناقتى وقت السحر ولحقنا القافلة فاشارت الى بالنزول فقلت باللّه الذى خلقك من انت قالت انا الاسود المعترض امام القافلة فانت دفعت ضرورتى وانا دفعت ضرورتك الآن هل جزاء الاحسان الا الاحسان باحسانى آسوده كردن دلى ... به از الف ركعت بهر منزلى كر ازحق نه توفيق خيرى رسد ... كى از بنده خيرى بغيرى رسد غم وشادمانى نماند وليك ... جزاى عمل ماند ونام نيك ٨ { ووصينا الانسان بوالديه حسنا } اى بايتاء والديه وايلائهما فعلا ذا حسن اى امرناه بان يفعل بهما مايحسن من المعاملات فان وصى ويجرى مجرى امر معنى وتصرفا غير نه يستعمل فيما كان فى المأمور به نفع عائد الى المأمور وغيره يقال وصيت زيدا بعمرو امرته بتعهده ومراعاته . والتوصية [ وصيت كردن ] ، قال الراغب الوصية التقدم الى الغير بما يعمل به مقترفات بوعظ { وان جاهداك } اى وقلنا له ان جاهداك : يعنى [ اكر كوشش نمايد والدين وجنك وجدل كنند بتو ] وان كان معنى وصينا وقلنا له افعل بهما حسنا فلا يضمر القول هنا { لتشرك بى } [ تاشرك آورى بمن وانباز كيرى ] { ماليس لك به } اى بالهيته على حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه { علم } عبر عن نفى الالهية بنفى العلم بها للايذان بان مالا يعلم صحته لايجوز اتباعه وان لم يعلم بطلانه فكيف بما علم بطلانه { فلاتطعهما } فى ذلك فانه لاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق كما ورد فى الحديث ويدخل فيه الاستاذ والامير اذا امرا بغير معروف وهو ما انكره الشارع عليه { الىّ مرجعكم } مرجع من آمن منكم ومن اشرك ومن بر بوالديه ومن عق { فانبئكم بما كنتم تعملون } عبر عن اظهاره بالتنبئة لما بينهما من الملابسة فى انهما سببان للعلم اى اظهر لكم على رؤس الاشهاد واعلمكم أى شىء كنتم تفعلون فى الدنيا على الاستمرار وارتب عليه جزاءه اللائق به ٩ { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم فى الصالحين } اى فى زمرة الراسخين فى الصلاح ولنحشرتهم معهم وهم الانبياء والاولياء وكل من صلحت سريرته مع اللّه والكمال فى الصلاح منتهى درجات المؤمنين وغاية مأمول الانبياء والمرسلين روى ان سعد بن مالك وهو سعد بن ابى وقاص رضى اللّه عنه من السابقين الاولين لما اسلم او حين هاجر كما فى التكملة قالت له امه حمنة بنت ابى سفيان بن امية ياسعد ماهذا الذى قد احدثت لتدعن دينك اولا انتقل من الضح الى الظل ولا آكل ولا اشرب حتى اموت فتعير بى فيقال ياقاتل امه فلبثت ثلاثة ايام كذلك حتى جهدت اى وقعت فى الجهد والمشقة بسبب الجوع فقال سعد واللّه لو كان لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما كفرت فلكى وان شئت فلا تأكلى فلما رأت ذلك اكلت فامره اللّه تعالى ان يحسن اليها ويقوم بامرها ويسترضيها فيما ليس بشرك ومعصية ويعرض عنها ويخالف قولها فيما انكره الشارع : قال الشيخ سعدى قدس سره جون نبود خويش را ديانت وتقوى ... قطع رحم بهتر از مودت قربى وفى هدية المهدبين يجب على المرء نفقة الابوين الكافرين وخدمتهما وزيارتهما وان خاف من ان يجلباه الى الكفر ترك زيارتهما ويقود بهما زوجته لو كان كل منهما فاقد البصر من البيعة الى البيت لا العكس لان الذهاب اليها معصية والى البيت لا ومنه يعلم ان الذمى اذا سأل مسلما عن طريق البيعة لايدله عليه ، سئل ابراهيم بن ادهم رحمه اللّه عن طريق بيت السلطان فارشده الى المقابر فضربه الجندى وشجه ثم عرفه واستعفاه فقال كنت عفوت عنك فى اول ضربة وقلت اضرب رأسا ظالما عصى اللّه كذا فى البزازية ، قال الامام الغزالى رحمه اللّه اكثر العلماء على ان طاعة الوالدين واجبة فى الشبهات ولم تجب فى الحرام المحض لان ترك الشبهة وردع ورضى الوالدين حتم اى اجب . ويجيب اذا كان فى صلاة النافلة دعاء امه دون دعوة ابيه اى يقطع صلاته ويقول لبيلك مثلا ، وقال الطحاوى مصلى النافلة اذا ناداه احد ابويه ان علم انه فى الصلاة وناداه لابأس بان لايجيبه وان لم يعلم يجيبه واما مصلى الفريضة اذا دعاه احد ابويه لايجيبه مالم يفرغ من صلاته الا ان يستغيثه لشىء لان قطع الصلاة لايجوز الا لضرورة وكذلك الاجنبى اذا خاف ان يسقط من سطح او تحرقه النار او يغرق فى الماء وجب عليه ان يقطع الصلاة وان كان فى الفريضة وكذا لو قال له كافر اعرض علىّ الاسلام او سرق منه الدراهم او فارت قدرها او خافت على ولدها الفرض والنفل فيه سواء كما فى البزازية ، قال فى شرح التحفة لايفطر فى النافلة بعد الزوال الا اذا كان فى ترك الافطار عقوق الوالدين ولا يتركهما لعزو او حج او طلب علم نفل فان خدمتهما افضل من ذلك وفى الخبر ( يسأل الولد عن الصلاة ثم عن حق الوالدين وتسأل المرأة عن الصلاة ثم عن حق الزوج ويسأل العبد عن الصلاة ثم عن حق المولى فان اجاب تجاوز عن موقفه الى موقف آخر من المواقف الخمسين والاعذب فى كل موقف الف سنة ودعاء الوالدين على الولد لايردّ ) وقوله عليه السلام ( دعاء على محبوبه خير بالنسبة الى غيرهما ) كما فى المقاصد الحسنة ، سأل الزمخشرى بعض العلماء عن سبب قطع رجله قال امسكت عصفورا فى صباى وربطته بخيط فى رجله وافلت من يدى ودخل فىخرق فجذبته فانقطت رجله فتألمت والدتى وقالت قطع اللّه رجل الا بعد كما قطعت رجله فلما رحلت الى بخارى لطلب العلم سقطت من الدابة فانكسرت رجلى وقيل اصابه البرد فى الطريق فسقطت رجله وكان يمشى بخشب كذا فى روضة الاخبار ، ويجب على الابوين ان لايحملا الولد على العقوق بسبب الجفاء وسوء المعاملة ويعيناه على البر . فمن البر وهما حيان ان ينفق عليهما ويمتثل امرهما فى الامور المشروعة ويجامل فى معاملتهما . ومن البر بعد موتهما التصدق لهما وزيارة قبرهما فى كل جمعة والدعاء لهما فى ادبار الصلاة وتنفيذ عهودهما ووصاياهما ونحو ذلك وفى التأويلات { ووصينا الانسان بوالديه حسنا } يشر الى تعظيم الحق تعالى وعظم شأنه وعزة الانبياء واعزازهم وعرفان قدر المشايخ واكرامهم لان الامر برعاية حق الوالدين المعنيين احدهما انهما كانا سبب وجود الولد والثانى ان لهما حق التربية فكلا المعنيين فى انعام الحق تعالى على العباد حاصل باعظم وجه واجل حق منهما لان حقهما كان مشوبا بحظ نفسهما وحق الحق تعالى منزه عن الشوب انهما وان كانا سبب وجود الولد لم يكونا مستقلين بالسببية بغير الحق تعالى وارادته لانهما كانا فى السببية محتاجين الى مشيئته وارادته بان يجعلهما سببا لوجود الولد فان الولد لايحصل بمجرد تسببهما بالنكاح بل يحصل بموهبة اللّه تعالى كما فى تعالى { يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور } الآية فالسبب الحقيقى فى ايجاد الولد هو اللّه تعالى فان شاء يوجده بواسطة تسبب الوالدين وان شاء بغير تسببهما كايجاد آدم عليه السلام واما التربية اليهما وحقيقة التربيى فاه رب كل شىء ومربيه والى الوالدين مجازية لان صورة التربية اليهما وحقيقة التربية الى اللّه تعالى كما ربى نطف الولد فى الرحم حتى جعله علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كساه اللحم ثم انشأه خلقا آخر فاللّه تبارك وتعالى اعظم قدرا فى رعاية حقوقه بالعبودية من رعاية حق الوالدين لاحسان وان الواجب على العبد ان يخرج من عهده حق العبودية بالاخلاص اولا ثم يحسن بالوالدين كما قال تعالى { وقضى رك ان لاتبعدوا الا اياه وبالوالدين احسانا } واما النبى والشيخ فكانا سبب الولادة الثانية بالقاء نظفة النبوة والولاية فى رحم قلب الامة والمريد وتربيتها الى ان يولد الولد عن رحم القلب فى عالم الملكوت كما اخبر النبى عليه السلام رواية عن عيسى عليه السلام انه قال ( لن يلج ملكوت السموات والارض الام من يولد مرتين ) وكان سبب ولادته فى عالم الارواح واعلى عليين القرب والولدان كانا سبب ولادته فى عالم الاشباح واسفل سافلين البعد ولهذا السر كان يقول النبى صلّى اللّه عليه وسلّم ( انما انا لكم كالوالد لولده ) وقد كانت ازواجه امهات للامة وقد قال عليه السلام ( الشيخ فى قومه كالنبى فى امته ) ولما كان اللّه تعالى فى الاحسان العميم بالعبد والامتنان القديم الذى خصمه به قبل وبعد احق واولى برعاية حقوقه عن والديه قال تعالى { وان جاهداك لتشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعهما } وفيه اشارة الى ان المريد الصادق والطالب العاشق اذا تمسك بذيل ارادة شيخ كامل ودليل واصل بصدق الارادة وعشق الطلب بعد خروجه عن الدنيا بتركها بالكلية عن جاهها ومالها وقد سعى بقدر الوسع فى قطع تعلقات تمنعه عن السير الى اللّه متوجها الى الحضرة بعزيمة كعزيمة الرجال فان كان له الولدان هما بمعزل عما يهيجه من الصدق المحبة فهما بجهلهما عن حال الولد يمنعان عن صحبة الشيخ وطلب الحق بالاعراض ويقبلان به الى الدنيا ويرغبانه فى طلب جاهها ومالها ويحثان على التزويج فى غير اوانه فالواجب على المريد ان الا يطيعهما فى شىء من ذلك فان ذلك بالكلية طاغوت وقته وعليه ان يشرك باللّه لجهلهما بحاله وحال انفسهما وانه يريد ان يخرج عن عهدة العبودية الخالصة لربه كما قضى ربه ان لايعبد لا اياه ولايعبد مادونه من الدنيا والآخرة ومافيهما وما يعلمان انهما من عبدة الهوى وانهما يدعوانه الى عبادة غير اللّه فالواجب عليه ان لايطعيهما فى ذلك ولكن عليه ان يردهما باللطف ولايزجرهما بالعنف الى ان يخرج عن عهدة ماقضى ربه من العبودية بالاخلاص ثم الواجب عليه ان يحسن اليهما ويسمع كلامهما ويطيعهما فيما لايقطعه عن اللّه على وقف امره ثم اوعد الجميع بالمرجع اليه فاقل { الىّ مرجعكم فانبئكم } ايها الولد والولدان { بما كنتم تعملون } من العبادة الخالصة لله ومن عبادة الهوى على لسان جزائكم ليقول لكم ان مرجعكم عبدة الهوى الهاوية { والذين آمنوا } بمحبة الحق { و } طلبوه بان { عملوا الصالحات } اى اعمالا تصلح للسير الى اللّه والوصل الى حضرة جلاله { لندخلنهم فى الصالحين } اى نجعل مدخلهم مقام الانبياء والاولياء بجذبات العناية تفهم ان شاء اللّه تعالى وتؤمن به ١٠ { ومن الناس } مبتدأ باعتبار مضمونه اى وبعض الناس والخبر قوله { من يقول آمنا باللّه فاذا اوذى فى اللّه } اى فى شأنه تعالى بان عذبهم الكفرة على الايمان وهو مجهول آذى يؤذى اذى واذية ولا تقل ايذا كما فى القاموس والاذى مايصل الى الانسان من ضرر اما فى نفسه اوفى جسمه او فى قنايته دنيويا كان او اخرويا { جعل فتنة الناس } اى مايصيبه من اذيتهم والفتنة الامتحان والاختبار تقول فتنت الذهب اذا ادخلته النار لتظهر جودته من رداءته واطلقت على المحنة لانها سبب نقادة القلب { كعذاب اللّه } فى الآخرة فى الشدة والهول ويستولى عليه خوف البشرية اذ من لم يكن فى حماية خوف اللّه وخشيته يفترسه خوف الحق فيساوى بين العذابين فيخاف العاجل الذى هو ساعة ويهمل الآجل الذى هو باق لاينقطع فيرتد عن الدين ولو علم شدة عذاب اللّه وان لاقدر لعذاب الناس عند عذابه تعالى لما ارتد لو قطع اربا اربا ولماخاف من الناس ومن عذابهم وفى الحديث ( من خاف اللّه خوّف اللّه منه كل شىء ومن لم يخف اللّه يخوفه فى كلى شىء ) ، وقال بعضهم جعل فتنة الناس فى الصرف عن الايمان كعذاب اللّه فى الصرف عن الكفر : يعنى [ ترك ايمان كند ازخوف عذاب خلق جنانكه ترك كفرى بايدكرد ازخوف خداى تعالى ] { ولئن جاء نصر من ربك } اى فتح وغنيمة للمؤمنين فالآية مدنية { ليقولن } بضم اللام نظرا الى معنى من كما ان الافراد فيما سبق بالنظر الى لفظهما { انا كنا معكم } اى متابعين لكم فى الدين فاشركونا فى الغنم وهم ناس من ضعفة المسلمين كانوا اذا مسهم اذى من الكفار وافقوهم وكانوا يكتمونه من المسلمين فرد عليهم ذلك بقوله { أوليس اللّه باعلم بما فى صدور العالمين } اى باعلم منهم بما فى صدورهم من الاخلاص والنفاق حتى يفعلوا مايفعلون من الارتداد والاخفاء وادعاء كونهم منهم لنيل الغنيمة : وبالفارسية [ آيانيست خداى تعالى داناتر ازهمه دانايان بآنجه درسينه عالميانست از صفاى اخلاص وكدورت نفاق ] ١١ { وليعلمن اللّه الذين آمنوا } بالاخلاص { وليعملن المنافقين } سواء كان نفاقهم باذية الكفرة اولا اى ليجزيهم على الايمان والنفاق فان المراد تعلق علمه تعالى بالامتحان تعلقا حاليا يبتنى عليه الجزاء كما سبق فجوهر الايمان والنفاق المودع فى القلب انما يظهر بالصبر او بالتزلزل عند البلاء والمحنة كما ان عيار النقدين يظهر بالنار بشكل وهيآت انسان زره مروزنهار ... توان بصبر وتحمل شناخت جوهر مرد اكرنه باك بود ازبلانخواهد جست ... وكردر اصل بود باك صبر خواهد كرد وفى الآية تنبيه لكلم مسلم ان يصبر على الاذى فى اللّه ، وحقيقة الايمان نور اذا دخل قلب المؤمن لاتخرجه اذية الخلق بل يزيد بالصبر على اذاهم والتوكل على اللّه فاه نور حقيقى اصلى ذاته لايتكدر بالعوارض كنور الشمس والقمر فانهما اذا طلعا يزداد نورهما بالارتفاع ولايقدر احد ان يطفىء نورهما وكنور الحجر الشفاف المضيىء بالليل فانه لايقبل الانطفاء مثل الشمعة لان نوره اصلى ونور الشمعة عارضى ثم ان فى المحن والاذى تفاوتا فمن كانت محنته بموت قريب من الناس او فقد حبيب من الخلق او نحوه فحقير قدره وكثير من الناس مثله ومن كانت محنته لله وفى اللّه فعزيز قدره وقليل مثله وقد كان كفار مكة يؤذون النبى عليه الصلاة والسلام بانواع الاذى فيصبر وقد قال ( ماوذى نبى مثل ماوذيت ) عاشق ثابت قدم آنكس بودكز كوى دوست ... رونكرداند اكر شمشير بارد بر شرس ١٢ { وقال الذين كفروا للذين آمنوا } اللام للتبليغ اى قال كفار مكة مخاطبين للمؤمنين استمالة ليرتدوا { اتبعوا سبيلنا } اى اسلكوا طريقتنا التى نسلكها فى الدين عبر عن ذلك بالاتباع الذى هو المثنى خلف ماش آخر تنزيلا للمسلك منزلة السالك فيه { ولنحمل خطاياكم } اى ان كان لكم خطيئة تؤاخذون عليها ان كان بعث ومؤاخذة كما تقولون اى لابعث ولا مؤاخذة وان وقع فرضا نحمل آثامكم عنكم وهى جمع خطيئة من الخطأ وهو العدول عن الجهة فرد اللّه عليهم بقوله { وماهم بحاملين من خطاياهم من شىء } اى والحال انهم ليسوا بحاملين شيأ من خطاياهم التى التزموا ان يحلموها كلها على ان من الاولى للتبين والثانية مزيدة للاستغراق { انهم لكاذبون } فى دعوى الحمل بانهم قادرون على انجاز ماوعدوا ١٣ { وليحملن } اى هؤلاء القائلون { اثقالهم } اى ذنوبهم التى عملوها وذلك يوم القيامة جمع ثقل بالكسر وسكون القاف كحمل واحمال والثقل والخفة متقابلان وكل مايترجع على مايوزن به او يقدر به يقال هو ثقيل واصله فى الاجسام ثم يقال فى المعانى اثقله الغرم والوزر ، قال الراغب اثقالهم اى آثامهم التى تثقلهم وتثبطهم عن الثواب { واثقالا } آخر { مع اثقالهم } وهى اثقال الاضلال فيعذبون بضلال انفسهم واضلال غيرهم من ان ينقص من اثقال من اضلوه شىء ما اصلا فتكون اثقال المضلين زائدة على اثقال الضالين لان من دعا الى ضلالة فاتبع فعليه حمل اوزار الذين اتبعوه وكذا من سن سنة سيئة كما ورد فى الحديث : وفى المثنوى هركه بنهد سنت بد اى فتى ... تا در افتد بعد او خلق ازعمى جمع كردد بروى آن جمله بزه ... كوسرى بودست وايشان دم غزه { وليسألن يوم القيامة } سؤال تقريع وتبكيت لم فعلوه ولأى حجة ارتكبوه { عما كانوا يفترون } اى يختلقونه فى الدنيا من الاكاذيب والاباطيل التى اضلوا بها ومن جملتها كذبهم هذا ويدخل فى هذا بعض الجهلة حيث يقول لمثله افعل هذا وائمة فى عنقى ثم التعبير عن الخطايا بالاثقال للايذان بغاية ثقلها : قال الشيخ سعدى قدس سره مرو زير باركناه اى بسر ... كه حمال عاجز بود در سفر يعنى ان الحمال يعجز عن حمل الثقيل خصوصا اذا كان المنزل بعيدا وفى الطريق عقبات . ثم ان الخطايا على تفاوت الثقل وفى الخبر ( التهمه على البريىء انقل من سبع سمات وسبع ارضين واثقل من جميع الموجودات ) جبل الوجود والانانيات كما ورد ( وجودك ذنب لايقاس عليه ذنب آخر ) جمعست خيرها همه در خانه ونيست ... آن خانه را كليد بغير از فروتنى شرها بيدن قياس بيكاخانه داست جمع ... وانرا كليد نيست بجزمائى ومنى وكمال ان عذاب الاظلال والحمل على الكفر والمعاصى اشد فكذا عذاب افساد استعداد الغير وحمله على الانكار ومنعه عن سلوك طريق الحق ومثل هذا الافساد اشد من الزنى لان فى الزنى يهلك الولد الصورى لبقائه بلا والد وفى الافساد يهلك الولد المعنى لبقائه بلا فيض وفساد المعنى اشد من فساد الصورة ، ففى الآية اشارة الى حال ارباب الالحاد والدعوى مع من يتبعهم ممن لايفرق بين الفساد والصلاح والبقاء والهلاك اللهم اجعلنا من الثابتين على الطريق القويم ١٤ { ولقد ارسلنا } للدعوة الى التوحيد وطريق الحق من قبل ارسالنا ايا يامحمد { نوحا } واسمه عبدالغفار كما ذكره السهيلى رحمه اللّه فى كتاب التعريف والشاكر كما ذكره ابو الليث فى البستان . وسمى نوحا لكثرة نوحه وبكائه من خوف اللّه ولد بعد مضى الف وستمائة واثنتين واربعين سنة من هبوط آدم عليه السلام وبعثد عند الاربعين { الى قومه } وهم اهل الدنيا كلها . والفرق بين عموم رسالته وبين عموم رسالة نبينا عليه السلام ان نبينا عليه السلام مبعوث الى من فى زمانه والى من بعده الى يوم القيامة بخلاف نوح فانه مرسل الى جميع اهل الارض فى زمانه لابعده كما فى انسان العيون وهو اول نبى بعث الى عبدة الاصنام لان عبادة الاصنام اول ماحدثت فى قومه فارسله اللّه اليهم ينهاهم عن ذلك وايضا اول نبى بعث الى الاقارب والاجانب واما آدم فاول رسول اللّه الى اولاده بالايمان به وتعليم شرائعه وهو اى نوح عليه السلام ابونا الاصغر وقبره بكرك بالفتح من ارض الشام كما فى فتح الرحمن { فلبث فيهم } بعد الارسال ولبث بالمكان اقام به ملازما له { الف سنة } الالف العدد المخصوص سمى بذلك لكون الاعداد فيه مؤلفة فان الاعداد اربعة آحاد وعشرات ومئون والوف فاذا بلغ الالف فقد ائتلف وما بعده ويكون مكررا قال بعضهم الالف فى ذلك لانه مبدأ النظام والسنة اصلها سنهة لقولهم سانهت فلانا اى عاملته سنة فسنة وقيل اصلها من الواو لقولهم سنوات والهاء للوقف { الا خمسين عاما } العام كالسنة لكن كثيرا ماتستعمل السنة فى الحول الذى فيه الشدة والجدب ولهذا يعبر عن الجدب بالسنة والعام فميا فيه الرخاء وفى كون المستثنى منه بالسنة والمستثنى بالعام لطيفة وهى ان نوحا عاش بعد اغراق قومه ستين سنة فى طيب زمان وصفاء عيش وراحة بال وقيل سمى السنة عاما لعموم الشمس فى جميع بروجها والعوم السباحة ويدل على معنى العوم قوله تعالى { كل فى فلك يسبحون } ومعنى الآية فلبث بين اظهرهم تسعمائة وخمسين عاما يخوفهم من عذاب اللّه ولا يلتفتون اليه وانما ذكر الالف تخييلا لطول المدة الى السامع اى ليكون افخم فى اذنه ثم اخرج مها الخمسون ايضاحا لمجموع العدد فان المقصود من القصة تسلية رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم وتثبيته على مايكايد من الكفرة : يعنى [ ايراد قصه نوح بجهت تسليه سيد انام است وتثبيت بركشيدن اذى