٤٩

قوله تعالى { وإذ نجيناكم من آل فرعون } إنما خاطبهم وأراد به آباءهم لأنهم كانوا يتولون آباءهم فأضاف إليهم ومعناه واذكروا إذ نجيناكم من قوم فرعون { يسومونكم سوء العذاب } أي يعذبونكم بأشد العذاب وأقبح العذاب ويقال في اللغة سامه الخسف إذا أولاه الهوان يعني يولونكم بأشد العذاب ثم بين العذاب فقال { يذبحون أبناءكم } الصغار { ويستحيون نساءكم } يعني يستخدمون نساءكم وأصله في اللغة من الحياة يقال استحيا يستحيي إذا تركه حيا وكانوا يذبحون الأولاد ويتركون النساء أحياء للخدمة وذلك أن فرعون قالت له كهنته يولد في بني إسرائيل مولود ينازعك في ملكك فأمر بأن يذبح كل ابن يولد في بني إسرائيل وتترك البنات

قال تعالى { وفي ذلكم بلاء } يعني في أي إنجاء اللّه تعالى من ذبح الأولاد واستخدام النساء نعمة لكم { من ربكم عظيم } فالبلاء يكون عبارة عن النعمة ويكون أيضا عبارة عن البلية والشدة وأصله من الابتلاء والاختبار يكون بهما جميعا فإن أراد به النعمة فمعناه { وفي ذلكم بلاء } يعني من انجاء اللّه تعالى من ذبح الأولاد واستخدام النساء نعمة لكم من ربكم عظيم وإن أراد به العذاب فمعناه { وفي ذلكم } يعني في ذبح الأبناء واستخدام النساء بلاء لكم من ربكم عظيم

﴿ ٤٩