سُورَةُ الرُّومِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ سِتُّونَ آيَةً ١ { آلم } ابو الجوزاء از ابن عباس رضى اللّه عنهما نقل كرده كه حروف مقطعة آيت ربانية اندهر حرفي اشارت است بصفتي كه حق را بدان ثنا كويند جنانكه الف ازين كلمة كنايتست ازالوهيت ولام ازلطف وميم از ملك وكفته اندالف اشارت باسم اللّه است ولام بلام جبريل وميم باسم محمد . يعني اللّه جل جلاله بواسطة جبرائيل عليه السلام وحي فرستاد بحضرت محمد صلى اللّه عليه وسلم وفي التأويلات النجمية يشير بالالف إلى الفة طبع المؤمنين بعضهم ببعض وباللام يشير إلى لؤم طبع الكافرين وبالميم إلى مغفرة رب العالمين فبالمجموع يشير إلى ان الفة المؤمنين لما كانت من كرم اللّه وفضله بان اللّه الف بين قولبهم انتهت إلى غاية حصلت الفة ما بينهم وبين أهل الكتاب اذ كانوا يوما ما من أهل الإيمان وان كانوا اليوم خالين عن ذلك وان لؤم الكافرين لما كان جبليالهم غلب عليهم حتى انهم من لؤم طبعهم يعادى بعضهم بعضا كمعاداة اهل الروم فارس مع جنسيتهم في الكفر وكانوا مختلفين في الالفة متفقين على العداوة وقتل بعضهم بعضا وان مغفرة رب العالمين لما كانت من كرمه العميم واحسانه القديم انتهت إلى غاية سلمت الفريقين ليتوب على العاتى من الحزبين ويعمم للطائفتين خطاب ان اللّه يغفر الذنوب جميعاً انتهى وفى كشف الاسرار الم الف بلايانا من عرف كبريانا ولزم بابنا من شهد جمالنا ومكن من قربتنا من اقام على خدمتنا اي جوانمرد دل باتوحيداو سبار وجان باعشق ومحبت او بردار وبغيراو التفات مكن هركه بغيراو باز نكرد تبغ غيرت دمار ازجان اوبر آرد وهركه ازبلاى او بنالد دعوئ دوستى درست نيايد مردى بود در عهد ييشين مهترى از سلاطين دين اورا عامر بن القيس ميكغتند جنين مي آيدكه درنماز نافله يايهاى او خون سياه بكرفت كفتند يايها ببرتا اين فساد زيادت نشود كفت يسر عبد القيس كه باشدكه اورابر اختيار حق اختياري بود بس جون درفرائض ونوافل وى خلل آمد روى سوى أسمان كرد كحفت بادشاها كرجه طاقت بلا دارم طاقت باز ماندن از خدمت نمى آرم باى مى برم تاز خدمت باز نمانم آنكه كفت كسى رابخوانيد تا آيتي از قرآن برخواند جون بينيد كه دروجد وسماع حال بر مابكردد شما بر كار خود مشغول باشيد بابها ازوى جدا كردند وداغ نهادند وآن مهتر دروجد وسماع آن جنان رفته بودكه ازان ألم خبر نداشت بس جون مقرى خاموش شد وشيخ بحال خود باز آمد كفت ابن باى بريده بطلا بشوييد وبمشك وكافور معطر كنيدكه بردكاه خدمت هر كز بربى وفايى كامى ننهاده است يقول الفقير الالف من الم اشارة إلى عالم الامر الذي هو المبدأ لجميع التعنيات واللام اشارة إلى عالم الارواح الذي هو الوسط بين الوجودات والميم اشارة الى عالم الملك الذي هو آخر التنزيلات والاسترسالات. فكما ان فعل بالنسبة الى اهل النحو مشتمل على حروف المخارج الثلاثة التي هي الحلق والوسط والفم . فكذا الم بالاضافة الى اهل المحو محتو على حروف المراتب الثلاث التي هي الجبروت والملكوت والملك والملك وفرق بين كلمتيها اللفظيتين كما بين كلمتيها المعنويتين اذ كلمة اهل المحو مستوية مرتبة وكلمة اهل النحو منحية غير مرتبة ثم اسرار الحروف المقطعة والمتشابهات القرآنية مما ينكشف لاهل اللّه بعد الوصول إلى غاية المراتب وان كان بعض لوازمها قد يحصل لاهل الوسط ايضاً فلا يطمع في حقائقها من توغل في الرسوم واشتغل بالعلوم تسأل اللّه تعالى ان ينجينا من ورطات العلاقات الوجودية المانعة عن الامور الشهودية. ٢ انظر تفسير الآية:٣ ٣ { غلبت الروم في ادنى الارض } الغلبة القهر كما في المفردات والاستعلاء على القرن بما يبطل مقاومته في الحرب كما في كشف الاسرار . والروم تارة يقال للصنف المعروف وتارة يقال للصنف المعروف وتارة لجمع رومى كفارسى وفرس وهم بنوا روم بن عيص بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام والروم الاول منهم بنوا روم بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام . والفرس بسكون الراء قوم معروفون نسبوا الى فارس بن سام بن نوح . وادنى الفه منقلبة عن واو لانه من دنا يدنو وهو يتصرف على وجوه فتارة يعبر به عن الاقل والاصغر فيقابل بالاكثر والاكبر وتارة عن الاحقر والاذل فيقابل بالاعلى والافضل وتارة عن الاول فيقابل بالآخر وتارة عن الاقرب فيقابل بالابعد وهو المراد فى هذا المقام اي اقرب ارض العرب من الروم اذهى الارض المعهودة عندهم وهى اطراف الشام او فى اقرب ارض الروم من العرب على ان اللام عوض عن المضاف اليه وهى ارض جزيرة ما بين دجلة والفرات . والمعنى بالفارسية [ مغلوب شدند روميان يعني فارسيان برايشان غلب بردند درنزديكترين زمين كه عرب را باشد نسبت بزمين روم ] وكان ملك الفرس يوم الغلبة ابرويز بن هرمزبن انوشروان بن قباذ صاحب شيرين وهو المعروف بخسرو وتفسير ابرويز بالعربية مظفر وتفسير انوشروان مجدد الملك وآخر ملوك الفرس الذي قتل فى زمن عثمان رضى اللّه عنه هو يزدجرد بن شهريار بن ابرويز المذكور وكان ملك الروم هرقل كسبحل وزبرج وهو اول من ضرب الدنانير واول من ضرب الدنانير واول من احدث البيعة قيل فارس والروم قريش العجم وفى الحديث ( لو كان الايمان معلقاً بالثريا لناله اصحاب فارس ) روى ان النبى عليه السلام كتب الى قيصر ملك الروم يدعوه الى الاسلام فقرأ كتابه ووضعه على عينيه ورأسه وختمه بخاتمه ثم اوثقه على صدره ثم كتب جواب كتابه انا نشهد انك نبي ولكنا لا نستطيع ان نترك الدين القديم الذي اصطفاه اللّه لعيسى عليه السلام فعجب النبي عليه السلام فقال ( لق ثبت ملكهم الى يوم القيامة ابدا ) وقال لفارس ( نطحة اونطحتان ثم لا فارس بعدها ) والروم ذات قرون كلما ذهب قرن خلف قرن هيهات الى آخر الابد كما في كشف الاسرار واما قوله ( اذا هلك قيصر لا قيصر بعده ) فمعناه اذا زال ملكه عن الشام لا يخلفه فيه احد وكان كذلك لم يبق الا ببلاد الروم كما في انسان العيون وكتب الى كسرى ملك فارس وهو خسروا المذكور وكسرى معرب خسرو فمزق كتابه ورجع الرسول بع ما اراد قتله فدعا عليه النبى عليه السلام ان يمزق كل ممزق فمزق اللّه ملكهم فلاملك لهم ابدا { وهم } اى الروم { من بعد غلبهم } اى من بعد مغاوبيتهم على يد فارس فهو من اضافة المصدر الى المفعول والفاعل متروك والاصل بعد غلبة فارس اياهم والغلب والغلبة كلاهما مصدر { سيغلبون } سيغلبون فارس. قوله { غلبت الروم } فيه اشارة الى ان حال اهل الطلب يتغير بحسب الاوقات ففى بعض الاحوال يغلب فارس النفس على روم القلب للطالب الصادق فينبغي ان لا يزل هذا قدمه عن صراط الطلب ويكون له قدم صدق عند ربه بالثبات واثقا { وهم من بعد غلبهم سيغلبون } اى سيغلب روم القلب لى فارس النفس بتأييد اللّه ونصرته. ٤ { في بضع سنين } البضع بالفتح قطع اللحم وبالكسر المنقطع عن العشرة ويقال ذلك لما بين الثلاث الى العشر وقيل بل هو فوق الخمس دون العشر وفي القاموس ما بين الثلاث الى التسع وفي كشف الاسرار البضع اسم للثلاث والخمس والسبع والتسع وفي تفسير المناسبات وذلك من ادنى العدد لانه في المرتبة الاولى وهو مرتبة الآحاد وعبر بالبضع ولم يعين ابقاء للعباد في ربقة نوع من الجهل تعجيز الهم انتهى [ كفته اندكه ملك فارس يعني خسرو برويز شهريار وفرخان راكه دواميروى بودند بالشكر كران فرستاد وملك روم يعنى هرقل جون خبر يافت ازتوجه عسكر فارس خنس نام اميراش مهتر كراد برلشكر خويش وفرستاد هردوا لشكر بازرعات بهم رسيدند ] وهي ادنى الشام الى ارض العرب والعجم فغلب الفرس على الروم واخذوا من ايديهم بعض بلادهم وبلغ الخبر مكة ففرح المشركون وشمتوا بالمسلمين وقالوا انتم النصارى اهل كتاب ونحن فارس اميون لان فارس كانوا مجوساً وقد ظهر اخواننا على اخوانكم فلنظهرن عليكم فشق ذلك على المسلمين واغتموا فانزل اللّه الاية واخبر ان الامر يكون على غير مازعموا فقال ابو بكر رضى اللّه عنه للمشركين لا يقرّنّ اللّه اعينكم فواللّه ليظهرن الروم على فارس بعد سنين فقال ابىّ بن خلف اللعين كذبت اجعل بيننا اجلا انا حبك عليه والمناحبه المخاطرة فناحبه على عشرة ناقة شابة من كل واحد منهما : يعني [ ضمان ازيكديكر بستند هرآن يكى كه راست كوى بودآن ده شتر بستاند ازان ديكر ] وجعلا الاجل ثلاث سنين فاخبر ابو بكر رضى اللّه عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال البضع ما بين الثلاث الى التسع فزايده في الخطر وماده في الاجل فجعلاهما مائة ناقة الى تسع سنين فلما خشى ابى ان يخرج ابو بكر مهاجرا الى المدينة اتاه فلزمه فكفل له عبد الرحمن ابن ابى بكر رضى اللّه عنهما فلما اراد ابى ان يخرج الى احد اتاه محمد بن ابى بكر رضى اللّه عنهما ولزمه فاعطاه كفيلا ثم خرج الى احد ومات ابى من جرح برمح رسول اللّه بعد قفوله اى رجوعه من احد وظهرت الروم على فارس عند رأس سبع سنين [ وآن جنان بودكه جون جون شهريار وفرخان بر بعضى بلاد روم مستولى كشتند برويز بغمازئ ارباب غرض بردو برادر متغير كشت وهواستند كه يكى را بدست ديكر هلاك كند وهردو بر صورت حال واقف شده كيفيت بقيصر روم عرضه كردند ودين ترسابى اختيار نمودند سبهدار لشكر روم شدند وفاز سيانرا مغلوب ساخته بعضى ازبلاد ايشان بكر فتند وشهر ستان رومية آنكه بنا كرند ] ووقع ذلك يوم الحديبية وفي الوسيط فجاءه جبريل بهزيمة فارس وظهور الروم عليهم ووافق ذلك يوم بدر انتهى واخذ ابو بكر الخطر من ورثة ابى فجاؤ به رسول اللّه فقال القمار بقوله تعالى { انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه } والقمار ان يشترط احد المتلاعبين في اللعب اخذ شيء من صاحبه ان غلب عليه والتفصيل في كراهية الفقه والاية من دلائل النبوة لانها اخبار الغيب ثم ان القرآن المذكور هي القرآة المشهورة ويجوز ان يكون غلبت على البناء للفاعل على ان الضمير فارس والروم مفعوله اي غلبت فارس الروم وهم اى فارس من بعد غلبهم للروم سيغلبون على البناء للمفعول اى يكونون مغلوبين في ايدى الروم ويجوز ان يكون الروم فاعل غلبت على البناء للفاعل اي غلبت الروم اهل فارس وهم اى الروم بعد غلبهم سيلغبون على المجهول اى يكونون مغلوبين في ايدى المسلمين فكان ذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه غلبهم على بلاد الشام واستخرج بيت المقدس لما فتح على يد عمر رضي اللّه عنه في سنة خمس عشرى اوست عشرة من الهجرة واستمر بايدى المسلمين اربعمائة سنة وسبعا وسبعين سنة ثم تغلب عليه الفرنج واستولوا عليه في شعبان سنة اثنتي وتسعين وارابعمائة من الهجرة واستمر بايديهم احدى وتسعين سنة الى ان فتحه اللّه على يد الناصر صلاح الدين يوسف بن ايوب في يوم الجمعة سابع عشر رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فامتدحه القاضى محيى الدين بن البركى قاضى دمشق بقصيدة منا فتوحكم حلبا بالسيف في صفر ... مبشر بفتوح القدس فى رجب فكان كما قال وفتح القدس في رجب كما تقدم فقيل له من اين لك هذا فقال اخذته من تفسير ابن مرجان في قوله تعالى { الم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } وكان الامام ابو الحكم بن مرجان الاندلسى قد صنف تفسيره المذكور فى سنة عشرين وخمسمائة وبيت المقدس يومئذ بيد الافرنج لعنهم اللّه تعالى واستخرج الشيخ سعد الدين الحموى من قوله تعالى { في ادنى الارض } مغلوبية الروم سنة ثمانمائة فغلب تيمور على الروم يقول الفقير لا يزال ظهور الغالبية او المغلوبية في البضع سواء كان باعتبار المآت او اعتبار الآحاد وقد غلب اهل الاسلام مرة في تسع وثمانين بعد الالف على ما اشار اليه ادنى الارض يقال ما من حادثة الا اليها اشارة في كتاب اللّه بطريق علم الحروف ولا تنكشف الا لاهله قال على كرم اللّه وجهه العلم بالحرف سر اللّه يدركه ... من كان بالكشف والتحقيق متصفا { لله } وحده { الامر من قبل ومن بعد } اى في اول الوقتين وفي آخرهما حين غلبوا وحين يغلبون كأنه قيل من قبل كونهم غالبين وهو وقت كونهم مغلوبين ومن بعد كونهم مغلوبين وهو وقت كونهم غالبين. والمعنى ان كلا من كونهم مغلبين اولا وغالبين آخرا ليس الامر بامر اللّه وقضائه وتلك الايام نداولها بين الناس { ويومئذ } اي يوم اذيغلب الروم على فارس ويحل ما وعده اللّه تعالى من غلبتهم { يفرح المؤمنون } [ شاد خواهند شدن مؤمنان ] قال الراغب الفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة واكثر ما يكون ذلك فى اللذات البدنية الدنيوية ولم يرخص في الفرح الا فى قوله فبذلك فليفر حوا وقوله ويومئذ يفرح المؤمنون. { في بضع سنين } من ايام الطلبق { لله الامر من قبل } يعني غلبة فارس النفس على روم القلب اولا كانت بحكم اللّه وتقديره وله في ذلك حكمة بالغة في صلاح الحال والمآل ألا يرى ان فارس نفس جميع الانبياء والاولياء فى البداية غلبت على روم قلبهم ثم غلبت روم قلبهم على فارس نفسهم { من بعد } يعني غلبة روم القلب على فارس النفس ايضا بحكم اللّه فانه يحكم لا معقب لحكمه { يومئذ } يعني يوم غلبت الروم { يفرح المؤمنون } يعني الروح والسر والعقل { بنصر اللّه } القلب على النفس وبنصر اللّه المؤمنين على الكافرين { وهو العزيز } فبعزته يعز اولياءه ويذل اعداءه { الرحيم } برحمته ينصر اهل محبته وهم ارباب القلوب. ٥ { بنصر اللّه } اي بتغليب من له كتاب على من لا كتاب له وغيظ من شمت بهم من كفار مكة وكون ذلك من دلائل غلبة المؤمنون على الكفرة فالنصرة في الحقيقة لكونها منصبا شريفا الا للمؤمنين وقال بعضهم يفرح بعضهم يفرح المؤمنون بقتل الكفار بعضهم بعضا لما فيه من كسر شوكتهم وتقليل عددهم لا بظهور الكفار كما يفرح بقتل الظالمين بعضهم بعضا وفي كشف الاسرار . اليوم ترح وغدا فرح . اليوم عبرة وغدا خبرة . اليوم اسف وغدا لطف . اليوم بكاء وغدا لقاء [ هرجندكه دوستانر امروز درين سراى بلا وعنا همه دردست واندوه همه حسرت وسوز اما آن وسوزرا بجان ودل خريدار آيد وهرجه معلوم ايشانست فداى آن دردمى كنند . جنانكه آن جوانمرد كفته اكنون بارى ينقدى دردى دارم كه آن درد بصد هزار درمان ندهم داود بيغمبر عليه السلام جون آن زلت صغيره ازوى برفت واز حق بدو عتاب آمد تازنده بود سر بر آسمان نداشت ويكساعت ازتضرع نياسود با اين كريه واندوه در سينة من بنه تاهر كزازين دردخالى نباشم . اى مسكين توهميشه بى درد بردة از سوز درد زدكان خبر ندارى از ان كريه برشادى وازان خندة بر اندوه تشانى نديده ] من كرية بخنده درهمى بيوندم ... بنهان كريم وبآشكارا خندم اى دوست كمان مبكره من خر سندم ... آكاه كه من نياز مندم { ينصر من يشاء } ان ينصره من ضعيف وقوى من عباده استئناف مقرر لمضمون قوله تعالى { لله الامر من قبل ومن بعد } { وهو العزيز } المبالغ في العزة والغلبة فلا يعجزه من يشاء ان ينصر عليه كائنا من كان { الرحيم } المبالغ في الرحمة فينصر من يشاء ان ينصره أى فريق كان او لا يعز من عادى ولا يذل من والى كما في المناسبات وهو محمول على ان المراد بالنصر نصر المؤمنين على المشركين في غزوة بدر كما اشير اليه من الوسيط وفى الارشاد المراد من الرحمة هى الرحمة الدنيوية اما على القراءة المشهورة فظاهر لان كلا الفريقين لا يستحق الرحمة الدنيوية واما على القراءة الاخيرة فلان المسلمين وان كانوا مستحقين لها لكن المراد بها نصرهم الذى هو من آثار الرحمة الدنيوية وتقديم وصف العزة لتقدمه فى الاعتبار { وعد اللّه لا يخلف اللّه وعده ولكن أكثر الناس } من ناسى الطافه { لا يعلمون } صدق وعده ووفاء عهده. ٦ { وعد اللّه } مصدر مؤكد لنفسه لان ما قبله وهو ويؤمئذ الخ في معنى الوعد إذ الوعد هو الاخبار بايقاع شىء نافع قبل وقوعه وقوله ويومئذ الخ من هذا القبيل ومثل هذا المصدر يجب حذف عامله والتقدير وعد اللّه وعدا يعنى انظروا وعد اللّه ثم استأنف تقرير معنى المصدر فقال { لا يخلف اللّه وعده } لا هذا الذي في امر الروم ولا غيره مما يتعلق بالدنيا والآخرة لاستحالة الكذب عليه سبحانه { ولكن اكثر الناس } وهم المشركون واهل الاضطراب { لا يعلمون } صحة وعده لجهلهم وعدم تفكرهم في شئون اللّه تعالى. لانهم { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا } يجدون ذوق حلاوة عسل شهوات الدنيا بالحواس الظاهرة { وهم عن الاخرة } وكمالاتها ووجدان شوق شهواتها بالحواس الباطنة وانها موجبة للبقاء الابدى وان عسل شهوات الدنيا مسموم مهلك { هم غافلون } لاستغراقهم فى بحر البشرية وتراكم امواج اوصانها الذميمة انتهى : قال الكمال الخجندى جهان وجملة لذاتش بزنبور عسل ماند كه شيرينيش بسيارست وزان افزون شروشورش عصمنا اللّه واياكم من الانهماك في لذات الدنيا ٧ { يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا } وهو ما يشاهدونه من زخارفها وملاذها وسائر احوالها الموافقة لشهواتهم الملائمة لاهوائهم المستدعية لانهماكهم فيها وعكوفهم عليها وتنكير ظاهرا للتحقير والتخسيس اى يعلمون ظاهرا حقيرا خسيسا من الدنيا قال الحسن كان الرجل منهم يأخذ درهما ويقول وزنه كذا ولا يخطئ وكذا يعرف رداءته بالنقد وقال الضحاك يعلمون بنيان قصورها وتشقيق انهارها وغرس اشجارها ولا فرق بين عدم العلم وبين العلم المقصور على الدنيا وفي التيسير قوله { لا يعلمون } نفى للعلم بامور الدين وقوله { يعلمون } اثبات للعلم بامور الدنيا فلا تناقض لان الاول نفى الانتفاع بالعلم بما ينبغي والثاني صرف العلم الى ما لا ينبغي ومن العلم القاصر ان يهيء الانسان امور شتائه فى صيفه وامور صيفه في شتائه وهو لا يتيقن بوصوله الى ذلك الوقت ويقصر في الدنيا فى اصلاح امور معاده ولا بدله منها { وهم عن الآخرة } التي هى الغاية القصوى والمطلب الاسنى { هم غافلون } لا يخطرونها بالبال ولا يدركون من الدنيا ما يؤدى الى معرفتها من احوالها ولا يتفكرون فيها . وهم الثانية تكرير للاولى للتأكيد يفيد انهم معدن الغفلة عن الآخرة او مبتدأ وغافلون خبرة والجملة خبر للأولى وفة الآية تشبيه لاهل الغفلة بالبهائم المقصور ادراكاتها من الدنيا على الظواهر الحسية دون احوالها التي هى مبادى العلم بامور الآخرة وغفلة المؤمنين بترك الاستعداد لها وغفلة الكافرين بالجحود بها قال بعضهم من كان عن الآخرة غافلا كان عن اللّه اغفل ومن كان عن اللّه غافلا فقد سقط عن درجات المتعبدين [ در خبراست كه فردا در انجمن رستاخيز وعرضصة عظمى دنيارا بيارند بصورت بيرة زنى آراسته كويد بار خدايا امروز مراجزى كمتر بنده كن از بندكان خود از دركاه عزت وجناب جبروت فرمان آيدكه اى ناجيز خسيس من راضى نباشم كه كمترين بندة از بندكان خودرا باجون تو جزاى وى دهم آنكه كويد ( كونة تراتا ) يعني خاك كرد ونيست شوجنان نيست شودكه هيج جاى بديد نيايد . وكفته اند طالبان دنيا سه كروه اند . كروهى دردنيا از وجه حرام كرد كنند دون دست رسد بغصب وقهر بخود مى كشند واز سرانجام وعاقبت آن نيند يشندكه ايشان اهل عقابند وسزاى عذاب مصطفى عليه السلام كفت كسى كه در دنيا حلال جمع كند از بهر تفاخر وتكاثرتا كردن كشد وبر مردم تطاول جوايد رب العزة ازوى اعراض كند ودر قيامت باوى بخشم بود اوكه دردنيا جلال جمع كرد برنيت تفاخر حالش اينست بس اوكه حرام طلب كند وحرام كيرد وخورد حالش خود جون بود . كروه دوم دنيا بدست آرند ازوجه مباح جون كسب وتجارات وجون معاملات ايشان اهل حسابند در مشيت حق جر خبرست كه ( من نوقش في الحساب عذب ). كروه سوم از دنيا بسد جوعت وستر عورت قناعت كنند مصطفى عليه السلام ( ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال بيت يكنه وثوب يوارى عورته وجرف الخبز والماء ) يعني از كسر الخبز ايشانرا نه حسابست ونه عتاب ايشانند كه جون سر ازخاك بركنند رويهاى ايشان جون ماه جهارده بود ] قال بعضهم الاية وصف المدعين الذين هم عارفون بالامور الظاهرة والاحكام الدنيوية محجوبون عن معاملات اللّه غافلون عما فتح اللّه على قلوب اوليائه الذين غلب عليهم شوق اللّه واذهلهم حب اللّه عن تدابير عيش الدنيا ونظام امورها ولذلك قال عليه السلام ( انتم اعلم بامور دنياكم وانا اعلم بامور آخرتكم ) وفى التأويلات النجمية. ٨ { أولم يتفكروا فى أنفسكم } الواو للعطف على مقدر . والتفكر تصرف فى معنانى الاشياء لدرك المطلوب وهو قبل ان يتصفى اللب والتذكر بعده ولذا لم يذكر فى كتاب اللّه تعالى مع اللب الا التذكر قال بعض الادباء الفكر مقلوب الفرك لكن يستعمل الفكر في المعانى وهو فرك الامور وبحثها طلبا للوصول الى حقيقتها قوله { فى انفسهم } ظرف للتفكر وذكره فى ظهور استحالة كونه فى غيرها لتصوير حال المتفكر فهو من بسط القرآن نحو يقولون بأفواههم والمعنى اقصر كفار مكة نظرهم على ظاهر الحياة الدنيا ولم يحدثوا التفكر فى قلوبهم فيعلموا انه تعالى { ما خلق اللّه السموات } الاجرام العلوية وكذ سموات الارواح { والارض } الاجرام السفلية وكذا ارض الاجسام { وما بينهما } من المخلوقات والقوى ملتبسة بشئ من الاشياء { الا } ملتبسة { بالحق } والحكمة والمصلحة ليعتبروا بها ويستدلوا على وجود الصانع ووحدته ويعرفوا انها مجالى صفاته ومرائى قدرته وإنما جعل متعلق الفكر والعلم هو الخلق دون الخالق لان اللّه تعالى منزه عن ان يوصف بصورة في القلب ولهذا روى ( تفكروا فى آلاء اللّه تعالى ولا تتفكروا في ذات اللّه ) : وفي المثنوى علم خلقست باسوى جهات ... بى جهت دان عالم امر وصفات بى تعلق نيست مخلوقى بدو ... آن تعلق هست بيجون اى عمو اين تعلق را خرد جون بى برد ... بستة فصلت ووصلست اين خرد زين