٢ { ما اغنى عنه ماله وما كسب } اى لم يغن عنه حين حل به التبات ولم ينفعه اصلا على ان ما نافية او أى شئ اغنى عنه على انها استفهايمة فى معنى الانكار منصوبة بما بعدها على انها مفعول به او أى اغناء اغنى عنه على انها مفعول مطلق اصل ماله وما كسبه به من الارباح والنتائج والمنافع والوجاهة والاتباع ولا احد اكثر مالا من قارون وما دفع عنه الموت والعذاب ولا اعظم ملكا من سليمان عليه السلام وقد قيل فيه نه برياد رفتى سحر كاه وشام ... سرير سليمان عليه السلام بآخر نديديكه برباد رفت ... خنك آنكهبادانش وداد رفت او ماله الموروث من ابيه والذى كسبه بنفسه او عمله الخبيث الذى هو كيده فى عداوة النبى عليه السلام او عمله الذى ظن انه منه على شئ كقوله تعالى وقمنا الى ما علموا من عمل فجعلناه هباء منثورا وقال بعضهم ما كسب منفعة وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما ما كسب ولده ( وروى ) انه كان يقول ان كان ما يقول ابن اخى حقا فانا افتدى منه نفسى بمالى وولدى فاستخلص منه وقد خاب رجاه وما حصل ما تمناه فافترس ولده عتبة اسد فى طريق الشأم وذلك ان عتبة بن ابى لهب وكان تحته ابنة رسول اللّه عليه السلام اراد الخروج الى الشأم قال لآتين محمدا فلأوذينه فأتاه فقال يا محمد هو كافر بالنجم اذا هوى وبالذى دنا فتدلى ثم نفل فى وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورد عليه ابنته وطلقها فقال عليه السلام ( اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ) فرجع عتبة الى أيه فأخبره ثم خرجوا الى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال ان هذه ارض مسبعة فقال ابو لهب اعينونى يا مشر عريش هذه الليلة فانى اخاف على ابنى دعوة محمد فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة فجاه الاسد يتخللهم ويتشمم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله وهلك ابو لهب بالعدسة بعد وقعة بدر لسبع ليال والعدسة بثرة تخرج فى البدن تشبه العدسة وهى من جنس الطاعون تقتل غالبا فاجتنبه أهله مخافة العدوى وكانت قريش تتقيها كالطاعون فبقى ثلاث حتى انتن ثم استأجروا بعض السودان واحتملوه ودفنوه فكان الامر كما اخبر به القرءآن وفى انسان العيون لم يحفروا له حفرة ولكن اسندوه الى حائط وقذفوا عليه الحجارة خلف الحائط حتى واروه وفى رواية حفرة له ثم دفعوه بعود فى حفرته وقذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه وعن عائشة رضى اللّه عنها انها كانت اذا مرت بموضعه ذلك غطت وجهها والقبر الذى يرجم خارج باب الشبيكة الآن ليس بقبر ابى لهب وانما هو قبر رجلين لطخا الكعبة بالعذبة وذلك فى دولة بنى العباس فان الناس اصبحوا يوما فوجدوا الكعبة ملطخة بالعذرة فرصدوا للفاعل فأمسكو هما بعد ايام فصلبا فى ذلك الموضع فصارا يرجمان الى الآن. |
﴿ ٢ ﴾