٣١فذلك قوله تعالى { وعلم آدم الأسماء كلها } يعني ألهمه أسماء الدواب وغيرها { ثم عرضهم على الملائكة } هكذا مكتوب في مصحف الإمام عثمان رضي اللّه عنه وأما مصحف ابن مسعود وأبي بن كعب ففي أحدهما { ثم عرضها } وفي الآخر ( ثم عرضهن على الملائكة ) فأما من قرأها { ثم عرضهن } يعني به جماعة الدواب ومن قرأ { ثم عرضها } يعني به جميع الأسماء وأما من قرأ { ثم عرضهم } يعني به جماعة الأشخاص إذ الأشخاص تصلح أن تكون عبارة عن المذكر والمؤنث وإن اجتمع لفظ المذكر والمؤنث غلب المذكر على المؤنث ثم قوله تعالى { فقال أنبؤوني بأسماء هؤلاء } يعني أخبروني عن أسماء هذه الأشياء التي في الأرض { إن كنتم صادقين } في قولكم { أتجعل فيها من يفسد فيها } وقال مقاتل معناه كيف تقولون فيما لم أخلق بعد أنهم يفسدون وأنتم لا تعرفون ما ترونه وتنظرون إليه ويقال في هذه الآية دليل على أن أولى الأشياء بعد علم التوحيد ينبغي أن يتعلم علم اللغة لأنه أراهم فضل آدم بعلم اللغة وقال بعضهم إنما علمه الأسماء وما فيها من الحكمة ليظهر فضله بعلم الأسماء وما فيها من الحكمة |
﴿ ٣١ ﴾