٣٣

{ وقرن } [ وآرام كيريد ]

{ فى بيوتكن } [ درخانهاى خويش ]

قرأ نافع وعاصم وابو جعفر بفتح القاف فى المضارع من باب علم واصله اقررن نقلت حركة الراء الى القاف وحذفت لالتقاء الساكنين ثم حذفت همزة الوصل استغناء عنها فصار قرن ووزنه الحالى فلن والاصل افعلن والباقون بكسرها لما انه امر من وقر يقر وقارا اذا ثبت وسكن واصله او قرن فحذفت الواو تخفيفا ثم الهمزة استغناء عنها فصار قرن ووزنه الحالى فلن . والمعنى الزمن يا نساء النبى بيوتكن واثبتن فى مساكنكن . والخطاب وان كان لنساء النبى فقد دخل فيه غيرهن روى ان سودة بنت زمعة رضى اللّه عنها من الازواج المطهرة ما خطت باب حجرتها لصلاة ولا لحج ولا لعمرة حتى اخرجت جنازتها من بيتها فى زمن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه

وقيل لها لم لا تحجبين ولا تعتمرين فقالت قيل لنا { وقرن فى بيوتكن }

زبيكانكان جشم زن كور باد ... جوبيرون شد ازخانه در كورباد

وفى الخبر ( خير مساجد النساء قعر بيوتهن ) { ولا تبرجن }

قال الراغب يقال ثوب متبرج صور عليه بروج واعتبر الحسنة فيكون المعنى [ اظهار بيرايها مكنيد ] ويدل عليه قوله فى تهذيب المصادر [ التبرج : بزن خويشتن را بيار استن ] قال تعالى

{ ولا تبرجن } واصل التبرج صعود البرج وذلك ان من صعد البرج ظهر لمن نظر اليه قاله ابوعلى انتهى

وقيل تبرجت المرأة ظهرت من برجها اى قصرها ويدل على ذلك قوله ولا تبرجن كما فى المفردات

وقال بعضهم ولا تتبخترن فى مشيكن

{ تبرج الجاهلية الاولى } اى تبرجا مثل تبرج النساء فى ايام الجاهلية القديمة وهى ما بين آدم ونوح وكان بين موت آدم وطوفان نوح الف ومائتا سنة واثنتان وسبعون سنة كما فى التكملة . والجاهلية الاخرى ما بين محمد وعيسى عليهما السلام

قال ابن الملك الجاهلية الزمان الذى كان قبل بعثته عليه السلام قريبا منها سمى به لكثرة الجهالة انتهى روى ان بطنين من ولد آدم سكن احدهما السهل والآخر الجبل وكان رجال الجبل صباحا وفى نسائهم دمامة والسهل بالعكس فجاء ابليس وآجر نفسه من رجل سهلى وكان يخدمه فاتخذ يستمعون اليه واتخذوا عيدا يجتمعون اليه فى السنة فتبرج النساء للرجال وتزينوا لهن فهجم رجل من اهل الجبل عليهم فى عيدهم فرأى النساء وصباحتهن فاخبر اصحابه فتحولوا اليهم فنزلوا معهم وظهرت الفاحشة فيهن فذلك قوله

{ ولا تبرجن } الخ وذلك بعد زمان ادريس

قال الكاشفى [ اصح آنست كه جاهليت اولى درزمان حضرت ابراهيم عليه السلام بودكه زنان لباسها بمرواريد بافته بوشيده خودرا درميان طريق بمردان عرض كردندى ]

وقيل الجاهلية الاخرى قوم يفعلون مثل فعلهم فى آخر الزمان.

