سُورَةُ قۤ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ آيَةً

١

{ ق } اى هذه سورة ق اى مسماة بق وقال ابن عباس رضى اللّه عنهما هو قسم وهو اسم من اسماء اللّه تعالى وقال محمد بن كعب هو مفتاح اسماء اللّه تعالى مثل القادر والقدير والقديم والقاهر والقهار والقريب والقابض والقاضى والقدوس والقيوم اى انا القادر الخ

وقيل اسم من اسماء القرآن

وقيل قسم أقسم اللّه به اى بحق القائم بالقسط

وقيل معناه قل يا محمد والقرءآن المجيد

وقيل قف يا محمد على اداء الرسالة وعند امرنا ونهينا ولا نتعدهما والعرب تقتصر من كلمة على حرف قال الشاعر قلت لها قفى فقالت ق اى وقفت

وقيل هو أمر من مفاعلة قفا اثره اى تبعه والمعنى اعمل بالقرآن واتبعه

وقيل معناه قضى الامر وما هو كائن كما قالوا فى حم

وقيل المراد بحق القلم الذى يرقم القرءىن فى اللوح المحفوظ وفى الصحائف ( وقال الكاشفى ) حروف مقطعه جهت فرق است ميان كلام منظوم ومنثور امام علم الهدى فرموده كه سامع بمجرد استماع اين حروف استدلال ميكند برآنكه كلامى كه بعد ازومى آيد منثورست نه منظوم بس درايراداين حروف ردجما عتيست كه قرآنراشعر كفتند ، وقال الانطاكى ق عبارة عن قربه لقوله

{ ونحن أقرب اليه } يعنى قسم است بقرب الهى كه سر ونحن اقرب اليه بدين سوره ازان خبر ميدهد . وقال ابن عطاء اقسم بقوة قلب حبيبه حيث تحمل الخطاب والمشاهدة ولم يؤثر ذلك فيه لعلو حاله اى بخلاف موسى عليه السلام فانه خر صعقا فى الطور من سطوة تجلى النور وفى التأويلات النجمية يشير الى ان لكل سالك من السائرين الى اللّه تعالى مقاما فى القرب اذا بلغ الى مقامه المقدر له يشار اليه بقوله ق اى قف مكانك ولا تجاوز حدك والقسم قوله والقرءآن المجيد اى قف فان هذا مكانك والقرءآن المجيد فلا تجاوز عنه وقال بعض الكبار ق اشارة الى قول هو اللّه احد اى الى مرتبه الاحدية التى هى التعين الاول وص اشارة الى الصمد اى الى مرتبة الصمدية التى هى التعين الثانى والصافات اشارة الى التعينات الباقية التابعة للتعين الثانى ، يقول الفقير اشار بقوله ق الى قيامه عليه السلام بين يدى اللّه تعالى فى الصف الاول قبل كل شئ مفارقا لكل تركيب منفردا عن كل كون منقطعا عن كل وصف ثم الى قدومه من ذلك العالم الغيبى الروحانى الى هذا المقام الشهادى الجسمانى كما اشار اليه المجيئ الآتى وقد جاء فى حديث جابر رضى اللّه عنه وحين خلقه اى نور نبيك يا جابر أقامه قدامه فى مقام القرب اثنى عشر ألف سنة وهو تفصيل عدد حروف لا اله الا اللّه وحروف محمد رسول اللّه فان عدد حروف كل منهما اثنا عشر وكذا أفادانه أقامه فى مقام الحب اثنى عشر ألف سنة وفى مقام الخوف والرجاء والحياء كذلك ثم خلق اللّه اثنى عشر الف حجاب فأقام نوره فى كل حجاب ألف سنة وهى مقامات العبودية وهى حجاب الكرامة والسعادة والهيبة والرحمة والرأفة والعلم والحلم والوقار والسكينة والصبر والصدق واليقين فعبد ذلك النور فى كل حجاب ألف سنة فكل هذا العدد من طريق الاجمال اثنان وسبعون واذا انضم اليه المنازل الثمانى والعشرون على ما اشير اليه فى الجلد الاول يصير المجموع مائة واليه الاشارة بالقاف فهو مائة رحمة ومائة درجة فى الجنة اختص بها الحبيب عليه السلام فى الحقيقة اذ كل من عداه فهو تبع له فكما انهم تابعون له عليه السلام فى مقاماته الصورية الدورية المائة لانه أول من خلقه اللّه ثم خلق المؤمنين من فيض نوره فكذلك هم بالقرءآن لان الكلام النفسى تنزل اليه مرتبة بعد مرتبة الى ان أنزله روح القدس على قلبه فى هذا الالم الشهادى تشريفا له من الوجه العام والخاص والى كل هذه المقامات وفى بالقرءآن كما يقال لصاحب القرءآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا وان منزلك عند آخر آية تقرأها ولا شك انه كان خلقه القرءآن فلذا مجد وشرف بمجد القرءآن وشرفه فاعرف هذا فانه من مواهب اللّه تعالى ويجوز ان يكون معنى ق من طريق الاشارة احذروا قاف العقل والزموا شين العشق كما

