سُورَةُ الْحَدِيدِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً ١ { سبح لله مافى السموات والارض } التسبيح تنزيه اللّه تعالى اعتقادا وقولا وعملا عما لايليق بجانبه سبحانه بدأ اللّه بالمصدر فى الاسرآء لانه الاصل ثم بالماضى فى الحديد والحشر والصف لانه اسبق الزمانين ثم بالمستقبل فى الجمعة والتغابن ثم بالامر فى الاعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها ففيه تعليم عباده استمرار وجود التسبيح منهم فى جميع الازمنة والاوقات والحاصل ان كلا من صيغتى الماضى والمضارع جردت عن الدلالة على مدلولها من الزمان المخوص فأشعر باستمراره فى الازمنة لعدم ترجيح البعض على البعض فالمكونات من لدن اخراجها من العدم الى الوجود مسبحة فى كل الاوقات لايتخص تسبيحها بوقت دون وقت بل هى مسبحة ابدا فى الماضى وتكون مسبحة ابدا فى المستقبل وفى الحديث ( أفضل الكلام اربع سبحان اللّه والحمد لله ولا اله الا اللّه واللّه اكبر لايضرك بأيهن بدأت ) وسئل على رضى اللّه عنه عن سبحان اللّه فقال كلمة رضى اللّه لنفسه وسبح متعد بنفسه كما فى قوله تعالى { وتسبحوه } واللام اما مزيدة للتأكيد كما فى نصحت له وشكرت له فى نصحته وشكرته او للتعليل والفعل منزل منزلة اللازم اى فعل التسبيح واوقعه واحدثه لاجل اللّه تعالى وخالصا لوجهه والمراد بما فى السموات والارض جميع المخلوقات من حى وجماد وجاء بما تغليبا للاكثر مع ان اكثر العلماء على ان مايعم العقلاء وغيرهم والمراد بستبيح الكل تسبيح عباده وقمال كما قال بعض الكبار قد أخذ اللّه بأبصار الانس والجن عن ادراك حياة الجمال الا من شاء اللّه والاشياء كلها انما خلقت له سبحانه لتسبح بحمده واما انتفاعا بها انما هو بحكم التبعية لا بالقصد الاول قال الحسن البصرى رحمه اللّه لولا مايخفى عليكم من تسبيح من معكم فى البيوت ماتقاررت ثم وقال بعضهم لايصدر عن الحى الا حى ولو وجد من العالم موجود غير حى لكان غير مستند الى حقيقة الهية وذلك محال فالجماد ميت فى نظر المحجوب حى فى نفس الامر لاميت لان حقيقة الموت مفارقة حى مدبر لحى مدبر والمدبر والمدبر حى والفارقة نسية عدمية لا وجودية فان الشان اما هو عزل عن ولاية وانتقال من دار الى دار وليس من شرط الحى أن يحس لان الاحساس والحواس امر معقول زآئد على كونه حيا وانما هما من شرط العلم وقد لا يحس وقد لايحس وتأمل صاحب الآكلة اذا اكل مايغيب به احساسه كيف يقطع عضوه ولا يحص به مع انه حى ليس يميت وقال بعضهم كل شىء فى العالم يسبح اللّه بحمده الذى اطلعه اللّه على انه حمد به نفسه ويختلف ذلك باختلافهم الا الانسان خاصة فان بعضه يسبح بغير حمده ولايقبل من الحق بعض ماثنى به على نفسه فهو يؤمن ببعض وهو قوله { ليس كمثله شىء } ويكفر ببعض وهو تنزيه اللّه عما اضافه الى نفسه ووصف نفسه به من التشبيه بالمحدثات فقوله تعالى { وان من شىء الا يسبح بحمده } اى بالثناء الذى اثنى به الحق على نفسه انزله على السنة رسله لابما ولده العقل فان اللّه تعالى قال فى حق من سبح الحق بعقله { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } اعلامنا انه ورآء كل ثناء واهل اللّه تعالى لابد لهم فى سلوكهم من سماع تسبيح كل شىء بلسان طلق لا لسان حال كما يعتقده بعضهم ثم ان اللّه تعالى من رحمته يأخذ اسماعهم بعد تحققهم ذلك ويبقى معهم العلم لانه لو أسمعهم ذلك على الدوام لطاشت عقولهم وفى الحديث ( ان كل شىء من الجماد والحيوان يسمع عذاب القبر الا الثقلين ) فثبت ان السموات والارض بجميع اجزآئهما وما فيها من الملك والشمس والقمر والنجوم والانس والجن والحيوان والنبات والجماد لها حياة وفهم وادراك وتسبيح وحمد كما قال تعالى { وان من شىء الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم } واعلم ان اللّه تعالى هو المسبح اسم مفعول فى مقام التفصيل والمسبح اسم فاعل فى مقام الجمع فالتسبيح تنزيه الحق بحسب مقام الجمع والتفصيل من النقائص الامكانية ومن الكمالات الانسانية المختصة من حيث التقيد والتعين { وهو العزيز } بقدرته وسلطانه لا يمانعه ولا ينازعه شىء { الحكيم } بلطفه وتدبيره لايفعل الا ماتقتضيه الحكمة والمصلحة وفيه اشعار بعلية الحكم فان العزة وهى الغلبة على كل شىء تدل على كمال القدرة والحكمة تدل على كمال العلم والعقل يحكم بأن الموصوف بهما يكون منزها عن كل نقص كالعجز والجهل ونحوهما ولذا كان الامن كفرا لأن فيه نسبة العجز الى اللّه تعالى وكذا اليأس لان فيه نسبة البخل الى اللّه الجواد ٢ { له ملك السموات والارض } اى التصرف الكلى ونفوذ الامر فيهما ومافيهما من الموجودات من حيث الايجاد والاعدام وسائر التصرفات مما نعلم ومالا نعلم ، يقول الفقير فان قلت كيف اضاف الملك الى ماهو متناه وكمال ملكه تعالى غير متناه قلت ان للسموات والارض ظاهرا وهو ما كان حاضرا ومرئيا من عالم الملك وهو متناه لانه من قبيل الاجسام والصور وباطنا وهو ماكان غائبا غير محسوس من اسرارهما وحقائقهما وهو غير متناه لانه من عالم الملكوت والمعانى فاضافة الملك الى اللّه تعالى اضافة مطلقة يندرج تحتهال الملك والملكوت وهما غير متناهيين فى الحقيقة ألا ترى ان القرءآن لاتنقضى عجائبه فهو بحر لاساحل له من حيث اسراره ومن حيث ان المتكلم به هو الذى لانهاية له وان كان اى القرءآن متناهيا فى الظاهر والحس فالمراد بالملك هو الملك الحقيقى لان ملك البشر مجاز كما سيتضح بيانا فى هذه السورة { يحيى ويميت } استئناف مبين لبعض احكام الملك اى يحيى الموتى والنطف والبيض ويميت الاحياء ومعنى الاحياء والاماتة جعل الشىء حيا وجعله ميتا وقد يستعاران للهداية والاضلال فى نحو قوله { اومن كان ميتا فأحييناه } وهو يحيى القلوب بتجلى اسم المحيى ويميت النفوس بتجلى اسم المميت او يحيى النفوس بموت القلوب ويميت القلوب بحياة النفوس على طريق المغالبة وقال ابن عطاء رحمه اللّه هو مالك الكل وله الملك جمع يميت من يشاء بالاشتغال بالملك ويحيى من يشاء بالاقبال على الملك { وهو على كل شىء } من الاشياء التى من جملتها ماذكر من الاحياء والاماتة على مقتضى الحكمة والارادة { قدير } تام القدرة فان الصبغة للمبالغة ٣ { هو الاول } السابق على سائر الموجودات بالذات والصفات لما انه مبدئها ومبدعها فالمراد بالسبق والاولية هو الذاتى لا الزمانى فان الزمان من جملة الحوادث ايضا { والآخر } الباقى بعد فنائهاحقيقة او نظر الى اذاتها مع قطع النظر عن مبقيها فان جميع الموجودات الممكننة اذا انقطع النظر عن علتها فهى فانية اول او اول بى ابتدا ... آخر او آخر بى انتها بود ونبود اين جه بلندست وبست ... باشد واين نيز نباشد كه هست { والظاهر } وجود الكثرة دلائله الواضحة { والباطن } حقيقة فلا يحوم العقل حول ادراك كنهه وليس يعرف اللّه الا اللّه وتلك الباطنية سوآء فى الدنيا والآخرة فاضمحل مافى الكشاف من ان فيه حجة على ما من جوز ادراكه فى الآخرة بالحاسة وذلك فان كونه باطنا بكنه حقيقته لاينافى كونه مرئيا فى الآخرة من حيث صفاته { وهو بكل شىء عليم } لايعزب عن علمه شىء من الظاهر والخفى فان عليم صيغة مبالغة تدل على انه تعالى تام العلم بلكل شىء جليه وخفيه وفى هذا المقام معان ىخر هو الاول والذى تبتدأ منه الاسباب والآخر الذى تنتهى اليه المسببات اى اذا نظرت الى سلسلة الموجودات المتكونة بضعها من بعض وجدت اللّه مبدأ تلك السلسلة ومنتهاها تبتدىء منه سلسلة الاسبات وتنتهى اليه سلسلة المسببات ولذا قالوا لاتعتمد على الريح فى استوآء السفينة وسيرها وهذا شرك فى توحيد الافعال وجهل بحقائق الامور ومن انكشف له امر العالم كما هو عليه علم أن الريح لايتحرك بنفسه بل له محرك الى أن ينتهى الى المحرك الاول الذى لامحرك له ولا يتحرك هو فى نفسه ايضا بل هو منزه عن ذلك عما يضاهيه والظاهر اى الغالب على كل شىء والباطن اى العالم بباطن كلى شىء على أن يكون الظاهر من ظهر عليه اذا علاه وغلب والباطن من بطنه اذا علم باطنه ولم يرتضه الزمخشرى لفوات المطابقة بين الظاهر والباطن حينئذ ( وروى ) عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال دخلت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسالته خادما فقال لها عليه السلام ( ألا أدلك على ماهو خير لك من ذلك أن تقولى اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شىء منزل التوراة والانجيل والفرقان فاقل الحب والنوى اعوذ بك من شر كل ذى شر أنت آخذ بناصيته أنت الاول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعد شىء وانت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء اقض عنى الدين واغننى من الفقر عنى بالظاهر ) الغالب والباطن العالم ببواطن الاشياء يعنى انه الغالب الذى يغلب كلى شىء ولا يغلب عليه فيتصرف فى المكونات على سبيل الغلبة والاستيلاء اذ ليس فوقه أحد يمنعه والعالم ببواطن الاشياء فهو ملجأ والمنجى يلتجىء اليه كل ملتجىء لا ملجأ ولا منجى دونه اى غيره وقال الامام احتج كثير من العلماء فى اثبات أن الاله واحد بقوله { هو الاول } قالوا اول هو الفرد السابق ولهذا لو قال احد اول مملوك اشتريته فهو حر ثم اشترى عبدين لم يعتقا لان شرط كونه اولا حصول الفردية وهنا لم تحصل فلو اشترى بعد ذلك عبدا واحدا لم يعتق لان شرط الاولية كونه سابقا وههنا لم يحصل فثبت ان الشرط فى كونه اولا أن يكون فردا فكانت الآية دالة على أن صانع العالم واحد فرد وايضا هو لاول خارجا لانه موجد الكل والآخر ذهنا كما يدل عليه براهين اثبات الصانع او بحسب ترتيب سلوك العارفين فذا نظرت الى ترتيب السلوك ولاحظت منازل السالكين السائرين اليه تعالى فهو آخر مايرتقى اليه درجات العارفين وكل معرفة تحصل قبل معرفته فهى مرقاة الى معرفته والمنزل الاقصى هو معرفة اللّه فهو آخر بالاضافة الى السلوك فى درجات الارتقاء فى باب المعارف الاول بالاضافة الى الوجود الخارجى فمنه المبتدأ اولا واليه المرجع آخرا وقال بعض الكمل هو بالاول باعتبار بدء السير نزولا والآخر باعتبار ختم السير عروجا الظاهر بحسب النظر الى وجود الحق والباطن بحسب النظر الى وجود الخلق وهذا ماقلوا ان ظاهر الحق باطن الخلق وباطن الخلق ظاهر الحق لان الهوية برزخ بينهما لايبغيان وبالنظر الى الحق هوية الهية وبالنظر الى الخلق هوية كونية وهذه مرتبة قاب قوسين وفوقها مرتبة او أدنى وتلكم يوما عند الشبلى رحمه اللّه فى الصفات فقال اسكتوا فان ثمة متاهات لايخرقها الاوهام ولاتحويها الافهام وكيف يمكن الكلام فى صفات من تجتمع فيه الاضداد من قوله { هو الاول والآخر والظاهر والباطن } خاطبنا على قدر افهامنا وقال الراغب الاول هو الذى يترتب عليه غيره ويستعمل على اوجه اولها المتقدم بالزمان كقولك عبدالملك اولا ثم منصور والثانى المتقدم بالرياسة فى الشىء وكون غيره محتذيا به نحو الامير اولا ثم الوزير والثالث المتقدم بالوضع والنسبة كقولك للخارج من العراق القادسية اولا ثم فيد وهى قريى فى البادية على طريق الحاج وللخارج من مكة فيد اولا ثم القادسية والرابع المتقد بالنظام الصناعى نحو أن يقال الأساس اولا ثم البناء واذا قيل فى صفة اللّه هو الاول فمعناه الذى لم يسبقه فى الوجود شىء والى هذا يرجع قول من قال هو الذى لايحتاج الىغيره ومن قال هو المستغنى بنفسه والظاهر والباطن فى صفة اللّه لايقال مزدوجين كالاول والآخر فاظاهر قيل اشارة الى معرفتنا البديهية فان القطرة تقضى فى كل مانظر اليه الانسان انه تعالى موجود كما قال تعالى { وهو الذى فى السماء إله وفى الارض إله } ولذلك قال بعض الحكماء مثل طالب معرفته مثل من طوف الآفاق فى طلب ماهو معه والباطن اشارة الى معرفته الحقيقية وهى التى أشار اليها أبو بكر الصديق رضى اللّه عنه بقوله يامن غاية معرفته القصور عن معرفته وقيل ظاهر بآياته باطن بذاته وقيل ظاهر بأنه محيط بالاشياء مدرك لها باطن فى أن يحاط به كما قال { لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار } وقد روى عن أمير المؤمنين ما دل على تفسير اللفظين حيث قال تجلى لعباده من غير أن رأوه واراهم نفسه من غير أن تجلى لهم ومعرفته ذلك تحتاج الى فهم ثاقب وعقل اقد كما فى المفردات وايضا هو الاول فى عين آخريته والآخر فى عين اوليته والظاهر فى عين باطنيته والباطن فى عين ظاهريته من حيثية واحدة وباعتبار واحد فى آن واحد لاقتضاء ذاته المطلقة عن هذه الاعتبارات المختلفة والحيثيات المتنافرة المتابينة لاحاطته بالكل واستغنائه عن الكل قيل للعارف الربانى أبى سعيد الخراز قدس سره بم عرفت اللّه قال بجمعه بين الاضداد فتلا { هو الاول والآخر والظاهر والباطن } ولا يتصور الجمع بين الاضداد الا من حيثية واحدة واعتبار واحد فىآن واحد وهو بكل شىء من الاولية والآخرية والظاهرية والباطنية عليم اذا علمه عين ذاته وذاته محيط بالاشياء كما قال { واللّه بكل شىء محيط } كما فى التأويلات النجمية قال الواسطى رحمه اللّه لم يدع للخلق نفسا بعد ما أخبر عن نفسه { هو الاول والآخر والظاهر والباطن } وقال ايضا من كان حظه من اسمه الاول كان شغله بما سبق ومن كان حظه من اسمه الآخر كان مربوطا بما يستقبل ومن كان حظه من اسمه الظاهر لاحظ عجائب قدرته ومن كان حظه من اسمه الباطن لاحظ ماجرى فى السر من انواره وقال ايضا حظوظ الانبياء عليهم السلام مع تباينها من اربعة اسماء وقيام كل فريق منهم باسم منها فمن جمعها كلها فهو أوسطهم ومن فنى عنها بعد ملابستها فهو الكامل التام وهى قوله { هو الاول } الخ وقال ايضا من ألبسه الاولية فالتجلى له فى الآخرية محال لانه لا يتجلى الا لمن فقده او كان بعيدا عنه فقر به وقال الجنيد قدس سره نفى القدم عن كل اول باوليته ونفى البقاء عن كل آخر بآخريته واضطر الخلق الى الاقرار بربوبيته بظاهريته وحجب الافهام عن ادراك كنهه وكيفية بباطنيته وقال السدى هو الاول ببره اذ عرفك بتوحيده والآخر بجوده اذ عرفك التوبة عن ماجنيت والظاهر بتوفيقه اذ وفقك للسجود له والباطن بستره اذا عصيته يستر عليك وقال ابن عمر رضى اللّه عنه هو الاول بالخلق والآخر بالرزق والظاهر بالاحياء والباطن بالاماتة وايضا الاول بلا تأويل أحد والآخر بلا تأخير أحد والظاهر بلا اظهار أحد والباطن بلا ابطال أحد والاول القديم والآخر الرحيم والظاهر الحليم والباطن العليم والاول يكشف أحوال الدنيا حتى لايرغبوا فيها والآخر يكشف أحوال العقبى حتى لايشكوا فيها والظاهر على قلوب اوليائه حتى يعرفوه والباطن على قلوب اعدآئه حتى ينكروه والاول بالازلية والآخر بالأبدية والظاهر بالأحدية والباطن بالصمدية والاول بالهيبة والآخر بالرحمة والظاهر بالحجة والباطن بالنعمة والاول بالعطاء والآخر بالجزآء والظاهر بالثناء والباطن بالوفاء والاول بالهداية والآخر بالكفاية والظاهر بالولاية والباطن بالرعاية صاحب كشف الاسرار فرموده كه زبان رحمت ازروى اشارت ميكويد ا ى فرزند آدم خلق درحق توجهار كروه اند اول كروهى كه در اول حال ترابكار آيند جون بدر ومادر دوم جمعى كه در آخر زندكانى دست كيرند جون اولاد واحفاد سوم زمره كه آشكارا باتو باشند جون دوستان وياران ، جهارم فرفه كه بنهان باتو معاش كنند جون زنان وكنيزان ، رب العالمين ميفرمايد كه اعتماد برينها مكن وكار ساز خود ايشانرا مينداركه اول منم كه ترا از عدم بوجود آوردم آخر منم كه باز كشت توبمن خواهد بود ظاهر منم كه صورت توبخوبتر وجهى بيار استم باطن منم كه اسرار وحقايق درسينه تووديعت نهادم اول وآخر تويى كيست حدوث وقدم ... ظاهر وباطن تويى جيست وجود وعدم اول بى انتقال آخر بى ارتحال ... ظاهر بى جند وجون باطن بى كيف وكم ويقال هو اول خالق الاولين والآخر خالق الآخرين والظاهر خالق الآدميين وهم ظاهرون والباطن خالق الجن والشياطين وهم لايظهرون وقال الترمذى هو الاول بالتأليف والآخر بالتكليف والظاهر بالتصريف والباطن بالتعريف والاول بالانعام والآخر بالاتمام والظاهر بالاكرام والباطن بالالهام وقال بعض المحقيين من أهل الاصول هذا مبالغة فى نفى التشبيه لان كل من كان اولا لايكون آخرا وكل من كان ظاهرا لايكون باطنا فأخبر انه الاول والآخر الظاهر الباطن ليعلم انه لايشبه شيا من المخلوقات والمصنوعات وقال بعض المكاشفين هو الاول اذا كان هو ولم تكن صور العالم كما قال عليه السلام ( كان اللّه ولاشىء معه ) فهو متقدم عليها وهذا التقدم هو المراد بالاولية وهو الآخر اذا كان عين صور العالم عند ظهروها ولها التأخر فهو باعتبار ظهروه بها له الآخرية فالآخر عين الظاهر والباطن عين الاول هذا باعتبار التنزل من الحق الى الخلق واما باعتبار الترقى من الخلق الى الحق فالآخر عين الباطن والظاهر عين الاول وقال الامام الغزالى رحمه اللّه لاتعجبن من هذا فى صفات اللّه فان المعنى الذى به الانسان انسان ظاهر باطن فانه ظاهر ان استدل عليه بافعاله