٢

{ ما يفتح اللّه للناس من رحمة } ما شرطية فى محل النصب ببفتح . والفتح فى الاصل ازالة الاغلاق وفى العرف الظفر ولما كان سببا للارسال والاطلاق استعير له بقرينة لا مرسل له مكان الفاتح

وفى الارشاد والابهام اى أى شئ يفتح اللّه من خزائن رحمته أية رحمة كانت من نعمة وصحة وعلم وحكمة الى غير ذلك : وبالفارسية [ آنكه بكشايد خداى براى مردمان وفرستد بديشان از بخشايش خويش جون نعمت وعافيت وصحت ]

{ فلا ممسك لها } اى لا احد من المخلوقات يقدر على امساكها وحبسها فانه لا مانع لما اعطاه

قيل الفتح ضربان فتح الهى وهو النصرة بالوصول الى العلوم والهدايات التى هى ذريعة الى الثواب والمقامات المحمودة فذلك قوله

{ انا فتحتا لك فتحا مبينا } وقوله

{ فعسى اللّه ان يأتى بالفتح او امر من عنده } والثانى فتح دنيوى وهو النصرة فى الوصول الى اللذات البدنية وذلك قوله

{ ما يفتح اللّه للناس من رحمة } وقوله

{ لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض } { وما يمسك } اى لا احد من الموجودات يقدر على ارساله واعطائه فانه لا معطى لما منعه . واختلاف الضمير بالتذكير والتأنيث لما ان مرجع الاول مفسر بالرحمة ومرجع الثانى مطلق فى كل ما يمسكه من رحمته وغضبه . ففى التفسير الاول وتقييده بالرحمة ايذان بان رحمته سبقت غضبه اى فى التعلق والا فهما صفتان لله تعالى لا تسبق احداهما الاخرى فى ذاتهما

{ من بعده } على تقدير المضاف اى من بعد امساكه ومنعه كقوله

{ فمن يهديه من بعد اللّه } اى من بعد هداية اللّه

{ وهو العزيز } الغالب على كل ما يشاء من الامور التى من جملتها الفتح والامساك فلا احد ينازعه

{ الحكيم } الذى يفعل ما يشاء حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة

وعن المغيرة بن شعبة رضى اللّه عنه كان النبى عليه السلام يقول فى دبر الصلاة ( لا اله الا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لام اعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) وهو بالفتح الحظ والاقبال فى الدنيا اى لا ينفع الفتى المحظوظ حظه منك اى بدل طاعتك وانما ينفع العمل والطاعة

وعن معاذ رضى اللّه عنه مرفوعا ( لا تزال يد اللّه مبسوطة على هذه الامة ما لم يرفق خيارهم بشرارهم ويعظم برّهم فاجرهم ويعن قراؤهم امراءهم على معصية اللّه فاذا فعلوا نزع اللّه يده عنهم )

صاحب كشف الاسرار [ كويد ارباب فهم بدانندكه اين آيت درباب فتوح مؤمنان وارباب عرفانست وفتوح آنرا كويند كه ناجسته وناخواسته آيد وآن دوقسمت يكى مواهب صورية جون رزق نامكتسب وديكر مطالب معنوية وآن علم لدنيست ن آموخته ]

دست لطفش منبع علم وحكم ... بى قلم برصفحة دل زد رقم

علم اهل دل نه از مكتب بود ... بلكه از تلقين خاص رب بود

فعلى العاقل ان يجتهد حتى يأتى رزقه الصورى والمعنوى بلا جهد ومشقة وتعب روى عن الشيخ ابى يعقوب البصرى رضى اللّه عنه انه قال جعت مرة فى الحرم عشرة ايام فوجدت ضعفا فحدثتنى نفسى ان اخرج الى الوادى لعلى اجد شيأ يسكن به ضعفى فخرجت فوجدت سلجمة مطروحة فاخذتها فاذا برجل جاء فجلس بين يدىّ ووضع قمطرة وقال هذه الك فقلت كيف خصصتنى بها فقال اعلم انا كما فى البحر منذ عشرة ايام فاشرفت السفينة على الغرق فنذر كل واحد منا نذرا ان خلصنا اللّه ان يتصدق بشئ ونذرت انا ان خلصنى اللّه ان اتصدق بهذه على اول من يقع عليه بصرى من المجاورين وانت اول من لقيته قلت افتحها ففتحها فاذا فيها كعك ممصر ولوز مقشر وسكر كعاب فقبضت قبضة من ذا وقبضة من ذا وقلت ردّ الباقى الى صبيانك هدية متى اليهم وقد اليهم وقد قبلتها ثم قلت فى نفسى رزقك يسير اليك منذ عشرة

صائب فريب نعمت الوان نمى خوريم ... روزى خود زخوان كرم ميخوريم ما

وقال

كشاد عقدة روزى بدست تقديراست ... مكن ز رزق شكايت ازين وآن زنهار

اللهم افتح لنا خير الباب وارزقنا مما رزقت اولى الالباب انك مفتح الابواب

﴿ ٢