وفى الحديث ( صنفان من اهل النار لم ارهما بعد ) يعنى فى ايديهم سياط ( كأذناب البقر يضربون بها الناس ) جمع سوط تسمى تلك السياط فى ديار العرب بالمقارع جمع مقرعة وهى جلد طرفها مشدود عرضه كعرض الاصبع الوسطى يضربون بها السارقين عراة

وقيل هم الطوافون على ابواب الظلمة كالكلاب يطردون الناس عنها بالضرب والسباب

{ ونساء } يعنى ثانيهما نساء ( كاسيات ) يعنى فى الحقيقة ( عاريات ) يعنى فى المعنى لانهن يلبسن رقاقا نصف ما تحتها او معناه عاريات من لباس التقوى وهن اللاتى يلقين ملاحفهن من ورائهن فتنكشف صدورهن كنساء زماننا . او معناه كاسيات بنعم اللّه عاريات عن الشكر يعنى نعيم الدنيا لا ينفع فى الآخرة اذا خلا عن العمل الصالح وهذا المعنى غير مختص بالنساء ( مميلات ) اى قلوب الرجال الى الفساد بهن او مميلات اكنافهن واكفالهن كما تفعل الرقاصات او مميلات مقانعهن عن رؤسهن لتظهر وجوههن ( مائلات ) اى الى الرجال او معناه متبخترات فى مشيهن ( رؤسهن كأسنمة البخث ) يعنى يعظمن رؤسهن بالخمر والقلنسوة حتى تشبه اسنمة البخت او معناه ينظرن الى الرجال برفع رؤسهن ( المائلة ) لان اعلى السنام يميل لكثرة شحمه ( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد مسيرة اربعين عاما )

{ واقمن الصلاة } التى هى اصل الطاعات البدنية

{ وآتين الزكاة } التى هى اشرف العبادات المالية اى ان كان لكن مال كما فى تفسير ابى الليث

{ واطعن اللّه ورسوله } فى سائر الاوامر والنواهى

وقال بعضهم اطعن اللّه فى الفرائض ورسوله فى السنن

{ انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس } الرجس الشئ القذر اى الذنب المدنس لعرضكم وعرض الرجل جانبه الذى يصونه وهو تعليل لامرهن ونهيهن على الاستئناف ولذلك عم الحكم بتعميم الخطاب لغيرهن وصرح بالمقصود حيث قيل

{ اهل البيت } اى يا اهل البيت والمراد به من حواه بيت النبوة رجالا ونساء

قال الراغب اهل الرجل من يجمعه واياهم نسب او دين او ما يجرى مجراهما من صناعة وبيت وبلد وضيعة فاهل الرجل فى الاصل من يجمعه واياهم مسكن واحد ثم تجوّز به فقيل اهل بيت الرجل لمن يجمعه واياهم نسب وتعورف فى اسرة النبى عليه السلام مطلقا اذا قيل اهل البيت يعنى اهل البيت متعارف فى آل النبى عليه السلام من بنى هاشم ونبه عليه السلام بقوله ( سلمان منا اهل البيت ) على ان مولى القوم يصح نسبته اليهم . والبيت فىلاصل مأوى الانسان بالليل ثم قد يقال من غير اعتبار الليل فيه وجمعه ابيات وبيوت لكن البيوت بالمسكن اخص والابيات بالشعر ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر وبه شبه بيت الشعر وعبر عن مكان الشئ بانه بيته الكل فى المفردات

{ ويطهركم } من ادناس المعاصى

{ تطهيرا } بليغا واستعارة الرجس للمعصية والترشيح بالتطهير لمزيد التنفير عنها وهذه كما ترى آية بينة وحجة نيرة على كون نساء النبى عليه السلام من اهل بيته قاضية ببطلان مذهب الشيعة فى تخصيصهم اهل البيت بفاطمة وعلى وا بينه اى الحسن والحسين رضى اللّه عنهم واماما تمسكوا به من ان النبى عليه السلام خرج ذات يوم غدوة وعليه مرط مرجل من شعر اسود : يعنى [ بروى ميزر معلم بود از موى سياه ] فجلس فأتت فاطمة فادخلها فيه ثم جاء على فادخله فيه ثم جاء الحسن والحسين فادخلهما فيه ثم قال انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت فانه يدل على كونهم من اهل البيت لا ان من عداهم ليسوا كذلك ولو فرضت دلالته على ذلك لما اعتد لها لكونها فى مقابلة النص

