سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ وَهِيَ تِسْعَ عَشَرَةَ آيَةً ١ { سبح اسم ربك الأعلى } التسبيح التنزيه واسم اللّه لا يصح أن يطلق عليه بالنظر الى ذاته او باعتبار من صفاته السلبية كالقدوس او الثبوتية كالعليم او باعتبار فعل من أفعاله كالخالق ولكنها توقيفية عند بعض العلماء وقد سبق والأعلى صفة للرب ويجوز أن يكون صفة للاسم والاول أظهر ومعنى علوه تعالى أن يعلو عن أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين ومعنى أعلويته ان له الزيادة المطلقة فى العلو قال بعضهم ليس علوه علوجهة ولا كبره كبر جثة سبحانه عن ذلك بل علو استحقاق لنعوت الجلال والكبرياء فمن عرف علوه وكبرياءه تواضع وتذلل بين يديه عباده الصالحين والمعنى نزه اسمه عن الالحاد فيه بالتأويلات الزآئغة نحو أن يجعل الاعلى من العلو فى المكان لا من العلو فى الكمال وأن يؤخذ الاستوآء بمعنى الاستقرار لا بمعنى الاستيلاء وكذا نزهه عن اطلاقه على غيره بوجه يشعر بتشاركهما فيه كان يسمى الصنم والوثن بالرب والاله ومنه تسيمة العرب مسيلمة الكذاب برحمان اليمامة وكذا نزهه عن ذكره لاعلى وجه الاعظام والاجلال ويدخل فيه أن يذكر اسمه عند التثاؤب وحال الغائط وكذا بالغفلة وعدم الوقوف على معناه وحقيقته ومنه اكثار القسم بذكر اسمه من غير مبالاة وقال جرير فى الآية ارفع صوتك بذكره اى بذكر اسمه فان ذكر المدلول انما هو بذكر الاسم الدال عليه فظهر من هذا التقرير أن الاسم غير مقحم وقال بعضهم الاسم والمسمى هنا واحد اى نزه ذاته عما يدخل فى الوهم والخيال وفى الحديث لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال عليه السلام ( اجعلوها فى ركوعكم ) فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها فى سجودكم وكانوا يقولون فى الركوع اللهم لك ركعت وفى السجود اللم لك سجدت وفى الحديث دلالة على ان لفظ الاسم مقحم قاله سعدى المفتى وعلى ان الامتثال بالامر يحصل بأن يقول سبحان ربى الاعلى الذى الخ فان قوله سبح أمر بالتسبيح فلا بد وأن يذكر ذلك التسبيح وما هو الاقول سبحان ربى الأعلى ومثله سبحان ربك العزة فان معناه نزه ربك العزة فيحصل الامتثال بان يقول سبحان ربنا رب العزة على معنى تنزه ربنا رب العزة وقس على ذلك سائر المواقع المأمور بها وسر اختصاص سبحان ربى العظيم بالركوع والاعلى بالسجود ان الاول اشارة الى مرتبة الحيوان والثانى اشارة الى مرتبة النبات والجماد فلا بد من الترقى فى التنزيه وكان عليه السلام وجيوشه اذا علوا الثنايا كبروا واذا هبطوا سجدوا فوضعت الصلاة على ذلك قال حضرة الشيخ صدر الدين القنوى قدس سره فى شرح الحديث اعلم ان الرفعة والارتفاع استعلاء وانه من التكبر فان كان الاستعلاء ظاهرا فهو صورة من صور التكبر وان كان باطنا فهو معنى التكبر ولما كان الكبرياء لله وحده وكان فى الصعود على الثنايا ضرب من الاستعلاء موجود وشبيه به ايضا لذلك يوهم الاشتراك واما الامر بالتسبيح فى الهبوط فهو من أجل سر لمعية المشار اليها بقوله تعالى وهو معكم أينما كنتم فاذا امنا انه معنا أينما كنا فحال كوننا فى هبوط يكون معنا وهو يتنزه عن التحت والهبوط لانه سبحانه فوق التحت كما القوق انه فوق ونسبة الجهات اليه على السوآء لنزاهته عن التقيد بالجهات واحاطته بها فلهذا شرع التكبير فى الصعود والتسبيح فى الهبوط على الوجه المنبه عليه انتهى وأول من قال سبحان ربى الأعلى ميكائيل عليه السلام وذلك انه خطر بباله عظمة الرب تعالى فقال يا رب اعطنى قوة حتى انظر الى عظمتك وسلطانك فأعطاه قوة أهل السموات فطار خمسة آلاف سنة حتى احترق جناحه من نور العرش ثم سأل القوة فأعطاه قوة ضعف ذلك وجعل يطير ويرتفع عشرة آلاف سنة حتى احترق جناحه وصار فى آخره كالفرخ ورأى الحجاب والعرش على حاله فخر