وصيت كرد مارد مصطفى ... بحث لكم جوييد در ذات خدا آنكه درذاتش تفكر كردنيست ... در حقيقت آن نظر درذات نيست هست آن يندار اوزيرا براه ... صد هزاران برده آمد تاله هريكى دربردة موصول جوست ... وهم او آنست كه آن عين هوست بس يمبر دفع كرد اين وهم ازو ... تانباشد درغلط سودا بزاو در عجائبهاش فكر اندر رويد ... از عظيمى وزمهابت كم شويد جونكه صنعش ريش وسلبت كم كند ... حد خود داند زصانع تن زند جزكه لا احصى نكويد اوزحان ... كزشمار وحد برونست آن بيان ثم انه لما كان معنى الحق فى اسماء اللّه تعالى هو الثابت الوجود على وجه لا يقبل الزوال والعدم والتغير كان الجارى على ألسنة اهل الفناء من الصوفية فى اكثر الاحوال هو الاسم الحق لانهم يلاحظون الذات الحقيقية دون ما هو هالك فى نفسه وباطل فى ذاته وهو ما سوى اللّه تعالى { واجل مسمى } عطف على الحق اى وباجل معين قدره اللّه تعالى لبقائها لا بد لها من ان تنتهى اليه وهو وقت قيام الساعة { وان كثيرا من الناس } مع غفلتهم عن الآخرة واعراضهم عن التفكر فيما يرشدهم الى معرفتها { بلقاء ربهم } اى بلقاء حسابه وجزائه بالبعث والباء متعلق بقوله { لكافرون } اى منكرون جاحدون يحسبون ان الدنيا ابدية وان الآخرة لا تكون بحلول الاجل المسمى ٩ { أولم يسيروا } اهل مكة والسير المضى فى الارض { فى الارض فينظروا } اى اقعدوا فى اما كنهم ولم يسيروا فينظروا اى قد ساروا وقت التجارات فى اقطار الارض وشاهدوا { كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } من الامم المهلكة كعاد وثمود والعاقبة اذا اطلقت تستعمل فى الثواب كنا فى قوله تعالى { والعاقبة للمتقين } وبالاضافة قد تستعمل في العقوبة كما فى هذه الاية وهى آخر الامر : وبالفارسية [ سرانجام ] ثم بين مبدأ احوال الامم ومآلها فقال { كانوا اشد منهم قوة } { واثاروا الارض } يقال ثار الغبار والسحاب انتشر ساطعا وقد اثرته فالاثارة تحريك الشئ حتى يرتفع غباره : وبالفارسية [ برانكيختن كرد وشورانيدن زمين وميغ أوردن باد ] كما في تاج المصادر . والثور اسم البقر الذي يثار به الارض فكأنه فى الاصل مصدر جعل فى موضع الفاعل والبقر من بقر اذا شق العلم ودخل فيه مدخلا بليغا . والمعنى وقلبوا الارض للزراعة والحراثة واستنباط المياه واستخراج المعادن { وعمروها } العمارة نقيض الخراب اى عمروا الارض بفنون العمارات من الزراعة والغرس والبناء وغيرها مما يعد عمارة لها { اكثر مما عمروها } اى عمارة اكثر كما وكيفا وزمانا من عمارة هؤلاء المشركين . يعنى اهل مكة اياها كيف لا وهم اهل واد غيرذى زرع لا تنشط لهم فى غيره { وجاءتهم رسلهم بالبينات } بالمعجزات والايات الواضحات فكذبوها فاهلكهم اللّه تعالى { فما كان اللّه } بما افعل بهم من العذاب والاهلاك { ليظلمهم } من غير جرم يستدعيه من جانبهم { ولكن كانوا انفسهم يظلمون } بما اجتر أو اعلى اكتساب المعاصى الموحبة للهلاك ١٠ { ثم كان عاقبة الذين اساؤا } اى عملوا السيآت : وبالفارسية [ بدكر دند يعنى كافر شدند ] { السواى } اى العقوبة التى هى اسوء العقوبات وافظعها وهى العقوبة النار فانها تأنيث الاسوأ كالحسنى تأنيث الاحسن او مصدر كالبشرى وصف به العقوبة مبالغة كأنها نفس السواى . وقيل السواى اسم لجهنم كما ان الحسنى اسم للجنة وانما سميت سواى لانها تسوء صاحبها قال الراغب السوء كل ما يعم الانسان من الامور الدنيوية والاخروية ومن الاحوال النفسية والبدنية والخارجة من فوات مال وفقد حميم وعبر بالسوءى عن كل ما يقبح ولذلك قوبل بالحسنى قال { ثم كان عاقبة الذين اساؤا السواى } كما قال { للذين احسنوا الحسنى } انتهى. والسوءى مرفوعة على انها اسم كان وخبرها عاقبة وقرئ على العكس وهو ادخل فى الجزالة كما في الارشاد { ان كذبوا بآيات اللّه } علة لما اشير الية من تعذيبهم الدنيوى والاخروى اى لان كذبوا بآيات اللّه المنزلة على رسله ومعجزاته الظاهرة على ايديهم { وكانوا بها يستهزئون } عطف على كذبوا دخل معه فى حكم العلة وايراد الاستهزاء بصيغة المضارع للدلالة على استمراره وتجدده وحاصل الآيات ان الامم السالفة المكذبة عذبوا فى الدنيا والآخرة بسبب تكذيبهم واستهزائهم وسائر معاصيهم فلم ينفعهم قوتهم ولم يمنعهم اموالهم من العذاب والهلاك فما الظن باهل مكة وهم دونهم فى العدد والعدد وقوة الجسد واعلم ان طبع القلوب والموت على الكفر مجازاة على الاساءة كما قال ابن عيينة ان لهذه الذنوب عواقب سوء لا يزال الرجل يذنب فينكت على قلبه حتى يسوّد القلب كله فيصير كافرا والعياذ باللّه : وفيه اشارة الى طلبة العلم الذين يشرعون فى علوم غير نافعة بل مضرة مثل الكلام والمنطق والمعقولات فيشوش عليهم عقيدتهم على مذهب اهل السنة والجماعة وان وقعوا فى ادنى شك وقعوا فى الكفر علم بى دينان رهاكن جهل راحكمت مخوان ازخيالات وظنون اهل يونان دم مزن فمن كان له نور الايمان الحقيقى بالسير والسلوك ينظر كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من حكماء الفلاسفة انهم كانوا اشد منهم قوة فى علم القال واثاروا الارض البشرية بالرياضة والمجاهدة وعمروها بتبديل الاخلاق والاستدلال بالدلائل العقلية والبراهين المنطقية اكثر مما عمروها المتأخرون لأنهم كانوا اطول اعمارا منهم فوسوس لهم الشيطان وغرهم بعلومهم العقلية واستبدت نفوسهم بها وظنوا انهم غير محتاجين الى الشرائع ومتابعة الانبياء انفسهم من الشبهات بحسبان انها من البراهين القاطعة فاهلكهم اللّه فى اودية الشكوك والحسبان فما كان اللّه ليظلمهم بالابتلاء بهذه الآفات بان يكلهم الى وساوس الشيطان وهو اجس نفوسهم ولا يرسل اليهم الرسل ولم ينزل معهم الكتب ولكن كانوا انفسهم يظلمون بتكذيب الانبياء السوءى بان صاروا ائمة الكفر وصنفوا الكتب فى الكفر واوردوا فيها الشبهات على بطلان ما جاء به الانبياء من الشرائع والتوحيد وسموها الحكمة وسموا انفسهم الحكماء فالآن بعض المتعلمين من الفقهاء اما لوفور حرصهم على العلم والحكمة واما خباثة الجوهر ليتخلصوا من تكاليف الشرع يطالعون تلك الكتب ويتعلمونها وبتلك الشبهات التى دونوا بها كتبهم يهلكون فى اودية الشكوك ويقعون فى الكفر وهذه الآفة وقعت فى الاسلام من المتقدمين والمتأخرين منهم وكم من مؤمن عالم قد فسدت عقدتهم بهذه الآفة واخرجوا ربقة الاسلام من عنقهم فصاروا من جملتهم ودخلوا فى زمرتهم ولعل هذه الآفة تبقى فى هذه الامة الى قيام الساعة فان فى كل يوم يزداد تقل طلبة علوم الدين من التفسير والحديث والمذهب وتكثر طلبة علوم الفلسفة والزندقة ويسمونها الاصول والكلام علم دين فقهست وتفسير وحديث هركه خواند غير ازين كردد خبيث وقد قال الشافعي رحمة اللّه من تكلم تزندق ثم وبال هذه جملة الى قيام الساعة يكتب فى ديوان من سن هذه السنة السيئة ومن اوزار من عمل بها من غير ان ينقص من اوزارهم شيء على ان كذبوا بالقرآن وسموا الانبياء عليهم السلام اصحاب النواميس وسموا الشرائع الناموس الاكبر عليهم لعنات الهل تترى كذا فى تأويلات حضرة الشيخ نجم الدين قدس سره ١١ { اللّه يبدأ الخلق } يخلقهم اولا فى الدنيا وهو الانسان المخلوق من النطفة { ثم يعيده } بعد الموت احياء كما كانوا اى يحييهم فى الآخرة ويبعثهم وتذكير الضمير باعتبار لفظ الخلق { ثم اليه } اى الى موقف حسابه تعالى وجزائه { ترجعون } تردون لا الى غيره والالتفات للمبالغة فى الترهيب . وقرئ بياء الغيبة والجمع باعتبار معنى الخلق. ١٢ { يوم تقوم الساعة } التى هى وقت اعادة الخلق ورجعهم اليه للجزاء . والساعة جزء من جزاء الزمان عبربها عن القيامة تشبيها لها لذلك لسرعة حسابها كما قال { وهو اسرع الحاسبين } او لما نبه عليه قوله { كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار } { يبلس المجرمون } يسكنون سكوت من انقطع عن الحجة متحيرين آيسن من الاهتداء الى الحجة او من كل خير قال الراغب الابلاس الحزن المعترض من شدة اليأس ومنه اشتق ابليس ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعينه . قيل ابلس فلان اذا سكت وانقطعت حجته ١٣ { ولم يكن لهم من شركائهم } اوثانهم التى عبدوها رجاء الشفاعة { شفعاء } يجبرونهم من عذاب اللّه ومجيئة بلفظ الماضى لتحققه فى علم اللّه وصيغة الجمع لوقوعها فى مقابلة الجمع اى لم يكن لكل واحد منهم شفيع اصلا وكتب فى المصحف شفعواء بواو قبل الالف كما كتب علمواء بنى اسرائيل فى الشعراء والسواى بالالف قبل الياء انباتاً للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها { وكانوا بشركائهم كافرين } يكفرون بآلهتهم حيث يئسوا منهم . يعني [ جون ازمطلوب ناميد كردند ازايشان يزار شوند ]. ١٤ { ويوم تقوم الساعة } اعيد لتهويله وتفظيع ما يقع فيه { يومئذ } [ آن هنكام ] { يتفرقون } تهويل له اثر تهويل وفيه رمز الى ان التفرق يقع فى بعض منه وضمير يتفرقون لجميع الخلق المدلول عليهم بما تقدم من بدئهم واعادتهم ورجوعهم لا المجرمين خاصة . والمعنى يتفرق المؤمنون والكافرون بعد الحساب الى الجنة والنار فلا يجتمعون ابدا قال الحسن رحمه اللّه لئن كانوا اجتمعوا فى الدنيا ليتفرقن يوم القيامة هؤلاء فى اعلى علبين وهؤلاء فى اسفل سافلين [ يكى در درجة وصلت يكى در دركة فرقت آن برسرير محبت واين برحصير محنت آنرا انواع ثواب واين را اصناف عقاب جمعى ازدولت تلاقى نازان وبرخى بر آتش فراق كدازان ] يكى خندان بصد عشرت ... يكى نالان بصد عسرت يكى در راحت وصلت ... يكى در شدت هجرت قال ابو بكر بن طاهر قدس سره يتفرق كل الى ما قدر له من محل السعادة ومنزل الشقاوة ومن كان تفرقته الى الجمع كان مجموع السر ثم لا يألف الخلق ابدا فينقلب الى محل السعداء ومن كان تفرقته الى الفرق كان متفرق السر ثم لا يألف الحق ابدا فيرجع الى محل الشقاوة ثم فصل احوال الفريقين وكيفية تفرقهم ١٥ { فاما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم فى روضة } عظيمة وهى كل ارض ذات نبات وماء ورونق ونضارة والمراد بها الجنة قال الراغب الروض مستنقع الماء والخضرة وفى روضة عبارة عن رياض الجنة وهى محاسناه وملاذها انتهى. وخص الروضة بالذكر لانه لم يكن عند العرب شئ احسن منظرا ولا اطيب نشرا من الرياض . ففيه تقريب المقصود من افهامهم . والمعنى بالفارسية [ بس ايشان درمر غزار هاى مشتمل برازهار وانهار ] { يحبرون } يسرون سرور تهللت له وجوههم : يعني [ شادمان كردانيده باشند جنان شادمانى كه اثر آن برصفحات وجنات ايشان ظاهر باشد ] فالحبور السرور يقال حبره اذا سره سرورا تهلل له وجهه وفى المفردات يفرجون حتى يظهر عليهم حبار نعميهم اى اثره يقال حبر فلان بقى بجلده اثر من قرح . والحبر العالم لما يبقى من اثر علومه فى قلوب الناس ومن آثار فعاله الحسنة المقتدى بها والى هذا المعنى اشار امير المؤمنين رضى اللّه عنه بقوله ( العلماء باقون ما بقى الدهر اعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة ) ويقال التحبير التحسين الذي يسر به يقال للعالم حبر كل نعمة حسنة قال فى الارشاد واختلف فيه الاقاويل لاختلاف وجوه . فعن ابن عباس رضى اللّه عنهما ومجاهد يكرمون . وعن قتادة ينعمون . وعن ابن كيسان يحلون . وعن ابى بكر بن عياش يتوّجون [ متوج سازندشان ] وعن وكيع يسرون بالسماع : يعني [ آواز خوش شنوانند ايشانزا وهيج لذت برابر سماع نيست . درخبراست كه ابكار بهشت تغنى كنند باصواتى كه خلائق مثل ن نشنيده باشد واين افضل نعيم بهشت بود ازابى درداء رضى اللّه عنه را برسيدندكه مغنيات تبهشت بجه جيز تغنى كنند فرموده كه باتسبيح . ازيحيى بن معاذ رازى رضى اللّه عنه را يرسيدندكه از آوزها كدام دوستر دارى فرمود مزامير انس فى مقاصير قدس بالحان تحميد فى رياض تمجيد ] وروى ان فى الجنة اشجارا عليها اجراس من فضة فاذا اراد اهل الجنة السماع يهب اللّه ريحا من تحت العرش فتقع فى تلك الاشجار فتحرك تلك الاجراس باصوات لوسمعها اهل الدنيا لماتوا طربا وفى الحديث ( الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين منها كما بين السماء والارض الفردوس اعلاها سموا واوسطها محلا ومنها يتفجر انهار الجنة وعليها يوضع العرش يوم القيامة ) فقام اليه رجل فقال يا رسول اللّه انى رجل جبب الىّ الصوت فهل فى الجنة صوت حسن فقال ( اى نعم والذي نفسي بيده ان اللّه سبحانه ليوحى الى شجرة فى الجنة ان اسمعى عبادى الذين اشتغلوا بعبادتى وذكرى عن عزف البرابط والمزامير فترفع صوتا لم يسمع الخلائق مثله قط من تسبيح الرب وتقديسه ) [ فردا دوستان خدا درروضات بهشت ميان رياحين انس بشادى وطرب سماع كنند فرمان آيد بداود عليه السلام كه يا داود بآن نغمة دليذير وصوت شوق انكيز كه ترا داده ايم زبور بخوان. اى موسى تلاوت توران كن . اى عيسى بتلاوت انجيل مشغول شو . اى درخت طوبى آواز دل آراى بتسبيح ما بكشاى . اى اسرافيل توقر آن آغاز كن ] قال الاوزاعي ليس أحد من خلق اللّه احس صوتا من اسرافيل فاذا اخذ فى السماع قطع على اهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم [ اى ماه رويان فردوس جه نشينيد خيزيد ودوستانرا اقبال كنيد . اى تلهاى مشك اذفر وكافور مغبر برسر مشتاقان ما نثار شويد . اى درويشان كه دردنيا غمم خوريد اندوه بسر آمدودرخت شادى ببرآمد خيزيد وطرب كنيد در خطيرة قدس وخلوتكاه انس بنازيد . اى مستان مجلس مشاهده . اى مخمور خمر عشق . اى عاشقان سوخته كه سحر كاهان در ركوع وسجوع جون خون ازديدها روان كرده ودلها باميد وصال ما تسكين داده كاه آن آمدكه درمشاهدة ما بياساييد بارغم ازخود فرونهيد ويشادى دم زنيد . اى طالبان ساكن شويد كه نقد تزديسكتو . اى شب روان آرام كييد كه صبح نزديسكتز اى مشتاقان طرب كنيد كه ديرار نزديكست ] فيكشف الحجاب ويتجلى لهم تبارك وتعالى فى روضة من رياض الجنة ويقول انا الذي صدقتكم وعدى واتمت عليكم نعمتى فهذا محل كرامتي فسلونى روزى كه سرا برده برون خواهى كره ... دانم كه زمانه را زبون خواهى كرد كر زيب وجمال ازين فزون خواهى كرد ... يا رب جه جكر هست كه خون خواهى كرد [ حاصل سخن آنكه شريفترين لذتى بعد ازمشاهدة انوار تجلى دربهشت سماع خواهد بود وازينجا كفته آن عزيز درشرجح مثنوى كه سماع منادى است كه درماند كان بيابان محنت افزاى دنيارا از عشرت آباد بهشت نورانى ياد ميدهد ] مؤمنان كويند كاثار بهشت ... تغز كرادنيد هر آواز زشت ما همه اجزاء آدم بوده ايم ... دربهشت آن لحن را بشنوده ايم كرجه بر ما ريخت آب وكل شكى ... ياد ما آيد ازانها اندكى بس نى وجنك ورباب وسازها ... جيزكى ماند بدان آوزها عاشقان كين نغمها را بشنوند ... جزؤ بكذارند وسوى كل روند قال بعض العارفين ان اللّه تعالى بجوده وجلاله يطيب اوقات عشاقه بكل لسان فى الدنيا وكل صوت حسن فى الاخرة ورب روضة فى الدنيا للعارف العاشق الصادق يرى الحق فيها ويسمع منه بغير وربما كان بواسطة فيسمعه الحق من ألسنة كل ذرة من العرش الى الثرى اصواتا قدوسية وخطابات سبوحية قال جعفر فابدأ به فى صباحك وبه فاختم فى مسائك فمن كان به ابتداؤه واليه انتهاؤه لا يشقى فيما بينهما قال البقلى رحمه اللّه وصف اللّه اهل الحبور بالايمان والعمل الصالح فاما ايمانهم فشهود ارواحهم مشاهد الازل فى اوائل ظهورها من العدم . واما اعمالهم الصالحة فالعشق والمحبة والشوق فآخر درجاتهم فى منازل الوصال الفرح بمشاهدة اللّه والسرور بقربة وطيب العيش لسماع كلامه يطربهم الحق بنفسه ابد الآبدين فى روح وصاله وكشف جماله. ١٦ { واما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا } القرآنية التى من جملتها هذه الآيات الناطقة بما فصل { ولقاء الآخرة } اى البعث بعد الموت صرح بذلك مع اندراجه فى تكذيب الآيات للاعتناء بامره { فاولئك } الموصوفون بالكفر والتكذيب { فى العذاب محضرون } مدخلون على الدوام لا يغيبون عنه ابدا قال بعضهم الاحضار انما يكون على اكراه فيجاء به على كراهة اى يحضرون العذاب فى الوقت الذي يحبر فيه المؤمنون فى روضات الجنان فيكونون على عذاب وويل وثبور كما يكون المؤمنون على ثواب وسماع وحبور . فعلى العاقل ان يجتنب عن القيل والقال ويكسب الوجد والحال من طريق صالحات الاعمال فان لكل عمل صالح اثرا ولكل ورع وتقوى ثمرة فمن حبس نفسه فى زاوية العبادة والطاعة وتخلى فى خلوة الذكر والفكر تفرج فى رياض الجنان بما قاسى بالاعضاء والجنان . ومن اغلق باب سمعه عن سماع الملاهى وصبر عنه فتح اللّه له باب سماع الاغاني فى الجنة والا فقد حرم من امثل اللذات به ازروى زيباست آواز خوش ... كه آن حظ نفس اس واين قوت روح كما ان من شرب الخمر فى الدنيا لم يشربها فى الآخرة واشار بالاحضار الى ان جهنم سجن اللّه تعالى فكما ان المجرم فى الدنيا يساق الى السجن وهو كاره له فكذا المجرم فى العقبى يساق ويجرّ الى النار بالسلاسل والاغلال فيذوق وبال كفره وتكذيبه وحضوره محاضر اهل الهوى من اهل الملاهى وربما يحضر فى العذاب من ليس بمكذب الحاقا له فى بعض الاوصاف وان كان غير مخلد فيه وربما تؤدى الجراءة على المعاصى والاصرار عليها الى الكفر والعياذ باللّه تعالى . فيا اهل الشريعة عليكم بترك المحرمات الموجبة للعقوبات . ويا اهل الطريقة عليكم بترك الفضلات المؤدية الى التنزلات ولا يغرنكم احوال ابناء الزمان فان اكثرهم اباحيون غير مبالين ألا ترى الى مجامعهم المشحونة بالاحداث ومجالسهم المملوءة باهل الملاهى كأنهم المكذبون بلقاء الآخرة فلذا قصروا همتهم على الامور الظاهرة يطلبون العشق والحال فى الامر الزائل كالمتغنى والمزمّر يعرضون عن الذكر والتوحيد الباقى لذته وصفوته مدى الدهر ولعمرى ان من عقل لا يستن بسنن الجهلاء واهل الارتكاب ولا يرفع الى مجالسهم قدما ولو خطوة خوفا من العذاب فانه تعالى قال { ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار } وأى نار اعظم من نار البعد والفراق اذهى دائمة الاحراق تسأل اللّه سبحانه ان يوفقنا لسدّ خلل الدين والاعراض عن متسامحات الغافلين ويجعلنا ممن تعلق بحبل الشرع المبين وعروة الطريق القويم المتين ويحيينا بالحياة الطيبة الى آخر الاعمار ويعيدنا من الاجداث والوجوه اقمار ولا يخيبنا فى رحاء شفاعات الاعالى انه الكريم المتعالى. ١٧ { فسبحان اللّه } الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها . والسبح المر السريع فى الماء اوفى الهواء والتسبيح تنزيه اللّه واصله المر السريع فى عبادة اللّه جعل عاما فى العبادات قولا كان او فعلا اونية والسبوح القدوس من اسماء اللّه تعالى وليس فى كلامهم فعول سواهما . وسبحان هنا مصدر كغفران موضوع موضع الامر مثل فضرب الرقاب التسبيح محمول على حقيقته وظاهره الذى هو تنزيه اللّه عن السوء والثناء عليه بالخير . والمعنى اذا علمتم ايها العقلاء المميزون ان الثواب والنعيم للمؤمنين العاملين والعذاب والجحيم للكافرين المكذبين فسبحوا اللّه اى نزهوه عن كل ما لا يليق بشأنه تعالى { حين تمسون وحين تصبحون } الحين بالكسر وقت مبهم يصلح لجميع الازمان طال او قصر ويتخصص بالمضاف اليه كما فى هذا المقام . والامساء الدخول فى المساء كما ان الاصباح الدخول فى الصباح والمساء والصباح ضدان قال بعضهم اول اليوم الفجر ثم الصباح ثم الغداة ثم البكرة ثم الضحى ثم الضحوة ثم الهجير ثم الظهور ثم الرواح ثم المساء ثم العصر ثم الاصيل ثم العشاء الاولى ثم العشاء الاخيرة عند مغيب الشفق . والمعنى سبحوه تعالى وقت دخولكم فى المساء وساعة دخولكم فى الصباح. ١٨ { وله الحمد فى السموات والارض } يحمده خاصة اهل السموات والارض ويثنون عليه اى احمدوه على نعمه العظام فى الاوقات كلها فان الاخبار بثبوت الحمد له له تعالى ووجوبه على اهل التميز من خلق السموات والارض فى معنى الامر على ابلغ وجه. وتقديم التسبيح على التحميد لان التخلية بالمعجمة متقدمة على التحلية بالمهملة كشرب المسهل متقدك على شرب المصلح وكالاساس متقدم على الحيطان وما يبنى عليها من النقوش { وعشيا } آخر النهار من عشي العين اذا نفص نورها ومنه الاعشى وهو معطوف على حين تمسون اى سبحوه وقت العشى وتقديمه على قوله { وحين تظهرون } اى تدخلون فى الظهيرة التى هى وسط النهار لمراعاة الفواصل وتغيير الاسلوب لانه لا يجبئ منه الفعل بمعنى الدخول فى العشى كالمساء والصباح والظهيرة وتوسيط الحمد بين اوقات التسبيح للاشعار بان حقها ان يجمع بينها كما ينبئ عنه قوله تعالى { فسبح بحمد ربك } وقوله عليه والسلام ( من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان اللّه وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر ) وقوله عليه السلام ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان سبحان اللّه وبحمده سبحان اللّه العظيم ) وتخصيص التسبيح والتحميد بتلك الاوقات للدلالة على ان ما يحدث فيها من آيات قدرته واحكام رحمته ونعمته شواهد ناطقة بتنزهه تعالى واستحقاقه الحمد موجبة لتسبيحه وتحميده حتما وفي الحديث ( من سرّه ان يكال له بالقفيز الا وفى فليقل فسبحان اللّه حين تسمون ) الآية وحمل بعضهم التسبيح والتحميد فى الآية على الصلاة لاشتمالها عليهما . والسبحة الصلاة ومنه سبحة الضحى وقد جاء فى القرآن اطلاق التسبيح بمعنى الصلاة فى قوله تعالى { فلولا انه كان من المسبحين } قال القرطبي وهو من اجلاء المفسرين اى من المصلين وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما ان الآية جامعة للصلوات الخمس ومواقيتها . تمسون صلاة المغرب والعشاء . وتصبحون صلاة الفجر . وعشيا صلاة العصر . وتظهرون صلاة الظهر فالمعنى فصلوا لله فى هذه الاوقات واتفق الائمة على ان الصلاة المفروضة فى اليوم والليلة خمس وعلى انها سبع عشرة ركعة . الظهر اربع . والعصر اربع . والمغرب ثلاث . والعشاء اربع . والفجر ركعتان قيل فرضت الصلوات الخمس في المعراج اربعاً الا المغرب ففرضت ثلاثاً والا الصبح ففرضت ركعتين والاصلاة الجمعة ففرضت ركعتين ثم قصرت الاربع فى السفر وتجب الصلاة باول الوقت لغير معذور وعليه بآخره بالاتفاق . وعند ابى حنيفة اذا طلعت الشمس وهو فى صلاة الفجر بطلت صلاته وليس كذلك اذا خرج الوقت فى بقية الصلاة والزائدة على قدر واجب فى الصلاة فى قيام ونحوه نفل بالاتفاق كا فى فتح الرحمن وفى الحديث ( ما افترض اللّه على خلقه بعد التوحيد احب اليه من الصلاة ولو كان شيء احب اليه من الصلاة لتعبد به ملائكته فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد ) وفى الحديث ( من حافظ على الصلوات الخمس باكمال طهورها ومواقيتها كانت لو نورا وبرهانا يوم القيامة ومن ضيعها حشر مع فرعون وهامان ) والجماعة سنة مؤكدة اى قوية تشبه الواجب فى القوة لقوله عليه السلام ( الجماعة من سنن الهدى لا يتخلف عنها الامنافق ) واكثر المشايخ على انها واجبة وتسميتها سنة لانها ثابته بالسنة لكن ان فاتته جماعة لا يجب عليه الطلب فى مسجد أخر كذا فى الفقه قال ابو سليمان الدارانى قدس سره اقمت عشرين سنة لم احتلم فدخلت مكة فاحدثت بها حدثا فما اصبحت الا احتملت وكان الحدث فاتته صلاة العشاء بجماعة : وفى المثنوى هرجه لآآيد برتو از ظلمات غم ... آن زبى شرمى وكستا خيست ههم فلكل عمل اثر وجزاء واجر دزانكه شاكررا زيادت وعده است ... آنجنانكه قرب مزد سجده است كفت واسجد واقترب يزدان ما ... قرب جان شد سجدة ابدان ما ١٩ { يخرج الحى من الميت } كالانسان من النطفة والطير من البيضة وايضا المؤمن من الكافر والمصلح من المفسد والعالم من الجاهل . وايضا القلب الحى بنور اللّه من النفس الميتة عن صفاتها واخلاقها الذميمة اظهارا للطفه ورحمته { ويخرج الميت من الحى } النطفة والبيضة من الحيوان . وايضا الكافر والمفسد والجاهل من المؤمن والمصلح والعالم . وايضا القلب الميت عن الاخلاق الحميدة الروحانية من النفس الحية بالصفات الحيوانية الشهوانية اظهارا لقهره وعزته { ويحيي الارض } بالمطر والنبات { بعد موتها } قحلها ويبسها { وكذلك } مثل ذلك الاخراج { تخرجون } من القبور احياء الى موقف الحساب فانه ايضا يعقب الحياة الموت تلخيصه الابداء والاعادة فى قدرته سواء قال مقاتل يرسل اللّه يوم القيامة ماء الحياة من السماء السابعة من البحر المسجور بين النفختين فينشر عظام الموتى وذلك قوله تعالى { وكذلك تخرجون } فكما ينبت النبات من الارض بالمطر فكذا ينبت الناس من القبور بمطر البحر المسجور كالمنى ويحيون به والاشارة ان اللّه يحي ارض القلوب بعد اماتته اياها وكذلك تخرجون من العدم الى الوجود بالقدرة وفى الحديث ( من قال حين يصبح فسبحان اللّه حين تمسون الى قوله وكذلك تخرجون ادرك ما فات من ليلته ومن قالها حين يمسى اردك ما فاته فى يومه ) وفى كشف الاسرار عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ( من قال سبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون ) هذه الآيات الثلاث من سورة الروم وآخر سورة الصافات ( دبر كل صلاة يصليها كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر المطر وعدد ورق الشجر وعدد تراب الارض فاذا مات اجرى له بكل حسنة عشر حسنات فى قبره وكان ابراهيم خليل اللّه عليه السلام يقولها فى كل يوم وليلة ست مرات ) يعنى مضمونها بلغة السريان اذ لم تكن العربية يومئذ ٢٠ { ومن آياته } اى ومن علامات اللّه الدالة على البعث وقال الكاشفي [ واز نشانهاى قدرت خداى تعالى ] { ان خلقكم } يا بنى آدم فى ضمن خلق آدم لانه خلقه منطويا على خلق ذرياته انطواء اجماليا والخلق عبارة عن تركيب الاجزاء وتسوية الاجسام { من تراب } لم يشم رائحة الحياة قط ولا مناسبة بينه وبين ما أنتم عليه فى ذاتكم وصفاتكم وانما خلق اللّه الانسان من التراب ليكون متواضعا ذلولا حمولا مثله والارض وحقائقها دائمة فى الطمأنينة والاحسان بالوجود ولذلك لا تزال ساكنة وساكتة لفوزها بوجود مطلوبها فكانت اعلى مرتبة وتحققت فى مرتبة العلو فى عين السفل وقامت بالرضى { ثم اذا انتم } [ بس ا كنون شما ] { بشر } [ مردمانيد آشكارا ] اى آدميون من لحم ودم عقلاء ناطقون قال فى المفردات البشرة ظاهرة الجلد وعبر عن الانسان بالبشر اعتبارا بظهور جلده من الشعر بخلاف الحيوانات التى عليها الصوف او الشعر او الوبر . واستوى فى لفظ البشر الواحد والجمع وخص فى القرآن كل موضع اعتبر من الانسان جثته وظاهره بلفظ البشر { تنتشرون } الانتشار [ براكنده شدن ] قال الراغب انتشار الناس تصرفهم فى الحاجات . والمعنى فاجأتم بعد ذلك وقت كونكم بشرا تنتشرون فى الارض فدل بدء خلقكم على اعادتكم وهذا مجمل ما فصل فى قوله تعالى فى اوائل سورة الحج { يا ايها الناس ان كنتم فى ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم } اى ان كنتم فى شك من البعث بعد الموت فانظروا الى ابتداء خلقكم وقد خلفناكم بالاطوار لتظهر لكم قدرتنا على البعث فتؤمنوا وانشد بعضهم خلقت من التراب فصرت شخصا ... بصيرا بالسؤال وبالجواب وعدت الى التراب فصرت فيه ... كأنى ما برحت من التراب قال الشيخ سعدى قدس سره بامرش وجود ازعدم نقش بست ... كه داندجزا وكردن ازنيست هست دكرره بكتم عدم دربرد ... واز آنجا بصحراى محشر برد وفي التأويلات النجمية يشير الى ان التراب ابعد الموجودات الى الحضرة لانا اذا نظرنا الى الحقيقة وجدنا اقرب الموجودات الى الحضرة عالم الارواح لانه اول ما خلق اللّه الارواح ثم العرش لانه محل استواء الصفة الرحمانية ثم الكرسي ثم السماء السابعة ثم السموات كلها ثم فلك الزمهرير اعنى الهواء ثم الماء ثم التراب وهو جماد لا حس فيه ولا حركة وليس له قدرة على تغيير ذاته وصفاته فلما وجدنا ذاته متغيرة عن وصف الترابية صورة ومعنى متبدلة كتغير صورته بصورة البشر وتبدل صفته بصفة البشرية علم انه محتاج الى مغير ومبدل وهو اللّه سبحانه واشار بقوله { ثم اذا انتم بشر تنتشرون } يعنى كنتم ترابا جمادا ميتا ابعد الموجودات عن الحضرة جعلتكم بشرا بنفخ الروح المشرف باضافة من روحى وهو اقرب الموجودات الى الحضرة فأى آية اظهر وابين من الجمع بين ابعد الابعدين واقرب الاقربين بكمال القدرة والحكمة ثم جعلتكم مسجود الملائكة المقربين وجعلتكم مرآة مظهرة لجميع صفات جمالى وجلالى ولهذا السر جعلتكم خلائق الارض انتهى يقول الفقير والخليفة لا بد له من الانقتال الى الموطن الاول اعطاء لاحكام الاسلام فالموطن الدنيوى هو من آثار الاسم الظاهر والانتقال الى الموطن البرزخى من احكام الاسم الباطن فلما صار الغيب شهادة بالنسبة الى الموطن الاول فى ابتداء الظهو واو فكذلك تصير الشهادة غيبا بالنسبة الى الموطن الثاني والموطن الحشرى فى انتهاء الظهور وثانية. يعنى ان الدنيا تصير غيبا راجعا الى حكم الاسم الباطن عند ظهور البعث والحشر كما كانت شهادة قبله راجعة الى حكم الاسم الظاهر وان الاخرى تصير شهادة بعده كما كانت غيبا قبله فهى كالقلب الآن وسينقلب الامر فيكون القلب قالبا والقالب قلبا نسأل اللّه الانتقال بالكمال التام والظهور فى النشأة الآخرة بالوجود المحيط العالم ٢١ { ومن آياته } الدالة على البعث وما بعده من الجزاء { ان خلق لكم } اى لاجلكم { من انفسكم } [ ازتن شما ] { ازواجا } [ زنان وجفتان ] فان خلق اصل ازواجكم حواء من ضلع آدم متضمن لخلقهن من انفسكم والازواج جمع زوج وهو الفرد المزاوج لصاحبه وكل واحد من القرينين من الذكر والانثى وزوجة لغة رديئة وجمعا زوجات كما فى المفردات ويجوز ان يكون معنى من انفسكم من جنسكم لا من جنس آخر وهو الاوفق بقوله { لتسكنوا اليها } اى لتميلوا الى تلك الازواج وتألفوا بها فان المجانسة من دواعى التضام والتعارف كما ان المخالفة من اسباب التفرق والتنافر بجنس خود كند هرجنس آهنك ... ندارد هيجكس ازجنس خود ننك بجنس خويش دارد ميل هرجنس ... فرشته بافرشته انس بانس ٢٢ { ومن آياته } الدالة على ما ذكر { خلق السموات والارض } على عظمتها وكثافتها وكثرة اجزائها بلا مادة فهو اظهر قدرة على اعادة ما كان حيا قبل ذلك فهذه من الآيات الآفاقية ثم اشار الى شئ من الآيات الانفسية فقال { واختلاف ألسنتكم } اى لغاتكم من العربية والفارسية والهندية والتركية وغيرها بان جعل لكل صنف لغة قال الراغب اختلاف الالسنة اشارة الى اختلاف اللغات واختلاف النغمات فان لكل لسان نغمة يميزها السمع كما ان له صورة مخصوصة يميزها البصر انتهى النغمات فان لكل لسان نغمة يميزها البصر انتهى فلا تكاد تسمع منطقين متساويين فى الكيفية من كل وجه : يعني [ دربست وبلند وفصاحت ولكنت وغير آن ] قال وهب جميع الالسنة اثنان وسبعون لسانا منها فى ولد سام تسعة عشر لسانا وفى ولد حام سبعة عشر لسانا وفى ولد يافث ستة وثلاثون لسانا { والوانكم } بالبياض والسواد والادمة والحمرة وغيرها قال الراغب فى الآية اشارة الى ان الانواع الالوان من اختلاف الصور التى يختص كل انسان بهيئة غير هيّى صاحبه مع كثرة عددهم وذلك تنبيه على سعة قدرته يعنى ان اختلاف الالوان اشارة الى تخطيطات الاعضاء وهيآتها وحلاها ألا ترى ان التوأمين مع توافق موادهما واسبابهما والامور الملاقية لهما فى التخليق يختلفان فى شئ من ذلك لا محالة وان كانا فى غاية التشابه [ اكر برين وجه نبودى امتياز بين الاشخاص مشكل بودى وبسيار از مهات معطل ماندى ] قال ابن عباس رضى اللّه عنهما كان آدم مؤلفا من انواع تراب الارض ولذلك كان بنوه مختلفين منهم الاحمر والاسود والابيض كل ظهر على لون ترابه وقابليته وتصور صورة كل رجل على صورة من اجداده الى آدم يحضر اشكالهم عند تصوير صورته فى الرحم كما اشار اليه بعض المفسرين فى قوله تعالى { فى اى صورة ما شاء ركبك } { ان فى ذلك } اى فيما ذكر من خلق السموات والارض واختلاف الالسنة والالوان { لآيات } عظيمة فى نفسها كثيرة فى عددها { للعالمين } بكسر اللام اى المتصفين بالعلم كما فى قوله { وما يعقلها العالمون } وخص العلماء لانهم اهل النظر والاستدلال دون الجهال المشغولين بحطام الدنيا وزخارفها فلما كان الوصول الى معرفة ما سبق ذكره انما يمكن بالعلم ختم الآية بالعالمين . وقرئ بفتح اللام ففيه اشارة الى كمال وضوح الآيات وعدم خفائها على احد من الخلق من ملك وانس وجن وغيرهم وفى الاية اشارة الى اختلاف ألسنة القلوب وألسنة النفوس فان لسان القلوب يتحرك بالميل الى العلويات وفى طلبها يتكلم ولسان النفوس يتحرك بالميل الى السفليات وفى طلبها يتكلم كما يشاهد فى مجالس اهل الدنيا ومحافل اهل الآخرة : ومن كلمات مولانا قد سره ما راجه ازين قصة كه كاو آمد وخز رفت ... اين وقت عزيز ست ازين عربده بازآى وايضا اشارة الى اختلاف الالوان اى الطبائع منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ومنكم من يريد اللّه ان فى ذلك لآيات للعارفين الذين عرفوا حقيقة انفسهم وكماليتها فعرفوا اللّه ورأوا آياته باراءته اياهم لقوله تعالى { سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى انفسهم } ثم ان اللّه تعالى خلق الآيات واشار اليها مع وضوحها تنبيها للناظرين وتعليما للجاهلين وتكميلا للعالمين فمن له بصرر آها ومن له بصيره عرفها يقال الامم على اختلاف الازمان والاديان متفقة على مدح اخلاق اربعة العلم والزهد والاحسان والامانة والمتعبد بغير علم كحماد الطاحونة يدور ولا يقطع المسافة ثم ان المعتبر هو العلم باللّه الناظر على عالم الملكوت وهذا العلم من الآيات الكبرى وصاحبه يشاهد الشواهد العظمى بالبصيرة الاجلى بل يعلم الكائنات قبل وجودها ويخبر بها قبل حصول اعيانها وفى زماننا قوم لا يحصى عددهم غلب عليهم الجهل بمقام العلم ولعبت بهم الاهواء حتى قالوا ان العلم حجاب ولقد صدقوا فى ذلك لو اعتقدوا اى واللّه حجاب عظيم يحجب القلب عن الغفلة والجهل قال سهل بن عبد اللّه التسترى قدس سره السماء رحمة للارض وبطن الارض رحمة لظهرها والآخرة رحمة للدنيا والعلماء رحمة للجهال والكبار رحمة للصغار والنبي عليه السلام رحمة للخلق واللّه تعالى رحيم بخلقه واجناس العلوك كثيرة منها علم النظر وعلم الخبر وعلم النبات وعلم الحيوان وعلم الرصد الى غير ذلك من العلوم ولكل جنس من هذه العلوم وامثالها فصول تقومها وفصول تقسمها فلننظر ما نحتاج اليه فى انفسنا مما تقترن به سعادتنا فنأخذه ونشتغل به ونترك ما لا نحتاج اليه احتياجا ضروريا مخافة فوت الوقت حتى تكون الاوقات لنا ان شاء اللّه تعالى . والذي يحتاج اليها فى تحصيل السعادة ثمانية وهى الواجب والجائز والمستحيل والذات الصفات والافعال وعلم السعادة وعلم الشقاوة فهذه الثمانية واجب طلبها على كل طالب نجاة نفسه وعلم السعادة والشقاوة موقوف على معرفة الواجب والمحظور والمندوب والمكروه والمباح . واصول هذه الاحكام الخمسة ثلاثة الكتاب والسنة المتواترة والاجماع كذا فى مواقع النجوم للشيخ الاكبر قدس سره الاطهر وفتكم اللّه وايانا لهذه العلوم النافعة وشرح صدورنا بالفيوض والاسرار وجعلنا مستضيئين بين شمس وقمر الى نهاية الاعمار وفناء الدار ٢٣ { ومن آياته } اى ومن اعلام قدرته تعالى على مجازاة العباد فى الآخرة { منامكم } مفعل من النوم اى نومكم الذى هو راحة لا بدانكم وقطع لاشغالكم ليدوم لكم به البقاء الى آجالكم { بالليل } كما هو المعتاد { والنهار } ايضا على حسب الحاجة كالقيلولة { وابتغاؤمك من فضله } وطلب معاشكم فيهما فان كلا من المنام وطلب القوت يقع فى الليل والنهار وان كان الاغلب وقوع المنام فى الليل والطلب فى النهار وفيه اشارة الى الحياة بعد الممات فانها نظير الانتباه من المنام والانتشار للمعاش : وفى المثنوى نوم ماجون شداخ الموت اى فلان ... زين برادر آن برادررا بدان وقدم الليل على النهار لان الليل لخدمة المولى والنهار افضل من النهار يقول الفقير الليل محل السكون وهو الاصل والنهار محل الحركة وهو الفرع كما اشار اليه تعالى فى قوله { كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق } اذا الخلق يقتضى حركة معنوية وكان ما قبل الخلق سكونا محضا يعنى عالم الذات البحت قال بعض الكبار لم يقل تعالى وبالنهار ليتحقق لنا ان يريد اننا فى منام فى حال يقظتنا المعتادة اى انتم فى منام ما دمتم فى هذه الدار يقظة ومناما بالنسبة لما امامكم فهذا سبب عدم ذكر الباء فى قوله والنهار والاكتفاء بباء الليل انتهى يعنى لو قيل وبالنهار كان لا يتعين فيه ذلك لجواز ان يكون الجار والمجرور معمولا لمحذوف معطوف على المبتدأ تقديره ويقظتكم بالنهار ثم حذف لدلالة معموله او مقابلة عليه كقوله علفتها تبنا وماء باردا اى وسقيتها ماء باردا { ان فى ذلك } الامر العظيم العلى المرتبة من ايجاد النوم بعد النشاط والنشاط بعد النوم الذى هو الموت الاصغر وايجاد كل من الملوين بعد اعدامهما والجد فى الابتغاء مع المفاوتة فى التحصيل { لآيات } عديدة على القدرة والحكم لا سيما البعث { لقوم يسمعون } اى شأنهم ان يسمعوا الكلام من الناصحين سماع من انتبه من نومه فجسمه مستريح نشيط وقلبه فارغ عن مكدر للنصح مانع قبوله وفيه اشارة الى ان من لم يتأمل فى هذه الآيات فهو نائم لا مستيقظ فهو غير مستأهل لان يسمع : قال الشيخ سعدى قدس سره كسى راكه بندار درسر بود ... ميندار هر كزنكه حق بشنود زعلمش ملال آيد ازوعظ ننك ... شقايق بباران نرويد بسنك كرت در درياى فضلست خيز ... بتذكير درباى درويش ريز نه بينى كه درباى افتاده خار ... برويد كل وبشكفد نوبهار وقال الحافظ جه نسبت است برندى صلاح وتقوى را ... سماع وعظ كجا نغمة رباب كجا قال فى برهان القرآن ختم الآية بقوله { يسمعون } فان من النوم من صنع اللّه الحكيم لا يقدر احد على احتلابه اذا امتنع ولا على دفعة اذا امتنع ولا على دفعة اذا ورد تيقن ان له صانعا مدبرا قال الخطيب معنى يسمعون ههنا يستجيبون لما يدعوهم اليه الكتاب واعلم ان النوم فضل من اللّه للعباد ولكن للعباد ان لا يناموا الا عند الضرورة وبقدر دفع المانع عن العبادة سر آنكه ببالين نهد هو شمند ... خوابش بقهر أورد در كمند وقد قيل فى ذم اهل البطالة زسنت نه بينى درايشان اثر ... مكر خواب ببشين ونان سحر ومن اداب النوم ان ينام على الضوء قال عليه السلام ( من بات طاهرا بات فى شعاره ملك لا يستيقظ ساعة من الليل الاقال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فانه بات طاهرا ) واذا استطاع الانسان ان يكون على الطهارة ابدا فليفعل لان الموت على الوضوء شهادة ويستحب ان يضطجع على يمينه مستقبلا للقبلة عند اول اضطجاعه فان بداله ان ينقلب الى جانبه الآخر فعل ويقول حين يضطجع ( بسم اللّه الذى لا يضر مع اسمه شئ فى الارض ولا فى السماء وهو السميع العليم ) وكان عليه السلام يقول ( باسمك ربى وضعت جنبى وبك ارفعه ان امسكت نفسى فاحمها وان ارسلتها فاحفظها ) ويقول عند ما قام من نومه ( الحمد لله الذي احيانا بعدما اماتنا ورد الينا ارواحنا واليه البعث والنشور ) ثم اعلم ان حالة النوم وحالة الانتباه اشارة الى الوضوء اشارة الى التوبة والانابة . ثم التكبيرة الاولى اشارة الى التوجه الالهى فحاله من الانتباه الى هنا اشارة الى عبوره من عالم الملك وهو الناسوت ودخوله فى عالم الملكون . ثم الانتقال الى الركوع اشارة الى تجاوزه الى الجبروتز ثم الانتقال الى السجدة اشارة الى وصوله الىعالم اللاهوت وهو مقام الفناء الكلى وعند ذلك يحصل الصعود الكلى الى وطنه الاصلى . ثم القيام من السجدة اشارة الى حالة البقاء فانه رجوع الورى ففى صورة النزول عروج كما ان فى صورة العروج نزولا والركوع مقام قاب قوسين وهو مقام الذات الواحدية والسجدة مقام اوادنى وهو مقام الذات الاحدية والحركات الست وهى الحركة من القيام الى الركوع ثم منه الى القومة ثم منها الى السجدة الاولى ثم الى الجلسة ثم منها الى السجدة الثانية ثم منها الى القيام اشارة الى خلق اللّه السموات والارضين فى ستة ايام فالركعة الواحدة من الصلاة تحتوى على اول السلوك وآخره وغيره من الصور والحقائق الدنيوية والاخروية والعلمية والعينية والكونية والالهية ثم اعلم ان توارد الليل والنهار اشارة الى توارد السيئة والحسنة فكما ان الدنيا لا تبقى على الليل وحده او النهار وحده بل هما على التعاقب دائماً فكذا العبد المؤمن لا يخلو من نور العمل الصالح وظلمة العمل الفاسد والفكر الكاسد فاذا كان يوم القيامة يلقى اللّه الليل فى جهنم والنهار فى الجنة فلا يكون فى الجنة ليل كما لا يكون فى النار نهار يعنى فى الجنة هو نور ايمان المؤمن ونور عمله الصالح بحسب مرتبته والليل فى النار هو ظلمة كفر الكافر وظلمة عمله الفاسد فكما ان الكفر لا يكون ايمانا فكذا الليل لا يكون نهارا والنار لا تكون نورا فيبقى كل من اهل النور والنار على صفته الغالبة عليه واما القلب وحاله بحسب التجلى فهو على عكس حاله الغالب فان نهاره المعنوى لا يتعاقب عليه ليل وان كان يطرأ عليه استتار فى بعض الاوقات فهو استتار رحمة الاستتار رحمة كحال المحجوبين وكذا سمع اهل القلب لا يقصر على امر واحد بل يسمعون من شجرة الموجودات كما سمع موسى عليه السلام فهم القوم السامعون على الحقيقة ٢٤ { ومن آياته يريكم البرق } اصله ان يريكم فلما حذف ان لدلالة الكلام عليه سكن الياء كما فى القرآن . وقيل غير ذلك كما فى التفاسير . والبرق لمعنان السحاب وبالفارسية [ درخش ] وفى اخوان الصفاء البرق وهواء { خوفا } مفعول بمعنى الاخافة كقوله فعلته رغما للشيطان اى ارغا ماله . والمعنى يريكم ضوء السحاب اخافة من الصاعقة خصوصا لمن كان فى البرية من ابناء السبيل وغيرهم [ وصاعقة آوازيست هائل كه با او آتشى باشد فى زبانه ودودكهخ بهرجا رسد بسوزد ] { وطمعا } اى اطماعا فى الغيث لا سيما لمن كان مقيما فان قلت المقيم يطمع لضرورة سقى الزروع والكروم والبساتين ونحوها واما المسافر فلا قلت يطمع المسافر ايضا فى الارض القفر { وينزل من السماء } [ از آسمان يا ازابر ] { ماء } [ آبى را ] قال فى اخوان الصفاء المطر هو الاجزاء المائية اذا التأم بعضها مع بعض وبردت وثقلت رجعت نحو الارض { فيحي به } اى بسبب ذلك الماء وهو المطر { الارض } بالنبات { بعد موتها } اى يبسها فان قيل ما الارض يقال جسم غليظ ما يكون من الاجسام واقف فى مركز العالم بين ليكيفة الجهات الست فالمشرق حيث تطلع الشمس والمغرب حبث تغيب والشمال حيث مدار الجدى والجنوب حيث مدار سهيل والفوق ما يلى المحيط والاسفل ما يلى مركز الابيض فان قيل ما النبات يقال ما الغالب عليه المائية ويقول الفرس اذا زخرت الاودية اى كثرت بالماء كثر الثمر واذا اشتد الرياح كثر الحب واعلم ان الثمر والشجر من فيض المطر والكل آثار شؤونه تعالى فى الارض . وغرس معاوية نخلا بمكة فى آخر خلافته فقال ما غرستها طمعا فى ادراكها ولكن ذكرت قول الاسدى ليس الفتى بفتى لا يستضاء به ... ولا تكون له فى الارض آثار { ان فى ذلك } المذكور { لآيات } [ علامتها ست برقدرت الهى ] { لقوم يعقلون } يفهمون عن اللّه حججه وادلته قال الكاشفى [ مر كروهى راكه تعقل كنند درتكون حادثات حق تابر ايشان ظاهر كردد كمالات قدرت صانع در هر حادثة ] فكما انه تعالى قادر على ان يحي الارض بعد موتها كذلك قادر على ان يحي الموتى