٢ { بل الذين كفروا } من رؤساء اهل مكة فهو اضراب عن المفهوم من الجواب { فى عزة } قال الراغب العزة حالة مانعة للانسان من ان يغلب ويمدح بالعزة تارة كما فى قوله تعالى { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } لانها الدائمة الباقية وهى العزة الحقيقية ويذم بها اخرى كما فى قوله تعالى { بل الذين كفروا فى عزة } لان العزة التى هى التعزز وهى فى الحقيقة ذل وقد تستعار للحمية والانفة المذمومة وذلك فى قوله تعالى { اخذته العزة بالاثم } انتهى وقد حمل اكثر اهل التفسير العزة فى هذا المقام على الثانى لما قالوا بل هم فى استكبار عن الاعتراف بالحق والايمان وحمية شديدة : وبالفارسية [ درسركشىند از قبول حق ] { وشقاق } اى مخالفة لله وعداوة عظيمة لرسول اللّه عليه السلام فلذا لا ينقادون وفى التأويلات النجمية وبقوله { والقرآن ذى الذكر } يشير الى القسم بالقرآن الذى هو مخصوص بالذكر وذلك لان القرآن قانون معالجات القلوب المريضة واعظم مرض القلب نسيان اللّه تعالى كما قال { نسوا اللّه فنسيهم } واعظم علاج مرض النسيان بالذكر كما قال { فاذكرونى اذكركم } ولان العلاج بالضد وقوله { بل الذين } الخ يشير الى انحراف مزاج قلوب الكفار بمرض نسيان اللّه من اللين والسلامة الى الغلظة والقساوة ومن التواضع الى التكبر ومن الوفاق الى الخلاف ومن الوصلة الى الفرقة ومن المحبة الى العداوة ومن مطالعة الآيات الى الاعراض عن البحث فى الادلة والسير للشواهد |
﴿ ٢ ﴾