ساجدا وقال سبحان ربى الأعلى ثم سأل ربه أن يعيده الى مكانه والى حالته الاولى ذكره أبو الليث فى تفسيره وقال النبى عليه السلام ( يا جبرآئيل اخبرنى عن ثواب من قال سبحان ربى الأعلى فى صلاته او فى غير صلاته ) فقال يا محمد ما من مؤمن ولا مؤمنة يقولها فى سجوده او فى غير سجوده الا كانت له فى ميزانه أثقل من العرش والكرسى وجبال الدنيا ويقول اللّه صدق عبدى أنا الأعلى وفوق كل شئ وليس فوقى شئ اشهدوا يا ملائكتى انى قد غفرت لعبدى وأدخلته جنتى فاذا مات زاره ميكائيل كل يوم فاذا كان يوم القيامة حمله على جناحة فيوقفه بين يديى اللّه فيقول يا رب شفعنى فيه فيقول قد شفعتك فيه اذهب به الى الجنة ذكره ابن الشيخ فى حواشيه وفى الحديث ( سبحان اللّه والحمد لله يملآن ما بين السموات والارض ) اى لاشتمال هاتين الكلمتين على كمال الثناء والتعريف بالصفات الذاتية والفعلية الظاهرة الآثار فى السموات والارض وما بينهما وقال القاشانى اسمه الأعلى والاعظم هو الذات مع جميع الصفات اى نزه ذاتك بالتجرد عما سوى الحق وقطع النظر عن الغير ليظهر عليها الكمالات الحقانية باسرها وهو تسبيحه الخاص به فى مقام الفناء لان الاستعداد التام القابل لجميع الصفات الاليهة لم يكن الاله فذاته هو الاسم الاعلى عند بلوغ كماله ولكل شئ تسبيح خاص يسبح به اسما خالصا من اسماء ربه. ٢ { الذى خلق فسوى } صفة أخرى للرب على الوجه الاول ومنصوب على المدح على الثانى لئلا يلزم الفصل بين الموصوف والصفة غيره اى خلق كل شئ فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتى كماله ويتسنى معاشه وقال القاشانى انأ ظاهرك فعدل بنيتك على وجه قبلت بمزاجه الخاص الروح الأتم المستعد لجميع الكمالات وفى التأويلات النجمية خلق كل شئ بحسب الوجود فسوى تسوية بها يصل الفيض الالهى المعدله بحسب استعداده الفطرى وقال بعضهم خلق الخلق فسوى بينهم فى الخلقة وميز بينهم باختصاص بعضهم بالهداية. ٣ { والذى قدر } معطوف على الموصول الاول اى قدر أجناس الاشياء وانواعها وافرادها ومقاديرها وصفاتها وأفعالها وآجالها كما قال عليه السلام ( ان اللّه قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والارض بخمسين ألف سنة ) اى جعل أجناس الاشياء وكذا اشخاس كل نوع بمقدار معلوم وكذا جعل مقدار كل شخص فى جئته وأوضاعه وسائر صفاته كالحسن والقبح والسعادة والشقاوة والهداية والضلالة والالوان والاشكال والطعوم والروآئح والارزاق والآجال وغير ذلك بمقدار معلوم كما قال وان من شئ الا عندنا خزآئنه وما تنزله الا بقدر معلوم { فهدى } فوجه كل واحد منها الى ما يصدر عنه وينبغى له طبعا او اختيارا ويسره لما خلق له بخلق الميول والهامات ونصب الدلائل وانزال الآيات ولو تتبعت أحوال النباتات والحيوانات لرأيت فى كل منها ما يحار فيه العقول ( يحكى ) ان الافعى اذا بلغت ألف سنة عميت وقد ألهمها اللّه أن تمسح عينيها بورن الرازيانج الغض فيرد اليها بصرها فربما كانت عند عروض العمى لها فى برية بينهما وبين الريف مسافة طويلة فتطويها على طولها وعلى عماها حتى تهجم فى بعض البساتين على شجرة الرازيانج لات تخطئها فتحك عينيها بورقها وترجع باصرة باذن اللّه تعالى ( ويحكى ) ان التمساح لا يكون له دبر وانما يخرج فضلات ما يأكله من فيه حيث قيض اللّه له طائرا قدر اللّه غذآءه من ذلك فاذا رآء التمساح يفتح فمه فيدخله الطائر فيأكل ما فيه وقد خلق اللّه له من فوق منقاره ومن تحته قرنين لئلا يطبق عليه التمساح فمه والتمساح خلق كالسلحفاة ضخم يكون بنيل مصر وبنهر مهران فى السند كما فى القاموس ويختطف البهائم والآدميين وربما بلغ طوله عشرين ذراعا وهو يبيض فى البر فما وقع من ذلك فى الماء صار تمساحا وما بقى صار سقنقورا وهى دابة بمصر شكلها كالوزغة على عظم خلقته وهو أنفس ما