سُورَةُ السَّجْدَةِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ ثَلاَثُونَ آيَةً

١

{ الم } [ مرتضى على كرم اللّه وجهه فرمودكه هو كتاب خدايرا خلاصة بوده وخلاصة قرآن حروف مقطعة است . وكفته اند الف ازاقصاى حلق آيد وآن اول مخارج است . ولام ازطرف لسان كفته شود وآن اوسط مخارج است . وميم را ازشفه كويند وآن آخر مخارج است واين سخن اشارتست بآن كه بنده بايد كه درمبادى واواسط واواخر اقوال وافعال خود بذكر حق سبحانه وتعالى مستأنس باشد ]

وقال البقلى رحمه اللّه الالف اشارة الى الاعلام واللام الى اللزوم والميم الى الملك اعلم من نفسه اهل الكون لزوم العبودية عليهم وملكهم قهرا وجبرا حتى عبدوه طوعا وكرها فمن علم وقع لى الاسم ومن عبد وقع فى الصفة ومن تسخر لمراده كما اراد وقع فى نور الذات

وفى التأويلات النجمية يشير بالالف الى انه الف المحبون بقربتى فلا يصبرون عنى والف العارفون بتمجيدى فلا يستأنسون بغيرى والاشارة فى اللام لانى لاحبائى مدخر لقائى فلا ابالى اقاموا على صفائي ام قصروا فى وفائى والاشارة فى الميم ترك اوليائى مرادهم لمرادى فلذلك آثرتهم على جميع عبادى

وفى كشف الاسرار [ كفته اندكه رب العزة جل جلاله جون نون فطرت مصطفى عليه السلام بيافريد انرا بحضرت عزت خود بداشت جنانكه خود خواست ] فبقى بين يدى اللّه مائة الف عام وقل الفى عام ينظر اللّه فى كل يوم سبعين الف نظرة يكسوه فى لك نظرة نورا جديدا وكرامة جديدة [ ودران نظرها باسر فطرت او كفته بودند كه عزت قرآن مرتبت دار عصمت توخواهد بود آن خبردر نظرت اوراسخ كشته بود جون عين طينت او باسر فطرت اوباين عالم آوردند واز دركاه عزت وحى منزل روى آورد اومى كفت ارجوك اين تحقيق آن وعداست كه مرا آن وقت دادند تسكين دل ويرا وتصديق انديشة او آيت فرستاد كه

{ الم } الف اشارتست باللّه لام بجبرئيل ميم بمحمد . ميكويد بالهيت من وتقدس جبريل ومجد تو يا محمد اين وحى وآن قرآن آنست كه ترا وعده داده بوديم كه مرتبت دار نبوت ومعجز دولت توخواهد بود ] وقال اهل التفسير الم خبر لمبتدأ محذوف اى هذه السورة مسماة بالم

٢

{ تنزيل الكتاب } فىهذا المقام وجوه من الاعراب الاوجه الانسب بما بعده انه مبتدأ ومعناه بالفارسية [ فرو ستادن قرآن ]

{ لا ريب فيه } حال من الكتاب اى حال كونه لا شك فيه عند اهل الاعتبار

{ من رب العالمين } خبر المبتدأ فان كونه من رب العالمين حكم مقصود الافادة وانما كان منه لكونه معجزا فلما انكر قريش كونه منزلا من رب العالمين

٣

قال

{ ام } منقطعة اى بل أ

{ يقولون افتريه } اختلق محمد القرآن فهذا القول منهم منكر متعجب منه لغاية ظهور بطلانه

وفى التأويلات النجمية اذا تعذر لقاء الاحباب فاعز الاشياء على الاحباب كتاب الاحباب

ذوقى رسد ازنامة تو روز فراقم كرنامة طاعت نرسد روز قيامت

انزل رب العالمين ال العالمين كتابا فى الظاهر ليقرأ على اهل الظاهر فينذر به اهل الغفلة ويبشر به اله الخدمة وكتابا فى الباطن على اهل الباطن ليتنور بانواره بواطنهم ويتزين باسراره سرائرهم فينذر به اهل القربة لئلا يلتفتوا الى غيره ولا يستأنسوا بغيره فتسقطهم الغيرة عن القربة ويبشر به اهل المحبة بالوفاء بوعد الرؤية وباللقاء على بساط الوصلة وبالبقاء بعد الفناء فى الوحدة فيتكلموا بالحق عن الحق للحق فاذا سمع اهل الباطن كلامهم فى الحقائق من ربهم انكر عليهم اهل الغفلة انه من الله

زد شيخ طعنه براسرار هل دل المرء لا يزال عدوا لما جهل

ثم اضرب عنه الى بيان حقيقة ما انكروه فقال

{ بل } [ نه جنين است كافران ميكويند بلكه ]

{ هو } اى القرآن

{ الحق } [ سخن درست وراست است فرآمده ]

{ من ربك } [ از برورد كار تو ] ثم بين غايته فقال

{ لتنذر } [ تابيم كنى از عذاب الهى ]

{ قوما } هم العرب

{ ما } نافية

{ اتيهم من نذير } مخوف

{ من قبلك } اى من قبل انذارك او من قبل زمانك اذ كان قريش اهل الفطرة واضل الناس واحواجهم الى الهداية لكونهم امة امية وفى الحديث ( ليس بينى وبينه نبى ) اى ليس بينى وبين عيسى نبى من العرب اما اسماعيل عليه السلام فكان نبيا قبل عيسى مبعوثا الى قومه خاصة وانقطعت نبوته بموته

واما خالد بن سنان فكان نبيا بعد عيسى ولكنه اضاعه قومه فلم يعش الى ان يبلغ دعوته وقد سبقت قصته على التفصيل فعلم من هذا ان اهل الفطرة الزمتهم الحجة العقلية لانهم كانوا عقلاء قادرين على الاستدلال لكنهم لم تلزمهم الحجة الرسالية

{ لعلهم يهتدون } بانذارك اياهم والترجى معتبر من جهته عليه السلام اى لتنذرهم راجيا لاهتدائهم الى التوحيد والاخلاص فعلم منه ان المقصود من البعثة تعريف طريق الحق وكل يهتدى بقدر استعداده الا ان لا يكون له استعداد اصلا كالمصرين فانهم لم يقبلوا التربية والتعريف وكذا من كان على جبلتهم الى يوم القيام

توان باك كردن ززنك آينه ... وليكن نيايد زسنك آينه

واما قول المثنوى

كرتوسنك صخره ومرمر شوى ... جون بصاحب دل رسى كوهر شوى

فلذلك فى حق المستعد فى الحقيقة ألا ترى ان ابا جهل رأى النبى عليه السلام ووصل اليه لكن لما رآه بعين الاحتقار وانه يتيم ابى طالب لابعين التعظيم وانه رسول اللّه ووصل اليه وصول عناد وانكار لا وصول قبول واقرار لم يصر جوهرا وهكذا حال ورثته مع المقرين والمنكرين ثم ان الاهتداء اما اهتداء الى الجنة ودرجاتها وذلك بالايمان والاخلاص

واما اهتداء الى القربة والوصلة وذلك بالمحبة والترك والفناء والاول حال اهل العموم والثانى حال اهل الخصوص وهو اكمل من الاول فعليك بقبول الارشاد لتصل الى المراد واياك ومتابعة اهل الهوى فانهم ليسوا من اهل الهدى والميت لا يقدر على تلقين الحى وانما يقدر الحى تلقين الميت روى ان الشيخ نجم الدين الاصفهانى قدس سره خرج مع جنازة بعض الصالحين بمكة فلما دفنوه وجلس الملقن يلقنه ضحك الشيخ نجم الدين وكان عادته لا يضحك فسأله بعض اصحابه عن ضحكة فزجره فلما كان بعد ذلك قال ما ضحكت الا انه لما جلس على القبر يلقن سمعت صاحب القبر يقول ألا تعجبون من ميت يلقن حيا قال الصائب زبى دردان علاج خود جستن بدان ماند كه خاراز بابرون آرد كسى بانيش عقربها

وقال المولى الجامى

بلاف ناخلفان ومانة غره مشو ... مرو جوسامرى ازره ببانك كوساله

وقال الحافظ

درراه عشق وسوسة اهر من بسست ... هش دار وكوش دل بييام سروش كن

نسأل اللّه سبحانه ان يجعلنا من المهتدين الى جنابه اللائقين بحسن خطابه ويصوننا من الضلالة والصحبة باربابها ويحفظنا من الغواية والاقتداء باصحابها انه الهادى والمرشد

٤

{ اللّه } مبتدأ خبره قوله

{ الذى خلق السموات والارض } اى الاجرام العلوية والسفلية

{ وما بينهما } من السحاب والرياح ونحوهما

{ فى ستة ايام } [ در مقدار شش از ايام دنيا ]

وقال فى كشف الاسرار [ درشش روز هرروزى ازان هزار سال ] انتهى

ولو شاء خلقها فى ساعة واحدة لفعل ولكنه خلقها فى ستة ايام ليدل على التأنى فى الامور

{ ثم استوى على العرش } [ بس مستولى شد حكم اوبر عرش كه اعظم مخلوقاتست ] وقد سبق تحقيق الآية مرارا ويكفى لك ارشادا ما فى سورة الفرقان ان كنت من اهل الايمان فارجع الى تفسيرها وما فيها من الكلام الا كبرى قدسر سره الخطير

{ ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع } ويجيركم من بأسه

{ أفلا تتذكرون } [ آيابند بذير نمى شويد ازمواغظ ربانى ونصائح قرآنى ]

قال فى الارشاد اى ألا تسمعون هذه المواعظ فلا تتذكرون بها فالانكار متوجه الى عدم الاستماع وعدم التذكر او تسمعونها فلا تتذكرون بها فالانكار متوجه على عدم التذكر مع تحقق ما يوجبه من السماع . والفرق بين التذكر والتفكر ان التفكر عند فقدان المطلوب لاحتجاب القلب بالصفات النفسانية

واما التذكر فهو عند رفع الحجاب والرجوع الى الفطرة فيتذكر ما انطبع فىلازل من التوحيد والمعارف

٥

{ يدبر الامر من السماء الى الارض } التدبير التفكر فى دبر الامور والنظر فى عاقبتهما : وبالفارسية [ انديشه كردن در عاقبت كار ] وهو بالنسبة اليه تعالى التقدير وتهيئة الاسباب وله تعالى مدبرات سماوية كما قال فالمدبرات امرا فجبريل موكل بالرياح والجنود وميكائيل بالقطر والنبات وملك الموت بقبض الانفس واسرافيل ينزل عليهم بالامور . والمعنى يدبر اللّه تعالى امر الدنيا باسباب سماوية كالملائكة وغيرها نازلة آثارها الى الارض واضاف التدبير الى ذاته اشارة الى ان تدبير العباد عند تدبيره لا اثر له

{ ثم يعرج اليه } العروج ذهاب فى صعود من عرج بفتح الراء يعرج بضمها صعد اى يصعد ذلك الامر اليه تعالى ويثبت فى علمه موجودا بالفعل

{ فى يوم كان مقداره } [ اندازة آن ]

{ الف سنة مما تعدون } اى فى برهة من الزمان متطاولة والمراد بيان طول امتداد ما بين تدبير الحوادث وحدوثها من الزمان

وقال بعضهم

{ يدبر الامر } [ ميسازد كار دنيا يعنى حكم ميكند بدان وميفرستد ملكى راكه موكلست بدان

