٣ { وآخرين منهم } جمع آخر بمعنى غير وهو عطف على الاميين اى بعثه فى الاميين الذين على عهده وفى آخرين من الاميين او على المنصوب فى يعلمهم اى يعلمهم ويعلم آخرين منهم وهم الذين جاؤا من العرب فمنهم متعلق بالصفة لآخرين اى وآخرين كائنين منهم مثلهم فى العربية والامية وان كان المراد العجم فمنهم يكون متعلقا بآخرين ( قال الكاشفى ) اصح اقوال آنست كه هركه باسلام در آمده ودرمى آيد بعد از وفات آن حضرت عليه السلام همه درين آخرين داخلند ، فيكون شاملا لكل من اسلم وعمل صالحا الى يوم القيامة من عربى وعجمى وفى الحديث ( ان فى اصلاب رجال من امتى رجالا ونساء يدخلون الجنة بغير حساب ) ثم تلا الآية { لمايلحقوا بهم } صفة لآخرين اى لم يلحقوا بالاميين بعد ولم يكونوا فى زمانهم وسيلحقون بهم ويكونون بعدهم عربا وعجما وذلك لما ان منفى لما لابد أن يكون مستمر النفى الى الحال وأن يكون متوقع الثبوت بخلاف منفى لم فانه يحتمل الاتصال نحو { ولم اكن بدعائك رب شقيا } والانقطاع مثل { لم يكن شيأ مذكورا } ولهذا جاز لم يكن ثم كان ولم يجز لما يكن ثم كان بل يقال لما يكن وقد يكون ( روى ) سهل بن سعد الساعدى رضى اللّه عنه ان النبى عليه السلام قال ( رأيتنى أسقى غنما سودا ثم اتبعتها غنما عفرا اولها يا أبا بكر ) فقال يانبى اللّه اما السود فالعرب واما العفر فالعجم تتبعك بعد العرب فقال عليه السلام ( كذلك اولها الملك يعنى جبرآئيل عليه السلام ) يقال شاة عفراء يعلو بياضها حمرة ويجمع على عفر مثل سودآء وسود وقيل لما يلحقوا بهم فى الفضل والمسابقة لان التابعين لايدركون شيأ مع الصحابة وكذلك العجم مع العرب ومن شرآئط الدين معرفة فضل العرب على العجم وحبهم ورعاية حقوقهم وفى الآية دليل على ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رسول نفسه وبلاغه حجة لاهل زمانه ومن بلغ لقوله تعالى { ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده } { وهو العزيز } المبالغ فى العزة والغلبة ولذلك مكن رجلا اميا من ذلك امر العظيم { الحكيم } المبالغ فى الحكمة ورعاية المصلحة ولذلك اصطفاه من بين كافة البشر |
﴿ ٣ ﴾