يهدى لملوك الهند فانهم يذبحونه بسكين من الذهب ويحشونه من ملح مصر ويحملونه كذلك الى أرضهم فاذا وضعوا مثقلالا من ذلك على بيض او لحم واكل نفع ذلك نفعا بليغا والسقنقور والضب والسلحفاة للذكر منها ذكران وللانثى فرجان ومن عجائب هداياته تعالى ان القطا وهو طائر يترك فراخه ثم يطلب الماء من عشرة ايام واكثر فيرده فيما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس ثم يرجع فلا يخطئ لا ذهابا ولا ايابا والجمل والحمال اذا سلكا طريقا فى الليلة الظلماء ففى المرة الثانية لا يخطئان والدبة اذا ولدت ولدها رفعته فى الهوآء يومين خوفا من النمل لانها تضعه قطعة لحم غير متميزة الجوارح ثم يتميز اولا فأولا واذا جمع العقرب والفأرة فى اناء زجاج قرضت الفأرة ابرة العقرب فتسلم منها ( وحكى ) ان ابن عرس تبع فأره فصعدت شجرة ولم يزل يتبعها حتى انتهت الى رأس الغصن ولم يبق مهرب فنزلت على ورقة وعضت طرفها وعلقت نفسها فعند ذلك صاح ابن عرس فجاءته زوجته فلما انتهت الى تحت الشجرة قطع ابن عرس الورقة التى عضتها الفأرة فسقطت فاصطادها ابن عرس الذى كان تحت الشجرة والفأرة تدخل ذنبها فى قارورة الدهن ثم تلحسه والثعلب اذا اجتمع فى جلده البق الكثير والبعوض يأخذ بقيه قطعة جلد من الحيوان فينغمس فى الماء فاذا اجتمعت فى الفر وألقاه فى الماء وخرج سالما والعنكبوت تبنى بيتها على وجه عجيب غير مقدور والبشر لا يقدر على بناء البيت المسدس الا بالالبركار والمسطر والنحل تبنى تلك البيوت من غير آلة والنمل تسعى لاعداد الذخيرة لنفسها فاذا أحست بنداوة المكان تشق الحبة نصفين لئلا تنبت واذا وصلت النداوة اليها تخرجها الى الشمس لتجف قال بعضهم رأيت غواصا وهو طائر غاص وطلع بسمكة فغلبه الغراب عليها فأخذها منه فغاص مرةأخرى فطلع فأخذها منه الغراب وفى الثالثة كذلك فلما اشتغل الغراب بالسمكة وثب الغواص فأخذ برجل الغراب وغاص به تحت الماء حتى مات الغراب وخرج هو من الماء وفى الحديث ( لا تشوبوا اللبن بالماء فان رجلا كان فيمن كان قبلكم يبيع اللبن ويشوبه بالماء فاشترى قردا وركب البحر حتى اذا لجج فيه ألهم اللّه القرد فأتى صرة الدنانير فأخذها وصعد الدقل وهو سهم السفينة ففتح نصفين فالقى ثمن الماء فى الماء ) وفى عجائب المخلوقات ان شخصا قتل شخصا بأصفهان وألقاه فى بئر وللمقتول كلب يرى ذلك فكان يأتى كل يوم الى رأس البئر وينحى التراب عنها واذا رأى القاتل نبح عليه فلما تكرر منه ذلك حفروا الموضع فوجدوا القتيل ثم اخذوا الرجل فاقر فقتل به ومن عجيب شجرة النخل ان يعرض لها العشق وهى أن تميل الى الى نخلة أخرى فيخف حملها وتهزل وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقها الذى مالت اليه بحبل او يعلق عليها سعفة منه او يجعل فيها من طلعه وامثال هذا لا تحيط بها العبارة والتحرير كثرة. ٤ { والذى اخرج المرعى } اى انبت بكمال قدرته ما ترعاه الدواب غضا طريا من بين أخضر واصفر وأحمر وأبيض وقال ابن عباس رضى اللّه عنه المرعى الكلأ الأخضر وفى الصحاح الرعى بالكسسر الكلأ وبالفتح المصدر والمرعى الرعى والمصدر. ٥ { فجعله } بعد ذلك { غثاء } اى درينا وهو كأمير ييبس كل حطام حمض او شجر او بقال قال الجوهرى الغثاء بالضم والمد ما يحمله السيل من القماش والقمش جمع الشئ من ههنا وههنا وذلك الشئ قماش ما على وجه الارض من فتات الاشياء حتى يقال لرذالة الناس قماش وبالفارسية خشك ويزمرده { أحوى } اسود من الحوة بمعنى السواد وذلك ان الكلأ اذا جف ويبس اسود سواء كان جفافه واسوداده بتأثر حرارة الشمس او برودة الهوآء الفاء التعقيبية اشارة الى قصر مدة الحضرة ورمز الى قصر مدة العمر وسرعة زوال الدنيا ونعيمها يعنى محققا از مضمون اين آيت فهم كرده اندكه جراكاه متمتعان دنيا اكرجه در اول تازه وسيراب وسبز وخرم نمايد