قال بعضهم

فقل درنشاط وسرورست قاف عقل ... دندانة كليد بهشت است شين عشق

وقال جماعة م نالعلماء قاف جبل محيط بالارض كأحاطة العين بسوادها وهو اعظم جبال الدنيا خلقه اللّه من زمرد أخضر او زبرجد أخضر منه خضرة السماء والسماء ملتزقة به فليست مدينة من المدآئن وقرية من القرى الا وفيها عرق من عروقه وملك موكل به واضع يديه على تلك العروق فاذا أراد اللّه بقوم هلاكا اوحى الى ذلك الملك فحرك عرقا فخسف بأهلها والشياطين ينطلقون الى ذلك الزبرد فيأخذون منه فيبثونه فى الناس فمن ثم هو قليل ( وفى المثنوى )

رفت ذو القرنين سوى كوه قاف ... ديداورا كز زمرد بود صاف

كرد عالم حلقهُ كشته او محيط ... ماند حيران اندران خلق بسيط

كفت توكوهى دكرها جيستند ... كه به بيش عظم توبازيستند

كفت ركهاى من اندآن كوهها ... مثل من نبوند در حسن وبها

من بهر شهرى ركى درام نهان ... بر عروقم بسته اطراف جهان

حق جو خواهد زلزل شهر مرا ... كويد او من برجهانم عرق را

بس بجنبانم من آن رك را بقهر ... كه بدان رك متصل كشتست شهر

جون بكويد بس شود ساكن ركم ... سا كنم وزروى قفل اندرتكم

همجو مرهم ساكن بس كاركن ... جون خردساكن وزوجنبان سخن

نزد آنكس كه نداند عقاش اين زلزله ... هست از بخارات زمين

قال ابى بن كعب الزلزلة لا تخرج الا من ثلاثة اما لنظر اللّه بالهيبة الى الارض

واما لكثرة ذنوب بنى آدم

واما لتحريك الحوت الذى عليه الارضون السبع تأديبا للخلق وتنبيها قال ذو القرنين يا قاف اخبرنى بشئ من عظمة اللّه تعالى فقال أن شان ربنا لعظيم وان من ورآئى مسيرة خمسمائه عام من جبال ثلج يحطم بعضها بعضا لولا ذلك لاحترقت من نار جهنم والعياذ باللّه تعالى منها يعنى اسكندر كفت يا قاف از عظمة اللّه باما جيزى بكوى كفت يا ذا القرنين كار خداوند ما عظيم است واز اندازه وهم وفهم بيرونست بعظمت او خبر كجارسد وكدام عبارت بوصف اورسد كفت آخر آنجه كمتراست ودرتحت وصف آيد جيزى بكوى كتفت وراى من زمينى است آفريده يانصد ساله راه طول آن ويانصد ساله راه عرض آن همه كوهها اندربران برف واكرنه آن برف بودى من از حرارت دوزخ جون ارزيز بكدا ختمى ذو القرنين كفت ردنى يا قاف نكته ديكر بكوى ازعظمت وجلال او كفت جبريل امين كمر بسته درحجب هيبت ايستاده هرساعتى ازعظمت وسياست دركاه جبروت برخودبلرز درعده بروى افتدرب العالمين ازان رعدهوى صد هزار ملك بيافريند صفها بركشيده درحضرت بنعت هيبت سردربيش افكنده وكوش برفرمان بهاده تايكبار از حضرت عزت ندا آيدكه سخن كوبيد همه كويند لا اله الا اللّه وبيش ازاين نكويند اينست كه رب العالمين كفت يوم يقوم الروح والملائكة صفا الى قوله وقال صوابا يعنى لا اله الا اللّه

