٣

{ وماينطق عن الهوى } يقال نطق ينطق نطقا ومنطقا ونطوقا تكلم بصوت وحروف يعرف بها المعانى كما فى القاموس فلا يستعمل فى اللّه تعالى لان التكلم بالصوت والحروف من خواص المخلوق والهوى مصدر هويه من باب علم اذا احبه واشتهاه ثم غلب على الميل الى الشهوات والمستلذات من غير داعية الشرع ومنه قيل صاحب الهوى للمبتدع لانه مائل الى مايهواه فى امر الدين فالهوى هو الميل المخصوص المذموم ولهذا انهى اللّه انبياءه فقال لداود عليه السلام ولا تتبع الهوى ولنبينا عليه السلام ولا تتبع اهوآءهم ولم يمل احد من الانبياء اليه بدليل قوله عليه السلام ( ماطلى نبى قط ) يقل اطلى الرجل اذا مال الى هواه ( حكى ) عن بعض الكبار انه قال كنت فى مجلس بعض الغافلين فتكلم الى أن قال لامخلص لاحد من الهوى ولو كان فلانا عنى به النبى عليه السلام حيث قال حبب الى من ديناكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة فقلت له اما تستحيى من اللّه تعالى فانه ماقال احببت بل قال حبب فكيف يلام العبد على ما كان من عند اللّه تعالى ثم حصل لى غم وهم افرأيت لنبى عليه السلام فى المنام فقال لا تغتم فقد كفينا امره ثم سمعت انه خرج ضيعة له فقتل فى الطريق نعوذ باللّه من الاطالة على الانبياء وورثتهم الاولياء وضمن ينطق معنى الصدور فتعدى بكلمة عن فالمعنى ومايصدر نطقه بالقرءآن عن هواه ورأيه اصلا فان المراد استمرار نفى النطق عن الهوى لان فى استمرار النطق عنه وقد قال عن هنا بمعنى الباء اى وما ينطق بالهوى كما يقال رميت عن القوس اى بالقوس وفى التنزيل وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك اى بقولك قال ابن الشيخ قال اولا ماضل وما غوى بضيغة الماضى ثم قال وما ينطق عن الهوى بصيغة المستقبل بيانا لحاله قبل البعثة وبعدها اى ماضل وما غوى حين اعتزلكم ما تبعدون قبل أن يبعث رسولا وماينطق عن الهوى الآن حين يتلوا عليكم آيات ربه انتهى.

يقول الفقير فيه بعد كما لايخفى والظاهر ان صيغة الماضى باعتبار قولهم قد ضل وغوى اشارة الى تحقق ذلك فى زعمهم

واما صيغة المضارع فباعتبار تجدد النطق فى كل حال واللّه اعلم بكل حال

﴿ ٣