ازقوم وتهديديكزبان بذكر طوفان يعنى نوح نهصد وبنجاه سال جفاى قوم كشيد وهمجنان دعوت ميفرمود وكسى نمى كرويد ] الا القليل الذين ذكرهم فى قوله { وما آمن معه الا قليل } فاذن له فى الدعاء فدعا عليهم بالهلاك { فاخذهم الطوفان } اى عقيب تمام المدة المذكورة فغرق من فى الدنيا كلها من الكفار . والطوفان يطلق على كل مايطوف بالشىء ويحيط به على كثرة وشدة وغلبة من السيل والريح والظلام والقتل والموت والطاعون والجدرى والحصبة والمجاعة وقد غلب على طوفان الماء وقد طاف الماء ذلك اليوم بجميع الارض { وهم ظالمون } اى والحال انهم مستمرون على الظلم والكفر لم يستمعوا الى داعى الحق هذه المدة المتمادية ١٥ { فانجيناه } اى نوحا من الغرق والابتلاء بمشاق الكفرة { واصحاب السفينة } اى ومن ركب معه فيها من اولاده واتباعه وكانوا ثمانين ذكورا واناثا ، قال الكاشفى يعنى [ هركه باوى بود از مؤمنان وهرجه در سفينه بود از انواع جانوران ] والسفينة من سفنه يسفنه قشره ونحته كانها تسفن الماء اى تقشره فهى فعليه بمعنى فاعلة { وجعلناها } اى السفينة او القصة { آية للعالمين } اى عبرة لمن بعدهم من الا هالى يتعظون بها او دلالة يستدلون بها على قدرة اللّه ، قال ابو الليث فى تفسيره وقد بقيت السفينة على الجودى الى قريب من وقت خروج النبى عليه السلام وبين الطوفان والهجرة الشريفة ثلاثة آلاف وتسعمائة واربع وسبعون سنة على ما فى فتح الرحمن وكان ذلك علامة وعبرة لمن رآها ولمن لم يرها لان الخبر قد بلغه ، وقال بعضهم سفينة نوح او سفينة فى الدنيا فابقيت السفن آية وعبرة للخلائق وعلامة من سفينة نوح وهو قوله تعالى { ولقد تركناها آية } روى ان نوحا بعث على رأس الاربعين ودعا قومه تسعمائة وخمسين عاما وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا وذلك من اولاده حام وسام ويافث لانهم لما خرجوا من السفينة ماتوا كلهم الا اولاد نوح كما فى البستان فيكون عمره الفا وخمسين عاما وهو اطول الانبياء عمرا ومن ذلك قيل له كبير الانبياء وشيخ المرسلين وهو اول من تنشق عنه الارض بعد نبينا عليه السلام ، قال الكاشفى [ ملك الموت بوقت قبض روح ازوى برسيدكه اى درازترين بيغمبران از جهت عمر دنيارا جون يافتى فرمودكه يافتم مانند خانه كه دودر داشته باشد از يكى در آيند واز ديكرى بيرون روند ] كر عمر توعمر نوح ولقمان باشد ... آخر بروى جنانكه فرمان باشد در بودن دنيا وبرون رفتن ازو ... يكروز وهزار سال يكسان باشد قيل ألا انما الدنيا كظل سحابة ... اظلتك يوما ثم عنك اضمحلت فلاتك فرحانا بها حين اقلبت ... ولاتك جزعانا بها حين ولت قال الحسن افضل الناس ثوابا يوم القيامة المؤمن المعمر ، وعن عبيد بن خالد رضى اللّه عنه ان النبى عليه السلام آخى بين الرجلين فقتل احدهما فى سبيل اللّه ثم مات الآخر بعده بجمعة او نحوها فصلوا عليه فقال عليه السلام ( ماقلتم ) قالوا دعونا اللّه ان يغفر له ويرحمه ويلحقه بصاحبه فقال عليه السلام ( فاين صلاته بعد صلاته وعمله بعد عمله ) او قال ( صيامه بعد صيامه لما بينهما ابعد مما بين السماء والارض فطوبى لمن طال عمره وحسن عمله ) والفيض الحاصل للامة المتقدمة فى المدة المتطاولة حاصل لهذه الامة فى المدة القصيرة لكمال الاستعداد الفطرى فلا ينبغى للمرء ان يتمنى اعمال القرون الاولى فان السبعين عمر طويل والمائة اطول بلى يتمنى كثرة المدد والخلاص من يد النفس الامارة فانه اذا لم تصلح النفس فلا يغنى طول العمر عن قهر اللّه شيأ وصلاحها استعمال احكام الشريعة التى اشارت اليها السفينة فكما ان السفينة تنجى راكبها فكذا الشريعة تنجى عاملها وهى دلالة للناس الى يوم القيامة تدل بظاهرها الى طريق الجنة وبباطنها الى طريق القربة والوصلة فبعبارتها نور واشارتها سرور واهل الاشارة مقربون والمتقربون اليهم متخلصون : قال الحافظ يار مردان خدا باش كه در كشتىء نوح ... هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا فليجدّ من وقع فى طوفان نفسه حتى يجد الخلاص واليه الملجأ والمناص ١٦ { وابراهيم } نصب بالعطف على نوحا اى ولقد ارسلنا ابراهيم ايضا من قبل ارسالنا اياك يامحمد { اذ قال } نصب باذكر المقدر هكذا الهمت اى اذكر لقومك وقت قوله { لقومه } وهم اهل بابل ومنهم نمرود { اعبدوا اللّه } وحده { واتقوه } ان تشركوا به شيأ { ذلكم } اى ماذكر من العباد والتقوى { خير لكم } مما انتم عليه من الكفر ومعنى التفضيل مع انه لاخير فيه قطعا باعتبار زعمهم الباطل { ان كنتم تعلمون } اى الخير والشر وتميزون احدهما عن الآخر ١٧ { انما تعبدون من دون اللّه اوثانا } هى فى نفسها تماثيل مصنوعة لكم ليس فيها وصف غير ذلك جمع وثن ، قال بعضهم الصنم هو الذى يؤلف من شجر او ذهب او فضة فى صورة الانسان والوثن هو الذى ليس كذلك بل كان تأليفه من حجارة وفى غير صورة الانسان { وتخلقون افكا } ، قال الراغب الخلق لايستعمل فى كافة الناس الا على وجهين احدهما فى معنى التقدير والثانى فى الكذب انتهى يقال خلق واختلق اى افترى لسانا او يدا كنحت الاصنام كما فى كشف الاسرار . والافك اسوأ الكذب وسمى الافك كذبا لانه مأفوك اى مصروف عن وجهه . والمعنى وتكذبون كذبا حيث تسمونها آلهة وتدعون انها شفعائكم عند اللّه وهو استدلال على شرارة ماهم عليه من حيث انه زور وباطل ثم استدل على شرارة ذلك من حيث انه الا يجدى بطائل فقال { ان الذين تعبدون من دون اللّه لايملكون لكم رزقا } يقال ملكت الشىء اذا قدرت عليه ومنه قول موسى لا املك الا نفسى واخى اى لاقدر الا على نفسى واخى ورزقا مصدر وتنكيره للتقليل . والمعنى لا يقدرون على ان يرزقوكم شيأ من الرزق { فابتغوا } فاطلبوا { عند اللّه الرزق } كله فانه القادر على ايصال الرزق { واعبدوه } وحده { واشكروا له } على نعمائه متوسلين الى مطالبكم بعبادته مقيدين للنعمة بالشكر ومستعجلين للمزيد ، قال ابن عطاء اطلبوا الرزق بالطاعة والاقبال على العبادة ، وقال سهل اطلبوا الرزق فى التوكل لافى الكسب وهذا سبيل العوام { اليه } لا الى غيره { ترجعون } تردون بالموت ثم البعث فافعلوا مامرتكم به ١٨ { وان تكذبوا } اى وان تكذبونى فيما اخبرتكم به من انكم اليه ترجعون { فقد كذب امم من قبلكم } تعليل للجواب اى فلا تضروننى بتكذيبكم فان من قبلكم من الامم قد كذبوا من قبلى من الرسل وهم شيت وادريس ونوح فما ضرهم تكذيبهم شيأ وانما ضر انفسهم حيث تسبب لما حل بهم من العذاب فكذا تكذيبهم { وما على الرسول الا البلاغ المبين } اى التبليغ الذى لايبقى معه شك وما عليه ان يصدق ولا يكذب البتة وقد خرجت عن عهدة التبليغ بما لامزيد عليه فلا يضرنى تكذيبكم بعد ذلك اصلا وكل احد بعد ذلك مأخوذ بعمله ، قال فى الاسئلة المقحمة معنى البلاغ هو القاء المعنى الى النفس على سبيل الافهام وان لم يفهم السامع فقد حصل منى ذلك الابلاغ والاسماع والافهام من اللّه تعالى بيش وحى حق اكر كرسرنهد ... كبريا از فضل خود سمعش دهد جزمكر جانى كه شدبى نور وفر ... همجو ماهى كنك بد از اصل كر وفى الآية تسلية للرسول عليه السلام ودعاء له الى الطبر وزجر لمخالفيه فيما فعلوا من التكذيب والجحود فعلى المؤمن الطاعة والتقوى وقبول وصية الملك الاقوى فان التقوى خير المزاد يوم التلاق وسبب النجاة وجالبة الارزاق واعظم اسباب التقوى التوحيد وهو اساس الايمان ومفتاح الجنان ومغلاق النيران روى ان عمر رضى اللّه عنه مر بعثمان رضى اللّه عنه وسلم عليه فلم يرد سلامه فشكا الى ابى بكر رضى اللّه عنه فقال لعله لعذر ثم ارسل الى عثمان وسأل عن ذلك فقال لم اسمع كلامه فانى كنت فى امر وهو انا صاحبنا النبى زمانا فلم نسأل عما تفتح به الجنان وتغلق ابواب النيران فقال ابو بكر رضى اللّه عنه سألت عن ذلك من النبى صلّى اللّه عليه وسلّم فقال ( هى الكلمة التى عرضتها على عمى ابى طالب فابى لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه ) وذكر اللّه اكثر الاشياء تأثيرا فاذكروا اللّه ذكرا كثيرا ، قال السرى رحمه اللّه صحبت زنجيا فى البرية فرأيته كلما ذكر اللّه تغير لونه وابيض فقلت ياهذا أرى عجبا فقال ياأخى اما انك لو ذكرت اللّه تغيرت صفتك ، قال الحكيم الترمذى رحمه اللّه ذكر اللّه يرطب اللسان فاذا خلا عن الذكر اصابته حرارة النفس ونار الشهوة فتعس ويبس وامتنعت الاعضاء عن الطاعة كالشجرة اليابسة لا تصلح الا للقطع وتصير وقود النار وبالتوحيد تحصل الطهارة التامة عن لوث الشرك والسوى فالنفس تدعو مع الشيطان الى اسفل السافلين واللّه تعالى يدعو بلسان نبيه الى اعلى عليين وقد دعا الانبياء كلهم فقبحوا الاوثان والشرك والدنيا وحسنوا عبادة اللّه والتوحيد والاخرى ورغبوا الى الشكر والطاعة فى الدنيا التى هى الساعة بل كلمح البصر لايرى لها اثر ولا يسمع لها خبر فالعاقل يستمع الى الداعى الحق ولايكذب الخبر الصدق فيصل بالتصديق والقبول والرضى الى الدرجات العلى والراحة العظمى مده براحت فانى حيات باقى را ... بمحنت دوسه روز ازغم ابد بكريز ١٩ { أولم يرو كيف يبدىء اللّه الخلق } اعتراض بين طرفى قصة ابراهيم عليه السلام لتذكير اهل مكة وانكار تكذيبهم بالبعث مع وضوح دليله والهمزة لانكار عدم رؤيتهم الموجب لتقريرها والواو للعطف على مقدر وابداء الخلق اظهارهم من العدم الى الوجود ثم من الوجود الغيبى الى الوجود العينى ، قال الامام الغزالى رحمه اللّه الايجاد اذا لم يكن مسبوقا بمثله يسمى ابداء وان كان مسبوقا بمثله يسمى اعادة واللّه تعالى بدأ خلق الانسان ثم هو يعيدهم اى يرجعهم ويردهم بعد العدم الى الوجود ويحشرهم والاشياء كلها منه بدت واليه تعود . ومعنى الآية ألم ينظروا اى اهل مكة وكفار قريش ولم يعلموا علما جاريا مجرى الرؤية فى الجلاء والظهور كيفية خلق اللّه ابتداء من مادة ومن غير مادة اى قد علموا { ثم يعيده } اى يرده الى الوجود عطف على أولم يروا لا على يبدأ لعدم قوع الرؤية عليه فهو اخبار بانه تعالى يعيد الخلق قياسا على الابداء وقد جوز العطف على يبدأ بتأويل الاعادة بانشائه تعالى كل سنة مانشأه فى السنة السابقة من النبات والثمار وغيرهما فان ذلك مما يستدل به على صحة البعث ووقوعه من غير ريب : قال الشيخ سعدى قدس سره بامرش وجود از عدم نقس بست ... كه داند جزاو كردن از نيست هست دركرره بكتم عدم در برد ... واز آنجا بصحراى محشر برد { ان ذلك } اى ماذكر من الاعادة { على اللّه يسير } سهل لانصب فيه : وبالفارسية [ آسانست ] اذ لايفتقر فى فعله الى شىء من الاسباب ٢٠ { قل } يامحمد لمنكرى البعث { سيروا فى الارض } سافروا فى اقطارها { فانظروا كيف بدأ الخلق } خلقهم ابتداء على كثرتهم مع اختلاف الاشكال والافعال والاحوال { ثم اللّه ينشىء النشأة الآخرة } يقال نشأ نشأة حيى وربا وشب ، قال الراغب الانشاء ايجاد الشىء وتربيته واكثر مايقال ذلك فى الحيوان انتهى والنشأة مصدر مؤكد لينشىء بحذف الزوائد والاصل الانشاءة او بحذف العامل اى ينشىء فينشأون النشأة الآخرة كما فى قوله تعالى { وانبتناها نباتا حسنا } اى فنبتت نباتا حسنا والنشأة الآخرة هى النشأة الثانية هى نشأة القيام من القبور والجملة معطوفة على جملة سيروا فى الارض داخلة معها فى حيز القول وعطف الاخبار على الانشاء جائز فيما له محل من الاعراب وانما لم تعطف على قوله بدأ الخلق لان النظر غير واقع على انشاء النشأة الاخرى فان الفكر يكون فى الدليل لا فى النتيجة . والمعنى ثم اللّه يوجد الايجاد الآخر ويحيى الحياة الثانية اى بعد النشأة الاولى التى شاهدتموها وهى الابداء فانه والاعادة نشأتان من حيث ان كلا اختراع واخراج من العدم الى الوجود : وبالفارسية [ بس اللّه باز فردا بآفرينش بسين خلق را زنده كند وظاهر كرداند آفريدن ديكررا ملخص سخن آنست كه جون بديديد وبدانستيد كه خالق همه در ا بتداء اللّه است حجت لازم شود برشما دراعات وبضرورت دانيد آنكه مبدىء خلائق است ميتواند آنكه سعيد ايشان باشد ] { ان اللّه على كل شىء قدير } لان قدرته لذاته ونسبة ذاته الى كل الممكنات على سواء فيقدر على انشأة الآخرة كما قدر على النشأة الاولى ٢١ { يعذب } اى بعد النشأة الآخرة { من يشاء } ان يعذبه وهم المنكرون لها { ويرحم من يشاء } ان يرحمه وهم المصدقون بها وتقديم التعذيب لما ان الترهيب انسب بالمقام من الترغيب { واليه } تعالى لا الى غيره { تقلبون } تردون بالعبث فيفعل بكم مايشاء من التعذيب والرحمة مجازاة على اعمالكم ، قال الكاشفى [ دركشف الاسرار آورده كه عذابش ازروى عدلست ورحمتش ازراه فضل بس هركرا خواهد باوى عدل كند از بيش براند وآنراكه خواهد باوى فضل نمايد بلطف خويش بخواند ] اكر رانى زراه عدل رانى ... وكر خوانى زروى فضل خوانى مراباراندن وخواندن جه كارست ... اكر خوانى وكررانى تودانى [ درزاد المسير آورده كه عذاب بزشت خوييست ورحمت بخوش خلقى . ونزد ببعضى عذاب ورحمت بميل دنياست وترك آن يابحرص وقناعت يابمتابعت بدعت وملازمت سنت يابتفرقه خاطر وجميعت دل . امام قشيرى فرموده كه عذاب باآنست كه بنده را باوكذارد ورحمت آنكه بخود متولىء كار اوشود ] تاتو نباشى يارمارونق نيابد كارما ... ٢٢ { وما انتم بمعجزين } [ ونيستيد شما اى مردمان عاجز كنند كان برودكار خودرا ] اى عن اجراء حكمه وقضائه عليكم وان هربتم { فى الارض } الواسعة بالتوارى فيها : يعنى [ درزير زمين ] { ولا فى السماء } ولا بالتحصن فى السماء التى هى اوسع منها لو استطعتم الترقى فيها . يعنى فى الارض كنتم او فى السماء لا تقدرون ان تهربوا منه فهو يدرككم لا محالة ويجرى عليكم احكام تقديره { ومالكم من دون اللّه من ولى } [ دوست كار ساز ] { ولا نصير } يارى ومعين . يعنى ليس غيره تعالى يحرسكم مما يصيبكم من بلاء يظهر منن الارض او ينزل من السماء ويدفعه عنكم ان اراد بكم ذلك ، قال بعضهم الولى الذى يدفع المكروه عن الانسان والنصير الذى يأمر بدفعه عنه والوالى اخص من النصير اذا قد ينصر من ليس بولى ٢٣ { والذين كفروا بآايات اللّه } اى بدلائله التكوينية والتزنيلية الدالة على ذاته وصفاته وافعاله فيدخل فيه النشأة الاولى الدالة على تحقق البعث والآيات الناطقة به دخولا اوليا ، قال فى كشف الاسرار الكفر بآيات اللّه ان لايستدل بها عليه وتنسيب الى غيره ويجحد موضع النعمة فيها { ولقائه } الذى تنطق به تلك الآيات ومعنى الكفر بلقاء اللّه جحود الورود عليه وانكار البعث وقيام الساعة والحساب والجنة والنار { اولئك } الموصوفون بما ذكر من الكفر بآياته تعالى ولقائه { يئسوا من رحمتى } الياس انتفاء الطمع كما فى المفردات : وبالفارسية [ نوميدشدن ] كما فى تاج المصادر اى ييأسون منها يوم القيامة وصيغة الماضى للدلالة على تحققه او يئسوا مها فى الدنيا لانكارهم البعث والجزاء { واولئك } الموصوفون بالكفر بالآيات واللقاء وباليأس من الرحمة الممتازون بذلك عن سائر الكفرة { لهم } بسبب تلك الاوصاف القبيحة { عذاب اليم } لايقادر قدره فى الشدة والايلام ، قال فى كشف الاسرار [ بدانكه تأثير رحمت اللّه درحق بند كان بيش از تأثير غضب است ودرقرآن ذكر صفات رحمت يبيش از ذكر صفات غضب است ودر خبرست كه ( سبقت رحمتى غضبى ) اين رحمت وعضب هر دوصفت حق است وروا نباشدكه كويى يكى بيش است ويكى بس يايكى يش است ويكى كم زيراكه اكر يكى بيش كويى ديكررا نقصان لازم آيد واكر يكى را بيش كويى ديكررا حدوث لازم آيد بس مراد ازين تأثير ورحمت است يعنى بيشى كرد تأثير رحمت من بر تأثير غضب من تأثير غضب اوست نوميدى كافران از رحمت اوتا مى كويد جل جلاله { اولئك يئسوا من رحمتى } وتأثير رحمت اوست اميد مؤمنان بمغفرت او دل نهادن بررحمت او تا ميكويد ] عز وجل { اولئك يرجون رحمة اللّه } فينبغى للمؤمن ان لاييأس من رحمته وان يأمن من عذابه فان كلا من اليأس والامن كفر بل يكون راجيا خائفا واما الكافر فلا يخطر بباله رجاء ولا خوف واذا ترقى العبد عن حالة الخوف والرجاء يعرض له حالتا القبض والبسط بالقبض للعارف كالخوف للمستأنف والبسط له كالرجاء له . والفرق بينهما ان الخوف والرجاء يتعلقان بامر مستقبل مكروه او محبوب فالقبض والبسط بامر حاضر فى الوقت يغلب على قلب العارف من وارد غيبى فتارة يغلب القبض فيقول ذلى كذل اذل اليهود واليه الاشارة بالابداء فى الآية واخرى يغلب البسط فيقول اين السموات والارضون حتى احملهما على شعرة جفن عينى واليه الاشارة الاعادة فى الآية ومن هذه القبيل ماقال عليه السلام ( ليت رب محمد لم يخلق محمدا ) وماقال ( انا سيد ولد آدم ) وفى قوله تعالى { أولم يروا } الخ اشارة الى انه تعالى كما بدأ خلق الخلق باخراجهم من العدم الى الوجود الى عالم الارواح ثم اهبطهم من عالم الارواح الى عالم الاشباح عابرين على الملكوت والنفوس السماوية والافلاك والانجم وفلك الاثير والهواء والبحار وكرة الارض ثم على المركبات والمعادن والنبات والحيوان الى ان يبلغ اسفل سافلين الموجودات وهو القالب الانسانى كما قال { ثم رددناه اسفل سافلين } اى بتدبير النفخة الخاصة كما قال { ونفخت فيه } فكذلك يعيده بجذبات العناية الى الحضرة راجعا من حيث هبط عابرا على المنازل والمقامات التى كانت على ممره بقطع تعلق نظره الى خواص هذه المنازل وترك الانتفاع بها فانه حالة العبور على هذه المنازل استعار خواصها وبعض اجزائها منها لاستكمال الوجود الانسانى روحانيا وجسمانيا فصار محجوبا مبعدا عن الحضرة فعند رجوعه الى الحضرة بجذبة ارجعى يرد فى كل منزل ماستعار منه فان العارية مردودة الى ان يعاد الى العدم بلا انانية بتصرف جذبة العناية وهو معنى الفناء فى اللّه : قال المولى الجامى طى كن بساط كون كه اين كعبه مراد ... باشد وراى كون ومكان جند مرحله وقال الشيخ المغربى زتنكناى جسد جون برون نهى قدمى ... بجز حظيره قدسى بادشاه مبرش وفى المثنوى از جمادى مردم نامى شدم ... وزنما مردم بحيوان بر زدم مردم از حيوانى وآدم شدم ... بس جه ترسم كى زمردن كم شدم جمله ديكر بميرم از بشر ... تا بر آرم از ملائك باوسر وزملك هم بايدم جستن ز جو ... كل شىء هالك الا وجهه بار ديكر از ملك قربان شوم ... آنجه اندر وهم نايد آن يوم بس عدم كردم عدم جون ارغنون ... كويدم كانا اليه راجعون وفى قوله { والذين كفروا } الخ اشارة الى الطائفة من ارباب الطلب واصحاب السلوك العابرين على بعض المقامات المشاهدين آثار شواهد الحق الذين كوشفوا ببعض الاسرار ثم ادركتهم العزة بحجاب الغيرة فابتلاهم اللّه للغيرة بالالتفات الى الغير فحجبوا بعد ان كوشفوا وستروا بعد ان تجردوا واستدرجوا بعد ان رفعوا وبعدوا بعد ان قربوا وردوا بعد ان دعوا فحاروا بعد ان كاروا نعوذ باللّه من الحور بعد الكور كذا فى التأويلات النجمية ٢٤ { فما كان جواب قومه } اى قال ابراهيم عليه السلام اعبدوا اللّه واتقوه فما كان جواب قومه آخر الامر وهو بالنصب على انه خبر كان واسمها قوله { الا ان قالوا } الا قول بعضهم لبعض { اقتلوه } اصل القتل ازالة الورح عن الجسد كالموت لكن اذا اعتبر بفعل المتولى لذلك يقال قتل واذا اعتبر بفوت الحياة يقال موت { او حرقوه } التحريق [ نيك سوزانيدن ] والفرق بين التحريق والاحراق وبين لحرق ان الاول ايقاع ذات لهب فى الشىء ومنه استعير احرقنى بلومه اذا بالغ فى اذيته بلوم والثانى ايقاع حرارة فى الشىء من غير لهيب كحركق الثوب بالدق كما فى المفرادت وفيه تسفيه لهم حيث اجابوا من احتج عليهم بان يقتل او يحرق وهكذا ديدن كل محجو مغلوب { فانجاه اللّه من النار } الفاء فصيحة اى فالقوه فى النار فانجاه اللّه من اذاها بان جعلها عليه بردا وسلاما روى انه لم ينتفع يومئذ بالنار فى موضع اصلا وذلك لذهاب حرها { ان فى ذلك } اى فى انجائه منها { لآيات } بينة عجيبة هى حفظه تعالى اياه من حرها واخمادها مع عظمها فى زمان يسير يعنى عقيب احتراق الحبل الذى اوثقوه به لانه ماحرقت منه النار الا وثاقه وانشىء روض فى مكانها يعنى كل وريحان { لقوم يؤمنون } لانهم المنتعفون بالتفحص عنها والتأمل فيها واما الكافرون فمجرومون من الفووز بمغانم آثارها ، وفيه اشارة الى دعوة ابراهيم الروح نمرود النفس وصفاتها الى اللّه تعالى ونهيهم عن عبادة الهوى والدنيا وماسوى اللّه والى اجابتهم اياه من لؤم طبعهم وغاية سفههم لقولهم اقتلوه بسيف الكفر والشرك او اقدوا عليه نار الشهوات والاخلاق الذميمة وحرقوه بها فخلص اللّه جوهر الروحية من حرقة النار الشهوات والاخلاق الذميمة ومتعه بالخصائص المودعة فيها مما لم يكن فى جبلة الروح مر كوزا وكان به محتاجا فى سيره الى اللّه ولهذه الاستفاده بعث الى اسفل سافلين القالب ٢٥ { وقال } ابراهيم مخاطبا لقومه { انما اتخذتم من دون اللّه اوثانا } اى اتخذتموها آلهة لا لحجة قامت بذلك بل { مودة بينكم } اى لتتوادوا بينكم وتتلاطفوا لاجتماعكم على عبادتها { فى الحياة الدنيا } يعنى مدة بقائكم فى الدنيا : وبالفارسية [ ميخاهيد تاشمارا درعبادت آن ابتان اجتماعى باشد ودوستى بايكديكرتايكديكررا اتباع ميكنيد وبرآن اتباع دوست يكديكر ميشويد همجنانكه مؤمنان در عبادت اللّه بايكديكر مهر دارند ودوستى وتا در دنيا باشيد آن دوستى باقيست ] { ثم يوم القيامة } بعد الخروج من الدنيا تنقل الامور ويتبدل التواد تباغضا والتلاطف تلاعنا حيث { يكفر بعضكم } وهم العبدة { ببعض } وهم الاوثان { وليعن بعظكم بعضا } اى يلعن ويشتم كل فريق منكم ومن الاوثان حيث ينطقها اللّه الفريق الآخر واللعن طرد وابعاد على سبيل السخط وهو من الانسان دعاء على غيره وفى التأويلات النجمية تكفر النفس بشهوات الدنيا اذا شاهدت وبال استعمالها وخسران حرمانها من شهوات الجنة وتعلن على الدنيا لانها كانت سببا لشقاوتها وتلعن الدنيا عليها كما عليه السلام ( ان احدكم اذا لعن الدنيا قالت الدنيا لعن اللّه اعصانا لله ) { ومأويكم } جميعا العابدون والمعبودون والتابعون والمتبعون { النار } اى هى منزلكم الذى تأوون اليه ولاترجعون منه ابدا { ومالكم من ناصرين } يخلصونكم منها كما خلصنى ربى من النار التى القيتمونى فيها وجمع الناصر لوقوعه فى مقابلة الجمع اى وما لاحد منكم من ناصر اصلا جون بت سنكين شمارا قبله شد ... لعنت وكورى شمارا ظاهر شد نيست هركز ازخدا نفرت شما ... شد محرم جنت ورحمت شما ٢٦ { فآمن له لوط } آمن له وآمن به متقارب فى المعنى ولوط ابن اختهك يعنى [ خواهر زاده ابراهيم بود وبقولى برادر زاده او ] والمعنى صدقه فى جميع مقالاته لا فى نبوته ومادعا اليه من التوحيد فقط فانه كان منزها عن الكفر وماقيل انه آمن له حين رأى النار لم تحرقه ينبغى ان يحمل على ماذكرنا او على انه يراد بالايمان الرتبة العالية منه وهى التى لايرتقى اليها الا همم الافراد وهو اول من آمن به { وقال } اى ابراهيم للوط وسارة وهى ابنة عمه وكانت آمنت به وكانت تحت نكاحه { انى مهاجر } اى تارك لقومى وذاهب { الى ربى } اى حيث امرنى . والمهاجرة [ از زمينى شدن واز كسى ببريدن ] ومنه الحديث ( لايذكر اللّه الا مهاجرا ) اى قلبه مهاجر للسانه غير مطابق له ، قال فى المفردات الهجر والهجران مفارقة الانسان غيره اما بالبدن او باللسان او بالقلب ، قال بعض العارفين انى راجع من نفسى ومن الكون اليه فالرجوع اليه بالانفصال عما دونه ولايصح لاحد الرجوع اليه وهو متعلق بشىء من الكون حتى ينفصل عن الاكوان اجمع ولايتصل بها : قال الكمال الخجندى وصل ميسر نشود جز بقطع ... قطع نخست ازهمه ببريدنست { انه هو العزيز } الغالب على امره فيمنعنى من اعدائه { الحكيم } الذى لايفعل الا مافيه حكمة ومصلحة فلا يأمرنى الا بما فيه صلاحى ومن لم يقدر فى بلدة على طاعة اللّه فليخرج الى بلدة اخرى ، وفى التأويلات النجمية { انه العزيز } اى ان اللّه اعز من ان يصل اليه احد الا بعد مفارقته لغيره { الحكيم } الذى لايقبل بمقتضى حكمته الا طيبا من لوث انانيته كما قال عليه السلام ( ان اللّه طيب لايقبل الا الطيب ) انتهى روى ان ابراهيم عليه السلام او من هاجر ولكن نبى هجرة ولابراهيم هجرتان فانه هاجر من كوتى وهى قرية من سواد الكوفة مع لوط وسارة وهاجر الى حران ثم منها الى الشام فنزل فلسطين نزل لوط سدوم [ صاحب كشاف آورجه كه ابراهيم دروقت هجرت هفتاد وبنج ساله بود ودرهمين سال خدا اسماعيل را بوى دادازهاجركه كنيزك ساره فرزندى بخشيد جنانجه ميفرمايد ] ٢٧ { ووهبنا له } من عجوز عاقر وهى سارة { اسحق } ولدا لصلبه اى من بعد اسماعيل من هاجر { ويعقوب } نافلة وهى ولد الولد حين ايس من الولادة ، قال القاضى ولذلك لم يذكر اسماعيل يعنى ان المقام الامتنان والامتنان لهما اكثر لما ذكر روى ان اللّه تعالى وهب له اربعة اولاد اسحاق من سارة واسماعيل من هاجر ومدين ومداين من غيرهما { وجعلنا فى ذريته } فى نسله يعنى من بنى اسماعيل وبنى اسرائيل { النبوة } فكثر منهم الانبياء يقال اخرج من ذريته الف نبى وكان شجرة الانبياء { والكتاب } اى جنس الكتاب المتناول الكتب الاربعة يعنى التوراة والانجيل والزبور والفرقان { وآتيناه اجره } بمقابلة هجرته الينا { فى الدنيا } باعطاء الولد فى غير اوانه والمال والذرية الطيبة واستمرار النبوة فيهم وانتماء اهل الملل اليه والثناء والصلاة عليه الى آخر الدهر [ مارودى كويد مزداو دردنيا بقاء ضيافت اوصت يعنى همجنانكه درحال حياة در مهما نخانه وى بساط دعوت انداخته حالا نيزهست وخاص وعام ازان مائده برفائده بهره مندند سفره اشى مبسوط براهل جهان ... نعمتش مبذول شد بى امتنان { وانه فى الآخرة لمن الصالحين } لفى عداد الكاملين فى الصلاح وهم الانبياء واتباعهم عليهم السلام ، قال ابن عطاء اعطيناه فى الدنيا المعرفة والتوكل وانه فى الآخرة لمن الراجعين الى مقام العارفين ونحوها ، اعلم ان الهجرة على قسمين صورية وقد انقطع حكمها بفتح مكة كما قال عليه السلام ( لاهجرة بعد الفتح ) ومعنوية وهى السير من موطن النفس الى اللّه تعالى فتح كعبة القلب وتخليصها من اصنام الشرك والهوى فيجرى حكمها الى يوم القيامة واذا سار الانسان من موطن النفس الى مقام القلب فكل ماراده يعطيه اللّه وهو الاجر الدنيوى كما قال ابو سعيد الخراز رحمه اللّه اقمنا بمكة ثلاثة ايام لم نأكل شيأ وكان بحذائنا فقير معه ركوة مغطاة بحشيش وربما اراه يأكل خبزا حوّ ارى فقلت له نحن ضيفك فقال نعم فلما كان وقت العشاء مسح يده على سارية فناولنى درهمين فاشترينا خبزا فقلت بم وصلت الى ذلك فقال يابا سعيد بحرف واحد تخرج قدر الخلق من قلبك تصل الى حاجتك ، ثم اعلم بان اللّه تعالى منّ على ابراهيم عليه السلام بهبة الولد والولد الصالح الذى يدعو لوالديه من الاجور الباقية الغير المنقطعة كالاوقاف الجارية والمصاحف المتلوة والاشجار المنتفع بها ونحوها وكذلك منّ عليه بان جعل فى ذريته النبوة ، والاشارة فيه ان من السعادات ان يكون فى ذريته الرجل اهل الولاية الذين هم ورثة الانبياء فان بهم تقوم الدنيا والدين وتظهر الترقيات الصورية والمعنوية للمسلمين وتسطع الانوار الى جانب الارواح المقربين واعلى عليين فيحصل الفجر التام والشرف الشامل والانتفاع العام وهؤلاء ان كانوا من النسب الطينى فذاك وان كانوا من النسب الدينى فالاولاد الطيبون والاحفاد الطاهرون مطلقا من نعم اللّه الجليلة نعم الاله على العباد كثيرة ... واجلهن نجابة الاولاد ربنا هب لنا من ازواجنا الخ ٢٨ { ولوطا } اى ولقد ارسلنا لوطا من قبلك يامحمد اذكر لقومك { اذ قال لقومه } من اهل المؤتفكات { انكم } [ بدرستى كه شما ] { لتأتون الفاحشة } اى الخصلة المتناهية فى القبح : وبالفارسية [ بفاحشه مى آييد يعنى ميكنيد كارى كه بغايت زشت است ] كأن قائلا قال لم كانت تلك الخصلة فاحشة فقيل { ماسبقكم بها } اى بتلك الفاحشة { من احد من العالمين } [ هيجكس ازجهانيان ] اى لم يقدم احد قبلكم عليها لافراط قبحها وكونها مما تنفر عنها النفوس والطباع وانتم اقدمتم عليها لخباثة طبيعتكم ، قالوا لم ينز ذكر على ذكر قبل قوم لوط قط اى مع طول الزمان وكثرة القرون ٢٩ { ائنكم لتأتون الرجال } [ آياشما مى آييد ومى كراييد بمردان بطريق مباشرت وآن كار زشت ميكنيد ] { وتقطعون السبيل } السبيل من الطرق ماهو معتاد السلوك وفيه سهولة وقطع الطريق يقال على وجهين احدهما يراد به السير والسلوك والثانى يراد به الغصب من المارة والسالكين للطريق لانه يؤدى الى انقطاع الناس عن الطريق فجعل قطعا للطريق . والمعنى تتعرضون لابناء السبيل بالفاحشة حتى انقطع الناس عن طريقكم روى انهم كانوا كثيرا مايفعلونها بالغرباء ويجبرونهم عليها اوتقطعونها بالقتل واخذ المال وكانوا يفعلون ذلك لكيلا يدخلوا فى بلدهم ولا يتناولو من ثمارهم او تقطعون سبيل النسل بالاعراض عن الحرث واتيان ماليس بحرث { وتأتون } تفعلون وتتعاطون من غير مبالاة { فى ناديكم } فى مجلسكم ومتحدثكم الجامع لاصحابكم فانه لايقال النادى والندى الا لما فيه اهله فاذا قاموا عنه لم يبق ناديا ، قال فى كشف الاسرار النادى مجمع القوم للسمر والانس وجمعه اندية { المنكر } ، قال الراغب المنكر كل شىء تحكم العقول الصحيحة بقبحه او تتوقف فى استقباحه العقول وتحكم بقبحه الشريعة انتهى ، وهو ههنا امور . منها الجماع واللواطة فى المجالس بالعلانية والضراط وهو بالفارسية [ بادرا رهايى كردن ] زعمت الهند ان حبس الضراط داء وارساله دواء ولايحبسون فى مجالسهم ضرطة ولايرون ذلك عيبا وافلتت من معاوية ريح على المنبر فقال ايها الناس ان اللّه خلق ابدانا وجعل فيها اربحا فمتى يتمالك الناس ان لاتخرج منهم فقال صعصعة بن صوحان فقال اما بعد فان خروج الارياح فى المتوضاة سنة وعلى المنابر بدعة واستغفر اللّه لى ولكم . ومنها حل ازرار القباء وضرب الاوتار والمزامير والسخرية بمن يمر بهم وفى هذا اعلام انه لاينبغى ان يتعاشر الناس على المناكر وان لايجتمعوا على الهزؤ والمناهى سئل الجنيد رحمه اللّه عن هذه الآية فقال كل شىء يجتمع الناس عليه الا الذكر فهو منكر وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما هو اى المنكر الحذف بالحصى : يعنى [ بسر انكشت سبابه وناخن انكشت سترك سنك بمردم انداختن ] وكانوا يجلسون على الطريق وعند كل واحد قصعة فيها حصى فمن مر بهم حذفوه فمن اصابه منهم فهو احق به فيأخذ مامعه وينكحه ويغرّمه ثلاثة دراهم ولهم قاض يقضى بينهم بذلك . ومنه ( هواجور من قاضى سدوم ) وفى الحديث ( اياكم والحذف فانه لاينكى عدوا ولايقتل صيدا ولكن يفقأ العين ويكسر السن ) وكان من اخلاق قوم لوط الرمى بالبنادق والجلاهق والغفير وتطريف الاصابع بالحناء والفرقعة اى مد الاصابع حتى تصوت ولذا كرهت فى الصلاة وخارجها لئلا يلزم التشبه بهم . ومن اخلاقهم مضغ العلك ولا يكره للمرأة ان لم تكن صائمة لقيامه مقام السواك فى حقن لان سنها اضعف من سن الرجال كسائر اعضائها فيخاف من السواك سقوط سنها وهو ينقى الاسنان ويشد اللثة كالسواك ويكره للرجال اذا لم يكن من علة كالبخر لما فيه من تشبه النساء. ومن اخلاقهم السباب والفحش فى المزاح يقال المزاح يجلب صغيرة الشرك وكبيرة الحرب . ومن اخلاقهم اللعب بالحمام ، عن سفيان الثورى انه قال كان اللعب بالحمام من عمل قوم لوط وان من لعب بالحمام الطيارة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر كما فى حياة الحيوان { فما كان جواب قومه } لما انكر عليهم قبائحهم { الا ان قالوا } له استهزاء [ ماترك اين عملها نخواهيم كرد ] { ائتنا بعذاب اللّه } [ بيار عذاب خدايرا بما ] { ان كنت من الصادقين } فيما تعدنا من نزول العذاب : وبالفارسية [ از راست كويان درآنكه اين فعلها قبيح است وبسبب آن عذاب بشما نازل خواهد شد ] ، قال فى الارشاد فما كان جواب من جهتهم بشىء من الاشياء الا هذه الكلمة الشنيعة اى لم يصدر عنهم فى هذه المرة من مرات مواعظ لوط وقد كان اوعدهم فيها العذاب واما ماقى سورة الاعراف من قوله { فما كان } الخ ومافى سورة النمل من قوله { فما كان } الخ فهو الذى صدر عنهم بعد هذه المرة وهى المرة الاخيرة من مرات المقالات الجارية بينهم وبينه عليه السلام ٣٠ { قال } لوط بطريق المناجاة لما ايس منهم { رب } [ اى بروردكار من ] { انصرنى } اى بانزال العذاب الموعود { على القوم المفسدين } بابتداع الفاحشة وسنها فيمن بعدهم والاصرار عليها فاستجاب اللّه دعاءه [ وفرشتكان فرستاد تاقوم اورا عذاب كنند وايشانرا فرموده كه نخست بابراهيم بكذريد واورا بشارت دهيد ] كما سيأتى وانما وصفهم بالافساد ولم يقل عليهم او على قومى مبالغة فى استنزال العذاب عليهم واشعارا بانهم احقاء بان يعجل لهم العذاب ، قال الطيبى الكافر اذا وصف بالفسق او الافساد كان محمولا على غلوه فى الكفر ٣١ { ولما جاءت } [ آن هنكام كه آمدند ] { رسلنا } يعنى الملائكة وهم جبريل ومن معه { ابراهيم بالبشرى } اى بالبشارة والولد النافلة { قالوا } لابراهيم فى تضاعيف الكلام { انا مهلكوا اهل هذه القرية } اى قرية سدوم والاضافة لفظية لان المعنى على الاستقبال { ان اهلها كانوا ظالمين } بالكفر والتكذيب وانواع المنكرات ٣٢ { قال } ابراهيم للرسل اشفاقا على المؤمنين ومجادلة عنهم { ان فيها لوطا } [ لوط دران شهرست ] اى فكيف تهلكونها سمى بلوط لان حبه ليط بقلب عمه ابراهيم اى تعلق ولصق وكان ابراهيم يحبه حبا شديدا { قالوا } اى الملائكة { نحن اعلم } منك { بمن فيها } ولسنا بغافلين عن حال لوط فلا تخف ان يقع حيف على مؤمن { لننجينه } اى لوطا { واهله } اتباعه المؤمنين وهم بناته { الا امرأته كانت من الغابرين } اى الباقين فى العذاب او القربة : يعنى [ خواهيم كفت تالوط ازميان قوم بيرون آيد باهل خود وهمه كسان وى بيرون روند مكر زن اوكه درميان قوم بماند وبايشان هلاك شود ] ٣٣ { ولما ان } صلة لتأكيد الفعلين ومافيهما من الاتصال { جاءت رسلنا } المذكورون بعد مفارقة ابراهيم { لوطا سيىء بهم } اى اعتراه المساءة بسببهم مخافة ان يتعرض لهم قومه بسوء اى الفاحشة لانهم كانوا يتعرضون للغرباء ولم يعرف لوط انهم ملائكة وانما رأى شبانا مردا حسانا بثياب حسان وريح طيبة فظن انهم من الانس { وضاق بهم ذرعا } اى ضاف بشأنهم وتدبير امرهم ذرعه اى طاقته فلم يدر أيأمرهم بالخروج ام بالنزول كقولهم ضاقت يده وبازائه رحب ذرعه بكذا اذا كان مطيقا به قادرا عليه وذلك ان طويل الذراع ينال مالا يناله قصير الذراع { وقالوا } لما رأوا فيه اثر الضجرة : يعنى [ فرشتكان اثر ملال برجبين مبارك لوط مشاهده كرده اورا تسلى دادند وكفتند ] { لاتخف } من قومك علينا { ولاتحزن } على شىء { انا منجوك واهلك } مما يصيب القوم من العذاب { الا امرأتك كانت من الغابرين } ٣٤ { انا منزلون على اهل هذه القرية } يعنى سدوم وكانت مشتملة على سبعمائة الف رجل كما فى كشف الاسرار { رجزا من السماء } عذابا منها يعنى الخسف والحصب والرجز العذاب الذى يقلق المعذب اى يزعجه من قولهم ارتجز اذا ارتعش واضطرب { بما كانوا يفسقون } بسبب فسقهم المستمر فانتسف جبريل المدينة واما فيها باحد جناحيه فجعل عاليها سافلها وانصبت الحجار على من كان غائبا اى بعد خروج لوط مع بناته منه [ بس بحكم خداى لوط باهالىء خود خلاص يافت وكفار موتفكه هلاك شدند وشهر خراب شده ايشان عبرت عالميان كشت جنانجه ميفرمايد ] ٣٥ { ولقد تركنا منها } اى من القرية ومن للتبيين لا للتبعيض لان المتروك الباقى ليس بعض القرية بل كلها { آية بينة } [ نشانه روشن ] وهى قصتها العجيبة وحكايتها السابقة او آثار ديارها الخربة او الحجارة الممطورة التى على كل واحد منها اسم صاحبها فانها كانت باقية بعدها وادركها اوائل هذه الامة وقيل ظهور الماء الاسود على وجه الارض حين خسف بهم وكان منتنا يتأذى الناس برائحته من مسافة بعيدة { لقوم يعقلون } يستعملون عقولهم فى الاعتبار وهو متعلق اما بتركنا او ببينة وفيه اشارة الى شرف العقل فانه هو الذى يعتبر ويردع الانسان عن الذنب والوقوع فى الخطر : وفى المثنوى عقل ايمانى جو شحنه عادلست ... باسبان وحاكم شهر دلست همجو كربه باشد اوبيدار هوش ... دزددرسوارخ ماند همجو موش درهر آنجاكه بر آردموش دست ... نيست كربه ياكه نقش كربه است كربه جون شير شير افكن بود ... عقل ايمانى كه اندرتن بود غره او حاكم درند كان ... نعره او مانع جرند كان شهر بردزدست وبرجامه كنى ... خواه شحنه باش كوو خواءنى وعن انس رضى اللّه عنه اثنى قوم على رجل عند رسول اللّه حتى بالغوا فى الثناء بخصال الخير فقال سول اللّه ( كيف عقل الرجل ) فقالوا يارسول اللّه نخبرك عنه باجتهاده فى العبادة واصناف الخير وتسألنا عن عقله فقال نبى اللّه عليه السلام ( ان الاحمق بحمقه اعظم من فجور الفاجر وانما يرتفع العباد غدا فى الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم ) قيل كل شىء اذا كثر رخص غير العقل فانه اذا كثر غلا ، قال اعرابى لوصور العقل لاظلمت معه الشمس ولو صور الحمق لاضاء معه الليل اى لكان الليل مضيئا بالنسبة اليه مع انه لاضوء فيه من حيث انه ليل : وفى المثنوى كفت بيغمبر كه احمق هركه هست ... او عدو ماست غول ورهزن است هركه او عاقل بود ازجان ماست ... روح او وريح او ريحان ماست مائدة عقلست نى نان وشوى ... نور عقلست اى بسر جان راغدى نيست غير نور آدم را خورش ... ازجر آن جان نبايد بروش زين خوشها اندك اندك بازبر زين غداى خربود نى آن حر ... تاغداى اصل را قابل شوى لقمهاى نوررا آكل شوى ... ثم ان الآية تدل على كمال قدرته على الانجاء والانتقام من الاعداء واللّه غالب على امره ألا ان حزب اللّه هم المفلحون وهم الانبياء والاولياء ومن يليهم وعلى ان المعتبر فى باب النجاة والحشر اهل الفلاح والرشاد وهو حبهم وحسن اتباعهم لان الاتصال المعنوى بذلك الاختلاط الصورى فقط ألا يرى الى امرأة لوط وامرأة نوح حيث قيل لهما ادخلا النار مع الداخلين لخياتهما وعدم