١٦

وقوله تعالى { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } يعني اختاروا الكفر على الإيمان وفي الآية دليل أن الشراء قد يكون بالمعنى دون اللفظ وهو المبادلة لأن اللّه تعالى سمى استبدالهم الضلالة بالهدى شراء ولم يكن هنالك لفظ شراء

وقوله { فما ربحت تجارتهم } فقد أضاف الربح إلى التجارة على وجه المجاز والعرب تقول ربحت تجارة فلان وخسرت تجارة فلان وإنما يريدون به أنه ربح في تجارته وخسر في تجارته واللّه تعالى أنزل القرآن بلغة العرب على ما يتعارفون فيما بينهم قال { فما ربحت تجارتهم } يعني فما ربحوا في تجارتهم

وقوله تعالى { وما كانوا مهتدين } قال بعضهم معناه وما هم بمهتدين في الحال كقوله تعالى { كيف نكلم من كان فى المهد صبيا } مريم ٢٩ يعني من هو في المهد في الحال

وقال بعضهم معناه { وما كانوا مهتدين } من قبل لأنهم لو كانوا مهتدين من قبل لوفقهم اللّه تعالى في الحال ولكن لما لم يكونوا مهتدين من قبل خذلهم اللّه تعالى مجازاة لأفعالهم الخبيثة

﴿ ١٦