|
٣ { غلبت الروم في ادنى الارض } الغلبة القهر كما في المفردات والاستعلاء على القرن بما يبطل مقاومته في الحرب كما في كشف الاسرار . والروم تارة يقال للصنف المعروف وتارة يقال للصنف المعروف وتارة لجمع رومى كفارسى وفرس وهم بنوا روم بن عيص بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام والروم الاول منهم بنوا روم بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام . والفرس بسكون الراء قوم معروفون نسبوا الى فارس بن سام بن نوح . وادنى الفه منقلبة عن واو لانه من دنا يدنو وهو يتصرف على وجوه فتارة يعبر به عن الاقل والاصغر فيقابل بالاكثر والاكبر وتارة عن الاحقر والاذل فيقابل بالاعلى والافضل وتارة عن الاول فيقابل بالآخر وتارة عن الاقرب فيقابل بالابعد وهو المراد فى هذا المقام اي اقرب ارض العرب من الروم اذهى الارض المعهودة عندهم وهى اطراف الشام او فى اقرب ارض الروم من العرب على ان اللام عوض عن المضاف اليه وهى ارض جزيرة ما بين دجلة والفرات . والمعنى بالفارسية [ مغلوب شدند روميان يعني فارسيان برايشان غلب بردند درنزديكترين زمين كه عرب را باشد نسبت بزمين روم ] وكان ملك الفرس يوم الغلبة ابرويز بن هرمزبن انوشروان بن قباذ صاحب شيرين وهو المعروف بخسرو وتفسير ابرويز بالعربية مظفر وتفسير انوشروان مجدد الملك وآخر ملوك الفرس الذي قتل فى زمن عثمان رضى اللّه عنه هو يزدجرد بن شهريار بن ابرويز المذكور وكان ملك الروم هرقل كسبحل وزبرج وهو اول من ضرب الدنانير واول من ضرب الدنانير واول من احدث البيعة قيل فارس والروم قريش العجم وفى الحديث ( لو كان الايمان معلقاً بالثريا لناله اصحاب فارس ) روى ان النبى عليه السلام كتب الى قيصر ملك الروم يدعوه الى الاسلام فقرأ كتابه ووضعه على عينيه ورأسه وختمه بخاتمه ثم اوثقه على صدره ثم كتب جواب كتابه انا نشهد انك نبي ولكنا لا نستطيع ان نترك الدين القديم الذي اصطفاه اللّه لعيسى عليه السلام فعجب النبي عليه السلام فقال ( لق ثبت ملكهم الى يوم القيامة ابدا ) وقال لفارس ( نطحة اونطحتان ثم لا فارس بعدها ) والروم ذات قرون كلما ذهب قرن خلف قرن هيهات الى آخر الابد كما في كشف الاسرار واما قوله ( اذا هلك قيصر لا قيصر بعده ) فمعناه اذا زال ملكه عن الشام لا يخلفه فيه احد وكان كذلك لم يبق الا ببلاد الروم كما في انسان العيون وكتب الى كسرى ملك فارس وهو خسروا المذكور وكسرى معرب خسرو فمزق كتابه ورجع الرسول بع ما اراد قتله فدعا عليه النبى عليه السلام ان يمزق كل ممزق فمزق اللّه ملكهم فلاملك لهم ابدا { وهم } اى الروم { من بعد غلبهم } اى من بعد مغاوبيتهم على يد فارس فهو من اضافة المصدر الى المفعول والفاعل متروك والاصل بعد غلبة فارس اياهم والغلب والغلبة كلاهما مصدر { سيغلبون } سيغلبون فارس. قوله { غلبت الروم } فيه اشارة الى ان حال اهل الطلب يتغير بحسب الاوقات ففى بعض الاحوال يغلب فارس النفس على روم القلب للطالب الصادق فينبغي ان لا يزل هذا قدمه عن صراط الطلب ويكون له قدم صدق عند ربه بالثبات واثقا { وهم من بعد غلبهم سيغلبون } اى سيغلب روم القلب لى فارس النفس بتأييد اللّه ونصرته. |
﴿ ٣ ﴾