٦

{ واذ قال عيسى ابن مريم } اما معطوف على اذ الاولى معمول لعاملها

واما معمول لمضمر معطوف على عاملها وابن هنا وفى عزيز ابن اللّه باثبات الالف خطا لندرة وقوعه بين رب وعبد وذكر وانثى

{ يابنى اسرآئيل } اى فر زندان يعقوب ، ناداهم بذلك استمالة لقلوبهم الى تصديقه فى قوله

{ انى رسول اللّه اليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة } فان تصديقه عليه اللام اياها من اقوى الدواعى الى تصديقهم اياه اى ارسلت اليكم لتبليغ احكامه التى لابد منها فى صلاح اموركم الدينية ، والدنيوية در حالتى كه باور دارنده ام من آنجيز را كه بيش منسب ازكتاب تورات يعنى قبل ازمن نازل شده ومن تصديق كرده م كه آن ازنزد خداست ، وقال ابو الليث يعنى اقرأ عليكم الانجيل موافقا للتوراة فى التوحيد وبعض الشرآئع قال القاضى فى تفسيره ولعله لم يقل ياقوم كما قال موسى لانه لانسب له فيهم اذ النسب الى الآباء والا فمريم من بنى اسرآئيل لان اسرآئيل لقب يعقوب ومريم من نسله ثم ان هذا دل على ان تصديق المتقدم من الانبياء والكتب من شعائر اهل الصدق ففيه مدح لامة محمد عليه السلام حيث صدقوا الكل

{ ومبشرا } التبشير مرده دادن

{ برسول يأتى من بعدى } معطوف على مصدقا داع الى تصديقه عليه السلام من حيث ان البشارة به واقعة فى التوراة والعامل فيهما ما فى الرسول من معنى الارسل الجار فانه صلة للرسول والصلاة بمعزل عن تضمن معنى الفعل وعليه يدور العمل اى ارسلت اليكم حال كونى مصدقا لما تقدمنى من التوراة ومبشرا بمن يأتى من بعدى من رسول وكان بين مولده وبين الهجرة ستمائة وثلاثون سنة وقال بعضهم بشرهم به ليؤمنوا به عند مجيئه او ليكون معجزة لعيسى عند ظهوره والتبشير به تبشير بالقرءآن ايضا وتصديق له كالتوراة

{ اسمه احمد } اى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم يريد أن دينى التصديق بكتب اللّه وانبيائه جميعا ممن تقدم وتأخر فذكر اول الكتب المشهورة الذى يحكم به النبيون والنبى الذى هو خاتم النبيين وعن اصحاب رسول اللّه انهم قالوا اخبرنا يارسول اللّه عن نفسك قال انا دعوة ابراهيم وبشرى عيسى ورأت امى رؤيا حين حملتنى انه خرج منها نور اضاء لها قصور بصرى فى ارش الشأم وبصرى كحبلى بلد الشام وكذا بشر كل نبى قومه بنبينا محمد عليه السلام واللّه تعالى افرد عيسى عليه السلام بالذكر فى هذا الموضع لانه آخر نبى قبل نبينا فبين ان البشارة به عمت جميع الانبياء واحدا بعد واحد حتى انتهت الى عيسى كما فى كشف الاسرار وقال بعضهم كان بين رفع المسيح ومولد النبى عليه السلام خمسمائة وخمس واربعون سنة تقريبا وعاش المسيح الى ان رفع ثلاثا وثلاثين سنة وبين رفعه والهجرة الشريفة خمسمائة وثمان وتسعون سنة ونزل عليه جبريل عشر مرات وامته امة مرحومة جامعة لجميع الملكات الفاضلة قيل قال الحواريون لعيسى ياروح اللّه هل بعدنا امة قال نعم امة محمد حكماء وعلماء ابرار واتقياء كأنهم من الفقه انبياء يرضون من اللّه باليسير من الرزق ويرضى اللّه منه اليسير من العمل واحمد اسم نبينا صلّى اللّه عليه وسلّم قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر فى كتاب تلقيح الاذهان سمى من حيث تكرر حمده محمدا ومن حيث كونه حامل لوآء الحمد احمد انتهى قال الراغب احمد اشارة للنبى عليه السلام باسمه تنبيها على انه كما وجد اسمه احمد يوجد جسمه وهو محمود فى اخلاقه وافعاله واقواله وخص لفظ احمد فيما بشر به عيسى تنبيها انه احمد منه ومن الذين قبله انتهى ويوافقه مافى كشف الاسرار من ان الالف فيه للمبالغة فى الحمد وله وجهان احدهما انه مبالغة من الفاعل اى الانبياء كلهم محمودون لما فيهم من الخصال الحميدة وهو اكثر مناقب واجمع للفضائل والمحاسن التى يحمد بها انتهى