{ من السماء } از آسمان

{ الى الارض } بسوى زمين بس ملك مى آيد وآن كار بجاى مى آرد بس عروج ميكند بسوى اسمان در روزى كه هست اندازة او هزار سال از آنجه شما شماره ميكنيد سالى دوازده ماه وماهى سى روز يعنى فرشته فروة مى آيد از آسمان وبالا ميرود درميدتى كه اكر آدمى رود آيد جزهزار سال ميسر نشود زيرا كه از زمين تا آسمان بانصد ساله راهست بس مقدار نزول وعروج هزار بود ]

واما قوله فى سورة المعارج

{ فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة } فاراد به مدة المسافة بين سدرة المنتهى والارض ثم عوده الى السدرة فالملك يسيره فى قدر يوم واحد من ايام الدنيا فضمير اليه حينئذ راجع الى مكان الملك يعنى المكان الذى امره اللّه تعالى ان يعرج اليه

وقال بعضهم يدبر اللّه امر الدنيا مدة ايام الدنيا فينزل القضاء والقدر من السماء الى الارض ثم يعود الامر والتدبير اليه حين ينقطع امر الامراء وحكم الحكام وينفرد اللّه بالامر فى يوم اى يوم القيامة كان مقداره الف سنة لان يوما من ايام الآخرة مثل الف سنة من ايام الدنيا كما قال تعالى

{ وان يوما عند ربك كالف سنة } فمعنى خمسين الف سنة على هذا ان يشتد على الكافرين حتى يكون كخمسين الف سنة فى الطول ويسهل على المؤمنين حتى يكون كقدر صلاة مكتوبة صلاها فى الدنيا فقيامه كل واحد على حسب ما يليق بمعاملته ففى الحشر مواقف ومواطن بحسب الاشخاص من جهة الاعمال والاحوال والمقامات

يقول الفقير قد اختلف العلماء فى تفسير هذه الاية على وجوه شتى وسكت بعضهم تفويضا لعلمها الى اللّه تعالى حيث ان كل ما ذكر فيها يقبل نوعا من الجرح ويشعر بشئ من القصور ولا شك عند العلماء باللّه ان لليوم مراتب واحكاما فى الزمان فيوم كالآن وهو الجزء الغير المنقسم المشار اليه بقوله تعالى

{ كل يوم هو فى شأن } ثم ينفصل منه اليوم الذى هو كالف سنة وهو يوم الآخرة ويوم الرب ثم ينفصل منه اليوم الذى هو كخمسين ألف سنة وهو يوم القيامة فاللّه تعالى يمتحن عباده بما شاء فيتقدر لهم اليوم بحسبه ومنهم من يكون حاله اسرع من لمح البصر كما قال

{ وما امرنا الا واحدة كلمح البصر } وهو سر اليوم الشأنى المذكور . ثم ان الملائكة مقامات علوية معلومة فى عالم ملكوت فربما ينزل بعضهم من المصعد المعلوم الى مسقط الامر فى اقل من ساعة بل فى لمحة كجبريل عليه السلام فانه كان ينزل من سدرة المنتهى التى اليها ينزل الاحكام ويصعد الاعمال الى النبى عليه السلام كذلك وربما بنزل فى اكثر منها وانما يتفاوت النزول والعروج باعتبار المبدأ فاذا اعتبر السماء الدنيا التى هى مهبط احكام السدرة قدر مدتهما بالف سنة واذا اعتبر سدرة المنتهى التى هى مهبط احكام العرش قدرت باكثر منها ولما كان القرآن يفسر بعضه بعضا دل قوله

{ تعرج الملائكة والروح } الآية على ان الفاعل يعرج فى آية سورة السجدة ايضا الملك وانما قال اليه اى الى اللّه مع انه لم يكن للحق مكان ومنتهى يمكن العروج اليه اشارة الى التقرب وشرف العندية المرتيبية وحقيقته الى المقسام العلوى المعين له هذا ما سخ لى والعلم عند اللّه الملك العلى

وفى التأويلات النجمية هو الذى

{ يدبر الامر من السماء } اى امركن طبق سماء الروح والقلب

{ الى الارض } ارض النفس والبدن بتدبر الامر

{ ثم يعرج اليه } النفس المخاطبة بخطاب ارجعى الى ربك

{ فى يوم } طلعت فيه شمس واشرقت الارض بنور جذبات الحق تعالى

{ كان مقداره } فى العروج بالجذبة

{ كألف سنة مما تعدون } من ايامكم فى السير من غير جذبة كما قال عليه السلام ( جذبة من جذبات الحق توازى عمل الثقلين ) انتهى

وفى كشف الحقائق للشيخ النسفى قدس سره [ بدانكه نفس جزؤى اوجى دارد حضيضى دارد اوج وى فلك نهم است كه فلك الافلاك محيط عالمست وحضيض وى خاكست كه مركز عالمست ونزولى دارد وعروجى دارد ونزول وى آمدنست بخاك

{ تنزل الملائكة والروح } وعروج وى باز كشتن است بفلك الافلاك

{ تعرج الملائكة والروح } ومدت آمدن ورفتن از هزار سال كم نيست واز بنجاه هزار سال زيادة نيست ] تعرج الملائكة والروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة انتهى

٦

{ ذلك } اللّه العظيم الشان المتصف بالخلق والاستواء وانحصار الولاية والنصرة فيه وتدبير امر الكائنات

{ عالم الغيب } ما غاب عن الخلق

{ والشهادة } ما حضر لهم ويدبر امرهما حسبما يقتضيه

وقال الكاشفى [ داند امور دنيا وآخرت يا عالم بآنجه بوده باشد وخواهد بود ]

وقال بعض الكبار الغيب الروح والشهادة النفس والبدن

{ العزيز } الغالب على امره

{ الرحيم } علىعباده فى تدبيره . وفيه ايماء الى انه تعالى يراعى المصالح تفضلا واحسانا لا ايجابا

٧

{ الذى احسن كل شئ خلقه } خبر آخر لذلك

قال الراغب الاحسان من فعله وذلك اذا علم علما حسنا او عمل عملا حسنا وعلى هذا قول امير المؤمنين رضى اللّه عنه الناس على ما يحسنون اى منسوبون الى ما يعلمون من الافعال الحسنة انتهى

اى جعل كل شئ خلقه على وجه حسن فى الصورة والمعنى على ما يقتضيه استعداده وتوجبه الحكمة والمصلحة : وبالفارسية [ نيكو كرد هرجيزى راكه بيافريد يعنى بياراست بروجه نيكو بمقتضاى حكمت ]

كردن آنجه درجهان شايد ... كردة آنجنانكه مى بايد

ازتو رونق كرفت كار همه ... كه تويى آفريد كار همه

نقش دنيا بلوح خاك ازتست ... دل دانا وجان باك ازتست

طوّل رجل البهيمة والطائر وطوّل عنقهما لئلا يتعذر عليهما ما لا بد منه من قوتهما ولو تفاوت ذلك لم يكن لهما معاش وكذلك كل شئ من اعضاء الانسان مقدر لما يصلح به معاشه فجميع المخلوقات حسنة وان اختلفت اشكالها وافترقت الى حسن واحسن كما قال تعالى

{ لقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم } قال ابن عباس رضى اللّه عنهما الانسان فى خلقه حسن

قال البقلى القبيح قبيح من جهة الامتحان وحسن من حيث صدر من امر الرحمن

وقال الشيخ اليزدى ان اللّه تعالى خلق الحسن والقبيح لكن القبيح كان فى علمه ان يكون قبيحا فلما كان ينبغى تقبيحه كان الاحسن والاصوب فى خلقه تقبيحه على ما ينبغى فى علم اللّه لان المستحسنات انما احسنت فى مقابلة المستقبحات فلما احتاج الحسن الى قبيح يقابله ليظهر حسنه كان تقبيحه حسنا انتهى

يقول الفقير لا شك ان اللّه تعالى خلق الحسن والقبح وان كان كل صنعه وفعله جميلا ومطلق الخلق قد مدح به ذاته كما قال

{ أفمن يخلق كمن لا يخلق } لكنه لا يقال فى مقام المدح انه تعالى خالق القردة والخنازير والحيات والعقارب ونحوها من الاجسام القبيحة والضارة بل يقال خالق كل شئ فالقبيح ليس خلقه وايجاده بل ما خلقه وان كان قبح القبيح بالنسبة الى مقابلة الحسن لا فى ذاته وقد طلب عين الحمار بلسان الاستعداد صورته التى هو عليها وكذا الكلب ونحوه وصورتها مقتضى عينها الثابتة وكذا الحكم على الكلب بالنجاسة مقتضى ذاته وكل صورة وصفة الدنيا فهى صورة كمال وصفة كمال فى مرتبتها فى الحقيقة ولو لم يظهر كل موجود فى صورة التى هو عليها وفى صفته التى البسها الخلاق اليه بمقتضى استعداده لصار ناقصا قبيحا فاين القبح فى الاشياء وقد خلقها اللّه بالاسماء الحسنى

{ وبدأ خلق الانسان } من بين جميع المخلوقات وهو آدم ابو البشر عليه السلام

{ من طين } الطين التراب والماء المختلط وقد سمى بذلك وان زال عنه قوة الماء

قال الشيخ عبد العزيز النسفى رحمه اللّه [ خداوند تعالى قالب آدم زخاك آفريد يعنى از عناصر اربعة اما خاك ظاهر تربود خاكرا ذكر كردد وخاك آدم را ميان مكة وطائف مى برورد وتربيت داد بروايتى جهل سال وبروايتى جهل هزار سال اينست معنى ( خمرت طينةآدم بيد اربعين صباحا ) ]

وفى كشف الاسرار [ جه زيان دارد اين جوهر راكه نهادوى از كل بوده جون كمال وى دردل نهاده قيمت اوكه هست ازروى تربت آن سركه با آدميان همه بند كان بودند وهم دوستان ]

٨

{ ثم جعل نسله } ذريته سميت به لانها تنسل من الانسان اى تنفصل

{ من سلالة } اى من نطفة مسلولة اى منزوعة من صلب الانسان

وقال الكاشفى [ از خلاصة بيرون آورده ازصلب ] ثم ابدل منها قوله

{ من ماء مهين } حقير وضعيف كما فى القاموس : وبالفارسية [ از آب ضعيف وخوار ] وهو المنى

٩

{ ثم سوّيه } اى قوم النسل بتكميل اعضائه فى الرحم وتصويرها على ما ينبغى

وقال الكاشفى [ بس راست كرد قالب آدم را ]

قال النسفى [ مراد : از تسوية آدم برابرئ اركانست يعنى شفاف وعكس بذير شود وقابل صورت كردد ]

{ ونفخ فيه من روحه } اضافة الى نفسه تشريفا واظهارا بانه خلق عجيب ومخلوق شريف وان له شأنا له مناسبة الى حضرة الربوبية ولاجله من عرف نفسه فقد عرف ربه

وفى الكواشى جعل فيه الشئ الذى اختص تعالى به ولذلك اضافة اليه فصار بذلك حيا حساسا بعد ان كان جمادا لا ان ثمة حقيقة نفخ

قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام الروح ليس بجسم يحل فى البدن حلول الماء فى الاناء ولا هو عرض يحل القلب او الدماغ حلول السواد فى الاسود والعلم فى العالم بل هو جوهر لا يتجزأ باتفاق اهل البصائر فالتسوية عبارة عن فعل فى المحل القابل وهو الطين فى حق آدم عليه السلام والنطفة فى حق اولاده بالتصفية وتعديل المزاج حتى ينتهى فى الصفاء ومناسبة الاجزاء الى الغاية فيستعد لقبول الروح وامساكها والنفخ عبارة عما اشتغل به الروح فى المحل القابل فالنفخ سبب الاشتغال وصورة النفخ فى حق اللّه محال والمسبب غير محال فعبر عن نتيجة النفخ بالنفخ وهو الاشعال والسبب الذى اشتعل به نور الروح هو صفة فى الفاعل وصفة فى المحل القابل اما صفة الفاعل فالجود الذى هو ينبوع الوجود وهو فياض بذاته على كل موجود حقيقة وجوده ويعبر عن تلك الصفة بالقدرة