اما اندك وقتى را بسبب هبوب رياح خزان حوادث تيره وبى طراوت خواهد بود اكرجه خرم وتازه است كلبن دنيا ... ولى بنكبت باد خزان نمى ارزد بكرده خورى وقرص قمر زجاى مرو ... كه خوان جرخ نيك تاى نان نمى ارزد وفيه اشارة الى زينة الحياة الدنيا ومنافعها ومآكلها ومشاربها فانها مرعى النفس الحيوانية ومرتع بهائم القوى جعلها اللّه سريعة الفناء وشيكة الزوال كالهشيم والحطام البالى المسود فينبغى أن لا يلتفت اليها ولا يشغل بها فانها مانعة عن التسبيح الخاص وهو تنزيه الذات وتجريدها عن العلائق وبها يحصل الاحتجاب عن الكمال المقدر فى حق كل احد. ٦ { سنقرئك فلا تنسى } بيان لهدايته تعالى الخاصة برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أثر بيان هدايته العامة لكافة مخلوقاته وهى هدايته عليه السلام لتلقى الوحى وحفظ القرءآن الذى هو هدى للعالمين وتوفيقه عليه السلام لهداية الناس أجميعن قال الراغب فى المفردات اخبار وضمان من اللّه تعالى أن يجعله بحيث لا ينسى ما يسمعه من الحق انتهى والسين اما للتأكيد اما لان المراد اقرآء ما أوحى اليه حينئذ وما سيوحى اليه بعد ذلك فهو وعد كريم باستمرار الوحى فى ضمن الوعد بالاقرآء يقال قرأ القرءآن فهو قارئ وأقرأه غيره فهو مقرئ اى علمه اياه فهو معلم وفى تاج المصادر الاقرآء قرآن كوش فرا داشتن وخواننده كردن . ومنه سنقرئك انتهى والمعنى سنقرئك ما نوحى اليك الآن وفيما بعد على لسان جبرآئيل فلا تنسى اصلا من قوة الحفظ والاتقان وفى كشف الاسرار سنجمع حفظ القرءآن فى قلبك وأقرءته فى لسانك حتى لا تنسى كقوله ان علينا جمعه وقرءآنه. ٧ { الا ما شاء اللّه } استثناء مفرغ من اعم المفاعيل اى لا تنسى شيأ من الاشياء مما تقرأ الا ما شاء اللّه أن تنساه ابدا بأن نسخت تلاوته فان النسخ نوع من الانساء وطريق من طريقه فكأنه بالنسخ محى من الصحف والصدور فالمراد بالنسيان هو النسيان الكلى الدآئم بحيث لا يعقبه التذكر بعده ويجوز بأن يراد به النسيان المتعارف الذى يعقبه الذكر بعده وهو النسيان فى الجملة على القلة والندرة اى فلا تنسى الا ما شاء اللّه نسيانه ثم لا يبقى المنسى منسيا دآئما بل يعقبه الذكر كما هو المفهوم من المقام ويؤيد هذا المعنى ما روى انه عليه السلام أسقط آية فى قرآءته فى الصلاة فحسب أبى رضى اللّه عنه انها نسخت فسأله فقال عليه السلام ( نسبتها ) ( وروى ) ان بعض الصحابة رضى اللّه عنهم كان يقرأ القرءآن فى الليل فقال عليه السلام ( لقد أذكرنى آية أنسيتها ) ومن هذا كان عليه السلام يقول فى دعائه ( اللهم ارحمنى بالقرءآن العظيم واجعله لى اماما ونورا وهدى رحمة اللهم ذكرنى منه ما نسيت وعلمنى منه ما جهلت وارزقنى تلاوته آناء الليل واطراف النهار واجعله حجة لى يا رب العالمين ) وكان عليه السلام يقول ( انما أنا بشر انسى كما تنسون فاذا نسيت فذكرونى ) وقال تعالى واذكر ربك اذا نسيت ودل الكل على جواز طيان النسيان عليه وان لم يكن سهوه ونسيانه من قبيل سهو الامة ونسيانهم فانه اهل الحضور الدآئم روى عن جعفر الصادق رضى اللّه عنه انه عليه السلام كان يقرأ من الكتاب وان كان لا يكتب وفيه معجزة له عليه السلام فانه كان أميا وقد جعله اللّه قارئا ثم انه كان يقرأ من الحفظ ومن الصحيفة ايضا من غير تعلم الخط وكان منبع الكمالات كلها حتى انه علم الكتاب الخط وقوانينه وأصحاب الحرف دقائق حرفتهم . { انه يعلم الجهر وما يخفى } تعليل لما قبله وما موصولة وكل من الجهر والاخفاء شامل لما كان من قبيل القول والعمل والاخفاء والاخفاء لما فى الضمائر من النيات اى يعلم ما ظهر وما بطن من الامور التى من جملتها ما أوحى اليك فينسى ما يشاء انساءه ويبقى محفوظا ما يشاء ابقاءه لما نيط بلك منهما من مصالح دينكم. ٨ { ونيسرك لليسرى } عطف على نقرئك واليسرى فعلى من