المرئية المحكمة بطان ان طلب من ادراك الحس فان الحس انما يتعلق بظاهر بشريته وليس الانسان انسانا ببشريته المرئية منه بل لو تبدلت تلك البشرية بل سائر اجزآئه فهو هو والاجزآء متبدلة ولعل اجزآء كل انسان بعد كبره غير الاجزآء التى كانت فيه عند صغره فانها تحللت بطول الزمان وتبدلت بامثالها بطريق الاعتدآء وهويته لم تتبدل فتلك الهوية باطنة عن الحواس ظاهرة للعقل بطريق الاستدلال عليها بآثارها وافعالها وقال الزروقى الاول الآخر هو الذى لامفتتح لوجوده لامختتم له بثبوت قدمه واستحالة عدمه وكل شىء منه بدأ واليه يعود وانما عطف الواو لتباعد مابين موقعى معناهما ومن عرف انه الاول غاب عن كل شىء به ومن عرف انه الآخر رجع بكل شىء اليه ، وخاصية الآخر صفاء الباطن عما سواه تعالى فاذا واظب عليه انسان فى كل ويم مائة مرة خرج من قبله سوى الحق والظاهر الباطن هو الواضح الربوبية بالدلائل المحتجب عن الكيفية والاوهام فهو الظاهر من جهة التعريف الباطن من جهة التكييف ومجراهما فى العطف مجرى الاسمين السابقين ومن عرف انه الظاهر لم يستدل بشىء عليه ورجع بكل شىء اليه ومن عرف انه الباطن استدل بكل شىء عليه ورجع به اليه وخاصية الظاهر اظهار نور الولاية على قلب قارئه اذا قرأه عند الاشراق وخاصية الباطن وجود النفس لمن قرأه فى اليوم ثلاث مرات فى كل ساعة زمانية ومن قال بعد صلاة ركعتين خمسا واربعين مرة { هو الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شىء عليم } حصل له ماطلبه ايا كان وقال بعض الكبار حقيقة الاول هو الذى افتتح وجوده عن عدم وهذا منتف فى حق الحق بلا شك فهو الاول لا بأولية تحكم عليه ولاجل ذلك سمى نفسه الآخر ولو كانت اوليته مثل اولية الموجودات لم يصح أن يكن آخرا اذ الآخر عبارة عن انتهاء الموجودات المقيدة فهو الآخر لا بآخرية تحكم عليه اذ آخريته عبارة عن فناء الموجودات كلها ذاتا وصفة وفعلا فى ذاته وصفاته وافعاله تعالى بظهور القيامة واما غير الحق فله اولية تحكم عليه مثل قوله عليه السلام ( اول ماخلق اللّه العقل ) اى اول مافتتح به من العدم الى الوجود العقل الذى هو نور محمد صلّى اللّه عليه وسلّم وله آخرية تحكم عليه مثل قوله عليه السلام ( نحن الآخرون الأولون ) وفى رواية السابقون يعنى الآخرون فى الظهور من حيث النشأة العنصرية الجسمانية الاولون فى العلم الالهى من حيث الظهور فى النشأة الروحانية ومن صلى فى اول الوقت من حيث اولية الحق المنزهة عن أن يتقدمها اولية لشىء فهو المصلى الصلاة لأول وقتها فتنسحب عبادة هذا المصلى من هناك الى وقت وجود هذا المصلى فمن بادر لأول هذا الوقت فقد حاز الخير بكلتى يديه وهو مشهد نفيس أشاروا فيه بتكل الاولية الى معنى اصطلحوا عليه لا الى مايتبادر لذهن غيرهم كما فى كتاب الجوهر للشعرانى رحمه اللّه. يقول الفقير عمل الشافعى رحممه اللّه بقوله عليه لسلام ( اول الوقت رضوان اللّه فصلى الفجر فى اول وقته ) وعمل ابو حنيفة رضى اللّه عنه بقوله تعالى { ومن الليل فسبحه وادبار النجوم } وفى الآية الآخرية وبالعكس ولكل وجهة بحسب الفناء والبقاء وقد أشير الى فىبعض الاسحار أن الكعبة وضعت عند الفجرة أى عند انفجار الصبح الصادق على مابينت وجهه فى كتاب الواردات الحقية نسأل اللّه النور ٤ { هو الذى خلق السموات والارض } بقدرته الكاملة وحكمته البالغة { فى ستة ايام } من ايام الآخرة او من ايام الدنيا قال ابن عطية هو الاصوب اولها الاحد وآخرها الجمعة ، تاملاكئة مشاهده كنند حدوث انهارا جيزى بس ازجيزى وسنت تدريج وتأنى درهركار حاصل آيد ، كذا وقع الاختلاف فى الاربعين التى خمر اللّه فيها طينة آدم هل هى بأيام الدنيا او بأيام الآخرة وفيه اشارة الى مراتب الصفات الست وهى الحياة والعلم والقدرة والارادة والسمع والبصر اى هو الذى تجلى للاشياء كلها بذاته الموصوفة بالصفات الست اذ تجلى الوجود لايكون الا من لوازمه ولو احقه كما قال تعالى { وان من شىء الا يسبح بحمده } والتسبيح يستلزم الحياة وما يترتب عليها من العلم بالتسبيح وبالمسبح ومن القدرة على التسبيح والارادة بتخصيص المسبح ومن السمع اذ كل مسبح لابد له من استماع تسبيحه ومن البصر اذ لابد لكل مسبح أن يشاهد المسبح فى بعض مراتب الشهود كما فى التاويلات النجمية { ثم استوى } اى استولى { على العرش } المحيط بجميع الاجسام رحمانيته لان استوى متى عدى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء واذا عدى بالى اقتضى معنى الانتهاء اليه اما بالذات او بالتدبير قال بعض الكبار هو محمول على التمثيل وقد سبق بيانه مرارا ( قال الكاشفى ) بس قصد كرد بتدبير عرش واجرآء امور متعلقه بد وبر وفق ارادت. وفى التأويلات النجمية يعنى استتم وتمكن تجليه على عرش استعدادات المظاهر السماوية الروحانية والمظاهر الارضية الجسمانية ماتجلى لعرش استعداد شىء الا بحسب قابليته وقبوله لا زآئد ولا ناقص ( كما قال العارف ) يكى مومى اوزين كم نبايد همى ... وكر بيش باشد نشايد همى { يعلم مايلج فى الارض } كالكنوز والدفائن والموتى والبذور وكا لغيث ينفد فى موضع وينبع فى الآخر ولو لوج الدخول فى مضيق وفى المناسبات الدخول فى الساتر الجلمة الداخل { ومايخرج منها } كالجواهر من الذهب والفضة والنحاس وغيرها والزروع و الحيوانات والماء وكالكنوز والموتى يوم القيامة وفى التأويلات النجمية يعنى يعلم بعلمه المحيط مايدخل فى ارض البشرية من بذور النباتات النفسانية مثل مخالفات الشرع وموافقات الطبع وزروع الاحوال القلبية من مخالفات الطبع وموافقات الشرع والواردات القلبية والالهامات الغيبية وزروع الاذواق والوجدانيات من التجليات الرحمانية التنزلات الربانية لترتب الاعمال على النيات كما قال عليه السلام ( انما الاعمال بالنيات ) وقال ايضا ( لكل امرىء مانوى ) اذ النية بمرتبة البذر والعمل بمرتبة الزرع والقلب والنفس والروح بمنزلة الارض المستعدة لكل نوع من البذر وقال بعضهم يعلم مايلج فى الارض قلب المؤمن من الاخلاص والتوحيد وفى ارض قلب الكافر من الشك والشرك ومايخرج منها بحسب حالهما { وما ينزل من السماء } كالكتب والملائكة والاقضية والصواعق والامطار والثلوج { ومايعرج فيها } كالملائكة الذين يكتبون الاعمال والدعوات والاعمال والارواح السعيدة والابخرة والادخنة وقال بعضهم وماينزل من السماء على قلوب اوليائه من الالطاف والكشوف وفنون الأحوال العزيزة ومايعرج من أنفاس الأولياء المشتاقين اذا تصادعت حسراتهم وعلت زفراتهم { وهومعكم اينما كنتم } فى الارض وهو تمثيل لاحاطة علمه تعالى بهم وتصوير لعدم خروجهم عنه اينما داروا وفى الحديث ( أفضل ايمان المرء أن يعلم ان اللّه معه حيث كان ) يار باتست هركجا هستى ... جاى ديكر جه خواها اى اوباش ياتودر زيرك كليم جواوست ... بس بر و اى حريف خود راباش قال موسى عليه السلام اين أجدك يارب قال ياموسى اذا قصدت الى فقد وصلت الى فى التأويلات النجمية وهو معكم لا بالمعية المفهومية للعوام والخواص ايضا اين معيت مى نكجند در بيان ... نى زمان دارد خبر زونى مكان بل بالمعية المذوقة بالذوق الكشفى الشهودى اى انا معكم بحسب مراتب شهوداتكم ان كنتم فى مشهد الفعلى فانا معكم بالتجلى الذاتى ما أتقدم ولا أتأخر عنكم وقال بعضم الكبار تلك المعية ليست هيى مثل مايتصور بالعقل حسا او ذهنا او خيالا او وهما تعالى شأنه عن ذلك علوا كبيرا انما هى معية تفرد الحق سبحانه بيعنها وتحققها وعلمها لايعلم سرها الا اللّه ومن اطلعه عليه من الكمل ويحرم كشفها ترحما على العقول القاصرة عن درك الاسرار الخفية كما قال ابن عباس رضى اللّه عنهما أبهموا ماأبهم اللّه وبينوا مابين اللّه يعنى اذا اقتضى المقام الابهام كما اذا طلب ببيان المبهم على ماهو عليه فى نفسه وعقل الطالب قاصر عن دركه فلا جرم انه حرام لما فيه من هلاكه واما اذا طلب بيان المبهم لا على ماهو عليه فى نفسه بل على وجه يدركه عقله يضرب تأويل يستحسنه الشرع ففيه رخصة شرعية اعتبرها المتأخرون دفعا لانقلاب قلب الطالب وتريسخا على عقيدته حتى تندفع عن صدره الوساوس والهواجس والمراد على هذه اما معية حفظه او معية امره او غيره ذلك مما لا اضطراب فيه لا شرعا ولا عقلا ولا خارجا والاين المذكور فى الآية متناول لجميع الأينات الازلية والابدية من المعنوية والروحانية والمثالية والحسية والدنيوية والبرزخية والنشرية والحشرية والنيرانية والجنانية والغيبية والشادية مطلقا كلية كانت او جزيئة وهذه الاينية كالمعية من المبهمات والمتشابهات وما يعلم تأويلاها الا اللّه وما يتذكر سرها الا اولو الالباب قال بعضهم فى هذه الآية بشارة للعاشقين حيث هو معهم اينما كانوا وتوفيق للمتوكلين وسكينة للعارفين وبهجة للمحبين ويقين للمراقبين ورعاية للمقبلين واشارة الى سر الوحدة للموحدين قال الحسين رحمه لله ماقارب الحق الأكوان ولا فراقها كيف يفارقها وهو موجودها وحافظها وكيف ياقرب القدم الحدوث به قوام الكل وهو بائن عن الكل انتهى { واللّه بما تعملون بصير } فيجازيكم عليه ثوابا وعقابا وهو عبارة عن احاطته بأعمالهم فتأخيره عن الخلق لما اراد المراد مايدور عليه الجزآء من العلم التابع للمعلوم لا لما قيل من أن الخلق دليل على العلم فبالخلق يستدل على العلم والدليل يتقدم على المدلول وفى الآية ايقاظ للغافلين وتنشيط للمتيقظين ودلالة لهم على الخشية والحياء من رب العالمين واشارة لهم الى ان اعمالهم محفوظة وانهم مجزيون بها ان خيرا فخير ان شرا فشر قال بعض الكبار واللّه بما تعملون بصير لانه العامل بكم وفيكم ولابد لكل عامل أن يبصر عمله ومايتعلق به ٥ { له ملك السموات والارض } تكرير للتأكيد وتمهيد لقوله تعالى { والى اللّه ترجع الامور } على البناء للمفعول من رجع رجعا اى رد ردا وقرىء على البناء للفاعل من رجع رجوعا والمعنى اليه تعالى وحده لا الى غيره استقلالا واشتراكا ترد جميع الامور فاستعدوا للقائه باختيار أرشد الامور وأحسنها عند اللّه ، بس تكرير كلام جهت آنست كه اول تعلق بايدآء دارد وثانى باعادة ، ولذا اقرن بالاولى يحيى ويميت وبالثانى مايكون فى الآخرة من رد الخلق اليه وجزآئه اياهم بالثواب والعقاب وفيه اشارة الى انه له ملك علوم السموات الروحانية وهى العلوم الكشفية اللدنية الموهوبة بالاسم الوهاب من غير تحصيلى الاسباب لعبادة المخلصين بافاضته عليهم وله ايضا ملك العلوم الرسمية الكسبية الارضية بالسعى والاجتهاد للعلماء بافاضة توفيق الكسب والاجتهاد فامور العلوم الكشفية والكسبية ترجع الى عناية اللّه الازلية والابدية ٦ { يولج الليل فى النهار } الا يلاج الادجال يعنى أز زمان شب درروز افزايد ، حتى يصير النهار اطول مايكون خمس عشرة ساعة والليل اقصر مايكون تسع ساعات { ويولج النهار فى الليل } يعنى از زامن روز بشب زياده كند باختلاف الفصول وبحسب مطالع الشمس ومغاربها حتى يصير الليل اطول مايكون خمس عشرة ساعة والنهار اقصر مايكون تسع ساعات والليل النهار ابدا اربع وعشرون ساعة قال فى فتح الرحمن فيه تنبيه على العبرة فيما يجاذبه والليل والنهار من الطول والقصر وذلك متشعب مختلف حسب اختلاف الاقطار والازمان الاربعة وذلك بحر من بخار الكفرة لمن تأمله { وهو عليم } اى مبالغ فى العلم { بذات الصدور } اى بمكنوناتها اللازمة لها من الاسرار والمعتقدات وذلك اغمض مايكون وهو بيان لاحاطة علمه تعالى بما يضمرونه فى نياتهم بعد بيان احاطته بأعمالهم التى يطهرونها وفى الآية اشارة الى انه يستهلك ظلمة ليل البشرية والطبيعة فى نور نهار الروح بطريق تغليب نور نهار الروح وهو تعالى علام بكل مايصدر من أصحاب ليل النفوس من السيئات ومن ارباب نهار الارواح من الحسنات لايفوته منهما شىء قال ابن عباس رضى اللّه عنهما اسم اللّه الاعظم فى اول سورة الحديد فى ست آيات من اولها فاذا علقت على المقاتل فى الصف لم ينفذ اليه حديد كما فى فتح الرحمن ٧ { آمنوا باللّه ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } روى ان الآية نزلت فى غزوة ذى العشيرة وهى غزوة تبوك وفى عين المعانى يحتمل الزكاة والنفقة فى سبيل اللّه والمعنى جعلكم اللّه خلفاء فى التصرف فيه من غير آن تملكوه حقيقة عبر عما بأيديهم من الاموال والارزاق بذلك تحقيقا للحق وترغيبا لهم فى الانفاق فان علم انهم اللّه وانه بمنزلة الوكيل والنائب بحيث يصرفها الى ما عينه اللّه من المصارف هان عليه الانفاق او جعلكم خلفاء من قبلكم فيما كان بايديهم بتوريثه اياكم فاعتبروا بحالهم حيث انتقل منهم اليكم وسينتقل منكم الى من بعدكم فلا تبخلوا به قال الشاعر ويكفيك قول الناس فيما ملكته ... لقد كان هذا مرة لفلان فلا بد من انفاق الاموال التى هى للغير وستعود الى الغير فكما ان الانفاق من مال الغير يهون على النفس اذا اذن فيه صاحبه فكذا من المال الذى على شرف الزوال مكن تكيه برملك وجاء وحشم ... كه بيش ازتو بودست وبعد ازتوهم خوروبوش وبخشاى وراحت رسان ... نكه مى جه دارى زبهر كسان بخيل توانكر بدينار وسيم ... طلسم است بالاى كنجى مقيم از ان سالهامى بماند زرش ... كه لرزد طلسم جنين برسرش بسنك اجل ناكها بشكنند ... بآ سودكى كنج قسمت كنند { فالذين آمنوا منكم وانفقوا } حسبما امروا به ( قال الكاشفى ) ونفقه كردندمال خودرا بزكاة وجهاد وسائر خيرات { لهم } سبب ذلك { اجر كبير } مزدى بزرك وثوابى عظيم كه جنت ونعيم است ، قال فى فتح الرحمن الاشارة فيه الى عثمان رضى اللّه عنه وحكمها باق يندب الى هذه الافعال بقية الدهر وفى التأويلات النجمية يخاطب كل واحد من المشايخ والعلماء ويأمرهم بالايمان باللّه وبرسوله ايمانا كليا جامعا شرآئط الايمان الحقيقى الشهودى العيانى ويوصيهم بأفاضة علوم الوهب على مستحقيها وتعليم علوم الدارسة لمستعديها اذا العلماء فى العلوم الكسبية والمشايخ فى المعرفة والحكمة الوهبية خلفاء فيهما فعليهم أن ينفقوا على الطالبين المستحقين الذين ينفق اللّه ورسوله عليهم كما قال عليه السلام حكاية عن اللّه تعالى ( انفق انفق عليكم ) وقال عليه السلام ( لاتوك فيوكى عليك ) وفى الحديث ( من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) ويشمل هذا الوعدي حبس الكتب عمن يطلبها للانتفاع بها لاسيما مع عدم التعدد لنسخها الذى هو أعظم اسباب المنع وكون المالك لايهدى لراجيه منها والابتلاء بهذا كثيرا كما فى المقاصد الحسنة للامام السخاوى رحمه اللّه فالذين آمنوا من روح القلب الايمان الشهودى وانفقوا من تلك العلوم الوهبية والكسبية على النفس وصفاتها بالارشاد الى موافقات الشرع ومخالفات الطبع وفى التسليك فى طريق السير والسلوك بالاتصاف بصفات الروحانية والانسلاخ عن صفات البشرية النفسانية لهم اجر كبير كما قال تعالى { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } ٨ { ومالكم لاتؤمنون باللّه } لاتؤمنون حال من الضمير فى لكم لما فيه من معنى الفعل اى اى شىء ثبت الانكار لكم وحصل حال كونكم غير مؤمنين حقيقته ماسبب عدم ايمانكم بالهل على توجيه الانكار والنفى الى السبب فقط مع تحقق المسبب { والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم } حال من ضمير لا تؤمنون مفيدة لتوبيخهم على الكفر مع تحقق ما يوجب عدمه بعد توبيخهم عليه مع عدم مايوبجه اى واى عذر فى ترك الايمان والرسول يدعوكم اليه وينبهكم عليه بالحجج والآيات فان الدعوة المجردة لاتفيد فلو لم يجب الداعى دعوة مجردة وترك ما دعاه اليه لم يستحق الملامة والتوبيخ فلام لتؤمنوا بمعنى الى ولا يبعد حملها على التعليلية اى يدعوكم الى الايمان لاجل أن تؤمنوا { وقد اخذ ميثاقكم } حال من مفعول يدعوكم والميثاق عقد يؤكد بيمين وعهد والموثق الاسم منه اى وقد أخذ اللّه ميثاقكم بالايمان من قبل دعوة الرسول اياكم اليه وذلك بنصب الأدلة والتمكين من النظر وحمله بعض العلماء على المأخوذ يوم الذر اى حين أخرجهم من صلب آدم فى صورة الذر وهى النمر الصغير { ان كنتم مؤمنين } لموجب ما فان هذا موجب لاموجب ورآه وفى عين المعانى اى ان كنتم مصدقين بالميثاق وفى فتح الرحمن اى ان دمتم على ما بدأتم به ٩ { هو الذى ينزل } بواسطة جبرآئيل عليه السلام { على عبده } المطلق محمد عليه السلام { آيات بينات } واضحات من الامر والنهى والحلال والحرام { ليخرجكم } اللّه ياقوم محمد أو العبد بسبب ترك الآيات { من الظلمات الى النور } من ظلمات الكفر والشرك والشك والجهل والمخالفة والحجاب الى نور الايمان والتوحيد واليقين والعلم والموافقة والتجلى { وان اللّه بكم لرؤف رحيم } حيث يهديكم الى سعادة الدارين بارسال الرسول وتنزيل الآيات بعد نصب الحجج العقلية ( وقال الكاشفى ) مهر بانست كه قرآن ميفرستد بخشاينده است كه رسول را بدعوت ميفر مايد ، وقال بعضهم لرؤف بافاضة نور الوحى رحيم بازالة ظلمة النفس البشرية ١٠ { ومالكم الا تنفقوا فى سبيل } اى واى شىء لكم من أن