٧

{ ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله } تعالى المؤدى الى سعادة الدارين وهام فى تيه الضلال متوجها الى ما يفضيه الى الشقاوة الأبدية وهذ هو المجنون الذى لا يفرق بين النفع والضر بل يحبس الضر نفعا فيؤثره والنفع ضرا فيهجره

{ وهو اعلم بالمهتدين } الى سبيله الفائزين بكل مطلوب ناحين من كل محذور وهم العقلاء المراجيح فيجزى كلا من الفريقين حسبما يستحقه من العقاب والثواب واعادة هو اعلم لزيادة التقرير وفى الآية اشعار بأن المجنون فى الحقيقة هو العاصى لا المطيع واشارة الى الضال عن سبيل الوصول الى حضرة المولى بسبب محبة الدنيا والميل الى شهواتها والمهتدى الى طريق التوحيد والوحدة بنور العناية الازلية والهداية الأبدية قال بعض الكبار وهو اعلم بالمهتدين اى القابلين للتوفيق فهذه البيان هم الرسل وهادى التوفيق هو الحق تعالى فاللهادى الذى هو اللّه الابانة والتوفيف وليس للهادى الذى هو المخلوق الا الابانة خاصة ومن لا علم له بالحقائق بظن ان العبد اذا صدق فى الارشاد والوعظ اثر ذلك القبول فى نفوس السامعين واذا لم يصدق فى ذلك لم يؤثر وهذا من الوهم الفاسد فانه لا اقرب الى اللّه ولا اصدق فى التبليغ عنه ولا احب للقبول لما جاء من عند اللّه تعالى من الرسل لغلبة لرحمة على قلوبهم ومع ذلك فاعم القبول فيمن سمعهم بل قال الرسول الصادق فى التبليغ انى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائى الا فرارا فلما لم يعم القبول مع تحققنا هذه المهمة العظيمة من اكابر اولى العزم من الرسل علمنا ان الهمة مالها اثر جملة واحدة فى المدعو وان الذى قبل من السامعين ليس هو من اثر همه الداعى الهادى الذى هو المبلغ وانما هو قوة الاستعداد فى محل القبول من حيث ما وهبه اللّه تعالى فى خلقه من مزاج يقتضى له قبولا مثل هذا وامثاله وهو المزاج الخاص الذى لا يعمله الا اللّه الذى خلقهم عليه وهو قوله تعالى وهو اعلم بالمهتدين قال الشيخ سعدى قدس سره

كفت عالم بكوش جان بشنو ... ور نماند بكفتنش كردار

باطلست آنكه مدعى كويد ... خفته را خفته كى كند ييدار

مرد بايدكه كيرد اندر كوش ... ورنوشته است بند برديوار

﴿ ٧