سُورَةُ النَّجْمِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ اثْنَتَانِ وَ سِتُّونَ آيَةً

١

{ والنجم } سورة النجم اول سورة اعلن بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وجهر بقرءآتها فى الحرم والمشركون يستمعون نزلت فى شهر رمضان من السنة الخامسة من النبوة ولما بلغ عليه السلام السجدة سجد معه المؤمنون والمشركون والجن والانس غير ابى لهب فى رواية فانه رفع حفنة من تراب الى جبهته وقال يكفينى هذا فى رواية كان ذلك الوليد بن المغيرة فانه رفع ترابا الى جبهته فسجد عليه لانه كان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود وفى رواية وصححت امية بن خلف وقد يقال لامانع أن يكونوا فعلوا ذلك جميعا بعضهم فعل ذلك تكبرا وبعضهم فعل ذلك عجزا وممن فعل ذلك تكبرا ابو لهب ولا يخالف ذلك مانقل عن ابن مسعود رضى اللّه عنه ولقد رأيت الرجل اى الفاعل لذلك قتل كافار لانه يجوز أن يكون المراد بقتل مات وانما سجد المشركون لان النبى عليه اسلام لما بلغ الى قوله أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الاخرى الحق الشيطان به قوله تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى كما سبق فى سورة الحج فسمعه المشركون وظنوا انه من القرءآن فسجدوا لتعظيم آلهتهم ومن ثم عجب المسلمون من سجود المشركين من غير ايمان اذهم لم يسمعوا مالقى الشيطان فى آذان المشركين وأرادوا بالغرانيق العلى الاصنام شبهت الاصنام بالغرانيق التى هى طائر الماء جمع غرنوق بكسر الغين المعجمة اسكان الرآء ثم النون المفتوحة او غرنوق بضم الغين والنون ايضا او غرنيين بضم الغين وفتح النون وهو طير طويل العنق وهو الكركى او مايشبهه ووجه الشبه بين الاصنم وتلك الطيور ان تلك الطيور تعلو وترفع فى السماء فالاصنام ممشبهة بها فى علو القدر وارتفاعه

قال بعضهم والنجم اول سورة نزلت جملة كاملة فيها سجدة فلا ينافى ان اقرأ باسم اربك او سورة نزلت فيها سجدة لان النازل منها او آئلها ولامجموعها دفعه والواو للقسم . اصحاب معانى كفتند قسم درقرآن بردرو وجه است يكى قسم بذات وصفات خالق جل جلاله جنانكه فوربك فبعزتك والقرءآن المجيد وهمجنين حروف تهجى در اوائل سور هر حرفى اشارتست بصفتى از صفات حق وقسم بران ياد كرد ، وجه دوم قسمست بمخلوقات وآن برجهار ضربست بكى اظهار قدرت راجنانكه والذاريات والمرسلات والنازعات هذا وامثاله نبه العباد على معرفة القدرة فيها ديكر قسم برستاخبز اظهار هيبت را كقوله

{ لا اقسم بيوم القيامة } أقسم بها ليعلم هيبته فيها سوم قسم باد ميكند اضهار نعمت را تا بندكان نعمت خود ازاللّه بشناسند وشكر آن بكذارند كقوله

{ والتين والزيتون } جهارم قسم است ببعض مخلوقات بيان تشريف را تا خلق عز وشرف آن جيز بداننكه قسم بودى ياد كرده كقوله

{ لا أقسم بهذا البلد } يعنى مكة وكذلك قوله

{ وطور سينين وهذا البلد الامين } ومن ذلك قوله للمصطفى عليه السلام لعمرك وهذا على عادة العرب فانها تقسم بلك ماتستعظمه وتريد اظهار تعظيمه

وقيل كل موضع أقسم فيه بمخلوق فالرب فيه مضمر كقوله والنجم ورب النجم ورب الذاريات واشباه ذلك والمراد بالنجم اما الثريا فانه اسم غالب عليها ومنه قوله عليه السلام ( ماطلع النجم فقط وفى الارض من العاهة شىء الا رفع ) يريد بالنجم الثريا باتفاق العلماء وقال السهيلى رحمه اللّه وتعرف الثريا بالنجم ايضا وبألية الحمل لانها تطلع بعد بطن الحمل وهى سبعة كواكب ولايكاد السابع منها لخفائه وفى الحقيقة انها اثنا عشرى كوكبا وان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يراها كلها القوة جعلها اللّه فى بصره وقال فى عين المعانى وهى سبعة انجم ظاهرة والسابع تمتحن به الابصار وكانت قريش تبجلها وتقول احسن النجم فى السماء الثريا والثريا فى الارض زين السماء و كانت رحلتاها عند طلوعها و سقوطها فاذا طلعت بالغداة عدوها من الصيف واذا طلعت بالعشى عدوها من الشتاء قال الشاعر

طلع النجم غديه ... ابتغى الراعى شكيه

واما جنس النجم وهو به كما قال تعالى

{ اذا هوى } غربه وطلوعه يقال هوى يهوى من الثانى هويا بوزن قبول اذا غرب فان الهوى سقوط من علو الى اسفل وهويا بوزن دخول اذا علا وصعد والعامل فى اذا القسم اى أقسم فانه بمعنى مطلق الوقت منسلخ عن معنى الاستقبال كما فى قولك آتيتك اذا احمر البسر فلا يلزم عمل فعل الحال فى المستقبل يعنى ان فعل القسم انشاء والانشاء حال واذا لما يستقبل من الزمان فيكون المعنى أقسم الآن بالنجم وقت هوى بعد هذا الزمان ثم ان اللّه تعالى أقسم بالنجم حين هوى اى وقت هويه لان شأنه أن يهتدى به السارى الى مسالك الدنيا كأنه قيل والنجم الذى يهتدى به السابلة فى البر والجارية فى البحر الى سوآء السبيل والسمت

﴿ ١