ويبعث من فى القبور قال فى برهان القرآن ختم بقوله { يعقلون } لان العقل ملاك الامر فى هذه الابواب وهو المؤدى الى العلم انتهى قال بعض العلماء العاقل من يرى باول رأيه آخر الامور ويهتك عن مهماتها ظلم الستور ويستنبط دقائق القلوب ويستخرج ودائع الغيوب قال حكيم العقل والتجربة فى التعاون بمنزلة الماء والارض لا يطيق احدهما بدون الآخر انباتا : وفى المثنوى بس نكوكفت آن رسول خوش جواز ... ذرة عقلت به از صوم ونماز زانكه عقلت جوهر ست اين دوعرض ... ابن دودر تكميل آن شد مفترض تا جلا باشد مران آيينه را ... كه صفا أيد ظكاعت سينه را ليك كر آيينه از بن فاسدست ... صيقل اورا دير باز آرد بدست اين تفاوت عقلها نيك دان ... در مراتب از زمين تا آسمان هست عقلى همجو قرص آفتاب ... هست عقلى كمتر از زهره شهاب هست عقلى جون جراغ سرخوشى ... خست عقلى جون ستاره آتشى عقل جزوى عقل را بدنام كرد ... كام دنيا مرد را بى كام كرد وفى التأويلات النجمية { ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا } اى برق شواهد الحق عند انحراق سحاب حجب البشرية وظهور تلألؤ انوار الروحانية اولها البروق ثم اللوامع ثم الطوالع ثم الاشراق ثم المتجلى فبنور البرق يرى شهوات الدنيا انها نيران فيخاف منها ويتركها ويرى مكروهات تكاليف الشرع على النفس انها جنان فيطمع فيها ويطلبها { وينزل من السماء } الروح { ماء } الرحمة { فيحي به الارض } القلوب { بعد موتها } بالمعاصي والذنوب واستغراقها فى بحر الدنيا وتموج شهواتها برياج الخذلان { ان فى ذلك لآيات لقوم يعقلون } لا يبيعون الآخرة بالاولى ولا قربات المولى بنعيم جنة المولى انتهى اللهم اجعلنا من المشتغلين بذكرك وحست طاعتك واصرفنا عن الميل الى ما سوى حضرتك انك انت محي القلوب بفيوض الغيوب. ٢٥ { ومن آياته ان تقوم السماء والارض } اى قيامهما واستمرارهما على ما هما عليه من الهيآت الى الاجل المقدر لقيامهما وهو يوم القيامة { بامره } اى بارادته تعالى والتعبير عن الارادة بالامر للدلالة على كمال قدرة والغنى عن المبادى والاسباب . والامر لفظ عام للافعال والاقوال كلها كما فى المفردات { ثم اذا دعاكم دعوة من الارض } متعلق بدعاكم اذ يكفى فى ذلك كون المدعو فيها يقال دعوته من اسفل الوادى فطلع الىّ . والمعنى ثم اذا دعاكم بعد انقضاء الاجل وانتم فى قبوركم دعوة واحدة بان قال ايها الموتى اخرجوا [ اى مرد كان بيرون آييد ] والداعى فى الحقيقة هو اسرافيل عليه السلام فانه يدعو الخلق على صخرة بيت المقدس حين ينفخ فى الصور النفخة الاخيرة { اذا انتم } [ آنكاه شما ] { تخرجون } اذا للمفاجأة ولذلك ناب مناب الفاء فى الجواب فانهما يشتركان فى افادة التعقيب اى فاجأتم الخروج منها بلا توقف ولا اباء ولذلك قوله تعالى { يومئذ يتبعون الداعى } وفي الآية اشارة الى سماء القلب وارض النفس والقلب والروح بتلك الجذبة فتخرج من قبور انانية الوجود على عرصة الهوية والشهود وهو حشر اخص الخواص فان للحشر مراتب مرتبة العام وهى خروج الاجساد من القبور الى المحشر يوم النشور ومرتة الخاص وهى خروج الارواح الاخروية من قبور الاجسام الدنيوية بالسير والسلوك فى حال حياتهم الى عالم الروحانية لانهم ماتوا بالارادة عن صفات الحيوانية النفسانية قبل ان يموتوا بالموات عن صورة الحيوانية ومرتبة الاخص وهى الخروج من قبور الانانية الروحانية الى الهوية الربانية وهى مقام الحبيب فيبقى مع اللّه بلا هو : وفى المثنوى هين كه اسرافيل وقتند اوليا ... مرده را زيشان حياتست ونما جان هريك مرده اندر كورتن ... مى جهد زآواز شن اندر كفن كويد اين آواززآواز هاجداست ... زنده كردن كار آواز خداست ما بمر ديم وبكلى كاستيم ... بنك حق آمد همه بر خاستيم بانك حق اندر حجاب وبى حجيب ... آن دهد كو داد مريم را زجيب اى فناتان نيست كرده زير بوست ... باز كرديد از عدم ز آواز دوست مطلق آن آواز خود از شه بود ... كوجه از حلقوم عبد اللّه بود كفته اورا من زبان وجشم تو ... من حواسى ومن رضا وخشم تو ٢٦ { وله } اى لله خاصة { من فى السموات } من الملائكة { والارض } من الانس والجن خلقا وملكا وتصرفا ليس لغيره شركه فى ذلك بوجه من الوجوه { كل } اى كل من فيها { له } تعالى وهو متعلق بقوله { قانتون } القنوت الطاعة : يعنى [ فرمان بردارى ] والمراد طاعة الارادة لا طاعة العبادة اى منقادون لما يريده بهم من حياة وموت وبعث وصحة وسقم وعز وذل وغنى وفقير وغيرها لا يمتنعون عليه تعالى فى شأن من شئون : يعني [ تمرد نمى توانند كرد ] اى منقادون لما يريده بهم من حياة وموت وبعث وصحة وسقم فهم مسخرون تحت حكمه على كل حال وفيه اشارة الى ان من فى سموات الروحانية من ارباب القلوب وارض البشرية من اصحاب النفوس كل له مطيعون بان تكون الطائفة الاولى مظهر صفات اللطف والفرقة الثانية مظهر صفات القهر ولذلك خلقهم ٢٧ { وهو الذى يبدؤا الخلق } بمعنى المخلوق اى ينشئهم فى الدنيا ابتداءه فانه انشأ آدم وحواء وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ثم يميتهم عند انتهاء آجالهم { ثم يعيده } تذكير الضمير باعتبار لفظ الخلق اى ثم يعيدهم فى الآخرة بنفخ صور اسرافيل فيكونون احياء كما كانوا { وهو } اى الاعادة وتذكير الضمير لانها فى تأويل ان يعيدوا لقوله { اهون عليه } اى اسهل وايسر عليه تعالى من البدء بالاضافة الى قدركم ايها الانسان والقياس الى اصولكم والا فهما عليه تعالى سواء انما امره اذا اراد شيا ان يقول له كن فيكون سواء هناك مادة ام لا يعنى ان ابتداء الشئ اشد عند الخلق من اعادته واعادته اهون من ابتدائه فتكون الاية واردة على ما يزعمون فيما بينهم ويعتقدون عندهم والا فما شق على اللّه ابتداء الخلق ليكون اعادتهم اهون عليه قال الكاشفى [ اعاده باعتقاد شما آسانترست از ابداء بس جون ابداء اقرار داريد اعاده راجرا منكريد وابداء واعاده نزد قدرت او يكسانست ] جون قدرت او منزه ازنقصانست ... آوردن خلق وبردنش يكسانست نسبت بمن وتو هرجه دشوار بود ... در قدرت بر كمال او آسانست قال بعضهم افعل ههنا بمعنى فعيل اى أهون بمعنى هين مثل اللّه اكبر بمعنى كبير قال الفرزدق ان الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه اعز واطول اى عزيزة طويلة وفى التأويلات النجمية يعنى الاعادة اهون عليه من البداءة لان فى البداءة كان بنفسه مباشرا للخليقة وفى الاعادة كان المباشر اسرافيل بنفخته والمباشرة بنفس الغير فى العمل اهون من المباشر بنفسه عند نظر الخلق وعنده سواء لان افعال الاغيار ايضا مخلوقة وفيه اشارة اخرى فى غاية الدقة واللطافة وهى ان الخلق اهون على اللّه عند الاعادة منهم عند البداءة لان فى البداءة لم يكونوا متلوثين بلوث الحدوث ولا متدنسين بدنس الشركة فى الوجود بان يكونوا شركاء فى الوجود مع اللّه فلعزتهم فى البداءة باشر بنفسه وخلقهم وفى الاعادة لهو انهم باشر بنفسى غيره انتهى قال فى القاموس هان هونا بالضم وهو انا ومهانة ذلك وهونا سهل فهو هين بالتشديد والتخفيف واهون { وله } اى لله تعالى { المثل الاعلى } المثل بمعنى الصفة كما فى قوله { مثل الجنة التي ومثلهم فى التوراة } اى ٢٨ { ضرب لكم } يا معشر من اشرك باللّه { مثلا } بين به بطلان الشرك { من انفسكم } من ابتدائيه اى منتزعا من احوالها التى هى اقرب الامور اليكم واعرفها عندكم يقال ضرب الدرهم اعتبارا بضربه بالمطرقة وقيل له الطبع اعتبارا بتأثير السكة فيه وضرب المثل هو من ضرب الدرهم وهو ذكر شئ اثره يظهر فى غيره والمثل عبارة عن قول فى شئ يشبه قولا فى شئ آخر بينهما مشابهة لتبيين احدهما بالآخر وتصويره قال ابو الليث نزلت فى الكفار قريش كانوا يعبدون الآلهة ويقولون فى احرامهم لبيك لا شريك لك الاشريك هو لك تملكه وما ملك ثم وصور المثل فقال { هل لكم } [ آياشمارا هست اى ازاد كان ] { من من ملكت ايمانكم } من العبيد والاماء ومن تبعيضية { من شركاء } من مزيدة لتأكيد لانفى المستفاد من الاستفهام { فيما زرقناكم } من الاموال والاسباب اى هل ترضون لانفسكم شركة فى ذلك ثم حقق معنى الشركة فقال { فانتم } وهم اى مما ليككم { فيه } اى فيما رزقناكم { سواء } متساوون يتصرفون فيه كتصرفكم من غير فوق بينكم وبينهم قال فى الكواشى محل الجملة نصب جواب الاستفهام { تخافونهم } خبر آخر لانتم داخل تحت الاستفهام الانكارى كما فى الارشاد اى تخافون مما ليككم ان يستقلوا وينفردوا بالتصرف فيه { كخيفتكم انفسكم } معنى انفسكم ههنا امثالكم من الاحرار كقوله { ولا تلمزوا انفسكم } اى بعضكم بعضا . والمعنى خيفة كائنة مثل خيفتكم من امثالكم من الاحرار المشاركين لكم فيما ذكروا والمراد نفى مضمون ما فصل من الجملة الاستفهامية اى لا ترضون بان يشارككم فيما بايديكم من الاموال المستعارة مما ليككم وهم عندكم امثالكم فى البشرية غير مخلوقين بل مصنوع مخلوقه بل مصنوع مخلوقه حيث تصنعونه بايديكم ثم تعبدونه قال الكاشفى نقلا عن بعض التفاسير [ جون حضرت مصطفى عليه السلام اين آيت برصناديد قريش خواند كفتند ( كلا واللّه لا يكون ذلك ابدا ) آن حضرت فرمود كه شما بند كان خودرا درمال خود شركت نمى دهيد بس جكونه آفريد كانرا كه بند كان خدا اند درملك او شريك مى سازيد ] خلق جون بند كان سردرييش ... مانده دربند حكم خالق خويش جملة همم بنده اند وهم بندى ... نرسد بنده را خداوندى وفى الآية على ان العبيد لا ملك له لانه اخبر ان لا مشاركة للعبيد فيما رزقنا اللّه من الاموال وفيه اشارة الى ان الانسان اذا تجلى اللّه له بانوار جماله وجلاله حيث اضمحل به آثار ظلمات اوصافه لا يكون شر يكاله تعالى فى كمالية ذاته وصفاته بل الكمال فى لحقيقة لله تعالى فلا يحسب احد من اهل التجلى ان اللّه صار حالا فيه اوصار هو بعضامنه تعالى اوصار العبد حقا او الحق عبدا فمن كبريائه ان لا يكون جزأ لاحد او مثلا ومن عظمته ان لا يكون احد جزاءه ليس كمثله شئ وهو السميع البصر { كذلك } اى مثل ذلك التفصيل الواضح { نفصل الآيات } اى نبين ونوضح دلائل الوحدة لا تفصيلا ادنى منه فان التمثيل تصوير للمعانى المعقولة بصورة المحسوس فيكون فى غاية البيان الايضاح { لقوم يعقلون } يستعملون عقولهم فى تدبر الامور والامثال [ اما جاهلان وستكماران از حقيقت اين سخنها بى خبرند ] ثم اعرض عن مخاطبتهم وبين استحالة تبعيتهم للحق فقال ٢٩ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا اى لم يعقلوا شيأ بل اتبعوا أَهْواءَهُمْ [آرزوهاى خود را] والهوى ميل النفس الى الشهوة ووضع الموصول موضع ضميرهم للتسجيل عليهم بانهم فى ذلك الاتباع ظالمون بِغَيْرِ عِلْمٍ اى حال كونهم جاهلين ما أتوا لا يكفهم عنه شىء فان العالم إذا اتبع هواه ربما ردعه علمه فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ اى خلق فيه الضلالة بصرف اختياره الى كسبها: وبالفارسية [پس كيست كه راه نمايد بسوى توحيد كمكرده الله را] اى لا يقدر على هدايته أحد وَما لَهُمْ اى لمن أضله الله تعالى والجمع باعتبار المعنى والمراد المشركون مِنْ ناصِرِينَ يخلصونهم من الضلال ويحفظونهم من آفاته اى ليس لاحد منهم ناصر واحد على ما هو قاعدة مقابلة الجمع بالجمع قال فى كشف الاسرار [درين آيت اثبات إضلال از خداوند است وبعض آيات اثبات ضلال از بنده است وذلك فى قوله تعالى (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) قدريان منكراند مر إضلال را از خداوند جل جلاله وكويند همه از بنده است وجبريان منكراند مر ضلال را از بنده كه ايشان بنده را اختيار نكويند وكويند همه از الله است واهل سنت هر دو اثبات كنند إضلال از خداوند تعالى واختيار ضلال از بنده وهر چهـ در قرآن ذكر إضلال وضلالست هم برين قاعده است كه ياد كرديم وفى المثنوى در هر آن كارى كه ميلستت بدان ... قدرت خود را همى بينى عيان در هر آن كارى كه ميلت نيست خواست ... اندر آن جبرى شدى كين از خداست انبيا در كار دنيا جبريند ... كافران در كار عقبى جبريند انبيا را كار عقبا اختيار ... جاهلانرا كار دنيا اختيار وفى الآية اشارة الى ان العمل بمقتضى العقل السليم هدى والميل الى التقليد للجهلة هوى فكما ان اهل الهدى منصورون أبدا فكذا اهل الهوى مخذولون سرمدا والى ان الخذلان واتباع الهوى من عقوبات الله المعنوية فى الدنيا فلا بد من قرع باب العفو بالتوبة والسلوك الى طريق التحقيق والاعراض عن الهوى والبدعة فانهما شر رفيق: قال الشيخ سعدى قدس سره غبار هوى چشم عقلت بدوخت ... سموم هوس كشت عمرت بسوخت وجود تو شهريست پر نيك وبد ... تو سلطان دستور دانا خرد هوا وهوس را نماند ستيز ... چوبينند سرپنچهـ عقل تيز واعلم ان من الهوى ما هو، مذموم وهو الميل الى الدنيا وشهواتها والى ما سوى الله ومنه ما هو ممدوح وهو الميل الى العقبى ودرجاتها بل الى الله تعالى بتجريد القلب عما سواه قال بعضهم ناولت بعض الشبان من ارباب الأحوال دريهمات فابى ان يأخذ فالححت عليه فالقى كفا من الرمل فى ركوته فاستقى من ماء البحر وقال كل فنظرت فاذا هو سويق سكره كثير فقال من كان حاله معه مثل هذا يحتاج الى دراهمك ثم انشأ يقول بحق الهوى يا اهل ودى تفهموا ... لسان وجود بالوجود غريب حرام على قلب تعرض للهوى ... يكون لغير الحق فيه نصيب فعلى السالك ان يسأل الله الهداية الى طريق الهوى والعشق والوصول الى منزل الذوق فى مقعد صدق فان كل ماسوى الله تعالى هو وبال وصورة وخيال فمن أراد المعنى فلينتقل اليه من المبنى ٣٠ { فأقم وجهك للدين } الاقامة [ برياى كردن وراست كردن ] كما فى تاج المصادر والوجه الجارحة المخصوصة وقد يعبر به عن الذات كما فى قوله { ومن يسلم وجهه } والدين فى الاصل الطاعة والجزاء واستعير للشريعة . والفرق بينه وبين الملة اعتبارى فان الشريعة من حيث انها تملئ وتكستب ملة . والاملال بمعنى الاملاء وهو ان يقول فيكتب آخر عنه واقامة الوحه للدين تمثيل لاقباله على الدين واستقامته واهتمامه بترتيب اسبابه فان من اهتم بشئ محسوس بالبصر عقد عليه طرفه ومد اليه نظره وقوّم له وجهه مقبلا يا محمد للدين الحق الذي هو دين الاسلام وعدله غير ملتفت يمينا وشمالا : وبالفارسية [ يس راست دار اى محمد روى خود دين را ] { حنيفا } اى حال كونك مائلا اليه عن سائر الاديان مستقيما عليه لا ترجع له عنه الى غيره ويجوز ان يكون حالا من الدين قال فى القاموس الحنيف الصحيح الميل الى الاسلام الثابت عليه ومن بلاغات الزمخشرى الجودو الحلم حاتمى واحنفى . والدين والعلم حنيفى وحنفى اى الجود منسوب الى حاتم الطائى والحلم الى احنف بن قيس كما ان الدين منسوب الى ابراهيم الحنيف والعلم الى ابى حنيفة رحمه الله قال بعضهم فى الآية الوجه ما يتوجه اليه وعمل الانسان ودينه مما يتوجه الانسان اليه لتسديده واقامته . فالمعنى اخلص دينك وسدد عملك مائلا اليه عن جميع الاديان المحرفة المنسوخة { فطرت اللّه } الفطرة الخلقة وزنا ومعنى وقولهم صدقة الفطرة اى صدقة انسان مفطور اى مخلوق فيؤول الى قولهم زكاة الرأس والمراد بالفطرة ههنا القابلية للتوحيد ودينّ الاسلام من غير اباء عنه وانكار له قال الراغب فطرة اللّه ما فطر اى ابدع وركز فى الناس من قوتهم على معرفة الايمان وهو المشار اليه بقوله تعالى { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن اللّه } وانتصابها على الاغراء اى الزموا فطرة اللّه والخطاب للكل كما يفصح عنه قوله منيبين اليه والافراد فى اقم لما ان الرسول امام الامة فامره مستتبع لامرهم والمراد بلزومها الجريان على موجبها وعدم الاخلال به باتباع الهوى وتسويل الشيطات { التى فطر الناس عليها } صفة لفطرة اللّه مؤكدة لوجوب الامتثال بالامر فان خلق اللّه الناس على فطرته التى هى عبارة عن قبولها للحق وتمكنهم من ادراكه او عن ملة الاسلام من موجبات لزومها والتمسك بها قطعاً فانهم لو خلوا وما خلقوا عليه ادى بهم اليها وما اختاروا عليها دينا آخر ومن غوى منهم فباغواء شياطين الانس والجن ومنه قوله عليه السلام حكاية عن ب العزة ( كل عبادى خلقت حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وامروهم ان يشركوا بى غيرى ) والاجتيال بالجيم الجول اى استخفتهم فجالوا معها يقال اجتال الرجل الشئ ذهب به وساقه كذا فى تاج المصادر : قال ابن الكمال فى كتابه المسمى بنكارستان برسلامت زايد ازمادر بسر ... آن سقامت را بذيرد از بدر صدق محض است اين كه كفتم شاهدش ... درخبر وارد شد از خير البشر وهو قوله عليه السلام ( ما من مولود الا وقد يولد على فطرة الاسلام ثم ابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة هل تحسون فيها من جدعاء ) يعنى [ بنى بريده ] ( حتى تكونوا انتم تجدعونها ) اى تقطعون انفها معناه كل مولود انما يولد فى مبدأ الخلقة واصل الجبلة على الفطرة السليمة والطبع المتهيئ لقبول الدين فلو ترك عليها استمر على لزومها ولم يفارقها الى غيرها لان هذا الدين حسنة موجود فى النفوس وانما يعدل عنه لآفة من الآفات البشرية والتقليد بدبدان يا ركشت همسر لوط ... خاندان نبوتش كم شد سك اصحاب كهف ورزى جند ... فى نيكان كرفت ومردم شد فان ما معنى قوله عليه السلام ( ان الغلام الذى قتله الحضر طبع كافرا ) وقد قال ( كل مولود يولد على الفطرة ) قلت المراد بالفطرة استعداده لقبول الاسلام كما مر وذلك لا ينافى كونه شقيا فى جبليته او يراد بالفطرة قولهم بلى حين اقل اللّه ألست بربكم قال النووى لما كان ابواه مؤمنين كان هو مؤمنا ايضا فيجب تأويله بان معناه واللّه اعلم ان ذلك الغلام لو بلغ لكان كافرا انتهى ثم لا عبرة بالايمان الفطرى فى احكام الدنيا وانما يعتبر الايمان الشرعى الفطرى فيه محكوم له بحكم ابويه الكافرين كما فى كشف الاسرار قال بعض الكبار [ هر آدمى كه باشد اورا البته سه مذهب باشد . يكى مذهب بدر ومادر وعوام شهو بود اينست ( ما من مولود ) الخ . دوم مذهب بادشاه ولايت بودكه اكر بادشاه عادل باشد بيشتر اهل ولايت عادل شوند واكر ظالم باشد واكر زاهد شوند واكر حكيم باشد حكيم شوند واكر حنفى مذهب باشد حنفى شوند واكر شافعى مذهب باشد شافعى شوند ازجهت آنكه همه كس را قرب بادشاه مطلوب باشد وهمه كس طالب ارادت ومحبت بادشاه باشند ابنست معنى ( الناس على دين ملوكهم ) سوم مذهب با ربود باكه صحبت دوستى مى ورزد هر آينه مذهب او كيرد ومعنى شرط صحبت مشابهت بيرون وموافقت اندرون اينست معنى ( المرء على دين خليله ) ] عن المرء لا تسأل وابصر قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدى ونعم ما قيل نفس از همنفس بكيرد خوى ... بر حذر باش ازلقاى خبيث باد جون بر فضاى بد كذرد ... بوى بدكيرد ازهواى خبيث { لا تبديل لخلق اللّه } تعليل للامر بلزوم فطرته تعالى لوجوب الامتثال به اى لا صحة ولا استقامة لتبديل بالاخلال بموجبه وعدم ترتيب مقتضاه عليه بقبول الهوى واتباع وسوسة الشيطان وفى التأويلات النجمية لا تحويل لما له خلقهم فطر الناس كلهم على التوحيد فاقام قلب من خلقه للتوحيد والسعادة وازاغ قلب من خلقه للالحاد والشقاوة انتهى يقول الفقير عالم الشهادة مرآة اللوح المحفوظ فلصورها تغير وتبدل واما رحم الام فمرآة عالم الغيب ولا تبدل لصورها فى الحقيقة ولذا ( السعيد سعيد فى بطن امه والشقى شقى فى بطن امه ) مشكل آيد خلق را تغيير خلق ... آنكه بالذات است كى زائل شود اصل طبعست وهمه اخلاق فرع ... فرع لا بد اصل مائل شود جعلنا اللّه واياكم من المداوين لمرض هذا القلب العليل لا ممن اذا صدمه الوعظ والتذكير قيل لا تبديل { ذلك } الدين المأمور باقامة الوجه له او لزوم فطرة اللّه المستفاد من الاغراء او الفطرة ان فسرت بالملة والتذكير بتأويل المذكور او باعتبار الخبر { الدين القيم } المستوى الذى لا عوج فيه وهو وصف بمعنى المستقيم المستوى { ولكن اكثر الناس } كفار مكة { لا يعلمون } استقامته فينحرفون عنه انحرافا وذلك لعدم تدبرهم وتكفرهم ٣١ { منيبين اليه } حال من الضمير فى الناصب المقدر لفطرة اللّه اوفى اقم لعمومه للامة وما بينها اعتراض وهو من اناب اذا رجع مرة بعد اخرى . والمعنى الزموا على الفطرة او فاقيموا وجوهكم للدين حال كونكم راجعين اليه تعالى والى كل ما امر به مقبلين عليه بالطاعة [ شيخ ابو سعيد خراز قدس سره فرموده كه انابت رجوع است از خلق بحق ومنيب اورا كويند كه جز حق سبحانه مرجعى نباشد ] تومر جعى همه را من رجوع باكه كنم ... كرم تودرنبذ يرى كجا روم جه كنم قال ابن عطاء قدس سره راجعين اليه من الكل خصوصا من ظلمات النفوس مقيمين معه على حد آداب العبودية لا يفارقون عرصته بحال ولا يخافون سواه قال ابراهيم بن ادهم قدس سره اذا صدق العبد فى توبته صار منيبا لان الانابة ثانى درجة التوبة { واتقوه } اى من خلفه امره وهو عطف على الزموا المقدر { واقيموا الصلوة } ادوها فى اوقاتها على شرائطها وحقوقها قال الراغب اقامة الشئ توفية حقه ولم يأمر تعالى بالصلاة حيث امر ولا مدح بها حيث مدح الا بلفظ الاقامة تنبيها على ان المقصود منها توفية شرائطها لا الاتيان بهيآتها { ولا تكونوا من المشركين } المبدلين لفطرة اللّه تبديلا وقال الكاشفى [ ومباشيد از شرك آرندكان بترك نماز متعمدا خطاب با امت است . درتيسير ازشيخ محمد اسلم طوسى رحمه اللّه نقل ميكند كه حديثى بمن رسيده كه هرجه ازمن روايت كنند عرض كنيد بركتاب خداى تعالى اكر موافق بود قبول كنيد من اين حديث را كه ( من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر ) خواستم كه بآيتى از قرآن موافقت كنم سى سال تأمل