سُورَةُ الصَّافَّاتِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ مِائَةٌ وَاثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ آيَةً

١

{ والصافات صفا } الواو للقسم والصافات جمع صافة بمعنى جماعة فالصافات بمعنى الجماعات الصافات ولو قيل والصافين وما بعدها بالتذكير لم يحتمل الجماعات . والصف ان يجعل الشئ على خط مستقيم كالناس والاشجار : [ وبالفارسية [ رسته كردن ] ] تقول صففت القوم من باب ردّ فاصطفوا اذا اقمتم على خط مستو لاداء الصلاة او لاجل الحرب . اقسم اللّه سبحانه بالملائكة الذين يصفون للعبادة فى السماء ويتراصون فى الصف اى بطوائف الملائكة الفاعلات للصفوف على ان المراد ايقاع نفس الفعل من غير قصد الى المفعول واللاتى يقفن صفا صفا فى مقام العبودية والطاعة : وبالفارسية [ وبحق فرشتكان صف بركشيده در مقام عبوديت صف بركشيدنى ] او الصافات انفسها اى الناظمات لها فى سلك الصفوف بقيامها فى مواقف الطاعة ومنازل الخدمة وفى الحديث ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم ) قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم قال ( يمتون الصفوف المقدّمة ويتراصون فى الصف ) [ التراص : نيك در يكديكر بايستادن ]

وكان عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه اذا اراد ان يفتح بالناس الصلاة قال استووا تقدم يا فلان تأخر يا فلان ان اللّه عز وجل يرى لكم بالملائكة اسوة يقول والصافات صفا : يعنى [ خداى تعالى مى نمايد برشمارا به بملائكة اقتدا كويد ] والصافات صفا

وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما ترد الملائكة صفوفا صفوفا لا يعرف كل ملك منهم من الى جانبه لم يلتفت منذ خلقه اللّه تعالى

وفى القاموس والصافات صفا الملائكة المصطفون فى الهواء يسبحون ولهم مراتب يقومون عليها صفوفا كما يصطف المصلون انتهى

وقال بعضهم الصافات اجنحتها فى الهواء منتظرة لامر اللّه تعالى فيما يتعلق بالتدبير

وقيل غير ذلك وقوله تعالى فى اواخر هذه السورة

{ وانا لنحن الصافون } يحتمل الكل

قال بعض الكبار الملائكة على ثلاثة اصناف مهيمون فى جلال اللّه تعالى تجلى لهم فى اسمه الجليل فهيمهم وافناهم عنهم فلا يعرفون نفوسهم ولا من هاموا فيه وصنف مسخرون ورأسهم القلم الا على سلطان عالم التدوين والتسطير وصنف اصحاب التدبير للاجسام كلها من جميع الاجناس كلها وكلهم صافون فى الخدمة ليس لهم شغل غيرما امروا به وفيه لذتهم وراحتهم

وفى الآية بيان شرف الملائكة حيث اقسم بهم وفضل الصفوف وقد صح ان الشيطان يقف فى فرجة الصف فلا بد من التلاصق والانضمام والاجتماع ظاهرا وباطنا

﴿ ١