٥

قوله تعالى ( إياك نعبد ) هو تعليم علم المؤمنين كيف يقولون إذا قاموا بين يديه في الصلاة فأمرهم بأن يذكروا عبوديتهم وضعفهم حتى يوفقهم ويعينهم فقال { إياك نعبد } أي نوحد ونطيع

وقال بعضهم { إياك نعبد } يعني إياك نطيع طاعة نخضع فيها لك

قوله { وإياك تسعين } يقول بك نستوثق على عبادتك وقضاء الحقوق ففي هذا دليل على أن الكلام قد يكون بعضه على وجه المغايبة وبعضه على وجه المخاطبة لأنه افتتح السورة بلفظ المغايبة وهو قوله { الحمد للّه } ثم ذكر بلفظ المخاطبة فقال ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهذا كما قال في آية أخرى { هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك } يونس ٢٢ فذكر بلفظ المخاطبة ثم قال { وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها } يونس ٢٢ على المغايبة ومثل هذا في القرآن كثير

﴿ ٥