٣ { وما خلق الذكر والانثى } ما عبارة عن صفة العالم كما فى وما بناها وانها لتو غلها فى الابهام افادت أن الوصف الذى استعملت هى فيه بالغ الى اقصى درجات القوة والكمال بحيث كان مما لا يكتنه كنهه وانه لا سبيل للعقل الى ادراكه بخصوصه وانما الممكن هو ادراكه بامر عام صادق واللامان للحقيقة ويجوز ان يكونا للاستغراق اى والقادر العظيم القدرة الذى خلق صنفى الذكر والانثى من كل نوع له توالد فخرج مثل البغل والبغلة وقيل ان اللّه لم يخلق خلقا من ذوى الارواح ليس يذكر ولا انثى والخنثى وان اشكل امره عندنا فهو عند اللّه غير مشكل معلوم بالذكورة او الانوثة فلو حلف بالطلاق انه لم يلق يومه ذكرا ولا انتثى وقد لقى خشى مشكلا كان حانثا لانه فى الحقيقة اما ذكر او انثى وان كان مشكلا عندنا كما فى الكشاف وقيل انهما آدم وحوآء عليهما السلام على أن اللام للعهد قال تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وعن ابن مسعود رضى اللّه عنه انه كان يقرأ والذكر والانثى قال علقمة قدمنا الشأم فأتانا ابو الدردآء رضى اللّه عنه فقال أفيكم من يقرأ قرأءة عبد اللّه بن مسعود فاشاروا الى فقلت نعم انا فقال كيف يقرأ هذه الآية قلت سمعته يقرأ والذكر والانثى قال وانا كهذا واللّه سمعت رسول اللّه عليه السلام يقرأها وهؤلاء يريدوننى على أن اقرأها وما خلق فلا اتابعهم وفيه اشارة الى الذكر الذى هو الروح والانثى التى هى النفس وقد ولد القلب من ازدواجهما وعند بعض العارفين الليل ذكر والنهار انثى كما سبق فى النازعات. |
﴿ ٣ ﴾