اطاعتهما وقد نجت بنتا لوط لايمانهما فسبحان من يخرج الحى من الميت ٣٦ { والى مدين } اى وارسلنا الى اهل مدين { اخاهم شعيبا } لانه من نسبهم وقد سبق تفسير الآية على التفصيل مرارا { فقال } شعيب بطريق الدعوة { ياقوم } [ اى كروه من ] { اعبدوا اللّه } وحده { وارجوا اليوم الآخر } المراد يوم القيامة لانه آخر الايام اى توقعوه وماسيقع فيه من فنون الاحوال وافعلوا اليوم من الاعمال ماتنتفعون به فى العاقبة وتأمنون من عذاب اللّه ويقال وارجوا يوم الموت لانه آخر عمرهم { ولا تعثوا } عثا افسد من الباب الاول { فى الارض } فى ارض مدين حال كونكم { مفسدين } بنقص الكيل والوزن اى لا تعتدوا حال افسادكم وانما قيده وان غلب فى الفساد لانه قد يكون فيه ماليس بفساد كمقابلة الظالم المعتدى بفعله ومنه ما يتضمن صلاحا راجحا كقتل الخضر الغلام وخرقه السفينة ٣٧ { فكذبوه } اى شعيبا ولم يمتنعوا من الفساد { فاخذتهم الرجفة } اى الزلزلة الشديدة حتى تهدمت عليهم دورهم وفى سورة هود { فاخذت الذين ظلموا الصيحة } اى صيحة جبريل فانه الموجبة للرجفة بسبب تمويجها للهواء وما يجاوره من الارض { فاصبحوا } اى صاروا { فى دارهم } اى بلدهم او منازلهم ولم يجمع بان يقال فى ديارهم لامن اللبس { جاثمين } باركين على الركب ميتين مستقبلين بوجوههم الارض وذلك بسبب عدم استماعهم الى داعى الحق وتزلزل باطنهم فالجزاء من حنس العمل ٣٨ { وعادا } منصوب باضمار فعل دل عليه ماقبله اى واهلكنا عادا قوم هود { وثمود } قوم صالح وهو غير مصروف على تأويل القبيلة { وقد تبين لكم من مساكنهم } اى وقد ظهر لكم ياهل مكة اهلاكنا اياهم من جهة بقية منازلهم باليمن ديار عاد والحجر ديار ثمود بالنظر اليه عند مروركم بها فى اسفاركم { وزين لهم الشيطان اعمالهم } من فنون الكفر والمعاصى وحسنها فى اعينهم { فصدهم عن السبيل } صرفهم عن السبيل الذى و جب عليهم سلوكه وهو السبيل السوى الموصل الى الحق على التوحيد { وكانوا مستبصرين } يقال استبصر فى امره اذا كان ذا بصيرة اى والحال انهم اى عادا وثمود قد كانوا ذوى بصيرة عقلاء متمكنين من النظر والاستدلال ولكنهم لم يفعلوا ذلك لمتابعتهم الشيطان فلم ينتفعوا بعقولهم فى تمييز الحق من الباطل فكانوا كالحيوان : وفى المثنوى مهر حق برجشم وبركوش خرد ... كر فلاطونست حيوانش كند ٣٩ { وقارون وفرعون وهامان } معطوف على عادا وتقديم قارون لشرف نسبه كما سبق ففيه تنبيه لكفار قريش ان شرف نسبهم لايخصلهم من العذاب كما لم يخلص قارون { ولقد جاءهم موسى بالبينات } بالدلالات الواضحة والمعجزات الباهرة { فاستكبروا } وتعظموا عن قبول الحق { فى الارض } [ در زمين مصر ] { وماكانوا سابقين } مفلتين فائتين بل ادركهم امر اللّه فهلكوا من قولهم سبق طالبه اذا فاته ولم يدركه ، قال الراغب اصل السبق التقدم فى السير ثم تجوز به فى غيره من التقدم كما قال بعضهم ان اللّه تعالى طلب كل مكلف بجزاء عمله ان خيرا فخير وان شر فشرا ٤٠ { فكلا } تفسير لما ينبىء عنه عدم سبقهم بطريق الابهام اى كل واحد من المذكورين { اخذنا بذنبه } اى عاقبناه بجنايته لابعضهم دون بعض كما يشعر به تقديم المفعول ، قال بعضهم الاخذ اصله باليد ثم يستعار فى مواضع فيكون بمعنى القبول كما فى قوله { واخذتم على ذلك اصرى } اى قبلتم عهدى وبمعنى التعذيب فى هذا المقام ، قال فى المفردات الاخذ حوز الشىء وتحصيله وذلك تارة بالتناول نحو { معاذ لله ان نأخذ الامن وجدنا متاعنا عنده } وتارة بالقهر نحو { لا تأخذه سنة ولا نوم } ويقال اخذته الحمى ويعبر عن الاسير بالمأخوذ والاخيذ ، قال فى الاسئلة المقحمة قوله { فكلا اخذنا بذنبه } دليل على انه تعالى لايعاقب احدا الا بذنبه وانهم يقولون انه تعالى لو عاقب ابتداء جاز والجواب نحن لاننكر انه تعالى يعاقب الكفار على كفرهم والمذنبين بذنبهم وانما الكلام فى انه لو عاقب ابتداء لايكون ظالما لانه يفعل مايشاء بحكم الملك المطلق { فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا } تفصيل للاخذ اى ريحا عاصفا فيه حصباء وهى الحصى الصغار وهم عاد او ملكا رماهم بها وهم قوم لوط { ومنهم من اخذته الصيحة } كمدين وثمود صاح بهم جبريل صيحة فانشقت قلوبهم وزهقت ارواحهم . وبالفارسية [ بانك كرفت ايشانرا تا زهره ايشان ترقيد ] { ومنهم من } [ وازايشان كسى بودكه ] { خسفنا به الارض } [ فرو برديم اورا بزمين جون قارون واتباع او ] فالباء للتعدية وهو الجزاء الوفاق لعمله لان المال الكثير يوضع غالبا تحت الارض { ومنهم من اغرقنا } كقوم نوح وفرعون وقومه والاغراق [ غرقه كردن ] كام فى التاج والغرق الرسوب فى الماء اى السفول والنزول فيه { وما كان اللّه ليظلمهم } بما فعل بهم بان يضع العقوبة فى غير موضعها فان ذلك محال من جهته تعالى لانه قد تبين بارسال الرسل { ولكن كانوا انفسهم يظلمون } بالاستمرار على مايوجب العذاب من انواع الكفر والمعاصى اى كه حكم شرع را رد ميكنى ... راه باطل ميروى بدمكينى جون توبد كردى بدى يابى جزا ... بس بدلها جلمه باخود ميكنى وفى المثنوى بس تراهر غم كه بيش آيد زدرد ... بركسى تهمت منه برخويس كرد قال وهب بن منبه قرأت فى بعض الكتب حلاوة الدنيا مرارة الآخرة ومرارة الدنيا حلاوة الآخرة وظمأ الدينا رّى الآخرة ورّى الدنيا ظمأ الآخرة وفرح الدنيا حز الآخرة وحزن الدنيا فرح الآخرة ومن قدم شيأ من خير او شر وجده والامر بآخره ألا ترى ان هؤلاء المذكورين لما صار آخر امرهم التكذيب او اخذوا عليه ولو صار التصديق لسومحوا فيما صدر عنهم اولا . والحاصل انهم لما عاشوا على الاصرار هلكوا على العذاب ويحشرون على ماماتوا عليه ولذا يقولون عند القيام من قبورهم واويلاه فقط وعظا اللّه بهذه الآيات اهل مكة ومن جاء بعدهم الى يوم القيام ليعتبروا وينتفعوا بعقولهم ويجتنبوا عن الظلم والاذى والاستكبار والافساد فان فيه الصلاح والنجاة والفوز بالمراد لكن التربية والارشاد انما تؤثر فى المستعد من العباد : قال الشيخ سعدى قدس سره جون بود اصل جوهرى قابل ... تربيت را درو اثر باشد هيج صيقل نكو نداند كرد ... آهنى را كه بدكهر باشد والقرآن كالبحر وانما يتطهر به من كان من شأنه ذلك كالانسان واما الكلب فلا سك بدرياى هفت كانه مشوى ... كه جو ترشد بليدتر باشد خر عيسى اكر بمكه برند ... جون بيايد هنوز خرباشد حكى ان بعض المتشيخين ادعى الفضل بسبب انه خدم فلانا العزيز اربعين سنة فقال واحد من العرفاء كان لذلك العزيز بغل قد ركبه اربعين سنة فلم يزل من ان يكون بغلا حتى هلك على حاله اى لم يؤثر فيه ركوب الانسان الكامل لعدم استعداده لكونه انسانا فافحم المدعى ولله دره نسأل اللّه الخروج من موطن النفس والاقامة فى حظيرة القدس ٤١ { مثل الذين اتخذوا من دون اللّه اولياء } مثل الشىء بفتحتين صفته كما فى المختار والاتخاذ افتعال من الاخذ والمراد بالاولياء الآلهة اى الاصنام . والمعنى صفتهم العجيبة فيما اتخذوه معتمدا { كمثل العنكبوت } يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث والغالب فى الاستعمال التأنيث وتاؤه كتاء طاغوت اى زائدة لا للتأنيث { اتخذت } نفسها { بيتا } اى كمثلها فيما نسجته فى الوهن بل ذلك اوهن من هذا لان له حقيقة وانتفاعا فى الجملة فالآية من قبيل تشبيه الهيئة بالهيئة لتشبيه حال من اتخذ الاصنام اولياء وعبدها واعتمد عليها راجيا نفعها وشفاعتها بحال العنكبوت التى اتخذت بيتا فكما ان بيتها لايدفع عنها حرا ولا بردا ولا مطرا ولا اذى وينتقض بادنى ريح فكذلك الاصنام لا تملك لعابديها نفعا ولا ضرا ولا خيرا ولا شرا بيش جوب وبيش سنك نقش كند ... كه بسا كولان سرها مى نهند ومن تخيل السراب شرابا لم يلبث الا قليلا حتى يعلم انه كان تخييلا ومن اعتمد شيأ سوى اللّه فهو هباء لا حاصل له وهلاكه فى نفس ماعتمد ومن اتخذ سواه ظهيرا قطع من نفسه سبيل العصمة ورد الى حوله وقوته ، وفى الآية اشارة الى ان الذين اتخذوا اللّه وليا وعبدوه واعتمدوا عليه وهم المؤمنون فمثلهم كمثل من بنى بيتا من حجر وجص له حائط يحول عن تطرق الشرور الىمن فيه وسقف مظل يدفع عنه البرد والحر دوستيهاى همه عالم بروب از دل كمال ... باك بايد داشتن خلوت سراى دوست را { وان اوهن البيوت } اى اضعفها : وبالفارسية [ سست ترين خانها ] { لبيت العنكبوت } لابيت اوهن منه فيما تتخذه الهوام لانه بلا اساس ولا جدار ولا سقف لايدفع الحر والبرد ولذا كان سريع الزال ، وفيه اشارة الى انه لاصل لموالاة ماسوى اللّه فانه لاس لبنيانها يقول الفقير تكيه كم كن صوفى برديوار غير ... غير او ديار نى خلاق دير { لو كانوا يعلمون } اى شيأ من الاشياء لجزموا انه هذا مثلهم وابعدوا عن اعتقاد ماهذا مثله ، قال الكاشفى [ صاحب بحر الحقائق آورده كه عنكبوت هرجند برخود مى تند ثرندان براى نفس خود ميسازد وقيدى بدست وباى خود مى نهد بس خانه او محبس اوست آنهانيزكه بدون خداى تعالى اوليا كيرند يعنى برستش هوا وبيروى دنيا ومتابعت شيطان ميكنند بسلاسل واغلال ووزر وبال مقيد كشته روى خلاصى ندارند وعاقبت در مهلكه نيران ودركه بعد وحرمان افتاده معاقب ومعذب كردند وبعضى هواى نفس را در بى اعتبارى بتار عنكبوت تشبيه كرده اند ] كما قيل از هوابكذر كه بس بى اعتبار افتاده است ... رشته دام هوا جون تار بيت عنكبوت اللهم ارزقنا دنيا بلا هوى وخلصنا مما يطلق عليه السوى ، قال بعض العارفين [ عاشقان در دمى دو عيد كنند عنكبوتان مكس قديد كنند. دو عيد عبارتست از نيستى وهستى كه هر لحظه در نظر عارف واقع است جه عيد در اصلاح مايعود على القلب است . وجماعتى كه بدام تعينات كرفتارندكه عنكبوتان عبارت ازان جماعت است مكس قديد كنند يعنى وجودات موهومه عالم را متحقق مى شمارند واز حقيقت حال غافلندكه اشيارا وجود حقيقى نيست وموجوديت اشيا عبارت از نسبت وجود حقست با ايشان وجون آن نسبت قطع كرده ميشود اشيا معدومانندكه ] التوحيد اسقاط الاضافات جهانرانيست هستى جز مجازى ... سراسر حال او لهواست وبازى كذا قال بعض اهل التأويل يقول الفقير لعل العيدين اشارة الى النفس الداخل والخارج وللعارفين فى كل منهما عيد اكبر باعتبار كونهم مع الحق وشهوده والعناكيب اشارة الى العباد الذين يتقيدون بالعبادات الظاهرة من غير شهود الحق فاين من يأكل القديد ممن يأكل الحلاوة ٤٢ { ان اللّه } على اضمار القول اى قل للكفرة تهديدا ان اللّه { يعلم مايدعون } يعبدون وما استفهامية منصوبة بيدعون ويعلم معلق عنها { من دونه } اى من دون اللّه { من شىء } من للتبيين اى سواء كان مايدعون صنما او نجما او ملكا او جنيا او غيره لايخفى عليه ذلك فهو يجازيهم على كفرهم { وهو العزيز } الغالب القادر على انتقام اعدائه { الحكيم } ذو الحكمة فى ترك المعاجلة بالعقوبة ، ولما كان الجهلة والسفهاء من قريش يقولون ان رب محمد لايستحيى ان يضرب مثلا بالذباب والبعوضة والعنكبوت ويضحكون من ذلك قال تعالى ٤٣ { وتلك الامثال } اى هذا المثل وامثاله والمثل كلام سائر يتضمن تشبيه الآخر بالاول اى تشبيه حال الثانى بالاول { نضربها للناس } نذكرها ونبينها لاهل مكة وغيرهم تقريبا لما بعد عن افهامهم ، قال فى المفردات ضرب المثل هو من ضرب الدرهم اعتبارا بضربه بالمطرقة وهو ذكر شىء اثره يظهر فىغيره { وما يعقلها } اى وما يفهم حسن تلك الامثال وفائدتها { الا العالمون } اى الراسخون فى العلم المتدبرون فى الاشياء على ماينبغى وهم الذين عقلوا عن اللّه اى ما صدر عنه فعملوا بطاعته واجتنبوا سخطه والعالم على الحقيقة من حجزه علمه عن المعاصى فالعاصى جاهل وان كان عالما صورة ، فان قيل لم لم يقل ومايعلمها الا العاقلون والعقل يسبق العلم ، قلنا لان العقل آلة تدرك بها معانى الاشياء بالتأمل فيها ولا يمكن التأمل فيها والوصول اليها بطريقها الا بالعلم ، ودلت الآية على فضل العلم على العقل ولا عالم منا الا وهو عقال فاما العاقل فقد يكون غير عالم ، قال الامام الراغب فى المفردات العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم ويقال للعلم الذى يستفيده الانسان بتلك القوة عقل ولهذا قال امير المؤمنين على رضى اللّه عنه اقول العقل عقلان ... فمبطوع ومسوع ولاينفع مطبوع ... اذا لم يك مسموع كما لاتنفع الشمس ... وضوء العين ممنوع والى الاول اشار عليه السلام بقوله ( ماخلق اللّه خلقا اكرم عليه من العقل ) والى الثانى اشار بقوله ( ماكسب احد شيأ افضل من عقل يهديه الى هدى ويرده عن ردى ) وهذا العقل هو المعنى بقوله { وما يعقلها الا العالمون } وكل موضع ذم فيه الكفار بعدم العقل فاشارة الى الثانى دون الاول وكل موضع رفع فيه التكليف عن العبد لعدم العقل فاشارة الى الاول انتهى : وفى المثنوى عقل دو عقلست اول مكسبى ... كه در آموزى جودر مكتب صبى از كتاب واوستاد وفكر وذكر ... از علوم واز معانى خوب وبكر عقل تو افزون شود برديكران ... ليك توباشى ز حفظ آن كران لوح حافظ باشى اندر دور وكشت ... لو محفوظ اوست كوزين در كذشت عقل ديكر بخشش يزدان بود ... جشمه آن درميان جان بود جون زسينه آب دانش جوش كرد ... نى شود كنده نى ديرينه نى زرد ورره نبعش بود بسته جه غم ... كو همى جوشد زخانه دمبدم عقل تحصيلى مثال جوبها ... كان رود درخانه از كويها راه آبش بسته شد شد بى نوا ... ازدرون خويشتن جون جشمه را جهد كن تابين عقل ودين شوى ... تاجو عقل كل توباطن بين شوى ٤٤ { خلق اللّه السموات والارض بالحق } اى حال كونه محقا مراعيا للحكم والمصالح على انه حال من فاعل خلق او ملتبسة بالحق الذى لا محيد عنه مستتبعة للمنافع الدينية والدنيوية على على انه حال من مفعوله فانها مع اشتمالها على جميع مايتعلق به معاشهم شواهد دالة على وحدانيته وعظم قدرته وسائر صفاته كما اشار اليه بقوله { ان فى ذلك } اى فى خلقهما { لآية } دالة على شؤونه { للمؤمنين } تخصيص المؤمنين بالذكر مع عموم الهداية والارشاد فى خلقهما للكل لانهم المنتعفون بذلك وفى التأويلات النجمية { خلق اللّه السموات والارض بالحق } لمرآتية صفات الحق تعالى ليكن مظهرها { ان فى ذلك لآية } اى فى السموات والارض آية حق مودعة ولكن { للمؤمنين } الذين ينظرون بنور اللّه فان النور لايرى الا بالنور ومن لم يجعل اللّه له نورا فماله من نور جهان مرآت حسن شاهد ماست ... فشاهد وجهه فى كل ذرات فعلى العاقل النظر الى آثار رحمة اللّه والتفكر فى عجائب صنعه وبدائع قدرته حتى يستخرد الدر من بحار معرفته روى ان داود عليه السلام دخل فى محرابه فرأى دودة صغيرة فتفكر فى خلقها وقال مايعبأ اللّه بخلق هذه فانطقها اللّه تعالى فقالت ياداود أتعجبك نفسك وانا على مانا واللّه اذكر اللّه واشكره اكثر منك على ما آتاك اللّه وحكى ان رجلا رأى خنفساء فقال ماذا يريد اللّه تعالى من خلق هذه أحسن شكلها ام طيب ريحها فابتلاه اللّه بقرحة عجز عنها الاطباء حتى ترك علاجها فسمع يوما صوت طبيب من الطرقيين ينادى فى الدرب فقال هاتوه حتى ينظر فى امرى فقالوا ماتصنع بطرقى وقد عجز عنك حذاق الاطباء فقال لابد لى منه فلما احضروه ورأى القرحة استدعى الخنفساء فضحك الحاضرون فتذكر العليل القول الذى سبق منه فقال احضروا ماطلب فان الرجل على بصيرة فاحرقها ووضع رمادها على قرحته فبرئت باذن اللّه تعالى فقال للحاضرين ان اللّه تعالى اراد ان يعرفنى ان اخس المخلوقات اعز الادوية كذا فى حياة الحيوان فظهر ان اللّه تعالى ماخلق شيأ باطلا بل خلق الكل حقا مشتملا على المصلحة سواء عرفها الانسان او لم يعرفها واللائق بشأن المؤمن ان يسلك طريق التفكر ثم يرتقى منه حتى يرى الاشياء على ماهى عليه كما هو شان ارباب البصيرة . وقد قالوا لمشاهدة ثمرة المجاهدة فلا بد من استعمال العقل وسائر القوى وكذا الاعضاء فبالخدمة تزداد الحرمة ويحصل الانكشاف وتزول الحيرة ويجيىء الاطمئنان : قال المولى الجامى بى طلب نتوان وصالت يافت آرى كى دهد ... دولت حج دست جزراه بيابان برده را ومعنى الطلب ليس القصد القلبى الذكر اللسانى فقط بل الاجتهاد بجميع الظاهر والباطن بقدر الامكان وهو وظيفة الانسان ثم الفتح بيد اللّه ان شاء اراه ملكوت السموات والارض وجعله مكاشفا ومعاينا ومحققا واحدا وان شاء اوقفه فى مقامه واقل الامر حصول التفكر بالعقل المودع ويلزم شكره فان اللّه تعالى اخرجه بذلك عن دائرة الغافلين المعرضين اللهم اجعلنا من المتفكرين المتيقظين والمدركين لحقائق الامور فى كل شىء من خلق السموات والارضين ٤٥ { اتل ماوحى اليك من الكتاب } التلاوة القراءة على سبيل التوالى والاحياء اعلام فى الخفاء ويقال للكلمة الالهية التى تلقى الى الانبياء والاولياء وحى . والمعنى اقرأ يامحمد مانزل اليك من القرآن تقربا الى اللّه بقراءته وتحفظا لنظمه وتذكرا لمعانيه وحقائقه فان القارىء المتأمل ينكشف له فى كل مرة مالم ينكشف قبل وتذكيرا للناس وحملالهم على العمل بما فيه من الاحكام ومحاسن الآداب ومكارم الاخلاق كما روى ان عمر رضى اللّه عنه اتى بسارق فامر بقطع يده فقال لم تقطع يدى وكان جاهلا بالاحكام فقال له عمر بما امر اللّه فى كتابه فقال اتل علىّ فقال { اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم : والسارق والسارقة فاقطعوا ايدهما جزاء بما كسبا نكالا من اللّه واللّه عزيز حكيم } فقال السارق واللّه ماسمعتها ولو سمعتها ماسرقت فامر بقطع يده ولم يعذره . فسن التواريح بالجماعة ليسمع الناس القرآن ، وعن على رضى اللّه عنه من قرأ القرآن وهو قائم فى الصلاة كان له بكل حرف مائة حسنة ومن قرأ وهو جالس فى الصلاة فله بكل حرف خمسون حسنه ومن قرأ وهو فى غير الصلاة وهو على وضوء فخمس وعشرون حسنة ومن قرأ على غير وضوء فعشر حسنات ، وعن الحسن البصرى رحمه اللّه قراءة القرآن فى غير الصلاة افضل من صلاة لايكون فيها كثير القراءة كما قال الفقهاء طول القيام افضل من كثرة السجود لقوله عليه اسلام ( افضل الصلاة طول القنوت ) اى القيام وبكثرة الركوع والسجود يكثر التسبيح والقراءة افضل منه . قالوا افضل التلاوة على الوضوء والجلوس نحو القبلة وان يكون غ ير مربع ولامتكىء ولاجالس جسلة متكبر ولكن نحو مايجلس بين يديى من يهابه ويحتشم منه وقد سبق فى آخر سورة النمل بعض مايتعلق بالتلاوة من الآداب والاسرار فارجع { واقم الصلاة } اى داوم على اقامتها وحيث كانت الصلاة منتظمة للصلوات المكتوبة بالمؤداة بالجماعة وكان امره عليه السلام باقامتها متضمنا لامر الامة بها علل بقوله تعالى { ان الصلاة } المعروفة وهى المقرونة بشرائطها الظاهرة والباطنة { تنهى } اى من شأنها وخاصيتها ان تنهاهم وتمنعهم { عن الفحشاء } [ ازكارى كه نزد عقل زشت بود ] { والمنكر } [ واز عملى كه بحكم شرع منهى باشد ] ، قال فى الوسيط المنكر لايعرف فى شريعة ولاسنة اى سواء كان قولا او فعلا والمعروف ضده : يعنى [ نماز سبب باز استادن مى باشد از معاصى جه مداومت بروموجب دوام ذكر