١٠

{ وقالوا } اى كفار قريش كابى بن خلف ونحوه من المنكرين للبعث بعد الموت

{ أئذا } [ آياجون ] { ضللنا فى الارض }

قال فى القاموس ضل صار ترابا وعظاما وخفى وغاب انتهى واصله ضل الماء فى اللبن اذا غاب وهلك . والمعنى هلكنا وصرنا ترابا مخلوطا بتراب الارض بحيث لا نتميز منه : [ خاك اعضاى ما ازخاك زمين متميز نباشد جنانكه آب درشير متميز نباشد ] أو غبنا فيها بالدفن ذهبنا عن اعين الناس والعامل فيه نبعث او يجدد خلقنا كما دل عليه قوله

{ أئنا } [ آياما ] والهمزة لتأكيد الانكار السابق وتذكيره

{ لفى خلق جديد } اى انبعث بعد موتنا وانعدامنا ونصير احياء كما كنا قبل موتنا يعنى هذا منكر عجب فانهم كانوا يقرون بالموت ويشاهدونه وانما ينكرون البعث فالاستفهام الانكارى متوجه الى البعث دون الموت : وبالفارسية [ در آفرينش نو خواهم بود يعنى جون خاك شويم آفريدن نو بما تعلق نخواه كرفت ] ثم اضرب وانتقل من بيان كفرهم بالبعث الى بيان ما هو ابلغ واشنع منه وهو كفرهم بالوصول الى العاقبة وما يلقونه فيها من الاهوال فقال

{ بل } [ نه جنانست كه ميكويند بلكه ]

{ هم } [ ايشان ]

{ بلقاء ربهم } لقاء اللّه عبارة عن القيامة وعن المصير اليه : يعنى [ بآخرت كه سراى بقاست ]

{ كافرون } جاحدون فمن انكره لقى اللّه وهو عليه غضبان ومن اقره لقى اللّه وهو عليه رحمن

١١

{ قل } بيانا للحق وردا على زعمهم الباطل

{ يتوفيكم ملك الموت } التوفى اخذ الشئ تاما وافيا واستيفاء العدد

قال فى الصحاح توفان اللّه قبض روحه والوفاة الموت . والملك جسم لطيف نورانى يتشكل باشكال مختلفة

قال بعض المحققين المتولى من الملائكة شيأ من السياسة يقال له ملك بالفتح ومن البشر يقال له ملك بالكسر فكل ملك ملائكة وليس كل ملائكة ملكا بل الملك هم المشار اليهم بقوله فالمدبرات فالمقسمات والنازعات ونحو ذلك ومنه ملك الموت انتهى

والموت صفة وجودية خلقت ضدا للحياة . والمعنى يقبض عزرائيل ارواحكم بحيث لا يترك منها شيأ يل يستوفيها ويأخذها تماما على اشد ما يكون من الوجوه وافظعها من ضرب وجوهكم وادباركم او يقبض ارواحكم بحيث لا يترك منكم احدا ولا يبقى شخصا من العدد الذى كتب عليهم الموت

واما ملك الموت نفسه فيتوفاه اللّه تعالى كما روى انه اذا امات اللّه الخلائق لم يبق شئ له روح يقول اللّه الملك الموت من بقى من خلقى وهو اعلم فيقول يا رب انت اعلم بمن لم يبقى الاعبدك الضعيف ملك الموت فيقول اللّه يا ملك الموت قد اذقت انبيائى ورسلى واوليائى وعبادى الموت وقد سبق فى علمى القديم وانا علام الغيوب ان كل شئ هالك الا وجهى وهذه نوبتك فيقول الهى ارحم عبدك ملك الموت وألطف به فانه ضعيف فيقول سبحانه وتعالى ضع يمينك تحت خدك الايمن واضطجع بين الجنة والنار ومت فيموت بامر اللّه تعالى

وفى الآية رد للكافرين حيث زعموا ان الموت من الاحوال الطبيعية العارضة للحيوان بموجب الجبلة

{ الذى وكل } التوكيل ان تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك : وبالفارسية [ وكيل كردن كسى را بر جيزى كما شتن وكاربا كسى كذاشتن ]

{ بكم } اى بقبض ارواحكم واحصاء آجالكم

{ ثم الى ربكم ترجعون } تردون بالبعث للحساب والجزاء وهذا معنى لقاء الله

واعلم ان اللّه تعالى اخبر ههنا ملك الموت هو المتوفى والقابض وفى موضع انه الرسل اى الملائكة وفى موضع انه تعالى فوجه الجمع بين الآى ان ملك الموت يقبض الارواح والملائكة اعوان له يعالجون ويعملون بامره واللّه تعالى يزهق الروح فالفاعل لكل فعل حقيقة والقابض لارواح جميع الخلائق هو اللّه تعالى وان الملك الموت واعوانه وسائط

قال ابن عطية ان البهائم كلها يتوفى اللّه ارواحهم دون ملك الموت كأنه يعدم حياتها وكذلك الامر فى بنى آدم الا ان لهم نوع شرف بتصرف ملك الموت والملائكة معه فى قبض ارواحهم قالوا ان عزرائيل يقبض الارواح من بنى آدم وهى فى مواضع مختلفة وهو فى مكان واحد فهو حالة مختصة به كما ان لوسوسة الشيطان فى قلوب جميع اهل الدنيا حالة مختصة به

قال انس بن مالك رضى اللّه عنه لقى جبريل ملك الموت بنهر بفارس فقال يا ملك الموت كيف تستطيع قبض الانفس عند الوباء ههنا عشرة آلاف وهنا كذا وكذا فقال له ملك الموت تزوى لى الارض حتى كأنها بين فخذىّ فالتقطهم بيدّى وروى ان الدنيا لملك الموت كراحة اليد او كطست لديه يتناول منه ما يشاء من غير تعب

قال ابن عباس رضى اللّه عنهما ان خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب.

وعن معاذ بن جبل رضى اللّه عنه ان لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب وهو يتصفح وجوه الناس فما من اهل بيت الا وملك الموت يتصفحهم فى اليوم مرتين فاذا رأى انسانا قد انقضى اجله ضرب رأسه بتلك الحربة وقال الآن يزاد بك عسكر الموتى وروى ان ملك الموت على معراج بين السماء والارض وله اعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فينزع اعوانه روح الانسان ويخرجونها من جسده فاذا بلغت ثغرة النحر نزعها هو وروى فى الخبر ان له وجوها اربعة فوجه من نار يقبض به الارواح الكافرين ووجه من ظلمة يقبض به ارواح المنافقين ووجه من رحمة يقبض به ارواح المؤمنين ووجه من نور يقبض به ارواح الانبياء والصديقين فاذا قبض روح المؤمن دفعها الى ملائكة الرحمة واذا قبض روح الكافر دفعها الى ملائكة العذاب . وكان ملك الموت يقبض الارواح بغير وجع فاقبل الناس يسبونه ويلعنونه فشكا الى ربه فوضع اللّه الامراض والاوجاع فقالوا مات فلان من وجع كذا وكذا . وفى الحديث ( الامراض والاوجاع كلها بريد الموت ورسل الموت فاذا جاء الاجل اتى ملك الموت بنفسه فقال ايها العبد كم خبر بعد خبر وكم رسول بعد رسول وكم بريد بعد بريد انا المخبر ليس بعدى خبر وانا الرسول ليس بعدى رسول اجب ربك طائعا او مكروها فاذا قبض روحه وتصارخوا عليه قال على من تصرخون وعلى من تبكون فواللّه ما ظلمت له اجلا ولا اكلت له رزقا بل دعاه ربه فليبك الباكى على نفسه فان لى فيكم عودات وعودات حتى لا ابقى منكم احدا ) قال عليه السلام ( لو رأوا مكانه وسمعوا كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على انفسهم )

قال الكاشفى [ عجب اذ آدمى كه باوجود جنين حريفى دركمين جكونه لاف آسايش تواند زد ]

آسودكى مجوى كه ازصدمت اجل ... كس را نداده برات مسلمى

وفى البستان

بيا اى كه عمرت بهفتاد رفت ... مكر خفته بودى كه برباد رفت

كه يك لحظة صورت نبندن امان ... جو ييمانه برشد بدور زمان

قال بعضهم لولا غفلة قلوب الناس ما احال قبض ارواحهم على ملك الموت [ خير نساج قدس سره بيمار بود ملك الموت خواست كه جان اوبر آرد مؤذن كفت وقت نماز شام كه اللّه اكبر اللّه اكبر خير نساج كفت يا ملك الموت باش تافريضة نماز بكزارم كه اين فرمان برمن فوت ميشود وفرمان توفوت نمى شود جون نماز بكزارد سربسجود نهاد كفت الهى آن روز كه اين وديعت مى نهادى زحمت ملك الموت درميان نبود جه باشدكه امروز بى زحمت او بردارى اين بكفت وجان بداد ]

يا رب ارفانى كنى مارا بتيغ دوستى ... مر فرشته مرك را باما نباشد هييج كار

هركه ازجام توروزى شربت شوق توخورد ... جون نماند آن شراب اوداند آن رنج خمار

قال بعض الكبار ملك الموت هو المحبة الآلهية فانها تقبض الارواح عن الصفات الانسانية وتميتها عن محبوباتها لقطع تعلق الروح الانسانى عما سوى الحق تعالى فترجع الى اللّه بجذبة ارجعى الى ربك والموت باصطلاح اهل الحقيقة قمع هوى النفس فمن مات عن هواه حيى حياة حقيقية

قال الامام جعفر بن محمد الصادق رضى اللّه عنه الموت هو التوبة قال تعالى

{ فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم } فمن تاب فقد قتل نفسه

مكن دامن از كرد زلت بشوى ... كه ناركه زبالا به بندند جوى

١٢

{ ولو ترى } [ واكر بينى اى بيننده ]

{ اذا المجرمون } هم القائلون أئذا ضللنا الخ

قال فى الكواشى لو واذ للماضى ودخلتا على المستقبل هنا لان من فعله كالماضى لتحقق وقوعه

{ ناكسوا رؤسهم عند ربهم } النكس قلب الشئ على رأسه : وبالفارسية [ سرفروا افكندن ونكونسار كردن ] اى مطرقوا رؤسهم ومطأمئوها فى موقف العرض على اللّه من الحياء والحزن والغم يقولون

{ ربنا } [ اى بروردكار ما ]

{ ابصرنا وسمعنا } اى صرنا ممن يبصر بسمع وحصل لنا الاستعداد لادراك الآيات المبصرة والمسموعة وكنا من قبل عمنيا لاندرك شيأ

{ فارجعنا } فارددنا الى الدنيا من رجعه اى رده وصرفه

{ نعمل } عملا

{ صالحا } حسبما تقضيه تلك الآيات

{ انا موقنون } الآن : [ بى كمانيم ]

قال فى الارشاد ادعاء ما قبله ادعاء لصحة مشعرى البصر والسمع كأنهم قالوا ايقنا وكنا من قبل لا نعقل شيأ اصلا وجواب لو محذوف اى لرأيت امرا فظيعا فهذا الامر مستقبل فى التحقيق ماض بحسب التأويل كأنه قيل قد انقضى الامر ومضى لكنك ما رأيته ولو رأيته لرأيت امرا فظيعا

