٣١ { ومن يقنت منكن } ومن تدم على الطاعة : وبالفارسية [ وهركه مداومت كندبر طاعت از شماكه ازواج ييغمبر يد ] قال الراغب القنوت لزوم الطاعة مع الخضوع { لله ورسوله } [ مرخدا ورسول اورا ] { مرتين } مرة على الطاعة والتقوى واخرى على طلبها رضى رسول اللّه بالقناعة وحسن المعاشرة قال مقاتل بحسنة عشرين { واعتدنا لها } فى الجنة زيادة على اجرها المضاعف . والاعتاد التهيئة من العتاد وهو العدة قال الراغب الاعتاد ادّخار الشئ قبل الحاجة اليه كالاعداد وقيل اصله اعددنا فابدلت تاء { رزقا كريما } اى الكريم مرضيا قال فى المفردات كل شئ يشرف فى بابه فانه كريم وفيه اشارة الى ان الرزق الكريم فى الحقيقة هو نعيم الجنة فمن اراده يترك التنعم فى الدنيا قال عليه السلام لمعاذ رضى اللّه عنه ( اياك والتنعيم فان عباد اللّه ليسوا بمتنعمين ) يعنى ان عباد اللّه الخلص لا يرضون نعيم الدنيا بدل نعيم الآخرة فان نعيم الدنيا فان شنيدم كه جمشيد فرخ شرشت ... بسر جشمة بربسنكى نبشت برين جشمه جون ما بسى دم زدند ... برفتند جون جشم برهم زدند وفى الآية اشارة الى ان الطاعة والعمل الخالص من غير شوب بطمع الجنة ونحوها يوجب اجرا بمزيد فى القربة وبتبعيتها يوجب اجرا آخر فى درجات الجنة والعمل بالنفس يزيد فى وجودها واما العمل وفق اشارة المرشد ودلالة الانبياء والاولياء فيخلصها من الوجود وعلامة الخلاص من الوجود العمل بالحضور والتوجه التام لا بالانقلاب والاضطراب ألا ترى ان بعض المريدين دخل التنور اتباعا لامر شيخه ابى سليمان الدارانى رحمه اللّه فلم يحترق منه شئ وكيف يحترق ولم يبق منه سوى الاسم من الوجود وهذا هو الشهود وهو الرزق الكريم فان الكريم هو اللّه فيرزق المخلص من المشاهدات الربانية والمكاشفات والمكالمات مزيدا على القربة وهذا معنى قوله تعالى { وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما } الا ترى ان ابراهيم الخليل عليه السلام لم يحترق فى نار النمرود بل وجد الرزق الكريم من اللّه الودود لان كل نعيم ظاهرى لاهل اللّه فانما ينعكس من نعيم باطنى لهم وحقيقة الاجر انما تعطى فى النشأة الآخرة لان هذه النشأة لا تسعها لضيقها نسأل اللّه القنوت والعمل ونستعيذ به من الفتور والكسل فان الكسل يورث الغفلة والحجاب كما ن العمل يورث الشهود وارتفاع النقاب فان التجليات الوجودية مظاهر التجليات الشهودية ومنه يعرف سر قوله عليه السلام ( دم على الطهارة يوسع عليك الرزق ) فكما ان الطهارة الصورية تجلب بخاصيتها الرزق الصورى فكذا الطهارة المعنوية تجذب بمقتضاها الرزق المعنوى فيحصل لكل من الجسم والروح غذاؤه ويظهر سر الحياة الباقية فان اذواق الروح لا نهاية لها لا فى الدنيا ولا فى الآخرة : وفى المثنوى اين زمين وسختيان بردست وبس ... اصل روزى از خدا دان هرنفس رزق ازوى جو مجو از زيد وعمرو ... مستى ازوى جو مجو اتز بنك وخمر منعمى زوخواه نى از كنج ومال ... نصرت ازوى خواه نى ازعم وخال اللهم اجعلنا من خلص العباد وثبت اقدامنا فى طريق الرشاد بحق النون والصاد |
﴿ ٣١ ﴾