ومورث كمال خشيت است وبخاصيت بنده را از كناه باز دارد ] كماروى ان فتى من الانصار كان يصلى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الصلوات الخمس ثم لايدع شيأ من الفواحش الا ركبه فوصف لرسول اللّه فقال ( ان صلاته ستنهاه ) فلم يلبث ان تاب وحسن حاله وصار من زهاد الصاحبة رضى اللّه عنه وعنهم ، يقول الفقير لاشك ان لكل عمل خيرا او شرا خاصية فخاصية الصلاة اثارة الخشية من اللّه والنهى عن المعاصى كا ان خاصية الكفر الذى قويل به ترك الصلاة فى قوله تعالى عليه السلام ( من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر ) اثارة الخوف من الناس الاقبال على المناهى دل عليه قوله تعالى { سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بماشركوا باللّه مالم ينزل به سلطانا } وفى الحديث ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من اللّه الا بعدا ) يعنى تكون صلاته وبالا عليه ويكون سبب القرب فى حقه سبب البعد لعل ذلك لعدم خروجه عن عهدة حقيقة الصلاة كما قال بعضهم حقيقة الصلاة حضور القلب بنعت الذكر والمراقبة بنعت الفكر فالذكر فى الصلاة يطرد الغفلة التى هيى الفحشاء والفكر يطرد الخواطر المذمومة التى هى المنكر فهذه الصلاة كما تنهى صاحبها وهو فى الصلاة عما ذكر كذلك تنهاه وهو فى خارجها عن رؤية الاعمال وطلب الاعواض ومثل هذه الصلاة قرة عين العارفين لانها مبنية على المعاينة لا على المغايبة والصلاة فريضة كانت او نافلة افضل الاعمال البدنية لان لها تأثيرا عظيما فى اصلاح النفس التى هى مبدأ جميع الفحشاء والمنكر وفى الخبر ( قال عيسى عليه السلام يقول اللّه بالفرائض نجا منى عبدى وبالنوافل يتقرب الىّ ) ، واعلم ان الصلاة على مراتب فصلاة البدن باقامة الاركان المعلومة . وصلاة النفس بالخشوع والطمأنينة بين الخوف والرجاء . وصلاة القلب بالحضور والمراقبة . وصلاة السر بالمناجات والمكالمة . وصلاة الروح بالمشاهدة والمعاينة . وصلاة الخفى بالمناغاة والملاطفة ولاصلاة فى المقام السابع لانه مقام الفناء والمحبة الصرفة فى عين الوحة . فنهاية الصلاة الصورية بظهور لموت الذى هو صورة اليقين كما قال تعالى { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } اى الموت . ونهاية الصلاة الحقيقة بالفناء المطلق الذى هو حق اليقين فكل صلاة تنهى عن الفحشاء فى مرتبتها : يعنى [ نماز تن ناهيست ازمعاصى وملاهى . ونماز نفس مانعست از ذائل وعلائق واخلاق ردية وهيآت مظلمة . ونمازدل بازدارد ازظهور فضول ووفور غفلت را . ونماز سرمنع نمايد از التفات بما سواى حضرت را را . ونماز روح نهى كند ازاستقرار بملاحظه اغيار . ونماز خفى بكذارند سالك را از شهود اثنينيت وظهور انانيت يعنى برو ظاهر كرددكه ازروى حقيقت ] جزيكى نيست نقد اين عالم ... باز وبعالمش مفروش قال بعض ارباب الحقيقة رعاية الظاهر سبب للصحة مطلقا وأرى ان فوت مافات من ترك الصلوات ، يقول الفقير هذا يحتمل معنيين . الاول انه على سبيل الفرض والتقدير يعنى لو فرض للمرء مايكون سببا لبقائه فى الدنيا لكان ذلك اقامة الصلاة فكان وفاته انما جاءت من قبل ترك الصلاة كما ان الصدقة والصلة تزيدان فى الاعمار يعنى لو فرض للمرء مايزيد به العمر لكان ذلك هو الصدقة وصلة الرحم ففيه بيان فضيلة رعاية الاحكام الظاهرة خصوصا من بينها الصلاة والصدقة والصلة. والثانى ان لكل شىء حيا او جمادا اجلا علق ذلك فانقطاعه عن الذكر لانه ما من شىء الا يسبح بحمده فالشجر لايقطع وكذا الحيوان لايقتل ولا يموت الا عند انقطاعه عن الذكر وفى الحديث ( ان لكل شىء اجلا فلا تضربوه اماءكم على كسر انائكم ) فمعنى ترك الصلاة ترك التوجه الى اللّه بالذكر والحضور معه لان العمدة فيها هى اليقظة الكاملة فاذا وقعت النفس فى الغفلة انقطع عرق حياتها وفاتت بسببها وهذا بالنسبة الى الغافلين الذاكرين واما الذين هم على صلاتهم دائمون فالموت يطرأ على ظاهرهم لاعلى باطنهم فانهم لايموتون بل ينقلبون من دار الى دار كما ورد فى بعض الآثار هذا هو اللائح والهل اعلم { ولذكر اللّه اكبر } اى والصلاة اكبر من سائر الطاعات وانما عبر عنها بالذكر كما فى قوله تعالى { فاسعوا الى ذكر اللّه } للايذان بان مافيها من ذكره تعالى هو العمدة فى كونها مفضلة على الحسنات ناهية عن السيآت او لذكر اللّه افضل الطاعات لان ثواب الذكر هو الذكر كما قال تعالى { فاذكرونى اذكركم } وقال عليه السلام ( يقول اللّه تعالى انا عند ظن عبدى بى وانا مه حين يذكرنى فان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وان ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ اكثر من الملأ الذى ذكرنى فيهم ) فالمراد بهذا الذكر هو الذكر الخالص وهو اصفى واجل من الذكر المشوب بالاعمال الظاهرة وهو خير من ضرب الاعناق وعتق الرقاب واعطاء لمال للاحباب واول الذكر توحيد ثم تجريد ثم تفريد كما قال عليه السلام ( سبق المفردون ) قالوا يارسول اللّه وما المفردون قال ( الذاكرون اللّه كثيرا والذاكرات ) : قال الشيخ العطار اصل تجريدات وداع شهوتست ... بلكه كلى انقطاع لذنست كرتوببريدى زموجودات اميد ... آنكه ازتفريد كردى مستفيد والذكر طرد الغفلة ولذا قالوا ليس فى الجنة ذكر اى لانه لاغفلة فيها بل حال اهل الجنة الحضور الدائم وفى التأويلات النجمية ماحاصله ان الفحشاء والمنكر من امارات مرض القلب ومرضه نيسان اللّه وذكر اللّه اكبر فى ازالة هذا المرض ن تلاوة القرآن واقامة الصلاة لان العلاج انما هو بالضد ، فان قلت اذا كانت تلاوة القرآ واقامة الصلاة والذكر صادرة من قلب مريض معلول بالنيسان الطبيعى للانسان لايكون كل منها سببا لازالة المرض المذكور ، قلت الذكر مختص بطرح اكسير ذكر اللّه للعبد كما قال { فاذكرونى اذكركم } فابطل خاصية المعلولية وجعله ابريزا خاصا بخاصيته المذكورة فذكر العبد فنى فى ذكر اللّه فلذا كان اكبر ، وقال بعض الكبار ذكر اللذات فى مقام الفناء المحض وصلاة الحق عند التمكين فى مقام البقاء اكبر من جميع الاذكار واعظم من جميع الصلوات ، قال ابن عطاء رحمه اللّه ذكر اللّه اكبر من ذكركم لان ذكره للفضل والكرم بلا علة وذكركم مشوب بالعلل الامانى والسؤال ، وقال بعضهم اذا قلت ذكر اللّه اكبر من ذكر العبد قابلت الحادث بالقديم وكيف يقال اللّه احسن من الخلق ولا يوازى قدمه الا قدمه ولا ذكره الا ذكره ولايبقى الكون فى سطوات المكون ، وقال بعضهم [ ذكر خداى بزركتراست ازهمه جيزيراكه ذكر انو طاعتست وذكر غير او طاعت نيست ] فويل لمن مروقته بذكر الاغيار : قال الحافظ اوقات خوش آن بودكه بادوست بسررفت ... باقى همه بيحاصل وبيخبرى بود { واللّه يعلم ماتصنعون } من الذكر وسائط الطاعات لايخفى عليه شىء فيجازيكم بها احسن المجازاة ، وقال بعض الكبار واللّه يعلم ماتصنعون فى جميع المقامات والاحوال فمن تيقن ان اللّه يعلم مايصنعه تجنب عن المعاصى والسيآت وتوجه الى عالم السر والخفيات بالطاعات والعبادات خصوصا الصلوات ولابد من تفريغ القلب عن الشواغل فصلاة بالحضور افضل من الف صلاة بدونه حكى ان واحدا كان يتضرع الى اللّه ان يوفقه لصلاة مقبولة فصلى مع حبيب العجمى فلم يعجبه ظاهرها من امر القراءة فاستأنف الصلاة فقيل له فى الرؤيا قد وفقك ا لله لصلاة مقبولة فلم تعرف قدرها فاصلاح الباطن اهم فان به بتفاضل الناس وتفاوت الحسنات ويحصل الفلاح الحقيقى هو الخلاص من حبس الوجود بجود واجب الوجود ونظر العبد لايدرك كمالية الجزاء المعدّ له بمباشرة اركان الشريعة وملازمة آداب الطريقة للوصول الى العالم الحقيقى ولكن اللّه يعلم ماتصنعون باستعمال مفتاح الشريعة وصناعة الطريقة بفتح ابواب طلسم الوجود المجازى والوصول الى الكنز المخفى من الوجود الحقيقى نسأل اللّه سبحانه ان يوفقنا للفعل الحسن والصنع الجميل ويسعدنا بالمقام الا رفع والاجر الجزيل ٤٦ { ولاتجادلوا اهل الكتاب } المجادلة والجدال [ بيكار سخت كردن بايكديكر ] كما فى التاج ، قال الراغب الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة اصله من جدلت الحبل اى احكمت فتله فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه . والمعنى ولا تخاصموا اليهود النصارى : وبالفارسية [ وبيكار مكنيد وجدال منماييد باهل كتاب ] { الا بالتى هى احسن } اى بالخصلة التى هى احسن كمعاملة الخشونة باللين والغضب بالحلم والمشاغبة اى تحريك الشر واثارته بالنصح اى بتحريك الخير واثارته العجلة بالتأنى والاحتياط على وجه لايؤدى الى الضعف ولا الى اعظام الدنيا الدنية { الا الذين ظلموا منهم } بالافراط فى الاعتداء والعناد فان الكافر اذا وصف بمثل الفسق والظلم حمل على المبالغة فيما هو فيه او باثبات الولد وهم اهل نجران او بنبذ العهد ومنع الجزية ونحو ذلك فانه يجب حينئذ الموافقة بما يليق بحالهم من الغلظة باللسان وبالسيف والسنان { وقولوا آمنا } بالدصق والاخلاص { بالذى انزل الينا } من القرآن { وانزل اليكم } اى وبالذى انزل اليكم من التوراة والانجيل وسمع النبى عليه السلام ان اهل الكتاب يقرآون التوراة ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام فقال ( لاتصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا باللّه وبكتبه وبرسله فان قالوا باطلا لم تصدقوهم وان قالوا حقا لم تكذبوهم ) قال ابن الملك انما نهى عن تصديقهم وتكذيبهم لانهم حرفوا كتابهم وماقالوه ان كان من جملة ماغيروه فتصديقهم يكون تصديقا بالباطل وان لم يكن كذلك يكون تكذيبهم تكذيبا لما هو حق وهذا اصل فى وجوب التوقف فيما يشكل من الامور والعلوم فلا يقضى فيه بجوار ولا بطلان وعلى هذا كان السلف رحمهم اللّه { والهنا والهكم واحد } لاشريك له فى الالوهية { ونحن له مسلمون } اى مطيعون له خاصة وفيه تعريض بحال الفريقين حيث اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ٤٧ { وكذلك } اشارة الى مصدر الفعل الذى بعده اى ومثل ذلك الانزال البديع الموافق لانزال سائر الكتب { انزلنا اليك الكتاب } اى القرآن { فالذين آتيناهم الكتاب } من الطائفتين { يؤمنون به } اريد بهم عبداللّه بن سلام واضرابه من اهل الكتاب خاصة كأن من عداهم لم يؤتوا الكتاب حيث لم يعملوا بما فيه اومن تقدم عهد الرسول عليه السلام حيث كانوا مصدقين بنزوله حسبما شاهدوا فى كتابيهما ومنهم قس بن ساعدة وبحيرا ونسطورا وورقة وغيرهم وتخصيصهم بايتاء الكتاب للايذان بان من بعدهم من معاصرى رسو اللّه قد نزع عنهم الكتاب بالنسخ فلم يؤتوه والفاء لترتيب مابعدها على ماقبلها فان ايمانهم به مترتب على انزاله على الوجه المذكور { من هؤلاء } اى من العرب { من يؤمن به } اى بالقرآن { ومايجحد } الجحد نفى مافى القلب اثباته او اثبات مافى القلب نفيه { بآياتنا } اى بالكتاب المعظم بالاضافة الينا عبر عنه بالآيات للتنبيه على ظهور دلالته على معانيه وعلى كونه من عند اللّه { الا الكافرون } المتوغلون فى الكفر المصممون عليه فان ذلك يصدهم عن التأمل فيما يؤديهم الى معرفة حقيتها ، وفى الآية اشارة الى ان ارباب القلوب واصحاب العلوم الباطنة الذين علومهم من مواهب الحق يجب ان يجادلوا اهل علم الظاهر الذين علومهم من طريق الكسب والدارسة بالرفق واللين والسكون ونحوها لئلا تهيج الفتنة الامارية ويزدادوا انكارا فمن رحمه اللّه منهم صدق الدلائل الكشفية والبراهين الحقية فى دلالتها الى الحق واهتدى ومن حرمه اللّه استقبل بالانكار وزاد بعدا من الوصول الى اللّه الغفار : وفى المثنوى هركرا مشك نصيحت سودنيست ... لاجرم بابوى بدخوكردنيست مغزرا خالى كن از انكار يار ... تاكه ريحان يابد ازكلزار يار كاشكى جون طفل ازحيل باك آمدى ... تاجو طفلان جنك درمادر زدى يابعلم ونقل كم بودى ملى ... علم وحى دل ربودى ازولى باجنين نورى جوبيش آرى كتاب ... جان وحى آساى تو آرد عتاب جون تميم باوجود آب دان ... علم نقلى بادم قطب زمان خويش ابله كن تبع مى روز بس ... رستكى زين ابلهى يابى وبس اكثر اهل الجنة البله اى بدر ... بهراين كفتست سلطان البشر زيركى جون كبرباد انكيز تست ... ابلهى شو تابماند دل درست ابلهى نى كو بمسخر كى دوتوست ... ابلهى كوواله وحيران هوست ابلهانند آن زنان دست بر ... از كف ابله وزرخ يوسف نذر واعلم ان المجادلة فى الدين تبطل ثواب الاعمال اذا كانت تعنتا وترويجا للباطل واما الجدال بالحق لاظهاره فمأمور به وقد جادل على رضى اللّه عنه شخصا قال انى املك حركاتى وسكناتى وطلاق زوجتى واعتق امتى فقال على رضى اللّه عنه أتملكها دون اللّه او مع اللّه فان قلت املكها دون اللّه فقد اثبت دون الهل مالكا وان قلت املكها مع اللّه فقد اثبت له شريكا كذا فى شحر المواقف ، قال الشيخ سعدى [ يكى درصورت درويشان در محفى ديدم نشسته ودفتر شكايت بازكرده وذم توانكاران آغاز كفتم اى يارتوانكران مقصد زائرين وكهف مسافرانند عبادت اينان بمحل قبول نزديكترست كه جمعند وحاضرنه براكنده خاطر ودرخبراست ( الفقر سواد الوجه فى الدارين ) كفت آن نشنيدى كه بيغمبر عليه السلام فرموده است [ الفقر فخرى ] كفتم خاموش كه اشارت سيد عالم بفقر طائفة ايست كه مردان ميدان رضاند وتسليم تير قضا درويش بى معرفت نياراميد تافقرش بكفر آنجاميد ( كاد الفقر ان يكون كفرا ) باكرسنكى قوت وبرهير نماند ... افلاس عنان از كف تقوى بستاند [ كفت توانكران مشتى طافئه اند مغرور نكنند بغير الا بكراهت سخن نكويند الا بسفاهت علما بكدايى منوسب كنند وفقرارا به بى سر وبايى معيوب كردانند كفتم مذمت ايشان روامداركه خدواندان كرمند كفت خطا كفتى بنده درمند جه فائده اكر ابر آذرند بركس نمى بارند كفتم بر بخل خداوندان وقوف نيافته الا بعلت كدايى ورنه هركه طمع يكسونهد كريم وبخليش يكسان نمايند كفتا بتجربه آن ميكويم كه متعلقان بردر بدارند تادست برسينه صاحب تمييزنهند وكويند كه كسى اينجانيست وراست كفته باشند زيرا آنرا كه عقل وهمت وتدبير وراى نيست ... خوش كفت برده داركه كس درسراى نيست كفتم اين حركت ازايشان بعد ازانست كه از دست سائلان بجان آمده اندو محال عقلست كه اكر ريك بيا بان در شود جشم كدا يان برشود كفتا كه من برحال ايشان رحمت مى برم ( اى لان لهم مالا ولا يشترون ثوابا ) كفتم نه كه بر مال ايشان حسرت مى خورى ( اى لحرصك ) مادرين كفتار وهردو بهم كرفتار هربيد فى براندى بدفع آن بكوشيدمى تانقد كيسه همت همه درباخت عاقبة الامر دليلش نماند ذليلش كردم دست تعدى درازكرد وسنت جاهلانند كه جون بدليل فرومانند سلسله خصومت بجنبانند دشنامم داد سقطش كفتم كريبانم دريد زنخدانش كرفتم مرافعه اين سخن بيش قاضى برديم قاضى جون هيئات ما ديد ومنطق ما شنيد بعد از تأمل بسيار كفت اى آنكه توانكر انرا ثنا كفتى بدانكه هرجا كلست خارهست وبرسر كنج مار همدجنان در زمره توانكران شاكرانند وكفور ودر حلقه درويشان صابرانند وضجور واى كه كفتى توانكران مشتغل تباهى ومست ملاهى اند قومى ازايشان برين صفتند وطائفه ديكر طالب نبك نامند ومغفرت وصاحب دنيا وآخرت قاضى جون اين سخن بكفت بمقتضاى حكم قضا رضاداديم واز ماضى در كذشتيم وبوسه برسروروى همد كرداديم وختم سخن بدين دوبيت بود ] مكن زكردش كيتى شكايت اى درويش ... كه تيره بختى اكرهم برين نسق مردى توانكرا جودل ودست كامرانت هست ... بخور ببخش كه دنيا وآخرت بردى وهذه الحكاية طويلة قد اختصرناها ٤٨ { وما كنت تتلو من قبله } اى وما كانت عادتك يا محمد قبل انزالنا اليك القرآن ان تتلو شيأ { من كتاب } من الكتب المنزلة { ولا تخطه } ولا ان تكتب كتابا من الكتب والخط كالمد ويقال لما له طول ويعبر عن الكتابة بالخط { بيمينك } حسبما هو المعتاد يعنى ذكر اليمين لكون الكتابة غالبا باليمين لا انه لايخط بيمينه ويخط بشماله فان الخط بالشمال من ابعد النوادر ، قال الشيعة انه عليه السلام كان يحسن الخط قبل الوحى ثم نهى عنه الوحى وقالوا ان قوله و لاتخطه نهى فليس ينفى الخط ، قال فى كشف الاسرار قرىء ولا تخطه بالفتح على النهى وهو شاذ والصحيح انه لم يكن يكتب انتهى ، وفى الاسئلة المقحمة قول الشيعة مردود لان لاتخطه لو كان نهيا لكان بنصب الطاء او قال لاتخططه بطريق التضعيف { اذا } [ آن هنكام ] اى لو كنت ممن يعتاد التلاوة والخط { لارتاب المبطلون } ، قال فى المختار الريب الشك ، قال الراغب الريب ان يتوهم بالشىء امرا ينكشف عما يتوهمه ولهذا قال تعالى { لاريب فيه } والارابة ان يتوهم فيه امرا فلا ينكشف عما يتوهمه والارتياب يجرى مجرى الارابة ونفى عن المؤمنين الارتياب كما قال { ولا يرتاب الذى اوتوا الكتاب والمؤمنون } والمبطل من يأتى بالباطل وهو نقيض المحق وهو من يأتى بالحق لما ان الباطل نقيض الحق ، قال فى المفردات الابطال يقال فى افساد الشىء وازالته حقا كان ذلك الشىء او باطلا قال تعالى { ليحق الحق ويبطل الباطل } وقد يقال فيمن يقول شيأ لاحقيقة له . والمعنى لارتابوا وقالوا لعله تعلمه او التقطه من كتب الاوائل وحيث لم تكن كذلك لم يبق فى شأنك منشأ ريب اصلا ، قال الكاشفى [ درشك افتادندى تباه كاران وكجروان يعنى مشركان عرب كفتندى كه جون مى خواند ومى نويسد بس قر آنرا از كتب بيشينيان التقاط كرده وبرما مى خواند ياجهودان درشك افتادندكه دركتب خود خوانده ايم كه بيغمبر آخر زمان امى باشد واين كسى قارى وكاتب است ] ، فان قلت لم سماهم المبطلين ولو لم يكن اميا وقالوا ليس بالذى نجده فى كتبنا لكانوا محقين ولكان اهل مكة ايضا على حق فى قولهم لعله تعلمه او كتبه فانه رجل قارىء كاتب ، قلت لانهم كفروا به وهو امى بعيد من الريب فكأنه قال هؤلاء المبطلون فى كفهرم به لو لم يكن اميا لارتابوا اشد الريب فحيث انه ليس بقارىء ولا كاتب فلا وجه لارتيابهم ، قال فى الاسئلة المقحمة كيف منّ اللّه على نبيه انه امى ولا يعرف الخط والكتابة وهما من قبيل الكمال لا من قبيل النقص والجواب انما وصفه بعدم الخط والكتابة لان اهل الكتاب كانوا يجدون من نعته فى التوراة والانجيل انه امى لايقرأ ولا يكتب فاراد تحقيق ماوعدهم به على نعته اياه ولا ن الكتابة من قبيل الصناعات فلا توصف بالمدح ولا بالذم ولان المقصود من الكتابة والخط هو الاحتراز عن الغفلة والنيسان وقد خصه اللّه تعالى بما فيه غنية عن ذلك كالعين بها غنية عن العصا والقائد انتهى ، وقال فى اسئلة الحكم كان عليه السلام يعلم الخطوط ويخبر عنها فلما ذا لم يكتب الجواب انه لو كتب لقيل قرأ القرآن من صحف الاولين ، وقال النيسابورى انما لم يكتب لانه اذا كتب وعقد الخنصر يقع ظل قلمه واصبعه على اسم اللّه تعالى وذكره فلما كان ذلك قال اللّه تعالى لاجرم ياحبيبى لما لم ترد ان يكون قلمك فوق اسمى ولم ترد ان يكون ظل القلم على اسمى امرت الناس ان لايرفعوا اصواتهم فوق صوتك تشريفا لك وتعظيما ولا ادع بسبب ذلك ظلك يقع الى الارض صيانة له ان يوطأ ظله بالاقدام ، قيل انه نور محض وليس