٥ { وقالوا } اى المشركون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عند دعوته اياهم الى الايمان والعمل بما فى القرآن { قلوبنا فى اكنة } جمع كنان وهو الغطاء الذى يكنّ فيه الشىء اى يحفظ ويستر اى فى اغطية متكاثفة { مما تدعونا اليه } اى تمنعنا من فهم ما تدعونا اليه وتورده علينا وحذف المضاف واقيم المضاف اليه مقامه وحذف متعلق حرف الجر ايضا شبهوا قلوبهم بالشىء المحوى المحاط بالغطاء المحيط له بحيث لا يصيبه شىء من حيث تباعدها عن ادراك الحق واعتقاده قال سعدى المفتى ورد هنا كلمة فى وفى الكهف على لان القصد هنا الى المبالغة فى عدم القبول والاكنة اذا احتوت عليها احتواء الظرف على المظروف لا يمكن ان يصل اليها شىء وليست تلك المبالغة فى على والسياق فى الكهف للعظمة فيناسبه اداة الاستعلاء { وفى آذاننا وقر } اى صمم قال فى القاموس الوقر ثقل فى الاذن او ذهاب السمع كله شبهوا اسماعهم بآذان بها صمم من حيث انها تمج الحق ولا تميل الى استماعه وفى التأويلات النجمية { وفى آذاننا وقر } ما ينفعنا كلامك قالوه حقا وان قالوا على سبيل الاستهانة والاستهزاء لان قلوبهم فى اكنة حب الدنيا وزينتها مقفولة بقفل الشهوات والاوصاف البشرية ولو قالوا ذلك على بصيرة لكان ذلك منهم توحيدا فتعرضوا للمقت لما فقدوا من صدق القلب { ومن بيننا وبينك حجاب } ستر عظيم وعطاء غليظ يمنعنا عن التواصل والتوافق ومن الدلالة عن ان الحجاب مبتدأ من الجانبين بحيث استوعب ما بينهما من المسافة المتوسطة المعبر عنا بالبين ولم يبق ثمة فراغ اصلا فيكون حجابا قويا عريضا مانعا من التواصل بخلاف ما لو قيل بيننا وبينك حجاب فانه يدل على مجرد حصول الحجاب فى المسافة المتوسطة بينهم وبينه من غير دلالة على ابتدائه من الطرفين فيكون حجابا فى الجملة لا كما ذكر شبهوا حال انفسهم مع رسول اللّه عليه السلام بحال شيئين بينهما حجاب عظيم يمنع من ان يصل احدهما الى الآخر ويراه ويوافقه وانما اقتصروا على ذكر هذه الاعضاء الثلاثة لان القلب محل المعرفة والسمع والبصر اقوى ما يتوسل به الى تحصيل المعارف فاذا كانت هذه الثلاثة محجوبة كان ذلك اقوى ما يكون من الحجاب نعوذ باللّه تعالى قال بعضهم قلوبهم فى حجاب من دعوة الحق واسماعهم فى صمم من نداء الحق وهواتفه وجعل بينهم وبين الحق حجاب من الوحشة والابانة ولذا وقعوا فى الانكار ومنعوا من رؤية الآثار درجشم اين سياه دلان صبح كاذبست ... در روشنى اكريد بيضا شود كسى { فاعمل } على دينك { اننا عاملون } على ديننا |
﴿ ٥ ﴾