سُورَةُ الْأَحْزَابِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ ثَلاَثٌ وَسَبْعُونَ آيَةً ١ { يا ايها النبى } من النبأ وهو خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم او غلبه ظن وسمى نبيا لانه منبئ اى مخبر عن اللّه بما تسكن اليه العقول الزكية او من النبوة اى الرفعة محل النبى عن سائر الناس المدلول عليه بقوله { ورفعناه مكانا عليا } ناداه تعالى بالنبى لا باسمه اى لم يقل يا محمد كما قال يا آدم ويا نوح ويا موسى ويا عيسى ويا زكريا ويا يحيى تشريفا فهو من الالقاب تدل على شرف المسمى واما تصريحه باسمه فى قوله { محمد رسول اللّه } فلتعليم الناس انه رسول اللّه ولعتقدوه كذلك ويجعلوه من عقائدهم الحقة [ در اسباب نزول مذكوراست كه ابو سفيان وعكرمة وابو الاعور بعد ازواقعة احد ازمكة بمدينة آمده در مركز نفاق يعنى وثاق ابن ابى نزول كردند ديكر ازرسول خدا درخواستند تايشانرا امان دهد وباوى سخن كويند رسول خدا ايشانرا امان داد باجمعى ازمنافقان برخاستند بحضرت مصطفى عليه السلام آمدند وكفتند ( ارفض ذكر آلهتنا وقل انها تشفع يوم القيامة وتنفع لمن عبدها ونحن ندعك وربك ) اين سخن بدان حضرت شاق آمد روى مبارك درهم كشيد عبد اللّه ابن ابىّ ومقت بن قشير وجد بن قيس از منافقان كفتند يا رسول اللّه سخن اشراف عرب را باور كن كه صلاح كلى درضمن آنست فاروق رضى اللّه عنه حميت اسلام وصلابت دين دريافته قصد قتل كفره فرمود حضرت عليه السلام كفت اى عمر من ايشانرا بجان امان داده ام تونقض عهد مكن فاخرجهم عمر رضى اللّه عنه من المسجد بل من المدينة وقال اخرجوا فى لعنة اللّه وغضبه فنزلت هذه الآية { اتق اللّه } فى نقض العهد ونبذ الامان واثبت على التقوى وزد منها فانه ليس لدرجات التقوى نهاية وانما حملت على الدوام لان المشتغل بالشئ لا يؤمر به فلا يقال للجالس مثلا اجلس امره اللّه بالتقوى تعظيما لشأن التقوى فان تعظيم المنادى ذريعة الى تعظيم شان المنادى له قال فى كشف الاسرار يأتى فى القرآن الامر بالتقوى كثيرا لتعظيم ما بعده من امر او نهى كقول { اتقوا اللّه وآمنوا برسوله } وقول لوط { اتقوا اللّه ولا تخزون فى ضيفى } قال فى الكبير لا يجوز حمله على غفلة النبى عليه السلام لان قوله النبى ينافى الغفلة لان النبى خبير فلا يكون غافلا قال ابن عطاء ايها المخبر عنى خبر صدق والعارف فى معرفة حقيقية اتق اللّه فى ان يكون لك الالتفات الى شئ سواى اعلم ان التقوى فى اللغة بمعنى الاتقاء وهو اتخاذ الوقاية وعند اهل الحقيقة هو الاحتراز بطاعة اللّه من عقوبته وصيانة النفس عما تستحق به العقوبة من فعل او ترك قال بعض الكبار المتقى اما ان يتقى بنفسه عن الحق تعالى واما بالحق عن نفسه والاول هو الاتقاء باسناد النقائص الى نفسه عن اسنادها الى الحق سبحانه فيجعل نفسه وقاية له تعالى والثانى هو الاتقاء باسناد الكمالات الى الحق سبحانه فيجعل الحق وقاية لنفسه والعدم نقصان فهو مضاف الى العبد والوجود كال فهو مضاف الى اللّه تعالى وفى كشف الاسرار [ آشنا باتقوى كسانند كه بيناه طاعت شوند ازهرجه معصيتشت واز حرام بيرهيزند خادمان تقوى ايشانندكه بيناه احتياط شوند واز هرجه شبهتست بيرهيزند كنند كه ديكران از معاصى ] ما سواى حق مثال كلخنست ... تقوى ازوى جون حمام روشنست هركه در حمام شد سيماى او ... هست ييدا برزخ زيباى او { ولا تطع } اى المجاهرين بالكفر { والمنافقين } اى المضمرين له اى دم على ما انت عليه من انتفاء الطاعة لهم فيما يخالف شريعتك ويعود بوهن فى الدين وذلك ان رسول اللّه لم يكن مطيعالهم حتى ينهى عن اطاعتهم لكنه اكد عليه ما كان ثبت على التزامه والاطاعة الانقياد وهو لا يتصور الابعد الامر . فالفرق بين الطاعة والبعادة ان الطاعة فعل يعمل بالامر لا غير بخلاف العبادة { ان اللّه كان } على الاستمرار والدوام لا فى جانب الماضى فقط { عليما } بالمصالح والمفاسد فلا يأمرك الا بما فيه مصلحة ولا ينهاك الاعما فيه مفسدة { حكيما } لا يحكم الا بما تقتضيه الحكمة البالغة |
﴿ ١ ﴾