للنور ظل ، وفيه اشارة الى انه افنى الوجود الكونى الظلى وهو نور متجسد فى صورة البشر وكذلك الملك اذا تجسدت الارواح الخبيثة وقعت كشافة ظلها وظلمته على الارض اكثر من سائر الاظلال الكونية فليحفظ ذلك ، قال الكاشفى [ درتيسير آورده كه خط وقرائت فضيلت بوده است مرغير بيغمبر مارا وعدم آن فضل معجزه آن حضرت بوده وجون معجزه ظاهر شده ودراميت اوشك وشبه نماند حق سبحانه در آخر عمر اين فضيلت نيزبى ارزانى داشته تامعجزه ديكر باشد وابن ابى شيبه درمصنف خود از طريق عون بن عبد اللّه نقل ميكندكه ( مامات رسول اللّه حتى كتب وقرأ ) واين صورت منافىء قرآن نيست نيست زيرا كه درآيت نفى كتابت مقرر ساخته بزمانى قبل از نزول قرآن ومذهب آنانكه ويرا امى دانند از اول عمرتا آخر بصواب اقربست بقلم كرنرسيد انكشاتش ... بود لوح وقلم اندر مشتش ازسواد خط اكرديده ببست ... بكاملش نرسد هيدج شكست بود اونور خط تيره ظلم ... نشود نور وظلم جمع بهم ولذا قال بعضهم من كان القلم الا على يخدمه واللوح المحفوظ مصحفه ومنظره لايحتاج الى تصوير الرسوم وتمثيل العلوم بالآلات الجسمانية لان الخط صنعة ذهنية وقوة طبعية صدرت بآلاتها الجسمانية ، قال رجل من الانصار للنبى عليه السلام انى لاسمع الحديث ولا احفظه فقال ( استعن بيمينك ) اى اكتبه ، قيل اول من كتب الكتاب العربى والفارسى والسريانى والعبرانى وغيرها من بقية الاثنى عشر وهى الحميرى واليونانى والرومى والقبطى والبربرى والاندلس والهندى والصينى آدم عليه السلام كتبها فى طين وطبخه فلما اصاب الارض وانفرق وجد كل قوم كتابا فكتبوه فاصاب اسماعيل عليه السلام كتاب العربى وما ماجاء ( اول من خط بالقلم ادريس عليه السلام ) فالمراد به خط الرمل وفى التأويلات النجمية القلب اذا تجرد عن المعلومات والسر تقدس عن المرقومات والروح تنزه عن الموهومات كانوا اقرب الى الفطرة ولم يشتغلوا بقبول النفوس السفلية من الحسيات والخياليات والوهميات فكانوا لما صادفهم من المغيبات قابلين من غيز ممازجه طبع ومشاركة كسب وتكلف بشرية ولما كان قلب النبى عليه السلام فى البداية مشروطا بعمل جبريل اذا اخرج منه ماخرج وقال هذا خط الشيطان منك ، وفى النهاية لما كان محفوظا من النقوش التعليمية بالقراءة والكتابة كان قابلا للانزال عليه مختصا عن جميع الانبياء كما قال { نزل به الروح الامين على قلبك } ثم اثبت هذه بتبعيته لمتابعيه فقال ٤٩ { بل هو } اى القرآن { آيات بينات } واضحات ثابتات راسخات { فى صدور الذين اوتوا العلم } من غير ان يلتقط من كتاب يحفظونه بحيث لايقدر احد على تحريفه ، قال الكاشفى [ درسينه آنانكه داده شده اند علم را يعنى مؤمنان اهل كتاب ياصحابه كرام كه آنرا ياد ميكردند تاهيج كس تحريف نتوان كرد واما خواندن قرآن ازظهر القلب خاصه امت مرحومه است جه كتب مقدمه را از اوراق مى خوانده اند ] يعنى كونه محفوظا فى الصدور من خصائص القرآن لان من تقدم كانوا لايقرأون كتبهم الا نظرا فاذا اطبقوها لم يعرفوا منها شيأ سوى الانبياء رمانقل عن قارون من انه كان يقرأ التوراة عن ظهر القلب فغير ثابت [ وازينجاست كه موسى عليه السلام درمناجاة حضرتكفت ] يارب انى اجد فى التوراة امة اناجيلهم فى صدورهم يقرأون ظاهرا لو لم يكن رسم الخطوط لكانوا يحفظون شرائعه عليه السلام بقلوبهم لكمال قوتهم وظهور استعدادتهم ولما اختل رسم التوراة اختلت شريعتهم ، وفى بعض الآثار ماحسدتكم اليهود والنصارى على شىء كحفظ القرآن ، قال ابو امامة ان اللّه لايعذب بالنار قلبا وعى القرآن وقال عليه السلام ( القلب الذى ليس فيه شىء من القرآن كالبيت الخراب ) وفى الحديث ( تعاهدوا القرآن فوالذى نفس محمد بيده لهو اشد تفلتا من الابل من عقلها ) اى من الابل المعقلة اذا اطلقها صاحبها والتعاهد والتعهد التحفظ اى المحافظة وتجديد الامر به والمراد هنا الامر بالمواظبة على تلاوته المداومة على تكراره فمن سنة القارىء ان يقرأ القرآن كل يوم وليلة كيلا ينساه وعن النبى عليه السلام ( عرضت علىّ ذنوب امتى فلم ار ذنبا اكبر من آية او سورة اوتيها الرجل ثم نسيها ) والنسيان ان لايمكنه القراءة من المصحف كذا فى القنية ، وكان ابن عيينة يذهب الى النسيان الذى يستحق صاحبه اللوم ويضاف اليه الاثم ترك العمل به والنيسان فى لسان العرب الترك قال تعالى { فلما نسوا ماذكروا به } اى تركوا وقال تعالى { نسوا اللّه } اى تركوا طاعته { فنسيهم } اى فترك رحمتهم ، قال شارح الجزرية وقراءة القرآن من المصحف افضل من قراءة القرآن من حفظه هذا هو المشهور عن السلف ولكن ليس هذا على اطلاقه بل ان كان القارىء من حفظه يحصل له التدبر والتفكر وجمع القلب والبصر اكثر مما يحصل له من المصحف فالقراءة من الحفظ افضل وان تساويا فمن المصحف افضل لان النظر فى المصحف عبادة واستماع القرآن من الغير فى بعض الاحيان من السنن دل ازشنيدن قرآن بكيردت همه وقت جو باطلان ز كلام حقت ملول جيست قال فى كشف الاسرار قلوب الخواص من العلماء باللّه خزائن الغيب فيها براهين حقه وبينات سره ودلائل توحيده وشواهد ربوبيته فقانون الحقائق قلوبهم وكل شىء يطلب من موطنه ومحله [ درشب افروز ازصدف جويند وآفتاب تابان از برج فلك وعسلك مصفى از نحل ونور معرفت ووصف ذات احديت از دلهاى عارفان جويندكه دلهاى ايشان قانون معرفت است ومحل تجلىء صفات ] بل يطلب حضرة جلاله عند حظائر قدس قلوب خواص عباده كما سأل اللّه موسى عليه السلام قال ( اين الهى اين اطلبك قال انا عند المنكسرة قلوبهم من اجلى ) وفى المثنوى ازدرون واهل دل آب حيات ... جند نوشيدى وواشد جشمهات بس غذاى سكر ووجد وبينحودى ... از در اهل دلان بر جان زدى قال المولى الجامى نكته عرفان مجو از خاطر آلود كان ... كوهر مقصود رادلهاى باك آمد صدف { وما يجحد بآياتنا } مع كونها كما ذكر { الا الظالمون } اى المتجاوزون للحدود فى الشر والمكابرة والفساد روى ان المسيح ابن مريم عليه السلام قال للحواريين انا اذهب وسيأتيكم الفارّ قليط يعنى محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم روح الحق الذى لايتكلم من قبل نفسه ولكنه مايسمع به يكلمكم ويسوسكم بالحق ويخبركم بالحوادث والغيوب وهو يشهد لى كما شهدت له فانى جئتكم بالامثال وهو يأتيكم بالتأويل ويفسر لكم كل شىء ، قوله يخبركم بالحوادث . يعنى مايحدث فى الازمنة المستقبلية مثل خروج الدجال وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها واشباه ذلك ويعنى بالغيوب امر القيامة من الحساب والجنة والنار مما لم يذكر فى التوراة والانجيل والزبور وذكره نبينا صلّى اللّه عليه وسلّم كذا فى كشف الاسرار ، وفى الآية اشارة ان الحرمان من رؤية الآيات من خصوصية رين الجحد والانكار اذا غلب على القلوب فتصدأ كما تصدأ المرآة فلا تظهر فيها نقوش الغيوب وتعمى عن رؤية الآيات : اقل الكمال الخجندى له فى لك موجود علامات وآثار ... دو علام برز معشوقست كويك عاشق صادق قال الشيخ المغربى قدس سره نخست ديده طلب كن بس آنكهى ديدار ... ازانكه يار كند جلوه بر اولو الابصار تراكم جشم نباشد جه حاصل ازشاهد ... تراكه كوش نباشد جه سود از كفتار اكرجه آينه دارى از براى رخش ... ولى جه سود كه دارى هميشه آينه تار بيا بصيقل توحيد ز آينه بز داى ... غبار شرك كه تاباك كردد از زنكار قال ابراهيم الخواص رحمه اللّه دواء القلب خمسة . قراءة القرآن بالتدبر . والخلاء . وقيام الليل . والتضرع الى اللّه عند السحر . ومجالسة الصالحين جعلنا اللّه واياكم من اهل الصلاح والفلاج انه القادر الفتاح فالق الاصباح خالق المصباح ٥٠ { وقالوا } اى كفار قريش { لولا } تحضيضة بمعنى هلا : وبالفارسية [ جرا ] { انزل } [ فرو فرستاه نمى شود ] { عليه } على محمد { آيات من ربه } مثل ناقة صالح وعصا موسى مائدة عيسى عليهم السلام { قل انما الآيات من عند اللّه } فى قدرته وحكمه ينزلها كمايشاء وليس بيدى شىء فآتيكم بما تقترحونه { وانما انا نذير مبين } ليس من شأنى الا الانذار والتخويف من عذاب اللّه بما اعطيت من الآيات : يعنى [ تخويف ميكنم بلغتى كه شمادريابيد ] وهو معنى الظهور ، قال فى كشف الاسرار والحكمة فى ترك اجابة النبى عليه السلام الى الآيات المقترحة انه يؤدى الى مالا يتناهى وان هؤلاء طلبوا آيات تضطرهم الى الايمان فلو اجابهم اليها لما استحقوا الثواب على ذلك انتهى ولو لم يؤمنوا لاستأصلوا وعذاب الاستئصال مرفوع عن هذه الامة ببركة النبى عليه السلام ثم قال تعالى بينا لبطلان اقتراحهم ٥١ { أولم يكفهم } الهمزة للانكار والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام والكفاية مافيه سد الخلة وبلوغ المراد فى الامراى اقصر ولم يكفهم آية مغنية عما اقترحوه { انا انزلنا عليك الكتاب } الناطق بالحق المصدق لما بين يديه من الكتب السماوية وانت بمعزل من مدارستها وممارستها { يتلى عليهم } بلغتهم فى كل زمان ومكان فلا يزال معهم آية ثابتة لاتزول ولا تضمحل كما تزول كل آية بعد كونها وتكون فى مكان دون مكان ، وفيه اشارة الى عمى بصر قلوبهم حيث لم يروا الآية الواضحة التى هى القرآن حتى طلبوا الآيات والى ان تيسير قراءة مثل هذا القرآن فى غير كاتب وقارىء وانزاله عليه وحفظه لديه واحالة بيانه اليه واضحة { ان فى ذلك } الكتاب العظيم الشان الباقى على ممر الدهور والازمان { لرحمة } اى نعمة عظيمة { وذكرى } اى تذكرة : وبالفارسية [ بندى ونصيحتى ] { لقوم يؤمنون } اى لقوم هممهم الايمان لا التعنت كاولئك المقترحين : وفى المثنوى بند كفتن باجهول خابناك ... تخم افكندن بود درشوره خاك ٥٢ { قل كفى باللّه } اى كفى اللّه و الباء صلة { بينى وبينكم شهيدا } بما صدر عنى وعنكم { يعلم مافى السموات والارض } اى من الامور التى من جملتها شأنى وشأنكم { والذين آمنوا بالباطل } الذى لايجوز الايمان به كالصنم والشيطان وغيرهما ، وفه اشارة الى ان من ابصر بعين النفس لايرى الا الباطل فيؤمن به { وكفروا باللّه } الذى يجب الايمان به مع تعاضد موجبات الايمان { اولئك هم الخاسرون } المغبنون فى صفتهم الاخروية حيث اشتروا الكفر بالايمان وضيعوا الفطرة الاصلية والادلة السمعية الموجبة للايمان عمر تو كنج وهر نفس ازوى بكل كهر ... كنجى جيني لطيف مكن رايكان تلف ٥٣ { ويستعجلونك بالعذاب } الاستعجل طلب الشىء قبل وقته : يعنى [ شتاب ميكنند كافران ترا بعذاب آوردن بايشان ] اى يقول نضر بن الحارث وامثاله بطريق الاستهزاء متى هذا الوعد وامطر علينا حجارة من السماء ، وفيه اشارة الى ان من استعجل العذاب ولم يصبر على العافية لعجل خلق منه وهو مركوز فى جبلته كيف يصبر على البلاء والضراء لو لم يصبره اللّه كما قال لنبيه عليه السلام { واصبر وما صبرك الا باللّه } نسأ اللّه العافية من كل بلية { ولولا اجل مسمى } اى وقت معين لعذابهم وهو يوم القيامة كما قال { بل الساعة موعدهم } وذلك ان اللّه تعالى وعد النبى عليه السلام انه لايعذب قومه استئصالا بل يؤخر عذابهم الى يوم القيامة وقد سمت الارادة القديمة بالحكمة الازلية لكل مقدور كائن اجلا فلا تقدم له ولا تأخر عن المضروب المسمى { لجاءهم العذاب } عاجلا ، وفيه اشارة الى ان الاستعجال فى طلب مرادات العذاب فى غير وقته المقدر لاينفع وهو مذموم فكيف ينفع الاستعجال فى طلب مرادات النفس وشهواتها فى غير اوانها [ وكيف لم يكن مذموما { وليأتينهم } العذاب الذى عين لهم عند حلول الاجل : وبالفارسية [ وبى شك خواهد آمد عذاب بديشان ] { بغتة } [ ناكاه ] ، قال الراغب البغت مفاجأة الشىء من حيث لايحتسب { وهم لايشعرون } بتيانه : يعنى [ حال آنكه ايشان نداننكه عذاب آيد بايشان وايشان ن آكاه ] ، يقول الفقير ان قلت عذاب الآخرة ليس من قبيل المفاجأة فكيف يأتى بغتة ، قلت الموت يأتيهم بغتة اى فى وقت لايظنون انهم يموتون فيه وزمانه متصل بزمان القيامة ولذا عد القبر اول منزل من منازل الآخرة وبدل عليه قوله عليه السلام ( من مات فقد قامت قيامته ) وفى البرزخ عذاب ولو كان نصفا من حيث انه حظ الروح فقد ، وقال بعضهم لعل المراد باتيانه كذلك ان لايأتيهم بطريق التعجيل عند استعجالهم والاجابة الى مسئولهم فان ذلك اتيان برأيهم وشعورهم ، وفى بعض الآثار من مات مصححا لامره مستعدا لموته ما كان موته بغتة وان قبض نائما ومن لم يكن مصححه لامره ولامستعدا لموته فموته موت فجأة وان كان صاحب الفراش سنة ، قال فى لطائف المنن وقد تحاورت الكلام انا وبعض من يشتغل بالعلم فى انه ينبغى اخلاص النية فيه وان لايشتغل به الا لله فقلت الذى يطلب العلم لله اذا قيل له غدا تموت لايضع الكتاب من يده لكونه وفى الحقوق فلم ير افضل مما هو فيه فيحب ان يأتيه الموت على ذلك توغافل در انديشه سود ومال ... كه سرمايه عمر شد بايمال طريقى بدست آرو صلحى بجوى ... شفيعى برانكيز وغدرى بكوى كه يك لحظه صورت نبندد امان ... جو بيمانه برشد بدور زمان ٥٤ { يستعجلونك بالعذاب } [ تعجيل ميكنند ترا بعذاب آوردن ] { وان جهنم } اى والحال ان محل العذاب الذى لاعذاب فوقه { لمحيطة بالكافرين } اى ستحيط بهم عن قريب لان ماهو آت قريب ، قال فى الارشاد وانماجيىء بالاسمية دلالة على تحقق الاحاطة واستمرارها وتنزيلا لحال السبب منزلة المسبب فان الكفر والمعاصى الموجبة لدخول جهنم محيطة بهم ، وقال بعضهم ان الكفر والمعاصى هى النار فى الحقيقة ظهرت فى هذه النشأة بهذه الصورة ٥٥ { يوم يغشيهم العذاب } ظرف لمضمر اى يوم يعلوهم ويسترهم العذاب الذى اشير اليه باحاطة جهنم بهم يكون من الاحوال والاهوال مالا يفى به المقال { من فوقهم } [ اى اززبر سرهاى ايشان ] { ومن تحت ارجلهم } [ واز زير بابهاى ايشان ] والمراد من جميع جهاتهم { ويقول } اللّه او بعض الملائكة بامره { ذوقوا } [ بجشيد ] والذوق وجود الطعم بالفم واصله مما يقل تناوله فاذا اكثر يقال له الاكل واختير فى القرآن لفظ الذوق فى العذاب لان ذلك وان كان فى التعارف للقليل فهو مستصلح للكثير فخصه بالذكر ليعلم الامرين كما فى المفردات { وما كنتم تعلمون } اى جزاء ما كنتم تعملونه فى الدنيا على الاستمرار من السيآت التى من جملتها الاستعجال بالعذاب ، قال الكاشفى [ دنيا دار عمل بود وعقبى دار جزاست هرجه آنجا كاشته ايد اينجا مى درويد ] توخمى بيفشان كه جون بدورى ... زمحصول خود شاد وخرم شودى وفى التأويلات النجمية قوله { ويستعجلونك بالعذاب } يشير الى ان استعجال العذاب لاهل العذاب وهو نفس الكافر لاحاجة اليه بالاستدعاء { وان جهنم } الحرص الشره والشهوة والكبر والحسد والغضب والحقد { لمحيطة بالكافرين } بالنفوس الكافرة الآن بنفاد الوقت { يوم يشغاهم العذاب } باحاطة هذه الصفات { من فوقهم } الكبر والغضب الحسد والحقد { ومن تحت ارجلهم } الحرص الشره والشهوة ولكنهم بنوم الغفلة نائمون ليس لهم خبر عن ذوق العذاب كالنائم لاشعور لهم فى النوم بما يجرى على صورته لانه نائم الصورة فاذا انتبه يجد ذوق مايجرى عليه من العذاب كا قال { ويقول } يعنى يوم القيامة { ذوقوا ما كنتم تعملون } اى عذاب ماكنتم تعاملون الخلق الخالق به والذى يؤكد هذا التأويل قوله تعالى { وان الفجار لفى جحيم } يعنى فى الوقت ولاشعور لهم { يصلونها يوم الدين } الذى يكون فيه الصلى والدخول يوم القيامة { وماهم عنها بغائبين } اليوم ولكن لاشعور لهم بها فمن تطلع له شمس الهداية والعناية من مشرق القلب فيخرج من ليل الدين الى يوم الدين واشرقت ارض بشريته بنور ربها يرى نفسه محاطة جهنم اخلاقها فيجد ذوق المهاد بقصد الخروج والخلاص منها فان ارض اللّه واسعة كما يأتى نسأل اللّه الخلاص ٥٦ { ياعبادى الذين آمنوا } خطاب تشريف لبعض المؤمنين الذين لايتمكنون من اقامة امور الدين كا ينبغى لممانعة من جهة الكفر وارشاد لهم الى الطريق الاسلم ، قال الكاشفى [ آورده اندكه جمعى ازمؤمنان درمكه اقامت كرده ازجهت قلت زاد وكمى استعداد بابسبب محبت اوطان ياصحبت اخوان هجرت نميكردند وبترس وهراس برستش خدانمودند ] وربما يعذبون فى الدين فانزل اللّه هذه الآية وقال ياعبادى المؤمنين اذا لم تسهل لكم العبادة فى بلد ولم يتسر لكم اظهار دينكم فهاجروا الى حيث يتمشى لكم ذلك { ان ارضى } الارض الجرم المقابل للسماء اى بلاد المواضع التى خلقها { واسعة } لا مضايقة لكم فيها فان لم تخصلوا العبادة لى فى ارضى { فاياى فاعبدون } اى فاخصلوها فى غيره فالفاء جواب شرط محذوف ثم حذف الشرط وعوض عنه تقديم المفعول مع افادة تقديم معنى الاختصاص والاخلاص ، قال الكاشفى [ واكر از دوستى اهل وولد يابسته بلده شده ايد روزى مفارقت ضرورت خواهدبود زيرا كه ] ٥٧ { كل نفس } من النفوس سواء كان نفس الانسان او غيرها وهو مبتدأ وجاز الابتداء بالنكرة لما فيها من العموم { ذائقة الموت } اى واجدة مرارة المت ومتجرعة غصص المفارقة كما يجد الذائق ذوق المذوق وهذا مبنى على ان الذوق يصلح للقليل والكثير كما ذهب اليه الراغب ، وقال بعضهم اصل الذوق بالفم فيما يقل تناوله فالمعنى اذا ان النفوس تزهق بملابسة البدن جزأ من الموت ، واعلم ان للانسان روحا وجسدا وبخارا لطيفا بينهما هو الروح الحيوانى فمادم هذا البخار باقيا على الوجه الذى يصلح ان يكون علاقة ينهما فالحياة قائمة وعند انطفائه وخروجه عن الصلاحية تزول الحياة ويفارق الروح البدن مفارقة اضطرارية وهو الموت الصورى ولايعرف كيفية ظهرو الروح فى البدن ومفارقته له وقت الموت الا اهل الانسلاخ التام { ثم الينا } اى الى حكمنا وجزائنا { ترجعون } من الرجع وهو الرد اى تردون فمن كانت هذه عاقبته ينبغى ان يجتهد فى التزود والاستعداد لها ويرى مهاجرة الوطن سهلة واحتمال الغربة هونا هذا اذا كان الوطن دار الشرك وكذا اذا كان ارض المعاصى والبدع وهو لايقدر على تغييرها والمنع منها فيهاجر الى ارض المطيعين من ارض اللّه الواسعة سفر كن جوجاى تو ناخوش بود ... كزينجاى رفتن بدان ننك نيست وكرتنك كردد ترا جايكاه ... خداى جهانرا جهان تنك نيست ٥٨ { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } ومن الصالحات الهجرة للدين { لنبوئنهم } لننزلنهم : وبالفارسية [ هر آينه فرود اديم ايشانرا ] قال فى التاج النبوء [ كسى را جايى فر آوردن ] { من الجنة غرفا } مفعول ثان لنبوئنهم اى قصورا عالية من الدر والزبرجد والياقوت وانما قال ذلك لان الجنة فى جهة عالية والنار فى سافله ولان النظر من الغرف الى المياه والحضر اشهى وألذ { تجرى من تحتها الانهار } صفة لغرفا { خالدين فيها } اى ماكثين فى تلك الغرف الى غاية { نعم اجر العاملين } الاعمال الصالحة : يعنى [ نيك مزديست مزد عمل كنندكان خيررا كوشكهاى بهشت ] ٥٩ { الذين صبروا } صفة للعاملين او نصب على المدح اى صبروا على اذية المشركين وشدائد الهجرة للدين وغير ذلك من المحن والمشاق { وعلى ربهم يتوكلون } اى لايعتمدن فى امورهم الا على اللّه تعالى وهذا التوكل من قوة الايمان