زصد هزار محمد كه در جهان آيد ... يكى بمزلت وفضل مصطفى ترسد

قال ابن الشيخ فى حواشيه يحتمل أن يكون احمد منقولا من الفعل المضارع وأن يكون منقولا من صفة وهى افعل التفضيل وهو الظاهر وكذا محمد فانه منقول من الصفة ايضا وهو فى معنى محمود ولكن فيه معنى المبالغة والتكرار فانه محمود فى الدنيا بما هدى اليه ونفع به من العلم والحكمة ومحمود فى الآخرة بالشفاعة وقال الامام السهيلى فى كتاب التعريف والاعلام احمد اسم علم منقول من صفة لا من فعل وتلك الصفة افعل التى يراد بها التفضيل فمعنى احمد الحامدين لربه عز وجل وكذلك قال هو فى المعنى لانه يفتح عليه فى المقام المحمود بمحامد لم تفتح على احد قبله فيحمد ربه بها وكذلك يعقد لوآء الحمد

واما محمد فمنقول من صفة ايضا وهو فى معنى محمود ولكن فيه معنى المبالغة والتكرار فحمد هو الذى حمد مرة بعد مرة كما ان المكرم من اكرم مرة بعد مرة وكذلك الممدح ونحو ذلك فاسم محمد مطابق لمعناه واللّه تعالى سماه به قبل أن يسمى به نفسه فهذا علم من اعلام نبوته اذ كان اسمه صادقا عليه فهو محمود فى الدنيا بما هدى اليه ونفع به من العلم والحكمة وهو محمود فى الآخرة بالشفاعة فقد تكرر معنى الحمد كما يقتضى اللفظ ثم انه لم يكن محمدا حتى كان حمد ربه فنبأه وشرفه ولذلك تقدم اسم احمد على الاسم الذى هو محمد فذكره عيسى عليه لسلام فقل اسمه احمد ذكره موسى عليه السلام حين قال له ربه تلك امة احمد فقال اللهم اجعلنى من امة احمد فبأحمد ذكره قبل أن يذكره بمحمد لان حمده لربه كان قبل حمد الناس فلما وجد بعث كان محمدا بالفعل وكذلك فى الشفاعة يحمد ربه بالمحامد التى يفتحها عليه فيكون احمد الناس لربه ثم يشفع فيحمد على شفاعته فانظر كيف كان ترتيب هذا الاسم قبل الاسم الآخر فى الذكر وفى الوجود وفى الدنيا وفى الآخرة تلح لك الحكمة الالهية فى تخصيصه بهذين الاسمين وانظر كيف انزلت عليه سورة الحمد وخص بها دون سائر الانبياء وخص بلوآء الحمد وخص بالمقام المحمود وانظر كيف شرع له سنة وقرءآنا أن يقول عند اختتام الافعال وانقضاء الامور الحمد لله رب العالمين قال اللّه تعالى

{ وقضى بينهم بالحق }

وقيل

{ الحمد لله رب العالمين } وقال ايضا

{ وآخر دعواهم الحمد لله رب العالمين } تنبيها لنا على ان الحمد مشروع عند انقضاء الامور وسن عليه السلام الحمد بعد الاكل والشرب وقال عند انقضاء السفر آئبون تائبون لربنا حامدون ثم انظر لكونه عليه السلام خاتم الانبياء ومؤذنا بانفصال الرسالة وانقطاع الوحى ونذيرا بقرب الساعة وتمام الدنيا مع ان الحمد كما قدمنا مقرون بانقضاء الامور مشروع عندها تجد معانى اسمه جميعا وما خص به من الحمد والمحامد مشاكلا لمعناه مظايقا لصفته وفى ذكره برهان عظيم وعلم واضح على نبوته وتخصيص اللّه له بكرامته وانه قدم له هذه المقامات قبل وجوده تكرمة له وتصديقا لامره عليه السلام انتهى كلام السيهلى.

