|
٥٥ { يوم يغشيهم العذاب } ظرف لمضمر اى يوم يعلوهم ويسترهم العذاب الذى اشير اليه باحاطة جهنم بهم يكون من الاحوال والاهوال مالا يفى به المقال { من فوقهم } [ اى اززبر سرهاى ايشان ] { ومن تحت ارجلهم } [ واز زير بابهاى ايشان ] والمراد من جميع جهاتهم { ويقول } اللّه او بعض الملائكة بامره { ذوقوا } [ بجشيد ] والذوق وجود الطعم بالفم واصله مما يقل تناوله فاذا اكثر يقال له الاكل واختير فى القرآن لفظ الذوق فى العذاب لان ذلك وان كان فى التعارف للقليل فهو مستصلح للكثير فخصه بالذكر ليعلم الامرين كما فى المفردات { وما كنتم تعلمون } اى جزاء ما كنتم تعملونه فى الدنيا على الاستمرار من السيآت التى من جملتها الاستعجال بالعذاب ، قال الكاشفى [ دنيا دار عمل بود وعقبى دار جزاست هرجه آنجا كاشته ايد اينجا مى درويد ] توخمى بيفشان كه جون بدورى ... زمحصول خود شاد وخرم شودى وفى التأويلات النجمية قوله { ويستعجلونك بالعذاب } يشير الى ان استعجال العذاب لاهل العذاب وهو نفس الكافر لاحاجة اليه بالاستدعاء { وان جهنم } الحرص الشره والشهوة والكبر والحسد والغضب والحقد { لمحيطة بالكافرين } بالنفوس الكافرة الآن بنفاد الوقت { يوم يشغاهم العذاب } باحاطة هذه الصفات { من فوقهم } الكبر والغضب الحسد والحقد { ومن تحت ارجلهم } الحرص الشره والشهوة ولكنهم بنوم الغفلة نائمون ليس لهم خبر عن ذوق العذاب كالنائم لاشعور لهم فى النوم بما يجرى على صورته لانه نائم الصورة فاذا انتبه يجد ذوق مايجرى عليه من العذاب كا قال { ويقول } يعنى يوم القيامة { ذوقوا ما كنتم تعملون } اى عذاب ماكنتم تعاملون الخلق الخالق به والذى يؤكد هذا التأويل قوله تعالى { وان الفجار لفى جحيم } يعنى فى الوقت ولاشعور لهم { يصلونها يوم الدين } الذى يكون فيه الصلى والدخول يوم القيامة { وماهم عنها بغائبين } اليوم ولكن لاشعور لهم بها فمن تطلع له شمس الهداية والعناية من مشرق القلب فيخرج من ليل الدين الى يوم الدين واشرقت ارض بشريته بنور ربها يرى نفسه محاطة جهنم اخلاقها فيجد ذوق المهاد بقصد الخروج والخلاص منها فان ارض اللّه واسعة كما يأتى نسأل اللّه الخلاص |
﴿ ٥٥ ﴾