٤

{ وفى خلقكم } اى من نصفة ثم من علقة متقلبة فى اطوار مختلفة الى تمام الخلق

{ وما يبث من دابة } عطف على المضاف دون المضاف اليه والا يكون عطفا على بعض الكلمة اذ المضاف والمضاف اليه كشئ واحد كالجار والمجرور قال سعدى المفتى رحمه اللّه العطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار منعه سيبويه وجمهور البصريين وأجازه الكوفيون ويونس والاخفش قال ابو حيان واختاره الشلوبين وهو الصحيح وفصل بعض النحويين فأجاز العطف على المجرور بالاضافة دون الحرف انتهى والمعنى وفى خلق ما ينشره اللّه تعالى ويفرقه من دابة وهى كل ما يدب على وجه الارض من الحيوان مع اختلاف صورها واشكالها وكثرة انواعها واضمر ذكر اللّه لقرب العهد منه بخلافه فى وما انزل اللّه كما سيأتى

{ آيات } بالرفع على انه مبتدأ خبره الظرف المقدم والجملة معطوفة على ما قبلها من الجملة المصدرة بان

{ لقوم يوقنون } اى من شأنهم ان يوقنوا بالاشياء على ما هى عليه واليقين علم فوق المعرفة والدراية ونحوهما وبينه وبين الايمان فروق كثيرة وحقيقة الايمان هو اليقين حين باشر الاسرار بظهور الانوار الا ترى كيف سأل عليه السلام بقوله ( اللهم انى اسألك ايمانا يباشر قلبى ويقينا ليس بعده كفر )

يقول الفقير لم يقل للموقنين كمال قال للمؤمنين اشارة الى قلة هذا الفريق بالنسبة الى الاول وخص الايقان بخلق الانفس لان ما قبله من الايمان بالآفاق وهو ما خرج عنك وهذا من الايمان بالانفس وهو ما دخل فيك وهذا اخص درجات الايمان فانه اذا اكمل الايمان فى مرتبة الآفاق يترقى العبد الى المشاهدة فى مرتبة الانفس فكمال اليقين انما هو فى هذه المرتبة لا فى تلك المرتبة لان العلم بما دخل فيك اقوى منه بما خرج عنك اذ لا يكذبه شئ ولذا جاء العلم الضرورى اشد من العلم الاستدلالى وضم خلق الدواب الى خلق الانسان لاشتراك الكل فى معنى الجنس فافهم جدا واقنع وفى التأويلات النجمية ان العبد اذا امعن نظره فى حسن استعداده ظاهرا وباطنا وانه خلق فى احسن تقويم ورأى استوآء قده وقامته وحسن صورته وسيرته واستكمال عقله وتمام تمييزه وما هو مخصوص به فى جوارحه وجوانحه ثم تفكر فيما عداه من الدواب واجزآئها واعضائها واوصافها وطباعها وقف على اختصاص وامتياز بنى آدم بين البرية من الجن فى الفهم والعقل والتمييز ثم فى الايمان ومن الملائكة فى حمل الامانة وتعلم علم الاسماء ووجوه خصائص اهل الصفوة من المكاشفات والمشاهدات والمعاينات وانواع التجليات وما صار به الانسان خليفة ومسجود الملائكة المقربين وعرف تخصيصهم بمناقبهم وانفرادهم بفضائلهم فاستيقن ان اللّه كرمهم وعلى كثير من المخلوقات فضلهم وانهم محمولوا العناية فى بر الملك وبحر الملكوت ( قال الصائب ) اى رازنه فلك زوجودت عيان همه در دامن تو حاصل دريا وكان همه اسرار جار دفتر ومضمون نه كتاب درنقطه توساخته ايزد نهان همه قدوسيان بحكم خداوند امر نهى بيش توسر كذاشته برآستان همه روحانيان براى تماشاى جلوه ات جون كودكان برآمده برآسمان همه

﴿ ٤