قال الكاشفى [ وازين جهت است كه آل عبا بزينج تن اطلاق ميكنند

آل العباء رسول اللّه وابنته ... والمرتضى ثم سبطاه اذا اجتمعوا

قال فى كشف الاسرار [ رجس در افعال خبيثة است واخلاق دنيه افعال خبيثة فواحش است ما ظهر منها وما بطن واخلاق دنيه هوا وبدعت وبخل وحرص وقطع رحم وامتثال آن رب العالمين ايشانرا بجاى بدعت سنت نهاد وبجاى بخل سخاوت وبجاى حرص قناعت وبجاى قطع رحم وصلت وشفقت آنكه كفت

{ ويطهركم تطهيرا } وشمارا باك ميدارد از آنكه بخود معجب باشيد ياخودرا برا اللّه دلالى دانيد يا بطاعات واعمال خود نظرى كنيد

يير طريقت كفت نظر دواست نظر انسانى ونظر رحمانى . نظر انسانى آنست كه توبخود نكرى . ونظ رحمانى آنست كه حق بتونكرد وتانظر انسانى ازنهاد تورخت برنيارد نظر رحمانى بدلت نزول نكند اى مسكين جه نكرى توباين طاعت آلودة خويش وآنرا بدركاه بى نيازى جه وزن نهى خبر ندارى كه اعمال همه صديقان زمين وطاعات مه قدوسيان آسمان جمع كنى درميزان جلال ذى الجلال بريشة نسنجند ليكن او جل جلاله بابى نيازئ خود بنده را به بندكى مى بسند دوراه بندكى بود مى نمايد ] قال المولى الجامى

كاهى كه تكيه بر عمل خود كنند خلق ... اورا مباد جز كرمت هيج تكيه كاه

باو بفضل كاركن اى مفضل كريم ... كز عدل تو بفضل تو مى آورد بناه

وفى التأويلات

{ وقرن فى بيوتكن } يخاطب به القلوب ان يقروا فى وكناتهم من عالم الملكوت والارواح متوجهين الى الحضرة

{ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى } لا تخرجوا الى عالم الحواس راغبين فى زينة الدنيا وشهواتها كما هو من عادات الجهلة

{ واقمن الصلاة } بدوام الحضور والمراقبة والعروج الى اللّه بالسير فان الصلاة معراج المؤمن بان يرفع يديه من الدنيا ويكبر عليها ويقبل على اللّه بالاعراض عما سواه ويرجع عن مقام التكبر الانسانى الى خضوع الركوع الحيوانى ومنه الى خشوع السجود النباتى ثم الى القعود الجمادى فانه بهذا الطريق اهبط الى اسفل القالب فيكون رجوعه بهذا الطريق الى ان يصل الى مقام الشهود الذى كان فيه فى البداية الروحانية ثم يتشهد بالتحية والثناء على الحضرة ثم يسلم عن يمينه على الآخرة وما فيها ويسلم عن شماله على الدنيا وما فيها مستغرق فى بحر الالوهية باقامة الصلاة وادامتها

{ وآتين الزكاة } فالزكاة هى ما زاد على الوجود الحقيقى من الوجود المجازى فايتاؤها صرفها وافنائها فى الوجود الحقيقى بطريق

{ واطعن اللّه ورسوله انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس } وهو لوث الحدوث

{ اهل البيت } بيت الوصول ومجلس الوحدة ويطهركم عن لوث الحدوث بشراب طهور تجلى صفات جماله وجلاله تطهيرا لا يكون بعده تلوث انتهى

كما قالوا الفانى لا يرد الى اوصافه [ بس اولياء كمل را خوف ظهور طبيعت نيست ]

تابنده زخود فانئ مطلق نشود ... توحيد بنزد او محقق نشود

توحيد حلول نيست نابودن تست ... وزنه بكذاف آدمى حق نشود

حققنا اللّه واياكم بحقائق التوحيد وايدنا من عنده باشد التأيي ومحا عنا نقوش وجوداتنا وظهرنا من ادناس انا نياتنا انه الكريم الجواد الرؤف بكل عبد من العباد

﴿ ٣٣