سُورَةُ التَّحْريِمِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ اثْنَتَا عَشَرَةَ آيَةً ١ { يا ايها النبى لم تحرم ما احل اللّه لك } اصل لم لما والاستفهام لانكار التحريم وهو بالفارسية حرام كردن. كما ان الحلال حلال كردن. روى ان النبى عليه السلام خلا بسريته مارية القبطية التى اهداها اليه المقوقس ملك مصر فى يوم عائشة رضى اللّه عنها ونوبتها وعلمت بذلك حفصة رضى اللّه عنها فقال لها اكتمى على ولا تعلمى عائشة فقد حرمت مارية على نفسى وابشرك ان أبا بكر وعمر رضى اللّه عنهما يملكان بعدى امر امتى فأخبرت به عائشة رضى اللّه عنها ولم تكتم وكانا متصادقتين متظاهرتين على سائر ازواج النبى عليه السلام قال السهيلى رحمه اللّه امرها أن لا تخبر عائشة ولا سائر ازواجه بما رأت وكانت رأته فى بيت مارية بنت شمعون القبطية ام ولده ابراهيم المتوفى فى الثدى وهو ابن ثمانية عشر شهرا فخشى أن يلحقهن بذلك غيرة واسر الحديث الى حفصة فأفشته وقيل خلا بها فى يوم حفصة كما قال بعض اهل التفسير كان رسول اللّه عليه السلام يقسمك بين نسائه فلما كان يوم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه استأذنت رسول اللّه فى زيارة ابيها فاذن لها فلما خرجت ارسل رسول اللّه الى ام ولده مارية القبطية ( قال كشف الاسرار ) دربيرون مدينه در نخلستان درسرايى مقام داشت كه زنان رسول نمى خواستندكه درمدينه بايشان نشيند وكاه كاه رسول خدا از بهر طهرات بيرون شدى واورا ديدى انتهى. فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها فلما رجعت حفصة وجدت الباب مغلقا فجلست عند الباب فخرج رسول اللّه ووجهه يقطر عرقا وحفصة تبكى فقال ما يبكيك فقالت انما أذنت لى من أجل هذا أدخلت امتك بيتى ثم وقعت عليها فى يومى على فراشى فلو رأيت لى حرمة وحقا ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن فقال رسول اللّه ( أليس هى جاريتى أحلها اللّه لى اسكنى فهى حرام على ألتمس بذلك رضاك فلا تخبرى بها امرأة منهن ) فلما خرج رسول اللّه قرعت حفصة الجدار الذى بينها وبين عائشة فقالت ألا أبشرك ان رسول اللّه قد حرم عليه امته مارية وقد أراحنا اللّه منها وأخبرت عائشة بما رأت فلم تكتم فطلقها رسول اللّه بطريق الجزآء على افشاء سره واعتزل نساءه ومكث تسعا وعشرين ليلة فى بيت مارية قال أبو الليث أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة مؤاخذته عليهن حتى نزلت الآية ودخل عمل رضى اللّه عنه على بنته حفصة وهى تبكى فقال أطلقكن رسول اللّه فقالت لا أدرى هو ذا معتزلا فى هذه المشربة وهى بفتح الرآء وضمها الغرفة والعلية كما فى القاموس ( روى ) انه قال لها فى آل الخطاب خير لما طلقك قال عمر فأتيته عليه السلام فدخلت وسلمت عليه فاذا هو متكئ على رمل حصير قد أثر فى جنبه فقلت أطلقت نساءك يا رسول اللّه فقال لا فقلت اللّه اكبر لو رأيتنا يا رسول اللّه وكنا معرش قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم وطفقن نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتبسم رسول اللّه وقال عمر للنبى عليه السلم لا تكترث بأمر نسائك واللّه معك وأبو بكر معك وأنا معك فنزلت الآية موافقة لقول عمر قالت عائشة رضى اللّه عنها لام مضت تسع وعشرون ليلة دخل على رسول اللّه فقلت يا رسول انك أقسمت أن لا ندخل علينا وانك قد دخلت فى تسع وعشرين أعدهن فقال ان الشهر تسع وعشرون وكان ذلك الشهر كذلك ونزل جبريل فقال لرسول اللّه عن أمر اللّه راجع حفصة فانها صوامة قوامة وانها لمن نسائك فى الجنة وكان تحته عليه السلام يومئذ تسع نسوة خمس من قريش عائة بنت أبى بكر وحفصة بنت عمر وام حبيبة بنت أبى سفيان وام سلمة بنت امية وسودة بنت زمعة وغير القرشيات زينب بنت جحش الأسدية وميمونة بنت الحارث الهلالية وصفية بنت حييى بن أخطب الخيبرية وجويرة بنت الحارث المصطلقية. ونقلست كه حضرت بيغمبر صلّى اللّه عليه وسلّم عسل وشربت او وهرجيز كه حلو باشد دوست داشتى وقتى زينب رضى اللّه عنها مقدارى عسل داشت كه بعضى خويشان وى درمكه بطريق هديه فرستاده بودهركاه آن حضرت عليه السلام بخانه