كردم تاين آية يافتم كه ] { واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين } ٣٢ { من الذين فرقوا دينهم } بدل من المشركين باعادة الجار . والمعنى بالفارسية [ مباشيد از آنكه جدا كرده اند وبراكنده ساخته دين خودرا ] وتفريقهم لدينهم اختلافهم فيما يعبدون على اختلاف اهوائهم وفائدة الابدال التحذير عن الاتنماء الى ضرب من اضراب المشركين بيان ان الكل على الضلال المبين { وكانوا شيعا } اى فرقا مختلفة يشايع كل منها اى يتابع امامها الذى هواصل دينها { كل حزب } [ هر كروهى ] قالف فى القاموس الحزب جماعة الناس { بما لديهم } بما عندهم من الدين المعوج المؤسس على الزيغ والزعم الباطل { فرحون } مسرورون ظنا منهم انه حق وأنى لهم ذلك هر كسى را درخور مقدار خويش ... هست نوعى خوشدلى دركار خويش ميكند اثبات خويش ونفى غير ... جه امام صومعه جه ببر دير اعلم ان الدين عند اللّه الاسلام من لدن آدم عليه السلام الى يومنا هذا وان اختلفت الشرائع والاحكام بالنسبة الى الامم والاعصار وان الناس كانوا امة واحدة ثم صاروا فرقا مختلفة يهودا ونصارى ومجوسا وعابدى وثن وملك ونجم ونحو ذلك وقد روى ان امة ابراهيم عليه السلام صارت بعده سبعين فرقة كلهم فى النار الافرقة واحدة وهم الذين كانوا على ما كان عليه ابراهيم فى الاصول والفروع . وان امة موسى عليه السلام صارت بعد احدى وسبعين فرقة كلهم فى النار الا واحدة واحدة كانت على اعتقاد موسى وعمله . وان امة عيسى عليه السلام صارت بعده ثنتين وسبعين فرقة كلهم فى النار الافرقة واحدة وهم الذين كانوا على ما كان عليه رسول اللّه عليه الصلاة السلام واصحابه وهم الفرقة الناجية وهذه الفرق الضالة كليات والا فجزئيات المذاهب الزائغة كثيرة لا تحصى كما قال بعضهم [ من درولايت بارس صد مذهب يافتم كه آن صد مذهب باين هفتاد وسه مذهب هيج تعلق ندارد وبهيج وجه باين نماند بس وقتى كه دريك ولايت صد مذهب بادش جز آن هفتاد وسه مذهب نظر كن در عالم جند مذهب بود بدانكه اصل اين هفتاد ودو مذهب كه ازاهل اتش اند شش مذهب است . تشبيه . وتعطيل . وجبر . وقدر . ورفض . وتصب اهل تشبيه خدايرا بصفات ناسزا وصف كردند وبمخلوقات مانند كردند . واهل تعطيل خدايرا منكر شد ندو ونفى صفات خدا كردند . واهل جبر اختيار وفعل بند كانرا منكر شدند وبندكئ خودرا بخداوند اضافت كردند . واهل قدر خدايى خدايرا بخود اضافت كردند خالق افعال خود كفتند . واهل رفض دردوستئ على رضي اللّه عنه غلو كردند ودرحق صديق وفاروق طعن كردند وكفتند كه هركه بعد از محمد عليه السلام با صديق بيعت نكردند واورا خليفة وامام ندانستد ازدائرة ايمان بيرن رفتند وهريك ازين فرقة شش كانه دوازده فرق شدنج وهفتاد ودو فرقة آمدند. واين مذاهب حالا موجودست وجملة از قران واحاديث ميكويند وهريك اين جنين ميكويند كه از اوّل قرآن تا آخر قرآن بيان مذهب ماست اما مردم فهم نمى كنند . واصل خلاف از آنجا بيدا آمدكه مردمان شنيدند ازانبيا عليهم السلام كه اين مود\جوداترا خداو ندى خست خركسى درخداوند وصفات خداوندى جيزى اعتقاد كردند وجنين كام ن بردنندكه اين جملة دلائل ايشان راست ودرست است وآن كمان ايشان خطابود زيرا جملة را اتفاق هست كله ( طريق العقل واحد ) جون طريق عقل دونمى شايد هفتاد وسه وبلكه زياده كى روا باشد واين سخن ترابيك حكاية معلوم سود جنانكه هيج شبهت نماند وحكايت آوردندكه شهرى بودكه اهل آن شهر جملة ناينا بود وحكايت ييل شنيده بودند ميخوا ستند كه ييل را مشاهد كنند ودرين آرزو مى بودند ناكاه روزى كاروانى رسيد شهر بيرون آمدند وبنزيك ييل آمدند . يكى ديكردست دراز كرد وباي ييل بدست او آمد جيزى ديد همجون عمادى اين كس اعتقاد كردكه ييل همجون عماد يست جملة شادمان شدندج وباز كشتند وبشهر در آمدند هركسى ملحى خود رفتند . سؤال كردندكه ييل را ديدي كفتند كه ديديم كفتند جكونه ديديد وجه شكل بود . يكى در محلة خود كفت ييل همجون سير بود . وديكر در محلة خود كفت ييل همجون عمود بود واهل هر محلة جنانكه شنيدند اعتقاد كردند . جون جملة بيديكر رسيدند همه خلاف يكديكر كفته بودند جمله يكديكررا منكر شدن ودليل كفتن آغاز كردند هريك باثبات اعتقاد هود ونفى اعتقاد ديكران كرد وآن دليل را دليل عقلى ونقلى نام نهادند . يكى كفت كه ييل را نقل كنندكه در روز جنك بيش لشكرى دارند بايدكه ييل همجون سبرى باشد . وديكر كفت كه نقل ميكنند كه ييل روز جنك خودرا بر لشكر خصم مى زند ولشكر خصم بدين شكست ميشود بس بايدكه ييل همجون عمودى باشد . وديكر كفت كه نقل ميكنندكه ييل هزار من بار بر ميدارد وزحمتى بوى نمى رسد بس بايدكه ييل همجون عمادى باشد . وديكر كفت نقل ميكنندكه جند ين كس برييل مينشيند بس بايدكه ييل همجون تختى باشد . اكنون توباخود انديشه كن كه ايشان بدين دلائل هركز بمدلول كه ييل است كجا رسند وبترتيب اين مقدمات هركز نتيجة راست را كجا يابند جملة عاقلانرا دانندكه هر جندين ازين نزع دليل بيشتر كويند از معرفت ييل دور افتند وهركز بمدلول كه ييل است نرسند واين اختلاف ازميان ايشان بزنخيزد وبلكه زياده شود . جون عنايت حق دررسد ويكى ازميان ايشان بيناشود وييل را جنانكه ييل است بيند وبداند وبايشان كويدكه اين كه شما ازييل حكايت ميكنيد جيزى ازييل دانستيد وباقى ديكر ندانستيد مرا خداى تعالى بينا كردانيد كويند ترا خيالست ودماغ توخلل يافته است وديوانكى ترا زحمت مى دهد واكر نه بينا ما ييم كس سخن بينارا قبول نكند مكرا ندك باقى برهمان جهل مركب اصرار نمايند وازان رجوع نكنند. وآنكه درميان ايشان سخن بينارا شنود وقبول كند وموافقت كند اورا كافر نام نهند ( وليس الخبر كالمعاينة ) اكنون مذاهب مختلفة را همجون مى دان كه شنيدى اين موجوداترا خداوندى هست وهريك درذات وصفات خداوندى جيزى اعتقاد كردند جون بايكديكر حكايت كردند . بس هركه ازسر انصاف تأمل كند وتقليد وتعصب را بكذارد بيقين داندكه اين جملة اعتقادات نه بدليل نقلى ونه بدليل عقلبى درستست زيزا كه دلائل عقلى ونقلى مقتضئ يك اعتقادات بيش نباشد يس اعتقاد جملة بلا دليل است وجملة مقلد انند واز ملقد كى روا باشدكه ديكريرا كويدكه او كمراه وكافرست زيرا كه درانادانى باهمه باربرند بس مذهب مستقيم أنست كه دروى تشبيه وتعطيل وجبر وقدر ورفض ونصب نباشد اسلامست ورد مذهب اهل سنت وجماعتست ازجهت آنكه معنى سنت وجماعة آنست سنت رسول وعقيدة الصحابة . واعتقاد صحابة آنست كه خدايكيست . وموصوفست بصفات سزا . ومنزه است ازصفات ناسزا . وذات وصفات اوقد يمست ولا غيره كالواحد من العشرة . واورا ضدّ وند ومثل وشريك وزن وفرزند وحيز ومكان نيست وامكان نداركه باشد . واو ازحيزى نيست وبر جيزى نيست ودر جيزى نيست وبجيزى نيست بكله همه جيزازوى است وقائم بوى است وباقى بوى است . واو ديدنى نيست بجشم سر وديدار اودردنيا جائز نيست ودر آخرت اهل بهشت را هر آينه خواهد بودز وكلام اوقد يمست . واو فاعل مختار ست وخالق خير وشر وكفر وايمانست . وجزوى خالق ديكر نيست . خالق عباد وافعال عبادست . وعباد خالق افعال هود نيستند اما فاعل مختارند . وهيج صفتى زصفات مخلوقات بوى نماند . وهرجه در خاطر ووهم كسى آيد ازخيال وامثال كه وى آنست وى آن نيست وى آفريدكار انست { ليس كمثله شئ } وفعل او ازعلت وغرض باك ومنزه . وهيج جيزى بروى واجب نيست . وفرستادن انبيا ازوى فضل است . وانبيا معصومند وغير انبيا كسى معصوم نيست . ومحمد عليه السلام ختم انياست وبهترين ودانا ترين آدميانست . وبعد از محمد عليه السلام ابو بكر خليفة وامام بحق بود . وبعد از ابو بكر عمر خليفة وامام بحق بود . وبعد ازو عثمان وامامت بعلى تمام شد . واجماع صحابه واجماع علما بعد ازصحابه حجتست . واجتهاد وقياس ازعلما درست است . ودرين جملة كه كفته شد ابو حنيفة وشافعى را اتفاقست ]. واعلم ان الشيخين الكاملين من طائفة اهل الحق اسم احدها الشيخ ابو الحسن الاشعرى من نسل الصحابى ابى موسى الاشعرى ابو منصور الماتريدى رحمه اللّه وكل من اعتقد موافقا لمذهب هذا الشيخ يسمونه الماتريديه. ومذهب ابى حنيفة موافق لمذهب الشيخ الثانى وان جاء الشيخ الثانى بعد ابى حنيفة بمدة . ومذهب ابى حنيفة موافق لمذهب الشيخ الاول فى باب الاعتقاد وان جاء بعد الشافعى بمدة والماتريديون حنفيون فى باب الاعمال كما ان الاشاعرة شافعيون فى باب الاعمال والتزام مذهب من المذاهب الحقة لازم لقوله تعالى { اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولى الامر منكم } والاحتراز عن المذاهب الباطلة واجب لقوله تعالى { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } وقد نهى عليه السلام عن مجالسة اهل الاهواء والبدع وتبرأ منهم وفي الحديث ( يجيء قوم يميتون السنة ويدغلون فى الدين فعلى اولئك لعنة اللّه ولعنة اللاعنين والملائكة والناس اجمعين ) وقد تفرق اهل التصوف على ثنتى عشرى فرقة فواحدة منهم سنيون وهم الذين اثنى عليهم العلماء والبواقى بدعيون وهم الجلوتية والحالية والاوليائية والشمراخية والحبية والحوارية والاباحية والمتكاسلة والمتجاهلة والواقفية والالهامية وكان الصحابة رضى اللّه عنهم من اهل الجذبة ببركة صحبة النبى عليه السلام ثم انتشرت تلك الجذبة فى مشايخ الطريقة وتشعبت الى سلاسل كثيرة حتى ضعفت وانقطعت عن كثير منهم فبقوا رسميين فى صورة الشيوخ بلا معنى ثم انتسب بعضهم الى قلندر وبعضهم الى حيدر وبعضهم الى ادهم الى غير ذلك وفى زماننا هذا اهل الارشاد اقل من القليل . ويعلم اهله بشاهدين احدهما ظاهر والآخر باطن فالظاهر استحكام الشريعة والباطن السلوك على البصيرة فيرى من يقتدى به وهو النبى عليه السلام ويجعله واسطة بينه وبين اللّه حتى لا يكون سلوكه على العمى قال بعض الكبار [ هركه درجنين وقت افتدكه اعتقادات بسيار واختلافات بى شمار باشد يادران شهر يادر ولايت دانايى نباشد مذهب مستقيم آنست كه دوازده جيزرا حرفت خود سازدكه اني دوازده جيز حرفت دانا يانست وسبب نور وهدايت . اول آنكه بانيكان صحبت دارد . دوم آنكه فرمان بردارئ ايشان كند . سوم آنكه ازخداى راضى شود . جهارم آنكه باخلق خداى صلح كند نجم آنكه آزارى بخلق نرساند . ششم آنكه اكرتواند راحت راساند ين شش جيزاست معنى ( التعظيم لامر اللّه والشفقة على خلق اللّه ) . هفتم متقى وبرهيزكار وحلال خور باشد . هشتم ترك طمع وحرص كند . نهم آنكه باهيجكس بدنكويد نكر ضرورت وهر كزبخود كمان دانابيى نبرد . دهم آنكه اخلاق نيك حاصل كند . يازدهم آنكه بيوسته برياضات ومجاهدات مشغول باشد . دوازدهم آنكه دعوى باشد وهميشه نيازمندبودكه اصل جملة سعادات وتخم جملة درجات اين دوازده جيزست درهركه اين دوارزده جيزهست مردى ازمردان خدايست ورونده وسالك راه حق ودرهركه اين دوازده جيزنيست اكر صورت عوام دارد لباس خواصست ديواست وكمراه كنندة مردم است ] الخناس الذي يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس وفى التأويلات النجمية { ولا تكونوا من المشركين } الملتفتين الى غير اللّه { من الذين فرقوا دينهم } الذي كانوا عليه فى الفطرة التى فطر الناس عليها من التجريد والتفريد والتوحيد والمراقبة فى مجلس الانس والملازمة للمكالمة مع الحق { وكانوا شيعا } اى صاروا فرقا فريقا منهم مالوا الى نعيم الجنان وفريقا منهم رغبوا فى نعيم الدنيا بالخذلان وفريقا منهم وقعوا فى شبكة الشيطان فساقهم بتزين حب الشهوات الى دركات النيران { كل حزب } من هؤلاء الفرق { بما لديهم } من مشتهى نفوسهم ومقتضى طبائعهم { فرحون } فجالوا فى ميادين الغفلات واستغرقوا فى بحار الشهوات وظنوا بالظنون الكاذبة ان جذبتهم الى ما فيه السعادة الجاذبة فاذا انكشف ضباب وقتهم وانقشع سحاب جهدهم انقلب فرحهم ترحا واستيقنوا انهم كانوا فى ضلالة ولم يعرجوا الا الى اوطان الجهالة كما قيل سوف ترى اذا انجلى الغبار ... أفرس تحتك ام حمار ٣٣ { واذا مس الناس } [ وجون برسد آدميان يعنى مشر كان مكة را ] { ضر } سوء حال من الرجوع والقحط واحتباس المطر والمرض والفقر وغير ذلك من انواع البلاء قال فى المفردات المس يقال فى كل ما ينال الانسان من اذى { دعوا ربهم } حال كونهم { منيبين اليه } راجعين اليه من دعاء غيره لعلمهم انه لا فرج عند الاصنام ولا يقدر على كشف ذلك عنهم غير اللّه { ثم اذا اذاقهم } [ بس جون بجشاند ايشانرا ] { منه } من عنده { رحمة } خلاصا وعافية من الضر النازل بهم وذلك بالسعة والغنى والصحة ونحوها { اذا فريق منهم بربهم يشركون } اى فاجأ فريق منهم بالعود الى الاشراك بربهم الذى عافاهم : وبالفارسية [ آنكاه كروهى ازيشان بيروردكار خود شرك آرند يعنى در مقابلة نجات ازبلا جنين عمل كنند ] وتخصيص هذا الفعل ببعضهم لما ان بعضهم ليسوا كذلك كما فى قوله تعالى { فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد } اى مقيم على الطريق القصد او متوسط فى الكفر لا نزجاره فى الجملة ٣٤ { ليكفروا بما آتيناهم } اللام فيه للعاقبة والمراد بالموصول نعمة الخلاص والعافية { فتمتعوا } اى بكفركم قليلا الى وقت آجالكم وهو التفات من الغيبة الى الخطاب وفى كشف الاسرار [ كوى برخوريد وروزكار فراسر بريد ] وقال الكاشفى : يعنى [ اى كافران ان برخوريد دوسه روز از نعمتهاى دينوى ] { فسوف تعلمون } عاقبة فتمتعكم فى الآخرة وهى العقوبة وفي التأويلات النجمية يشير الى طبيعة الانسان انها ممزوجة من هداية الروح واطاعته ومن ضلالة النفس وعصيانها وتمردها فالناس اذا اظلتهم المحنة ونالتهم الفتنة ومستهم البلية انكسرت نفوسهم وسكنت دواعيها وتخلصت ارواحهم من اسر ظلمة شهواتها ورجعت على وفق طبعها المجبولة عليه الى الحضرة ورجعت النفوس ايضا بموافقة الارواح على خلاف طباعها مضطرين فى دفع البلية الى اللّه مستغيثين بلطفه مستجيرين من محنهم مستكشفين للضر فاذا جاد عليهم بكشف ما نالهم ونظر اليهم باللطف فيما اصابهم { اذا فريق منهم } وهم النفوس المتمردة يعودون الى عادتهم المذمومة وطبيعتهم الدنيئة وكفران النعمة { ليكفروا بما آتيناهم } من النعمة والرحمة ثم هدّدهم بقوله { فتمتعوا فسوت تعلمون } جزاء ما تعلمون على وفق طباعكم اتباعا لهواكم ٣٥ { ام انزلنا } [ آيا فرستاد ايم ] { عليهم سلطانا } اى حجة واضحة كالكتاب { فهو يتكلم } تكلم دلالة كما فى قوله تعالى { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق } { بما كانوا به يشركون } اى باشراكهم به تعالى وصحته فتكون ما مصدرية او بالامر الذى بسببه بشركون فى الوهيته فتكون موصوله والمراد بالاستفهام النفى والانكار اى لم ننزل عليهم ذلك وفيه اشارة الى ان اعمال العباد اذا كانت مقرونة بالحجة المنزلة تكون حجة لهم وان كانت من نتائج طباع نفوسهم الخبيثة تكون حجة عليهم فالعمل بالطبع هوى وبالحجة هدى فقد اعماله الخبيثة طيبة من غير سلطان يتكلم لهم بطيبها ونعوذ باللّه من الخوض فى الباطل واعتقاد انه امر تحته طائل ترسم نرسى بكعبه اى اعرابى ... كين ره كه توميروى بتركستانست ٣٦ { واذا اذقنا الناس رحمة } اى نعمة وصحة وسعة { فرحوا بها } بطرا واشرا لاحمدا وشكرا وغرتهم الحياة الدنيا واعرضوا عن عبودية المولى { وان تصبهم سيئة } اى شدة من بلاء وضيق { بما ضيق ايديهم } اى بشؤم معاصيهم { اذاهم سيئة } فاجأوا القنوط واليأس من رحمة اللّه تعالى : وبالفارسية [ آنكاه ايشان نوميد وجزع ميكنند يعنى نه شكر ميكذارند در نعمت ونه صبردارند برمحنت ] وهذا وصف الغافلين المحجوبين واما اهل المحبة والارادة فسواء نالوا ما يلائم الطبع او فات عنهم ذلك فانهم لا يفرحون ولا يحزنون كما قال تعالى { لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } فلما كان بهم من قوة الاعتماد على اللّه تعالى لا يقنطون من الرحمة الظاهرة والباطنة ويرون التنزلات من التلوينات فيرجعون الى اللّه بتصحيح بانواع الرياضيات والمجاهدات ويصبرون الى ظهور التمكينات والترقيات بصبر كوش دلاروز هجر نيست ... طييب سربت تلخ از براى فائدة ساخت ٣٧ { أولم يروا } اى ألم ينظروا ولم يشاهدوا { ان اللّه } الرزاق { يبسط الرزق لمن يشاء } اى يوسعه لمن يرى صلاحه فى ذلك ويمتحنه بالشكر { ويقدر } اى يضيقه لمن يرى نظام حاله فى ذلك ويمتحنه بالصبر ليستخرج منهم بذلك معلومة من الشكر والكفران والصبر والجزع فما لهم لا يشكرون فى السراء ولا يتوقعون الثواب بالصبر فى الضراء كالمؤمنين قال شقيق رحمه اللّه كما لا تستطيع ان تزيد فى خلقك ولا فى حياتك كذلك لا تستطيح ان تزيد فى رزقك فلا تتعب نفسك فى طلب الرزق رزق اكبر بر آدمى عاشق نمى باشد جرا اززمين كندم كريبان جاك مى آيد جرا { ان فى ذلك } المذكور من القبض والبسط { لآيات لقوم يؤمنون } فيستدلون بها على كمال القدرة والحكمة : قال ابو بكر محمد بن سابق فكم قوى قوى فى تقلبه ... مهذب الرأى عنه الرزق ينحرف وكم ضعيف فى تقلبه ... كأنه من خليج البحر يغترف هذا دليل على ان الاله له ... فى الخلق سر خفى ليس ينكشف حكى انه سئل بعض العلماء ما الدليل على ان للعالم صانعا واحدا قال ثلاثة اشياء . ذل اللبيب . وفقر الاديب . وسقم الطيب قال فى التأويلات النجمية الاشارة الى ان لا يعلق العباد قلوبهم الا باللّه لان ما يسوءهم ليس زواله الا من اللّه وما يسرهم ليس وجوده الا من اللّه فالبسط الذى يسرهم ويؤنسهم منه وجوده والقبض الذى يسوءهم ويوحشهم منه حصوله فالواجب لزوم بابه بالاسرار وقطع الافكار عن الاغيار انتهى . اذ لا يفيد للعاجر طلب مراده من عاجز مثله فلا بد من الطلب من القادر المطلق الذى هو الحق قال ابراهيم ابن ادهم قدس سره طلبنا الفقر فاستقبلنا الغنى وطلب الناس الغنى فاستقبلهم الفقر . فعلى العاقل تحصيل سكون القلب والفناء عن الارادات فان اللّه تعالى يفعل ما يريد على وفق علمه وحكمته وفى الحديث ( انما يخشى المؤمن الفقر مخافة الآفات على دينه ) فالملحوظ فى كل حال تحقيق دين اللّه المتعال وتحقيقه انما يحصل بالامتثال الى امر صاحب الدين وقد امر بالتوكيل واليقين فى باب الرزق فلا بد من الائتمار واخراج الافكار من القلب فان من شك فى رازقه فقد شك فى خالقه كما حكى ان معروفا الكرخى قدس سره اقتدى بامام فسأله الامام بعد الصلاة وقال له من اين تأكل يا معروف فقال معروف اصبر يا امام حتى اقضى ما صليت خلفك ثم اجيب فان الشاك فى الرازق شاك فى الخالق ولا يجوز اقتداء المؤمن بالمتزلزل المتردد ولذا قال تعالى { لقوم يؤمنون } فان غير المؤمن لا يعرف الايات ولا يقدر على الاستدلال بالدلالات فيبقى فى الشك والتردد والظلمات قال هرم لاويس رضى اللّه عنه اين تأمرنى ان اكون فاومأ الى الشام فقال هرم كيف المعيشة بها ق اويس اف لهذه القلوب قد خالطها الشك فما تنفعها العظة اى لان العظة كالصقر لا يصيد الا الحى والقلب الذى خالطه الشك بمثابة الميت فلا يفيده التنبيه نسأل اللّه سبحانه ان يوقظنا من سنة الغفلة ولا يجعلنا من المعذبين بعذاب الجهالة انه الكريم الرؤف الرحيم ٣٨ { فآت } اعط يا من بسط له الرزق { ذا القربى } صاحب القرابة { حقه } من الصلة والصدقة وسائر المبرات يحتج ابو حنيفة رحمه اللّه بهذه الاية على وجوب النفقة لذوى الارحام المحارم عند الاحتياج ويقيسهم الشافعي على ابن العم فلا يوجب النفقة الا على النفقة الولد والولدين لوجود الولاد { والمسكين وابن السبيل } ما يستحقانه من الصدقة والاعانة والضيافة فان ابن السبيل هو الضيف كما فى كشف الاسرار قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان القرابة على قسمين قرابة النسب وقرابة الدين فقرابة الدين امس وبالمراعاة احق وهم الاخوان فى اللّه والاولاد من صلب الولاية من اهل الارادة الذين تمسكوا باذيال الكابر منقطعين الى اللّه مشتغلين بطلب اللّه متجردين عن الدنيا غير مستفزعين بطلب المعيشة فالواجب على الاغنياء باللّه القيام باداء حقوقهم فيما كيون لهم عونا على الاشتغال بمواجب الطلب بفراغ القلب والمسكين من يكون محروما من صدق الطلب وهو من اهل الطاعة والعبادة او طالب العلم فمعاونته بقدر الامكان وحسب الحال واجب وابن السبيل وهو المسافر والضيف فحقه القيام بشأنه بحكم الوقت فمن يكون همته فى الطلب اعلى فهومن اقارب ذوى القربى وبايثار الوقت عليه اولى فحقه آكد وتفقده اوجب انتهى قال فى كشف الاسرار [ قرابت دين سزاوار ترست بمواساة ازقرابت نسب مجرد زيرا كه قرابت نسب بريده كردد وقرابت دين روانيست كه هركز بريده كردد اينست كه مصطفى عليه السلام كفت ( كل نسب وسبب ينقطع الانسبى وسببى ) قرابت دين است كه سيد عالم صلوات اللّه عليه وسلامه اضافت باخود كردد وديندارز انرا نزديكان وخويشان خود شمر بحكم اين آيت وهركه روى ذكر اللّه نشيند جنانكه باكسب وتجارب نبردازد وطلب معيشت نكند كما قال تعالى { رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه } اورا برمسلمانا حق مواسات واجب شود اورا مراعات كنند ودل وى ازضرورت قد فارغ دارند جنانكه رسول خدا كرد باصحاب سفه وايشان بودندكه درصفة بيغمير وطن دائتند وصفة ييغمبر جاييست بمدينة كه آنر قبا خوانند ازمدينة تا آنجا دوفرسنك است رسول اللّه خدا روزى ما حضرى درييش داشت وبعضى اهل بيت خويش را كفت ( لا اعطيكم وادع اصحاب الصفة تطوى بطونهم من الجوع ) اين اصحاب صفه جهل تن بودند ازدنيا بيكباركى اعراض كرده وازطلب معيشت برخاسته وباعبادت وذكر اللّه برداخته وبر فتوح وتجريد روز بسر آورده وبيشترين ايشان برهنه بودند خويشتن را درميان بنهان كرده جون وقت نماز بودى آنكروه كه