اليسر وهو السهولة ويسرت كذا سهلت وهيأت وضمن نيسرك معنى التوفيق ولذا عدى بدون اللام والا فالعبارة المعتادة أن يقال جعل الفعل الفلانى ميسرا لفلان لاأن يقال جعل فلان ميسرا للفعل الفلانى كما فى الآية فانه قيل ونيسرك لليسرى ولا ونيسر اليسرى لك وقال بنون العظمة لتكون عظمة المعطى دليلا على عظمة العطاء وفى الارشاد تعليق التيسير به عليه السلام مع ان الشائع تعليقه بالامور المسخرة للفاعل كما فى قوله تعالى ويسر لى أمرى لليذان بقوة تمكينه عليه السلام من اليسرى والتصرف فيها بحيث صار ذلك ملكة راسخة له كأنه عليه السلام جبل كما فى قوله عليه السلام ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) والمعنى ونوفقك توفيقا مستمرا توفيقا للطريقة اليسرى اى التى هى أيسر وأسهل فى كل باب من ابواب الدين علما وتعليما واهتدآء وهداية فيندرج فيه نيسير طريق تلقى الوحى والاحاطة بما فيه من احكام الشريعة السمحة والنواميس الالهية مما يتعلق بتكميل نفسه عليه السلام وتكميل غيره كما يفصح عنه الفاء فى قوله تعالى ٩ { فذكر ان نفعت الذكرى } اى فذكر الناس حسبما يسرناك له بما يوحى اليك واهدهم الى ما فى تضاعيفه من الاحكام الشريعة كما كانت تفعله ان نفع التذكير والعظة والنصيحة وتقييد التذكير بنفع الذكرى لما ان رسول اللّه عليه السلام طالما كان يذكرهم ويستفرغ فيه جهده حرصا على ايمانهم وكان لا يزيد ذلك بعضهم الا كفرا وعنادا فأمر عليه السلام بأن يخص التذكير بمدار النفع فى الجملة بأن يكون من يذكره كلا او بعضا ممن يرجى منه التذكر ولا يتعب نفسه فى تذكير من لا يزيده التذكير الا عتوا ونفورا من المطبوع على قلوبهم كما فى قوله تعالى فذكر بالقرءآن من يخاف وعيد حرف الشك راجع الى النبى عليه السلام لا الى اللّه وفى كشف الاسرار ان تجيئ فى العربية مثبتة لا لشرط فتكون بدل قد كقوله وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقد علم عليه السلام ان الذكرى تنفع لا محالة اما فى ترك الكفر او ترك المعصية او فى الاستكثار من الطاعة فهو حث على ذلك وتنبيه على انها تنفع الا أن يكون مطبوعا على قلبه غير مستعد للقبول فالنفع مشروط بشرط الاستعداد زمين شوره سنبل بر نيارد ... در وتخم عمل صابع مكردان والحاصل ان التذكير خاص بالمنتفع وذلك فى النهاية واما فى البداية فعام وما على الرسول الا البلاغ من آنجه شرط بلاغست باتوميكويم ... تواخواه ازسخنم بندكير وخواه ملال قال القاشانى أجمل فى قوله ان نفعت الذى تم فصل بقوله ١٠ { سيذكر من يخشى } اى سيتذكر بتذكيرك ك يعنى زود باشد كه بندبذيرد . من من شأنه أن يخشى اللّه حق خشيته او من يخشى اللّه فى الجملة فيزداد ذلك بالتذكير فيتفكر فى امر ما تذكر به فيقف على حقيقته فيؤمن به وفى التفسير الكبير الناس فى أمر المعاد على ثلاثة أقسام منهم من قطع بصحته ومنهم من جوز وجوده ولكنه غير قاطع فيه لا بالنفى ولا بالاثبات ومنهم من أصر على انكاره والقسمان الاولان ينتفعون بالتذكير بخلاف الثالث. ١١ { ويتجبنها } اى يتبعد من الذكرى ولا يسمعها سماع القبول { الاشقى } اى الزآئدة فى الشقاوة من الكفرة لتوغله فى عداوة النبى عليه السلام مثل الوليد بن المغيرة وأبى جهل ونحوها او الاشقى هو الكافر مطلقا لانه أشقى من الفاسق وروى ان من يخشى هو عثمان بن عفان رضى اللّه عنه والاشقى رجل من المنافقين وذلك ان المنافق كانت له نخلة مائلة فى دار رجل من الانصار فسقط نمرها فى داره فذكر ذلك لرسول اللّه عليه السلام فارسل الى المنافق ولم يكن يعلم بنفاقه فسأله ان يعطى النخلة للانصارى على ان يعطيه نخلة فى الجنة فقال أبيع عاجلا بآجل لا افعل فأعطاه عثمان رضى اللّه عنه حائط نخل له فنزلت الآية كام فى التكملة ونظيره ان رجلا قضى للنبى عليه السلام حاجة قال أئتنى بالمدية