وى آمدى زينب شربت فرمودى وآن حضرت راد خانه وى بسبب آن توقف بيشتر واقع شدى آن حال بربعضى ازواج طاهرات كران آمد عائشه وحفصه اتفاق نمودندكه جون آن حضرت بعد از آشاميدن شربت عسل درخانه وى نزد هركدام ازمادر آيند كوييم ازتوبوى مغافير ميشنويم ومغفور بالضم صمغ درختيست كه عرفط خوانند ازدرختان باديه واكرجه شيرينست ولكن رايحه كريهه دارد وحضرت بوى خوش دوست ميداشت براى مناجات ملك وازروايح ناخوش محترزمى بود بس آن حضرت روزى شرب آشاميد ونرد هر كدام آمد از ازواج كفتند يا رسول اللّه ازشما رايحه مغفور مى آيد وايشان درجواب فزمودندكه مغفور نخورده ام اما درخانه زينت شربت عسل آشاميده ام كفتند جرست النحلة العرفط يعنى ان تلك النحلة اكلت العرفط وبالفارسية زنبور آن عسل ازشكوفه عرفط جريده بود والجرس خوردن منج جرارا. وفى القاموس الجرس اللحس باللسان امام زاهد رحمه اللّه آورده كه جون اين صورت مكرر وجود كفرت حضرت عليه السلام فر مود حرمت العسل على نفسى فواللّه لا آكله ابدا واين سوكند بدان خورد تاديكر كس ويرا ازان عسل نيارد فنزلت الآية قال ابن عطية والقول الاول وهو ان الآية نزلت بسبب مارية اصح واوضح وعليه تفقه الناس فى الآية وقال فى كشف الاسرار قصة العسل اسند كام قال فى اللبابين ان هذا هو الاصح لانه مذكور فى الصحيحين انتهى وقصة مارية اشبه ومعنى الآية لم تحرم ما احل اللّه لك من ملك اليمين او من العسل اى تمتنع من الانتفاع به مع اعتقاد كونه حلا لا لك لان اعتقاد كونه حراما بعد ما احل اللّه مما لا يتصور من عوام المؤمنين فكيف من الانبياء قال الفقهاء من اعقتد من عند نفسه حرمة شئ قد احله اللّه فقد كفر اذما أحله اللّه لا يحرم الا بتحيم اللّه اياه بنظم القرءآن او بوحى غير متلو واللّه تعالى انما أحل لحكمة ومصلحة عرفها فى احلاله فاذا حرم العبد كان ذلك قلب المصلحة مفسدة { تبتغى مرضاة ازواجك } الابتغاء جستن. والمرضاة مصدر كالرضى وفى بعض التفاسير اسم مصدر من الرضوان قلب واوها ألفا والازواج جمع زوج فانه يطلق على المرأة ايضا بل هو الفصيح كما قال فى المفردات وزوجة لغة رديئة وجمع الازواج مع ان من ارضاها النبى عليه السلام فى هذه القصة عائشة وحفصة رضى اللّه عنهما اما لان ارضاءما فى الامر المذكور ارضاء لكلهن او لان النساء فى طبقة واحدة فى مثل تلك الغيرة لانهن جبلن عليها على انه مضى ما مضى من قول السهيلى او لان الجمع قد يطلق على الاثنين او للتحذير عن ارضاه من تطلب منه عليه السلام ما لا يحسن وتلح عليه أيتهن كانت لانه عليه السلام كان حييا كريما والجملة حال من ضمير تحم اى حال كونك مبتغيا وطالبا لرضى ازواجك والحال انهن أحق بابتغاء رضاك منك فانما فضيلتهن بك فالانكار وارد على مجموع القيد والمقيد دفعة واحدة فمجموع الابتغاء والتحريم منكر نظيره قوله تعالى لا تأكلوا الربا اضعاف مضاعفة وفيه اشارة الى فضل مارية والعسل وفى الحديث ( اول نعمة ترفع من الارض العسل ) وقد بين فى سورة النحل { واللّه غفور } مبالغ فى الغفران قد غفر لك وستر ما فعلت من التحريم وقصدت الرضى لان الامتناع من الانتفاع باحسان المولى الكريم يشبه عدم قبول احسانه { رحيم } قد رحمك ولم يؤاخذك به وانما عاتبك محافظة على عصمتك ( قال الكاشفى ) مهربان كه كفارت سوكند توفرم د قال فى كشف الاسرار هذا اشد ما عوتب به رسول اللّه فى القرءآن وقال البقلى ادب اللّه نبيه أن لا يستبد برأيه ويتبع ما يوحى اليه كما قال بعض المشايخ فى قوله لتحكم بين الناس بما أراك اللّه ان المراد به الوحى الذى يوحى به اليه لا ما يراه فى رأيه فان اللّه قد عاتبه لما حرم على نفسه ما حرم فى قصة عائشة وحفصة فلو كان الدين بالرأى لكان رأى رسول اللّه اولى من كل رأى انتهى كلام ذلك البعض وفيه بيان ان من شغله شئ من دون اللّه وصل اليه منه ضرب لاتبرأن جراحته الا باللّه لذلك قال عقيب الآية واللّه غفور رحيم قال ابن عطاء لما نزلت هذه الآية على النبى عليه السلام كان يدعو دائما ويقول اللهم انى اعوذ بك من كل قاطع يقطعنى عنك آزرده است كوشه نشين از وداع خلق ... غافل كه اتصال حقست انقطاع خلق |
﴿ ١ ﴾