٣ { لن تنفعكم ارحامكم } اى قراباتكم قال الراغب الرحم رحم المرأة وهى فى الاصل وعاء الولد فى بطن امه ومنه استعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة { ولا اولادكم } الذين توالون المشركين لاجلهم وتتقربون اليهم محاماة عليهم جمع ولد بمعنى المولود يعم الذكر والانثى { يوم القيامة } بجلب نفع او دفع ضر ظرف لقوله { لن تنفعكم } فيوقف عليه ويبتدأ بما يعده { يفصل بينكم } استئناف لبيان عدم نفع الارحام والاولاد يومئذ اى يفرق اللّه بينكم بما اعتراكم من الهول الموجب لفرار كل منكم من الآخر حسبما نطق به قوله تعالى { يوم يفر المرء من اخيه وامه } الآية فملالكم ترفضون حق اللّه لمراعاة حق من يفر منكم غدا وقيل يفرق بين الوالد وولده وين القريب وقريبه فيدخل أهل طاعته الجنة اهل معصيته النار { واللّه بما تعملون بصير } فيجازيكم به وهو ابلغ من خبير لانه جعله كالمحسوس بحس البصر مع ان المعلوم هنا اكثره المبصرات من الكتاب والاتيان بمن يحمل الكتاب واعطاء الاجرة للحمل وغيرها وفى الآية اشارى الى عداوة النفس وصفاتها للروح واخلاقه فان النفس ظلمانية سفلية كثيفة والروح وقواه نورانية علوية لطيفة ولا شك ان بين النور والظلمة تدافعا ولذا تجتهد النفس أن تغلب الرح بظلمانيتها حتى يكون الحكم لها فى مملكة الوجود وهو تصرفها باليد واما بسط لسانه بالسوء فيمدح الاخلاق الذميمة وذم الاخلاق الحميدة فالقالب كبلد فيه اشراف وارذال كل بطن واحد لان القوى الخيرة والشريرة انما حصلت من ازدواج الروح مع القالب فالنفس وصفاتها من الارذال وعلى مشرب قابيل وكنعان ولدى آدم ونوح عليهما السلام فليست من الاهل فى الحقيقة والروح وقواه من الاشراف وعلى مشرب هابيل ونحو فهى من الاهل فى الحقيقة ولذا تنقطع هذه النسبة يوم القيامة فيكون الروح فى النعيم ولنفس فى الجحيم عند تجلى اللطف والجمال والقهر والجلال جعلنا اللّه واياكم من اهل الكمال والنوال |
﴿ ٣ ﴾