سُورَةُ الْكَوْثَرِ

وَهِيَ ثَلاَثَ آيَةً

١

{ انا } ان جار مجرى القسم فى تأكيد الجملة

{ اعطيناك } بصيغة الماضى مع ان العطايا الاخروية واكثر ما يكون فى الدنيا لم تحصل بعد تحقيقا لوقوعها

{ الكوثر } اى الخير المفرط الكثرة من العلم والعمل وشرف الدارين فوعل من الكثرة كنوفل من النفل وجوهر من الجهر قيل لاعرابية آن ابنها من السفر ثم آب ابنك قالت آب بكوثر اى بالعدد الكثير من الخير قال فى القاموس الكثور الكثير من كل شئ وفى المفردات وقد يقال للرجل السخى كوثر ويقال تكوثر الشئ كثر كثرة متناهية وروى عنه عليه السلام انه قرأها فقال ( اتدرون ما الكوثر انه نهر فى الجنة وعدنيه ربى فيه خير كثير أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء لا يظمأ من شرب منه ابدا اول وارد به فقرآء المهاجرين لدنسوا الثياب الشعث الرؤس الذين لا يزوحون المنعمات ولا تفتح لهم ابواب السدد ويموت احدهم وحاجته تتلجلج فى صدره لو أقسم على اللّه لائبره ) وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما انه فسر الكثر بالخير الكثير فقال له سعيد بن جبير ان ناسا يقولون هو نهر فى الجنة فقال هو الخير الكثير وعن عائشة رضى اللّه عنها من ارارد ان يسمع خيرير الكوثر فليدخل اصبعيه فى اذنيه وقال عطاء هو حوضه لكثرة وارديه وفى الحديث ( حوضى ما بين صنعاء الى ايلة على احدى زواياه ابو بكر وعلى الثانية عمر وعلى الثالثة عثمان وعلى الرابعة على فمن ابغض واحدا منهم لم يسقه الآخر ) فيكون الحوض فى المحشر والاظهر ان جميع نعم اللّه داخلة فى الكوثر ظاهرة او بطانه فمن الظاهرة خيرات الدنيا والآخر ومن الباطنة العلوم اللدنية الحاصلة بالفيض الالهى بغير اكتساب بواسطة القوى الظاهرة الباطنة.

صاحب تأويلات فرموده كه كوثر معرفت كثرتست بوحدت وشهود وحدت درعين كثرت واين نهريست دربستان معرفت هركه ازو سيراب شدايد ازتشكئ جهالت ايمن است واين معنى خاصه حضرت رسالت عليه السلام وكمل اولياء امت او.

﴿ ١