تنفقوا فما هو قربه الى الهل ماهو له فى الحقيقة وانما أنتم خلفاؤه من صرفه الى ماعينه من المصارف فقوله { فى سبيل اللّه } مستعار لما يكون قربة اليه وقال بعضهم معناه لاجل اللّه { ولله ميراث السموات والارض } حال من فاعل لاتنفقوا او مفعوله المحذوف اى ومالكم فى ترك انفقاها فى سبيل اللّه والحال انه لايبقى لكم منها شىء بل تبقى كلها لله بعد فناء الخلق واذا كان كذلك فانفاقها بحيث تستخلف عوضا يبقى وهو الثواب كان اولى من الامساك لانها اذا تخرج من أيديكم مجانا بلا عوض وفائدة قال الراغب وصف اللّه نفسه بانه الوارث من حيث ان الاشياء كلها صائرة اليه وقال ابو الليث انما ذكر لفظ الميراث لان العرب تعرف ان ماترك الانسان يكون ميراثا فخاطبهم بما يعرفون فيما بينهم قال بعض الكبار اولا ان القلوب مجبولة على حب المال مافرضت الزكاة ومن هنا قال بعضهم العارف لا زكاة عليه والحق ان عليه الزكامة كما ان عليه الصلاة الطهارة من الجنابة ونحوهما لانه يعلم ان نفسه مجموع العالم ففيها من يحب المال فيوفيه حقه من ذلك الوجه باخراجها فهو زاهد من وجه وراغب من وجه آخر وقد اخرج رسول اللّه عليه السلام صدقة ماله فالكامل من جمع بين الوجهين اذا الوجوب حقيقة فى المال لاع على المكلف لانه انما كلف باخراج الزكاة من المال لكون المال لايخرج بنفسه فللعارفين المحبة فى جميع العالم كله وان تفاضلت وجوهها فيحبون جميع مافى العالم بحب اللّه تعالى فى ايجاد ذلك لامن جهة عين ذلك الموجود فلابد للعارف أن يكون فيه جزء يطلب مناسبة العالم ولولا ذلك الجزاء ما كانت محبة ولا محبوب ولا تصور وجودها وفى كلام عيسى عليه السلام قلب كل انسانحيث ماله فاجعلوا اموالكم فى السماء تكن قلوبكم فى السماء فحيث اصحابه على الصدقة لما علم ان الصدقة تقع بيد الرحمن وهو يقول ءأمنتم من فى السماء فانظر ما أعجب كلام النبوة وما أدقه وأحلاء وكذلك لما علم السامرى ان حب المال ملصق بالقلوب صاغ لهم العجل من حليهم بمرأى منهم لعلمه ان قلوبهم تابعة لاموالهم ولذلك لما سارعوا الى عبادة العجل دعاهم اليها فعلم ان العارف من حيث سره الربانى مستخلف فيما بيدجه من المال كالوصى على مال المحجور عليه يخرج عنه الزكاة وليس له فيه شىء ولكن لما كان المؤمن لحجابه يخرجها بحكم الملك فرضت عليه الزكاة لنال بركات ثواب من رزىء فى محبوبه والعارف لايخرج شيأ بحكم الملك والمحبة كالمؤمن انما يخرج امتثالا للامر ولا تؤثر محبت فلمال فى محبته اللّه تعالى لانه ما أحب المال الا بتحبيب اللّه ومن هنا قال سليمان عليه السلام هب لى ملكا لاينبغى لاحد من بعدى انك أنت الوهاب فما طلب الا من نسبة فاقة فقير الى عنى ، ثم اعلم ان المال انما سمى مالا لميل النفوس اليه فان اللّه تعالى قد أشهد النفوس مافى المال من قضاء الحاجات المجبول عليها الانسان اذ هو فقير بالذات ولذلك مال الى المال بالطبع الذى لاينفك عنه ولو كان الزهد فى لمال حقيقة لم يكن مالا ولكان الزهد فى الآخرة اتم مقاما من الزهد فى الدنيا وليس الامر كذلك فان اللّه تعالى قد وعد بتضعيف الجزآء الحنسة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف فلو كان القليل منه حجاب لكان الكثير منه اعظم حجابا فالدنيا للعارف صفة سليمانية كمالية وما اليق قوله { انك أنت الوهاب } أتراه عليه السلام سأل مايحجبه عن اللّه تعالى او سأل مايبعده من اللّه تعالى كلا ثم انظر الى تتميم النعمة عليه بدار التكليف بقوله تعالى له { هذا عطاؤنا فامنن او أمسك بغير حساب } فرفع عنه الحرج فى التصرف بالاسم المانع والمعطى واخصته بجنة معجلة فى الدنيا ما حجبه ذلك المال عن ربه فانظر الى درجة العارف كيف كيف جمع بين الجنتين وتحقق بالحقيقتين وأخرج زكاة المال الذى بيده عملا بقوله تعالى { وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } فجعله مالكا للأنفاق من حقيقة الهية فيه فى مال هو ملك الحقيقة أخرى فيه هو وليها من حيث الحقيقة الالهية { لايستوى منكم } يامعشر المؤمنين ( روى ) ان جماعة من الصحابة رضى اللّه عنهم انفقوا انفقات كثيرة حتى قال ناس مؤلاء اعظم اجرا من كل من انفق قديما فنزلت الآية مبينة ان النفقة قبل فتح مكة أعظم أجرا { من انفق من قبل الفتح } اى فتح مكة الذى ازال الهجرة وقال عليه السلام فيه ( لاهجرة بعد الفتح ولكن الجهاد ونية ) وهذا قول الجمهور وقال الشعبى هو صلح الحديبية فان فتح كما سبق فى سورة الفتح { وقاتل } العدو تحت لوآء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والاستوآء يقتضى شيئين فقسيم من أنفق محذوف لوضوحه ودلالة مابعده عليه اى لايتسوى فى الفضل من أنفق من قبل الفتح وقاتل ومن انفق من بعده وقاتل والظاهر أن من أنفق فاعل لايستوى وقيل من مبتدأ ولايستوى خبره ومنكم حال من ضمير لايستوى لا من ضمير انفق لضعف تقديم مافى الصلة على الموصول او الصفة على الموصوف و لضعف تقديم الخبر على منكم لان حقه أن يقع بعده ثم فى انفق اشارة الى انفاق المال ومايقدر عليه من القوى وفى قاتل اشارة الى انفاق النفس فان الجهاد سعى فى بذل الوجود ليحصل بالفناء كمال الشهود ولذا قال تعالى { ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل اللّه أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون } فهذه الحياة حياة أخروية باقية عندية فكيف تساويها الحياة الدنيوة الفانية الخلقية مع ان رزق الحياة الفانية ينفد وما عند اللّه باق ولذا قال { اكلها دآئم وظلها } اى راحتها فالانسان العاقل بترك الراحة الدنيوية اليسيرة لله تعالى يصل الى الراحة الكثيرة الأخروية فشأنه يقتضى الجهاد والقتال { اولئك } المنفقون المقاتلون قيل انفتح وهم السابقون الاولون من المهاجرين والانصار { اعظم درجة } وأرفع منزلة عند اللّه وبعظم الدرجة يكون عظم صاحبها فالدرجة بمعنى المرتبة والطبقة وجمعها درجات واذا كانت بمعنى المرقاة فجمعها درج { من الذين انفقوا من بعد وقتلوا } لانهم انما فعلوا من الانفاق والقتال قبل عزة الاسلام وقوة أهله كمال الحاجة الى النصرة بالنفس والمال وهؤلاء فعلوا مافعلوا بعد ظهور الدين ودخول الناس فيه أفواجا وقلة الحاجة الى الانفاق والقتال وقد صرح عليه السلام ايضا بفضل الاولين بقوله ( لو أنف احدكم مثل أحد ذهبا مابلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) قال فى القاموس المد بالضم مكيال وهو رطلان او رطل وثلث او ملىء كفى الانسان المعتدل اذا ملأها ومديده بهما وبه سمى مدا وقد جربت ذلك فوجدته صحيحا والنصيف والنصف واحد وهو أحد شقى الشىء والضمير فى نصيفه راجع الى احدهم لا الى المد والمعنى ان احدكم أيها الصحابة الحاضرون لايدرك بانفاق مثل جبل أحد ذهبا من الفضيلة ماأدرك أحدهم بانفاق مد من الطعام او نصيف له وفيه اشارة الى ان صحبة السابقين الاولين كاملة بالنسبة الى صحبة اللاحقين الآخرين لسبقهم وتقدمهم وفى الحديث ( سيأتى قوم بعدكم تحقرون اعمالكم مع أعمالهم ) قالوا يارسول اللّه نحن أفضل ام هم قال ( لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا مادرك فضل أحدكم ولا نصفه ) فرقت هذه الآية بينكم وبين الناس لايستوى منكم الآية ذكره ابو الليث فى تفسيره وفيه اشارة الى ان الصحابة متفاتون فى الدرجة بالنسبة الى التقدم والتأخر واحراز الفضائل فكذا الصحابة ومن بعدهم فالصحابة مطلقا أفضل ممن جاء بعدهم مطلقا فانهم السابقون من كل وجه { وكلا } اى كل واحد من الفريقين وهو مفعول او لقوه { وعد اللّه الحسنى } اى المثوبة الحسنى وهى الجنةن لا الاولين فقط ولكن الدرجات متفاوتة { واللّه بما تعملون خبير } بظواهره وبواطنه فيجازيكم بحسبه قال فى المناسبات لما كان زكاء الاعمال انما هو بالنبات وكان التفضيل مناط العلم قال مرغبا فى حسن النيات مرهبا من التقصير فيها واللّه بما تعملون اى تجددون عمله على ممر الاوقات خبير اى عالم بباطنه وظاهره علما لامزيد عليه بوجه فهو يجعل جزآء الاعمال على قدر النيات التى هى ارواح صورها عبادت باخلاص نيت نكوست ... وكرنه جه آيد زبى مغز بوست وقال الكلبى نزلت هذه الآية فى أبى بكر الصديق رضى اللّه عنه وفيها دلالة ظاهرة وحجة باهرة على تفضيل أبى بكر وتقديمه فان اول من أسلم وذلك فما روى ان أبا امامة قال لعمر بن عبينة باى شىء تدعى انك ربع الاسلام ق لانى كنت أرى الناس على الضلالة ولا ارى للاوثان شيأ ثم سمعت عن رجل يخبر عن أخبار مكة فركبت راحلتى حتى قدمت عليه فقلت من أنت قال انا نبى قلت وما نبى قال رسول اللّه قلت بأى شىء أرسلك قال اوحد اللّه لا أشرك به شيأ واكسر الاوثان واصل الارحام قلت من معك على هذا قال حر وعبد واذا معه ابو بكر وبلال فاسلمت عند ذلك فرأيتنى ربع الاسلام يعنى بس دانستم خودرا ربع اسلام ، وانه اى أبا بكر اول من اظهر الاسلام على ماروى عن عبداللّه ابن مسعود رضى اللّه عنه قال كان او من اظهر الاسلام رسول اللّه عليه السلام وابو بكر وعمار وامه سمية وصهيب وبلال المقداد وانه اول من قاتل على الاسلام وخاصم الكفار حتى ضرب ضربا اشرف به على الهلاك على ماقاله ابن مسعود رضى اللّه عنه أول من اظهر الاسلام بسيفه النبى عليه السلام وأبو بكر رضى اللّه عنه وانه اول من أنفق على رسول اللّه وفى سبيل اللّه قال ابن عمر رضى اللّه عنهما كنت عند النبى عليه السلام وعنده أبو بكر وعليه عباءة فدكية قد خللها فى صدره بخلال يعنى بروى كليمى بودكه استوار كرده ويرا درسينه خود بخلال ، قال فى القاموس خل الكساء شده بخلال وذو الخلال ابو بكر الصديق رضى اللّه عنه لانه تصدق بجمع ماله وخل كساءه بخلال انتهى فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال مالى أرى أبا برك عليه عباءة قد خلها فى صدره بخلال فقال أنفق ماله على قبل الفتح قال فان اللّه تعالى يقول اقرأ عليه السلام وقل له أراض أنت عنى فى فقرك هذا ام ساخط فقال ابو بكر ءأسخط على ربى انى عن ربى راض انى عن ربى راض ولهذا قدمه الصحابة رضى اللّه عنهم على أنفسهم واقروا له بالتقدم والسبق وذلك فيما روى عبد اللّه بن سلمة عن على رضى اللّه عنه قال سبق رسول اللّه عليه السلام وثنى ابو بكر وثلث عمر يعنى سابقست رسول اللّه ودر بى وى ابو بكر است وسوم عمر است ، فلا اؤتى برجل فضلنى على أبى بكر وعمر الا جلدته جلد المفترى واطرح شهادته يعنى طرح شهادت وى كنم ودر صفت وى كفته اند صاحب قدم مقام تجريد ... سر دفتر جمله اهل توحيد در جمع مقربان سابق ... حقا كه جواو نبود صادق وفى الآية اشارة الى أن من تقدمت مجاهدته على مشاهدته وهو المريد المراد والسالك المجذب والمحب المحبوب اعلى واجل وأسبق درجة ومرتبة من درجات المشاهدة ومراتبها ممن تقدمت مشاهدته على مجاهدته حين يقعد ارباب المشاهدة فى مقعد صدق عند مليك مقتدر لمشاهدة وجهه ورؤية جماله فى جنة وصاله يفوقه ويسبقه ويتقدمه وهو المراد المريد والمجذوب السالك والمحبوب المحب فان المجاهدة قدمت على المشاهدة فى قوله تعالى { والذين جاهوا فينا لنهدينهم سبلنا } فيصير سلوك الاول واقعا على وفق العادة الآلهية والسنة الربانية وسلوك الثانى على خارقها والمعتبر فى الترتيب الالهى تقدما وتأخرا باعتبار الاكمل انما هو وفق العادة والسنة الالهية وهما وان كانا متحدين باعتبار اصل حسن المشاهدة لكنهما متفاوتان باعتبار قدرها ودرجتها فانهم الصافون وما منا الا له مقام معلوم كذا فى كتاب اللائحات البرقيات لحضرة شيخى وسندى روح اللّه روحه ١١ { من ذا الذى يقرض اللّه قرضا حسنا } من مبتدأ خبره ذا والذى صفة ذا او بدله والاقراض حقيقة اعطاء العين على وجه يطلب بدله وقرضا حسنا مفعلو مطلق له بمعنى اقراضا حسنا وهو الاخلاص فى الانفاق اى الاعطاء لله وتحرى اكرم المال وأفضل الجهات والمعنى من ذا الذى ينفق ماله فى سبيل اللّه رجاء أن يعوضه فانه كمن يقرضه وقال فى كشف الاسرار كل من قدم عملا صالحا يستحق به مثوبة فقد أقرض ومنه قوله الايادى قروض وكذلك كل من قدم عملا سيئا يستوجب به عقوبة فقد أقرض فلذلك قالت تعالى { قرضا حسنا } لان المعصية قرض سيىء قال مية لاتخلطن خبيثات بطيبة ... واخلع ثيابك منها وانج عريانا كل امرىء سوف يجزى قرضه حسنا ... او سيئة ومدين مثل مادانا وقيل المراد بالقرض الصدقة انتهى وههنا وجه آخر وهو ان القرض فى الاصل القطع من قرض الثوب بالمقراض اذا قطعه به ثم سمى به مايقطعه الرجل من أمواله فيعطيه عينا بشرط رد بدله فعلى هذا يكون قرضا حسنا مفعولا به والمعنى من ذا الذى يقرض اللّه مالا حسنا اى حلالا طيبا فانه تعالى لايقبل الا الحلال الطيب { فيضاعفه له } بالنصب على جواب الاستفهام باعتبار المعنى كأنه قيل أيقرض اللّه احد فيضاعفه له اى قيعطيه أجره اضعافا من فضله انما قلنا باعتبار المعنى لان الفاء انما تنصب فعلا مردودا على فعل مستفهم عنه كما قاله أبو على الفارسى وههنا السؤال لم يقع عن القرض بل عن فاعله { وله أجر كريم } اى وذلك الأجر المضموم اليه الاضعاف كريم حسن مرضى فى نفسه حقيق بأن يتنافس فيه المتنافسون وان لم يضاعف فيكف وقد ضوعف اضعافا كثيرة ( وروى ) انه لما نزلت هذه الآية جعل ابو الدحداح يتصدق بنصف كل شىء يملكه فى سبيل اللّه حتى انه خلع احدى نعليه ثم جاء الى ام الدحداح فقال انى بايعت ربى فقالت ربح بيعك فقال النبى عليه السلام ( كم نخلة مدلاة عذوقها فى الجنة لابى الدحداح ) قال بعضهم سأل اللّه منهم القرض ولو كانوا على نعت المرؤة لخرجوا من وجودهم قبل سؤاله فضلا عن المال فان العبد وما يملكه لمولاه فاذا بذلوا الوجود المجازى وجدوا من اللّه بدله الوجود الحقيقى وله أجر كريم بحسب الاجتهاد فى السير الى اللّه والتوجه الى عتبة بابه الكريم هركسى ازهمت والاى خويش ... سود برد درخور كالاى خويش وفى الآية اشارة الى القرض الشرعى لمن يستقرض كما دل عليه قوله تعالى ( عبدى استطعمتك فلم تطعمنى ) فاعطاء القرض للعبد اعطاء اللّه تعالى والقرض أفضل من الصدقة لانه ربما سأل سائل وعنده مايكفيه واما المستقرض فلا يستقرض الا من حاجة وقال بعضهم هذا القرض هو ان يقول سبحان اللّه والحمد لله ولا اله الا اللّه واللّه اكبر وهو أفضل الاذكار وعن الحسن هم التطوعات وفى المرفوع ( النافلة هدية المؤمن الى ربه فليحسن احدكم هديته وليطيبها ) والحصال ان الكريم يرد القرض باحسن مايكون من الرد ويحسن ايضا فى مقابلة الهدية ١٢ { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات } منصوب باضمارا ذكر تفخيما لذلك اليوم اى اذكر وقت رؤيتهم يوم القيامة على الصراط { يسعى نورهم } حال من مفعول ترى اى نور ايمانهم وطاعتهم والسعى المشى السريع وهو دون العدو ويستعمل للجد فى الامر خيرا كان او شرا واكثر مايستعمل فى الافعال المحمودة { بين ايديهم وبأيمانهم } جمع يمين بمعنى الجارحة والمراد جهة اليمين وبين ظرف للسعى قال ابو الليث يكون النور بين أيديهم وبأيمانهم وعن شمائلهم الا أن ذكر الشمال مضمر وقال فى فتح الرحمن وخص بين الايدى بالذكر لانه موضع حاجة الانسان الى النور وخص ذكر جهة اليمين تشريفا وناب ذلك مناب ان يقول وفى جهاتهم وفى كشف الاسرار لان طريق الجنة يمنة وتجاههم وطريق اهل النار يسرة ذات شمال وفى الحديث ( بينا انا على حوضى انادى هلم اذا اناس اخذتهم ذات الشمال فاختلجوا دونى فأنادى الا هلم فيقال انك لاتدرى ماحدثوا بعدك فأقول سحقا ) يقول الفقير ذكر بين الايدى اشارة الى المقربين الذين هم وجه بلا قفا ظاهرا وباطنا فلهم نور مطلق يضيىء من جميع الجهات وذكر الايمان اشارة الى اصحاب اليمين الذين هم وجه من وجه وقفا من وجه آخر فنورهم نور مقيد بايمانهم وما اصحاب الشمال فلا نور لهم اصلا لانهم الكفرة الفجرة فلذا طوى ذكر الشمال من البين از اين مسعود منقولست كه نورهركسى بقدر عمل ورى بود نور يكى از صنعا باشد تابعدن وادنى نورى آن بودكه صاحبش قدم خود رابيند بارى هيج مؤمن بى نور نباشد ، وقال منهم من يؤتى نوره كالنخلة ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم وأدناهم نورا يؤتى نوره على ابهام قدميه فيطفأ مرة ويتقد اخرى فاذا ذهب بهم الى الجنة ومروا على الصراط يسعى نورهم جنيبا لهم ومتقدما ومرورهم على الصراط على قدر نورهم هم فمنهم من يمر كطرف العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكواكب ومنهم من يمر كشد الفرس والذى أعطى نوره على ابهام قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه ويقف مرة ويمشى اخرى وتصيب جوارحه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص وكما ان لهم يوم القيامة نورا يسعى بين أيديهم وبايمانهم فاليوم لهم فى قلوبهم نور يهتدون به فى جميع الاحوال ويبدوا أيضا فى بشرتهم فمن ظهر له ذلك النور انقاد له وخضع وكان من المقربين ومن لم يظهر له ذلك تكبر عليه ولم يستسلم وكان من المنكرين وحين تعلق نظر