فأتاه فقال ايما أحب اليك ثمانون من الضأن او أدعو اللّه ان يجعلك معى فى الجنة قال بل ثمانون من الضأن قال اعطوه اياها ثم قال ان اصحابة موسى عليه السلام كانت أعقل منك وذلك ان عجوزا دلته على عظام يوسف عليه السلام فقال لها موسى ايما أحب اليك اسأل اللّه ان تكون معى فى الجنة او مائة من الغنم قالت الجنة. هركه بيندمر عطارا صد عوض ... زود در بازد عطار ازين غرض آرزوى كل بود كل خواره را ... كلشكر نكوارد آن بيجاره را ١٢ { الذى يصلى النار الكبرى } اى يدخل الطبقة السفلى من طبقات النار. وآتش آن از آتش دركات ديكر تيز تروسوزنده تراست وآن جاى آل فرعون ومنافقان ومنكران مائده عيسى عليه السلام باشد ونار صغرى رر طبقه عليا كه جاى كنهكاران امت محمد مصطفاست عليه السلام. فالكبرى اسم تفصيل لانه تأنيث الاكبر والمفضل هو ما فى اسفل دركات جهنم من النار التى هى نصيب الكفار كما قال تعالى ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار والمفضل عليه ما فى الدركات التى فوقها فان لجهنم نيرانا ودركات متفاضلة كما ان فى الدنيا ذنوبا ومعاصى متفاضلة فكما ان الكفار أشقى العصاة كذلك يصلون أعظم النيران وقيل الكبرى نار جهنم والصغرى نار الدنيا يعنى ان المفضل نار الآخرة والمفصل عليه نار الدنيا لقوله عليه السلام ناركم هذه جزء من سبعين جزأ من نار جهنم وقد غمست فى ماء البحر مرتين ليدنى منها وينتفع بها ولولا ذلك ما دنوتم منها ويقال انها تتعوذ باللّه من جهنم وان ترد اليها. يقول الفقير الظاهر ان المراد بالنار الكبرى هو العذاب الاكبر فى قوله تعالى فيعذبه اللّه العذاب الاكبر وهو عذاب الآخرة واما العذاب لاصغر فهو عذاب الدنيا وعذاب البرزخ فانه يصغر بالنسبة الى عذاب الآخرة قال بعض الحكماء علامة الشقاوة اشياء كثيرة الاكل والشرب النوم والاصرار على الذنب وقساوة القلب وكثرة الذنب ونسيان الرب والوقوف بين يدى الملك الجبار فهذا هو الاشقى الذى يدخل النار الكبرى وفى التأويلات النجمية النار ناران نار حجاب الدنيا بالاشتغال بالشهوات والذات وهى الصغرى ونار حجار الآخرة وهو الابتلاء بالخذلان والخسران والطرد والهجران كام قال تعالى ومن كان فى هذه اعمى فهو فى الآخرة اعمى واضل سبيلا لفوات الاستعداد وقال القاشانى النار الكبرى هى نار الحجاب عن الرب بالشرك والوقوف مع الغير نار القهر فى مقام الصفات ونار الغضب والسخط فى مقام الافعال ونار جهنم الآثار فى المواقف الاربعة من موقف الملك والملكوت والجبروت وحضرة اللاهوت أبدا الآبدين فما اكبر ناره. ١٣ { ثم لا يموت فيها } حتى يستريح { ولا يحيى } حياة تنفعه كما يقال لمن ابتلى بالبلاء الشديد لا هو حى ولا هو ميت وثم للتراخى من مراتب الشدة لان التردد بين الموت والحاية افظع من نفس الصلى وقال ابن عطاء لا يموت فيستريح من غم القطعية ولا يحيى فيصل الى روح الوصلة وفى التأويلات النجمية لا يموت نفسه بالكلية ليستريح من عقوبات الحجاب والاحتجاب ولا يحيى قلبه بحاية الايمان لكونه فى دار الجزآء لا فى دار التكليف وقال القاشانى لا يموت لامتناع انعدامه ولا يحيى بالحقيقة لهلاكه الروحانى اى يتعذب دآئما سرمدا فى حالة بتمنى عندها الموت وكلما احترق وهلك اعيد الى الحياة عذب فلا يكون ميتا مطلقا ولا حيا مطلقا. يقول الفقير لا يموت لان الموت يذبح فلا موت ولا يحيى لان المغموم كالميت فيبقى فى العذاب الروحانى كما يبقى فى العذاب الجسمانى قال بعض الكبار لا حياة الا عن موت ولا موت الا عن رؤية حى فمن مات غير هذا الموت فلا يحيى ومن حى غير هذا الحياة فهى حياة حيوانية لا حياة انسانية. ١٤ { قد افلح } اى نجا من المكروه وظفر بما يرجوه { من تزكى } اى تطهر من الكفر والمعاصى يتذكره واتعاظه بالذكرى او تكثر من التقوى والخشية من الزكاء وهو النماء وكلمة