وقيل خضرة السماء من الصخرة التى تحت الارض السفلى تحت الثور وهو المشار اليه بقوله تعالى انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة الآية وجعل اللّه السماء خضرآء لتكون اوفق للابصار لان النظر الى الخضرة يقوى البصر فى الحكمة وكل صنع اللّه لحكمة فائدة لاهل العالم وفى الحديث ( ثلاث يجلون البطر النظر الى الخضرة والى الماء الجارى والى الوجه الحسن ) قال ابن عباس رضى اللّه عنهما والاثمد عند النوم وبالجملة ان الألوان سوى البياض مما يعين البصر على النظر وعن خالد بن عبد اللّه ان ذا القرنين لما بنى الاسكندرية رخمها بالرخام الابيض جدرها وارضها فكان لباسهم فيها السواد من نصوع بياض الرخام فمن ذلك ليس الرهبان السواد كما فى اوضح المسالك لابن سباهى قال الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر لما خلق اللّه الارض على الماء تحركت ومالت فخلق اللّه تعالى من الابخرة الغليظة الكثيفة الصاعدة من الارض بسبب هيجانها الجبال فسكن ميل الارض وذهبت تلك الحركة التى لا يكون معها استقرار فطوق الارض بجبل محيط بها وهو من صخرة خضراء وطوق الجبل بحية عظيمة رأسها بذنبها رأيت من الابدال من صعد جبل قاف فسألته عن طوله علوا فقال صليت الضحى فى أسفله والعصر فى أعلاه يعنى بخطوة الابدال فالخطوة عند الابدال من المشرق الى المغرب.

يقول الفقير لعل هذا من قبيل البسط فى السير والا فقد ثبت ان السماء الدنيا متصلة به وما بين السماء والارض كما بين المشرق والمغرب وهى مسيرة خمسمائة عام فكيف تسع هذه المسيرة تلك الخطوات المتضاعفة وفى الخبر ان لقاف فى السماء سبع شعب لكل سماء شعبة منها فالسموات السبع مقيبة على شعبه وخلق اللّه ستة جبال من ورآء قاف وقاف سابعها وهى موتودة بأطراف الارض على الصخرة وقاف ورآءها على الهوآء

وقيل خلق اللّه جبل قاف كالحصن المشرف على الملك ليحفظ اهل الارض من فيح جهنم التى تحت الارض السابعة ، يقول الفقير فيه اشارة الى حال قطب الاقطاب رضى اللّه عنه فأنه مشرف على جميع الرجال من حيث جمعية اسمه وعلو رتبته وبه يحفظ اللّه العالم من الآفات الصورية والمعنوية كما ان جبل قاف مشرف على سائر الجبال وبه يحفظ اللّه اهل الارض بالغدو والآصاف ومنخلف ذلك الجبل بحر محيط بجبل قاف وحوله جبل قاف آخر والسماء الثانية مقببة عليه وكذلك من وراء ذلك بحار محدقات بجبل قاف على عدد السموات وان كل سماء منها مقببة عليه وان فى هذه البحار وفى سواحلها ويبسها المحدقة بها ملائكة لا يحصى عددهم الا اللّه ويعبدون اللّه حق عبادته ومن جبل قاف ينفجر جميع عيون الارض فيشرب منه كل بر وفاجر فيجده العبد حيث توجه وفى البعض مثل ذلك وما رآه جبل قاف فهو من حكم الآخرة لا من حكم الدنيا وقال بعض المفسرين ان اللّه سبحانه من ورآء جبل قاف ارضا بيضاء كالفضة المجلاة طولها مسيرة اربعين يوما للشمس وبها ملائكة شاخصون الى العرش لا يعرف الملك منهم من الى جانبه من هيبة اللّه تعالى ولا يعرفون ما آدم وما ابليس هكذا الى يوم القيامة

وقيل ان يوم القامية تبدل ارضنا هذه بتلك الارض ( وروى ) ان اللّه تعالى خلق ثمانية آلاف عالم الدنيا منها عالم واحد وان اللّه تعالى خلق فى الارض ألف امة سوى الجن والانس ستمائة فى البحر واربعمائة فى البر وكل مستفيض منه تعالى

جنان بهن خوان كرم كسترد ... كه سيمرغ درقاف قسمت خورد

{ والقرءآن المجيد } اى ذى المجد والشرف على سائر الكتب على أن يكون للنسب كلا بن وتامر أو لانه كلام المجيد يعنى ان وصف القرءآن بالمجد وهو حال المتكلم به مجاز فى الاسناد او لان من علم معانيه وعمل بما فيه مجد عند اللّه وعند الناس وشرف على أن يكون مثل بنى الامير المدينة فى الاسناد الى السبب قال الامام الغزالى رحمه اللّه المجيد هو الشريف ذاته الجميل أفعاله الجزيل عطاؤه ونواله فكان شرف الذات اذا قارنه حسن الفعال سمى مجيدا وهو الماجد ايضا ولكن احدهما ادل على المبالغة وجواب القسم محذوف اى انك يا محمد لنبى منذر أى مخوف من عذاب اللّه تعالى

﴿ ١