فاذا قوى الايمان يخرج من الكفر ملاحظة الاوطان والاموال والارزاق وغيرها وتصير الغربة والوطن سواء ويكفى ثواب اللّه بدلا من الكل وفى الحديث ( من فرّ بدينه من ارض الى ارض ولو كان شبرا استوجب الجنة كان رفيق ابراهيم ومحمد ) علهيما السلام اما استيجابه الجنة والغرف فلتركه المسكن المألوف لاجل الدين وامتثال امر رب العالمين واما رفاقته لهما فلمتابعتهما فى باب الهجرة واحياء سنتهما فان ابراهيم عليه السلام هاجر الى الارض المقدسة ونبينا عليه السلام هاجر الى ارض المدينة ، وفيه اشارة الى ان السالك ينبغى ان يهاجر من ارض الجاه وهو قبول الخلق الى ارض الخمول حكايت كنند از ابو سعيد خراز قدس سره كفت در شهرى بودم ونام من در آنجا مشهور شده دركار من عظيم برفتند جنانكه بوست خربزه كه از دست من بيفتاد بر داشتند واز يكديكر بصد دينار مى خريدند وبر آن مى افزودند باخود كفتم اين نه جاى منسب ولائق روزكار من بس ازآنجا هجرت كردم بجاى افتادم كه مرا زنديق مى كفتند وهر روز دويار برمن سنك باران همى كردند همان جاى مقام ساختم وآن رنج وبلا همى كشيدم وخوش همى بودم ابراهيم هم قدس سره حكايت كنند كه كفت درهمه عمر خويش دردنيا سه شادى ديدم وباذن اللّه تعالى شادى نفس خويش را قهر كردم . در شهر انطاكيه شدم برهنه باى وبرهنه سر ميرفتم هريكى طعنه برمن همى زد يكى كفت ( هذا عبد آبق من مولاه ) مرا اين سخن خوش آمد بانفس خويش كفتم اكر كريخته ورميده كاه آن نيامدكه بطريق صلح بازآيى . دوم شادى آن بودكه دركشتى نشسبته بودم مسخره درميان آن جمع بود وهيج كس را از من حقير تر وخوار تر نمى ديد هر ساعتى بيامدى ودست درقفاى من داشتى سوم . آن بودكه در شهر مطيه در مسجدى سر بزانوى حست نهاده بودم در وادى كم وكاست خود افتاده بى حرمتى بيامد وبند ميزر بكشاد وآب در من ريخت يعنى تبول كرد وكفت ( خذماء الورد ) ونفس من آن ساعت ازآن حقارت خوش بكشت ودلم بدان شاد شد واين شادى از باركاه عزت در حق خود تحفه سعادت يافتم . بير طريقت كفت بسا مغرور در سير اللّه ومستدرج در نعمت اللّه ومفتون بثناى خلق ] فعلى العاقل ان يموت عن نفسه ويذوق ألم الفناء المعنوى قبل الفناء الصورى فان الدنيا دار الفناء [ هر نفسى جشنده مركست وهر كسى را راه كند بر مركست راهى رفتنى وبلى كذشتنى وشرابى آشاميدنى سيد صلوات اللّه عليه بيوسته امت را اين وصيت كردى ( اكثروا ذكر هاذم اللذات ) زينهار مرك را فراموش مكنيد واز آمدن او غافل مباشيد ، از ابراهيم بن ادهم قدس سره سؤال كردندكه اى قدوه اهل طريقت واى مقدمه زمره حقيقت آن جه معنى بودكه در سويداى دل وسينه تو بديدار آمد تاتاج شاهى از سر بنهادى ولباس سلطانى ازتن بركشيدى ومرقع درويشى دربوشيدى ومحنت وبى نوايى اختيار كردى كفت آرى روزى برتخت مملكت نشسته بودم وبرجهار بالش حشمت تكيه رده كه ن كاه آبينه دربيش روى من داشتند در آيينه نكه كردم منزل خود در خاك ديدم ومرامونس نهسفر دراز در بيش ومرازادنه زندانى تافته ديدم ومرا طاقت نه قاضى عدل ديدم ومراحجت نه اى مردى كه اكر بساط امل توكوشه باز كشند ازقاف تاقاف بكيرد بارى بنكركه صاحب قاب قوسين جه ميكويد ( واللّه مارفعت قدما وظننت انى وضعتها وما اكلت لقمة وظننت انى ابتلعتها ) كفت بدن خدايى كه مرا بخلق فرستاد هيج قدمى اززمين برنداشتم كه كمان بردم بيش ازمرك من آنرا بزمين باز توانم نهاد وهيج لقمه دردهان ننهادم كه جنان بنداشتم كه من آن لقمه را بيش ازمرك توانم فروبرد اوكه سيد اولين وآخرين ومقتداى اهل آسمان وزمين است جنين ميكويد وتومغرور وغافل امل دراز دربيش نهاده وصد ساله كار وبار ساخته ودل بر آن نهاده خبر ندارى كه اين دنيا غدار سراى غرورست نه سرور وسراى فرارست نه سراى قرار ] تاكى ازدار الغرورى ساختن دار السرور ... تاكى ازدار الفرارى ساختن دار القرار اى خداوندان مال الاعتبار الاعتبار ... وى خداوندان قال الاعتذار الاعتذار بيش ازان كين جان عذر آردفروماند زنطق ... بيش ازان كين جشم عبرت بين فروماندزكار كذا فى كشف الاسرار ٦٠ { وكأين من دابة لاتحمل رزقها } كأين للتكثير بمعنى كم الخبرية ركب كاف التشبيه مع أى فجرد عنها معناها الافرادى فصار المجموع كأنه اسم مبنى على السكون آخره نون ساكنة كما فى من لاتنوين تمكين ولهذا يكتب بعد الياء نون مع ان التنوين لاصورة له فى الخط وهو مبتدأ . وجملة قوله اللّه يرزقها خبره . ولاتحمل صفة دابة . والدابة كل حيوان يدب ويتحرك على الارض مما يعقل وممالايعقل . والحمل بالفتح [ برداشتن بسروبه بشت ] وبالكسر اسم للمحمول على الرأس وعلى الظهر . والرزق لغة ماينتفع به واصطلاحا اسم لما يسوقه اللّه الى الحيوان فيأكله روى ان النبى صلّى اللّه عليه وسلّم لما امر المؤمنين الذين كانوا بمكة بالمهاجرة الى المدينة قالوا كيف نقدم بلدة ليس لنا فيها معيشة فنزلت والمعنى وكثير من دابة ذات حاجة الى الغذاء لاتطيق حمل رزقها لضفعها او لاتدخره وانما تصبح ولامعيشة عندها [ وذخيره كننده ازجانوران آدميست وموش ومور وكفته اند سياه كوش ذخيرة نهد وفراموش كند . ودر كشاف از بعضى نقل ميكندكه بلبلى را ديدم خوردنى درزير بالهاى خود نهان ميكرد القصه جانوران بسيارند ازدواب وطيور ووحوش وسباع وهوام وحيوانات آبى كه ذخيره ننهند وحامل رزق خود نشوند ] { اللّه يرزقها } يعطى رزقها يوما فيوما حيث توجهت { و } يرزق { اياكم } حيث كنتم اى ثم انها مع ضعفها وتوكلها واياكم مع قوتكم واجتهادكم سواء فى انه لايرزقها واياكم الا اللّه لان رزق الكل باسباب هو المسبب لها وحده فلا تخافوا الفقر بالمهاجرة والخروج الى دار الغربة هست زفيض كرم ذو جلال ... مشرب ارزاق بر آب زلال شاه وكداروزى ازان ميخورند ... مور وملخ قسم ت ازاوميبرند { وهو السميع العليم } المبالغ فى السمع فيسمع قولكم هذا فى امر الرزق المبالغ فى العلم فيعلم ضمائركم ، وقال الكاشفى [ دانا بآنكه شمارا رزوى از كجادهد ] ٦١ { ولئن سألتهم } اى اهل مكة { من } استفهام { خلق السموات والارض وسخر الشمس والقمر } لمصالح العباد حيث يجريان على الدوام والتسخير جعل الشىء منقادا للآخر وسوقه الى الغرض المختص به قهرا { ليقولن } خلقهن { اللّه } اذ لاسبيل لهم الى الانكار لما تقرر فى العقول من وجوب انتهاء الممكنات الى واحد واجب الوجود { فانى } [ بس كج ] { يؤفكون } الأفك بالفتح الصرف والقلب وبالكسر كل مصروف عن وجهه الذى يحق ان يكون عليه اى فكيف يصرفون عن الاقرار بتفرده فى الالهية مع اقرارهم بتفردجه فيما ذكر من الخلق والتسخير فهو انكار واستبعاد لتركهم العلم بموجب العلم وتوبيخ وتقرير عليه وتعجيب منه ٦٢ { اللّه يبسط الرزق لمن يشاء } ان يبسط له { من عباده } مؤمنين او كافرين اديم زمين سفره عام اوست ... برين خوان يغماجه دشمن جه دوست { ويقدر } [ تنك ميسازد ] { له } اى لمن يشاء ان يقدر له منهم كائنا من كان على ان الضمير مبهم حسب ابهام مرجعه ويحتمل ان يكون الموسع له والمضيق عليه واحدا على ان البسط والقبض على التعاقب اى يقدر لمن يبسط له التعاقب ، قال الحسن يبسط الرزق لعدوه مكرا به ويقدر على وليه نظرا له فطوبى لمن نظر اللّه اليه { ان اللّه بكل شىء عليم } فيعلم من يليق ببسط الرزق فيبسط له ويعلم من يليق بقبضه فيقبض له او فيعلم ان كلا من البسط والقبض فى أى وقت يوافق الحكمة والمصلحة فيفعل كلا منهما فى وقته وفى الحديث القدسى ( ان من عبادى من لايصلح ايمانه الا الغنى ولو افقرته لافسده ذلك وان من عبادى من لايصلح ايمانه الا الفقر ولو اغنيته لافسده ذلك ) ٦٣ { ولئن سألتم } اى مشركى العرب { من } [ كه ] { نزل من السماء ماء فاحيا } [ بس زنده كرد وتازه كرد وتازه ساخت ] { به } [ بسبب آن آب ] { الارض } باخراج الزرع والنبات والاشجار منها { من بعد موتها } يبسها وقحطها : وبالفارسية [ بس از مردكى وافسر دكى ] ، ويقال للارض التى ليست بمنتبة ميتة لانه لاينتفع بها كمالا ينتفع بالميتة { ليقولن } نزل واحيى { اللّه } اى يعترفون بانه الموجد للممكنات باسرها اصولها وفروعها ثم انهم يشركون به بعض مخلوقاته الذى لايكاد يتوهم منه القدرة على شىء ما اصلا { قل الحمد لله } على ان جعل الحق بحيث لايجترىء المبطلون على جحوده وان اظهر حجتك عليهم { بل اكثرهم } اى اكثر الكفار { لايعقلون } اى شيأ من الاشياء فلذلك لايعملون بمقتضى قولهم فيشركون به سبحانه اخس مخلوقاته وهو الصنم ، يقول الفقير اغناه اللّه القدير قد ذكر اللّه تعالى آية الرزق ثم آية التوحيد ثم كررهما فى صورتين اخريين تنبيها منه لعباده المؤمنين على انه سبحانه لايقطع ارزاق الكفار مع وجود الكفر والمعاصى فكيف يقطع ارزاق المؤمنين مع وجود الايمان والطاعات اى كريمى كه از خزانه غيب ... كبر وترسا وظيفه خودرداى دوستانرا كجا كنى محروم ... توكه بادشمنان نظر دارى وانه سبحانه لايسأل من العباد الا التوحيد والتقوى والتوكل فانما الرزق على اللّه الكريم وقد قدر مقادير الخلق قبل خلق السموات والارض بخمسين الف سنة وماقدر فى الخلق والرزق والاجل لايتبدل بقصد القاصدين ألا ترى الى الوحوش والطيور لاتدخر شيأ الى الغد تغدو خماصا وتروح بطانا اى ممتلئة البطون والحواصل لاتكالها على اللّه تعالى بما وصل الى قلوبها من نور معرفة خالقها فكيف يهتم الانسان لاجل رزقه ويدخر شيأ لغده ولايعرف حقيقة رزقه واجله فربما يأكل ذخيرته غيره ولايصل الى غده ولذلك كان صلّى اللّه عليه وسلّم لايدخل شيأ لغد اذ الارزاق مجددة كالانفاس المجددة فى كل لمحة والرزق يطلب الرجل كما يطلبه اجله [ خواجه عالم صلّى اللّه عليه وسلّم فرموده كه اى مردم رزق قسمت كرده شده است تجاوز نمى كند ازمرد آنجه از براى وى نوشته شده است بس خوبى كنيد در طلب روزى يعنى بطاعت جوييد نه بمعصيت اى مردم درقناعت فراخى است ودرميانه رفتن واندازه بكار داشتن يسندكى وكفايت است درزهد راحت است وخفت حساب وهر عملى را جزاييست وكل آت قريب ] : قال المولى الجامى درين خرابه مكش بهر كنج غصه ورنج ... جونقد وقت توشد فقر خاك برسر كنج بقصر عشرت وايوان عيش شاهان بين ... كه زاغ نغمه سرا كشت وجفد قافيه سنج وعن بعضهم قال كنت انا وصاحب لى نتعبد فى بعض الجبال وكان صاحبى بعيدا منى فجاءنى يوما وقال قد نزل بقربنا بدو فقم نمش اليهم لعله يحصل لنا منهم شىء من لبن غيره فامتنعت فلم يزل يلح علىّ حتى وافقته فذهبنا اليهم فاطعمونا من طعامهم ورجعنا وعاد كل واحد منا الى مكانه الذى كان فيه ثم انى انتظرت الظبية فى الوقت الذى كانت تأتينى فيه فلم تأتنى ثم انتظرتها بعد ذلك فلم تأتنى فانقطعت عنى فعرفت ان ذلك بشؤم ذنبى الذى احدثته بعد ان كنت مستغنيا بلبنها وهذا الذنب الذى ذكر ثلاثة اشياء احدها خروجه من التوكل الذى كان دخل فيه والثانى طمعه وعدم قناعته بالرزق الذى كان مستغنيا به والثالث اكله طعاما خبيثا فحرم رزقا حلالا طيبا محضا اخرجته القدرة الالهية من باب العدم وادخلته فى باب الايجاد بمحض الجود والكرم آتيا من طريق باب خرق العادة كرامة لولى من اوليائه اولى السعادة ذكره اليافعى فى الرياض ٦٤ { وماهذه الحياة الدنيا } اشارة تحقير للدنيا وكيف لاوهى لاتزن عند اللّه جناح بعوضة : والمعنى بالفارسية [ ونيست اين زندكانىء دنيا ] ، قال الامام الراغب الحياة باعتبار الدنيا والآخرة ضربان الحياة الدنيا والحياة الآخرة فهى اشارة الى ان الحياة الدنيا بمعنى الحياة الاولى بقرينة المقابلة بالآخرة فانه قد يعبر بالادنى عن الاول المقابل للآخر والمراد بالحياة الاولى ماقبل الموت لدنوه اى قربه وبالآخرة مابعد الموت لتأخره { الا لهو } وهو مايلهى الانسان ويشغله عا يعنيه ويهمه والملاهى آلات اللهو { ولعب } يقال لعب فلان اذا لم يقصد بفعله مقصدا صحيحا ، قال الكاشفى { الا لهو } [ مكر مشغولى وبيكارى ولعب وبازى يعنى درسرعت انقضا وزوال ببازى كود كان مى ماندكه يكجا جمع آيند وساعتى بدان متهيج كردند واندك زمانى را ملول ومانده كشته متفرق شوند وجه زيبا كفته است ] بازجه ايست طفل قريب اين متاع دهر ... بى عقل مردمان كه بدين مبتلا شوند وفى التاويلات النجيمة يشير الى ان هذه الحياة التى يعيش بها المرء فى الدينا بالنسبة الى الحياة التى يعيش بها اهل الآخرة فى الآخرة وجوار الحق تعالى لهو ولعب وانما شبهها باللهو واللعب لمعنيين ، احدهما ان امر اللهو واللعب سريع الانقضاء لايداوم عليه فالمعنى ان الدنيا وزينتها وشهواتها لظل زائل لايكون لها بقاء فلا تصلح لاطمئنان القلب بها والركون اليها ، والثانى ان اللهو واللعب من شأن الصبيان والسفهاء دون العقلاء وذوى الاحلام ولهذا كان النبى عليه السلام يقول ( ما انا من دد ولا الدد منى ) والدد اللهو واللعب فالعاقل يصون نفسه منه انتهى ، قال فى كشف الاسرار فان قيل لم سماها لهوا ولعبا وقد خلقها لحمة ومصلحة قلنا انه سبحانه بنى الخطاب على الاعم الا غلب وذلك ان غرض اكثر الناس من الدنيا اللّه واللعب انتهى ورد فى الخبر النبوى حين سئل عن الدنيا فقال ( دنياك مايشغلك عن ربك ) وفى المثنوى جيست دنيا از خدا غافل شدن ... نى قماش نقره فرزند وزن مال را كر بهر دين باشى حمول ... نعم مال صالح خواندش رسول آب در كشتى هلاك كشتى است ... آب اندر زير كشتى بشتى است جونكه مال وملك را ازدل براند ... زان سليمان خويش جزمسكين نخواند كوزه سربسته اندر آب رفت ... از دل بر باد فوق آب رفت باد دروبشى جو در باطن بود ... بر سرآب جهان سان بود كرجه جمله اين جهان ملك ويست ... ملك درجشم دل اولاشى است قيل الشرك كله فى بيت واحد ومفتاحه حب الدنيا وما احسن من شبهها بخيال الظل حيث قال رأيت خيال الظل اعظم عبرة ... لمن كان فى علم الحقائق راق شخوص واصوات يخالف بعضها ... لبعض واشكال بغير وفاق تمر وتقضى اوبه بعض اوبه ... وتفنى جميعا والمحرك باقى ومن اشارات المثنوى ما قال اى دريده بوستين يوسفان ... كراد برخيزى ازين خواب كران كشته كر كان يك خواهاى تو ... مى درانند از غضب اعضاى تو خون نخسبد بعد مركت در قصاص ... تومكو كه مردم ويابم خلاص اين قصاص نقد حيلت سازيست ... بيش زخم آن قصاص اين بازيست زين لعب خواندست دنيارا خدا ... كين جزا لعبست بيش آن جزا اين جزا تسكين جنك وفتنه است ... آن جواخصا است واين جون ختنه است { وان الدار الآخرة لهى الحيوان } اى وان الجنة لهى دار الحياة الحقيقة لامتناع طريان الموت والفناء عليها او هى فى ذاتها حياة للمبالغة . والحيوان مصدر حيى سمى به ذو الحياة واصله حييان فقلبت الياء الثانية واوا لئلا يحذف احدى الالفات وهو ابلغ من الحياة لما فى بناء فعلان من الحركة والاضطراب اللازم للحيوان ولذلك اختير على الحياة فى هذا المقام المقتضى للمبالغة { ولو كانوا يعلمون } لما آثروا عليها الدنيا التى اصلها عدم الحياة ثم مايحدث فيها من الحياة عارضة سريعة الزوال وفى التأويلات النجمية يشير الى ان دار الدنيا لهى الموتات لانه تعالى سمى الكافر وان كان حيا بالميت بقوله { انك لاتسمع الموتى } وقال { لتنذر من كان حيا } فثبت ان الدنيا وما فيها م الموتان الا من احياه اللّه بنور الايمان فهو الحى والآخرة عبارة عن عالم الارواح والملكوت فهى حياة كلها وانما سماها الحيوان والحيوان مايكون حيا وله حياة فيكون جميع اجزائه حيا فالآخرة حيوان لان جميع اجزائها حى فقد ورد فى الحديث ( ان الجنة بما فيها من الاشجار والثمار والغرف والحيطان والانهار حتى ترابها وحصاها كلها حى ) فالحياة الحقيقية التى لاتشينها الغصص والمحن والامراض والعلل ولايدكها الموت والفوت لهى حياة اهل الجنات والقربات لو كانوا يعلمون قدرها وغاية كماليتها وحقيقة عزتها لكانوا أشد حرصا فى تحصيلها ههنا فمن فاتته لايدركها فى الآخرة ألا ان من صفة اهل النار ان لايموت فيها ولايحيى يعنى ولا يحيى بحياة حقيقة يستريح بها وانهم يتمنون الموت ولا يجدونه انتهى ، قال فى كشف الاسرار [ غافل بى حاصل تاشند شربت مرادى آميزى وتاكى ارزوى بزى . كاه جون شير هرجت بيش آيدمى شكنى . كاه جون كرك هرجه بينى همى درى . كاه جون كبك در كوههاى مرادمى برى كاه جون آهو در مرغزار ارزو همه جرى . خبرندارى كه اين دنياكه توبدان همى نازى وتراهمى فرييدوا دردام غرورى كشد لهو ولعبست سراى بى سر مايكان وسرمايه بى دولتان وبازيجه بى كاران وبند معشوقه فتاتست ورعناى بى سرو سامان دوستى بى وفا وايه بى مهر دشمنى بركزند بو العجبى برفند هركرا بامداد بنوازد شبانكاه بكدازد وهركرا يك دو زدل بشادى بيفروزد وديكروزنش بانش هلاك مى سوزد ] احلام نوم او كظل زائل ... ان اللبيب بمثلها لايخدع وفى المثنوى صوفى در باغ از بهرى كشاد ... صوفيانه روى بر زانوا نهاد بس فروفست او بخود اندر نفول ... شد ملون از صورت خوابش فضول كه جه خسبى آخر اندر رزنكر ... اين درختان بين وآثار خضر امر حق بشنوكه كفتست انظروا ... سوى اين آثار رحمت آر رو كفت آثار ش دلست اى بوالهوس ... آن برون آثار آثارست وبس باغها وسبزها بر عين جان ... بربرون عكش جودر آب روان آن خيا باغ باشد اندر آب ... كه كند از لطف آب آن اضطراب باغها وميوها اندر دلست ... عكس لطف آن برين آب وكلست كرنبودى عكسى آن سرو وسرور ... بس بخواندى ازيدش دار الغرور اين غرور آنست يعنى اين خيال ... هست از عكس دل جان رجال جلمه مغروران برين عكس آمده ... بر كمانى كين بود جنت كده مى كريزند از اصول باغها ... بر خيالى ميكنند آن لاغها جونكه خواب غفلت آيد شان بسر ... راست بينند وجه سودست آن نظر بس بكورستان غريو افتادواه ... تا قيامت زين غلط واحصرتاه اى خنك آنراكه بيش ازمراك مرد ... جان او از اصل اين رز بويى برد [ اين حيات لعب ولهو در جشم كسى آيكه از حياة طيبه وزندكانى مهر خبر ندارد مراورا دوستانندكه زندكانى ايشان امروز بذكر است وبمهر وفردا زندكانى ايشان بمشاهدت بود ومعاينت زندكانى ذكررا ثمره انس است وزندكانى مهررا ثمره فنا ايشانندكه يك طرف ازو محجوب نيند وهيج محجوب مانند زنده نمانند ] غم كى خورد آنكه شادمانيش تويى ... ياكى ميرد آنكه زندكانيش تويى فالعاقل لايضع العمر العزيز فى الهوى واشتغال الدنيا الدنية الرذيلة بل يسارع فى تحصيل الباقى ، قال الفضيل رحمه اللّه لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والآخرة من خزف يبقى لكان ينبغى لنا ان نختار خزفا يبقى على ذهب يفنى كما روى ان سليمان عليه السلام قال لتسبيحة فى صحيفة مؤمن خير مما اوتى ابن داود فانه يذهب والتسبيحة تبقى ولايبقى مع العبد عند الموت الا ثلاث صفات صفاء القلب اى عن كدورات الدنيا وانسه بذكر اللّه وحبه لله ولايخفى ان صفاء القلب وطهارته عن ادناس الدنيا لا تكون الا مع المعرفة والمعرفة لا تكون الا بدوام الذكر والفكر وخير الاذكار التوحيد ٦٥ { فاذا ركبوا فى الفلك } متصل بما دل عليه شرح حالهم . والركوب هو الاستعلاء على الشىء