عبداللّه بن سلام الى وجه النبى عليه السلام آمن به وقال ماهو بوجه كذا وكذاب اضرابه بخلاف أبى جهل واحزابه قال بعض الكبار نور الايمان كناية عن تمكن اجتهادهم وسعيهم الى اللّه بالسير والسلوك وذلك لان قوة الانسان فى يمينه وبها يعرف اليمني من الشمال { بشراكم اليوم جنات } اى تقول لهم الملائكة الذين يتلقونهم بشراكم اى ماتبشرون به اليوم جنات او بشراكم دخول جنات فحذف المضاف واقيم مقامه المضاف اليه فى الاعراب { تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك } اى ماذكر من النور والبشرى بالجنات المخلدة { هو الفوز العظيم } الذى لاغاية ورآءه لكونهم ظفروا بكل ماأرادوا ( قال الكاشفى ) رستكارىء بزركست جه از همه جان مقدس فداى ديدارت ١٣ { يوم يقول المنافقون والمنافقات } بدل من يوم ترى { للذين آمنوا } اى اخلصوا الايما بكل مايجب الايمان به { انظرونا } اى انتظرونا يقولون ذلك لما ان المؤمنين يسرع بهم لى الجنة كالبروق الخاطفة على ركاب تزف بهم وهؤلاء مشاة او انظروا الينا فانهم اذا انظروا اليهم استقبولهم بوجوههم فيستضيئون بالنور الذى بين أيديهم فانظرونا على هذا الوجه من باب الحذف والايصال لان النظر بمعنى الابصار لايتعدى بنفسه وانما انظار لهم وامهال { نقتبس من نوركم } اى نستضىء منه ونمش فيه معكم واصله اتخاذ القبس وهو محركة شعلة نار تقتبس من معظم النار كالمقباس قال الراغب القبس المتناول من الشعلة والاقتباس طلب ذلك ثم لطلب العلم والهداية قال بعضهم النار والنور من اصل واحد وهو الضوء المنتشر يعين على الابصار وكثير مايتلا زمان لكن النار متاع للمقوين فى الدنيا والنور متاع لهم فى الدنيا والآخرة ولاجل ذلك استعمل فى النور الاقتباس وقيل نقتبس من نوركم اى نأخذ من نوركم قبسا سراجا وشعلة وقيل ان اللّه يعطى المؤمنين نورا على قدر اعمالهم يمشون به على الصراطى ويعطى المنافقين ايضا نورا خديعة لهم وهو قوله تعالى { وهو خادعهم } فبينما هم يمشون اذ بعث اللّه ريحا وظلمة فأطفأ نور المنافقين فذلك قوله { يوم لايخزى اللّه النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا اتمم لنا نورنا } مخافة أن يسلبوا نورهم كما سلب نور المنافقين وقال الكلبى بل يستضىء المنافقون بنور المؤمنين ولايعطون النور فاذا سبقهم المؤمنون وبقوا فى الظلمة قالوا للمؤمنين انظرونا نقتبس من نوركم { قيل } طردا لهم وتهكما بهم من جهة المؤمنين او من جهة الملائكة { ارجعوا ورآءكم } الى الموقف { فالتمسوا نورا } اى فاطلبوا نورا فانه من ثمة يقتبس او الى الدناي فالتمسوا النور بتحصيل مباديه من الايمان والاعمال الصالحة كارا اينجا كن تشوبشست در محشر بسى ... آب از بنجا بركه درعقبى بسى شور وشرست وروى عن ابى امامة الباهلى رضى اللّه عنه انه قال بينا العباد يوم القيامة عند الصراط اذ غشيهم ظلمة يقسم اللّه النور بين عباده فيعطى اللّه المؤمن نورا ويبقى المنافق والكافر لايعطيان نورا فكما لايستضىء الاعمى بنور البصير لايستضىء الكافر والمنافق بنور المؤمن فيقولون انظرونا نقتبس من نوركم فيقولون لهم ارجعوا حيث قسم النور فيرجعون فلا يجدون شيأ فيرجعون وقد ضرب بينهم بسور او ارجعوا خائبين خاسئين وتنحوا عنا فالتمسوا نورا آخر وقد علموا أن لانور ورآءهم وانما قالوه تخييبا لهم او أردوا بالنور ماورآءهم من الظلمة الكثيفة تهكما بهم وقال بعض أهل الاشارة كأن استعداداتهم الفطرية الفائتة عنهم تقول بلسان الحال ارجعوا الى استعدادتكم الفطرية التى أفسدتم بحب الدنيا ولذاتها وشهواتها واقتبسوا منها نورا اذا ماتصلون الى مطلوباتكم الا بحسب استعداداتكم وهى فائتة عنكم باشتغالكم بالامور الدنيوية واعراضكم عن الاحكام الاخروية والتوجهات المعنوية { فضرب بينهم } اى بين الفريقين وهم المؤمنون والمنافقون يعنى ملائكة بحكم الهى بزنند ، ولما كان البناء مما يحتاج الى ضرب باليد ونحوها من الآلات عبر عنه بالضرب ومثله ضرب الخيمة لضرب اوتادها بالمطرقة { بسور } اى حائط بين شق الجنة وشق النار فان سور المدينة حائطها المشتمل عليها والباء زآئدة وبالفارسية ديوارى نزديك جون باره شهرى ، قال بعضهم هو سور بين أهل الجنة والنار يقف عليه اصحاب الاعراف يشرفون على اهل الجنة واهل النار وهو السور الذى يذبح عليه الموت يراه الفريقان معا { له } اى لذلك السور { باب } يدخل فيه المؤمنون فيكون السور بينهم باعتبار ثانى الحال اعنى بعد الدخول لاحين الضرب { باطنه } اى باطن السور او الباب { فيه الرحمة } لانه يلى الجنة { وظاهره من قبله } اى من جهته وعنده { العذاب } لانه يلى النار وقال بعضهم هو سور بين القدس الشرقى باطنه فيه المسجد الاقصى { وظاهره من قبله العذاب } وهو واد يقال له وادى جهنم وكان كعب يقول فى الباب الذى يسمى باب الرحمة فى بيت المقدس انه الباب الذى قال اللّه { فضرب بينهم بسور له باب } الآية يعنى ان هذا الموضع المعروف بوادى جهنم موضع السور قال ابن عطية وهذا القول فى السور بعيد يعنى بل المراد بالسور الاعراف ، يقول الفقير لابعد فيه بالنسبة الى من يعرف الاشارة وقد روى ان عبادة قام على سور بيت المقدس الشرقى فبكى فقال بعضهم مايبكيك يا أبا الوليد فقال ههنا اخبرنا رسول اللّه عليه السلام انه رأى جهنم وفى الحديث ( بيت المقدس ارض المحشر والمنشر ) فيجوز أن يكون الموضع المعروف بوادى جهنم موضع السور على سور الاعراف بعينه لكن على كيفية لايعرفها الا اللّه لانه تبدل الارض غير الارض يوم القيامة وقد صح ان مواضع العبادات تلتحق بأرض الجنة فلا بعد فى أن يكون المسجد الاقصى من الجنة وخارجة من النار وبينهما السور ١٤ { ينادونهم } كأنه قيل فماذا يفعلون بعد ضرب السور ومشاهدة العذاب فقيل ينادى المنافقون المؤمنين من ورآء السور ( قال الكاشفى ) منافقون جون بازبس نكرند ونورى نه بينند باز متوجه مؤمنان شوند ديوارى بينند ميان خود وابشان حاجز شده اذان در بنكرند مؤمنا ترا مشاهده نمايندكه خرامان متوجه رياض شدند بخوانند ايشاترا بزارى كويند اى مؤمنان { الم نكن } فى الدنيا { معكم } يريدون به موافقتهم لهم فى الامور الظاهرة كالصلاة والصوم والمناكحة الموارثة ونحوهما { قالوا بلى } كنتم معنا بحسب الظاهر { ولكنكم فتنتم انفسكم } مختموها بالنفاق واهلكتموها اضافة الفتنة الى النفس اضافة الميل والشهوة والى الشيطان فو قوله { ايفتننكم الشيطان } اضافة الوسوسة والى اللّه تعالى فى قوله { قال فانا فتنا قومك } اضافة الخلق لانه خلق الضلال فيه فى ليفتنن { وتربصتم } بالمؤمنين الدوآئر والتربص الانتظار وقال مقاتل وتربصتم بمحمد عليه السلام الموت وقلتم يوشك أن يموت فنستريح منه وهو وصف قبيح لان انتظار موت وسائل الخير ووسائظ الحق من عظيم الجرم والقباحة اذ شأنهم أنى يرجى طول حياتهم ليستفاد منهم ويغتنم بمجالتهم { وارتبتم } وشككتم فى امر الذين او فى النبوة او فى هذا اليوم { وغرتكم الامانى } الفارغة التى من جملتها الطمع فى انتكاس امر الاسلام جمع امنية كأضحية بالفارسية آرزو. وفى عين المعانى وغرتكم خدع الشيطان وقال ابو الليث أباطيل الدنيا { حتى جاء امر اللّه } اى الموت { وغركم باللّه } الكريم { الغرور } اى غركم الشيطان بأنه عفو كريم لايعذبكم قال قتادة مازالوا على خدعة من الشيطان حتى قذفهم اللّه فى النار قال الزجاج الغرور على ميزان ابن آدم كثيرا قال فى المفردات الغرور كل مايغر الانسان من مال وجاه وشهوة وشيطان وقد فسر بالشيطان اذ هو اخبث الغارين بالدنيا لما قيل الدنيا تغر وتضر وتمر ١٥ { فاليوم لايؤخذ منكم } أيها المنافقون { فدية } اى فدآء حفظ الانسان من النائبة بما يبذله عنه من مال او نفس اى لايؤخذ منكم دية ولا نفس اخرى مكان أنفسكم { ولا من الذين كفروا } اى ظاهرا وباطنا وفيه دلالة على ان الناس ثلاثة اقسام مؤمن ظاهرا وباطنا وهو المخلص ومؤمن ظاهرا لا باطنا وهو المنافق وكافر ظاهرا وباطنا { مأواكم } مرجعكم { النار } لاترجعون الى غيرها ابدا { هى } اى النار { مولاكم } تتصرف فيكم تصرف المولا فى عبيده لما أسلفتم من المعاصى او أولى بكم فالمولى مشتق من الاولى بحذف الزوآئد وحقيقته مكانكم الذى يقل فيه هو اولى بكم كما يقالهو مئنة الكرم اى مكان لقول القائل انه كريم فهو مفعل من اولى كما ان مئنة مفعلة من ان التى للتأكيد والتحقيق غير مشتقة من لفظها لان الحروف لاشتق منها بل ربما تتضمن الكلمة حروفها دلالة على ان معناه فيها او ناصركم على طريقة قوله ( تحية بينهم وضرب وجيع ) فان مقصوده نفى التحية فيما بينم قطعا لان الضرب الوجعي ليس بتحية فيلزم أن لاتحية بنيهم البتة فكذا اذا قيل لاهل النار هى ناصركم يراد به أن ناصر لكم البتة او متوليكم اى المتصرف فيكم تتولاكم كما توليتم فى الدنيا موجباتها { وبئس المصير } اى المرجع النار وفى التأويلات النجمية اى نار القطيعة والهجران مولاكم ومتسلطة عليكم وبئس الرجوع الى تلك النار وعن الشبلى قدس سره انه رأى غصنا طريا قد قطع عن اصله فبكى فقال اصحابه مايبكيك فقال هذا الفرع قد قطع عن اصله وهو طرى بعد ولا يدرى ان مأله الذبول واليبس ، شبلى ديده زنى راكه ميكريد وميكريد ياويلاه من فراق ولدى شبلى كريست وكفت ياويلاه من فراق الاخدان زن كفت جرا جنين ميكويى شبلى كفت توكريه ميكنى بر مخلوقى كه هرآينه فانى خواهدشد من جرا كريه نكنم برفراق خالقى كه باقى باشد فرزند ويار جونكه بميرند عاقبت ... اى دوست دل مبند بجز حى لايموت ١٦ { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه } من أنى الامر بأنى الدنيا واناء واناء اذا جاء اناه اى وقته وحان حينه وادرك والخشوع ضراعة وذل اى ألم يجيىء وقت ان تخشع قلوبهم لذكره تعالى وتطمئن به ويسارعوا الى طاعته بالامتثال لاوامره والانتهاء عما نهوا عنه من غير توان ولا فتور قال بعضهم الذكر ان كان غير القرءآن يكون المعنى ان ترق وتلين قلوبهم اذا ذكر اللّه فان ذكر اللّه سبب لخشوع القلوب اى سبب فالذكر مضاف الى مفعوله واللام بمعنى الوقت وان كان القرءآن فهو مضاف الى الفاعل واللام للعلة لمواعظ الهل تعالى الى ذكرها فى القرءآن ولآياته التى تتلى فيه وبالفارسية آيات وقت نيايد مر آنانرا كه كرويده اند آنكه بترسد ونرم شود دلهاى ايشان براج ياد كردن خداى { ومانزل من الحق } اى القرءآن وهو عطف على ذكر اللّه فان كان هو المراد به ايضا فالعطف لتغاير العنوانين فانه ذكر وموعظة كأنه حق نازل من السماء والا فالعطف كما فى قوله تعالى { انما المؤمنون الذين اذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا } ومعنى الخشوع له الانقياد التام لاوامره ونواهيه والعكوف على العمل بما فيه من الاحكام التى من جملتها ماسبق وما لحق من الانفاق فى سبيل اللّه روى ان المؤمنين كانوا مججبين بمكة فلما هاجروا اصابوا الرزق والنعمة ففتروا عما كانوا عليه من الخشوع فنزلت وعن ابن مسعود رضى اللّه عنه ماكان بين اسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية اربع سنين وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما ان اللّه استبطأ قلوب المؤمنين فعابتهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرءآن وعن الحسن رحمه اللّه واللّه لقد استبطأهم وهم يقرأون من القرءآن اقل مما تقرأون فانظروا فى طول ماقرأتم منه وما ظهر فيكم من الفسق ، قولى آنست كه مزاح ومضاحك درميان اصحاب بسيار شد آيت نازل ، كشت كما قال الامام الغزالى رحمه اللّه فى منهاج العابدين ثم الصحابة الذين هم خير قرن كان يبدو منهم شىء من المزاح فنزل قوله تعالى { الم يأن } الخ وعن أبى بكر الصديق رضى اللّه عنه ان هذه الآية قرئت بين يديه وعنده قوم من أهل اليمامة فبكوا بكاء شديدا فنظر اليهم فقال هكذا كنا قست القلوب قال السهر وردى فى العوارف حتى قست القلوب اى تصلبت وادمنت سماع القرءآن وألفت نواره فما استغربته حتى تتغير والواجد كالمستغرب ولهذا قال بعضهم حالى قبل الصلاة كحال فى الصلاة اشارة منه الى استمرار حال الشهود انتهى فقوله حتى قست القلوب ظاهره تقبيح للقلوب بالقسوة والتلوين وحقيقته تحسين لها بالشهود والتمكين قال البقلى رحمه اللّه فى الآية هذا فى حق قوم من ضعفاء المريدين الذين فى نفوسهم بقايا الميل الى الحظوظ حتى يحتاجوا الى الخشوع عند ذكر اللّه وأهل الصفوة احترقوا فى اللّه بنيران محبة لله ولو كان هذا الخطاب للاكابر لقال أن تخشع قلوبهم لله لان الخشوع لله موضع فناء العارف فى لمعروف وارادة الحق بنعت الشوق اليه فناؤهم فى بقائه بنعت الوله والهيمان والخشوع للذكر موضع الرقة من القلب فاذا رق القلب خشع بنور ذكر اللّه لله كأنه تعالى دعاههمم بلطفه الى سماع ذكره بنعت الخشوع والخضوع والمتابعة لقوله والاستلذاذ بذكره حتى لايبقى فى قلوبهم لذة فوق لذة ذكره قال أبو الدردآء رضى اللّه عنه استعيذ من خشوع النفاق قيل وما خشوع النفاق قال أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع رو آوازه خواهاى در اقليم فاش ... برون حله كن كو درون حشو باش اكر بيخ اخلاص درم بوم نيست ... ازين دركسى جون تو محرم نيست زر اندود كانرا بآتش برند ... يديد آيد آنكه كه مس بازرند { ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل } عطف على تخشع والمراد النهى عن مماثلة اهل الكتاب فيما حكى عنهم بقوله { فطال عليهم الامد } اى الاجل والزمان الذى بينهم وبين انبيائهم او الاعمار والآمال وغلبهم الجفاء والقسوة وزالت عنه الروعة التى كانت تأتيهم من التوراة والانجيل اذا تلوهما وسمعوهما { فقست قلوبهم } فهى كالحجارة او اشد قسوة والقسوة غلظ القلب وانما تحصل من اتباع الشهوة فان الشهوة والصفوة لاتجتمعان { وكثير منهم فاسقون } اى خارجون عن حدود دينهم رافضون لما فى كتابهم بالكلية لفرط الجفاء والقسوة ففيه اشارة الى ان عدم الخشوع فى اول الامر يفضى الى الفسق فى آخر الامر ، وكفته اند نتيجه سختى دل غفلت است ونشأه نرمىء دل توجه بطاعت دلى كزنور معنى نيست روشن ... مخوانش دل كه آن سنكست وآهن دلى كز كرد غفلت رنك دارد ... ازان دل سنك وآهن ننك دارد روى ان عيسى عليه السلام قال لاتكثروا الكلام بغير ذكر اللّه فتقسوا قلوبكم فان القلب القاسى بعيد من اللّه و لاتنظروا فى ذنوب العباد كأنكم أرباب وانظروا فى ذنوبكم كأنكم عبيد فانما الناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا اللّه على العافية ١٧ { اعلموا ان اللّه يحيى الارض بعد موتها } تمثيل لاحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة باحياء الارض الميتة بالغيث للترغيب فى الخشوع والتحذير عن القساوة ( كاف الكاشفى ) بدانيد اى منكران بعث ان اللّه يحيى الارض بعد موتها وبهمان منوال زنده خواهد ساخت امواترا { قد بينا لكم الآيات } الى من جملتها هذه الآيات { لعلكم تعقلون } كى تعقلوا ما فيها وتعلموا بموجبها فتفوزوا بسعادة الدراين ، سبب وبت فضيل بن عياض رحمه اللّه ميكويندكه سماع اين آيت يعنى الم يأن الخ بود دريده كار مردانه راه زدند وبر ناشايسته قدم نهادند وقتى سوداى عشق صاحب جمال درسروى افتاد باوى ميعادى نهاد درميانه شب بسرآن وعده باز شد بديوار برمى شد كه كوينده كفت ألم يأن للذين الخ اين آيت تيروار درنشانه دل وى نشست دردى وسوزى ازدرون وى سر برزد كمين عنايت برو كشادند اسير كمند توفيق كشت ازآنجا بازكشت وهمى ككفت بلى واللّه قد آن بلى واللّه قد آن ازآنجا بركست ودر خرابه شد جماعتى كاروانيان آنجا بودند وبا يكديكر ميكفتند فضيل در راهست اكر برويم راه بر مازند ورخت ببرد فضيل خودرا ملامت كرد كفت اى بد مرداكه منم اين جه شقاوتست كه روى بمن نهاده درميانه شب بقصد معصيت ازخانه بدر آمده وقومى مسلمانان ازبيم من درين كنج كريخته روى سوى آسمان كرد واز دلى صافى توبت نصوح كرد كفت اللهم انى تبت اليك وجعلت توبتى اليك جوار بيتك الحرام الهى ازبد سزايىء خود بدردم وازنا كسىء خود بفغان دردمرا درمان سازى درمان ساز همه درد مندان اى باك صفت از عيب اى عالى صفت زآشوب اى بى نياز ازخدمت من اى بى نقصان از خيانت من من بجاى رحمتم ببخشاى برمن اسير بند هواى خويشم بكشاى مرا ازين بند ا لله تعالى دعاء ويرا مستجاب كرد وبوى كرامتها كرد از آنجا بركشت وروى بخانه كعبه نهاد سالها آنجا مجاور شد واز جمله اوليا كشت كداى كوى تواز هشت خلد مستغنيست ... اسير عشق تو ازهر دون آزادست وقال ابن المبارك رحمه اللّه كنت يوما فى بستان وانا شاب وكان معى اصحابى فأكلنا وشربنا وكنت مولعا بضرب العود فأخذت العود فى الليل لأضرب به فنطق العود وقال ألم يأن للذين الخ فرضبته بالارض وكسرته وتركت الامور الشاغلة عن اللّه تعالى وعن مالك بن دينار رحمه اللّه انه سئل عن سبب توبته فقال كنت شرطيا وكنت منهمكا على شرب الخمر ثم انى اشتريتجارية نفيسة ووقعت منى أحسن