٤٩ { لا يسئم الانسان } اى لا يمل ولا يضجر وبالفارسية ملول نميشود كافر فهذا وصف للجنس بوصف غالب افراده لما أن اليأس من رحمة اللّه لا يتأتى الا من الكافر وسيصرح به { من دعاء الخير } اى من دعائه الخير وطلبه السعة فى النعمة واسباب المعيشة فحذف الفاعل واضيف الى المفعول والمعنى أن الانسان فى حال اقبال الخير اليه لا ينتهى الى درجة الا ويطلب الزيادة عليها ولا يمل من طلبها ابدا وفيه اشارة الى أن الانسان مجبول على طلب الخير بحيث لا تتطرق اليه السآمة فبهذه الخصلة بلغ من بلغ رتبة خير البرية وبها بلغ دركة شر البرية وذلك لأنه لما خلق لحمل الامانة التى اشفق منها البرية وابين ان يحملنها وهى عبارة عن الفيض الالهى بلا واسطة وذلك فيض لا نهاية له فحملها احتاج الانسان الى طلب غير متناه فطلب بعضهم هذا الطلب فى تحصيل الدنيا وزينتها وشهواتها واستيفاء لذاتها فما سئم من الطلب وصار شر البرية ( قال الحافظ ) تاكى غم دنياى دنى اى دل دانا ... حيفست زخوبى كه شود عاشق زشتى { وان مسه الشر } اى العسر والضيق { فيؤس قنوط } اى يبالغ فى قطع الرجاء من فضل اللّه ورحمته وبالفارسية واكر برسد ويرابدى جون تنكى وتنكدستى وبيمارى بس نوميدست ازراحت اميد برنده ازرحمت والقنوط عبارة عن يأس مفرط يظهر اثره فى الشخص فيتضاءل وينكسر فبهذا ظهر الفرق بين اليأس والقنوط وفى التأويلات النجمية وان مشه الشر وهو فطامه عن مألوفات نفسه وهواه فيؤوس قنوط لا يرجو زوال البلايا والمحن لعدم علمه بربه وانسداد الطريق على قلبه فى الرجوع الى اللّه ليدفع عنه ذلك ( قال الحافظ ) سروش عالم غيبم بشارتى خوش داد ... كه كس هميشه بكيتى دزم نخواهدماند وفيه اشارة الى أن الانسان لا يدعو عارفا بربه طاعة لربه بل لتحصيل مراده واربه ولهذا وقع فى ورطة الفرار واليأس عند ظهور اليأس |
﴿ ٤٩ ﴾