يقول الفقير الذى يلوح بالبال ان تقدم الاسم احمد على الاسم محمد من حيث انه عليه السلام كان اذ ذاك فى عالم الارواح متميزا عن الاحد بميم الامكان فدل قلة حروف اسمه على تجرده التام الذى يقتضيه موطن عالم الارواح ثم انه لما تشرف بالظهور فى عالم العين الخارج وخلع اللّه عليه من الحكمة خلعة اخرى زآئدة على الخلع التى قبلها ضوعف حروف اسمه الشريف فقيل محمد على ما يقتضيه موطن العين ونشأة الوجود الخارجى ولا نهاية للاسرار والحمد لله تعالى قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر فى كتاب مواقع النجوم مانتظم من الوجود شىء بشىء ولا انضاف منه شىء الى شىء الا لمناسبة بينهما ظاهرة او باطنة فالمناسبة موجودة فى كل الاشياء حتى بين الاسم والمسمى ولقد أشار أبو يزيد السهيلى وان كان اجنبيا عن اهل هذه الطريقة الى هذا المقام فى كتاب المعارف والاعلام له فى اسم النبى عليه السلام محمد واحمد وتلكم على المناسبة التى بين افعال النبى عليه السلام واخلاقه وبين معانى اسميه محمد واحمد انتهى كلام الشيخ أشار رضى اللّه عنه الى ماقدمناه من كلام السهيلى وقال بعضه العارفين سمى عليه السلام بأحمد لكون حمده اتم واشتمل من حمد سائر الانبياء والرسل اذ محامدهم لله انما هى بمقتضى توحيد الصفات والافعال وحمده عليه السلام انما هو بحسب توحيد الذات المستوعب لتوحيد الصفات والافعال انتهى.

قال فى فتح الرحمن لم يسم بأحمد أحد غيره ولا دعى به مدعو قبله وكذلك محمد ايضا لم يسم به احد من العرب ولاغيرهم الى أن شاع قبيل وجود عليه السلام وميلاده اى الكهان والاحبار ان نبيا يبعث اسمه محمد فسمى قوم قليل من العرب ابناءهم بذلك رجاء أن يكون احدهم هو وهم محمد بن احيحة بن الجلاح الاوسى ومحمد بن مسلمة الانصارى محمد بن الرآء البكرى محمد بن سفيان بن مجاشع ومحمد بن حمدان الجعفى ومحمد بن خزاعة السلمى فهم ستة لاسابع لهم ثم حمى اللّه كل من تسمى به ان يدعى النبوة او يدعيها احد له او يظهر عليه سبب يشكك احدا فى امره حتى تحققت السمتان له عليه السلام ولم ينازع فيهما انتهى.

واختلف فى عدد اسماء النبى عليه السلام فقيل له عليه السلام ألف اسم كما ان لله تعالى ألف اسم وذلك فانه عليه السلام مظهر تام له تعالى فكما ان اسماءه تعالى اسماء له عليه السلام منه جهة الجمع فله عليه السلام اسماء أخر من جهة الفرق على متقتضيه الحكمة فىهذا الموطن فمن اسمائه محمد اى كثير الحمد لان اهل السماء والارض حمدوه فى الدنيا والآخرة ومنها احممد اى اعظم حمدا من غيره لانه حمد اللّه تعالى بمحامد لم يحمد بها غيره ومنها المقفى بتشديد الفاء وكسره لانه أتى عقيب الانبياء وفى قفاهم وفى التكملة هو الذى قفى على اثر الانبياء اى اتبع آثارهم ومنه نبى التوبة لانه كثير الاستغفار والرجوع الى اللّه او لان التوبة فى امته صارت اسهل الا ترى ان توبة عبدة العجل كانت بقتل النفس او لان توبة امته كانت ابلغ من غيرهم حتى يكون التائب منهم كمن لا ذنب له لايؤاخذه به فى الدنيا ولا فى الآخرة وغيرهم يؤاخذ فى الدنيا لا فى الآخرة منها نبى الرحمة لان كان سبب الرحمة وهو الوجود لقوله تعالى ( لولاك لما خلقت الافلاك ) فى كتاب البرهان للكرمانى لولاك يا محمد لما خلقت الكائنات خاطب اللّه النبى عليه السلام بهذا القول انتهى قيل الاولى ان يحترز عن القول بأنه لولا الانبياء عليه السلام لان لما خلق اللّه آدم وان كان هذا شيأ يذكره الواعظ على رؤوس المنابر يرون به تعظيم محمد عليه السلام لان النبى عليه السلام وان كان عظيم المرتبة عند اللّه لكن لكل نبى من الانبياء مرتبة ومنزلة وخاصية ليست لغيره فيكون لك نبى اصلا لنفسه كما فى التاتار خانية.