جامه داشتند نماز كردندى آنكه جامه برديكيران دادندى واصل مذهب تصوف ازايشان كرفته اندازدنيا اعراض كردن وازراه خصومت بر خاستن وبرتوكل زيستن وبيافته قناعت كردن وآز وحرص وشره بكذاشتن ] قال الشيخ سعدى قدس سره بر اوج فلك جون برد جره باز ... كه بر شهيرش بستة سنك آز ندارند تن بروران آكهى ... كه برمعده باشد زحكمت تهى { ذلك } اى ايتاء الحق واخراجه من المال { خير } من الامساك { للذين يريدون وجه اللّه } اى يقصدون بمعروفهم اياه تعالى خالصا فيكون الوجه بمعنى الذات اوجهة التقرب اليه لاجهة اخرى من الاغراض والاعواض فيكون بمعنى الجهة قال فى الكشف الاسرار المريد هو الذي يؤثر على نفسه . جنيد قدس اللّه روحه [ مريديرا وصيت ميكرد وكفت جنان كن كه خلق را بارحمت باشى وخودرا بلا كه مؤمنان ودوستان ازاللّه بر خلق رحمت اند وجنان كن كه درساية صفات خود نشينى تادريكران درساية تو بياسايند . ذو النون مصرى را يرسيدندكه مريد كيست كفت ( المريد يطلب والمراد يهرب ) . مريد مى طلبد واز صدهز ارنياز . ومراد مى كريزد واورا صدهز ارناز مريد بادل سوزان . مراد بامقصود بربساط خندان . مر درخبر آو يخته . مراد درعيان آميخته . بيررا برسيدند مريد به يا مراد از حقيقت تفريد جواب داد كه ( لا مريد ولا خبر ولا استخبار ولاحد ولا رسم وهو الكل بالكل ) اين جنانست كه كويند ] اين جاى نه عشقت نه شوق نه يار خود جملة تويى خصومت ازره برداد { واولئك } [ آن كروه منفقان ] { هم المفلحون } الفائزون المطلوب فى الآخرة حيث حصلوا بما بسط لهم النعيم المقيم . والمعنى لهم فى الدنيا خير وهو البركة فى ما لهم لان اخراج الزكاة يزيد فى المال زكات مال بدركن كه فضلة رزارا ... جو باغبان ببرد بيشرت دهد انكور وفى الآخرة يصير لطاعة ربه فى اخراج الصدقة من الفائزين بالجنة توانكرا جودل ودست كامرانت هست بخور ببخش كه دنيا وآخرت بردى وعن على رضى اللّه عنه ان المال حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما اللّه لا قوام . وكان لقمان اذا امر بالاغنياء يقول يا اهل النعيم لا تنسوا النعيم الاكبر واذا مر بالفقراء يقول اياكم ان تغبنوا مرتين وعن على رضى اللّه عنه فرض فى اموال الاغنياء اقوات الفقراء فما جاع فقير الا بما منع غنى واللّه يسألهم عن ذلك قال بعضهم اول ما فرض الصوم على الاغنياء لاجل الفقراء فى زمن الملك طهمورث ثالث ملوك بنى آدم وقع القحط فى زمانه فامر الاغنياء بطعام واحد بعد غروب الشمس وبامساكهم بالنهار شفقة على الفقراء وايثارا عليهم بطعام النهار وتعبدا وتواضعا لله تعالى توانكرانرا وقفست وبذل ومهمانى ... زكاة وفطره واعتاق وهدى وقربانى توكى بدولت ايشان رسى كه نتوانى ... جزاين دو ركعت وآن هم بصد بر يشانى شرف نفس بجودست وكرامت بسدود ... هركه ابن هردوندا وعدمش به زوجود ٣٩ { وما } [ جيزى وآنجه ] { آتيتم } [ مى دهيد ] { من ربوا } كتب بالواو للتفخيم على لغة من يفخم فى امثاله من الصلوة والزكوة او للتنبيه على اصله لانه من ربا يربوا زاد وزيدت الالف تشبيها بواو الجمع وهى الزيادة فى المقدار بان يباع احد مطعوم او نقد بنقد باكثر منه من جنسه ويقال له ربا الفضل اوفى الاجل بان يباع احدهما الى اجل ويقال له ربا النساء وكلاهما محرم . والمعنى من زيادة خالية من العوض عند المعاملة { ليربوا فى اموال الناس } ليزيدو يزكو فى اموالهم : يعنى [ تازيادتى درمال سود خوران بديد آيد ] { فلا يربو عند اللّه } لا يزيد عنده ولا يبارك له فيه كما قال تعالى { يمحق اللّه الربوا } وقال بعضهم المراد بالربا فى الآية هو ان يعطى الرجل العطية او يهدى الهدية ويثاب ما هو افضل منها فهذا ربا حلال جائز ولكن ل يثاب عليه فى القيامة لانه لم يرد به وجه اللّه وهذا كان حراما للنبى عليه السلام لقوله تعالى { ولا تمنن تستكثر } اى لا تعط ولا تطكلب اكثر مما اعطيت كذا فى كشف الاسرار يقول الفقير قوله تعالى { من ربوا } يشير الى انه لو قال المعطى للآخذ انا لا اعطى هذا المال اياك على انه ربا وجعله فى حل لا يكون حالا ولا يخرج عن كونه ربا لان ما كان حراما بتحريم اللّه تعالى لا يكون حلالا بتحليل غيره والى ان المعطى فى الوعيد الا اذا كانت الضرورة قوية فى جانب المعطى فلم يجد بدّا من الاخذ بطريق الرياء بان لا يقرضه احد بغير معاوضة { وما آتيتم من زكوة } مفروضة او صدقة سميت زكاة لانها تزكو وتنمو { تريدون وجه اللّه } تبتغون به وجهه خالصا اى ثوابه ورضاه لا ثواب غيره ورضاه بان يكون رياء وسمعه { فاولئك هم المضعفون } اى ذووا الاضعاف من الثواب كما قال تعالى { ويربى الصدقات } ونظير المضعف المقوى لذوى القوة والموسر لذوى اليسار او الذين اضعفوا ثوابهم واموالهم ببركة الزكاة وانما قال { فاولئك هم المضعفون } فعدل عن الخطاب الى الاخبار ايماء الى انه لم يخص به المخاطبون بل هو عام فى جميع المكلفين الى قيام الساعة قال سهل رحمه اللّه وقع التضعيف لارادة وجه اللّه به لابايتاء الزكاة وزكاة البدن فى تطهيره من المعاصى وزكاة المال فى تطهيره من الشبهات وفى التأويلات النجمية يشير الى ان فى انفاق المال فى سبيل اللّه تزكية النفس عن لوث حب الدنيا كما كان حال ابى بكر رضى اللّه عنه حيث تجرد عن ماله تزكية لنفسه كما اخبر اللّه تعالى عن حاله بقوله { وسيجنبها الاتقى الذ يؤتى ماله يتزكى ومالا حد عنده من نعمة تجزى الابتغاء وجه ربه الاعلى } اى شوقا الى لقاء ربه { فاولئك هم المضعفون } اى يعطون اضعاف ما يرجون ويتمنون لانهم بقدر هممم وحسب نظرهم المحدث يرجون واللّه تعالى بحسب احسانه وكرمه القديم يعطى عطاء غير منقطع انتهى واعلم ان المال عارية مستردة فى الانسان ولا احد اجهل ممن لا ينقذ نفسه من العذاب الدائم بما لا يبقى فى يده وقد تكفل اللّه باعواض المنفق : وفى المثنوى كفت ييغبر كه دائم بهر بند ... دو فرشته خوش منادى ميكند كاى خدايا منفقانرا سيردار ... هردرمشانرا عوض ده صد هزار اى خدايا ممسكانرا درجهان ... تومده الا زيان اندر زيان كرنماند ازجود دردست تومال ... كى كند فضل الهت يايمال هركه كارد كردد انبارش تهى ... ليكش اندر مزرعه باشد بهى وانكه درانبار ماند وصرفه كرد ... اشيش وموش وحواد ثهاش خورد وفى البستان بريشان كن امروز كنجبينه جست ... كه فردا كليدش نه در دست تست تو باخود ببر توشة خويشتن ... كه شفقت نيايد زفرزند وزن كنون بركف ودست نه هرجه هست ... كه فردا بدنان كزى بشت دست بحال دل خستكان درنكر ... كه روزى دلت خسته باشد مكر فروماندكانرا درون شاد كن ... زروز فروماند كى ياد كن نه خواهندة بر در ديكران ... بشكرانه خواهنده ازدر مران ٤٠ { اللّه } وحده { الذى خلقكم } اوجدكم من العدم ولم تكونوا شيأ { ثم رزقكم } اطعمكم ماعشتم ودمتم فى الدنيا قال فى كشف الاسرار [ يكى را روزى وجودا ارزاقست ويكى راشهود رزاق عامة خلق دريند ورزى وتهى معده اند طعام وشراب ميخواهند واهل خصوص روزئ دل خواهند توفيق طاعات واخلاص عبادات دون همت كسى باشد كه همت وى همه آن نان بود شربتى آب ( من كانت همته مايأ كل فقيمته ما يخرج منه ) نيكو سخنى كه آن جوانمرد كفت ] اى توانكر بكنج خرسندى ... زين بخيلان كناره كير وكنار اين بخيلان عهدما همه بار ... راح خورند ومستراج انبار { ثم يميتكم } وقت انقضاء آجالكم { ثم يحييكم } فى النفخة الاخيرة ليجازيكم بما عملتم فى الدنيا من الخير والشر فهو المختص بهذه الاشياء { هل من شركائكم } اللاتى زعمتم انها شركاء اللّه { من يفعل من ذلكم } اى الخلق والرزق والاماتة والاحياء { من شئ } اى لا يفعل احد شيأ قط من تلك الافعال [ جون ازهيجكدام آن كار نيايدش بتانرا شريك كرفتن نشايد ] ومن الاولى والثانية تفيدان شيوع الحكم فى جنس الشركاء والافعال والثالثة مزيدة لتعميم المنفى وكل منهما مستعملة للتأكيد لتعجيز الشركاء { سبحانه } تنزه بليغا { وتعالى } تعاليا كبيرا { عما يشركون } عن اشراك المشركين وفى التأويلات النجمية { اللّه الذي خلقكم } من العدم باخراجكم الى عالم الارواح { ثم رزقكم } استماع كلامه بلا واسطة عند خطابه ( ألست بربكم ) وهو رزق آذانكم ورزق ابصاركم مشاهدة شواهد ربوبيته ورزق قلوبكم فهم خطابه ودرك مراده من خطابه ورزق ألسنتكم اجابه سؤاله والشهادة بتوحيده { ثم يميتكم } بنور الايمان والايقان والعرفان { هل من شركائكم } من الاصنام والانام { من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى } منزه بذاته وصفاته { عما يشركون } اعداؤه بطريق عبادة الاصنام واولياؤه بطريق عباده الهوى انتهى وفى الحديث القدسى ( انا اغنى الشركاء عن الشرك ) يعنى انا اكثر الشركاء استغناء وذلك لانهم قد يثبت لهم الاستغناء فى بعض الاوقات والاحتياج فى بعضها واللّه تعالى مستغن فى جميع الاوقات ( من عمل عملا اشرك فيه معى غيرى تركته وشركه ) بفتح الكاف اى مع شركه والضمير فى تركته لمن يعنى ان المرائى فى طاعته آثم لا ثواب له فيها قيل الشرك على اقسام اعظمها اعتقاد شريك اللّه فى الذات ويليه اعتقاد شريك لله فى الفعل كقول من يقول العباد خالقون افعالهم الاختيارية ويليه الشرك فى العبادة وهو الرياء وهذا هو المراد فى الحديث قال الشيخ ابو حامد رحمه اللّه اذا كان مع الرياء قصد الثواب راجحا فالذى نظنه والعلم عند اللّه ان لا يحبط اصل الثواب ولكن ينقص منه فيكون الحديث محمولا على ما اذا تساوى القصدان او يكون قصد الرياء ارجح قال الشيخ الكلا باذى رحمه اللّه العمل اذا صح فى اوله لم يضره فساد بعد ولا يحبطه شئ دون الشرك لان الرياء هو ما يفعل العبد من اوله ليرائي به الناس ويكون ذلك قصده ومراده عند اهل السنة والجماعة لقوله تعالى { خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا } ولو كان الامر على ما زعم المتزلة من احباط الطاعات بالمعاصى لم يجز اختلاطها واجتماعها كذا فى شرح المشارق لابن الملك قال فى الاشباه نقلا عن التاتارخانية لو افتتح الصلاة خالصا لله تعالى ثم دخل فى قلبه الرياء فهو على ما افتتح والرياء انه لو خلا عن الناس لا يصلى ولو كان مع الناس يصلى فاما لو صلى مع الناس يحسنها ولو صلى وحده لا يحسن فله ثواب اصل الصلاة دون الاحسان ولا يدخل الرياء فى الصوم انتهى فعلى العاقل ان يجتهد فى طريق الكشف والعيان حتى يلاحظ اللّه تعالى فى كل فعل باشره من مأمورات ولا يلاحظ غيره من مخلوقاته ألا يرى ان الراعى اذا صلى عند الاغنام لا يلتفت اليها اذ وجودها وعدمها سواء فالرياء لها هواء واللّه تعالى خلق العبد وخلق القدرة على الحركة ورزقه القيام بامره فما معنى الشركة اكر جز بحق ميرود جاده ات ... در آتش فشانند سجاده ات نسأل اللّه سبحانه وتعالى الخلاص من الاغيار واخراج الملاحظات والافكار من القلب الذى خلق للتوجه اليه والحضور لديه ترابكو هردل كرده اند امانتدار ... زدزد امانت حق را نكاه دار مخسب ٤١ { ظهر الفساد } شاع { فى البر } كالجدب وقلة النبات والربح فى التجارات والريع فى الزراعات والدر والنسل فى الحيوانات ومحق البركات من كل شئ ووقوع الموتان بضم الميم كبطلان الموت الشائع فى الماشية وظهور الوباء والطاعون فى الناس وكثرة الحرق بفتحتين اسم من الاحراق وغلبة الاعداء ووجود الفتن والحرب ونحو ذلك من المضار { والبحر } كالغرق بفتحتين اسم من الاغراق وعمى دواب البحر بانقطاع المطر فان المطر لها كالحكل للانسان واخفاق الغواصين اى خيبتهم من اللؤلؤ فانه يتكوّن من مطر نيسان فاذا انقطع لم ينعقد . وبيانه انه اذا اتى الربيع يكثر هبوب الرياح وترتفع الامواج ويضطرب البحر فاذا كان الثامن عشر من نيسان خرجت الاصداف من قعور بحر الهند وفارس ولها اصوات وقعقعة وبوسط كل صدفة دويبة صغيرة وصفحتا الصدفة لها كالجناحين وكالسور تتحصن به من عدو مسلط عليها وهو سرطان البحر فربما تفتتح اجنحتها تشم الهواء فيدخل السرطان مقصية بينهما ويأكها وربما يتحيل السرطان فى اكلها بحيلة دقيقة وهو ان يحمل فى مقصيه حجر مدورا كبندقة الطين ويراقب دابة الصدف حتى تشق عن جناحيها فيلقى السرطان الحجر بين صفحتى الصدفة فلا تنطبق فيأكلها ففى الثامن عشر من نيسان لا تبقى صدفة فى قعور البحار المعروفة بالدر الا صارت على وجه الماء وتفتحت على وجه وتفتحت على وجه يصير وجه الماء ابيض كاللؤلؤ وتأتى سحابه مطر عظيم ثم تتقشع السحابه وقد وقع فى جوف كل صدفة ما قدر اللّه تعالى واختار من القطر اما قطرة واحدة واما اثنان واما اثلاث وهلم جرا الى المائة والمائتين وفوق ذلك ثم تنطبق الصداف وتلحم وتموت الدابة التى كانت فى جوف الصدفة فى الحال وترسب الاصداف الى قعر البحر حتى لا يحركها الماء فيفسد ما فى بطناه وتلحم صفحتا الصدفة الحاما بالغا حتى لا يدخل الى الدرة ماء البحر فيصفرها وافضل الدر المتكون فى هذه الاصداف القطرة الواحدة ثم الاثنتان ثم الثلاث وكلما قل العدد كان اكبر جسما واعظم قيمة وكلما كثر العدد كان اصغر جسما وارخص قيمة والمتكون من قطرة واحدة هى الدرة اليتيمة التى لا قيمة لها والاخريان بعدها زبر افكند قطرة سوى يم ... زصلب او افكند نطفة درشكم ازان قطره لؤلؤ لا لا كند ... وزين صورتى سروبالا كند فالصدفة تنقلب الى ثلاثة اطوار فى الاول طور الحيوانية فاذ وقع القطر فيها ماتت الدويبة وصارت فى طور الحجرية ولذلك غاصت الى القرار وهذا طبع الحجر وهو الطور الثانى وفى الطور الثالث وهو الطور النباتى تشرس فى قرار البحر وتمد عروقها كالشجرة ذلك تقدير العزيز العليم ولمدة حملها وانعقادها وقت معلوم وموسم يجتمع فيه الغواصون والتجار لاستخراج ذلك هذا فى البحر. واما فى البر ففى الثامن عشر من نيسان تخرج فراخ الحيات التى ولدت فى تلك السنة وتصر من بطن الارض الى وجهها كالاصداف فى البحر وتفتح افواهها نحو السماء كما فتحت الاصداف فما نزل من قطر السماء فى فمها اطبقت فمها عليه ودخلت بطن الارض فاذا تم حمل الصدف فى البحر وصار لؤلؤا شفافا صار ما دخل فى فم فراخ الحيات داء وسما فالماء واحد والاوعية مختلفة والقدرة صالحة لكل شئ وقد قيل فى هذا المعنى ارى الاحسان عند الحرّ دينا ... وعند الندل منقصة وذمّا كقطر الماء فى الاصداف درّا ... وفى جوف الافاعى صار سما كذا فى خريدة العجائب وفريدة الغرائب للشيخ العلامة ابى حفص الوردى رحمه الله قال فى التأويلات النجمية يشير الى بر النفس وبحر القلب وفساد النفس باكل الحرام وارتكاب المحظورات وتتبع الشهوات وفساد القلب بالعقائد السوء ولزوم الشبهات والتمسك بالاهواء والبدع والاتصاف بالاوصاف الذميمة وحب الدنيا وزينتها وطلب شهواتها ومنافعها ومن اعظم فساد القلب عقد الاصرار على المخالفات كما ان من اعظم الخيرات صحة العزم على التوجه الى الحق والاعراض عن الباطل انتهى وايضا البر لسان علماء الظاهر وفساده بالتأويلات الفاسدة . والبحر لسان علماء الباطن وفساده بالدعاوى الباطلة ماه ناديده نشانها ميدهند ... { بما كسبت ايدى الناس } اى بسبب شؤم المعاصى التى كسبها الناس فى البحر والبحر بمزاولة الايدى غالبا ففيه اشارة الى ان الكسب من العبد والتقدير والخلق من اللّه تعالى فالطاعة كالشمس المنيرة تنتشر انوارها فى الآفاق فكذا الطاعة تسى بركاتها الى الاقطار فهى من تأثيرات لطفه تعالى والمعصية كالليلة المظلمة فكما ان الليلة تحيط ظلمتها بالجوانب فكذا المعصية تتفرق شآمتها الى الاقارب والاجانب فهى من تأثيرات قهره تعالى واول فساد ظهر فى البر قتل قاببل اخاه هابيل . وفى البحر اخذ الجلندى الملك كل سفينة غصبا وفى المثل اظلم من اين الجلندى بزيادة ابن كما فى انسان العيون وكان من اجداد لحاج بينه وبينه سبعون جدا وكانت الارض خضرة معجبة بنضارتها لا يأتى ابن آدم شجرة الاوجد عليها ثمرة وكان ماء البحر عذبا وكان لا تقصد الاسود البقر فلما وقع قتل المذكور تغيير ما على الارض وشاكت الاشجار اى صارت ذات وصار ماء البحر ملحا مرّا جدّا وقصد بعض الحيوان بعضا وتعلقت شوكة بنبى فلعنها فقالت لا تلعني فانى ظهرت من شؤم ذنوب الآدميين يقول الفقير جون عمل نيكو بود كلها دمد ... جونكه زشت آيد برويد خارزار كر بد وكرنيك باشد كارتو ... هوجه كارى بد روى آنجام كار { ليذيقهم بعض الذى عملوا } اللام للعلة والذوق وجود الطعم بالفم وكثر استعماله فى العذاب يعنى افسد اللّه اسباب بسوء صنيعهم ليذيقهم بعض جزاء ما عملوا من الذنوب والاعراض عن الحق ويعذبهم بالبأساء والضراء والمصائب وانما قال بعض لان تمام الجزاء فى الآخرة ويجوز ان يكون اللام العاقبة اى كان عاقبة ظهور الشرور منهم ذلك نعوذ باللّه من سوء العاقبة { لعلهم يرجعون } عما كانوا عليه من الشرك والمعاصى والغفلات وتتبع الشهوات وتضييع الاوقات الى التوحيد والطاعة وطلب الحق والجهد فى عبوديته وتعظيم الشرع والتأسف على ما فات وهذا كقوله تعالى { ولقد اخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون } اى يتعظون فلم يتعظوا ففيه تنبيه على ان اللّه تعالى انما يقضى بالجدوبة ونقص الثمرات والنبات لطفا من جنابه فى رجوع الخلق عن المعصية بارها بوشد بى اظهار فضل ... باز كيرد ازبى اظهار عدل تايشمان ميشوى ازكار بد ... تاحيا دارى زاللّه الصمد اعلم ان اللّه تعالى غير بشؤم المعصية اشياء كثيرة . غير صورة ابليس واسمه وكان اسمه الحارث وعزايل فسماه ابليس . وغير لون حام بن نوح بسبب انه نظر الى سوءة ابيه فضحك وكان ابوه نوح نائما فاخبر بذلك فدعا عليه فسوده اللّه تعالى فتولد منه الهند والحبشة . وغير الصورة على قوم موسى فصيرهم قردة وعلى قوم عيسى فصيرهم خنازير . وغير ماء القبط ومالهم فصيرهما دما وحجرا . وغير العلم على امية بن ابى الصلت وكان من بلغاء العرب حيث كان نائما فاتاه طائر وادخل منقاره فى فيه فلما استيقظ نسى جميع علومه . وغير اللسان على رجل بسبب العقوق حيث نادته والدته فلم يجب فصار اخرس . وغير الايمان على برصيصا بسبب شرب الخمر والزنى بعد ما عبد اللّه تعالى مائتين وعشرين سنة الى غير ذلك وقد قال كعب الاحبار لما اهبط اللّه تعالى آدم عليه السلام جاءه ميكائيل بشئ من حب الحنطة وقال هذا رزقك ورزق اولادك قم فاضرب الارض وابذر البذر قال ولم يزل الحب من عهد آدم الى زمن ادريس عليهما السلام كبيضة النعام فلما كفر الناس نقص الى بيضة الدجاجة ثم الى بيضة الحمامة ثم الى قدر البندقية وكان فى زمن عزيز عليه السلام على قدر الحمصة وقد ثبت فى الاحاديث الصحيحة ان ظهور الفاحشة فى قوم واعلانها سبب لفشوّ الطاعون والاوجاع ونقص الميزان والمكيال سبب للقحط وشدة المؤوتة وجوز السلطان ومنع الزكاة سبب لانقطاع المطر ولولا البهائم لم يمطروا ونقض عهد اللّه وعهد رسوله سبب لتسلط العدو واخذ الاموال من ايدى الناس وعدم حكم الائمة بكتاب اللّه سبب لوقوع السيف والقتال بين الناس واكل الربا سبب للزلزلة والخسف فضرر البعض يسرى الى الجميع ولذا يقال من اذنب ذنبا فجميع الخلق من الانس والدواب والوحوش والطيور والذر خصماؤه يوم القيامة فلا بد من الرجوع الى اللّه تعالى بالتوبة والطاعة والاصلاح فان فيه الفوز والفلاح قال ذو النون المصرى قدس سره رأيت رجلا احدى رجليه خارجه من صومعته يسيل منها الصديد فسألته عن ذلك فقال زارتنى امرأة فنامت بجنب صومعتى فجملتنى نفسى على ان انزل عليها بالفجور فساعدتنى احدى رجلى دون الاخرى فحلفت ان لا تصحبنى ابدا وهذا حقيقة التوبة والندامة نسأل اللّه العفو والعافية والسلامة توبة كردم حقيقت باخدا ... نشكنم تاجان شدن ازتن جدا كذا فى المثنوى نقلا عن لسان نصوح ٤٢ { تل } يا محمد { سيروا } ايها المشركون وسافروا { فى الارض } فى ارض الامم المعذبة { فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل } اى آخر من كان قبلكم والنظر على وجهين يقال نظر اليه اذا نظر يعينه ونظر فيه اذا تفكر بقلبه وههنا قال فانظروا ولم يقل اليه اوفيه ليدل على مشاهدة الآثار ومطالعة الاحوال { كان اكثرهم مشركين } اى كان اكثر الذين من قبل مشركين فاهلكوا بشركهم وهو استئناف للدلالة على ان ما اصابهم لفشوّ الشرك فيما بينهم او كان الشرك فى اكثرهم ومادونه من المعاصى فى قليل منهم فاذا اصابهم العذاب بسبب شركهم ومعاصيهم فليحذر من كان على صفتهم من مشركى قريش وغيرهم ان اصروا على ذلك ٤٣ { فاقم } عدل يا محمد { وجهك للدين القيم } البليغ الاستقامة الذى ليس فيه عوج اصلا وهو دين الاسلام وقد سبق معنى اقامة الوجه للدين فى هذه السورة { من قبل ان يأتى يوم } يوم القيامة { لا مرد له } لا يقدر احد على رده ولا ينفع نفسا ايمانها حينئذ { من اللّه } متعلق بيأتى او بمرد لانه مصدر على معنى لا يرده اللّه تعالى لتعلق ارادته القديمة بمجيئة وقد وعد ولا خلف فى وعده { يومئذ } اى يوم القيامة بعد محاسبة اللّه اهل الموقف { يصدعون } اصله يتصدعون فادغمت التاء فى الصاد وشددت . والصدع وهو الانشقاق فى الرأس من الوجع ومنه الصديع للفجر لانه ينشق من الليل والمعنى يتفرقون فريق فى الجنة وفريق فى السعير كما ٤٤ { من } [ هركه ] { كفر } باللّه فى الدنيا { فعليه } لا على غيره { كفره } وبال كفره وجزاؤه وهو النار المؤبدة { ومن } [ وهركه ] { عمل صالحا } وحده . وعمل بالطاعة الخالصة بعد التوحيد : وبالفارسية [ كار ستوده كند ] { فلانفسهم } وحدها { يمهدون } اصل المهد اصلاح المضجع للصبى ثم استعير لغيره كما فى كشف الاسرار يسوّون منزلا فى الجنة ويفرشون ويهيئون : وبالفارسية [ خويشتن را نشتكاه سازد دربهشت وبساط مى كستراند ] ومن التمهيد تمهيد المضاجع في القبور فان بالعمل