وفى التأويلات النجمية يشير الى اهل الدنيا من المجرمين وكان جرمهم انهم نكسوا رؤسهم فى اسفل الدنيا وشهواتها بعد ان خلقوا رافعى رؤسهم عند ربهم يوم الميثاق عند استماع خطاب ألست بربكم حيث رفعوا رؤسهم وقالوا بلى فلما ابتلوا بالدنيا وشهواتها وتزيينها من الشيطان نكسوا رؤسهم بالطبع فيها فصاروا كالبهائم والانعام فى طلب شهوات الدنيا كما قال تعالى

{ اولئك كالانعام بل هم اضل } لان للانعام ضلالة طبيعية جبلية فى طلب شهوات الدنيا وما كانوا مأمورين بعبودية اللّه ولا منهيين عن الشهوات حتى يحصل لهم ضلالة مخالفة للامر والنهى وللانسان شركة معه الانعام فى الضلالة الطبيعية بميل النفس الى الدنيا وشهواتها وله اختصاص بضلالة المخالفة فلهذا صار اضل من الانعام فكما عاشوا ناكسى رؤسهم الى شهوات الدنيا ماتوا فيما عاشوا فيه ثم حشروا على ما ماتوا عليه ناكسى رؤسهم عند ربهم وقد ملكتهم الدهشة وغلبتهم الخجلة فاعتذروا حين لا عذر واعترفوا حين لا اعتراف

سر ازجيب غفلت بر آور كنون ... كه فردا نماند بخجلت نكون

كنونت كه جشمست اشكى ببار ... زبان دردهانست عذرى بيار

نه ييوسته باشد روان در بد ... نه همواره كردد زبان در دهن

١٣

{ ولو شئنا لآتينا كل نفس هديها } مقدر بقول معطوف على ما قدر قبل قوله ربنا ابصرنا اى ونقول لو شئنا اى لو تعلقت مشيئتنا تعلقا فعليا بان نعطى كل نفس من النفوس البرّة والفاجرة ما تهتدى به الى الايمان والعمل الصالح بالتوفيق لهما لاعطيناها اياه فى الدنيا التى هى دار الكسب وما اخرناه الى دار الجزاء

{ ولكن حق القول منى } ثبت قضائى وسبق وعيدى وهو

{ لاملأن } [ ناجار بركنيم ]

{ جهنم من الجنة } بالكسر جماعة الجن والمراد الشياطين وكفار الجن

{ والناس } الذين اتبعوا ابليس فى الكفر والمعاصى

{ اجمعين } يستعمل لتأكيد الاجتماع على الامر

وقال بعضهم

{ ولكن حق القول منى } اى سبقت كلمتى حيث قلت لابليس عند قوله

{ لاغوينهم } الآية

{ ملأن } الخ

وفى التأويلات

{ ولو شئنا } فى الازل هدايتكم وهداية اهل الضلالة

{ لآتينا كل نفس هديها } باصابة رشاش النور على الارواح

{ ولكن حق القول منى } قبل وجود آدم وابليس

{ لاملأن } الخ ولكن تعلقت المشيئة باغواء قوم كما تعلقت باهداء قوم واردنا ان يكون للنار قطان كما اردنا ان يكون للجنة سكان اظهارا لصفات لطفنا وصفات قهرنا لان الجنة واهلها مظهر لصفات لطفى والنار واهلها مظهر لصفات قهوى وانى فعال لما اريد

وفى عرائس البيان ان جهنم فم قهره انفتح ليأخذ نصيبه ممن له استعداد مباشرة القهر كما ان الجنة فم لطفه انفتح ليأخذ نصيبه ممن له استعداد مباشرة لطفه فاللطيف يرجع الى اللطيف والكثيف يرجع الى الكثيف ولو شاء لجعل الناس كلهم عارفين به ولكن جرى القلم فى الازل بالوعد والوعيد كما قال ابن عطاء قدس سره لو شئنا لوفقنا كل عبد لرضانا ولكن حق القول بالوعد والوعيد ليتم الاختيار

وسئل الشبلى قدس سره عن هذه الآية فقال يا رب املأ نازك من الشبلى واعف عن عبيدك ليتروح الشبلى بتعذيبك كما يتروح جميع العباد بالعوافى وذلك ان من استوى عنده اللطف والقهر بالوصول الى الاصل رأى مقصوده فى كل واحد منهما كما رأى ايوب عليه السلام المتبلى فى بلائه فطاب وقته وحاله وصفا باله فى عين الكدر

ما بلا خواهيم وزاهد عافيت هر متاعى را خريدارى فتاد

وعن الحسن قال خطبنا ابو هريرة رضى اللّه عنه على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال سمعت رسول اللّه يقول ( ليعتذرن اللّه الى آدم ثلاث معاذير يقول اللّه يا آدم لولا انى لعنت الكذابين وابغضت الكذب والخلف واعذب عليه لرحمت اليوم ولدك اجمعين من شدة ما اعددت لهم من العذاب ولكن حق القول منى لئن كذب رسلى وعصى امرى لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين . ويقول اللّه يا آدم اعلم انى لا ادخل من ذريتك النار احدا ولا اعذب منهم بالنار احدا الا من قد علمت بعلمى انى لو رددته الى الدنيا لعاد الى اشر مما كان فيه ولم يرجع ولم يتب ويقول اللّه قد جعلتك حكما بينى وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع اليك من اعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم انى لا ادخل منهم الا ظالما )

واعلم ان اللّه تعالى يملأ جهنم من الاقوياء كما يملأ الجنة من الضعفاء بدليل قوله عليه السلام ( اذا ما ملئت جهنم تقول الجنة ملأت جهنم من الجبابرة والملوك والفراعنة ولم تملأنى من ضعفاء خلقك فينشئ اللّه خلقا عند ذلك فيدخلهم الجنة فطوبى لهم من خلق لم يذوقوا موتا ولم يروا سوأ باعينهم ) رواه انس رضى اللّه عنه . وقوله عليه السلام ( تحاجت الجنة والنار فقالت النار او ثرت ) اى فضلت ( بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة انى لا يدخلنى الاضعفاء الناس وسقطهم فقال اللّه للنار انت عذابى اعذبك من اشاء من عبادى ولك واحدة منكما ملؤها ) رواه ابو هريرة رضى اللّه عنه كذا فى بحر العلوم

١٤

{ فذوقوا } الفاء لترتيب الامر بالذوق على ما يعرف عنه ما قبله من نفى الرجع الى الدنيا

{ بما نسيتم لقاء يومكم هذا } النسيان ترك الانسان من الانسان ذمه اللّه به فهو ما كان اصله من تعمد كما فى هذه الآية واشار بالباء الى انه وان سبق القول فى حق التعذيب لكنه كان بسبب موجب من جانبهم ايضا فان اللّه قد علم منهم سوء الاختيار وذلك السبب هو نسيانهم لقاء هذا اليوم الهائل وتركهم التفكر فيه والاستعداد له بالكلية بالاشتغال باللذات الدنيوية وشهواتها فان التوغل فيها يذهل الجن والانس عن تذكر الآخرة وما فيها من لقاء اللّه ولقاء جزائه ويسلط عليهم نسيانهم واضافة اللقاء الى اليوم كاضافة المكر فى قوله

{ بل مكر الليل والنهار } اى لقاء اللّه فى يومكم هذا

وفى التأويلات النجمية يشير الى انكم كنتم فى الغفلة والنائم لا يذوق الم ما عليه من العذاب ما دام نائما ولكنه اذا انتبه من نومه يذوق الم ما به من العذاب فالناس نيام ليس لهم ذوق ما عليهم من العذاب فاذا ماتوا انتبهوا فقيل لهم ذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا

{ انا نسيناكم } من الرحمة كما نسيتمونا من الخدمة

{ وذوقوا عذاب الخلد } اى العذاب المخلد فى جهنم فهو من اضافة الموصوف الى صفته مثل عذاب الحريق

{ بما كنتم تعملون } اى بالذى كنتم تعملونه من الكفر والمعاصى وهو تكرير للامر للتأكيد واظهار الغضب عليهم وتعيين المفعول المطوى للذوق والاشعار بان سببه ليس مجرد ما ذكر من النسيان بل له اسباب اخر من فنون الكفر والمعاصى التى كانوا مستمرين عليها فى الدنيا

وعن كعب الاحبار قال اذا كان يوم القيامة تقوم الملائكة فيشفعون ثم تقوم الشهداء فيشفعون ثم تقوم المؤمنون فيشفعون حتى اذا انصرمن الشفاعة كلها خرجت الرحمة فتشفع حتى لا يبقى فى النار احد يعبأ اللّه به ثم يعظكم بكاء اهلها فيها ويؤمر بالباب فيقبض عليهم فلا يدخل فيها روح ولا يخرج منها غم ابدا

الهى زدوزخ دوجشمم بدوز ... بنورت فردا بنارت مسوز

١٥

{ انما يؤمن بآياتنا } اى انكم ايها المجرمون لا تؤمنون بآياتنا ولا تعملون بموجبها عملا صالحا ولو رجعناكم الى الدنيا كما تدعون حسبما ينطق به قوله تعالى

{ ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } وانما يؤمن بها

{ الذين اذا ذكروا بها } وعظوا : وبالفارسية [ بندداده شوند ] { خروا سجدا }

قال فى المفردات خر سقط سقوطا سمع منه خرير والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك مما يسقط من العلو فاستعمال الخرور فى الآية تنبيه على اجتماع امرين السقوط وحصول الصوت منهم بالتسبيح

وقوله بعد

{ وسبحوا بحمد ربهم } تنبيه على ان ذلك الخرير كان تسبيحا بحمد اللّه لا شيأ آخر انتهى اى سقطوا على وجوههم حال كونهم ساجدين خوفا من عذاب اللّه

{ وسبحوا } نزهوه عن كل ما لا يليق به من الشرك والشبه والعجز عن البعث وغير ذلك

{ بحمد ربهم } فى موضع الحال اى ملتبسين بحمده تعالى على نعمائه كتوفيق الايمان والعمل وغيرهما

{ وهم لا يستكبرون } الظاهر انه عطف على صلة الذين اى لا يتعظمون عن الايمان والطاعة كما يفعل من يصر مستكبرا كأن لم يسمعها وهذا محل سجود بالاتفاق

قال الكاشفى [ اين سجدة نهم است بقول امام اعظم رحمه اللّه وبقول امام شافعى دهم حضرت شيخ اكبر قدس سره الاطهر اين را سجدة تذكر كفته وساجد بايدكه متذكر كردد آن جيزى راكه ازان غافل شده وتصديق كند دلالات وجود واحدرا كه آن دلالتها درهمه اشيا موجودست ]

همه ذرات ازمه تابماهى بوحدانينش داد كواهى

همه اجزاى كون ازمغزتابوست جووا بينى دليل وحدت اوست

وينبغى ان يدعو الساجد فى سجدته بما يليق بآيتها ففى هذه الآية يقول اللهم اجعلنى من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك واعوذ بك من ان اكون من المستكبرين عن امرك وكره مالك رحمه اللّه قراءة السجدة فى قراءة صلاة الفجر جهرا وسرا فان قرأ هل يسجد فيه قولان كذا فى فتح الرحمن

قال فى خلاصة الفتاوى رجل قرأ آية السجدة فى الصلاة ان كانت السجدة فى آخر السورة او قريبا من آخرها بعدها آية او آيتان الى آخر السورة فهو بالخيار ان شاء ركع بها ينوى التلاوة وان شاء سجد ثم يعود الى القيام فيختم السورة وان وصل بها سورة اخرى كان افضل وان لم يسجد للتلاوة على الفور حتى ختم السورة ثم ركع وسجد لصلاته سقط عنه سجده التلاوة

وفى التأويلات

{ وهم لا يستكبرون } عن سجودك كما استكبر ابليس ان يسجد لك الى قبلة آدم ولو سجد لآدم بامرك لكان سجوده فى الحقيقة لك وكان آدم قبلة للسجود كما ان الكعبة قبلة لنا فى سجودنا لك انتهى

قال بعض الكبار وليس الانسان بمعصوم من ابليس فى صلاته الا فى سجوده لانه حينئذ يتذكر الشيطان غير معصوم من النفس.