يقول الفقير كان عليه السلام نبى الرحمة لانه هو الأمان الاعظم ماعاش و مادامت سنته باقية على وجه الزمان قال تعالى

{ وما كان اللّه ليعذبهم وانت فيهم وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون } قال امير المؤمنين على رضى اللّه عنه كان فى الارض امانان فرفع احدهما وبقى الآخر فاما الذى رفع فهو رسول اللّه عليه السلام

واما الذى بقى فالاستغفار وقرأ بعد هذه الآية ومنها نبى الملحمة اى الحرب لانه بعث بالقتال فان قلت المبعوث بالقتال كيف يكون رحمة قلت كان امم الانبياء يهلكون فى الدنيا اذا لم يؤمنوا بهم بعد المعجزات ونبينا عليه السلام بعث بالسيف ليرتدعوا به عن الكفر ولا يستأصلوا وفى كونه عليه السلام نبى الحرب رحمة ومنها الماحى وهو الذى محا اللّه به الكفر او سيئات من اتبعه ومنه الحاشر وهو الذى يحشر الناس على قدمه اى على اثره ويجوز أن يراد بقدمه عهده وزمانه فيكون المعنى ان الناس يحشرون فى عهده اى فى دعوته من غير أن تنسخ ولا تبدل ومنها العاقب وهو الذى ليس بعده نبى لا مشرعا ولا متابعا اى قد عقب الانبياء فانقطعت النبوة قال عليه السلام ( ياعلى أنت منى بمنزلة هرون من موسى ) الا انه لانبى بعدى اى بالنبوة العرفية بخلاف النبوة التحقيقية التى هى الانباء عن اللّه فانها باقية الى يوم القيامة الا انه لايجوز أن يطلق على أهلها النبى لايهامه النبوة العرفية الحاصلة بمجيىء الوحى بواسطة جبرآئيل عليه السلام ومنها الفاتح فان اللّه فتح به الاسلام ومنها الكاف قيل معناه الذى ارسل الى الناس كافة وليس هذا بصحيح لان كافة لايتصرف منه فعل فيكون منه اسم فاعل وانما معناه الى كف الناس عن المعاصى كذا فى التكملة.

يقول الفقير هاذ اذا كان الكاف مشددا

واما اذا كان مخففا فيجوز أن يشاربه الى المعنى الاول كما قال تعالى

{ يس } أى يا سيد البشر ومنها صاحب الساعة لانه بعث مع الساعة نذير للناس بين يديى عذاب شديد ومنه الرؤف والرحيم والشاهد والمبشر والسراج المنير وطه ويس والمزمل والمدثر وعبد اللّه وقثم اى الجامع للخير ومنها ، ن ، اشارة الى اسم النور والناصر ومنها المتوكل والمختار والمحمود والمصطفى واذا اشتقت اسماؤه من صفاته كثرت جدا ومنها الخاتم بفتح التاء اى احسن الانبياء خلقا وخلقا فكأنه جمال الانبياء كالخاتم الذى يتجمل به اى لما اتقنت به النبوة وكملت كان كالخاتم فكأنه الذى يختم به الكتاب عند الفراغ منه

