٤٤

{ فعتوا عن امر ربهم } اى فاستكبروا عن الامتثال به وبالفارسية بيس سر كشيدند ازفرمان آفريد كار خود وبتدارك كار خود مشغول نكشتند . يقال عتا عتوا وعتيا وعتيا استكبر وجاوزا لحد فهو عات وعتى وامر ربهم هو مامروا به على لسان صالح عليه السلام من قوله اعبدوا اللّه وقوله فذروها تأكل فى ارض اللّه او شأن ربهم وهو دينه او صدر عتوهم عن امر ربهم وبسببه كان امر ربهم بعبادته وترك الناقة كان هو السبب فى عتوهم كما فى بحر العلوم والفاء ليست للعطف على قيل لهم فان العتوا لم يكن بعد التمتع بل قبله وانما هو تفسير وتفصيل لما اجمله فى قوله وفى ثمود الخ فانه يدل اجمالا على انه تعالى جعل فيهم آية ثم بين وجه الآية وفصلها قال فى شرح الرضى ان الفاء العاطفة للجمل قد تفيد كون المذكور بعدها كلاما مرتبا على ماقبلها فى الذكر لا ان مضمونها عقيب مضمون ماقبلها فى الزمان

{ فأخذتهم الصاعقة } قيل لما رأوا العلامات التى بينها صالح من اصفرار وجوههم واحمرارها واسودادها عمدوا الى قتله عليه السلام فنجاه اللّه الى ارض فلسطين ولما كان ضحوة اليوم الرابع تحنطوا وتكفنوا بالانطاع فأتتهم صيحة جبريل عليه السلام كما صرح بها فى قوله

{ واخذ الذين ظلموا الصيحة } فهلكوا فالمراد بالصاعقة الصيحة لاحقيقتها وهى نار تنزل من السماء فتحرق ماصابته

وقيل أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شىء فى الارض فتقطعت قلوبهم فى صدورهم وقال بعضهم اهلكوا بالصاعقة حقيقة بأن جاءت نار من السماء فأهلكتهم جميعا

{ وهم ينظرون } اليها ويعاينونها لانها جاءتهم معاينة بالبهار فينظرون من النظر بالعين وفيه ترجيح لكون المراد بالصاعقة حقيقة النار لانها حين ظهرت رأوها بأعينهم والصيحة لاينظر اليها وانما تسمع بالاذن والظاهر ان الصاعقة لا تنافى أن يكون معها صيحة جبريل

وقيل هو من الانتظار اى ينتظرون ماوعدوا به من العذاب حيث شاهدوا علامات نزولهمن تغير الوانهم فى تلك الايام ويقال سمعوا الصيحة هوم ينظرون اى يتحيرون

﴿ ٤٤