٣

{ ويزرقه } بعد ذلك الجعل

{ من حيث لا يحتسب } من ابتدآئيه متعلقة بيرزقه اى من وجه لا يخطره بباله ولا يحتسبه فيوفى المهر ويؤدى الحقوق ويعطى النفقات قال فى عين المعانى من حيث لا يرتقب من الخاون او يعتد من الحساب

از سببها بكذر وتقوى طلب ... تاخدا روزى رساند بى سبب

حق رجابى بحشدت رزق حلال ... كه نباشد در كمان ودر خيال

وقال عليه السلم ( انى لاعلم آية لو أخذ الناس بها لكفتهم ومن يتق اللّه ) فما زال يقرأها ويعيدها وعنه عليه السلام من اكثر الاستغفار جعل اللّه له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ( وروى ) ان عوف بن مالك الاشجعى رحمه اللّه اسر المشركون انه سالما فأتى رسول اللّه فقال اسر ابنى وشكا اليه الفاقة فقال عليه السلام اتق اللّه واكثر لا حول ولا قوة الا باللّه العلى العظيم ففعل فبينما هو فى بيته اذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الابل غفل عنها العدو فاستقاها فنزلت ( وقال الكاشفى ) عوف بازن خود بقول حضرت عليه السلام عم نمودند ابدك فرصتى رابسر عوف ازاهل شرك خلاص يافته وجهار هزار كوسفند ايشانرا رانده بسلامت بمدينه آمد واين آيت نزل شدكه هركه تقوى ورزد روزى حلال يابد.

وفى عين المعانى فأفلت ابنه بأربعة آلاف شاة وبالامتعة وفى الجلالين واصاب ابلا لهم وغنما فساقها الى ابيه.

آورده اندكه درروز كار خلافت عمر رضى اللّه عنه مردى بيامد وازعمر توليت عمل خواست تادر ديوان خلافت عاملباشد عمر كفت قرآن دانى كفت ندانم كه نيا موخته ام عمر كفت ما عمل بكسى ندهيم كه قرآن نداند مردباز كشت وجهدى وربح عظيم برخود نهاد در تعلم قرآن بطمع آنكه عمر اورا عمل دهد جون قرآن بيا موخت ويدد كرفت بركات قرآن وخواندن ودانستن اورا بدان جاى رسانيدكه دردل وى نه حرص ولايت ماندنه تقاضاى دبدار عمر بس روزى عمر اورا ديد كفت يا هذا هجرتنا اى جوانمرد جه افتاد كه بيكبار كى هجرت ما اختيار كردى كفت يا امير المؤمنين نونه اران مردان باشى كه كسى وادارد كه هجرت تواخيار كند ليكن قرآنبياموختم وجنان توانكردل كشتم كه از خلق واز عمل بى نياز شدم عمر كفت آن كدام آيت است كه ترابدن دركاه بى نيازى دركشيد كفت آن آيت كه درسورة الطلاق است

{ ومن يتق اللّه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } وعلم ان كل واحد من الضيق والرزق يكون دنيويا واخرويا جسمانيا وروحانيا وان أعسر الضيق ما يكون اخرويا واوفر الرزق ما يكون روحانيا فمن يتق اللّه حق التقوى يجعل له مخرجا من مضار الدارين ويرزقه من منافعهما فان قيل أن أتقى الاتقياء هم الانبياء والاولياء مع ان اكثرهم ابتلى بالمشقة الشديدة والفاقة المديدة كما قال عليه السلام

( اشد الناس بلاء الانبياء والاولياء ثم الامثل فالامثل ) اجيب بأن اشد الشدة وامد المدة ما يكون خرويا وهم مأمونون من ذلك بلطف اللّه وكرمه الا ان اولياء اللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

واما ما ما اصابهم فى الدنيا باختيارهم للأجر الجليل وبغير اختبار للصبر الجميل فله غاية حميدة ومنفعة عظيمة واللّه عليم حكيم بفعل ما يشاء ويحكم ما يريد

قال بعضهم شكا اليه عيله السلام بعض الصحابة الفاقة فقول عليه السلام ( دم على الطهارة يوسع عليك الرزق ) فقال كم من مستديم للطهارة لا رتب له كفايته فضلا عن أن يوسع عليه ويوحه بأن تخلف الأ كالتوسيع مثل لمانع لا ينافى الاقتضاء اى اقتضاء العلة لمعلولها واثرها اما عند القائلين بتخصيص العلة فظاهر

واما عند غيرهم فيجعل عدم المانع جزء العلة ومن المانع الغفلة وغلبة بعض الجنايات وعند غلبة احد الضدين لا يبقى للآخر تأثير.