موقع فولدت لى بنتا فشغفت بها فلما دبت على الارض ازدادت فى قلبى حبا وألفتنى وألفتها فكنت اذا وضعت المسكر جاءت الى وجاذبتنى اياه وأراقته على ثوبى فلما تم لها سنتان ماتت فأكمدنى الحزن عليها فلما كانت ليلة النصف من شعبان وكانت جمعة بت ثملا من الخمر ولم أصل صلاة العشاء فرأيت كأن أهل القبور قد خرجوا وحشر الخلائق وانا معهم فسمعت حسا من ورآئى فالتفت فاذا انا بتنين عظيم اعظم مايكون اسود ازرق قد فتح فاه مسرعا نحوى فمررت بين يديه هاربا فزعا مرعوبا فمررت فى طريق بشيخ نقىء الثياب طيب الرائحة فسلمت عليه فرد على السلام فقلت له أجرنى وأغثنى فقال أنا ضعيف وهذا اقوى منى وما أقدر عليه ولكن مر وأسرع فلعل اللّه يسبب لك ماينجيك منه فوليت هاربا على وجهى فصعدت على شرف من شرف القيامة فاشرفت على طبقات النيران فنظرت الى اهلها فكدت اهوى فيها من فزع التنين وهو فى طلبى فصاح بى صائح ارجع فلست من أهلها فاطمأننت الى قوله ورجعت ورجع التنين فى طلبى فأتيت الشيخ فقلت ياشيخ سألتك ان تجيرنى من هذا التنين فلم تفعل فبكى الشيخ وقال انا ضعيف ولكن سر الى هذا الجبل فان فيه ودآئع للمسلمين فان كان لك فيه وديعة فستنصرك فنظرت الى جبر مستدير فيه كوى مخرقة وستور معلقة على كل خوخة وكوة مصراعان من الذهب الاحمر مفصلان باليواقيت مكللان بالدر وعلى كل مصراع ستر من الحرير فلما نظرت الى الجبل هربت اليه والتنين ورآئى حتى اذا قربت منه صاح بعض الملائكة ارفعوا الستور وافتحا المصاريع وأشرفوا فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه واذا الستور قد رفعت والمصاريع قد فتحت فأشرف على اطفال بوجوه كالاقمار وقرب التنين منى فتحيرت فى امرى فصاح بعض الاطفال ويحكم اشرفوا كلكم فقد قرب منه فأشرفوا فوجا بعد فوج فاذا بابتنى التى ماتت قد أشرفت على معهم فملا رأتنى بكبت وقالت أبى واللّه ثم وثبت فى كفة من نور كرمية السهم حتى مثلث بين يدى فمدت يدها الشمال الى يدى اليمنى فتعقلت بها ومدت يدها اليمنى قولى ها ربا ثم اجلستنى وقعدت فى حجرى وضربت بيدها اليمنى الى لحيتى وقالت ياأبت { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه } فكيت وقلت يا بنية وأنتم ترفعون القرءآن فقالت يا أبت نحن اعرف به منكم قلت فأخبرينى عن التنين الذى أراد أن يهلكنى قالت ذلك عملك السوء قويته فأراد أن يغرقك فى نار جهنم قلت فاخبرينى عن الشيخ الذى مررت به فى طريقى قالت ياأبتى ذلك عملك الصالح اضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السوء قلت يابنية وما تصنعون فى هذا الجبل قالت نحن اطفال المسلمين قد اسكنا فيه الى أن تقوم الساعة ننتظر كم تقدمون علينا فنشفع لكم فانتبهت فزعا فما اصبحت فارقت ما كنت عليه وتبت الى اللّه تعالى وهذا سبب توبتى سر از جيب غفلت بر آرر كنون ... كه فردا نماند بحجلت نكون كنون بايد اى خفته بيداربود ... جو مرك اندر آرد زخوابت جه سود زهجران طفلى كه درخاك رفت ... جه نالى كه باك آمد وباك رفت توباك آمدى بزحذر باش وياك ... كه ننكست ناباك رفتن بخاك ١٨ { ان المصدقين والمصدقات } اى المتصدقين والمتصدقات { واقرضوا اللّه قرضا حسنا } عطف على الصلة من حيث المعنى اى ان الناس الذين تصدقوا وتصدقن واقرضوا اللّه قرضا حسنا واقرضن والاقراض الحسن عبارة عن التصدق من الطيب عن طيبة النفس وخلوص النية على المستحق للصدقة ففيه دلالة على ان المعتبر هو التصدق المقرون بالاخلاص فيندفع توهم التكرار لان هذا تصدق مقيد ماقبله تصدق مطلق وفى الحديث ( يامعشر النساء تصدقن فانى أريتكن اكثر أهل النار ) وفيه اشارة الى زيادة احتاجهن الى التصدق ( روى ) مسلم عن جابر رضى اللّه عنه انه قال شهدت مع رسول اللّه عليه السلام وصلاة العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا اقامة ثم قام متوكئا على بلال رضى اللّه عنه فأمر بتقوى اللّه وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى الى النساء فوعظن وذكرهن فقال ( تصدقن فان اكثركن حطب جهنم ) قالت امرأة لم يارسول اللّه فقال ( لانكن تكثرون الشكاية وتكفرن العشير ) أى المعاشر وهو الزوج فجعلن يتصدقن من حليهن ويلقين فى ثوب بلال حتى اجتمع فيه شىء كثير قسمه على فقراء المسلمين { يضاعف لهم } البناء للمعفول مسند الى مابعده من الجار والمجرور وقيل الى مصدر مافى حيز الصلة على حذف مضاف اى ثواب التصدق { ولهم اجر كريم } وهو الذى يقترن به رضى واقبال بدنيا توانى كه عقبى خرى ... بخرجان من ورنه حسرت خورى ١٩ { والذين آمنوا باللّه ورسله } كافة وهو مبتدأ { اولئك } مبتدأ ثان { هم } مبتدأ ثالث خبره قوله { الصديقون والشهداء } وهو مع خبره خبر للاول او هم ضمير الفصل ومابعده خبر لاولئك والجملة خبر للموصول اى اولئك { عند ربهم } بمنزلة الصديقين والشهداء المشهورين بعلو المرتبة ورفعة المحل وهم الذين سبقوا الى التصديق واستشهدوا فى سبيل اللّه قال فى فتح الرحمن الصديق نعت لمن كثر منه الصدق وهم ثمانية نفر من هذه الامة سبقو اهل الارض فى زمانهم الى الاسلام ابو بكر وعلى وزيد وعثمان وطلحة والزبير وسعد وحمزة وتاسعهم عمر بن الخطاب رضى اللّه عنهم الحقه اللّه بهم ان تم به الاربعون لما عرف من صدق نيته وقيل الشهدآء على ثلاث درجات الدرجة الاولى الشهيد بن الصفين وهو اكبرهم درجة ثم كل من قضى بقارعة او بلية وهى الدرجة الثانية مثل الغرق والحرق والهالك فى الهدم والمطعون والمبطون والغريب والميتة بالوضع والميت يوم الجمعة وليلة الجمعة ةوالميت على الطهارة والدرجة الثالثة مانطقت به هذه الآية العامة للمؤمنين وقال بعضهم فى معنى الآية هم المبالغون فى الصدق حيث آمنوا وصدقوا جميع اخباره تعالى ورسله والقائمون بالشهادة لله بالوحدانية ولهم بالايمان او على الامم يوم القيامة وقال بعض الكبار يعنى الذين آمنوا باللّه ايمانا حقيقيا شهوديا عيانيا لاعلميا بيانيا وذلك بطريق الفناء فى اللّه نفسا وقلبا وسرا وروحا والبقاء به وآمنوا برسله بفناء صفات القلب والبقاء بصفات الروح اولئك هم المتحققون بصفة الصديقية البالغون اقصى مراتب الصدق والشهدآء مختص بهم لابمن آمن بالتقليد وصدق وشهد باللسان من غير العيان والعيان يترتب على الفناء وفرقوا بين الصادق والصديق بأن الصادق كالمخلص بالكسر من تخلص من شوآئب الصفات النفسانية مطلقا والصديق كالمخلص بالفتح من تخلص ايضا عن شوآئب الغيريه والثانى اوسع فلكا واكثر احاطة فكل صديق ومخلص بالفتح صادق ومخلص بالكسر من غير عكس قال أبو على الجرجانى قدس سرة قلوب الابرار متعلقة بالكمون مقبلين ومدبرين وقلوب الصديقين معلقة بالعرش مقبلين باللّه لله { لهم اجرهم ونورهم } مبتدأ وخبر والجملة خبر ثان للموصول والضمير الاول على الوجه الاول للموصول والاخيران للصديقين والشهدآء ولا بأس بالفك عند الامن اى لهم مثل اجرهم ونورهم المعروفين بغاية الكمال وعزة المنال وقد حذف اداة التشبيه تنبيها علة قوة المماثلة وبلوغها حد الاتحاد كما فعل ذلك حيث قيل هم الصديقون والشهدآء ولست المماثلة بين ما للفريق الاول من الأجر و النور وبين تمام ماللأخيرين من الاصل بدون الاضعاف ليحصل التفاوت واما على الوجه الثانى فمرجع الكل واجد والمعنى لهم الأجر والنور الموعود ان لهم قال بعض الكبار لايكون الأجر الا مكتسبا فان اعطاك الحق تعالى ماهو خارج عن الكسب فهو نور وهبات ماوهبه الحق لهم من ذلك حتى لاينفرد الأجر من غير أن يختلط به ا لوب لان الأجر فيه شائبة الاستحقاق اذ هو معاوضة عن عمل ما تقدم يضاف الى العبد فماتم أجر الا ويخالطه نور وذلك لتكون المنة الالهية مصاحبة للعبد حيث كان فان تسمية العبد أجيرا مشعر بأن له نسبة فى الطاعات والاعمال الصادرة عنه فتكون الاجارة من تلك النسبة ولذلك طلب العبد العون على خدمة سيده فان قلت من اى جهة قيل العبد الاجرة والبعد واجب عليه الخدمة لسيده من غير أن يأخذ اجرة وان جعلناه أجنبيا فمن اى جهة تيعن الفرض عليه ابتدآء قيل الاجر والأجير لا يفترض عليه الا حين يؤجر نفسه قلت الانسان مع الحق تعالى على حالين حالة عبودية وحالة اجارة فمن كونه عبدا فهو مكلف بالفرض كالصلاة والزكاة وجميع الفرائض ولا أجر له على ذلك جملة واجدة ومن كونه أجيرا له الاجرة بحكم الوعد الالهى ولكن ذلك مخصوص بالأعمال المندوبة لا المفروضة فعلى تلك الأعمال التى ندب الحق اليها فرضت الاجور فان تقرب العبد بها الى سيده أعطاه اجارته وان لم يتقرب لم يطلب بها ولا عوتب عليها ومن هنا كان العبد حكمه حكم الأجنبى فى الاجارة للفرض الذى يقابله الجزآء اذ هو العهد الذى بين اللّه وبين عباده واما النوافل لها الاجور المنتجة للمحبة الالهية كما قال ( لايزال عبدى يتقرب اليه بالنوافل حتى احبه ) والحكمة فى ذلك ان المتنفل عبد اختيارى كالأجير فاذا اختار الانسان أنيكون عبداللّه لاعبد هواه فقد آثر اللّه على هواه وهو فى الفرآئض عبد اضطرار لاعبد اختبار وبين عبودية الاضطرار وعبودية الاختيار مابين الأجير والعبد المملوك اذا العبد الاصلى ماله على سيده استحقاقا الا مالا بد منه مأكل وملبس ثم يقوم بواجبات مقام سيده ولايزال فى دار سيده لايبرح ليلا ولانهارا الا اذا وجهه فى شغل آخر فهو فى الدنيا مع اللّه وفى القيامة مع اللّه وفى الجنة مع اللّه لانها جمعيا ملك لسيدة فيتصرف فيما تصرف الملاك والاجير ماله سوى ماعين له من الاجرة منها نفقته وكسوته وماله دخول على حرم سيدة وموجره ولا له اصطلاع على اسراره ولاتصرف فى ملكه الا بقدر ماستؤجر عليه فاذا انقضت مدة اجارته وأخذ أجرته فارق مؤجره واشتغل بأهله وليس له من هذا الوجه حقية ولا نسبة تطلب ممن استأجره الا أن يمن عليه رب المال بأن يبعث خلفه ويجالسه ويخلع عليه فذلك من باب المنة وقد ارتفعت عنه فى الآخرة عبودية الاختيار فان تفطنت لهذا نبهك على مقام جليل تعرف منه من اى مقام قالت الانبياء عليهم السلام مع كونهم عبيدا خلصا لم يملكهم هوى نفوسهم ولا أحد من خلق اللّه ومع هذا قالوا ان اجرى الا على اللّه وذلك لان قولهم هذا راجع الى تحققهم بدخولهم تحت حكم الاسماء الالهية بخلاف غيرهم ومن هناك وقعت الاجارة فهم فى حال الاضطرار والاختيار عبيد للذات وهم لها ملك فان الاسماء الالهية تطلبهم لنظهر آثارهم فيهم وهم مخيرون فى الدخول تحت اى اسم الهى شاؤا وقد علمت الاسماء الالهية ذلك فعينت لهم الاجور وكل اسم يناديهم ادخلوا تحت أمرى وانا أعطيكم كذا وكذا فلا يزال أحدهم فى خدمة ذلك الاسم حتى يناديه السيد من حيث عبودية الذات فيترك كل اسم الهى ويقوم لدعوة سيده فاذا فعل ما أمر به حينئذ رجع الى اى اسم شاء ولهذا يتنفل الانسان ويتعبد بما شاء حتى يسمع اقامة الصلاة المفروضة فيؤمر بها ويترك النافلة فهو دائما مع سيده بحكم عبودية الاضطرار كذا فى كتاب الجواهر للامام الشعرانى قدس سره { والذين كفورا وكذبوا بآياتنا اولئك } الموصوفون بالصفات القبيحة { اصحاب الجحيم } بحيث لايفارقونها ابدا وفيه دليل على ان الخلود فى النار مخصوص بالكفار من حيث ان التركيب يشعر بالاختصاص والصحبة تدل على الملازمة عرفا وأراد بالكفر الكفر باللّه فهو فى مقابلة الايمان باللّه وبتكذيب الآيات تكذيب مابأيدى الرسل من الآيات الالهية وتكذيبها تكذيبهم فهو فى مقابلة الايمان والتصديق بالرسل وفيه وصف لهم بالوصفين القبيحين اللذين هما الكفر والتكذيب وفيه اشارة الى أن الذين كفروا بذاتنا وكذبوا بصفاتنا الكبرى كفرا صريحا بينا قلبا وسرا وروحا اولئك اصحاب جحيم البعد الطرد واللعن المخصوص بالخلود وعبر عن الصفات بالآيات لان الكتب الالهية صفات اللّه تعالى وايضا الانبياء عليهم السلام صفات اللّه من حيث انهم مطاهر اسمائه الحسنى وصفاته العليا وقس عليهم سائر المجالى والمرآئى لكنهم متفاوتون فى الظهور بالكمال واذا كان تكذيب الانبياء وآياتهم مما يوجب الوعيد فكذا تكذيب الاولياء وآياتهم فان العلماء العاملين ورثة الانبياء والمرسلين والمراد بآيات الاولياء الكرامات العلمية والكونية فالذين من معاصريهم وغير معاصريهم صدقوهم اولئك اصحاب النعيم والذين كذبوهم اولئك اصحاب الجحيم وهذه الآيات واصحابها لاتنقطع الى قيام الساعة فان باب الولاية مفتوح نسأ اللّه سبحانه أن يتولانا بعميم افضلله بحرمة النبة وآله ٢٠ { اعلموا } بدانيد اى طالبان دنيا { انما الحياة الدنيا } لفظ الحياة زآئدة والمضاف مضمر اى امور الدنيا ويجوز أن تجعل الحياة الدنيا مجازا عن امورها بعلاقة اللزوم وفى كشف الاسرار الحياة القربى فى الدار الاولى وبالفارسية زندكانىء اين سراى ، وماصلة فان المقصود الحياة فى هذه الدار فكل ماقبل الموت دنيا وكل ماتأخر عنه اخرى { لعب } اى عمل باطل تتبعون فيه أنفسكم اتعاب اللاعب بلا فائدة بازبجه ايست طفل قريب اين متاع دهر ... بى عقل مرد مانكه بد ومبتلا شوند { ولهو } تلهون به أنفسكم وتشغلونها عما يهمكم من اعمال الآخرة { وزينة } من الملابس والمراكب والمنازل والمراكب والمنازل الحسنة تزينون بها { وتفاخر بينكم } بالانساب والاحساب تتفاخرون بها والفخر المباهاة فى الاشياء الخارجة عن الانسان كالمال والجاه ويعبر عن كل نفيس بالفاخر كما فى المفردات { وتكاثر فى الاموال والاولاد } بالعدد والعدد يعنى ومباهاتست بكثرت اموال واولاد لاسيما التطاول بها على اولياء اللّه ، وبدانيد كه در اندك زمانى آن بازى برطرف شود ولهو وفرح يغم وترح مبدل كردد وريشها از همه فروريزد وتفاخر وتكاثر جون شراره آتش نابود شودت ، وقيل لعب كلعب الصبيان وزينة كزينة النسوان وتفاخر كتفاخر الاقران وتكاثر كتكاثر الدهقان قال على لعمار رضى اللّه عنهما لاتحزن على الدنيا فان الدنيا ستة اشياء مطعوم ومشروب وملبوس ومشموم ومركوب ومنكوح فأكبر طعامها العسل وهو ريقة ذبابة واكبر شرابها الماء ويستوى فيه جميع الحيوان اكبر الملبوس الديباج وهو نسج دودة واكبر المشموم المسك وهو دم ظبية واكبر المركوب الفرس وعليها يقتل الرجال واكبر المنكوح النساء وهو مبال فى مبال وفى الحديث ( مالى وللدنيا انما مثلى ومثل الدنيا كمثل راكب قام فى ظل شجرة فى يوم صائف ثم راح وتركها ) جهان اى بسر ملك جاويد نيست ... زدنيا وفادار اميد نيست { كمثل غيث } محل الكاف النصب على الحالية من الضمير فى لعب لان فيه معنى الوصف اى تثبت لها هذه الاوصاف مشبهة غيثا او خبر متبدأ محذوف اى هى كمثل او خبر بعد خبر للحياة الدنيا والغيب مطر محتاج اليه بغيث الناس من الجدب عند قوله المياه فهو مخصوص بالمطر النافع بخلاف المطر فانه عام { اعجب الكفار } اى الحراث قال الازهرى العرب تقول للزراع كافر لانه يكفر اى يستر بذره بتراب الارض والكفر فى اللغة التغطية ولهذا يسمى الكافر كافر لانه يغطى الحق بالباطل والكفر القبر لسترها الناس وفى الحديث ( اهل الكفور اهل القبور ) والليل كافر لستره الاشخاص { نباته } اى النبات الحاصل منه والمراد الكافرون باللّه لانهم اشد اعجابا بزينة الدنيا ولا المؤمن اذا رأى معجبا انتقل فكره الى قدرة صانعه فأعجب بها والكافر لايتخطى فكره عما احسن به فيستغرق فيه اعجابا وقد منع فى بعض المواضع عن اظهار الزينةن صونا لقلوب الضعفاء كما فى الاعراس ونحوها { ثم يهيج } اى يجف بعد خضرته ونضارته بآفة سماوية او ارضية يقال هاج النبت يهيج هيجا وهياجنا وهياجا بالكسر يبس والهائجة ارض يبس بقلها او اصفر واهاجه أيبسه وأهيجها وجدها هائجة للنبات { فتراه مصفرا } بعد ما رأيته ناضرا مونقا وانما لم يقل فيصفر ايذانا بأن اصفراره مقارن وانما المرتب عليه رؤيته كذلك { ثم يكون } بس كردد بعد از زردى { حطاما } درهم شكسته وكوفته وريزه ريزه شده : قال فى القاموس الحطم الكسر او خاص باليابس فالآية تحقير لامور الدنيا اعنى مالا يتوصل به الى الفوز الآجل ومنه المثل وببيان انها امور خيالية اى باطلة لاحقيقة لها وعن على رضى اللّه عنه الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا قليلة النفع سريعة الزوال لايركن اليها العقلاء فضلا عن الاطمئنان بها وتمثيل لحالها فى سرعة تقضيها وقلة نفعها بحال النبات المذكور زينة الحياة الدنيا هى زينة اللّه الا انها تختلف بالقصد وهى محبوبة بالطبع فاذا تحرك العبد اليها بطبعه كانت زينة الحياة الدنيا فذم بذلك وان كانت غير محرمة شرعا واذا تحرك اليها بأمر من ربه كانت زينة اللّه وحمد بها وذلك لان أمر اللّه وكل مايرجع اليه جد كله والحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر وفخر الانسان على مثله انما هو من جهله بحقيقته فهذا سبب الذم قال بعض الكبار الشهوات سبع وهى ماذكر فى قوله تعالى { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث } وقد انزلها اللّه الى خمس فى هذه الآية وهى { اعلموا انما الحياة الدينا } الخ ثم أنزل هذه الخمس الى أمرين فى آية اخرى كما قال فى سورة محمد { انما الحياة