|
٧ { هم الذين يقولون } اى للانصار وهو استئناف جار مجرى التعليل لفسقهم او لعدم مغفرته تعالى لهم وهو حكاية نص كلامهم { لاتنفقوا } لاتعطوا النفقة التى يتعيش لها { على من عند رسول اللّه } يعنون فقرآء المهاجرين وقولهم رسو اللّه اما للهزء والتهكم او لكونه كالقلب له عليه السلام واشتهاره به فلو كانوا مقرين برسالته لما صدر عنهم ما صدر ويجوز أن ينطقوا بغيره لكن اللّه تعالى عبر به اكراما له واجلالا { حتى ينفضوا } اى يتفرقوا عنه ويرجعوا الى قبائلهم وعشائرهم ( وقال الكاشفى ) تا متفرق كردند غلامان بزد خواجكان روند وبسران بدران بيوندند ، والانفضاض شكسته شدن وبراكنده شدن ، وانما قالوه لاحتجابهم بأفعالهم عن رؤية فعل اللّه وبما فى ايديهم عما فى خزآئن اللّه فيتوهمون الانفاق منهم لجهلهم { ولله خزآئن السموات والارض } رد وابطال لما زعموا من ان عدم انفاقهم يؤدى الى انفضاض الفقرآء من حوله عليه السلام ببيان ان خزآئن الارزاق بيد اللّه خاصة يعطى من يشاء يمنع من يشاء ومت تلك الخزآئن المطر والنبات قال الراغب قوله تعالى { ولله خزآئن السموات والارض } اشارة منه الى قدرته تعالى على مايريد ايجاده او الى الحالة التى اشير اليها بقوله عليه السلام ( فرغ ربكم من الخلق والاجل والرزق ) والمراد من الفراغ اتمام القضاء فهو مذكور بطريق التمثيل بنى اتم قضاء هذه الكليات فىعلمه السابق وتخفظ وكذا المخزن بالفتح وقد سبق فى قوله تعالى { وان من شىء الا عندنا خزآئنه } { ولكن المنافقين لايفقهونه } ذلك لجهلهم باللّه وبشؤونه ولذلك يقولون من مقالات الكفر مايقولون خواجه بنداردكه روزى اودهد ... لاجرم براين وآن منت نهد زان سببها او يكى شد بس اكر ... كم شود هستند اسباب دكر حكم روزى بر سببها مى نهد ... بى سببها نيز روزى ميد هد قال رجل لحاتم الاصم رحمه اللّه من اين تأكل قال من خزانة ربى فقال الرجل أيلقى عليك الخبز من السماء فقال لو لم تكن الارض له فيها خزآئن لكان يلقى على الخبز من السماء خلق اللّه فى الارض الاسباب ومنها فتح الابواب قال بعض الكبار مراعاة حق ام الولد من الرضاع اولى من مراعاة ام الولادة لان ام الولادة حملته على جهة الامانة فكون فيها وتغذى بدم طمثها من غير ارادة لها فى ذلك فما تغذى الا بما لو لم يخرج منها لأهلكها وامرضها فللجنين المنة على امه فى ذلك واما المرضعة فاتما قصدت برضاعه حياته وابقاءه ولهذا المعنى الذى اشرنا اليه جعل اللّه المرضعة لموسى ام ولادته حتى لايكون لامرأة عليه فضل غير امه فلما كبر وبلغ اقامة الحجة عليه جعله اللّه كلا على بنى اسرآئيل امتحانا له فقلق من تغير الحال عليه وقال يارب اغننى عن بنى اسرآئيل فأوحى اللّه اليه أما ترضى ياموسى أن افرغك لعبادتى واجعل مؤونتك على غيرك فسكت ثم سئأل ثانيا فأوحى اللّه اليه لايليق بنبى أن يرى فى الوجود شيأ لغير سيده فكل من رزق ربك ولا منة لاحد عليك فسكت ثم سأل ثالثا فأوحى اللّه اليه ياموسى اذا كانت هذه شكاسة خلقك على بنى اسرآئيل وأنت محتاج اليهم فكيف لو أغنيتك عنهم فما سأل بعد ذلك شيأ فاللّه تعالى يوصل الرزق على بعده بيد من يشاء من عباده مؤمنا او كافرا وكل ذلك من الحلال الطيب اذا لم يسبق اليه خاطرة او تعرض ما ولا منة لاحد عليه وانما يمن الجاهل وابتلاؤه تعالى لاوليائه بالفقر ليس من عدم قدرته على الاعطاء والاغناء من عدم محبته لهم وكرامتهم عنده بل هو من انعامه عليهم ليكونوا ازهد الناس فى الدنيا وأفر اجرا فى الآخرة ولذا قال عليه السلام فى حق فقرآء المهاجرين ( يسبقون الاغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا ) وكان عليه السلام يستفتح بصعاليك المهاجرين اى فقرآئهم لقدرهم وقبولهم وجاههم عند اللّه تعالى على ان الاغنياء ان خصوا بوجود الارزاق فالفقرآء خصوا بشهود الرزاق وهو خير منه وصاحبه انعم فمن سعد بوجود الرزاق لم يضره مافاته من وجود الارزاق قال الجنيد قدس سره خزآئنه فى السموات الغيوب وخزآئنه فى الارض القلوب فما انفصل من الغيوب وقع الى القلوب وما انفصل من القلوب صار الى الغيوب والعبد مرتهن بشيئين تقصيرا الخدمة وارتكاب الزلة وقال الواسطى قدس سره من طالع الاسباب فى الدنيا ولم يعلم ان ذلك يحجبه عن التوفيق فهو جاهل وفى التأويلات النجمية ولله خزآئن الارزاق السماوية من العلوم والمعارف والحكم والعوارف المخزونة لخواص العباد يرزقهم حيث يشاء ولله خزآئن الارزاق الارضية من المأكولات والمشروبات والملبوسات والخيول والبغال المخزونة لعوام العباد ينفق عليهم من حيث لايحتسبون ولكن المنافقين بسبب افساد استعداداتهم وعدم نورانيتهم وغلبة ظلمانيتهم مايفهمون الاسرار الالهية والاشارات الربانية |
﴿ ٧ ﴾