فخواطر السجود كلها اما ربانية او ملكية او نفسية وليس للشيطان عليه من سبيل فاذا قام من سجوده غابت تلك الصفة عن ابليس فزال حزنه واشتغل بك

فعلى العاقل ان يسارع الى الصلاة فريضة كانت او نافلة حتى يحصل الرغم للشيطان والرضى للرحمان ويتقرب الروح الى حضرة الملك المتعال ويجد لذة المناجاة وطعم الوصال ذوق سجده زائداست از ذوق سكر نزدجان

هركرا اين ذوق نى بى مغز باشد درجهان اللهم اجعلنا من اهل سجدة الفناء انك سميع الدعاء

١٦

{ تتجافى جنوبهم } استئناف لبيان بقية محاسن المؤمنين . والتجافى النبوّ والبعد اخذ من الجفاء فان من لم يوافقك فقد جافاك وتجنب وتنحى عنك والحبوب جمع جنب وهو شق الانسان وغيره . والمعنى ترتفع وتتنحى اضلاعهم

{ عن المضاجع } اى الفرش ومواضع النوم جمع مضجع كمقعد بمعنى موضع الضجوع اى وضع الجنب على الارض : وبالفارسية [ دور ميشود بهلوهاى ايشان از خوابكهها ] وفى اسناد التجافى الى الجنوب دون ان يقال يجافون جنوبهم اشارة الى ان حال اهل اليقظة والكشف ليس كحال اهل الغفلة والحجاب فانهم لكمال حرصهم على المناجاة ترتفع جنوبهم عن المضاجع حين ناموا بغير اختيارهم كان الارض القتهم من نفسها

واما اهل الغفلة فيتلاصقون بالارض لا يحركهم محرك

{ يدعون ربهم } حال من ضمير جنوبهم اى داعين له تعالى على الاستمرار

{ خوفا } من سخطه وعذابه وعدم قبول عبادته

{ وطمعا } فى رحمته قال عليه السلام فى تفسير الآية قيام العبد من الليل يعنى انها نزلت فى شأن المتهجدين فان افضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر اللّه المحرم وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل

قال الكاشفى [ جون بردة شب فرو كذارند وجهانيان سربر بالين غفلت بنهند ايشان بهلو از بستر كرم وفراش نرم تهى كرده برقدم نياز بايستند ودر شب در از باحضرت خداوند را ز كويند . از سهيل يمنى يعنى اويس قرنى رضى اللّه عنه منقولست كه درشبى ميكفت ( هذه ليلة الركوع ) وبيك ركوع بسر مى برد ودرشبى ديكر ميفر مودكه ( هذه ليلة السجود ) وبيك سجدة بصبح ميرسانيد كفتند اى اويس جون طاقت طاعت دارى سبب جيست كه شبها بدين درازى بريك حال مى كذرانى كفت كجاست شب درازى كاشكى ازل وابد يكشب بودى تابيك سجده بآخر بردمى دران سجده نالهاى زار وكريهاى بيشمار كردمى ]

به نيم شب كه همه مست خواب خوش باشند ... من وخيال تو ونالهاى درد آلود

وفى الحديث ( عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين احبته واهله الى صلاته فيقول اللّه تعالى لملائكته انظروا الى عبدى ثار عن فراشه ووطائه من بين احببته واهله الى صلاته رغبة فيما عندى واشفاقا مما عندى ورجل غزا فى سبيل لاله فانهزم مع اصحابه فعلم ما عليه من الانهزام وماله فى الرجوع فرجع حتى اهريق دمه فيقواللّه لملائكته انظروا الى عبدى رجع رغبة فيما عندى واشفاقا مما عندى حتى اهريق دمه ) وفى الحديث ( ان فى الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها اعدها اللّه لمن ألان الكلام واطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ) قال ابن رواحة رضى اللّه عنه يمدح النبى عليه السلام

وفينا رسول اللّه يتلو كتابه ... اذا انشق معروف من الفجر ساطع

ارنا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات ان ما قال واقع

يبين يجافى جنبه عن فراشه ... اذا استثقلت بالكافرين المضاجع

وفى الحديث ( اذا جمع اللّه الاولين والآخرين جاء مناد بصوت يسمع الخلائق كلهم سيعلم اهل الجمع اليوم من اولى بالكرم ثم يرجع فينادى ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجغع فيقومون وهم قليل ثم يرجع فيقول ليقم الذين يحمدون اللّه فى السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيسر حون جميعا الى الجنة ثم يحاسب سائر الناس )

واعلم ان قيام الليل من علو الهمة وهو وهب من اللّه تعالى فمن وهب له فيلقم ولا يترك ورد الليل بوجه من الوجوه

قال ابو سليمان الدارانى قدس سره نمت عن وردى فاذا انا بحوراء تقول يا ابا سليمان تنام وانا اربى لك فى الخيام منذ خمسمائة عام

وعن الشيخ ابى بكر الضرير رضى اللّه عنه قال كان فى جوارى شاب حسن الوجه يصوم النهار ولا يفطر ويقول الليل ولا ينام فجاءنى يوما وقال لى يا استاذ انى نمت عن وردى الليلة فرأيت كأن محرابى قد انشق وكأنى بجوار قد خرجن من المحراب لم ار احسن اوجها منهن واذا فيهنواحدة شوهاء لم ار اقبح منها منظرا فقلت لمن ائتن ولمن هذه فقلن نحن لياليك التى مضين وهذه ليلة نومك فلومت فى ليلتك هذه لكانت هذه حظك ثم انشأت الشوهاء تقول

اسأل لمولاك وارددنى الى حالى ... فانت قبحتنى من بين اشكالى

لا ترقدن الليالى ما حييت فان ... نمت الليالى فهن الدهر امثالى

فاجابتها جارية من الحسان تقول

ابشر بخير فقد نلت الغنى ابدا ... فى جنة الخلد فى روضات جنات

نحن الليالى اللواتى كنت تسهرها ... تتلو القرآن بترجيع ورنات

ابشر وقد نلت ما ترجوه من ملك ... بر يجود بافضال وفرحات

غدا تراه تجلى غير محتجب ... تدنى اليه وتحظى بالتحيات

قال ثم شهق شهقة خرميتا رحمه اللّه تعالى

وفى آكام المرجان ظهر ابليس ليحيى عليه السلام فقال له يحيى هل قدرت منى على شئ قال لا الامرة واحدة فانك قدّمت طعاما لتأكله فلم ازل اشهيه اليل حتى اكلت منه اكثر مما تريد فنمت تلك الليلة فلم تقم الى الصلاة كما كنت تقوم اليها فقال له يحيى لا جرم لا شبعت من طعام ابدا قال له الخبث لا جرم لا نصحت آدميا بعدك

باندازه خور زاد اكرمردمى ... جنين برشكم آدمى ياخمى

ندارند تن بروران آكهى ... كه برمعده باشد زحكمت تهى

{ ومما رزقناهم } اعطيناهم من المال

{ ينفقون } فى وجوه الخير والحسنات

قال بعضهم هذا عام من الواجب والتطوع وذلك على ثلاثة اضرب زكاة من نصاب ومواساة من فضل وايثار من قوت

بدونيك را بذل كن سيم وزر ... كه آن كسب خيراست وآن دفع شر

از آن كس كه خيرى بماند روان ... دمادم رسد رحمتش بر روان

١٧

{ فلا تعلم نفس } من النفوس لا ملك مقرب ولا نبى مرسل فضلا عمن عداهم

{ ما اخفى لهم } اى لاولئك الذين عددت نعوتهم الجليلة من التجافى والدعاء والانفاق ومحل الجملة نصب لا تعلم سدت مسد المفعولين

{ من قرة اعين } مما تقربه اعينهم اذا رأوه وتسكن به انفسهم

وقال الكاشفى [ از روشنى جشمها يعنى جيزى كه بدان جشمها روشن كردد ] وفى الحديث ( يقول اللّه تعالى اعددت لعبادى الصالحين مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بل ما اطلعتم عليه اقرأوا ان شئتم فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين )

{ جزاء بما كانوا يعملون } اى جزوا جزاء بسبب ما كانوا يعملون فى الدنيا من اخلاص النية وصدق الطوية فى الاعمال الصالحة [ بزركى فرموده كه جون عمل بنهان ميكردند جزا نيز بنهانست تاجنانجه كس را برطاعت ايشان اطلاع نبود كسى را نيز بمكافاة ايشان اطلاع نباشد ]

روزى كه روم همره جانان بجمن ... نه لا له وكل بينم ونه سرو وسمن

زيرا كه ميان من واو كفته شود ... من دانم واو داند واو داند ومن

وفى التأويلات النجمية

{ تتجافى جنوب } همم

{ عن المضاجع } عن مضاجع الدارين وتتباعد قلوبهم عن مضاجعات الاحوال فلا يساكنون اعمالهم ولا يلاحظون احوالهم ويفارقون مآلفهم ويهجرون فى اللّه معارفهم يدعون ربهم بربهم لربهم خوفا من القطيعة والابعاد

{ وطمعا } فى القربات والمواصلات

{ ومما رزقناهم } من نعمة الوجود

{ ينفقون } ببذل المجهود فى طلب المفقود وليردّ اليهم بالجود ما اخفى لهم من النقود كما قال تعالى

{ فلا تعلم } الخ . وفى الحقيقة ان ما اخفى لهم انما هو جمالهم فقد اخفى عنهم لعينهم فان العين حق

فاعلم انه ما دام ان تكون عينكم الفانية باقية يكون جمالكم الباقى مخفيا عنكم لئلا تصيبه عينكم فلو طلع صبح سعادة التلاقى وذهب بظلمة البين من البين وتبدلت العين بالعين فذهب الجفاء وظهر الخفاء ودام اللقاء كما اقول

مذ جاء هواكم ذاهبا بالبين ... لم يبق سوى وصالكم فى البين

ما جاء بغير عينكم فى عينى ... والآن محت عينكمولى عينى

وبقوله

{ جزاء بما كانوا يعملون } يشير الى ان عدم علم كل نفس بما اخفى لهم وحصول جهلهم به انما كان جزاء بما كانوا يعملون بالاعراض عن الحق لاقبالهم على طلب غير اللّه وعبادة ما سواه انتهى

١٨

{ أفمن } [ آيا آنكس كه ]

{ كان } فى الدنيا

{ مؤمنا كمن كان فاسقا } خارجا عن الايمان لانه قابل به المؤمن وايضا اخبر انه يخلد فى النار ولا يستحق التخليد فيها الا الكافر

{ لا يستوون } فى الشرف والجزاء فى الآخرة والتصريح به مع افادة الانكار نفى المشابهة للتأكيد وبناء التفصيل الآتى عليه والجمع للحمل على معنى من

قال الكاشفى [ آورده اندكه وليد بن عقبه باشير بيشة مردى در مقام مفاخرت آمده كفت اى على سنان توسخترست وزبان من از زبان توتيز تر على كفت خاموش باش اى فاسق ترا با من جه زهرة مساوات وجه ياراى مجادلا تست حق سبحانه وتعالى براى تصديق على رضى اللّه عنه آيت فرستاد ] فالمؤمن هو علىّ رضى اللّه عنه ودخل فيه من مثل حاله والكافر هو الوليد ودخل فيه من هو على صفته ولذلك اورد الجمع فى لا يستوون