يقول الفقير والذى يقع فى قلبى ان اصحاب الطهارة الدآئمة مرزوقون بأنواع ارزق المعنوى والغذآه الروحانى من العلوم والمعارف والحكم والحقائق والتضييق لبعضهم فى الرزق الصورى والغذآء الجسمانى انما هو لتطبيق الفقر الظاهر بالباطن والفقر الباطن هو الغنى المطلق لقوله عليه السلام اللهم أغنى بالافتقار اليك فأصحاب الطهارة الدآئمة مرزوقون ابدا اما ظاهرا وباطنا معا

واما باطنا فقط على ان لاهلها مراتب من حيث البداية والنهاية ولن ترى من اهل النهاية محروما من الرزق مطلقا الا نادرا واللّه الغنى وفى التأويلات النجمية ومن يتق اللّه اى يجعل ذاته الملطقة جنة ذاته وصفاته وافعاله تعالى جنة افعاله باضافة الاشياء كلها خلقا وايجادا الى ذاته وصفاته وافعاله يجعل له مخرجا من مضايق ذاته وصفاته وافعاله الى وسائع ذاته وصفاته وافعاله ويرزقه من حيث لا يحتسب من فيض اسمه الوهاب على طريق الوهب لا على طريق الكسب والاجتهاد

{ ومن يتوكل على اللّه } التوكل سكون القلب فى كل موجود ومفقود وقطع القلب عن كل علاقة والتعلق باللّه فى جميع الاحوال

{ فهو } اى اللّه تعالى

{ حسبه } بمعنى محسب اى كاف يعنى كافى المتوكل فى جميع اموره ومعطيه حتى يقول حسبى فان قلت اذا كان حكم اللّه فى الرزق لا يتغير فما معنى التوكل قلت معناه ان المتوكل يكون فارغ القلب ساكن الجاش غير كاره لحكم اللّه فلهذا كان التوكل محمدوا قال عليه السلام ( لو أنكم تتوكلون على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا )

ومعناه تذهب اول النهار خماصا اى ضامرة البطون من الجوع وترجع آخر النهار بطانا اى ممتلئة البطون وليس فى الحديث دلالة على القعود على الكسب بل فيه ما يدل على طلب الرزق وهو قوله تغدو تروح وانما التوكل بعد الحركة فى امر المعاش كتوكل الزارع بعد القاء الحب فى الارض وكان السلف يقولون اتجرون واكتسبو فانكم فى زمان اذا احتاج احدكم كان اول ما يأكل دينه وربما رأوا رجلا فى جماعة جنازة فقالوا له اذهب الى دكانك ( وفى المثنوى )

كر توكل ميكنى دركاركن ... كشت كن بس تكيه بر جباركن

رزمز الكاسب حبيب اللّه شنو ... از توكل درسبب كاهل مشو

واما الذين قعدوا عن الحركة والكسب وهم الكمل فطريقتهم صعبة لا يسلكها كل ضامر فى الدين ودل الحديث المذكور على ان التوكل الحقيقى ان لا يرجع المتوكل الى رزق معين وغذآء موظف كالطير حتى لا ينتقض التوكل اللهم الا ان يكون من الكمل فان المعين وغيره سوآء عنده لتعلق قلوبهم باللّه لا بغيره وفى التأويلات النجمية ومن يتوكل فى رزق نفسه من الاحكام الشرعية وفى رزق قلبه من الواردات القلبية وفى رزق روحه من العطايا والمنح الالهية الروحانية فاللّه الاسم الاعظم حسبه من حيث الاسماء الكافية او التوكل نفسه حسبه فيكون الضمير راجعا الى التوكل

{ ان اللّه بالغ امره } بالاضافة اى منفذ امره ومتم مراده وممضى قضائه فى خلقه فيمن توكل عليه وفيمن لم يتوكل عليه الا ان من توكل عليه يكفر عنه شيئاته ويعظم له اجرا وفى التأويلات النجمية ان اللّه بالغ امره فى كل مأمور بما هو منتهاه واقصاه وقرئ بتنوين بالغ ونصب امره اى يبلغ ما يريد ولا يفوته مراد ولا يعجزه مطلوب ( كما قال الكاشفى ) رساننده است كار خودرا بهر جاخواهد يعنى آنجه مراد حق سبحانه باشد از وفوت نشود.