الصالح يصلح منزل القبر ومأوى الجنة يروى ان بعض اهل القبور فى برزخ محمود مفورش فيه الريحان وموسد فيه السندس والاستبرق الى يوم القيامة وفى الحديث ( ان عمل الانسان يدفن معه فى قبره فان كان العمل كريما اكرم صاحبه وان كان لئيما اسلمه ) اى ان كان عملا صالحا آنس صاحبه وبشره ووسع عليه قبره ونوره وحماه من الشدائد والاهوال وان كان عملا سيئا فزع صاحبه وروّعه واظلم عليه قبره وضيقه وعذبه وخلى بينه وبين الشدائد والاهوال والعذاب والوبال برك عيشى بكور خويش فرست ... كس نيارد زيس زييش فرست ٤٥ { ليجزى الذين آمنوا } به فى الدنيا { وعملوا الصالحات } وهى ما اريد به وجه اللّه تعالى ورضاه { من فضله } [ ازبخشش خود ] متعلق بيجزى وهو متعلق بيصدعون اى يتفرقون بتفريق اللّه تعالى فريقين ليجزى كلامنهما بحسب اعمالهم وحيث كان جزاء المؤمنين هو المقصود بالذات ذلك فى معرض الغاية وعبر عنه بالفضل لما ان الاثابة عند اهل السنة بطريق التفضيل لا الوجوب كما عند المعتزلة واشير الى جزاء الفريق الآخر بقوله { انه لا يحب الكافرين } فان عدم محبته تعالى كناية عن بغضه الموجب لغضبه المستتبع للعقوبة لا محالة قال بعضهم [ دوست نميدارد كافر انرا تابا مؤمنان جمع كند بلكه ايشانرا جدا ساخته بدوزخ فرستد ] روى ان اللّه تعالى قال لموسى عليه السلام ما خلقت النار بخلامنى ولكن اكره ان اجمع اعدائى واوليائى فى دار واحدة نسأل اللّه تعالى دار اوليائه ونستعيذ به من دار اعدائه وفى التأويلات اشارات منها ان النظر بالعبرة من اسباب الترقى فى طريق الحق وذلك ان بعض السلاك استحلوا بعض الاحوال فسكنوا اليها وبعضهم استحسنوا بعض المقامات فركنوا اليها فاشركوا بالالتفات الى ما سوى الحق تعالى فمن نظر من اهل الاستعداد الكامل الى هذه المساكنات والركون الى الملائمات يسير على قدمى الشريعة والطريقة لكى يقطع المنازل المنازل والمقامات ويجتهد فى ان لا يقع فى ورطة الفترات والوقفات كما وقع بعض من كان قبله فحرم من الوصول الى دائرة التوحيد الحقانى اى برادر بى نهايت در كهيست ... هو كجا كه ميرسى باللّه مأيست ومنها انه لا بد للطالب من الاستقامة وصدق التوجه وذلك بالموافقة بالاتباع دون الاستبداد برأيه على وجه الابتداع ومن لم يتأدب بشيخ كامل ولم يتلقف كلمة التوحيد ممن هو لسان وقته كان خسرانه اتم ونقصانه اعم من نفعه زمن اى دوست اين يك بند بيذير ... برو فتراك صاحب دولتى كير كه قطره تا صدف را درنيابد ... نكردد كوهر وروشن نتابد ومنها ان من انكر على اهل الحق فعليه جزاء انكاره وهو الحرمان من حقائق الايمان واللّه تعالى لا يحب المنكرين اذلوا حبهم لرزقهم الصدق والطلب ولما وقعوا بالخذلان فى الانكار والكفر مغزرا خالى كن ازانكار يار تاكه ريحان يابد ازكلز اريار وفى الحديث ( الاصل لا يخطئ ) وتأويله ان اهل الاقرار يرجع الى صفات اللطف واهل الانكار الى صفات القهر لان اصل خلقة الاول من الاولى والثانى من الثانية شراب داد خدا مرمرا وسركه ترا جوقسمت است جه جنكست مرمرا وترا نسأل اللّه العشق والاشتياق والسلوك الى طريقة العشاق ونعوذ باللّه من الزيغ والضلال على كل حال ٤٦ { ومن آياته } علامات وحدته وقدرته { ان يرسل الرياح } [ فرو كشايد ازهوا بادها ] اى الشمال والجنوب والصبا فانها رياح الرحمة . واما الدبور فانها ريح العذاب ومنه قوله عليه السلام ( اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) قال فى القاموس الشمال بالفتح ويكسر ما مهبه بين مطلع الشمس وبنات نعش او من مطلع الشمس الى مسقط النسر الطائر ولا تكاد تهب ليلا . والجنوب ريح تخالف الشمال مهبه من مطلع سهيل الى مطلع الثريا . والصبا ريح تهب مطلع الشمس اذا استوى الليل والنهار ومقابلته الدبور والصبا موصوفة بالطيب والروح لانخفاضها عن برد الشمال وارتفاعها عن حر الجنوب وفى الحديث ( الريح من روح اللّه تأتى بالرحمة وتأتى بالعذاب فلا تسبوها وسلوا اللّه خيرها واستعيذوا باللّه من شرها ) وكان للمتوكل بيت يسميه بيت مال الشمال فكلما هبت الريح شمالا تصدق بالف درهم وذكر فى سبب مد النيل ان اللّه تعالى يبعث عليه الريح الشمالى فينقلب عليه من البحر فتصير كالسكر له فيزيد حتى يعم البلاد فاذا بلغ حد الردى بعث اللّه عليه ريح الجنوب فاخرجته الى البحر وليس فى الدنيا نهر يضرب من الجنوب الى الشمال ويمد فى شدة الحر حين تنقص الانهار كلها ويزيد بترتيب وينقص بترتيب المجارى قال وكيع لولا الريح والذباب لأنتنت الدنيا قيل الريح تموج الهواء بتأثير الكواكب وسيلانه الى احدى الجهات . والصحيح عند اهل الشرع ما ذكر فى الحديث من انها من روح الله والاشارة ان اللّه تعالى يرسل رياح الرجاء على قلوب العوام فتكنس قلوبهم من غبار المعاصى وغثاء اليأس ويبشر بدخول نور الايمان ثم يرسل رياح البسط على ارواح الخواص فيطهرها من وحشة القبض ودجنس الملاحظات ويبشرها بدرك الوصال ويرسل رياح التوحيد فتهب على اسرار اخص الخواص ويطهرها من آثار الاغيار ويبشرها بدوام الوصال وذلك قوله تعالى { مبشرات } اى حال كون تلك الرياح مبشرات للخلق بالمطر ونحوه : وبالفارسية [ مزدة دهندكان بباران تابفرياد شمارسد ] { وليذيقكم من رحمته } وهى المنافع التابعة لها والجملة معطوفة على مبشرات على المعنى كأنه قيل ليبشركم بها وليذيقكم { ولتجري الفلك } فى البحر بسوق الرياح { بامره } فالسفن تجرى بالرياح والرياح بامر اللّه فهى فى الحقيقة جارية بامره وفى الاسرار المحمدية لا تعتمد على الريح فى استواء السفينة وسيرها وهذا شرك فى توحيد الافعال وجهل بحقائق الامور ومن انكشف له امر العالم كما هو عليه علم ان الريح لا يتحرك بنفسه بل له محرك الى ان ينتهي الى المحرك الاول الذى لا محرك له ولا يتحرك هو فى نفسه ايضا بل هو منزه عن ذلك وعما يضاهيه سبحانه وتعالى { ولتبتغوا من فضله } يعنى تجارة البحر وفيه جواز ركوب البحر للتجارة وقد سبق شرائطه فى آخر الجلد الثانى سود دريانيك بودى كرنبودى بيم موج ... صحبت كل خوش بدى كرنيستى تشويش حار ومن الابيات المشهورة للعطار قدس سره بدريا در منافع بى شمارست ... ارك خواهى سلامت در كنارست { ولعلكم تشكرون } وتشكروا نعمة اللّه فيما ذكر من الغايات الجليلة فتوحدوه وتطيعوه مكن كردن از شكر منعم مييسج كه روز بسين سربر آرى بهيج ثم حذر من اخل بموجب الشكر ٤٧ { ولقد أرسلنا من قبلك رسلا الى قومهم } كما ارسلناك الى قومك { فجاؤهم بالبينات } الباء تصلح للتعدية والملابسة اى جاء كل رسول قومه بما يخصه من الدلائل الواضحة على صدقة فى دعوى الرسالة كما جئت قومك بالبراهين النيرة { فانتقمنا من الذين اجرموا } النقمة العقوبة ومنها الانتقام وهو بالفارسية [ كينه كشيدن ] والفاء فصيحة اى فكذبوهم فانتقمنا من الذين اجرموا من الجرم وهو تكذيب الانبياء والاصرار عليه اى عاقبناهم واهلكناهم وانما وضع الموصول موضع ضميرهم للتنبيه على مكان المحذوف وللاشعار بكونه علة للانتقام { وكان حقا } [ سزاوار ] { علينا } قال بعضهم واجبا وجوب كرم لا وجوب الزام وفى الوسيط واجبا وجوباهو اوجبه على نفسه وفى كشف الاسرار هذه كما يقال علىّ قصد هذا الامر اى انا افعله وحقا خبر كان واسمه قوله { نصر المؤمنين } وانجاؤهم من شر اعدائهم ومما اصابهم من العذاب نصر عزيز وانجاء عظيم وفيه اشعار بان الانتقام للمؤمنين واظهار لكرامتهم حيث جعلوا مستحقين على اللّه ان ينصرهم وفى الحديث ( ما من امرئ مسلم يرد عن عرض اخيه الا كان حقا على اللّه ان يرد عنه نار جهنم ) ثم تلا قوله تعالى { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } حكى عن الشيخ ابى على الرودبارى قدس سره انه ورد عليه جماعة من الفقراء فاعتل واحد وبقى فى علته اياما فمل اصحابه من خدمته وشكوا ذلك الى الشيخ ابى على ذات يوم فخالف الشيخ نفسه وحلف ان لا يتولى خدمته غيره فتولى خدمته بنفسه اياما ثم مات ذلك الفقير فغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه فلما اراد ان يفتح رأس كفنه عند اضجاعه فى القبر رآه وعيناه مفتوحتان اليه وقال له يا ابا على لا نصرتك بجاهى يوم القيامة كما نصرتنى فى مخالفتك نفسك ففى القصة امور . الاول ان احباب اللّه احياء فى الحقيقة وان ماتوا وانما ينقلون من دار الى دار . والثانى ما اشار اليه النبى عليه السلام بقوله ( اتخذوا الايادى عند الفقراء قبل ان تجيئ دولتهم فاذا كان يوم القيامة يجمع اللّه الفقراء والمساكين فيقال تصفحوا الوجوه فكل من اطعمكم لقمة او سقاكم شربة او كساكم خرقة او دفع عنكم غيبة فخذوا بيده وادخلوه الجنة ) والثالث ان الشفاعة من باب النصرة الالهية وفى الآية تبشير للنبىعليه السلام بالظفر فى العاقبة والنصر على من كذبه وتنبيه للمؤمنين على ان العاقبة لهم لانهم هم المتقون وقد قال تعالى { والعاقبة للمتقين } سروش عالم غيبم بشارتى خوش داد ... كه كس هميشة بكيتى دزم نخواهد ماند وفى التأويلات النجمية قوله { ولقد ارسلنا من قبلك رسلا الى قومهم } يشير به الى المتقدمين من المشايخ المنصوبين لتربية قومهم من المريجين ودلالتهم بالتسليك الى حضرة رب العالمين { فجاؤهم بالبينات } على لسان التحقيق فى بيان الطريق لاهل التصديق فمن قابلهم بالتصديق وصل الى خلاصة التحقيق ومن عارضهم بالانكار والجحود ابتلاهم بعذاب الخلود فى الابعاد والجمود وذلك قوله { فانتقمنا من الذين اجرموا } اى انكروا { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } المتقربين الينا بان ننصرهم بتقربنا اليهم انتهى اللهم اجعلنا من المنصورين مطلقا ووجهنا الى نحو بابك صدقا وحقا انك انت الناصر المعين ومحول القلوب الى جانب اليقين ٤٨ { اللّه الذى يرسل الرياح } رياح الرحمة كالصبا ونحوها { فتثير سحابا } يقال ثار الغبار والسحاب انتشر ساطعا وقد اثرته قال فى تاج المصادر : الانارة [ برانكيختن كرد وشورانيدن زمين وميغ آوردن باد ] والسحاب اسم جنس يصح اطلاقه على سحاب واحدة وما فوقها قال فى المفردات اصل السحب الجر ومنه السحاب اما الجر الريح له او لجره الماء . والمعنى فتنشره تلك الرياح وتزعجه وتخرجه من اماكنه : وبالفارسية [ برانكيزد آن بادهان ابررا ] واضاف الاثارة الى الرياح وانما المثير هو اللّه تعالى لانها سببها والفعل قد ينسب الى سببه كما ينسب الى فاعله { فيبسطه } [ بس خداى تعالى بكستراند سحاب را ] يعنى يجعله متصلا تارة { فى السماء } فى سمتها { كيف يشاء } سائرا وواقفا مسيرة يوم او يومين او اقل او اكثر من جانب الجنوب او ناحية الشمال او سمت الدبور او جهة الصبا الى غير ذلك { ويجعله كسفا } تارة اخرى اى قطعا : بالفارسية : [ باره باره هر قطعه در طرفى ] جمع كسفة وهى قطعة من السحاب والقطن ونحو ذلك من الاجسام المتخلخلة كما فى المفردات { فترى الودق } اى المطر يا محمد ويا من من شأنه الرؤية . قيل الودق فى الاصل ما يكون خلال المطر كانه غبار وقد يعبر به عن المطر { يخرج } بالامر الالهى { من خلاله } فرج السحاب وشقوقه فى التارتين : يعنى [ در وقتى كه متصل است ودر وقتى كه متفرق ] قال الراغب الخلل فرجة بين الشيئين وجمعه خلال نحو خلل الدار والسحاب وقيل السحاب كالغربال ولولا ذلك لافسد المطر الارض روى عن وهب بن منبه ان الارض شكت الى اللّه عز وجل ايام الطوفان لان اللّه تعالى ارسل الماء بغير وزن ولا كيل فخرج الماء غضبا لله تعالى فخدش الارض وخددهاك يعنى [ خراشيدروى زمين را وسوراخ كردش ] فقالت يا رب ان الماء خددنى وخدشنى فقال اللّه تعالى فيما بلغنى واللّه اعلم انى ساجعل للمال غربالا لا يخدّدك ولا يخدشك فجعل السحاب غربال المطر { فاذا اصاب به من يشاء من عباده } الباء للتعدية والضمير للودق . والمعنى بالفارسية [ بس جون بر ساند خداى تعالى بارانرا در اراضى وبلاد هركه خواهد زبندكان خود { اذاهم } [ آنكاه ايشان ] { يستبشرون } [ شادمان وخوشدل ميشوند ] اى فاجأوا الاستبشار والفرح بمجيئ الخصب وزوال القحد ٤٩ { وان } اى وان الشأن { كانوا } اى اهل المطر { من قبل ان ينزل عليهم } المطر { من قبله } اى قبل التنزيل تكرير للتأكيد والدلالة على تطاول عهدهم بالمطر واستحكام يأسهم منه { لمبلسين } اى آيسين من نزوله خبر كانوا واللام فارقة وقد سبق معنى الا بلاس فى اوائل السورة ٥٠ { فانظر الى آثار رحمة اللّه } الخطاب وان توجه نحو النبى عليه السلام فالمراد به جميع المكلفين والمراد برحمة اللّه المطر لانه انزله برحمته على خلقه . والمعنى فانظروا الى آثار المطر من النبات والاشجار وانواع الثمار والازهار والفاء للدلالة على سرعة ترتب هذه الاشياء على تنزيل المطر { كيف يحيى } اى اللّه تعالى { الارض } بالآثار { بعد موتها } اى يبسها قال فى الارشاد كيف الخ فى حيز النصب بنزع الخافض وكيف معلق لانظراى فانظروا الى الاحياء البديع للارض بعد موتها والمراد بالنظر التنبيه على عظيم قدرته وسعة رحمته مع ما فيه من تمهيد امر البعث { ان ذلك } العظيم الشأن الذى قدر على احياء الارض بعد موتها ابدانهم من القوى الحيوانية كما ان احياء الارض احياء لمثل ما كان فيها من القوى النباتية { وهو على كل شى قدير } اى مبالغ فى القدرة على جميع الاشياء التة من جملتها احياء قالب الانسان بعد موته فى الحشر ومن احياء قلبه بعد موته فى الدنيا لان نسبة قدرته الى جميع الممكنات على سواء رجع كل شئ الى قدرته فلم يعظم عليه شئ فقدره اللّه الكاملة بخلاف قدرة العبد فانها مستفادة من قدرة اللّه تعالى تعالى اللّه زهى قيوم ودانا توانايى ده هر ناتوانا وسيجئ ان الانسان خلق من ضعف فاللّه تعالى اقدره وقواه اعلم ان اللّه سبحانه زين الارض بآثار قدرته وانوار فعله وحكمته فانبت الخضرة واضاء الزهر وتجلى فى صورها لا عين العارفين الذين شاهدوا اللّه تعالى بنعت الحسن ولذا قال الشيخ المغربى مغربى زان ميكند بكلشن كاندر او هرده را رنكى وبويى هست رنك وبوى اوست وسأل بنوا اسرائيل موسى عليه السلام هل يصبغ ربك قال نعم يصبغ الوان الثمار والرياحين الاحمر والاصفر والابيض والصباغ يقدر بان يسود الابيض ولا يقدر بان يبيض الاسود واللّه تعالى يبيض الشعر الاسود والقلب الاسود ومن احسن من اللّه صبغة خرج او حفص قدس سره الى البستان ائتمان بقوله تعالى { فانظر الى آثار رحمة اللّه } فاضافة مجوسى فى بستان له فلما علم ان قلوب اصحابه نظرت الى بستان المجوسى قال اقرأوا { كم تركوا من جنات وعيون } الآية ولما اراد ان يخرج ابو حفص اسلم المجوسى وثمانية عشر من اولاده واقربائه فقال ابو حفص اذا خرجتم لاجل التفرج فاخرجوا هكذا اشار قدس سره الى ان هذا الخروج ليس مع النفس والهوى والا لم يكن له اثر محمود ثم انه يلزم للإنسان ان ينظر بعين ظاهره الى زهرة الدنيا وبعين قلبه الى فنائها ويعتبر ايام الربيع بانواع الاعتبار وفى الحديث ( اذا رأيتم الربيع فاذكروا النشور ) اى فان خروج الموتى من القبور كخروج النبات من الارض فيلزم ان يذكره عند رؤية الربيع ويذكر شمس القيامة عند اشتداد الحر وفى الحديث ( اذا كان اليوم حارا فاذا قال الرجل الا اله الا اللّه ما اشد حر هذا اليوم اللهم اجرنى من حرجهنم قال اللّه تعالى لجهنم ان عبدا من عبيدى استجاربى من حرك وانا اشهدك انى قد اجرته واذا كان اليوم شديد البر فاذا قال العبد لا اله الا اللّه ما اشد برد هذا اليوم اللهم اجرنى من زمهرير قال اللّه تعالى ان عبدا من عبى استجاربى من زمهريرك وانى اشهدك انى قد اجرته ) قالوا وما زمهرير جهنم قال ( بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده ) اى يتفرق ويتفسخ . وينبغي ان يذكر بكاء العصاة على الصراط عند رؤية نزول المطر من السماء قالت رابعة القيسية ما سمعت الاذان الا ذكرت منادى يوم القيامة وما رأيت الثلوج الا ذكرت تطاير الكتب وما رأيت الجراد الا ذكرت الحشر . وان يذكر حمرة وجوه المشتاقين عند رؤية الريحان الاحمر . وبياض وجه المؤمنين عند رؤية الابيض . وصفرة وجوه العصاة عند رؤية الاصفر . وغبرة وجوه الشبان والنسوان الحسان فى القبر بعد سبعة ايام عند رؤية الريحان الا كهب وهو ماله لون غبرة وفى كشف الاسرار [ كل زرد طبيبى است براى شفاى عالم واو وخود بيمار . كل سييد كويى ستم رسيده ايست ازدست روزكار جوانى بباد داده وعمر رسيده بكنار دروقت اعتدال سال دو آفتاب بر آيد يكى بردل تابددل افروخته كردد جون كل شكفته شد بلبل برو عاشق شود دل كه افروخته شد نظر خالق درو حاضر بود . كل باخر بريزد بلبل درهجراو ماتم كيرد . دل كربماند حق تعالى اورا در كنف الطاف وكرم كيرد : قلب المؤمن لا يموت ابدا ] جشمى كه تراديد شد از درد معاف جانى كه ترا يافت شد ازمرك مسلم وخرج ابن السماك قدس سره ايام الربيع فنظر الى الانوار فصاح وقال يامنور الاشجار بانواع الانوار نور قلوبنا بذكرك وحسن طاعتك وبعض الصالحن كانوا يبكون ايام الربيع شوقا الى اللّه تعالى ومنهم من يبكى خوفا من الفراق حكى ان الشيخ الشلبى قدس سره خرج يوما فوجده اصحابه تحت شجرة يبكى فقيل له فى ذلك قال مررت بهذه الشجرة فقطع منها غصن الارض وهو بعد اخضر لا خبر له بقطعه من اصله فقلت يا نفس ماذا انت صانعة ان لو قطعت من الحق ولا علم لك بذك فجلس اصحابه يبكون ويقال الربيع يدل على نعيم الجنة وراحتها والانسان الكامل فى الربيع يظهر تأسفا وحسرة فلا يدرى سبب ذلك وذلك ان الارواح كلها كانت فى صلب آدم عليه السلام حين كان فى الجنة فاسفت على مفارقتها وجزعت على الخروج منها ونظر بعض العلماء الى الورد فبكى وقال ان الميت يبكى فى الارض الا بياض عينيه فاذا جاء الربيع وانفتح الورد انشق بياض عينيه واذا تزوجت امرأته انشق قلبه بنصفين ويقال فى الآية كيف يحيى الارض يعنى نفس المؤمن بعد يبوستها من الطاعات روى فى الخبر ( من احيى ارضا ميتة فهى له ) فاللّه تعالى احيى نفس المؤمن وقلبه فهو له لا للشيطان كذلك التائب اذا حيى نفسه بالطاعة فهو للجنة لا للنار ويقال يحيى النفوس بعد فترتها بصدق الارادات ويحيى القلوب بعد غفلتها بانوار المحاضرات ويحيى الارواح بعد حجتها بدوام المشاهدات اموت اذا ذكرت ثم احيى ... فكم احيى عليك وكم اموت والقلب بستان العارف وجنته وحياته بمعرفة اللّه تعالى فمن نظر الى انواره استغنى عن العالم وازهاره : وفى المثنوى صوفئ در باغ از بهر كشاد ... صوفيانه روى بر زانو نهاد بس فرو رفت او بخود اندر نغول ... شد از صورت خوابش فضول كه جه بشنكه كفت است انظروا ... سوى اين آثار رحمت آر رو كفت آثار ش دلست اى بو الهوس ... آن برون آثار آثارست وبس باغها وميوها اندر دلست ... عكس لطف آن برين آب وكلست جون حيات ازحق بكيرى اى روى ... بس غنى كردى زكل دردل روى نسأل اللّه تعالى ان يفتح بصائرنا لمشاهدة آثار رحمته ومطالعة انوار صفاته ويأذن لنا فى دخول بستان اسرار ذاته والانتقال الى حرم هويته من حريم آياته وبيناته انه مفيض الخير والمراد ومحيى الفؤاد ٥١ { ولئن أرسلنا ريحا فرأوه } اللام موطئة للقسم دخلت على حرف الشرط والريح ريح العذاب كالدبور ونحوها والفاء فصيحة والضمير المنصوب راجع الى اثر الرحمة المدلول عليه بالآثار دلالة الجمع على واحدة او النبات المعبر عنه بالآثار فانه اسم جنس يعم القليل والكثير . والمعنى وباللّه لئن ارسلنا ريحا مضرة حارة او باردة فافسدت زرع الكفارة فرأوه { مصفرا } من تأثير الريح اى قد اصفر بعد خضرته وقرب من الجفاف والهلاك . والاصفرار بالفارسية [ زرد شدن ] والصفرة لون من الالوان التى بين السواد والبياض وهو الى البياض اقرب { لظلوا } اللام لام جواب القسم الساد مسد الجوابين ولذلك فسر الماضى بالاستقبال اى يظلون وظل بالفتح اصله العمل بالنهار ويستعمل فى موضع صار كما فى هذا المقام . والمعنى الفارسية [ هرآينه باشند ] { من بعده } اى بعد على ربهم فان اصابهم خير وخصب لم يشكروا اللّه ولم يطيعوه وافرطوا فى الاستبشار وان نالهم ادنى شئ يكرهونه جزعوا ولم يصبروا وكفروا سالف النعم ولم يلتجئوا اليه بالاستغفار وليس كذلك حال المؤمن فانه يشكر عند النعمة ويصبر عند المحنة ولا ييأس من روح اللّه ويلتجئ اليه بالطاعة والاستغفار ليستجلب الرحمة فى الليل والنهار : وفى المثنوى جون فرود آيد بلا بلاى دافعى ... جون ازتضرع شافعى جز خضوع وبندكى واضطرار ... اندرين حضرت ندارد اعتبار جونكه غم بينى تو استغفار كن ... غم بامر خالق آمد كان كن وفى الآية اشار الى ان ريح الشقاوة الازلية اذا هبت من مهب القهر والعزة على زروع معاملات الاشقياء وان كانت مخضرة اى على وفق الشرع تجعلها مصفرة يابسة تذروها الرياح كاعمال المنافق فيصيرون من بعد الايمان التقليدى بالنفاق يكفرون باللّه وبنعمته وهذا الكفر اقبح من الكفر المتعلق بالنعمة فقط نعوذ باللّه من درك الشقاء وسوء الحال وسيآت الاقوال والافعال ٥٢ { فانك لا تسمع الموتى } اى من كان من الكفار كما وصفنا فلا تطمع يا محمد فى فهمهم مقالتك وقبولهم دعوتك فانك لا تسمع الموتى . والكفار فى التشبيه كالموتى لانسداد مشاعرهم عن الحق وهم الذين علم اللّه قبل خلقهم انهم لا يؤمنون به ولا برسله وفى الآية دليل على ان الاحياء قد تسمون امواتا اذا لم يكن لهم منفعة الحياة قال امير المؤمنين على كرم اللّه وجهه مات خزان الاموال وهم احياء والعلماء باقون ما بقى الدهر اجسادهم مفقودة وآثارهم بين الورى موجودة واعلم ان الكفر موت القلب كما ان العصيان مرضه فمن مات قلبه بالكفر بطل سمعه بالكلية فلا ينفعه النصح اصلا ومن مرض قلبه بالعصيان فيسمع سمعا ضعيفا كالمريض فيحتاج الى