واما الخاتم بكسر التاء فمعناه انه آخر الانبياء فهو اسم فاعل من ختم ومنها راكب الجمل سماه به شيعا النبى عليه السلام فان قلت لم خص بركوب الجمل وقد كان يركب غيره كالفرس والحمار قلت كان عليه السلام من العرب لامن غيرهم كما قال احب العرب لثلاث لانى عربى والقرءآن عربى ولسان اهل الجنة عربى والجمل مركب العرب مختص بهم لاينسب الى غيرهم من الامم ولايضاف لسواهم منها صاحب الهرواة سماهبه سطيح الكاهن والهراوة بالكسر العصا فان قلت لم خص بالعصا وقد كان غيره من الانبياء يمسكها قلت العصا كثيرا ماتستعمل فى ضرب الابل وتخص بذلك كما قال به فى صفة البعير

ينوخ ثم يضرب بالهراوى ... فلا عرف لديه و لانكير

فركوبه الجمل وكونه صاحب هراوة كناية عن كونه عربيا

وقيل هذا اشارة الى قله فى الحديث فى صفة الحوض اذ ود الناس عنه بعصاى ومنه روح الحق سماه به عيسى عليه السلام فى الانجيل وسماه ايضا المنخنا بمعنى محمد ياخود آنكه خداى بفرستد اورا بعد ازمسيح ، وفى التكملة هو بالسريانية ومنها حمياطى بالعبرانية وبر قليطس بالرومية بمعنى محمد وماذ ماذ بمعنى طيب طيب وفار قليطا مقصورا بمعنى احمد وروى فار قلبط بالباء

وقيل معناه الذى يفرق بين الحق والباطل وروى ان معناه بلغة النصارى ابن الحمد فكأنه محمد واحمد ( وروى ) انه عليه السلام قال ( اسمى فى التوراة احيد لانى احيد امتى عن النار واسمى فى الزبور الماحى محا اللّه بى عبدة الاوثان واسمى فى الانجيل احمد وفى القرءآن محمد لانى محمود فى اهل السماء والارض ) فان قلت قال رسول اللّه عليه السلام ( لى خمسة اسماء ) فذكر محمدا احمد والماحى والحاشر والعاقب وقد بلغت اكثر من ذلك قلت تخصيص الوارد لاينافى ماسواه فقد خص الخمسة اما لعلم السامع بما سواها فكأنه قال لى خمسة زائدة على ما تعلم او لفضل فيها كأنه قال لى خمسة اسماء فاضلة معظمة او لشهرتها كأنه قال لى خمسة اسماء مشهورة او لغير ذلك مما يحتمله اللفظ من المعانى

وقيل لان الموحى اليه فى ذلك الوقت كان هذه الاسماء

وقيل كانت هذه الاسماء معروفة عند الامم السالفة ومكتوبة فى الكتب المتقدمة وفيه ان اسماءه الموجودة فى الكتب المتقدمة تزيد على الخمسة كما فى التكملة لابن عسكر

{ فلما جاءهم } اى الرسول المشبر به الذى اسمه احمد كما يدل عليه الآيات اللاحقة

واما ارجاعه الى عيسى كما فعله بعض المفسرين فبعيد جدا وكون ضمير الجمع راجعا الى بنى اسرآئيل لاينافى ماذكرنا لان نبينا عليه السلام مبعوث الى الناس كافة

{ بالبينات } اى بالمعجزات الظاهرة كالقرءآن ونحوه والباء للتعدية ويجوز أن تكون للملابسة

{ قالوا هذا } مشيرين الى ماجاء به او اليه عليه السلام

{ سحر مبين } ظاهر سحريته بلا مرية وتسميته عليه السلام سحرا للمبالغة ويؤيده قرآءة من قرأ هذه ساحر وفى الآية اشارة الى عيسى القلب واسرآئيل الروح وبنية النفس والهوى وسائر القوى الشريرة فانها متولدة من الروح والقالب منسلخة عن حكم ابيها فدعاها عيسى القلب لعلو مرتبته عليه فلما جاءها بصور التجليات الصفاتية والاسمائية قالت هذا ارم وهمى متخيل لا وجود له ظاهر البطلان وهكذا براهين اهل الحق مع المنكرين

﴿ ٦