٦

{ سوآء عليهم أستغفرت لهم } كما اذا جاؤك معتذرين من جناياتهم وفى كشف الاسرار كان عليه السلام يتسغفر لهم على معنى سؤاله لهم بتوفيق الايمان ومغفرة العصيان

وقيل لما قال اللّه

{ ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر اللّه لهم } قال عليه السلام ( لأزيدن على السبعين ) فأنزل اللّه

{ سوآء } الخ وهو اسم بمعنى مستو خبر مقدم وعليهم متعلق به ومابعده من المعطوف عليه والمعطوف مبتدأ بتأويل المصدر لاخراج الاستفهام عن مقامه فالهمزة فى أستغفرت للاستفهام ولذا فتحت وقطعت والاصل ءاستغفرت فحذفت همزة الوصل التى هى الف الاستفعال للتخفيف ولعدم اللبس

{ ام لم تستغفر لم } كما اذا أصروا على قبائحهم واستكبروا عن الاعتذار والاستغفار

{ لن يغفر اللّه لهم } ابدا لاصرارهم على الفسق ورسوخهم فى الكفر وخروجهم عن دين الفطرة القيم

{ ان اللّه لايهدى القوم الفاسقين } الكاملين فى الفسق الخارجين عن دآئرة الاستصلاح المنهمكين فى الكفر والنفاق او الخارجين عن دآئرة المحقين الداخلين فى دآئرة الباطلين المبطلين وفى الآية اشارة الى عدم استعدادهم لقبول الاستغفار لكثافة طباعهم المظلمة وغلظة جبلتهم الكدرة ولو كان لهم استعداد لقبوله لخرجوا عن محبة الدنيا ومتابعة النفس والهوى الى موافقة الشرع ومتابعة الرسول والهدى ولما بقوا فى ظلمة الشهوات الحيوانية والاخلاق البهيمية والسبعية ( قال الحافظ )

عاشق كه شدكه يار بحالش نظر نكرد ... اى خواجه دردنيست وكرنه طبيب هست

ومنه يعلم ان الجذبة من جانب المرشد وان كان لها تأثير عظيم لكن اذا كان جانب المريد خاليا عن الارادة لم ينفعه ذلك ألا ترى ان استغفار النبى عليه السلام ليس فوقه شىء مع انه لم يؤثر فى الهداية واصل هذا عدم اصابة رشاش النور فى عالم الارواح ومن لم يجعل اللّه نورا فما له من نور ( حكى ) ان شيخا مر مع مريد له خدمه عشرين سنة على قرية فيها شيخ فان يضرب الطبل فأشار اليه الشيخ فطرح الطبل وتبعه حتى اذا كانوا على ساحل البحر ألقى الشيخ سجادته على البحر وقعد عليها مع الطبال وبقى المريد العتيق فى الساحل يصيح كيف ذلك فقال الشيخ هكذا قضاء اللّه تعالى

﴿ ٦