٤٦ { ولاتجادلوا اهل الكتاب } المجادلة والجدال [ بيكار سخت كردن بايكديكر ] كما فى التاج ، قال الراغب الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة اصله من جدلت الحبل اى احكمت فتله فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه . والمعنى ولا تخاصموا اليهود النصارى : وبالفارسية [ وبيكار مكنيد وجدال منماييد باهل كتاب ] { الا بالتى هى احسن } اى بالخصلة التى هى احسن كمعاملة الخشونة باللين والغضب بالحلم والمشاغبة اى تحريك الشر واثارته بالنصح اى بتحريك الخير واثارته العجلة بالتأنى والاحتياط على وجه لايؤدى الى الضعف ولا الى اعظام الدنيا الدنية { الا الذين ظلموا منهم } بالافراط فى الاعتداء والعناد فان الكافر اذا وصف بمثل الفسق والظلم حمل على المبالغة فيما هو فيه او باثبات الولد وهم اهل نجران او بنبذ العهد ومنع الجزية ونحو ذلك فانه يجب حينئذ الموافقة بما يليق بحالهم من الغلظة باللسان وبالسيف والسنان { وقولوا آمنا } بالدصق والاخلاص { بالذى انزل الينا } من القرآن { وانزل اليكم } اى وبالذى انزل اليكم من التوراة والانجيل وسمع النبى عليه السلام ان اهل الكتاب يقرآون التوراة ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام فقال ( لاتصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا باللّه وبكتبه وبرسله فان قالوا باطلا لم تصدقوهم وان قالوا حقا لم تكذبوهم ) قال ابن الملك انما نهى عن تصديقهم وتكذيبهم لانهم حرفوا كتابهم وماقالوه ان كان من جملة ماغيروه فتصديقهم يكون تصديقا بالباطل وان لم يكن كذلك يكون تكذيبهم تكذيبا لما هو حق وهذا اصل فى وجوب التوقف فيما يشكل من الامور والعلوم فلا يقضى فيه بجوار ولا بطلان وعلى هذا كان السلف رحمهم اللّه { والهنا والهكم واحد } لاشريك له فى الالوهية { ونحن له مسلمون } اى مطيعون له خاصة وفيه تعريض بحال الفريقين حيث اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله |
﴿ ٤٦ ﴾