قال ابن عطاء من كان فى انوار الطاعة والايمان لا يستوى مع من هو فى ظلمات الفسق والطغيان

وفى كشف الاسرار أفمن كان فى حلة الوصال يجرّ اذياله كمن هو فى مذلة الفراق يقاسى وباله أفمن كان فى روح القربة ونيسم الزلفة كمن هو فى هول العقوبة يعانى مشقة الكلفة أفمن ايد بنور البرهان وطلعت عليه شموس العرفان كمن ربط بالخذلان ووسم بالحرمان لا يستويان ولا يلتقيان

ايها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك اللّه كيف يلتقيان

هى شامية اذا ما استقلت ... وسهيل اذا استقل يمانى

١٩

{ اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم } استحقاقا

{ جنات المأوى } قال الراغب المأوى مصدر اوى الى كذا انضم اليه وجنة المأوى كقوله دار الخلود فى كون الدار مضافا الى المصدر

وفى الارشاد اضيفت الجنة الى المأوى الحقيقى وانما الدنيا منزل مرتحل عنه لا محالة ولذلك سميت قنطرة لانها معبر للآخر لا مقر : وبالفارسية [ ايشانراست بوستانها وبهشتها كه مأوى حقيقى است ]

وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما جنة المأوى كلها من الذهب وهى احدى الجنان الثمان التى هى دار الجلال ودار القرار ودار السلام وجنة عدن وجنة المأوى وجنة الخلد وجنة الفردوس وجنة النعيم

{ نزلا } اى حال كون تلك الجنات ثوابا واجرا : وبالفارسية [ در حالتى كه ييشكن باشد يعنى ما حضرى كه براى مهمانان آرند ] وهو فى الاصل ما يعد للنازل والضيف من طعام وشراب وصلة ثم صار عاما فى العطاء

{ بما كانوا يعملون } بسبب اعمالهم الحسنة التى عملوها فى الدنيا

وفى التأويلات النجمية

{ أفمن كان مؤمنا } بطلب الحق تعالى

{ كمن كان فاسقا } بطلب ما سوى الحق

{ لا يستوون } اى الطالبون لله والطالبون لغير اللّه ف

{ أما الذين آمنوا } بطلب الحق

{ وعملوا الصالحات } بالاقبال على اللّه والاعراض عما سواه

{ فلهم جنات المأوى نزلا } يعنى ان جنات مأوى الابرار ومنزلهم يكون نزلا للمقربين السائرين الى اللّه

واما مأواهم ومنزلهم ففى مقعد صدق عند مليك مقتدر

٢٠

{ واما الذين فسقوا } خرجوا عن الايمان والطاعة بايثار الكفر والمعصية عليهما

{ فمأواهم } اسم مكان ملجأهم ومنزلهم

{ النار } مكان جنات المأوى للمؤمنين

{ كلما } [ هركاه كه ]

{ ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها } عبارة عن الخلود فيها فانه لا خروج ولا اعادة فى الحقيقة كقوله

{ كلما خبت زدناهم سعيرا } ونار جهنم لا تخبو يعنى كلما قال قائلهم قد خبت زيد فيها ويروى انه يضربهم لهيب النار فيرتفعون الى طبقاتها حتى اذا قربوا من بابها وارادوا ان يخرجوا منها يضربهم لهيب النار او تتلقاهم الخزنة بمقامع : يعنى [ بكرزهاى آتشين ] فتضربهم فيهوون الى قعرها سبعين خريفا وهكذا يفعل بهم ابدا وكلمة فى للدلالة على انهم مستقرون فيها وانما الاعادة من بعض طبقاتها الى بعض

{ وقيل لهم } اهانة وتشديدا عليهم وزيادة فى غيظهم

{ ذوقوا عذاب النار الذى كنتم به } اى بعذاب النار

{ تكذبون } على الاستمرار فى الدنيا وتقولون لاجنة ولا نار

قال فى برهان القرآن وفى سبأ

{ عذاب النار التى كنتم بها تكذبون } لان النار فى هذه السورة وقعت موقع الكناية لتقدم ذكرها والكنايات لا توصف بوصف العذاب وفى سبأ لم يتقدم ذكر النار فحسن وصف النار وهذه لطيفة فاحفظها انتهى

وفى التأويلات

{ واما الذين فسقوا } خرجوا عن سبيل الرشاد ووقعوا فى بئر البعد والابعاد

{ فمأواهم النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها } لانهم فى هذه الصفة عاشوا وفيها ماتوا فعليها حشروا وذلك ان دعاة الحق لما كانوا فى الدنيا ينصحون لهم ان يخرجوا من اسفل الطبيعة بحبل الشريعة برعاية آداب الطريقة حملهم الشوق الروحانى على التوجه الى الوطن الاصلى العلوى فلما عزموا على الخروج من الدركات الشهوانية ادركتهم الطبيعة النفسانية الحيوانية السفلية واعادتهم الى اسفل الطبيعة

{ وقيل لهم } يوم القيامة

{ ذوقوا } الخ لانكم وان كنتم معذبين فى الدنيا ولكن ما كان لكم شعور بالعذاب الذى يجلل حواسكم الاخروية ولو كنتم تجدون ذوق العذاب لانتهيتم عن الاعمال الموجبة لعذاب النار كما انكم لما ذقتم ألم عذاب النار فى الدنيا احترزتم عنها غاية الاحتراز انتهى . فالاحتراق وصف الكافر والفاسق

واما المؤمن والمطيع فقد قال عليه السلام فى حقه ( تقول جهنم للمؤمن من جزيا مؤمن فقد اطفأ نورك لهبى ) كما قال فى المثنوى

كويدش بكذر سبك اى محتشم ... وزنه زاتشهاى تومرد آتشم

وذلك النور هو نور التوحيد وله تأثير جدا فى عدم الاحتراق كما حكى ان مجذوبا كان يصاحب الشيخ الحاجى بيرام قدس سره وكان يحبه فلما توفى الشيخ جاء المجذوب الى الشيخ الشهير بآق شمس الدين لكونه خليفة الشيخ الحاجى بيرام فقال له شمس الدين يوما يا اخى ما لبست كسوة الشيخ الحاجى بيرام فى حياته فكيف لو لبستها من يدنا فقبل ففرح شمس الدين مع مريديه فعملوا ضيافة والبسوه كسوة فلما لبسها القى نفسه فى نار كانت فى ذلك المجلس فلبث فيها حتى احترقت الكسوة ولم يحترق المجذوب ثم خرج منها وقال يا ايها الشيخ لا خير فى كسوة تحرفها النار

قال بعض العارفين لو كان المشتاقون دون جماله فى الجنة واويلاه ولو كانوا فى الجحيم معه واشوقاه فمن كان مع المحبوب فهو لا يحترق ألا ترى ان النبى عليه الصلاة والسلام نظر الى جهنم وما فيها ليلة المعراج ولم يحترق منه شعرة وكما ان النار تقول للمؤمن ذلك القول كذلك الجنة تقول له حين يذهب الى مقامه جزيا مؤمن الى مقامك فان نورك يذهب بزينتى ولطافتى كما قال فى المثنوى

كويدش جنت كذركن همجو باد ... ورثه كردد هرجه من دارم كساد

وذلك لان نور المؤمن التجلى والتجلى انما يكون للمؤمن لا للجنة فيغلب نوره على الجنة التى ليس لها نور التجلى ألا ترى ان من جلس للوعظ وفى المجلس من هو اعلى حالا منه فى العلم يحصل له الانقباض والكساد فلا يطلب الا قيام ذلك من المجلس فاذا كان هذا حال العالم مع من هو اعلم منه فى الظاهر فقس عليه حال العالم مع من هو اعلم منه فى الباطن فمن عرف مراتب اهل اللّه تعالى يسكت عند حضورهم لان لهم الغلبة فى كل شان ولهم المعرفة بكل مقام قدس اللّه اسرارهم

٢١

{ ولنذيقنهم } اى اهل مكة . والاذاقة بالفارسية [ جشانيدن ]

{ من العذاب الادنى } اى الاقرب وهو عذاب الدنيا وهو ما محنوا به من القحط سبع سنين بدعاء النبى عليه السلام حين بالغوا فى الاذية حتى اكلوا الجيف والجلود والعظام المحترقة والعلهز وهو الوبر والدم بان يخلط الدم باوبار الابل وشوى على النار وصار الواحد منهم يرى ما بينه وبين السماء كالدخان وكذا ابتلوا بمصائب الدنيا وبلاياها مما فيه تعذيبهم حتى آل امرهم الى القتل والاسر يوم بدر

{ دون العذاب الاكبر } اى قبل العذاب الاكبر الذى هو عذاب الآخر فدون هنا بمعنى قبل

وفى كشف الاسرار وتبعه الكاشفى فى تفسيره [ فروتر ازعذاب بزركتركه خلودست در آتش ] وذلك لانه فى الاصل ادنى مكان من الشئ فيقال هذا دون ذلك اذا كان احط منه قليلا ثم استعير منه للتفاوت فى الاموال

[ والرتب درلباب ازتفسير نقل كرده كه ادنى غلاى اسعارست واكبر خروج مهدى بشمشير آبدار وكفته اندخوارئ دنيا ونكو نسارئ عقبا يا افتادن دركناه ودور افتادن ازدركاه قرب اللّه ]

دورماندن از وصال او عذاب اكبراست ... آتش سوز فراق ازهر عذابى بدترست

وفى حقائق البقلى العذاب الادنى حرمان المعرفة والعذاب الاكبر والاحتجاب عن مشاهدة المعروف

وقال ابو الحسن الوراق الادنى الحرص على الدنيا والاكبر العذاب عليه

{ لعلهم } اى لعل من بقى منهم وشاهده ولعل فى مثله بمعنى كى

{ يرجعون } يتوبون عن الكفر والمعاصى

وفى التأويلات النجمية يشير الى ارباب الطلب واصحاب السلوك اذا وقعت لاحدهم فى اثناء السلوك وقفة لعجب تداخله او لملالة وسآمة نفس او لحسبان وغرور قبول او وقعت له فترة بالتفاته الى شئ من الدنيا وزينتها وشهواتها فابتلاه اللّه اما ببلاء فى نفسه او ماله او بيته من اهاليه واقربائه واحبائه لعلهم باذاقة عذاب البلاء والمحن انتبهوا من نوم الغفلة وتداركوا ايام العطلة قبل ان يذيقهم العذاب الاكبر بالخذلان والهجران وقسوة القلب كما قال تعالى

{ ونقلب افئدتهم } الآية لعلهم يرجعون الى صدق طلبهم وعلو محبتهم

٢٢

{ ومن اظلم } [ وكيست ستمكارتر ]

{ ممن ذكر بآيات ربه } اى وعظ بالقرآن

{ ثم اعرض عنها } فلم يتفكر فيها ولم يقبلها ولم يعمل بموجبها وثم لاستبعاد الاعراض عنها مع غاية وضوحها وارشادها الى سعادة الدارين كقولك لصاحبك دخلت المسجد ثم لم تصل فيه استبعادا لتركه الصلاة فيه . والمعنى هو اظلم من كل ظالم وان كان سبك التركيب على نفى الاعظم من غير تعرض لنفى المساوى

{ انا من المجرمين } اى من كل من اتصف باجرام وان هانت جريمته

{ منتقمون } فكيف من كان اظلم من كل ظالم واشد جرما من كل مجرم : وبالفارسية [ انتقام كشيد كانيم هلاك وعذاب ] يقال نقمت من الشئ ونقمته اذا انكرته اما باللسان