الدنيا لعب ولهو } ثم جعل هذين الامرين امرا واحدا فى قوله تعالى { فأما من خاف ماقم ربه ونهى النفس عن الهوى } فالهوى جامع لانواع الشهوات فمن تخلص من الهوى من كل قيد وبرزخ بلغ مسالك الوصول الى المطلب الا على والمقصد الاقصى { وفى الآخرة عذاب شديد } لمن أقبل عليها ولم يطلب بها الآخرة وقدم ذكر العذاب لانه من نتائج الانهماك فيما فصل من احوال الحياة الدنيا { ومغفرة } عظيمة كائنة { من اللّه ورضوان } كثير يقادر قدره لمن أعرض عنها وقصد بها الآخرة بل اللّه تعالى فان الدنيا والآخرة حرامان على اهل الله اى طلب دنيا توبسى مغرورى ... وى مائل عقبى تويكى مزدورى وى آنكه زميل هردو علام دروى ... تو طالب نور بلكه عين نورى وفيه اشارة الى فضل النية الحسنة وانها تحيل المباح ونحوه طاعة قال بعض الكبار من استقامت سريرته وصلحت نيته أدرك جميع ماتمناه من الاعمال الصالحة وفى الخبر ( من نام على طهارة وفى عزمه انه يقوم من الليل فأخذ اللّه بنفسه الى الصباح كتب اللّه له قيام ليله ) وورد مثل ذلك فيمن خرج لجهاد او حج وتأمل الطباخ والخباز يقوم من الليل يهيىء الطعام والخبز للأكلين وهم نائمون وهو طالب للربح ناسيا حاجة الناس ولو كان ذا بصيرة لفعل ذلك بقصد مصالح العباد وجعل ربحه ونفعه بحكم البيع والحاصل ان اهل الكسب سواء كانوا من اهل السوق او من غيرهم ينبغى أن تكون نيتهم السعى فى مصالح العباد والتقوى بكسبهم على طاعة اللّه حتى يكونوا مأجورين فى ذلك ومن استرقه الكون بحكم مشروع كالسعى فى مصالح العباد والشكر لاحد من المخلوقين من جهة نعمة اسداها اليه فهو لم يبرح عن عبوديته لله تعالى لانه فى ادآء واجب اوجبه الحق عليه وتعبد العبد لمخلوق عن أمر اللّه لايقدح فى العبودية بخلاف من استرقه الكون لغرض نفسى ليس للحق فيه رآئحة امر فان ذلك يقدح عبوديته لله ويجب عليه الرجوع الى الحق تعال قال بعض الكبار من ذم الدنيا فقد عق امه لان جميع الانكاد والشرور التى ينسبها الناس الى الدنيا ليس هو فعلها وانما هو فعل اولادها لان الشر فعل المكلف لا فعل الدنيا فهى مطية العبد عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر فهى تحب أن لايشقى أحد من اولادها لانها كثيرة الحنو عليهم وتخاف أن تأخذهم الضرة الاخرى على غير أهبة مع كونها ماولدتهم ولا تعبت فى تربيتهم فمن عقوق اولادها كونهم ينسبون جميع افعال الخير الى الآخرة ويقولون اعمال الآخرة والحال انهم ماعملوا تلك الاعمال الا فى الدنيا فللدنيا أجر المصيبة التى فى اولادها ومن اولادها فمن أنصف من ذمها بل هو جاهل بحق امه ومن كان كذلك فهو بحق الآخرة اجهل وفى الحديث ( اذا قال العبد لعن اللّه الدنيا قالت الدنيا لعن اللّه اعصانا لربه ) وقال بعضهم طلب الثواب على الاعمال بحسن النيات والرغبة فيه لايختص بالعامة بلا لايتحاشى عنه الكمل لعلمهم ان اللّه تعالى أنشأهم على امور طبيعية وروحانية فهم يطلبون ثواب ماوعد اللّه به ويرغبون فيه اثباتا للحكم الالهى فان المكابرة بالربوبية غير جائزة فهم مشاركون للعامة فى طلب الرغبة ويتميزون فى الباعث على ذلك فكان طلب العارفين ذلك لاعطاء كل ذى حق حقه ليخرجوا عن ظلم أنفسهم اذا وفوها حقها فمن لم يوف نفسه حقها فقد نزل عن درجة الكمال وكان عاشا لنفسه { ومالحياة الدنيا الا متاع الغرور } اى كالمتاع الذى يتخذ من نحو الزجاج والخزف مما يسرع فناؤه يميل اليه الطبع اول مارآه فاذا أخذه وأراد أن ينتفع به ينكسر ويفنى ( حكى ) انه حمل الى بعض الملوك قد فيروزخ مرصعا بالجواهر لم ير له نظير وفرح به الملك فرحا شديدا فقال لمن عنده من الحكماء كيف ترى هذا قال أراه فقرا حاضرا ومصيبة عاجلة قال وكيف ذلك قال انكسر فهو مصيبة لاجبر لها وان سرق صرت فقيرا اليه وقد كنت قبل أن يحمل اليك فى امن من المصيبة والفقر فاتفق انه انكسر القدح يوما فعظمت المصيبة على الملك وقال صدق الحكيم ليته لم يحمل الينا ثم كونها متاع الغرور والخدعة انما هو لمن اطمأن بها ولم يجعلها ذريعة الى الآخرة واما من اشتغل فيها بطلب الآخرة فهى له متاع بلاغ الى ماهو خير منها وهى الجنة فالدنيا غير مقصودة لذاتها بل لأجر الآخرة وفى الحديث ( نعم المال الصالح للرجل الصالح ) ( وفى المثنوى ) مال راكذ بهر حق باشى حمول ... نعم مال صالح كفتش رسول فما شغل العبد عن الآخرة فهو من الدنيا ومالا فهو من الآخرة قال بعض الكبار ورد خطاب الهى يقول فيه خلقت الخلق لينظروا الى مفاتيح الدنيا ومحاسن الناس فيؤديهم النظر فى مفاتيح الدنيا الى الزهد فيها ويؤديهم النظر فى محاسن الناس الى حسن الظن بهم فعكسوا القضية فنظروا الى محاسن الدنيا فرغبوا فيها ونظروا الى مساوى الناس فاغتابوهم ( حكى ) ان الشيخ أ الفوارس شاهين بن شجاع الكرمانى رحمه اللّه خرج للصيد وهو ملك كرمان فأمعن فى الطلب حتى وقع فى برية مقفرة وحده فاذا هو بشاب راكب على سبع وحوله سباع لما رأته ابتدرت نحوه فزجرها الشاب عنه فلما دنا اليه سلم عليه وقال له يا شاه ماهذه الغفلة عن اللّه اشتغلت بدنياك عن آخرتك وبلذتك وهواك عن خدمة مولاك انما أعطاك الهل الدنيا لتستعين بها على خدمته فجلتها ذريعة الى الاشتغال عنه فبينما الشاب يحدثه اذ خرجت عجوز وبيدها شربة ماء فناولتها الشاب فشرب ودفع باقيه الى الشاه فشربه فقال ماشربت شيأ ألذ منه ولا أبرد ولا اعذب ثم غابت العجوز فقال الشاب هذه الدنيا وكلها اللّه الى خدمتى فما احتجت الى شىء الا أحضرته الى حين يخطر ببالى اما بلغك ان اللّه تعالى لما خلق الدنيا قال لها يادنيا من خدمنى فاخدميه ومن خدمك فاستخدميه فلما رأى ذلك تاب واجتهد الى ان كان من اهل اللّه تعالى فان قلت ان اللّه تعالى خلق للانسان جميع مافى الارض ولا ينبغى للعروس أن تجمع مانثر عليها بطريق الاعزاز والاكرام فمن عرف شأنه الجليل مانظر الى الامر الحقير القليل بل كان من اهل المروءة والهمة العالية فى الاعراض عما سوى اللّه تعالى والاقبال والتوجه الى اللّه تعالى ٢١ { سابقوا } اى سارعوا مسارعة السابقين لأقرانهم فى المضمار وهو الميدان { الى مغفرة } عظيمة كائنة { من ربكم } اى الى اسبابها وموجباتها كالاستغفار وسائر الاعمال الصالحة اى بحسب وعد اللّه والا فالعمل نفسه غير موجب وفى دعائه عليه السلام ( أسألك عزآئم مغفرتك ) اى أن توفقنى للاعمال التى تغفر لصاحبها لا محالة ويدخل فيها المسابقة الى التكبيرة الاولى مع الامام ونحوها ، سلمى قدس سره ككفت كه وسيله معفرت حضرت رسالت است عليه السلام بس حق سبحانه وتعالى ميفرمايدكه ستاب نماييد بمتابعت اوكه سبب آمر زش است بيمبركسى را شفاعت كرست ... كه بر جاده شرع بيغمبرست قال الشيخ الشهير بافتاده قدس سره ان اللّه تعالى أرسلنا من عالم الامر الى عالم الارواح ثم منه الى عالم الاجساد وخلقنا فى أحسن تقويم واعطانا اختيارا جزيئا وقال ان كنتم صرفتم ذلك الاختيار الى جانب العبادات والطاعات الى طريق الوصول الى الحسنات أدخلكم الجنة وأيسر لكم الوصال ورؤية الجمال وأمرنا بالاسراع الى تلك الطريق على وجه المبالغة فان صيغة المفاعلة للمبالغة وانما امر بمبالغة الاسراع لقلة عمر الدنيا وقد ذهب الانبياء والاولياء ونحن نذهب ايضا فينبغى أن نسرع فى طريق الحق لئلا يفوت الوصول الى الدرجات العالية بالاهمال والتكاسل وطريق الاسراع فى مرتبة الطبيعة الامتثال بالاوامر والاجتناب عن النواهى وفى مرتبة النفس تزيكتها عن الاخلاق الرديئة كالكبر والرياء والعجب والغضب والحسد وحب المال وحب الجاه وتحليتها بالاخلاق المحمودة كالتواضع والاخلاص ورؤية التوفيق من اللّه والحلم والصبر والرضى والتسليم والعشق والارادة نحوها وفى مرتبة الروح بتحصيل معرفة اللّه تعالى وفى مرتبة السر ينفى ماسوى اللّه تعالى وقال البقلى قدس سره دعا المريدين الى مغفرته بنعت الاسراع ودعا المشتاقين الى جماله بنعت الاشتياق وقد دخل الكل فى مظنة الخطاب لان الكل قد وقعوا فى بحار الذنوب حين لم يعرفوه حق معرفته ولم يعبدوه حق عبادته فدعاهم جميعا الى التطهير فى بحر رحمته حتى صاروا متطهرين من غرورهم بانهم عرفوه فاذا وصلوا الى اللّه عرفوا انهم لم يعرفوه فيأخذ اللّه بأيديهم بعد ذلك ويكرمهم بأنواع ألطافة ثم ان المسابقة انما تكون بعد القصد والطلب ( وفى المثنوى ) كركران وكر شتابنده بود ... آنكه كوينده است يابنده بود { وجنة عرضها كعرض السماء والارض } اى كعرض سبع سموات وسبع ارضين لو وصل بعضها ببعض على أن يكون اللام فى السماء والارض للاستغراق واذا كان عرضها كذلك فما ظنك بطولها فان طول كل شىء اكثر من عرضه قال اسماعيل السدى رحمه اللّه لو كست السموات والارض وصرن خردلا فبكل خردلة اللّه جنة عرضها كعرض السموات والارض ويقال هذا التشبيه تمثيل للعباد بما يعقلون ويقع فى نفوسهم مقدار السموات والارض وتقديم المغفرة على الجنة لتقديم التخلية على التحلية { اعدت } هيئت { للذين آمنوا باللّه ورسله } فيه دليل على ان الجنة مخلوقة بالفعل كما هو مذهب اهل السنة وان الايمان وحده كاف فى استحقاقها اذ لم يذكر مع الايمان شىء آخر ولكن الدرجات باعمال وفيه شىء فان الايمان بالرسل انما يكمل بالايمان بما فى ايديهم من الكتب الالهية والعملبما فيها { ذلك } الذى وعد من المغفرة والجنة { فضل اللّه } وعطاؤه وهو ابتدآء لطف بلا علة { يؤتيه } تفضلا واحسانا { من يشاء } ايتاءه اياه من غير ايجاب لاكما زعمه اهل الاعتزال { واللّه ذو الفضل العظيم } ولذلك يؤتى من يشاء من ذلك الفضل الذى لاغاية ورآءه والمراد منه التنبيه على عطاء ان العظيم عظيم والاشارة الى ان أحدا لايدخل الجنة الا بفضل اللّه نبيا او وليا قال عليه السلام ( خرج من عندى خليلى جبرآئيل عليه السلام آنفا فقا يا محمد والذى بعثك بالحق ان عبدا من عباد اللّه عبد اللّه خمسمائة سنة على رأس جبل يحيط به بحر فأخر لله له عينا عذبة فى اسفل الجبل وشجرة رمان كل يوم تخرج رمانة فاذا أمسى نزل وأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قال للصلاة فسأل ربه أن يقبض روحه ساجدا وأن يلاجعل للارض ولا لشىء على جسده سبيلا على يبعثه اللّه وهو ساجد ففعل ونحن ونمر عليه اذا هبطنا واذا عرجنا وهو على حاله فى السجود قال جبريل فنحن نج فى العلم انه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدى اللّه فيقول له الرب ادخلوا عبدى الجنة برحمتى فيقول العبد بل بعملى فيقول اللّه قابسوا عبدى بنعمتى عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت عليه النعم الباقية بلا عبادة فى مقابلتها فيقول اللّه ادخلوا عبدى النار فيجر الى النار فينادى ويقول برحمتك ادخلنى الجنة فيقول اللّه ردوه الى فيوقف بين يديه فيقول عبدى من خلقك ولم تك شيأ فيقول أنت يارب فيقول أكان ذلك بعملك او برحمتى فيقول بل برحمتك فيقول من قواك على عبادة خمسمائة سنة فيقول أنت يارب فيقول من أنزلك فى الجبل وسط البحر وأخرج الماء العذب من بين المالح وأخرج لك رمانة كل ليلة وانما تخرج فى السنة مرة واحدة وسألتنى أن أقبضك ساجدا من فعل بك ذلك كله فيقول أنت يارب قال فذلك كله برحمتى وبرحمتى ادخلك الجنة ) جورويى بخدمت نهى بر زمين ... خدارا ثنا كوى وخودرا مبين اميدى كه دارم بفضل خداست ... كه برسعى خود تيكه كردن خطاست همين اعتمادم بيارىء حق ... اميدم بآمر زكارىء حق ٢٢ { ما أصاب من مصيبة فى الأرض } ما نافية والمصيبة اصلها فى الرمية يقال أصاب السهم اذا وصل الى المرمى بالصواب ثم اختص بالنائبة اى ماحدث من حادثة كائنة فى الارض كجدب وعاهة فى الزروع والثمار { ولا فى أنفسكم } كمرض وآفة وموت ولد وخوف عدو وجوع { الا فى كتاب } اى الا مكتوبة مثبتة فىعلم اللّه او فى اللوح المحفوظ { من قبل أن نبرأها } نخلق الانفس او المصائب او الارض فان البرء فى اللغة هو الخلق والبارىء الخالق وذكر الربيع بن صالح الاسلمى قال دخلت على سعيد بن جبير حين جيىء به الى الحجاج حين أراد قتله فبكى رجل من قومه فقال سعيد مايبكيك قال ماأصابك قال فلا تبك قد كان فى علم اللّه أن يكون هذا ألم تسمع قول اللّه تعالى { ما أصاب من مصيبة فى الارض ولا فى أنفسكم الا فى كتاب من قبل أن نبرأها }. قال فى الروضة رؤى الحجاج فى المنام بعد وفاته فقيل مافعل اللّه بك فقال قتلنى بكل تقيل قتلة وبسعيد بن جبير سبعين قتلة وفى الآية دليل على ان جميع الحوادث الارضية قبل دخولها فى الوجود وكذا جميع اعمال الخلق بتفاصيلها مكتوبة فى اللوح المحفوظ ليستدل الملائكة بذلك المكتوب على كونه تعالى عالما بجمع الاشياء قبل وجودها وليعرفوا حلمه فانه تعالى مع علمه انهم يقومون على المعاصى خلقهم ورزقهم وأملهم وليحذروا من امثال تلك المعاصى وليشكروا اللّه على توفيقه اياهم للطاعات وعصمته اياهم من المعاصى وفيها دليل ايضا على انه تعالى يعلم الاشياء قبل وقوعها لان اثباتها فى الكتاب محال ولو سأل سائل ان اللّه تعالى هل يعلم عدد أنفاس اهل الجنة يقال له ان اللّه يعلم انه لاعدد لأنفاسهم { ان ذلك } اى اثباتها فى كاب مع كثرتها { على لله } متعلق بقوله { يسير } لاستغنائه فيه عن العدة والمدة وان كان عسيرا على العباد قال الجنيد قدس سره من عرف اللّه بالربوبية وافتقر اليه فى اقامة العبودية وشهد بسره ماكشف اللّه له من آثار القدرة بقوله ماأصاب الخ فسمع هذا من ربه وشهد بقلبه وقع فى الروح والراحة وانشرح صرده وهان عليه مايصيبه فان قلت كان اللّه قادرا علىأن يوصل العباد اليه بلا تعب ولا مصيبة فيكف اوقعهم فى المحن والبلايا قلت أراد أن يعرفهم بامتحان القهر حقائق الربوبية وغرآئب الطرق اليه حتى يصلوا اليه من طريق الجلال والجمال ففى الآية تطين للنفوس على الرضى بالقضاء والصبر على البلاء وحمل لها على شهود المبتلى فى عين البلاء فان به يسهل التحمل والا فمن كان غافلا عن مبدأ اللطف والقهر فهو غافل فى اللطف والقهر ولذا تعظم عليه المصيبة بخلاف حال أهل الحضور فانهم يلتذون بالبلاء التذاذهم بالعافية بل ولذة البلاء فو لذة العافية ازدست تومشت بردهائم خوردن ... خوشتركه بدست خويش تانم خوردن ومن امثال العرب ضرب الحبيب زبيب اى لذيذ ٢٣ { ليكلا تأسوا } يقال أسى على مصيبته يأسى أسى من باب علم اى حزن اى اخبرنا كم باثباتها وكتابتها فى كتاب كيلا يحصل لكم الحزن والألم { على مافاتكم } من نعم الدنيا كالمال والخصب والصحة العافية { ولا تفرحوا بما آتاكم } اى أعطاكم اللّه فان من علم أن كلا من المصيبة والنعمة مقدر يفوت ما قدر فواته ويأتى ما قدر اتيانه لامحالة لايعظم جزعه على مافات ولا فرحة بما هو آت اذ يجوز أن يقدر ذهابه عن قريب وقيل لبرز جمهر أيها الحكيم مالك لاتحزنعلى مافات ولا تفرج بما هو آت قال لان الفائت لاتلافى بالعبرة والآتى لايستدام بالحبرة اى بالحبور والسرور لا التأسف يرد فائتا ولا الفرح يقرب معدوما قال ابن مسعود رضى اللّه عنه لأن امس جمرة احرقت ما أحرقت وابقت مابقت احب الى من أن اقول لشىء لم يكن ليته كان ( قال الكاشفى ) اخبارست بمعنى نهى يعنى ازادبار دنيا ملول واز اقبال او مسرور مشويد كه نه آنرا قر اريست ونه اين را اعتبارى كردست دهد كراى شادى نكند ... ورفوت شود نير نير زد بغمى واز مرتضى رضى اللّه عنه منقولست كه هركه بدين آيت كار كند هرآيينه فرا كيردزهد اورا بهردو طرف او يعنى تمام باشد وجه زيبا كفته اند مال اربتور ونهد مشوشاد ازان ... ورفوت شود مشو بفرياد ازان بندست بسنديده بكن ياد ازان ... تادنيى ودينت شود آباد ازان والمراد بالآية نفى الأسى المانع عن التسليم لامر اللّه والفرح الموجب للبطر والاختيال ولذا عقب بقوله تعالى { واللّه لايحب كل مختال فخور } فان من فرح بالحظوظ الدنيوية وعظمت فى نفسه اختال وافتخر بها لامحالة والمختال المتكبر المعجب وهو من الخيلاء وهو التكبر من تخيل فضيلة تترآءى للانسان من نفسه ومنها يتأول لفظ الخيل لما قيل انه لايركب أحد فرسا الا وجه فى نفسه نخوة وبالفارسية وخداى تعالى دوست ندارد هر متكبرى را كه برنعمت دنيا برديكرى تطاول كند فخور نازنده بدنيا وفخر كننده بدان برا كفاه واقران. قال فى بحر العلوم المختال ذو الخيلاء والكبر وهو من العام المخصوص بدليل قول النبى عليه السلام ( ان من الخيلاء مايحبها اللّه ومنها مايبغضها اللّه اما الخيلاء التى يحبها اللّه فالاختيال عند الصدقة واختيال الرجل بنفسه عند اللقاء واما الخيلاء التى يبضغها اللّه فالاختيال فى البغى والفجور ) اى لايحب كل متكبر بما أوتى من الدنيا فخور مبالغ فى الفخر به على الناس انتهى وصف بعض البلغاء متكبرا فقال كأن كسرى حامل غاشيته وقارون وكيل نفقته وبلقيس احدى دايانه وكأن يوسف لم ينظر الا بمقلته ولقمان لم ينطق الا بحكمته وكأن الخضرآء له عشرت والغبرآء باسمه فرشت وفى تخصيص التذييل بالنهى عن الفرح المذكور ايذان بأنه اقبح من الأسى وفى الآية اشارة الا انه