المعالجة فى ازالته حتى يعود سمعه الى الحالة الاولى ثم اشار تعالى الى تشبيه آخر بقوله { ولا تسمع الصم } جمع اصم والصمم فقدان حاسة السمع وبه شبه من لا يصغى الى الحق ولا يقبله كما فى المفردات { الدعاء } اى الدعوة : وبالفارسية [ خواندن ] { اذا ولوا } اعرضوا عن الداعى حال كونهم { مدبرين } تاركين له وراء ظهورهم فارين منه وتقييد لحكم باذا الخ لبيان كمال سوء حال الكفرة والتنبيه على انهم احداهما لخصلتى السوء بنبوّ اسماعهم عن الحق واعراضهم عن الاصغاء اليه ولو كان فيهم احدا هما لكفتهم فكيف وقد جمعوهما فان الاصم المقبل الى التكلم ربما يتفطن منه بواسطة اوضاعه وحركات فمه واشارات يد ه ورأسه شيأ من كلامه وان لم يسمعه اصلا واما اذا كان معرضا عنه يعنى : [ كرىكه يشت برمتكلم دارد ] فلا يكاد يفهم منه شيأ ثم اشار الى تشبيه آخر بقوله ٥٣ { وما انت بهاد العمى } جمع اعمى وهو فاقد البصر { عن ضلالتهم } متعلق بالهداية باعتبار تضمنها معنى الصرف سماهم عميا اما لفقدهم المقصود الحقيقى من الابصار او العمى قلوبهم كما فى الارشاد : وبالفارسية [ ونيستى توراه نمايندة كوردلان هئ ايشان يعنى قادر نيستى بر آنكه توفيق ايمان دهى مشر كانرا ] فانهم ميتون والميت لا يبصر شيأ كما لا يسمع شيأ فيكف يهتدى { ان } ما { تسمع } مواعظ القرآن ونصائحه { الا من يؤمن بآياتنا } فان ايمانهم يدعوهم الى التدبر فيها وتلقيها بالقبول . يعنى ان الايمان حياة القلب فاذا كان القلب حيا يكون له السمع والبصر واللسان ويجوز ان يراد بالمؤمن المشارف للايمان اى الامن يشارف الايمان ويقبل عليها اقبالا حقيقاً { فهم مسلمون } تعليل لايمانهم اى منقادون لما تأمرهم به من الحق وفى التأويلات النجمية مستسلمون لاحكام الشريعة وآداب الطريقة فى التوجه الى عالم الحقيقة انتهى فان الاحكام والآداب كالجناحين للسالك الطائر الى اللّه تعالى فالمؤمن مطلقا سواء كان سالكا الى طريق الجنان او الى طريق قرب الرحمان يعرض عن النفس والشيطان ويقبل على داعى الحق بالوجه والجنان : قال حضرة الشيخ العطار قدس سره فى الهى نامه يكى مر غيست اندر كوه يايه ... كه در سالى نهد جل روزخايه بحد شام باشد جاى اورا ... بسوى بيضه نبود راى اورا دوبنهد بسضه درجل روزبسيار ... شود از جثنم مردم نابديدار يكى بيكانه مرغى آيد از راه ... نشيند بر سر آن بيضه آنكاه جنان آن بيضه درزير آرد ... كه تاروزى از وبجه بر آرد جنانش برورد آن دايه بيوست ... كه ندهد هيج كس را آندنان دست جو جوقى بجة اوبر بر آرند ... بيدده روى دريكد يكر آرند در آيد زود مادر شان بيرواز ... نشيند بر سر كوهى سر افراز كند بانكى عجب ازدور ناكاه ... كه آن خيل بجه كردند آكاه دو بنيوشند بانك مادر خويش ... شوند از مرغ بيكانه بر خويش بسوى مادر خود باز كردند ... وزان مرغ دكر ممتاز كردند اكر روزى در ابليس مغرور ... كرفته زير برهستى تومعذور كه دون كردد خطاب خودبديدار ... بسوى قح شود زابليس بيزار فعلى العاقل ان يرجع الى اصله من صحبة الفروع ويجتهد فى ان يحصل له سمع الروع قبل ان تنسدّ الحواس وينهدم الاساس ٥٤ { اللّه } مبتدأ خبره قوله { الذى خلقكم } اوجدكم ايها الانسان { من ضعيف } اى من اصل ضعيف هو النطفة او التراب على تأويل المصدر باسم الفاعل . والضعف بالفتح والضم خلاف القوة وفرقوا بان الفتح لغة تميم واختاره عاصم وحمزة فى المواضع الثلاثة والضم لغة قريش واختاره الباقون ولذا لما قرأه ابن عمر رضى اللّه عنهما على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالفتح اقرأه بالضم { ثم } للتراخى فى الزمان { جعل } خلق لانه عدى لمفعول واحد { من بعد ضعف } آخر وهو الضعف الموجود ف الجنين والطفل { قوة } هى القوة التى تجعل للطفل من التحرك واستدعائه اللبن ودفع الاذى عن نفسه بالبكاء قال بعض العلماء اول ما يوجد فى الباطن حول ثم ما يجر به فى الاعضاء قوة ثم ظهر العمل بصورة البطش والتناول قدرة { ثم جعل من بعد قوة } اخرى هى التى بعد البلوغ وهى قوة الشباب { ضعفا } آخر هو ضعف الشيخوخة والكبر { وشيبة } شيبة الهرم والشيب والمشيب بياض الشعر وبدل عل ان كل واحد من قوله ضعف وقوة اشارة الى حالة غير الحالة الاولى ذكره منكرا والمنكر متى اعيد ذكره معرفا اريد به ما تقدم كقولك رأيت رجلا فقال لى الرجل كذا ومتى اعيد منكرا اريد به غير الاول ولذلك قال ابن عباس رضى اللّه عنهما فى قوله { فان مع العسر يسرا } لن يغلب عسر يسرين هكذا حققه الام الراغب وتبعه اجلاء المفسرين وفى التأويلات النجمية { خلقكم من ضعف } فى البداية وهو ضعف العقل { ثم جعل من بعد ضعف قوة } فى العقل بالبراهين والحجج { ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة } فى الايمان لمن كان العقل عقيله فيعقله بعلاقة المعقولات فينظر فيها بداعية الهوى بنظر مشوب بآفة الوهم والخيال فيقع فى ظلمات الشبهات فتزول قدمه عن صراط والدين القويم فيهلك كما هلك كثير ممن شرع فى تعلم المعقولات لا طفاء نور الشريعة وسعى فى ابطال الشريعة الطبيعة يريدون والتحير فى الطلب { ثم جعل من بعد ضعف قوة } فى الطلب { ضعفا } فى حمل القول الثقيل وهو حقيقة قول لا اله الا اللّه فانها توجب الفناء الحقيقى وتوجب الضعف الحقيقى فى الصورة بحمل المعاتبات والمعاشقات التى تجرى بين المحبين فانها تورث الضعف والشيبة كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم ( شيبتنى سورة هود واخراتها ) فان فيها اشارة من المعاشقات بقوله { فاستقم كما امرت } { يخلق } اللّه تعالى { ما يشاء } من الاشياء التى من جملتها ما ركب من الضعف والقوة والشباب والشيبة . يعنى هذا ليس طبعا بل بمشيئة اللّه تعالى وفى التأويلات النجمية { يخلق ما يشاء } من القوة والضعف فى السعيد والشقى فيخلق فى السعيد قوة الايمان وضعف البشرية وفى الشقى قوة البشرية لقبول الكفر وضعف الروحانية لقبول الايمان { وهو العليم } بخلقه { القدير } بتحويله من حال الى حال. وايضا العليم باهل السعادة والشقاوة التقدير بخلق اسباب السعادة والشقاء فيهم واعلم ان نفس الانسان اقرب الى اعتبار من نفس غيرهم ولذا خبر عن خلق انفسهم فى اطوار مختلفة ليتغيروا ويتقلبوا وينتقلوا من معرفة هذا التغير والتقلب الى معرفة الصانع الكامل بالعلم والقدرة المنزه عن الحدوث والامكان ويصرفوا القوى الى طاعته قال بعضهم رحم اللّه امرأ كان قويا فاعمل قوته فى طاهة اللّه او كان ضعيفا فكف لضعفه عن معصية الله قيل اذا جاوز الرجل الستين وقع بين قوة العلل وعجز العمل وضعف الامل ووثبة الاجل فلا بد للشبان من دفع الكس وسد الخلل وقد اثنى عليهم رسول اللّه صلى اللّه خيرا حيق قال ( اوصيكم بالشبان خيرا ثلاثا فانهم ارق افئدة ألا وان اللّه ارسلنى شاهدا ومبشرا ونذيرا فخالصنى الشبان وخالفنى الشيوخ ) : يعنى [ وصيت ميكنم شمارا به جوانا نكه بهتراند سه بار زيرا كه ايشان رحيم دل ترند آكاه باشيد خداى تعالى مرا فرستاد شاهد ومبشر ونذير دوستى كردند بامن جوانان ومخالفت كردند ييران ] واثنى على الشيوخ ايضا حيث ( قال من شباب شيبة فى الاسلام كانت له نورا يوم القيامة ما لم يخضبها او ينتفها ) والمراد الخضاب بالسواد فانه حرام لغير الغزاة وحلال لهم ليكونوا هيب فى عين العدو واما الخضاب بالحمرة والصفرة فمستحب ودل قوله { يخلق ما يشاء } على ان اللّه تعالى لو لم يخلق الشيب فى الانسان ما شاب واما قول الشاعر اشاب الصغير وافنى الكبير ... ركر الغداة ومر العشى فمن قبيل الاسناد المجازى ونظرا بويزيد قدس سره الى المرآة فقال ظهر الشيب ولم يذهب العيب ولا ادرى ما فى الغيب يا عامر الدنيا على شيبه ... فيك اعاجيب لمن يعجب ما عذر من يعمر بنيانه ... وجسمه مستهدم يخرب قال الشيخ سعدى قدس سره كنون بايد الاى خفته بيدار بود ... جومرك اندر آردزخوابت جه سود جوشيب اندر آمد بروى شباب ... شبت روز شد ديده بركن زخواب من آن روز بركندم از عمر اميد ... كه افتادم اندر سياهى سييد دريغاكه بكذشت عمر عزيز ... بخواهد كذشت اين دمى جند نيز فرو رفت جم را يكى نازنين ... كفن كرد جون كرمش ابريشمين يدخمه در آمد بس از جند روز ... كه بروى بكريد بزارى وسوز جو بوسيده ديديش حرير كفن ... بفكرت جنين كفت باخويشتن من ازكرم بركنده بودم بزور ... بكندند ازو باز كرمان كور روى ان عثمان رضى اللّه عنه كان اذا وقف على قبر بكى حتى تبل لحيته فقيل تذكر الجنة والنار ولا تبكى وتبكى من هذا فقال ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال ( ان القبر اول منزل من منازل الاخرة فان نجا منه فما بعده ايسر منه وان لم ينج منه فما بعده اشد منه ) روى ان الحسن البصرى وحمه اللّه رأى بنتا على قبر تنوح وتقول يا ابت كنت افرش فراشك فمن فرشه الليلة يا ابت كنت اطعمك فمن اطعمك الليلة الى غير ذلك فقال الحسن لا تقولى كذلك بل قولى يا ابت وضعناك متوجها الى القبلة فهل بقيت او حولت عنها يا ابت هل كان القبر روضة لك من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران يا ابت هل اجبت الملكين على الحق والا فقالت ما احسن قولك يا شيخ وقبلت نصيحته. فعلى العاقل ان يتذكر الموت ويتفكر فى بعد السفر ويتأهب بالايمان والاعمال مثل الصلاة والصيام والقيام ونحوها وافضلها اصلاح النفس وكف الاذى عن الناس بترك الغيبة والكذب وتخليص العمل لله تعالى وذلك يحتاج الى قوة التوحيد بتكريره وتكريره بصفاء القلب آناء الليل واطراف النهار ٥٥ { ويوم تقوم الساعة } اى القيامة سميت بها لانها تقوم فى آخر ساعة من ساعات الدنيا او لانها تقع بغتة وبداهة وصارت علما لها بالغلبة كالنجم للثريا والكوكب للزهرة وفى فتح الرحمن ويوم تقوم الساعة التى فيها القيامة { يقسم المجرمون } يحلف الكافرون يقال اقسم اى حلف اصله من القسامة وهى ايمان تقسم على المتهمين على الدم ثم صار اسما لكل حلف { ما لبثوا } فى القبور وما نافية ولبث بالمكان اقام به ملازما له { غير ساعة } اى الاساعة واحدة وهى جزؤ من اجزاء الزمان استقلوا مدة لبثهم نسيانا او كذبا او تخمينا ويقال ما لبثوا فى الدنيا والاول هو الاظهر لان لبثهم مغيى بيوم البعث كما سيأتى وليس لبثهم فى الدنيا كذلك { كذلك } مثل ذك الصرف : وبالفارسية [ مثل اين بركشتن ازراستى در آخرت ] { كانوا } فى الدنيا بانكار البعث والحلف على بطلانه كما اخبر سبحانه فى قوله { واقسموا باللّه جهد ايمانهم لا يبقه اللّه } من يموت { يؤفكون } يقال افك فلان اذا صرف عن الصدق والخير اى يصرفون عن الحق والصدق فيأخذون فى الباطل والافك والكذب يعنى كذبوا فى الآخرة كما كانوا يكذبون فى الدنيا : وبالفارسية [ كار ايشان دروغ كفتن است درين سرا ودران سرا ] واعلم ان اللّه تعالى خلق الصدق فظهر من ظله الايمان والاخلاص وخلق الكذب فظهر من ظله الكفر والنفاق فانتج الايمان المتولد من الصدق ان يقول المؤمنون يوم القيامة الحمد لله الذى صدقنا وعده وهذا ما وعده وهذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ونحوه وانتج الكفر المتولد من الكذب ان يقول الكافرون يومئذ واللّه ما كنا مشركين وما لبثوا غير ساعة ونحوه من الاكاذيب : قال الحافظ بصدق كوش كه خورشيد زايد ازنفست ... كه از دروغ سه روى كشت صبح ونخست يعنى ان آخر الصدق النور كما ان آخر الصبح الصادق الشمس وآخر الكذب الظلمة كما ان آخر الصبح الكاذب كذلك ٥٦ { وقال الذين اوتوا العلم والايمان } فى الدنيا من الملائكة والانس ردالهم وانكار لكذبهم { لقد } واللّه قد { لبثتم فى كتاب اللّه } وهو التقدير الازلى فى ام الكتاب اى علمه وقضائه { الى يوم البعث } [ تاروز انكيختن ] وهو مدة مديدة وغاية بعيدة لا ساعة حقيقة . وفى الحديث ( ما بين فناء الدنيا والبعث اربعون ) وهو محتمل للساعات والايام والاعوام والظاهر اربعون سنة او اربعون الف سنة ثم اخبروا بوقوع البعث تبكيتالهم لانهم كانوا ينكرونه فقالوا { فهذا } الفاء جواب شرط محذوف شرط محذوف اى ان كنتم منكرين البعث فهذا { يوم البعث } الذى انكرتموه وكنتم توعدون فى الدنيا اى فقد تبين بطلان انكاركم { ولكنكم } من فرط الجهل وتفريط النظر { كنتم } فى الدنيا { لا تعلمون } انه حق سيكون فتستعجلون به استهزاء ٥٧ { فيومئذ } اى يوم القيامة { لا ينفع الذين ظلموا } اى اشركوا { معذرتهم } اى عذرهم وهو فاعل لا ينفع . والعذر تحرى الانسان ما يمحو به ذنوبه بان يقول لم افعل او فعلت لاجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا او فعلت ولا اعود ونحو ذلك وهذا الثالث هو التوبة فكل توبة عذر وليس كل عذر توبة واصل الكلمة من العذرة وهى الشئ النجس تقول عذرت الصبى اذا طهرته وازلت عذرته وكذا عذرت فلانا اذا ازلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه كذا فى المفردات وقال فى كشف الاسرار اخذ من العذار وهو الستر { ولا هم يستعتبون } الاعتاب ازالة العتب اى الغضب والغلظة : وبالفارسية [ خوشنود كردن ] والاستعتاب طلب ذلك : يعنى [ ازكسى خواستن كه ترا خوشنود كند ] من قولهم استعتبنى فلان فاعتبته اى استرضانى فارضيته . والمعنى لا يدعون الى ما يقتضى اعتابهم اى ازالة عتبهم وغضبهم من التوبة والطاعة كما دعوا اليه فى الدنيا اذ لا يقبل حينئذ توبة ولا طاعة وكذا لا يصح رجوع الى الدنيا لا درك فائت من الايمان والعمل : قال الشيخ سعدى قدس سره كنونت كه جشم است اشكى ببار ... زبان دردهانست عذرى بيار كنون بايدت عذر تقصير كفت ... نه جون نفس زكفتن بخفت بشهر قيامت مرو تنكدست ... كه وجهى ندارد بحسرت نشست وفى الآية الى ان القالب للانسان كالقبر للميت فهم يستقصرون يوم البعث ايامهم الدنيوية الفانية المتناهية وان طالت مدتهم بالنسبة الى صباح الحشر فانه يوم طويل قال عليه السلام ( الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ) واحتضر عابد فقال ما تأسفى على دار الاحزان والغموم والخطايا والذنوب وانما تأسفى على ليلة نمتها ويوم افطرته وساعة غفلت فيها عن ذكر الله وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة وقد مضى ستة آلاف وليأتينّ عليها مئون من سنين ليس عليها موحد يعنى فرب القيامة فانه حينئذ ينقرض اهل الايمان لما اراد اللّه من فناء الدنيا ثم ينتهى دور السنبلة وينتقل الظهور الى البطون ثم بعد تمام مدة البرزخ وينفخ فى الصور فيبعث اهل الايمان على ما ماتوا عليه من التوحيد ويبعث اهل الكفر على ما هلكوا عليه من الاشراك وتكون الدنيا ومدتها وما تحويه من الامور والاحوال نسيا منسيا فيا طوبى لمن صام نهاره حتى يطعمه اللّه فى ذلك اليوم الطويل من نعم جناته ولمن قام طول ليلته فيقيمه اللّه فى ظل عرشه اراجة له من الكدر لمن وقع فى نار محبته فيخلصه من نار ذلك اليوم ويحيطه بالنور فانه لا يجتمع شدة الدنيا وحدة الآخرة للمؤمن المتقى : قال الشيخ العطار فى الهى نامه مكر يكروز دربازار بغداد ... بغايت آتشى سوزنده افتاد فغان برخاست ازمردم بيكبار ... وزان آتش قيامت شدبديدار بزه برييره زالى مبتلايى ... عصا دردست مى آمد زجايى يكى كفتا مكر ديوانة تو ... كه حق افتاد آتش اندر خانة تو زنش كفتا تويى ديوانة من ... كه حق هركزنسوزخانة من بدو كفتندهان اى زال دمساز ... بكو كزجه بدانستى تواين راز بآخرجون بسوخت عالم جهانى ... نبود آن زال را زآتش زيانى جنين كفت آنكهى زال فروتن ... كه ياهانه بسوزد يادل من جوسوخت ازغم دل ديوانة را ... نخواهد سوخت ’آخرهانة را فعلى العاقل ان يكون على مراد اللّه فى احكامه واو امره حتى يكون اللّه تعالى على مراده فى انجائه من ناره والاسترضاء لا يكون الا فى الدنيا فانها دار تكليف فاذا جاء الموت يختم الفم والاعضاء وتنسد الحواس والقوى وطرق التدارك بالكلية فيبقى كل امرئ مرهونا بعمله ٥٨ { ولقد ضربنا للناس فى القرآن من كل مثل } اى وباللّه لقد بينالهم كل حال ووصفنا لهم كل صفة كأنها فى غرابتها كالامثال وذلك كالتوحيد والحشر وصدق الرسل وسائر ما يحتاجون اليه من امر الدين والدنيا مما يهتدى به المتفكر ويعتبر به الناظر المتدبر { ولئن جئتهم } [ اكر بيارى تواى محمد عليه السلام بديشان يعنى بمنكران متعاندان ] { بآية } من آيات القرآن الناطقة بامثال ذلك { ليقولن الذين كفروا } من فرط عنادهم وقساوة قلوبهم مخاطبين للنبى عليه السلام والمؤمنين { ان } ما { انتم الا مبطلون } مزوّرون يقال ابطال الرجل اذا جاء بالباطل واكذب اذا جاء بالكذب وفى المفردات الابطال يقال فى افساد الشئ وازالته حقا كان ذلك الشئ او باطلا قال تعالى { ليحق الحق ويبطل الباطل } وقد يقال فيمن يقول شيأ لا حقيقة له قال تعالى { ان انتم الا مبطلون } ٥٩ { كذلك } اى مثل ذلك الطبع الفظيع { يطبع اللّه } يختم بسبب اختيارهم الكفر : وبالفارسية [ مهرمى نهد خداى تعالى ] { على قلوب الذين لا يعلمون } لا يطلبون العلم ويصرفون على خرافات اعتقدوها وترهات ابتدعوها فان الجهل المركب يمنع ادراك الحق ويوجب تكذيب المحق واعلم ان الطبع ان يصور الشئ بصورة ما كطبع السكة وطبع الدراهم وهو اعم من الختم واخص من النقش والطابع والخاتم ما يطبع به ويختتم والطابع فاعل ذلك وبه اعتبر الطبع والطبيعة التى هى السجية فان ذلك هو نقش بصورة ما اما من حيث الخلقة او من حيث العادة وهو فيما ينقش به من جهة الخلقة اغلب وشبه احداث اللّه تعالى فى نفوس الكفار هيئة تمرنهم وتعودهم على استحباب الكفر والمعاصى واستقباح الايمان والطاعات بسبب اعراضهم عن النظر الصحيح بالختم والطبع على الاوانى ونحوها فى انهما مانعان فان هه الهيئة مانعة عن نفوذ الحق فى قلوبهم كما ان الختم على الاوانى ونحوها مانع عن التصرف فيها ثم استعير الطبع لتلك الهيئة ثم اشقق منه يطبع فيكون استعارة تبعية ٦٠ { فاصبر } يا محمد على اذاهم قولا وفعلا { ان وعد اللّه } بنصرتك واظهار دينك { حق } لا بد من انجازه والوفاء به [ نكه داريد وقت كارهارا كه هركارى بوقتى بازيسته است ] { ولا يستخفنك } اى لا يحملنك على الخفة والقلق جزعا قال فى المفردات لا يزعجنك ولا يزيلنك عن اعتقادك بما يوقعون من الشبه { الذين لا يوقنون } الايقان [ بى كمان شدن ] واليقين اخذ من اليقين وهو الماء الصافى كما فى كشف الاسرار اى لا يوقنون بالايات بتكذيبهم اياها واذاهم باباطيلهم التى من جملتها قولهم ان انتم الا مبطلون فانهم شاكون ضالون ولا يستبدع منهم امثال ذلك فظاهر النظم الكريم وان كان نهيا للكفرة عن استخافة عليه السلام لكنه فى الحقيقة نهى له عن التأثر من استخفافهم على طريق الكناية روى انه لما مات ابو طالب عم النبى عليه السلام بالغ قريش فى الاذى حتى ان بعض سفهائهم نثر على رأسه الشريفة التراب فدخل عليه السلام بيته والتراب على رأسه فقام اليه بعض بناته وجعلت تزيله عن رأسه وتبكى ورسول اللّه عليه السلام يقول لها ( لا تبكى يا بنية فان اللّه مانع اباك ) وكذا او ذى الاصحاب كلهم فصبروا وظفروا وظفروا بالمراد فكانت الدولة لهم دينا ودنيا وآخره : قال الحافظ دلادر عاشقى ثابت قدم باش ... كه دراين ره نباشد كار بى اجر وفى التأويلات النجمية وبقوله { فاصبر } يشير الى الطالب الصادق فاصبرعلى مقاساة شدائد فطام النفس عن مألوفاتها تزكية لها وعلى مراقبة القلب عن التدنس بصفات النفس تصفية له وعلى معاونة الروح على بذل الوجود لنيل الجود تحلية له { ان وعد اللّه حق } فيما قال ( ألا من طلبنى وجدنى ) { ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } يشير به الى استخفاف اهل البطالة واستجهالهم اهل الايمان التقليدى يعنى لا يقطعون عليك الطريق بطريق الاستهزاء والانكار كما هو عادة اهل الزمان يستخفون طالبى الحق وينظرون اليهم بنظر الحقارة ويزرونهم وينكرون عليهم فيما يفعلون من ترك الدنيا وتجردهم عن الاهالى والاولاد والاقارب وذلك لانهم لا يوقنون بوجوب طلب الحق تعالى ويجب على طالبى الحق اولا التجريد لقوله تعالى { ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم } وبعد تجريد الظاهر يجب عليهم التفريد وهو قطع تعلق القلب من سعادة الدارين وبهذين القدمين وصل من وصل الى مقام التوحيد كما قال بعضهم خطوتان وقد وصلت قال الشيخ العطار قد سره مكرسنك وكلوخى بود درراه ... بدريايى در افتادند ناكاه بزارى سنك كفتا غرقة كشتم ... كنون باقعر كويم سر كذشتم كلوخى بى زبان آواز برداشت ... شنود آن راز اوهركو خبر داشت كه ازمن در دو عالم تن نماندست ... وجودم يك سر سوزن نما ندست زمن نه جان ونه تن مى توان ديد ... همه درياست روشن مى توان ديد اكر همرنك دريا كردى امروز ... شوى دروى توهم درشب افروز وليكن تاتوخواهى بود خود را ... نخواهى بافت جانرا وخردرا وفى المثنوى آن يكى نحوى بكشتى درنشت ... روبكشيتبان نهاد آن خود برست كفت هيج ازنحو خواندى كفت لا ... كفت نيم عمر توشد درفنا دل شكسته كشت كشتيبان زتاب ... ليك اندم كرد خاموش از جواب باد كشتى را بكردابى فكند ... كفت كشتيبان بآن نحوى بلند هيج دانى آشنا كردن بكو ... كفت نى از من توسباهى مجو كفت كل عمرت اى نحوى فناست ... زانكه كشتى غرق اين كردابهاست محومى بايد نه نحو اينجا بدان ... كر تومحوى بى خطر درآب ران آب دريا مرده را برسو نهد ... وربود زنده زدر يا كى رهد جون بمردى تو زاوصاف بشر ... بحر اسرارت نهد بر فرق سر تم تفسير سورة الروم وما يتعلق بها من العلوم بعون اللّه ذى الامداد على كافة العباد يوم السبت السادس من شهر اللّه رجب المنتظم فى شهور سنة تسع ومائة والف من الهجرة |
﴿ ٠ ﴾