المتحرك وهو متعد بنفسه كما فى قوله تعالى { والخيل والبغال والحمير لتركبوها } واستعماله ههنا وفى امثاله بكلمة فى للايذان بان المركوب فى نفسه من قبيل الامكنة وحركته قسرية غير ارادية . والمعنى ان الكفار على ماوصفوا من الاشراك فاذا ركبوا فى السفينة لتجاراتهم وتصرفاتهم وهاجب الرياح واضطربت الامواج وخافوا الغرق : وبالفارسية [ بس جون نشينند كافران در كشتى وبسبب موج در كرداب اضطراب افتند ] { دعوا اللّه } حال كونهم { مخلصين له الدين } اى على صورة المخلصين لدينهم من المؤمنين حيث لايدعون غير اللّه لعلمهم بانه لايكشف الشدائد عنهم الاهو ، وقال فى الاسئلة المقحمة مامعنى الاخلاص فى حق الكافر والاخلاص دون الايمان لايتصور وجوده والجواب ان المراد به التضرع فى الدعاء عند مسيس الضرورة والاخلاص فى العزم على الاسلام عند النجاة من الغرق ثم العود والرجوع الى الغفلة والاصرار على الكفر بعد كشف الضر ولم يرد الاخلاص الذى هو من ثمرات الايمان انتهى ويدل عليه ماقال عكرمة كان اهل الجاهلية اذا ركبوا البحر حملوا معهم الاصنام فاذا اشتدت بهم الريح القوا تلك الاصنام فى البحر وصاحوا ( ياخداى ياخداى ) كما فى الوسيط و ( يارب يارب ) كماى فى كشف الاسرار { فلما نجينهم الى البر } البر خلاف البحر وتصور منه التوسع فاشتق منه البر اى التوسع فى فعل الخير كما فى المفردات : والمعنى بالفارسية [ بس آن هنكام كه نجات دهد خداى تعالى ايشانرا از برح وغرق وبرون آرد بسلامت بسوى خشك ودشت ] { اذا هم } [ آنكاه ايشان ] { يشركون } اى فجأوا المعاودة الى الشرك . يعنى [ بازكردند بعادت خويش ] ٦٦ { ليكفروا بما آتيناهم } اللام فيه لام كى اى ليكونوا كافرين بشركهم بما آتينا من نعمة النجات التى حقها ان يشكروها { وليتمتعوا } اى ولينتفعوا باجتماعهم على عبادة الاصنام وتوادهم عليها ويجوز ان تكون لام الامر كليهما ومعناه التهديد والوعيد كما فى اعملوا ماشئتم { فسوف يعلمون } اى عاقبة ذلك وغائلته حين يرون العذاب وفى التأويلات النجمية { فاذا ركبوا فى الفلك } يشير الى ان الاخلاص تفريغ القلب من كل ما سوى اللّه والثقة بان لانفع ولاضرر الا منه وهذا لايحصل الا عند نزول البلاء والوقوع فى معرض التلف وورطة الهلاك ولهذا وكل بالانبياء والاولياء لتخليص الجوهر الانسانى القابل للفيض الالهى من قيد التعلقات بالكونيين والرجوع الى حضرة المكوّن فان الرجوع اليها مركووز فى الجوهر الانسان لو خلى وطبعه لقوله { ان الى ربك الرجعى } فالفرق بين اخلاص المؤمن واخلاص الكافر بان يكون اخلاص المؤمن مؤيدا بالتأييد الالهى وانه قد عبداللّه مخلصا فى الرخاء قبل نزول البلاء فنال درجة الاخلاص المؤيد من اللّه بالسر الذى قال تعالى ( الاخلاص سر بينى وبين عبدى لايسعه فيه ملك مقرب ولانبى مرسل ) فلا يتغير فى الشدة والرخاء ولا فى السخط والرضى واخلاص الكافر اخلاص طبيعى قد حصل له عند نزول البلاء وخوف الهلاك بالرجوع الطبيى غير مؤيد بالتأييد الالهى عند خمود التعلقات كرا كبى الفلك { دعوا اللّه مخلصين له الدين } دعاء اضطراريا فاجابهم من يجيب المضطر بالنجاة من ورطة الهلاك { فلما نجاهم الى البر } وزال الخوف والاضطرار عاد الميشوم الى طبعه { اذاهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم } اى ليكون حاصل امرهم من شقاوتهم ان يكفروا بنعمة اللّه ليستوجبو العذاب الشديد { وليتمتعوا } اياما قلائل { فسفو يعلمون } ان عاقبة امرهم دوام العقوبة الى الابد انتهى : قال الشيخ سعدى ره سات بايد نه بالاى راست ... كه كافر هم ازورى صورت جوماست ترا آنكه جشم ودهان داد ووكش ... اكر عاقلى در خلافش مكوش مكان كردن از شكر منعم مبيج ... كه روز بسين سر بر آرى بهيج قال الشيخ الشهير بزروق الفاسى فى شرح جزب البحر اما حكم ركومب البحر من حيث هو فلا خلاف اليوم فى جوازه ون اختلف فيه نظرا لمشقته فهوممنوع فى احوال خمسة . اولها اذا ادى لترك الصلاة . والثانى اذا كان مخوفا بارتجاجه من الغرق فيه فانه لايجوز ركوبه لانه من الالقاء الى التهلكة قالوا وذلك من دخول الشمس العقرب الى آخر الشتاء . والثالث اذا خيف فيه الاس وستهلاك العدو فى النفس والمال لايجوز ركوبه بخلاف ماذا كان معه امن والحكم للمسلمين لقوة يدهم واخذ رهائنهم ومافى معنى ذلك . والرابع اذا ادى ركوبه الى الدخول تحت احكامهم والتذلل لهم ومشاهدة منكرهم مع الامن على النفس والمال بالاستئمان منهم وهذه حالة المسلمين اليوم فى الركوب مع اهل الطرائد ونحوهم وقد اجراها بعض الشيوخ على مسألة التجارة لارض الحرب ومشهور المذهب فيها الكراهة وهى من قبيل الجائز وعليه يفهم ركوب ائمة العلماء والصلحاء معهم فى ذلك وكأنهم استخفوا الكراهة فى مقابلة تحصيل الواجب الذى هو الحج ومافى معناه. والخامس اذا خيف بركوبه عورة كركوب المرأة فى مركب صغير لايقع لها فيه سترها فقد منع مالك ذلك حتى حجها ان يختص بموضع ومركب كبير على المشهور . ومن اوراد البحر ( الحى القيوم ) ويقول عند ركوب السفينة { بسم اللّه مجريها ومرساها ان ربى لغفور رحيم } { وماقدروا اللّه حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } فانه امان من الغرق ٦٧ { أو لم يروا } اى الم ينظر اهل مكة ولم يشاهدوا { انا جعلنا } أى بلدهم { حرما } محترما { آمنا } مصونا من النهب والتعدى سالما اهله آمنا من كل سوء { ويتخطف الناس من حولهم } التخطف بالفارسية [ ربودن ] وحول الشىء جانبه الذى يمكنه ان يتحول اليه اى والحال ان العرب يختلسون ويؤخذون من حولهم قتلا وسبيا اذا كانت العرب حوله فى تغاور وتناهب { أفبالباطل يؤمنون } اى أبعد ظهور الحق الذى لاريب فيه بالباطل وهو الصنم او الشيطان يؤمنون دون الحق وتقديم الصلة لاظهار شناعة مافعلوه وكذا فى قوله { وبنعمة اللّه } المستوجبة للشكر { يكفرون } حيث يشركون به غيره وفى التأويلات النجمية { أفبالباطل } وهو ماسوى اللّه من مشارب النفس { يؤمنون } اى يصرفون صدقهم { وبنعمة اللّه } وهى مشاهدة الحق { يكفرون } بان لايطلبوها انتهى انما فسر الباطل بما سوى اللّه لان ماخلا اللّه باطل مجازى اما بطلانه فلكونه عدما فى نفسه واما مجازيته فلكونه مجلى ومرآة للوجود الاضافى ، واعلم ان لكفر باللّه اشد من الكفر بنعمة اللّه لان الاول لايفارق اثانى بخلاف العكس والكفار جمعوا بينهما فكانوا اذم ٦٨ { ومن اظلم } [ وكيست ستمكار تر ] { ممن افترى } [ بيداكرد ازنفس خويش ] { على اللّه } الاحد الصمد { كذبا } بان زعم ان له شريكا اى هو اظلم من كل ظالم { او كذب بالحق } بالرسول او بالقرآن { لما جاءه } من غير توقف عنادا ففى لما تسفيه لهم بان لم يتوقفوا ولم يتأملوا قط حين جاءهم بل سارعوا الى التكذيب اول ماسمعوه { أليس فى جهنم مثوى للكافرين } تقرير لثوائهم فيها اى اقامتهم فان همزة الاستفهام الانكارى اذا دخلت على النفى صار ايجابا اى لايستوجبون الاقامة والخلود فى جهنم وقد فعلوا من الافتراء والتكذيب بالحق الصريح مثل هذا التكذيب الشنيع او انكار واستبعاد لاجترائهم على الافتراء والتكذيب اى ألم يعلموا ان فى جهنم مثوى للكافرين حتى اجترأوا هذه الجراءة وفى التأويلات النجمية { ومن اظلم ممن افترى على اللّه كذبا } بان يرى من نفسه بان له مع اللّه حالا او وقتا او كشفا او مشاهدة ولم يكن له من ذلك شىء وقالوا اذا فعلوا فاحشة وجدنا عليها آباءنا به يشير الى ان الاباحبة واكثر مدعى زماننا هذا اذا صدر منهم شىء على خلاف السنة والشريعة يقولون انا وجدنا مشايخنا عليه واللّه امرنا بهذا اى مسلم لنا من اللّه هذه الحركات لمكانة قربنا الى اللّه وقوة ولايتنا فانها لاتضر بل تنفعنا وتفيد { او كذب بالحق } اى بالشريعة وطريقة المشايخ وسيرتهم لما جاءه { أليس فى جنهم } النفس { مثوى } محبس { للكافرين } اى لكافرى نعمة الدين والاسلام والشريعة والطريقة بما يفترون وبما يدعون بلا معنى القيام به كذابين فى دعواهم انتهى : قال الحافظ مدعى خواست كه آيد بتماشا كه راز ... دست غيب آمد وبرسينه نامحرم زد فالمدعى اجنبى عن الدخول فى حرم المعنى كما ان الاجنبى ممنوع عن الدخول فى حرم السلطان وقال الكمال الخجندى مدعى نيست محروم دريار ... خادم كعبه بولهب نبود قالوا جب الاجتناب عن الدعوى والكذب وغيرهما من صفات النفس واكتساب المعنى والصدق ونحوهما من اوصاف القلب : قال الحافظ طريق صدق بياموز از آب صافى دل ... براستى طلب ازاكى جوسرو جمن حى عن ابراهيم الخواص رحمه اللّه انه كان اذا اراد سفرا لم يعلم احدا ولم يذكره وانما يأخذ ركوته ويمشى قال حامد الاسوار فبينما نحن معه فى مسجده تناول ركوته ومشى فاتبعته فلما وافينا القادسية قال لى ياحامد الى اين قلت ياسيدى خرجت لخروجك قال انا اريد مكة ان شاء اللّه تعالى قلت وانا اريد ان اشاء اللّه مكة فلما كان بعد ايام اذا بشاب قد انضم الينا فمشى معنا يوما وليلة لايسجد لله تعالى سجدة فعرفت ابراهيم فقلت ان هذا الغلام لا يصلى فجلس وقال ياغلام مالك لاتصلى والصلاة اوجب عليك من الحج فقال ياشيخ ماعلىّ صلاة قال ألست مسلما قال لا قال فأى شىء انت قال نصرانى ولكن اشارتى فى النصرانية الى التوكل وادعت نفسى انها قد احكمت حال التوكل فلم اصدقها فيما ادعت حتى اخرجتها الى هذه الفلاة التى ليس فيها موجود غير المعبود اثير ساكنى وامتحن خاطرى فقام ابراهيم ومشى وقال دعه يكون معك فلم يزل يسايرنا حتى وافينا بطن مرو فقام ابراهيم ونزع خلقانه فطهرها بالماء ثم جلس وقال له ماسمك قال عبدالمسيح فقال ياعبدالمسيح هذا دهليز مكة يعنى الحرم وقد حرم اللّه على امثالك الدخول اليه قال تعالى { انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } والذى اردت ان تستكشفمن نفسك قد بان لك فاحذر ان تدخل مكة فان رأيناك بمكة انكرنا عليك قال حامد فتركناه ودخلنا مكة وخرجنا الى الموقف فبينما نحن جلوس بعرفات اذا به قد اقبل عليه ثوبان وهو محرم يتصفح الوجوه حتى وقف علينا فاكب على ابراهيم يقبل رأسه فقال له ما الحال ياعبد المسيح فقال له هيهات انا اليوم عبد من المسيح عبده فقال له ابراهيم حدثنى حديثك قال جلست مكانى حتى اقبلت قافلة الحاج نقمت وتنكرت فى زى المسلمين كأنى محرم فساعة وقعت عينى على الكعبة اضمحل عندى كل دين سوى دين الاسلام فاسلمت واغتسلت واحرمت فها انا اطلبك يومى فالتفت الى ابراهيم وقال ياحامد انظر الى بركة الصدق فى النصرانية كيف هداه الى الاسلام ثم صحبنا حتى مات بين الفقراء رحمه اللّه تعالى ، يقول الفقير اصلحه اللّه القدير فى هذه الحكاية اشارات . منها كما ان حرم الكعبة لايدخله مشرك متلوث بلوث الشرك كذلك حرم القلب لايدخله مدع متلوث الدعوى . ومنها ان النصرانى المذكور صحب ابراهيم اياما فى طريق الصورة فلم يضيعه اللّه حيث هداه الى الصبحة به فى طريق المعنى . ومنها ان صدقه فى طريقه ادّه الى ان آمن باللّه وكفر بالباطل . ومنها ان من كان نظره صحيحا فاذا شاهد شيأ من شواهد الحق يستدل به على الحق ولايكذب بآياة ربه كما وقع للنصرانى المذكور حين رأى الكعبة التى هى صورة سر الذات وكما وقع لعبد اللّه ابن سلام فانه حين رأى النبى عليه السلام آمن وقال عرفت انه ليس بوجه كذاب نسأل اللّه حقيقة الصدق والاخلاص والتمتع بثمرات اهل الاختصاص ٦٩ { والذين جاهدوا فينا } الجهاد والمجاهدة استفراغ الوسع فى مدافعة العدو اى جدوا وبذلوا وسعهم فى شأننا وحقنا ولوجهنا خالصا . واطلق المجاهدة ليعم جهاد الاعداء الظاهرة والباطنة اما الاول فكجهاد الكفار المجاربين واما الثانى فكجهاد النفس والشيطان وفى الحديث ( جاهدوا اهواءكم كما تجاهدون اعداءكم ) يكون الجهاد باليد واللسان كما قال عليه السلام ( جاهدوا الكفار بايديكم و السنتكم ) اى بما يسوءهم من الكلام كالهجو ونحوه ، قال ابن عطاء المجاهدة صدق الافتقار الى اللّه بالانقطاع عن كل ماسواه وقال عبداللّه بن المبارك المجاهدة علم ادب الخدمة فان ادب الخدمة اعز من الخدمة ، وفى الكواشى المجاهدة غض البصر وحفظ اللسان وخطرات القلب ويجمعها الخروج عن العادات البشرية انتهى فيدخل فيها الغرض والقصد { لنهدينهم سبلنا } الهداية الدلالة الى مايوصل الى المطلوب . والسبل جمع سبيل الطريق الذى فيه سهولة انتهى . وانما جمع لان الطريق الى اللّه بعدد انفاس الخلائق والمعنى سبل السير الينا والوصول الى جنابنا ، وقال ابن عباس رضى اللّه عنهما يريد المهاجرين والانصار اى والذين جاهدوا المشركين وقاتلوهم فى نصرة ديننا لنهدينهم سبل الشهادة والمغفرة والرضوان ، وقال بعضهم معنى الهداية ههنا التثبيت عليها الزيادة فيها فانه تعالى يزيد المجاهدين هداية كما يزيد الكفارين ضلالة فالمعنى لنزيدنهم هداية الى سبل الخير وتوفيقا لسلوكها كقوله تعالى { والذين اهتدوا زادهم هدى } وفى الحديث ( من عمل بماعلم ورثه اللّه علم مالم يعلم ) وفى الحديث ( من اخلص لله اربعين صباحا انفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ) ، وقال سهل بن عبداللّه التسترى رحمه اللّه والذين جاهدوا فى اقامة السنة لنهدينهم سبيل الجنة ثم قيل مثل السنة فى الدنيا كمثل الجنة فى العقبى من دخل الجنة فى العقبى سلم كذلك من لزم السنة فى الدنيا سلم ، ويقال والذين جاهدوا بالتوبة لنهدينهم الى الاخلاص . والذين جاهدوا فى طلب العلم لنهدينهم الى طريق العمل به . والذين جاهدوا فى رضانا لنهدينهم الى الوصول الى محل الرضوان . والذين جاهدوا فى خدمتنا لنفتحن عليم سبل المناجاة معنا والانس بنا والمشاهدة لنا . والذين اشغلوا ظاهرهم بالوظائف اوصلنا الى اسرارهم اللطائف العجب ممن يعجز عن ظاهره ويطمع فى باطنه ومن لم يكن اوائل حاله المجاهدة كانت اوقاته موصولة بالامانى ويكون حظه البعد من حيث يأمل القرب ، والحاصل انه بقدر الجد تكتسب المعالى فمن جاهد بالشريعة وصل الى الجنة ومن جاهد بالطريقة وصل الهدى من جاهد بالمعرفة والانفصال عما سوى اللّه وصل الى العين واللقاء . ومن تقدمت مجاهدته على مشاهدته كما دلت الآية عليه صار مريدا مرادا وسالكا مجذوبا وهو اعلى درجة ممن تقدمت مشاهدته على مجاهدته وصار مرادا مريدا ومجذوبا سالكا لان سلوكه على وفق العادة الالهية ولانه متمكن هاضم بخلاف الثانى فانه متلون مغلوب وربما تكون مفاجاة الكشف من غير ان يكون المحل متهيئا له سببا للالحاد والجنون والعياذ باللّه تعالى وفى التأويلات { لنهدينهم سبلنا } اى سبيل وجداننا كما قال ( ألا من طلبنى وجدنى ومن تقرب الىّ شرا تقربت اليه ذراعا ) ، قال الكاشفى در ترجمه بعضى از كلمات زبور آمده انا المطلوب فاطلبنى تجدنى ... انا المقصود فاطلبنى تجدنى اكر درجست وجوى من شتابد ... مراد خود بزودى باز يابد وفى المثنوى كركران وكر شتابنده بود ... آنكه جوينده است يابنده بود در طلب زن دائما توهر دودست ... كه طلب درراه نيكو رهبرست قالت المشايخ المجاهدات تورث المشاهدات ولو قال قائل للبراهمة والفلاسفة انهم يجاهدون النفس حق جهادهها ولاتورث لهم المشاهدة قلنا لانهم قاموا بالمجاهدات فجاهدوا وتركوا الشرط الاعظم منها وهو قوله فينا اى خالصنا وهم جاهدوا فى الهوى والدنيا والخلق الرياء والسمعة والشهرة وطلب الرياسة والعلوا فى الارض والتكبر على خلق اللّه فاما من جاهد فى اللّه جاهد اولا بترك المحرمات ثم بترك الشبهات ثم بترك الفضلات ثم بقطع التعلقات تزكية للنفس ثم بالتنقى عن شواغل القلب على جميع الاوقات وتخليته عن الاوصاف المذمومات تصفية للقلب ثم بترك الالتفات الى الكونين وقطع الطمع عن الدارين تحلية للروح فالذين جاهدوا فى قطع النظر عن الاغيار بالانقطاع والانفصال لنهدينهم سبلنا بالوصول والوصال ، واعلم ان الهداية على نوعين هداية تتعلق بالمواهب وهداية تتعلق بالمكاسب فالتى تتعلق بالمواهب فمن هبة اللّه وهى سابقة والتى تتعلق بالمكاسب فمن كسب العبد وهى مسبوقة ففى قوله تعالى { والذين جاهدوا فينا } اشارة الى ان الهداية الموهبية سابقة على جهد العبد وجهده ثمرة ذلك البذر فلولم يكن بذر الهداية الموهبية مزروعا بنظر العناية فى ارض طينة العبد لما نبتت فيها خضرة الجهد ولولم يكن المزروع مربى جهد العبد لما اثمر بثمار الهداية المكتسبية : قال الحافظ قومى بجد وجهد نهادند وصل دوست ... قومى دكر حواله بتقدير ميكنند قال بعض الكبار النبوة والرسالة كالسلطنة اختصاص الهى لامدخل لكسب العبد فيها واما الولاية كالوزارة فلكسب العبد مدخل فيها فكما تمكن الوزارة بالكسب كذلك تمكن الولاية بالكسب { وان اللّه مع المحسنين } بمعية النصرة والاعانة والعصمة فى الدنيا والثواب والمغفرة فى العقبة وفى التأويلات النجمية لمع المحسنين الذين يعبدون اللّه كأنهم يرونه . وفى كشف الاسرار { جاهدوا } [ درين موضع سه منزل است . يكى جهاد اندر باطن باهوا ونفس . ديكر جهاد بظاهر اعداى دين وكفار زمين . ديكر اجتهاد باقامت حجت وطلب حق وكشف شبهت باشد مرآنرا اجتهاد كويند وهرجه اندر باطن بود اندر رعايت عهد الهى مرآنرا جهد كويند اين { جاهدوا فينا } بيان هرسه حالست اوكه بظاهر جهادكند رحمت نصيب وى اوكه باجتهاد بود عصمت بهره وى اوكه اندر نعمت جهد بود كرامت وصل نصيب وى وشرط هرسه كس آنست كه آن جهد فى اللّه بود تادرهدايت خلعت وى بود آنكه كفت { وان اللّه لمع المحسنين } جون هدايت دادم من باوى باشم روى بامن بود زبان حال بنده ميكويد الهى بعنايست هدايت دادى بمعونت زرع خدمت رويانيدى به بيغام آب قبول دادى بنظر خويش ميوه محبت ووفا رسانيدى اكنون سزدكه سموم مكر ازان بازدارى وبنايى كه خود افراشته بجرم ماخراب نكنى الهى توضعيفانرا يناهى قاصدانرا برسر راهى واجدانراكواهى جه بودكه افزايى ونكاهى ] روضه روح من رضاى توباد ... قبله كاهم درسراى توباد سرمه ديده جهن بينم ... تابود كرد خاكباى توباد كرهمه راى توفنى منسب ... كارمن برمراد راى توباد شد دلم ذره وار در هوست ... دائم اين ذره درهواى توباد انتهى ما فى كشف الاسرار لحضرة الشيخ رشيد الدين اليزدى قدس سره هذا آخر ما اودعت فى المجلد الثانى ، من التفسير الموسوم ب ( روح البيان ) من جواهر المعانى ، ونظمت فى سلكه من فوائد العبارة والاشارة والالهام الربانى ، وسيحمده اولوا الالباب ، ان شاء اللّه الوهاب ، وقع الاتمام بعون الملك الصمد ، وقت الضحوة الكبرى من يوم الاحد ، وهو العشر السابع من الثلث الثانى من السدس الخامس من النصف الاول من العشر التاسع من العشر الاول من العقد الثانى من الالف الثانى من الهجرة النبوية ، على صاحبها الف الف تحية ، وقلت بالفارسية جو زهجرت كذشت بى كم وكاست ... نه وصد سال يعنى بعد هزار آخر فصل خزان شد موسم ... كه نماند ورقى از كلزار در جماداى نخستن آخر ... بلبل خامه دم كرفت از زار به نهايت رسيد جلد دوم ... شد بتاريك روز اين بازار جد وجهدى كه اوفتاده درين ... شد بنوك قلم حقىء زار |
﴿ ٠ ﴾