٤٧ { اليه } تعالى لا الى غيره { يرد علم الساعة } اذا سئل عن القيامة يقال اللّه يعلم اذ لا يعلمها الا اللّه فاذا جاءت يقضى بين المحسن والمسيئ بالجنة والنار { وما } نافية { تخرج من ثمرات } من مزيدة للتنصيص على الاستغراق فانه قبل دخولها يحتمل نفى الجنس ونفى الوحدة والمعنى بالفارسية وبيرون نيايد هيج ميوه { من اكمامها } من اوعيتها يعنى الكفرى قبل أن ينشق وقيل قشرها الاعلى من الجوز واللوز والفستق وغيرها جمع كم بالكسر وهو وعاء الثمرة وغلافها اى ما يغطى الثمرة كما أن الكم بالضم ما يغط اليد من القميص { وما تحمل من انثى } وبارنكيرد هيج ماده ازانسان وسائر حيوانات { ولا تضع } حملها بمكان على وجه الارض { الا بعلمه } استثناء مفرغ من اعم الاحوال ولم يذكر متعلق العلم للتعميم اى وما يحدث شىء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع ملابسا بشىء من الاشياء الا ملابسا بعلمه المحيط واقعا حسب تعلقه به يعلم وقت خروج الثمرة من اكمامها وعددها وسائر ما يتعلق بها من انها تبلغ اوان النضج او تفسد قبل ونحوه ووقت الحمل وعدد ايامه وساعاته واحواله من الحداج والتمام والذكورة والانوثة والحسن والقبح وغير ذلك ووقت الوضع وما يتعلق به ولعل ذكر هذه الجمل الثلاث بعد ذكر الساعة لاشتمالها على جواز البعث واحياء الموتى وفى حواشى ابن الشيخ المعنى أن اليه يضاف علم الساعة اى علم وقت وقوع القيامة فاذا سئلت عنه فرد العلم اليه فقل اللّه اعلم كما يرد اليه علم جميع الحوادث الآتية من الثمار والنبات وغيرهما ( روى ) أن منصورا الدو انقى اهمه مدة عمره فرآى فى منامه شخصا اخرج يده من البحر واشار بالاصابع الخمس فاستفتى العلماء فى ذلك فتأولوه بخمس سنين وبخمسة اشهر وبغير ذلك حتى قال ابو حنيفة تأويله ان مفاتح الغيب خمسة لا يعلمها الا اللّه وان ما طلبت معرفته لا سبيل لك اليه اخذه ابو حنيفة رحمه اللّه من قوله عليه السلام ( مفاتح الغيب خمسة ) وتلا قوله تعالى { ان اللّه عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس باى ارض تموت } يقول الفقير ظهر من هذا وجه الجمع بين علم الساعة وعلم خروج الثمرات اذ هو داخل فى تنزيل الغيث لانه بالغيث والرياح تخرج النباتات وتظهر الثمرات { ويوم يناديهم } اى اذكر يا محمد لقومك يوم يناديهم اللّه { اين شركائى } بزعمكم كما نص عليه فى قوله تعالى { اين شركائى الذين زعمتم } وبالفارسية كجا اند انبازان بزعم شما { قالوا آذناك } اى اخبرناك واعلمناك { ما منا } نيست ازما { من شهيد } من احد يشهد لهم بالشركة اذ تبرأنا منهم لما عاينا الحال فيكون السؤال عنهم للتوبيخ والشهيد من الشهادة او ما منا من احد يشهدهم لأنهم ضلوا عنهم حينئذ فهم لا يبصرونهم فى ساعة التوبيخ فالشهيد من الشهود قال فى حواشى سعدى المفتى والظاهر أنه كقولهم واللّه ربنا ما كنا مشركين بل الاشارة بقولهم آذناك الى هذا القول الذى اجابوا به اولا متعمدين للكذب انتهى وفى الارشاد قولهم آذناك اما لأن هذا التوبيخ مسبوق بتوبيخ آخر مجاب بهذا الجواب ولأن معناه الانشاء لا الاخبار بايذان قد كان انتهى |
﴿ ٤٧ ﴾