٣٣

{ والذى جاء } [ وانكه آمد ويا آرد ]

{ بالصدق وصدق به } الموصول عبارة عن رسول اللّه عليه السلام ومن تبعه من المؤمنين كما فى قوله تعالى

{ ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون } فان المراد موسى عليه السلام وقومه

{ اولئك } المصوفون بالصدق والتصديق

{ هم المتقون } المنعوتون بالتقوى التى هى اجل الرغائب

وقال الامام السهيلى رحمه اللّه

{ والذى جاء بالصدق } هو رسول اللّه

{ و } الذى

{ صدق به } هو الصديق رضى اللّه عنه ودخل فى الآية بالمعنى كل من صدق ولذلك قال

{ واولئك هم المتقون } انتهى

وفيه على ما قال اهل التفسير انه يلزم اضمار الذى بان يقال والذى صدق به وذا غير جائز

ودلت الآية على ان النبى عليه السلام يصدق ايضا بما جاء به من عند اللّه ويتلقاه بالقبول كما قال اللّه تعالى

{ آمن الرسول بما انزل اليه من ربه } ومن هنا

قال بعضهم ان النبى عليه السلام مرسل الى نفسه ايضا وهكذا وارث الرسول فانه لا يتردد فى صدق حاله وتصديق الخبر الذى يأتيه من اللّه تعالى فيفيض بركة حاله الى وجوده كله والى من يعتقده ويصدقه ألا ترى ان النبى عليه السلام اتى بالصدق وافاض من بركات صدقه على ابى بكر رضى اللّه عنه فسمى صديقا وهكذا حال سائر الصديقين قال الحافظ

بصدق كوش كه خورشيد زايد ازنفست ... كه از دروغ سيه روى كشت صبح نخست

يعنى ان الصادق الصديق يتولد من نفسه نفس الشمس المعنوية فتنور الانفس كما ان الصبح الصادق تطلع بعده الشمس الصورية فتنور الآفاق بخلاف حال الكاذب فانه كالصبح الكاذب حيث تعقبه الظلمة

﴿ ٣٣