يلزم أن يثبت الانسان على حال فى السرآء والضرآء فان كان لابد له من فرح فليفرح شكرا على عطائه لابرطا وان كان لابد من حزن فليحزن صبرا على قضائه لاضجرا قال قتيبة بن سعيد دخلت على بعض احياء العرب فاذا أنا بفضاء مملوء من الابل الميتة بحيث لاتحصى ورأيت شخصا على تل يغزل صوفا فسألته فقال كانت باسمى فارتجعها من أعطاها ثم أنشأ يقول لاو الذى انا بعد من خلائقه ... والمرء فى الدهر نصب الرزء والمحن ماسرنى أن ابلى فى مباركها ... وما جرى من قضاء اللّه لم يكن قال البقلى قدس سره طالب اللّه بهذه الآية اهل معرفته بالاستقامة والاتصاف بصفاته اى كونوا فى المعرفة بأن لايؤثر فيكم الفقدان والوجدان والقهر واللطف والاتصال والانفصال والفراق والوصال لان من شرط الاتصاف أن لايجرى عليه احكام التلوين والاضطراب فى اليقين والاعوجاج فى التمكين قال القاسم رحمه اللّه ولا تأسوا على مافاتكم من اوقاتكم و لاتفرحوا بما آتاكم من توبتكم وطاعتكم فانك لاتدرى ماقدر اللّه فيك وقضى وقال الواسطى رحمه اللّه الفرح بالكرامات من الاغترارات والتلذذ بالافضال نوع من الاغفال والخمود تحت جريان الامور زين لكل مأمور وقال شيخى وسندى رحمه اللّه فى كتاب اللائحات والبرقيات لاتحزنوا بمافاتكم مما سوى اللّه ولا تفرحوا بما آتاكم مما عدا اللّه حتى لاتظلموا الحزن والفرح بوضعهما فى غير موضعهما واحزنوا بما فاتكم من اللّه وافرحوا بماآتاكم من اللّه حتى تعدلوا فيهما بوضعهما فى موضعهما لان اللّه تعالى حق وماخلاه باطل فكما ان الحزن والفرح بالحق حق وعدل لهما والفاعل للحق محق وعادل فكذلك ان الحزن والفرح بالباطل باطل وظلم لهما والفاعل بالباطل مبطل وظالم ولايفرج ولا يحزن باللّه الا المهاجرون الى اللّه ولايحزن ولا يفرح بما سوى اللّه الا المعرضون عن اللّه فعليك بسبيل العادلين فى جميع احوالك واياك وطريق الظالمين ومما سى اللّه المال والملك قال الحسن رضى اللّه عنه لصاحب المال فى ماله مصيبتان لم يسمع الاولون والآخرون بمثلهما بسلب عن كله ويسأل عن كله همه تخت وملكى بذيرد زوال ... بجز ملك فرمان ده لايزال هنر بايد وفضل ودين وكمال ... كه كاه أيدوكه رود جاه ومال ( حكى ) ان طيرا فى عهد سليمان عليه السلام كان له صورة حسنة وصوت حسن اشتراه رجل بألف درهم وجاء طير آخر فصاح صيحة فوق قفصه وطار فسكت الطير وشكا الرجل الى سليمان فقال احضروه فلما حضروه وقال سليمان لصاحبك عليك حق فقد اشتراك بثمن غال فلم سكت قال يانبى اللّه قل له حتى يرفع قلبه عنى انى لا أصيح ابدا مادمت فى القفص قال لم قال لان صياحى كان من الجزع الا الوطن والاولاد وقد قال لى ذلك الطير انما حبسك لاجل صوتك فاسكت حتى تنجو فقال سليمان للرجل ماقال الطير فقال الرجل ارسله يانبى اللّه فانى كنت احبه لصوته فأعطاءه سليمان ألفدرهم ثم أرسل الطير فطار وصاح سبحان من صورنى وفى الهوآء طيرنى ثم فى القفص صيرنى ثم قال سليمان ان الطير مادام فى الجزع لم يفرج عنه فلما صبر فرج عنه وبسببه خلص الرجل من التعلق به ففيه اشارة الى الفناء عن اوصاف النفس فاذا فنى العبد عنها تخلص من الاضطراب وجاز الىعالم السكون ومعرفة سر القدر وفى الحديث ( الايمان بالقدر يذهب اليهم والحزن ) قال الشيخ ابو عبداللّه محمد بن على الترمذى الحكيم قدس سره ولقد مرضت فى سالف ايامى مرضة فلما شفانى اللّه منها مثلت نفسى بين مادبر اللّه لى من هذه العلة فى مقدار هذه المدة وبين عبادة الثقلين فى مقدار ايام علتى فقلت لو خيرت بين هذه العلة وبين أن تكون لى عبادة الثقلين فى مقدار الى أيهما تميل اختيارا فصح عزمى ودام يقينى ووقعت بصيرتى على ان مختار اللّه تعالى لى اكثر شرفا واعظم خطرا وأنفع عاقبة وهى العلة التى دبرها لى ولا شوب فيه اذ كان فعله فشتان بين فعله بك لتنجو به وبين فعلك لتنجو به فلما رأيت هذا دق فى عينى عبادة الثقلين مقدار تلك المدة فى جنب ما آتانى اللّه فصارت العلة عندى نعمة وصارت النعمة منه وصارت المنة املا وصار الامل عطفا فقلت فى نفسى بهذا كانوا يستمرون فى البلاء على طيب النفوس مع الحق وبهذا الذى انكشف كانوا يفرحون بالبلاء انتهى ( قال الصائب ) تر كهتسى كن كه آسودست از تاراج سيل ... هركه بيش از سيل رخت خود برون از خانه ريخت ... ٢٤ { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } بدل من كل مختل فان المختال بالمال يضن به غالبا ويأمر غيره به وهذا غاية الذم انه يبخل الانسان ويأمر غيره بالبخل والمعنى يمسكون أموالهم ولا يخرجون منها حق اللّه فان البخل امساك المقتنيات عما يحق اخراجها فيه ويقابله الجود يقال بخل فهو باخل واما البخيل فالذى يكثر منه البخل الرحيم الراحم والبخل ضربان بخل بقنيات نفسه وبخل بنقيات غيره وهو اكثرهما وعلى ذلك قوله تعالى { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } كما فى المفردات وبالفارسية مختال وفخور آنانندكه باوجود دنيا دارى وجمع اسباب آن بخل كنند ومال خود در راه خدا صرف ننمايد وباوجود بخل خود امر نمايند مرد مانرا به بخيلى كردن ، وعن النبى عليه السلام انه قال لبنى سلمة ( من سيدكم ) قالوا الحد بن قيس وانا لنبخله فقال ( واى دآء ادوأ من البخل بل سيدكم الجعد الابيض عمرو بن الجموح ) وفى الحديث ( اربعة لايجدون ريح الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام البخيل والمنان ومدمن الخمر والعاق للوالدين ) { ومن } وهركه { يتول } يعرض عن الانفاق { فان اللّه هو الغنى } عنه وعن انفاقه { الحميد } المحمود فى ذاته لايضره الاعراض عن شكره ولاينفعه التقرب اليه بشىء من نعمه وفيه تهديد واشعار بأن الامر بالانفاق لمصلحة المنفق واشارة الى ان من أعرض عن الاقبال على اللّه والادبار عن الانفاق فان اللّه غنى بحسب ذاته عن اقباله وبحسب صفاته عن ادباره بل هو حميد فى ذاته وصفاته لاينفعه اقباله ولايضره ادباره اذا الضار النافع هو لاغيره وايضا الى النفوس البشرية الامارة بالسوء بالتقاعد عن الاقدام على الطاعة والعبادة ودعوة القلوب والارواح الى الارتكاب للمعاصى والاجتناب عن الطاعات بحسب الغلبة فى بعض الاوقات لاستهلاك القوى الروحانية بحسب ظلمات القوى الجسمانية قال بعض الكبار الانسان من حيث نشأته الطبيعية سعيد وكذلك من حيث نفسه الناطقة مادامت كل نشأة منفردة عن صاحبتها فما ظهرت المخالفة الا بالمجموع ولما جبل الانسان على الامساك لان اصله التراب وفيه يبس وقبض لم يرض بذهاب مال نفسه وغيره فلذا بخل وامر بالبخل زر از بهر خوردن بود اى بدر ... زبهر نهادن جه سنك وجه زر ٢٥ { لقد أرسلنا رسلنا } اى الملائكة الى الانبياء او الانبياء الى الامم وهو الاظهر كما فى الارشاد { بالبينات } بحجتهاى روشن كه معجزاتست باشريعتهاى واضحه ، فان قلت لمعجزات يخلقها اللّه على يدى مدعى النبوة كاحياء الموتى وقلب العصا واليد البيضاء وشق القمر من غير نزول الملك بها نعم معجزة القرءآن نزل بها الملك ولكن نزوله بها على كل رسول غ ير ثابت قلت معنى نزول الملك بها ان اللّه يخبره على لسانه بوقوع تلك المعجزة على يده { وانزلنا معهم الكتاب } اى جنس الكتب الشامل للكل لتبيين الحق وتمييز صواب العمل اى لتكميل القوة النظرية والعملية ، قوله معهم يجعل على تفسير الرسل بالانبياء حالا مقدرة من الكتاب اى مقدرا كونه معهم والا فالانبياء لم ينزلوا حتى ينزل معهم الكتاب فالنزول مع الكتاب شأن الملائكة والانزال اليهم شأن الانبياء ولذا قدم الوجه الاول اذ لو كان المعنى لقد أرسلنا الانبياء الى الامم لكان الظاهر أن يقال وانزلنا اليهم الكتاب { والميزان } بالفارسية ترازو { ليقوم الناس بالقسط } ليتعاملوا بينهم بالعدل ايفاء واستيفاء ولا يظلم احد أحدا فى ذلك وانزاله انزال اسبابه والامر باعداده والا فالميزان من مصنوعات البشر وليس بمنزل من السماء ( روى ) ان جبريل عليه السلام نزل بالميزان نفسه فدفعه ال نوح عليه السلام وقال مر قومك يزنوا به يعنى تاتسويه حقوق كنند بدان درميان يكديكر بوقت معاملات ، وقال الامام الغزالى رحمه اللّه أتظن ان الميزان المقرون بالكتاب هو ميزان البر والشعير والذهب والفضة ام تتوهم انه هو الطيار والقبان ما أبعد هذا الحسبان واعظم هذا البهتان فاتق اللّه ولاتتعسف فى التأويل واعلم يقينا ان هذا الميزان هو ميزان معرفة اللّه ومعرفة ملائكته كتبه ورسله وملكه وملكوته ليتعلم كيفية الوزن به من انبيائه كما تعلموا من ملائكته فاللّه هو المعلم الاول والثانى جبرآئيل والثالث الرسول والخلق كلهم يتعلمون من الرسول مالهم طريق فى المعرفة سواه والكل عبارته بلا تغيير وليت شعرى ما دليله على ماذهب اليه من العدول عن الظاهر كذا فى بحر العلوم. يقول الفقير لعل دليله قوله تعالى { شهد اللّه انه لا اله الاهو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط } اى حاكما بالعدل او مقيما للعدل فى جميع اموره فاذا كان اللّه قائما بالعدل فى جميع الامور كان الواجب على العباد أن يقوموا به ايضا ولن يقوموا به حقيقة الا بعد العلم الشامل والمعرفة الكاملة وهى معرفة اللة فهى الميزان الكلى وماعداه من جميع الامور مبنى عليه وموزون به { وانزلنا الحديد } قيل نزل آدم عليه السلام من الجنة ومعه خمسة اشياء من حديد الاول السندان وهو سندان الحداد بالفتح كما فى القاموس واياه عنى الشيخ سعدى فى قوله جو سندان كسى سخت رويى تبرد ... كه خايسك تأديب بر سر نخورد والثانى الكلبتان وهو ما يأخذ به الحداد الحديد المحمى كما فى القاموس والثالث الميقعة بكسر الميم بعدها ياء مثناة تحتانية اصله موقعة قال فى القاموس الميقعة خشبة القصار يدق عليها والمطرقة والمسن الطويل وقد وقعته بالميقعة فهو وقيع حددته بها والرابع المطرقة وهى آلة الطرق اى الضرب والخامس الابرة وهى مسلة الحديد وروى ومعه المر والمسحاة قال فى القاموس المر بالفتح المسحاة وهى ماسحى به اى قشر وجرف وفى الحديث ( ان اللّه أنزل اربع بركات من السماء الى الارض أنزل الحيد والنار والماء والملح ) عن ابن عباس رضى اللّه عنهما ثلاثة اشياء نزلت مع آدم عليه السلام الحجر الاسود كان اشد بياضا من الثلج وعصا موسى وكانت من آس الجنة طولها عشرة اذرع والحديد وعن الحسن رحمه اللّه وانزلنا الحديد خلقناه كقوله تعالى { وأنزل لكم من الأنعام } وذلك ان اوامره وقضاياه واحكامه تنزل من السماء قال بعضهم واخرجنا الحديد من المعادن لان العدل انما يكون بالسياسة والسياسة مفتقرة الى العدة والعدة مفتقرة الى الحديد واصل الحديد ماء وهو منزل من السماء { فيه } اى فى الحديد { بأس شديد } وهو القتال به او قوة شديدة يعنى السلاح للحرب لان آلات الحرب انما تتخذ منه وبالفارسية كارزار سخت يعنى آلتها كه دركار زار بكار آيداز وسازند خواه از براى دفع دشمن جون سنان ونيزه وشمشبر وبيكان وخنجر وامثال آن وخواه براى حفظ نفس خود جون زره وخود وجوشن وغير آن. وفيه اشارة الى ان تمشية قوانين الكتاب واستعمال آلة التسوية يتوقفان على دال صاحب سيف ليحصل القيام بالقسط وان الظلم من شيم النفوس والسيف حجة اللّه على من عنده ظلم { ومنافع للناس } كالسكين والفأس والمر والابرة ونحوها وما من صنعة الا والحديد او مايعمل بالحديد آلتها وفيه اشارة الى ان القيام بالقسط كما يحتاج الى القائم بالسيف يحتاج ايضا الى مابه قوام التعايش من الصنائع وآلات المحترقة والى سيف الجذبة المتخذ من حديد القهر اذ لابد لكل تجلى جلالى من كون التجلى الجمالى فيه وبالعكس وهم الاولياء وهم يميلون الى الحق بكثرة الالطاف والاعطاف الربانية كما قال تعالى { يابنى اسرئيل اذكورا نعتمى عليكم وانى فضلتكم على العالمين } { وليعلم اللّه من ينصره ورسله } عطف على محذوف يدل عليه ماقبله فانه حال متضمنة للتعليل كانه قيل ليستعملوه وليعلم اللّه علما يتعلق به الجزآء من ينصره ورسله باستعمال السيوف والرماح وسائر الاسلحة فى مجاهدة اعدآئه { بالغيب } حال من فاعل ينصر اى غائبين عنه تعالى كما قال ابن عباس رضى اللّه عنهما ينصرونه ولايبصرونه وانما يحمد ويثاب من أطاع بالغيب من غير معاينة للمطاع او من مفعوله اى حال كونه تعالى غائبا عنهم غير مرئى لهم { ان اللّه قوى } على هلاك من اراد اهلاكه { عزيز } لايقتصر الى نصرة الغير وانما أمرهم بالجهاد لينتفعوا به ويستجيبوا ثواب الامتثال فيه والقوة عبارة عن شدة البنية وصلابتها المضادة للضعف وهى فى حق اللّه بمعنى القدرة وهى الصفة التى بها يتمكن الحى من الفعل وتركه بالارادة والعزة الغلبة على كل شىء قال الزروقى رحمه اللّه القوى هو الذى لايلحقه ضعف فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله فلا يسمه نصب ولا تعب ولايدركه قصور ولا عجز فى نقض ولا ابرام وخاصية هذا الاسم ظهور القوة فى الوجود فما تلاه ذو همة ضعيفة الا وجد القوة ولا ذو جسم ضعيف الا كان له ذلك لو ذكره مظلوم بقصد اهلاك الظالم ألف مرة كان له ذلك وفكى أمره وخاصية الاسم العزيز وجود الغنى العز صورة او معنى فمن ذكره اربعين يوما فى كل يوم اربعين مرة اعانه اللّه واعزه فلم يحوجه لأحد من خلقه وفى الاربعين الادريسية ياعزيز المنيع الغالب ملى امره فلا شىء يعادله قال السهرودى رحمه اللّه من قرأه سبعة أيام متواليات كل يوم ألفا اهلك خصمه وان ذكره فى وجه العسكر سبيعن مرة ويشير اليهم بيده فانهم ينهزمون ٢٦ { ولقد ارسلنا } اى وباللّه قد بعثنا { نوحا } الى قومه وهم بنو قابيل وهو الأب الثانى { وابراهيم } الى قومه ايضا وهم نمرود ومن تبعه ذكر اللّه رسالتهما تشريفا الهما بالذكر والانهما من اول الرسل وابوان للانبياء عليهم السلام فالبشر كلهم من ولد نوح والعرب والعبرانيون كلهم من ولد ابراهيم { وجعلنا فى ذريتهما } اى فى نسلهما { النبوة والكتاب } بأن استنبأنا بعض ذريتهما واوحينا اليهم الكتب مثل هود وصالح وموسى وهرون وداود وغيرهم فلا يوجد نبى ولا كتاب الا وهو مدلٍ اليهم بأمتين الاسباب واعظم الانسان { فمنهم } اى فمن ذرية هذين الصنفين او ن المرسل اليهم المدلول عليهم بذكر الارسال والمرسلين يعنى بس بعضى ازانها كه انبياء برايشان آمدند { مهتد } اى الحق يعنى ايمان آورده بكتاب ونبى وثابت شد بردين خود { وكثير منهم فاسقون } خارجون عن الطريق المستقيم فيكنون ضالين لامحالة ٢٧ { ثم قفينا على آثارهم برسلنا } اى ثم أرسلنا بعدهم رسلنا والضمير لنوح وابرهيم ومن أرسلا اليهم من الامم يعنى بعد ازنوح وهود وصالح را وبعد از ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب ويوسف را ، او من عاصرهما من الرسل ولا يعود الى الذرية فان الرسل المقفى بهم من الذرية يقال قفا أثره اتبعه وقفى على أثره بفلان اى اتبعه اياه وجاء به بعده والآثار جمع اثر بالكسر تقول خرجت على اثره اى عقبه فالمعنى اتبعنا من بعدهم واحدا بع واحد من الرسل قال الحريرى فى درة الغواص يقال شفعت الرسول بآخر اى جعلتهما اثنين فاذا بعثت بالثالث فوجه الكلام أن يقال عززت بثالث اى قويت كما تعالى { فعززنا بثالث } فان واترت الرسل فالاحسن أن يقال قفيت بالرسل كما قال تعالى { ثم قفينا على آثارهم برسلنا } { وقفينا بعيسى ابن مريم } اى أرسلنا رسولا بعد رسول حتى انتهى الى عيسى بن مريم فأتينا به بعدهم يعنى وازبى در آورديم اين رسل رواتمام كرديم انبياء بنى اسرآئيل را بعيسى ابن مري ، فأول انبياء بنى اسرآئيل موسى وآخرهم عيسى { وآتيناه الانجيل } دفعة واحدة { وجعلنا فى قلوب } المؤمنين { الذين ابتعوه } اى عيسى فى دينه كالحواريين واتباعهم { رأفة } وهى اللين { ورحمة } وهى الشفقة اى وقفينا رأفعة اى اشد رقة على من كان يتسبب الى الاتصال بهم ورحمة اى رقة وعطفا على من لم يكن له سبب فى الصلة بهم كما كان الصحابة رضى اللّه عنهم رحماء بينهم حتى كانوا اذلة على المؤمنين مع ان قولبهم فى غاية الصلابة فهم اعزة على الكافرين قيل امروا فى الانجيل بالصفح والاعراض عن مكافأة الناس على الاذى بدى را بدى سهل باشد حزا ... اكر مردى احسن الى من اسا وقيلى لهم من لطم خدك الأيمن قوله خدك الأيسر ومن سلب وردآءك فأعطه قميصك ولم يكن لهم قصاص على جناية فى نفس او طرف فاتبعوا هذه الا وامر واطاعوا اللّه وكانوا متوادين ومتراحمين ووصفوا بالرحمة خلاف اليهود الذين وصفوا بالقسوة { ورهبانية } منصوب اما بفعل مضمر يفسره الظاهر اى وابتدعوا اى اتباع عيسى رهبانية { ابتدعوها } اى حملوا انفسهم على العمل بها واما بالعطف على ما قبلها وابتدعوها صفة لها اى وجعلنا فى قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية مبتدعة من عندهم اى وقفيناهم للتراحم بينهم ولابتداع الرهبانية واستحداثها قال فى قتح الرحمن المعتزلة تعرب رهبانية على انها نصب باضمار فعل يفسره ابتدعوها وليست بمطعوفة على رأفة ورحمة ويذهبون فى ذلك الى ان الانسان يخلق افعاله فيعربون الآية على