سُورَةُ ”الْكَافِرُونَ“ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سِتُّ آياَتٍ

١

{ قل يا أيها الكافرون } قالوا فى مناداتهم بهذا الوصف الذى يسترذلونه فى بلدتهم ومحل عزهم وشوكتهم ايذان بأنه عليه السلام محروس منهم ففيها علم من اعلام النبوة وفى التعبير بالجمع الصحيح دلالة على قلتهم او حقارتهم وذلتهم وهم كفرة مخصوصة كالوليد بن المغيرة وابى جهل والعاص بن وائل وامية بن خلف والاسود ن عبد يغوث والحارث بن قيس ونحوهم قد علم اللّه انه لا يأتى ولا يتأتى منهم الايمان ابدا على ما هو مضمون السورة بالخطاب للرسول عليه السلام بالنسبة الى قوم مخصوصين فلا يد ان مقتضى هذا الامر ان يقول كل مسلم ذلك لكل جماعة من الكفار مع ان الشرع ليس حاكما به روى ان رهطا من عتاة قريش قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك بعبد آلهتنا سنة ونبعد الهك سنة فقال ( معاذ اللّه ان اشرك باللّه غيره ) فقالوا استلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد الهك فنزلت فغدا الى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤوسهم فقرأها عليهم فأيسوا منه عند ذلك وآذوه وصاحابه وفيه اشارة الى الذين ستروا نور استعدادهم الاصلى بظلمة صفات النفوس وآثار الطبيعة فحجبوا عن الحق بالغير.

﴿ ١