قد لما أن عند الاخبار بسوء حال المتجنب عن الذكرى فى الآخرة يتوقع السامع الاخبار بحسن حال المتذكر فيها وينتظره. ١٥ { وذكر اسم ربه } بقليه ولسانه { فصلى } اقام الصلوات الخمس كقوله اقم الصلاة لذكرى اى كبر تكبيرة الافتتاح فصلى فالمراد بالذكر تكبيرة الافتتاح لكن لا يختص الذكر عند الحنفية بأن يقول اللّه اكبر لعموم الذكر ودل العطف بالفاء التعقيبية على عدم دخول الكبير فى الاركان لان العطف يقتضى المغايرة بين المعطوفين قال الامام مراتب اعمال المكلف ثلاث فاولاها ازالة العقائد الفاسدة عن القلب وهى المراد بالتزكى والثانية استحضار معرفة اللّه بذاته وصفاته واسمائه وهى المراد بالذكر لان الذكر بالقلب ليس الا المعرفة والثالثة الاشتغال بالخدمة والطاعة وهى المرادة بالصلاة فانها عبارة عن التواضع والخشوع فمن استنار قلبه بمعرفة جلال اللّه لا بدو ان يظهر فى جوارحه واعضائه اثر الخضوع والخشوع قال بعضهم خلق اللّه وجها يصلح للسجدة ويعينا تصلح للعبرة وبدنا يصلح للخدمة وقلبا يصلح للمعرفة وسرا يصلح للمحبة فاذكروا نعمة اللّه عليكم حيث زين ألسنتكم بالشهادة وقلوبكم بالمعرفة وابدانكم بالعبادة ( روى ) عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن اللّه تعالى قال اللّه سبحانه ( ان لى مع المصلين ثلاث شرآئط احداها تنزل الرحمة من عنان السماء الى مفرق رأسه ما دام فى صلاته والثانية حفته الملائكة بأجنحتها والثالثة أناجى معه كلما قال يا رب اقول لبيك ) ثم قال عليه السلام ( لو علم المصلى من يناجى ما التفت ) ( وروى ) عن ابن عمر رضى اللّه عنه ان المراد بالتزكى اخراج صدقة الفطر قبل المضى الى المصلى وبالذكران يكبر فى الطريق حين خروجه الى المصلى وبالصلاة ان يصلى صلاة العيد بعد ذلك مع الامام وهذه السورة وان كانت مكية بالاجماع ولم يكن بمكة عيد ولا صدقة فطر الا انه لما كان فى علمه ان ذلك سيكون اثنى اللّه على من فعل ذلك فانه تعالى قد يخبر عما سيكون وفى الآية اشارة الى تطهير النفس عن المخالفات الشرعية وتطهير القلب عن المحبة الدنيوية بل عن ملاحظة الغير والتوجه الى اللّه تعالى بقدر الاستعداد اذ لا يكلف اللّه نفسا الا وسعها. ١٦ { بل تؤثرون الحياة الدنيا } اضراب عن مقدر ينساق اليه الكلام كأنه قيل اثر بيان ما يؤدى الى الفلاح لا تفعلون ذلك بل تختارون اللذات العاجلة الفانية فتسعون لتحصيلها والخطاب اما للكفرة فالمراد بايثار الحياة الدنيا هو الرضى والاطمئنان بها والاعراض عن الآخرة بالكية كما فى قوله تعالى وان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها الآية او للكل فالمراد بايثارها ما هو أعم مما ذكر وما لا يخلو عنه اناس غالبا من ترجيح جانب الدنيا على الآخرة فى السعى وترتيب المبادى والالتفات على الاول لتشديد التوبيخ وعلى الثانى كذلك فى حق الكفرة ولتشديد العتاب فى حق المسلمين وفى فتح الرحمن فالكافر يؤثرها ايثار كفر يرى ان لاآخرة والمن يؤثرها ايثار معصية وغلبة نفس الا من عصم اللّه وفى عين المعانى خطاب للامة اذ كل يميل الى الدنيا اما رغبة فيها وادخار الثواب الآخرة ( وفى كشف الاسرار ) مصطفى عليه السلام اول قلم فتوى. در حق دنيا اين راندكه حلالها حساب وحرامها عذاب آنكه برو لعنت كردكه . الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر اللّه. اكردينت همى بايد زدننا دار بى بكسل ... ورت دنيا همى بايدبده دين وببر دنيا ورازدوزخ همى ترسى بمالى بس مشوغره ... كه اينجاصورتش مالست وآنجاشكلش ازدرها جه مانى بهر مردارى جوزاغان اندرين بستى ... قفص بشكن جو طاوسان يكى بربربزين بالا ١٧ { والآخرة خير وأبقى } حال من فاعل تؤثرون مؤكدة للتوبيخ والعتاب اى تؤثرونها على الآخرة والحال ان الآخرة خير فى نفسها لما ان نعيمها مع كونه فى غاية