مذهبهم انتهى والرهبانية المبالغة فى العبادة بمواصلة الصوم ولبس المسموح وترك اكل اللحم والامتناع عن المطعم والمشرب والملبس والنكاح والتعبد فى الغير ان ومعناها العفلة المنسوبة الى الرهبان بالفتح وهو الخائف فان الرهبة مخالفة مع تحزن واضطرب كما فى المفردات فعلان من رهب كخشيان من خشى وقرىء بضم الرآء كانها نسبة الى الرهبان جمع راهب كراكب وركبان ولعل التردد لاحتمال كون النسبة الى المفتوح والضم من التغيير النسب يعنى ان الرهبان لما كان اسما لطائفة مخصوصة صار بمنزلة العلم وان كان جمعا فى نفسه فالتحق بانصار واعراب وفرآئض فقيل رهبانى كما قيل انصارى واعرابى وفرآئض بدون رد الجمع الى واحدة فى النسبة. وقال الراغب فى المفردات الرهبان يكون واحدا وجمعا فمن جعله واحدا جمعه على رهابين ورهبانية بالجمع أليق انتهى وهى الخصال المنسوبة الى الرهبان وسبب ابتداعهم اياها ان الجبابرة ظهروا على المؤمنين بعد رفع عيسى فقاتلوا ثلاث مرات فقتلوا حتى لم يبق منهم الا قليل فخافوا أن يفتتنوا فى دينهم فاختاروا الرهبانية فى قلل الجبال فارين بدينهم مخلصين انفسهم للعبادة منتظرين البعثة النبوية التى وعدها لهم عيسى عليه السلام كما قال تعالى { ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه احمد } الآية ( وروى ) ان اللّه لما أغرق فرعون وجنوده استأذن الذين كانوا آمنوا من السحرة موسى عليه السلام فى الرجوع الى الأهل والمال بمصر فأذن لهم ودعا لهم فترهبوا فى رؤوس الجبال فكانوا اول من ترهب وبقيت طائفة منهم مع موسى عليه السلام حتى توفاه اللّه ثم انقطعت الرهبانية بعدهم حتى ابتدعها بعد ذلك اصحاب المسيح عليه السلام { ماكتبناها عليهم } جلمة مستأنفة والنفى متوجه الى اصل الفعل اى مافرضنا عليم تلك الرهبانية فى كتابهم ولا على لسان رسولهم { الا } استنثاء منقطع اى لكن ابتدعوها { ابتغاء رضوان اللّه } اى لطلب رضاه تعالى { فما رعوها حق رعايتها } اى فمارعوا حميعا حق رعايتها بضم التثليث والقول بالاتحاد وقصد السمعة والكفر بمحمد عليه السلام ونحوها اليه قال عليه السلام ( من آمن بى وصدقنى فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يؤمن بى فاولئك هم الهالكون ) قال مقاتل لما استضعفوا بعد عيسى التزموا الغيران فما صبروا واكلوا الخنازير وشربوا الخمور ودخلوا مع الفساق وفى المناسبات فما رعوها اى لم يحفظها المقتدون بهم بعدهم كما اوجبوا على انفسهم حق رعايتها اى بكمالها بل قصروا فيها ورجعوا عنها ودخلوا فى دين ملوكهم ولم يبق على دين عيسى عليه السلام الا قليل ذمهم اللّه بذلك من حيث ان النذر عهد مع اللّه لايحل نكثه سيما اذا فصد رضاه تعالى { فآتينا الذين آمنوا منهم } اى من العيسيين ايمانا صحيحا وهو الايمان برسول اللّه عليه السلام بعد رعاية رهبانتيهم لامجرد رعياتها فانها بعد البعثة لغو محض وكفر بحت وانى لها استتباع الأجر قال فى كشف الاسرار لما بعث النبى عليه السلام ولم يبق منهم الا قليل حط رجل من صومعته وجاء سائح من سياحته وصاحب الدير وديره فآمنوا به والصومعة كل بناء متصومع الرأس اى متلاصقه والدير خان النصارى وصاحبه ديار { اجرهم } اى مايحسن ويليق بهم من الاجر وهو الرضوان { وكثير منهم } اى من العيسيين وهم الذين ابتدعوا فضيعوا وكفروا بمحمد عليه السلام { فاسقون } خارجون عن حد الاتباع وهم الذين تهودوا وتنصروا قال فى تفسير المناسبات وكذلك كان فى هذه الامة فانه لما توفى رسول اللّه تبعه خلفاؤه باحسان فلما مضت الخلافة الراشدة وتراكمت الفتن كما اخبر عليه السلام واشتد البلاء على المتمسكين بصريح الايمان ورجم البيت بحجارة المنجنيق وهدم وقتل عبداللّه بن الزبير رضى اللّه عنه واستبيحت مدينة رسول اللّه عليه السلام ثلاثة ايام وقتل فيها خيار المسلمين رأى المؤمنون العزلة واجبة فلزموا الزوايا والمساجد وبنوا الربط على سواحل البحر واخذوا فى الجهاد للعدو والنفوس وعالجوا تصفية اخلاقهم ولزموا الفقر اخذا من احوال اهل الصفة وتسموا بالصوفية وتكلموا على الورع والصدق والمنازل والاحوال والمقامات فهؤلاء وزان اولئك انتهى وفى الحديث ( يا ابن ام معبد أتدرى مارهبانية امتى ) قلت اللّه ورسوله اعلم قال ( الهجرة والجهاد والصلاة والصوم والحج والعمرة والتكبير على التلاع ) ( روى ) ان نفرا من الصحابة رضى اللّه عنهم أخذهم الخوف والخشية حتى أراد بعضهم أن يعتزل عن النساء وبعضهم الاقامة فى رؤوس الجبال وبعضهم ترك الاكل والشر وبعضهم غير ذلك فنهاهم عليه السلام عن ذلك كله وقال ( لا رهبانية فى الاسلام ) وقال ( رهبانية امتى فى المسجد ) يعنى المتعبدون من امتى لايأخذون مأخذ النصارى بل يعتكفون فى المساجد دون رؤوس الجبال وقال فى نفى صوم الوصال ( انى لست كهيئتكم انى أبيت لى مطعم يطعمنى وساق يسقينى ) ( وفى المثنوى ) هين مكن خودرا خص رهبان مشو ... زانكه عفت هست شهوت راكرو بى هوا نهى از هوا ممكن نبود ... غازيى بر مردكاتن نتوان نمود بس كلوا از بهر دام شهوتست ... بعد ازان لاتسرفوا آن عفتست جونكه رنج صبر نبود مرترا ... شرط نبود بس فرونايد جزا حبذا آن شرط وشادا آن جزا ... آن جزاى دلنواز جان فزا قال الشافعى رحمه اللّه ارعبة لايعبأ اللّه بهم يوم القيامة زهد خصى وتقوى جندى وأمانة امرأة وعبادة صبى وهو محمول على الغالب كما فى المقاصد الحسنة ثم ذكر لاتنبغى الخلوة والعزلة قال فى الاحياء لما بنى عروة قصره بالعقيق وهو كأمير موضع بالمدينة لزومه فقيل له لزمت القصر وتركت مسجد رسول اللّه فقال رأيت مساجدكم لاهية واسواقكم لاغية والفاحشة فى فجاجكم عالية مما هنالكم عما أنتم فيه عافية ( وحكى ) ان جماعة من السلف مثل مالك وغيره تركوا اجابة الدعوات وعيادة المرضى والجنائز بل كانوا احلاس بيوتهم لايخرجون الا الجملة وزيارة القبور وبعضهم فارق الأمصار وانجاز الى قلل الجبال تفرغا للعبادة وفرارا من الشواغل واختار جماعمة من السلف العزلة لمشاهدتهم المنكرات فى الاسواق والاعياد والمجامع وعجزهم عن التغيير وهذا يقتضى لزوم الهجرة وفى الآية دليل على ان الشروع فى نفل العبادة ملزم وان من شرع فيما ليس عليه ثم تركه استحق اسم الفسق والوعيد فيجب على النادر رعاية نذره لانه عهد مع اللّه لايحل نكثه ( وروى ) عن بعض الصحابة رضى اللّه عنهم عليكم باتمام هذه التروايح لانها لم تكن واجبة علكيم وقد اوجبتموها على أنفسكم فانكم ان تركتم صرتم فاسقين ثم قرأ هذه الآية { وكثير منهم فاسقون }. يقول الفقير وهكذا شأن الصلاة المعروفة بالرغائب والبرآءة والقدر فانها ملحقة بالتراويح لكونها من صلاة الليل وقد كانت سنة مسلوكة للعلماء باللّه فلا تترك ابدا عند من اعتقد اعتقادهم قال فى فتح الرحمن واختلف الائمة فما اذا انشأ صوما او صلاة تطوعا فقال ابو حنيفة لم يجزله الخروج منه فان أفسده فعليه القضاء لقوله تعالى { ولا تبطلوا اعمالكم } وقال مالك رحمه اللّه كذلك الا انه اعتبر العذر فقال ان خرج منه لعذر فلا قضاء والا جب وقال الشافعى واحمد رحمهما اللّه متى انشأ واحدا منهما استحب اتمامه فان خرج مه لم يجب عليه قضاء على الاطلاق واما اذا كان التطوع حجا او عمرة فيلزم اتمامه أفسده وجب قضاؤه لوجوب المضى فى فساده انتهى. قال بعض الكبار جميع ما ابتدع من السنة الحسنة على طريق القربة الى اللّه تعالى داخل فى الشريعة التى جاءت بها الرسل عن امر اللّه قال تعالى { ورهبانية } الخ فأقرهم تعالى عليها ولم يعب عليهم فعلها انما عاب عليهم عدم رعايتهم لها فى دوام العمل فقد وخلع عليها اسم البدعة فى حقهم بخلاف هذه الامة خلع على ماستحسنوه ا سم السنة تشريفا لهم كما قال عليه السلام ( من سن سنة حسنة ) وماقال من ابتدع بدعة حسنة فافقهم فاجاز لنا ابتداع ماهو حسن وسماه سنة وجعل فيه اجرا لمن ابتدعه ولمن عمل به واخبر أن العابد لله تعالى بما يعطيه نظره اذا لم يكن على شرع من اللّه معين انه يحشر امة وحده بغير امام يتبعه كما قال تعالى فى ابراهيم { ان ابراهيم كان امة قانتا لله } وذلك لنظره فى الأدلة قبل أن يوحى اليه وقال عليه السلام ( بعثت لاتمم مكارم الاخلاق فمن كان عليها فهو على شرع ربه وان لم يعلم ) وقال بعضهم جميع ما ابتدعه العلماء والعارفون مما لم تصرح الشريعة بالامر به لايكون بدعة الا ان خالف صريح السنة فان لم يخالفها فهو محمود وذلك كحلق الرأس ولبس المرفقعات والرياضة بقلة الطعام والمنم والمواظبة على الذكر والجهر به على الهيئة المشهورة ونحو ذلك من جميع اوصافهم فانه كلها نواميس حكمية لم يجيىء بها رسول اللّه عليه السلام فى عموم الناس من عنداللّه لكونها طريقة أهل الخصوص السالكين طريق الحق وهذه الطريق لاتحتمل العامة الامر بها ولاتجب هى عليهم فقد علمت ان طريق الوم صادرة عن اللّه ولكن من غير الطريق الصريح النبوى ولولا عليه السلام فتح لامته باب الاستنان ماجترأ احد منهم على أن يزيد حكما ولا وضعا ففى الصحيح ( من سن سنحة فله اجهرا وأجر من عمل بها ) وقال بعضهم المقصود بالوضع الشرعى الالهى هو تكميل النفوس علما او عملا وهم اتوا بامور زآئدة على الطريقة النبوية موافقة لها فى لغاية والغرض كالامور التى التزمها الصوفية فى هذه الامة بغير ايجاب من اللّه كتقليل الطعام و كثرة الصيام والاجتناب عن مخالطة الانام وقلة المنام والذكر على الدوام وقال بعضهم مايصدر عن الواصل من الافعال شريعة وكذا الباقى فلا بد من الاعتدال و لذلك قال عليه السلام ( الشريعة اقوالى والطريقة اطوارى والمعرفة رأس مالى والحقيقة نقد حالى ) وقال بعضهم لاتبتدع فيوجب اللّه ذلك الابتداع عليك وفى شرعنا من سنة سنة حسنة فما سماها بدعة فان شرعنا قد قررها فليشكر اللّه صاحب هذه البدعة واليلزمها حيث ألحقه تعالى بأنبيائه ورسله واباح له أن يسن ماسنته الرسل مما يقرب الى اللّه تعالى ولايخفى ان الكامل من عباد اللّه من سد باب الابتداع ولم يزد فى التكاليف حكما واحدا موافقه لمراد اللّه ومراد رسول اللّه من طلب الرفق والرحمة وقال بعضهم لاتجعل وردك غير ماورد فى الكتاب والسنة تكن من العلماء الادباء لانك حينئذ تجمع بين الذكر والتلاوة فيحصل لك اجر التالين والذاكرين فماترك الكتاب والسنة مرتبة يطلبها الانسان من خير الدنيا والآخرة الا وقد ذكرها فمن وضع من الفقرآء وردا من غير الوارد فى السنة فقد أساء الأدب مع اللّه ورسوله الا أن يكون ذلك بتعريف من اللّه فيعرفه خصائص كلمات يجمعها فيكون حينئذ ممتثلا لامخترعا وذلك مثل حزب البحر للشاذلى رحمه اللّه ونحوه فانه رحمه اللّه صرح بأنه ماوضع حرفا منه الا باذن اللّه ورسوله وقال من دعا بغير مادعا به رسول اللّه فهو مبتدع وقال بعضهم العبد فى ادآء الفرآئض عبد اضطرار وفى فعل الوافل عبد اختيار وعبودية الاضطرار أشرف وأسلم فى حقه من عبودية الاختيار لما قد يخطر بباله فى عبودية الاختيار من شائبة الامتنان ومن ههنا ترك اكابر الرجال من الملامية فعل النوافل واقتصروا على ادآء الفرآئض خوفا من خطور ذلك على قلوبهم فيجرح عبوديتهم وفى الحكم العطائية من علامة اتباع الهوى المسارعة الى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بحقول الواجبات وهذا حال غالب الخلق الا من عصمه اللّه ترى الواجب منهم يقوم بالنوافل الكثيرة ولا يقوم بفرض واحد على وجهه ٢٨ { يا أيها الذين آمنوا } اى بالرسل المتقدمة { اتقوا اللّه } فيما نهاكم عنه { وآمنوا برسوله } اى بمحمد عليه السلام وفى اطلاقه ايذان بأنه علم فرد الرسالة لايذهب الوهم الى غيره { يؤتكم كفلكين } نصيبين وأجرين نقل عن الراغب الكفل الحظ الذى فيه الكفالة كأنه تكفل بأمره والكفلان هما النصيبان المرغوب فيهما بقوله تعالى { ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة } { من رحمته } از بخشايش خود ، وذلك لايمانكم بالرسول وبمن قبله من الرسل لكن لاعلى ان شريعتهم باقية بعد البعثة بل على انها كانت حقا قيل النسخ وعن أبى موسى رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ( ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين الرجل يكون له الامة فعليمها فيحسن تعليمها يؤدبها فيحس تأديبها ثم يعتقها ويتزوجها فله اجران ومؤمن اهل الكتاب الذى كان مؤمنا ثم آمن بالنبى فله أجران والعبد الذى يؤدى حق اللّه وينصح لسيده ) ولذا بكى بعض العبيد حين أعتق لانه ذهب اجر النصح لسيده وبقى أجر ادآء حق الله تالد هست اسير عشق سليم ... مسند تخت سلطنت مطلب ( وقال الشيخ سعدى ) اسيرش نخواهد رهايى زيند ... شكارش نجويد خلاص از كمند ( وقال المولى الجامى ) مريض عشق توجون مائل شفا كردد ... اسير قيد توكى طالب نجات شود { ويجعل لكم نورا تمشون به } يوم القيامة حسبما نطق به قوله تعالى { يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم } فهو الضياء الذى يمشون به على الصراط الى أن يصلوا الى الجنة وذلك لان جهنم خلقت من الظلمة اذى هى صورة النفس الامارة وهى ظلمانية فنور الايمان والتقوى يدفعها ويزيلها { ويغفر لكم } ماأسلفتم من الكفر والمعاصى فاما حسنات الكفر فمقبولة بعد اسلامهم على مارود فى الحديث الصحيح { واللّه غفور رحيم } اى مبالغ فى المغفرة والرحمة وفيه اشارة الى مغفرة الذنب الذى هو ملاحظة النفس فانه من اكبر الذنوب والمعاصى كما قالوا وجودك ذنب لايقاس عليه ذنب آخر ( مصراع ) جومرد راهشدى بكذراز سر ودستار ٢٩ { لئلا يعلم اهل الكتاب } متعلق بمضموم الملة الطلبية المتضمنة معنى الشرط اذا التقدير ان تتقوا اللّه وتؤمنوا برسوله يؤتكم كذا وكذا لئلا يعلم الذين لم يسلموا من اهل الكتاب اى ليعلموا ولا مزيدة كهى فى مامنعك أن لاتسجد كما ينبىء عنه قرآءة ليعلم ولكى يعلم ولان يعلم بادغام النون فى الباء قال فى كشف الاسرار وانما يحسن ادخالها فى كلام يدخل فى اواخره او أوآئله جحد { ان لايقدرون على شىء من فضل اللّه } أن مخففة من الثقيلة واسمها الذى هو ضمير الشان محذوف والجملة فى حيز النصب على انها مفعول يعلم ان ليعلمون اهم لاينالون شيأ مما ذكر من فضلة من الكفلين والنور والمغفرة ولا يتمكنون من نيله حيث لم يأتوا بشرطه الذى هو الايمان برسوله { وأن الفضل بيد اللّه } عطف على أن لا يقدرون يعنى آفزونىء ثواب وجزآء وامثال آن بدست قدرت خداست { يؤتيه } عطا كند { من يشاء } هركرا خواهد ، وهو خبر ثان لأن { واللّه ذو الفضل العظيم } والعظيم لابد أن يكن احسانه عظيما ( قال الكاشفى ) وخداى تعالى خداوند فضل بزركست يعنى نعمتى تمام كه خواص وعوام را فرا رسيده فيض كرم راسنده از شرق تا بغرب ... خوان نعم نهاده ازقاف تابقاف هستند بيش وكم زنوال تو بهره مند ... دارند نيك وبد بعطاء تو اعتراف وقد جوز أن يكون الامر بالتقوى والايمان لغير اهل الكتاب فالمعنى اتقو اللّه واثبتوا على ايمانكم برسول اللّه يؤتكم ماوعد من آمن من أهل الكتاب من الكفلين فى قوله تعالى { اولئك يؤتون أجرهم مرتين } ولا ينقصكم من مثل أجرهم لانكم مثلهم فى الايمانين لاتفرقون بين أحد من رسله ( وروى ) ان مؤمنى أهل الكتاب افتخروا على سائر المؤمنين بأنهم يؤتون أجرهم مرتين وادعوا الفضل عليهم فنزلت وفى الحديث ( انما مثلنا ومثل الذين اوتوا الكتاب من قبلنا مثل رجل استأجر اجرآء فقال من يعمل الى آخر النهار على قيراط قيراط فعمل قوم ثم تركوا العمل نصف النهار ثم قال من يعمل نصف النهار الى آخر النهار قيراط قيراط فعلم قوم الى العصر على قيراط قيراط ثم تركما العمل ثم قال من يعمل على قيراطين قيراطين فعمل قوم الى الليل على قيراطين قيراطين فقال الطائفتين الاوليان مالنا اكثر عملا واقل اجرا فقال هل نقصتكم من حقكم شيأ قالوا لا قال ذلك فضلى اوتيه من أشاء ) ففيه اشارة الى ان أهل الكمتاب أطول زمانا وعمرا واكثر اجتهادا واقل أجرا وهذه الامة اقصر مدة واقل سعيا واعظم أجرا والى ان الثواب على الاعمال ليس من جهة الاستحقاق لان العبد لايستحق على مولاه بخدمته اجرة بل من جهة الفضلولله ان يتفضل على من يشاء بما يشاء قال البقلى رحمه اللّه اخرج فضله من الاكتساب وعلل الجهد والطلب يؤتى كراماته من يشاء من عباده المطفين وهو ذو العطاء فى الازل الى الابد والفضل العظيم مالا ينقطع عن المنعم عليه ابدا ( روى ) ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول ان فيهن آية افضل نم الف آية ويعنى بالمسبحات الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن ، يقول الفقير انما اخفى عليه السلام تلك الآية ولم يصرح بها لتجتهد الامة بتلاوة جميع السور كما أخفى اللّه ساعة الاجابة وليلة القدر ونحوهما بعثا للعباد على الاجتهاد واحياء الليالى ( قال الشيخ سعدى ) جوهر كوشه تير نياز افكنى ... اميدست ن كه كه صيدى زنى همه سنكها باس دار اى بسر ... كه لعل از ميانش نباشد بدر غم جمله خور در هواى يكى ... مراعات صد كن براى يكى |
﴿ ٠ ﴾