واما بالعقوبة والنقمة العقوبة والانتقام [ كينه كشيدن ] فاذانبه العبد بانواع الزجر وحرك فى تركه حدود الوفاق بصنوف من التأديب ثم لم يرتدع عن فعله واغتر بطول سلامته وامن هواجم مكر اللّه وخفايا امره اخذه بغته بحيث لا يجد فرجة من اخذته كما قال

{ انا من المجرمين } اى المصرين على جرمهم

{ منتقمون } بخسارة الدارين : قال الحافظ

كمين كهست وتوخوش تيزميروى هش دار ... مكن كه كرد بر آيد زشهرة عدمت

وفى الحديث ( ثلاثة من فعلن فقد اجرم من عقد لواء فى غير حق ومن عق لوالديه ومن نصر ظالما )

واعلم ان الظلم اقبح الامور ولذلك حرمه اللّه على نفسه فينبغى للعاقل ان يتعظ بمواعظ اللّه ويتخلق باخلاقه ويجتنب عن اذية الروح بموافقة النفس والطبيعة واذية عباد الله

وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما انه استند الى جدار الكعبة وقال يا كعبة ما اعظم حرمتك على اللّه لكنى لوهدمتك سبع مرات كان احب الى من ان اوذى مسلما مرة واحدة

وعن وهب بن منبه انه قال جمع عالم من علماء بنى اسرائيل سبعين صندوقا من كتب العلم كل صندوق سبعون ذراعا فاوحى اللّه تعالى الى نبى ذلك الزمان ان قل لهذا العالم لا تنفعك هذه العلوم وان جمعت اضعافا مضاعفة ما دام معك ثلاث خصال حب الدنيا ومرافقة الشيطان واذى مسلم فهذه الاسباب توقع الانسان فى ورطة الانتقام وانتقام اللّه لا يشبه انتقام غيره ألا ترى انه وصف العذاب الاكبر

وفى الحديث ( ان فى اهون باب منها سبعين الف جبل من نار وفى كل جبل سبعون الف واد من نار وفى كل واد سبعون الف شعب من نار وفى كل شعب سبعون الف مدينة من نار وفى كل مدينة سبعون الف شعب من نار وفى كل شعب سبعون الف مدينة من نار وفى كل صندوق سبعون الف نوع من العذاب ليس فيها عذاب يشاكل عذابا ) فسمع عمر رضى اللّه عنه با ليتنى كنت طيرا فى المفازة ولم اسمع ان يحفظنا من الوقوع فى اسباب العذاب والوقوف فى مواقف المناقشة وسوء الحساب وهو الذى خلق فهدى اى طريق رضاه ومنه الثبات على دينه الموصل الى جنته وقربته ووصلته ولقاه

٢٣

{ ولقد آتينا موسى الكتاب } اى التوراة

{ فلا تكن فى مرية } اى شك

وفى المفردات المرية التردد فى الامر وهو اخص من الشك

{ من لقائه } اللقاء [ ديدن ] يقال لقيه كرضيه رآه

قال الراغب يقال ذلك فى الادراك بالحس بالبصر وبالبصيرة وهو مضاف الى مفعوله . والمعنى ن لقاء موسى الكتاب فانا القينا عليه التوراة

يقول الفقير هذا هو الذى يستدعيه ترتيب الفاء على ما فبلها

فان قلت ما معنى النهى وليس له عليه السلام فى ذلك شك اصلا

قلت فيه تعريض للكفار بانهم فى شك من لقائه اذ لو يكن لهم فيه شك لآمنوا بالقرآن اذفى التوراة وسائر الكتب الآلهية ما يصدق القرآن من الشواهد والآيات فايتاء الكتاب ليس ببدع حتى يرتابوا فيه فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين

وفى التأويلات النجمية يشير الى ان موسى عليه السلام لما اوتى الكتاب وهو حظ سمعه فلا تسك يا محمد ان يحظى غدا حظ بالرؤية ولكن بشفاعتك وبركة متابعتك واختصاسه فى دعائه بقوله اللهم اجعلنى من امة احمد فان الرؤية مخصوصة بك وبامتك بتبعيتك

{ وجعلناه } اى الكتاب الذى آتيناه موسى

{ هدى } من الضلالة : وبالفارسية [ راه نماينده ]

{ لبنى اسرائيل } لانه انزل اليهم وهم متعبدون به دون بنى اسماعيل وعليهم يحمل الناس فى قوله تعالى { قل من انزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس }

٢٤

{ وجعلنا منهم } اى من بنى اسرائيل

{ ائمة } جمع امام بمعنى المؤتم والمقتدى به قولا وفعلا : بالفارسية [ ييشوا ]

{ يهدون } يرشدون الخلق الى الحق بما فى التوراة من الشرائع والاحكام والحكم

{ بامرنا } اياهم بذلك او بتوفيقنا لهم

{ لما صبروا } على الحق فى جميع الامور والاحوال وهى شرط لما فيها من معنى الجزاء نحو احسنت اليك لما جئتنى والتقدير لما صبر الائمة اى العلماء من بنى اسرائيل على المشاق وطريق الحق جعلناهم ائمة او هى ظرف بمعنى الحين اى جعلناهم ائمة حين صبروا

{ وكانوا بآياتنا } التى فى تضاعيف الكتاب

{ يوقنون } لامعانهم فيها النظر والايقان [ بى كمان شدن ] ولا تشك انها من عندنا كما يشك الكفار من قومك فى حق القرآن

وفيه اشارة الى انه كما ان اللّه تعالى جعل التوراة هدى لبنى اسرائيل فاهتدوا بها الى مصالح الدين والدنيا كذلك جعل القرآن هدى لهذه الامة المرحومة يهتدون به الى الشرائع والحقائق وكما انه جعل من بنى اسرائيل قادة ادلاء كذل جعل من هذه الامة سادة اجلاء بل رجحهم على الكل بكل كمال فان الافضل اولى باحراز الفضائل كلها

قال الشيخ العارف ابو الحسن الشاذلى قدس سره رأيت النبى صلّى اللّه عليه وسلّم فى النوم باهى موسى وعيسى عليهما السلام بالامام الغزالى قدس سره وقال أفى امتكما حبر كذا قالا لا ورضى اللّه عن جميع الاولياء والعلماء ونفعنا بهم فانظر ما اشرف علم هذه الامة وما اعز معرفتهم ولذا يشرفون يوم القيامة بكل حلية كما قال بعض الاخيار رأيت الشيخ ابا اسحق ابراهيم ابن على بن يوسف الشيرازى رحمه اللّه فى النوم بعد وفاته وعليه ثياب بيض وعلى رأسه تاج فقلت له ما هذا البياض فقال شرف الطاعة قلت والتاج قال عز العلم

قال بعض الكبار من عدم الانصاف عدم ايمان الناس بما جاء به الانبياء المعصومون وعدم الايمان بما اتى به الاولياء المحفوظون فان البحر واحد فمن آمن بما جاء به الاصل من الوحى يجب ان يؤمن بما جاء به الفرع من الالهام بجامع الموافقة وقد ثبت ان العلماء ورثة الانبياء فعلومهم علومهم ففى الاتباع لهم فى اقوالهم وافعالهم واحوالهم اجر كثير وثواب عظيم ونجاة من المهلك كما قال الحافظ

يار مردان خدا باش كه در كشتى نوح ... هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا

٢٥

{ ان ربك هو يفصل } يقضى

{ بينهم } بين الانبياء واممهم المكذبين واممهم المكذبين او بين المؤمنين والمشركين

{ يوم القيمة } فيميز بين المحق والمبطل [ وهريك را مناسب او جزا دهد ] وكلمة هو للتخصيص والتأكيد وان ذلك الفصل يوم القيامة ليس الا اليه وحده لا يقدر عليه احد سواه ولا يفوّض الى من عداه

{ فيما كانوا فيه يختلفون } من امور الدين هنا اى فى الدنيا

قال بعض الكبار ان اللّه تبارك وتعالى يحكم بين عباده لوجوده . او لها لعزتهم لانهم عنده اعز من ان يجعل حكمهم الى احد من المخلوقين بل هو بفضله وكرمه يكون حاكما عليهم . وثانيها غيره عليهم لئلا يطلع على احوالهم احد غيره . وثالثها رحمة وكرما فانه ستار لا يفشى عيوبهم ويستر عن الاغيار ذنوبهم . ورابعها لانه كريم ومن سنة الكرام انهم اذا مروا باللغو مرواكراما . وخامسها فضلا وعدلا لانه الخالق الحكم الذى خلقهم وما يعملون على مقتضى حمكته ووفق مشيئته فان رأى منهم حسنا فذلك من نتائج احسانه وفضله وان رأى منهم قبحا فذلك من موجبات حكمته وعدله وانه

{ لا يظلم مثقال ذرة وان تلك حسنة يضاعفها } الآية . وسادسها عناية وشفقة فانه تعالى خلقهم ليربحوا عليه لا ليربح عليهم فلا يجوز من كرمه ان يخسروا عليه . وسابعها رحمة ومحبة فانه تعالى بالمحبة خلقهم لقوله

{ فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لا عرف } وللمحبة خلقهم لقوله

{ يحبهم ويحبونه } فينظر فى شأنهم بنظر المحبة والرضى

وعين الرضى عن كل عيب كليلة ... وثامنها لطفا وتكريما فانه نادى عليهم بقوله

{ ولقد كرمنا بنى آدم } فلا يهين من كرّمه . وتاسقها عفوا وجودا فانه تعالى عفو يحب العفو فان رأى جريمة فى جريدة العبد يحب عفوها وانه جواد يحب ان يجود عليه بالمغفرة والرضوان . وعاشرها انه تعالى جعلهم خزائن اسراره فهو اعلم بحالهم واعرف بقدرهم فانه خمر طينتهمبيده اربعين صباحا وجعلهم مرآة يظهر بها جميع صفاته عليهم لا على غيرهم ولو كان الملائكة المقربين ألا ترى انه تعالى لما قال

{ انى جاعل فى الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويفسك الدماء } فما عرفوهم حق معرفتهم حتى قال تعالى فيهم عزة وكرامة

{ انى اعلم ما لا تعلمون } اى من فضائلهم وشمائلهم فانهم خزائن اسرارى ومرآة جمالى وجلالى فانتم تنظرون اليهم بنظرة الغيرة وانا انظر اليهم بنظر المحبة والرحمة فلا ترون منهم الا كل قبيح ولا أرى منهم الا كل جميل فلا ارضى ان اجعلكم حاكما بينهم بل بفضلى وكرمى انا افضل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فاحسن الى محسنهم واتجاوز عن مسيئهم فلا يكبر علىّ اختلافهم لعلمى انهم لايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم

فعلى العاقل ان يرفع الاختلاف من البين ولا يقع فى البين فان اللّه تعالى قد هدى بهداية القرآن الى طريق القربات ولكن ضل عن الاتفاق الاعضاء والقوى فى قطع العقبات اللهم ارحم انك انت الجواد الاكرم

٢٦

{ أولم يهد لهم } تخويف لكفار مكة اى اغفلوا ولم يبين لهم آمال امرهم والفاعل ما دل عليه قوله

{ كم اهلكنا } اى كثرة اهلاكنا لان كم لا يقع فاعلا فلا يقال جاءنى كم رجل

{ من قبلهم من القرون } مثل عاد وثمود وقوم لوط . والقرن اسم لسكان الارض عصرا والقرون سكانها على الاعاصير

{ يمشون فى مساكنهم } الجملة حال من ضمير يعنى اهل مكة يمرون فى متاجرهم على ديار الهالكين وبلادهم ويشاهدون آثار هلاكهم وخراب منازلهم