وقرئ بالغ امره على الفاعلية اى نافذ امره وفى القاموس امر اللّه بلغ اى بالغ نافذ يبلغ اين اريد به

{ قد جعل اللّه لكل شئ } من الشدة والرخاء والفقر والغنى والموت والحياة ونحو ذلك

{ قدرا } اى تقديرا متعلقا بنفس ذاته وبزمانه وقومه وبجميع كيفياته واوصافه وانه بالغ ذلك المقدر على حب ما قدره وبالفارسية اندازه كه ازان درنكذرداو.

مقدارا وحدا معينا او وقتا واجلا ونهاية ينتهى اليه لا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه ولا يتأتى تغييره يعنى بامقدارى از زمانكه بيش وبس نيقتد وفى التأويلات النجمية اى رتبة وكما لا يليق بذلك الشئ وقال القاشانى ومن يتوكل على اللّه بقطع النظر عن الوسائط والانقطاع اليه من الوسائل فهو كافيه يوصل اليه ما قدر له ويسوق اليه ما قسم لاجله من انصبة الدنيا والآخرة ان اللّه يبلغ ما أراد من امره لا مانع له ولا عائق فمن تيقن ذلك ما خاف احدا ولا رجا وفوض امره اليه ونجا قد عين اللّه لكل امر حدا معينا ووقتا معينا فى الازل لا يزيد بسعى ساع ولا ينتقص بمنع مانع وتقصير مقصر ولا يتأخر عن وقته ولا يتقدم عليه والمتيقن لهذا الشاهد له متوكل بالحقيقة انتهى وفى المفردات تقدير اللّه الاشياء على وجهين احدهما باعطاء القدرة والثانى أن يجعلها علىت مقدار مخصوص ووجه مخصوص حسبما اقتضت الحكمة وذلك ان فعل اللّه ضربان ضرب اوجده بالفعل ومعنى ايجاده بالفعل انه ابدعه كاملا دفعة لا يعتريه الكون والفساد الى ان يشاء ان يغنيه او يبدله كالسموات وما فى فيها ومنه ما جعل اصوله موجودة بالفعل واجزائه بالقوة وقدره على وجه لا يتأتى غير ما قدر فيه كتقديره فى النواة ان ينبت منها النخل دون التفاح والزيتون وتقدير منى الآدمى ان يكون منه الانسان دون سائر الحيوان فتقدير اللّه على وجهين احدهما بالحكم منه ان يكون كذا ولا يكون كذا اما على سبيل الوجوب

واما على سبيل الامكان وعلى ذلك قوله تعالى قد جعل اللّه لك شئ قدرا والثانى باعطاء القدرة عليه انتهى والآية بيان لوجوب التوكل عليه وتفويض الامر اليه لانه اذا علم ان كل شئ من الرزق وغيره لا يكون الا بتقدير اللّه وتوقيته لا يبقى الا التسليم للقدر والتوكل ( قال الكاشفى ) بناى اين آيت برتقوى وتوكلست تقوى نفحه بوستان قربست واز رتبه معيت خبر دهدكه ان اللّه مع الذين اتقوا وتوكل رائحه كلزار كفايتست واز بوى ريحان محبت رسدكه ان اللّه يحب المتوكلين وبى اين دوصفت قدم در طريق تحقيق نتوان نهاد

سلوك راه معنى راتوكل بايد وتقوى ... توكل مركب راهست وتقوى توشه رهرو

قال سهل قدس سره لا يصح التوكل الا للمتقين ولا تتم التقوى الا بالتوكل ولذلك قرن اللّه بينهما فقال ومن يتق اللّه الخ وقال بعضهم من تحقق فى التقوى هون اللّه على قلبه الاعراض عن الدنيا ويسر له امره فى الاقبال عليه والتزين بخدمته وجعله اماما لخلقه يقتدى به اهل الاراداة فيحملهم على اوضح السنن واوضح المناهج وهو الاعراض عن الدجنيا والاقبال على اللّه تعالى وذلك منزلة المتقين وقال سهل رحمه اللّه من يكل اموره الى ربه فان اللّه يكفيه هم الدارين اجمع قال الربيع رحمه اللّه ان اللّه قضى على نفسه ان من توكل عليه كفاه ومن آمن به هداه ومن اقرضه جازاه ومن وثق به انجاه ومن دعاه اتاه وتصديق ذلك فى كتاب اللّه ونمن يتوكل على اللّه فهو حسبه ومن يؤمن باللّه يهد قلبه من ذا الذى يقرض اللّه قرضا حسنا فيضاعفه له ومن يعتصم باللّه فقد هدى الى صراط مستقيم أجيب دعوة الداعى اذا دعان.

﴿ ٣