ما يكون من اللذاة خالص عن شائبة الغائلة أبدى لا الصرام له وعدم التعرض لبيان تكدر نعيم الدنيا بالمنغصات وانقطاعه عما قليل لغاية ظهوره وفيه اشارة الى ان ظواهر الاشياء بالنسبة الى حقائقها كالقشر بالنسبة الى اللب واللب خير من القشر وتقى لان لب الحب يحفظ زمانا طويلا وقشره اذا سلخ من اللب يطرح فى النار او يرمى بالمزابل فيفنى بعد اليومين او اكثر فأرباب القشر يؤثرون الامور الظاهرة الخسيسة الدنية الفانية على الامور الباطنة المعنوية الشريفة العزيزة الباقية لكونهم محجوبين عن الآخرة وارباب اللب يختارون الآخرة بل اللّه الآخر كما قال قل اللّه ثم ذرهم ويقال قد افلح من تزكى اى من تاب من الذنوب وذكر اسم ربه يعنى اذا سمع الاذان خرج الى الصلاة ثم ذم تارك الجماعة لاجل اشتغاله بالدنيا فقال بل تؤثرون الحياة الدنيا يعنى تختارون عمل الدنيا على عمل الآخرة وعمل الآخرة خير وابقى من عمل الدنيا والاشتغال بها وبزينتها. ١٨ { ان هذا } اشارة الى ما ذكر من قوله تعالى قد افلح من تزكى { لفى الصحف الاولى } جميع صحيفة وهى الكتاب قال الراغب الصحيفة المبسوط من كل شئ كصحيفة الوجه والصحيفة التى كان يكتب فيها والمصحف ما جعل جامعا للصحف المكتوبة والمعنى لثابت فيها يعنى ان تطهير النفس عما لا ينبغى وتكميل الروح بالمعارف وتكميل الجوارح بالطاعة والزجر عن الالتفات الى الدنيا والترغيب فى الآخرة وفى ثواب اللّه فى دار كرامته لا يجوزان يختلف باختلاف الشرآئع. ١٩ { صحف } جدك { ابراهيم } الخليل عليه السلام { و } صحف اخيك { موسى } الكليم عليه السلام بدل من الصحف الاولى ( روى ) ان جميع ما انزل اللّه من كتاب مائة واربعة كتب انزل على آدم عليه السلام عشر صحف حروف التهجى صحيفة منها وعلى شيت عليه السلام خمسين صحيفة وعلى ادريس عليه السلام ثلاثين صحيفة وعلى ابراهيم عليه السلام عشر صحائف والتوراة والانجيل والزبور والفرقان فصحف موسى هى الالواح التى كتبت فيها التوراة كذا قال الامام وفى التيسير صحف شيت وهى ستون وصحف ابراهيم وهى ثلاثون وصحف موسى قبل التوراة وهى عشر والتوراة والانجيل والزبور والقرءآن وكان فى صحف ابراهيم ينبغى للعاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون حافظا للسانه عارفا بزمانه مقبلا على شانه وايضا الخروج عما سوى اللّه بنعت التجريد كما قال انى بريئ مما تشركون والاقبال على اللّه لقوله انى وجهت وجهى للذى فطر السموات والارض ونقل من صحف موسى يقول اللّه يا ابن آدم اعمل لنفسك قبل نزول الموت بلك ولا تغرنك المطية فان على آثارها السفر ولا تلهينك الحياة وطول الامل عن التوبة فانك تندم على تاخيرها حين لا ينفعك الندم يا ابن آدم اذا لم تخرج حقى من مالى الذى رزقتك اياه ومنعت منه الفقرآء حقوقهم سلطت عليك جبارا ياخذه منك ولا اثيبك عليه وفى صحف موسى ايضا سرعة الشوق الى جماله والندم على الوقوف فى المقامات عند تعريف الصفات لقوله انى تبت اليك وأنا اول المؤمنين وفى التيسير دل الكلام على قول الامام الاعظم رحمه اللّه ان قرآءة القرءآن بالفارسية فى الصلاة صحيحة وهو قرءآن بأى لسان قرئ لانه جعل هذا المذكور مذكورا فى تلك الصحف ولذلك قال وانه لفى زبر الاولين ولا شك انه لم يكن فيها بهذا النظم وبهذه اللغة وكان قرءآنا لان العبرة بالمعانى والالفاظ ظروف وقوالب لها انتهى وفيه تأييد لمن جوز نقل الحديث بالمعنى وعن عائشة رضى اللّه عنها قالت كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ فى الركعتين اللتين يوتر بعدهما يسبح اسم ربك الاعلى وقل يا أيها الكافرون وفى الوتر بقل هو اللّه احد وقل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس وبه عمل الشالعى ومالك رحمهما اللّه وما عند أبى حنيفة واحمد والمستحب قى الثالثة الاخلاص فقط. |
﴿ ٠ ﴾