{ ان فى ذلك } الاهلاك وما يتعلق به من الآثار

{ لآيات } حججا ومواعظ لكل مستبصر ومعتبر : وبالفارسية [ عبرتهاست مر امم آتيه را ]

{ أفلا تسمعون } آيات اللّه ومواعظه سماع تدبر واتعاظ فينتهوا عماهم عليه من الكفر والكذيب

كسى راكه بندار درسر بود ... ميندار هركز كه حق بشنود

زعلمش ملال آيد ازوعظ ننك ... شقايق بباران نرويد زسنك

٢٧

{ أولم يروا انا نسوق الماء } السوق [ راندن ] والمراد سوق السحاب الحامل للماء لانه هو الذى ينسب الى اللّه تعالى

واما السقى بالانهار فمنسوب الى العبد وان كان الانبات من اللّه تعالى ولما كان هذا السوق وما بعده من الاخراج محسوسا حمل بعضعهم الرؤية على البصرية ويدل عليه ايضا آخر الآية وهو أفلا يبصرون

وقال فى بحر العلوم حملا على المقصود من النظر اى قد علموا انا نسوق الماء : وبالفارسية [ آيا نمى بينند ونميد انندكه ما آب را در ابر ميرانيم ]

{ الى الارض الجرز } اى التى حرز نباتها اى قطع وازبل بالكلية لعدم المطر ولغيره كالرعى لا التى لا تنبت لقوله

{ فنخرج } من تلك الارض

{ به } اى بسبب ذلك الماء المسوق

{ زرعا } [ كشت زارها وغلات واشجار ] وهو فى الاصل مصدر عبربه عن عن المزروع

{ تأكل منه } اى من ذلك الزرع

{ انعامهم } [ جهار يايان ايشان ] كالتبن والقصيل والورق وبعض الحبوب المخصوصة بها

{ وانفسهم } كالحبوب التى يقتاتها الانسان والثمار

{ أفلا يبصرون } اى ألا ينظرون فلا يبصرون ذلك فيستدلون به على وحدته وكمال قدرته وفضله تعالى وانه الحقيق بالعبادة وان لا يشرك به بعض خلقه من ملك وانسان فضلا عن جماد لا يضر ولا ينفع وايضا فيعلمون انا نقدر على اعادتهم واحيائهم

قال ابن عطاء فى الاية نوصل بركات المواعظ الى القلوب القاسية المعرضة عن الحق فتتعظ بتلك المواعظ

قال بعضهم يسوق مياه معرفته من بحار تجلى جلاله الى ارض القلوب الميتة فينبت نرجس الوصلة وياسمين المودة وريحان المؤانسة وبنفسج الحكمة وزهر الفطنة وورد المكاشفة وشقائق الحقيقة

وقال بعضهم نسوق ماء الهداية الى القلوب الميتة فنسقى حدائق وصلهم بعد جفاف عودها وزوال المأنوس من معهودها فيعود عودها مورقا بعد ذبوله حاكيا لحالة حال حصوله فنخرج به زرعا من الواردات التى تصلح لزينة النفوس ومن المشاهدات التى تصلح لتغذية القلوب ولا يخفى ان الهداية على انواع فهداية الكافر الى الايمان وهداية المؤمن الفاسق الى الطاعات وهداية المؤمن المطيع الى الزهد والورع وهداية الزاهد المتورع الى المعرفة وهداية العارف الى الوصول وهداية الواصل الى الحصول فعند الحصول تنبت حبة القلب بفيض الالهام الصريح نباتا لا جفاف لها بعده فمن ههنا يأخذ الانسان الكامل فى الحياة الباقية وينبغى لطالب الحق ان يجتهد فى طريق العبودية فان الفيض والنماء انما يحصل من طريق العبادات ولذا جعل اللّه الطاعات رحمة على العباد ألا ترى ان الانسان اذا صلى صلاة الفجر يقع فى بحر المناجاة مع اللّه ولكن تنقطع هذه الحالة الى صلاة الظهر بالنسبة الى الانسان الناقص اذربما يشتغل فى البين بما ينقطع به المدد فصلاة الظهر اذا تجدد له حالته وهكذا فتكرر الصلوات فى الليل والنهار كتكرر سقى الارض والزرع صباحا ومساء وكذا الصوم فان شهر رمضان يفتح فيه باب القلب ويغلق باب الطبيعة فيحصل للصائم صفة الصمدية فيكون كالملائكة فى المحل ففى تكرر رمضان عليه امداد له لتكميل تلك الصفة الالهية وانما لا يظهر اثر الطاعات فى حق العوام لانهم لا يؤدونها من طريقها وبشرائطها فاللّه تعالى قادر على ان ينقذهم من شهواتهم ويخرجهم من دائرة غفلاتهم ومن استعجز القدرة الالهية فقد كفر

قال فى شرح الحكم وان اردت الاستعانة على تقوية رجائك فانظر الحال من كان مثلك ثم انقذه اللّه وخصه بعنايته كابراهيم بن ادهم وفضيل بن عياض وابن المبارك وذى النون ومالك بن دينار وغيرهم من محرومى البداية ومرزوقى النهاية : وفى المثنوى

ساية حق برسر بنده بود عاقبت جوينده يابنده بود

كت ييغمبر كه جون بى درى ... عاقبت زان در برون آيد سرى

جون نشينى برسر كوى كسى ... عاقبت بينى توهم روى كسى

جون زجاهى ميكنى هر روز خاك ... عاقبت اندر رسى در آب باك

جملة دانند اين اكر تو نكروى ... هرجه ميكاريش روزى بد روى

وقال فى موضع آخر

جون صلاى وصل بشنيدن كرفت ... اندك اندك مرده جنبيدن كرفت

نى كم ازخا كست كز عشوة صبا ... سبز بوشد سر برآرد ازقنا

كم زآب نطفة نبود كز خطاب ... بوسفان زايند رخ جون آفتاب

كم زبادى نيست شد از امركن ... درر حم طاوس ومرغ خوش سخن

كم زكوه وسنك نبود كز ولاد ... ناقة كان ناقة زاد زاد

٢٨

{ ويقولون } وذلك ان المؤمنين كانوا يقولون لكفار مكة ان لنا يوما يفتح اللّه فيه بيننا اى يحكم ويقضى يريدون يوم القيامة او ان اللّه سيفتح لنا على المشركين ويفصل بينا وبينهم وكان اهل مكة اذا سمعوه يقولون بطريق الاستعجال تكذيبا اواستهزاء

{ متى هذا الفتح } اى فى أى وقت يكون الحكم والفصل او النصر والظفر

{ ان كنتم صادقين } فى انه كائن

٢٩

{ قل } تبكيتالهم وتحقيقا للحق لا تستعجلوا ولا تستهزئوا فان

{ يوم الفتح } يوم ازالة الشبهة باقامة القيامة فان اصله ازالة الاغلاق والاشكال او يوم الغلبة على الاعداء

{ لا ينفع الذين كفروا ايمانهم } فاعل لا ينفع والموصول مفعوله

{ ولا هم ينظرون } يمهلون ويؤخرون فان الانظار بالفارسية [ زمان دادن ] اما اذا كان المراد يوم القيامة فان الايمان يومئذ لا ينفع الكافر لفوات الوقت ولا يمهل ايضا فى ادراك العذاب ولا فى بيان العذر فانه لا عذر له

واما اذا كان المراد يوم النصرة كيوم بدر فانه لا ينفع ايمانه حال القتل اذ هو ايمان يأس كايمان فرعون حين الجمة الغرق ولا يتوقف فى قتله اصلا والعدول عن تطبيق الجواب على ظاهر سؤالهم للتنبيه على انه ليس مما ينبغى ان يسأل عنه لكونه ارما بينا غنيا من الاخبار وكذا ايمانهم واستنظارهم يومئذ وانما المحتاج الى البيان عدم نفع ذلك الايمان وعدم الانظار

٣٠

{ فاعرض عنهم } اى لا تبال بتكذيبهم : وبالفارسية [ بس روى بكردان بطريق اهانت از ايشان تامدت معلوم يعنى تانزول آية السيف ]

{ وانتظر } النصرة عليهم وهلاكهم لصدق وعدى

{ انهم منتظرون } الغلبة عليك وحوادث الزمان من موت او قتل فيستريحوا منك او اهلاكهم كما فى قوله تعالى

{ هل ينظرون الا ان يأتيهم اللّه } الآية ويقرب منه ما قيل وانتظر عذابنا فانهم منظرون فان استعجالهم المذكور وعكوفهم على ما هم عليه من الكفر والمعاصى فى حكم انتظارهم العذاب المترتب عليه لا محالة وقد انجز اللّه وعده فنصر عبده وفتح للمؤمنين وحصل امانيهم اجمعين

شكر خداكه هرجه طلب كردم ازخدا ... برمنتهاى همت خود كامران شدم

قال بعضهم

هركوا اقبال باشد رهنمون ... دشمنش كردد بزودى سرنكون

وفى الآية حث على الانتظار والصبر

قد يدرك المتأنى بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل

واشارة الى ان اهل الاهواء ينكرون على الاولياء ويستدعون منهم اظهار الكرامات وعرض الفتوحات ولكن اذا فتح اللّه على قلوب اوليائه لا ينفع الايمان بفتوحهم زمرة اعدائه اذ لم يقتدروا لهم ولم يهتدوا بهدايتهم فمالهم الا الحسرات والزفرات فانتظار المقر المقبل لفتوحات الالطاف وانتظار المنكر المدبر لهواجم المقت وخفايا المكر والقهر نعوذ باللّه تعالى . وفى الحديث ( من قرأ الم تنزيل وتبارك الذى بيده الملك اعطى من الاجر كأنما احيى ليلة القدر ) وفى الحديث ( ومن قرأ الم تنزيل فى بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة ايام ) كما فى الارشاد وفى الحديث ( تجيئ الم تنزيل السجدة يوم القيامة لها جناحان تطاير صاحبها وتقول لا سبيل عليك ) كما فى بحر العلوم وروى عن جابر رضى اللّه عنه ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذى بيده الملك ويقول ( هما تفضلان كل سورة فى القرآن بسبعين حسنة فمن قرأهما كتب له سبعون حسنة ومحى عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة ) وعن ابى هريرة رضى اللّه عنه كان النبى عليه السلام يقرأ فى الفجر يوم الجمعة الم تنزيل وهل اتى على الانسان كما فى كشف الاسرار . ويسن عند الشافعى واحمد ان يقرأ فى فجر يوم الجمعة فى الركعة الاولى الم السجدة وفى الثانية هل اتى على الانسان وكره احمد المداومة عليها لئلا يظن انها مفضلة بسجده وعند ابى حنيفة ومالك لا يسن بل كره ابو حنيفة تعيين سورة غير الفاتحة لشئ من الصلوات لما فيه من هجران الباقى كما فى فتح الرحمن

قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر ان من ادب العارف اذا قرأ فى صلاته المطلقة ان لا يقصد قراءة سورة معينة او آية وذلك لانه لا يدرى اين يسلك به ربه من طريق مناجاته فالعارف يقرأ بحسب ما يناجيه به من كلامه وبحسب ما يلقى اليه الحق فى خاطره كما فى الكبريت الاحمر نسأل اللّه سبحانه ان يجعلنا ممن يقوم بكلامه آناء الليل واطراف النهار ويتحق بمعانية ومناجاته فى السر والجهار

تمت سورة السجدة بعون اللّه تعالى يوم الاحد الرابع من شهر رمضان المتنظم فى شهور سنة الف ومائة وتسع

﴿ ٠